الشيخ : (( خالِصَةً لَكَ مِن دونِ المُؤمِنينَ )) ، ولما أباح له أن يتزوّج زينب بنت جحش وكانت مع زيد بن حارثة قال (( فَلَمّا قَضى زَيدٌ مِنها وَطَرًا زَوَّجناكَها )) بعده؟ (( لِكَي لا يَكونَ عَلَى المُؤمِنينَ حَرَجٌ في أَزواجِ أَدعِيائِهِم )) ولم يقل لكي لا يكون عليك، مع أن الحكم قد سيق لمن؟
السائل : ... .
الشيخ : للرسول عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على أن ما ثبت للرسول ثبت للأمة وهذا واضح، ولهذا يجب علينا أن نحترز من كوْن بعض العلماء رحمهم الله إذا أعياهم الجمع بين الأحاديث قالوا هذا خاص بالرسول، كطريقة أخرى يتبعها بعض العلماء إذا أعياهم الجمع قالوا هذا منسوخ، وهذا غلط، بل إذا أعياك الجمع فقل الله ورسوله أعلم، فإن قال قائل (( لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ )) أعرب حسنة؟ عقيل؟
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم، وهل يمكن أن تكون هناك أسوة غير حسنة؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم، تكون غير حسنة وهو أن لا يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام اتباعا تاما، يعني قد يصلي كما صلى الرسول لكن يحصل منه خلل في صلاته، فهذا لم يتأسى به أسوة حسنة، فالعبارة لها مفهوم، وهو أن المتأسّين بالرسول صلى الله عليه وسلّم قد يتأسون به تأسيا كاملا فهذه هي الأسوة الحسنة يا أيوب، وقد يتأسون به أسوة قاصرة فهذه أسوة لكنها قاصرة، وفيه أيضا إطلاق التسبيح على الصلاة، لقوله ( لو كنت مسبحا لأتممت ) ، ومنه قوله تعالى (( فَسُبحانَ اللَّهِ حينَ تُمسونَ وَحينَ تُصبِحونَ * وَلَهُ الحَمدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَعَشِيًّا وَحينَ تُظهِرونَ )) فإن هذه الأية في بيان أوقات الصلوات الخمس، نعم.
السائل : شيخ؟

الشيخ : سليم؟
السائل : ... الإمام مسافر ... .
الشيخ : يتم.
السائل : ... .
الشيخ : أي لكن أتى، الصحابة رضي الله عنهم صلوا خلف عثمان رضي الله عنه في منى أربع ركعات وهم يُنكرون عليه هذا، لكن صلوا معه دفعا للخلاف، نعم.
السائل : شيخ بارك الله فيكم، ... ما سبق أن ... النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أو ... صريحا أو ... ، هل نقول في القسم ... محكم إن الأصل فيه ... كما قلنا في ... صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : ذكرنا هذا مفصلا فيما سبق، راجعه وتجد جواب سؤالك، نعم؟

القارئ : حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قالوا حدثنا حماد وهو ابن زيد ح وحدثني زهير بن حرب ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا إسماعيل كلاهما عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلى الظهر بالمدينة أربعا وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين ) .

القارئ : حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان قال حدثنا محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة سمعا أنس بن مالك يقول ..
الشيخ : قال سمعت، أنهما سمعا. لا ما هي أصل لكن عند القراءة.
القارئ : نعم، حدثنا محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة أنهما سمعا أنس بن مالك يقول : ( صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم الظهر بالمدينة أربعا وصليت معه العصر بذي الحليفة ركعتين ).

القارئ : وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار كلاهما عن غندر قال أبو بكر حدثنا محمد بن جعفر غندر عن شعبة؟
الشيخ : نعم.
القارئ : غندر عن شعبة عن يحيى بن يزيد الهنائي قال: ( سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ )، شك.
الشيخ : أو؟
القارئ : شعبة الشاك.
الشيخ : أو؟ أو ثلاثة؟
القارئ : أو ثلاثة فراسخ شعبة.
الشيخ : ... عندك بهذا؟
الطالب : ... .
القارئ : فراسخ.
الشيخ : نعم.
القارئ : أو ثلاثة فراسخ، شعبة الشاك، صلى ركعتين.

الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم
أما الحديث الأول حديث أنس رضي الله عنه بطريقيه ففيه دليل على أن الإنسان إذا صلى إحدى المجموعتين تامة لكونه في البلد ثم خرج وسافر فإنه يصلي الثانية مقصورة، لا يُقال إن وقت الظهر والعصر وقتان عند الضرورة في الجمع، بل كل صلاة منفردة عن الأخرى، فإذا صلى الظهر في بلده وسافر صلى العصر ركعتين، وكذلك على القول الراجح لو دخل الوقت وقت الظهر وهو في البلد ثم سافر قبل أن يصلي وصلاها في السفر فإنه يصليها ركعتين اعتبارا بفعل الصلاة كما أنه لو دخل عليه الوقت وهو في السفر ثم وصل المدينة وصلى فإنه يصلي أربعا اعتبارا بالفعل.

الشيخ : أما حديث أنس الثالث فإنه يقول إن النبي صلى الله عليه وسلّم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ صلى ركعتين، فهذا الحديث اختلف العلماء في معناه منهم من قال إنه إذا خرج ثلاثة أميال أو فراسخ في سفر طويل فإنه يصلي ركعتين يعني قبل استكمال مدّة السفر، مثال ذلك أراد إنسان من أهل المدينة أن يسافر إلى مكة، فهل نقول له لا تقصر حتى تتجاوز المسافة وهي يومان أو نقول اقصر إذا خرجت مسيرة ثلاثة أميال أو فراسخ؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني على قول، يعني أوّل هؤلاء القوم الحديث إلى هذا المعنى، المعنى إذا خرج ثلاثة أميال أو فراسخ في؟
الطالب : ... طويل.
الشيخ : في سفر طويل فإنه يبدأ القصر، ولا يُشترط أن يُتمّ المسافة، وهذا إخراج للحديث عن ظاهره بلا شك، والقول الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلّم إذا خرج أي مسافرا ولو كانت مسافة السفر ثلاثة أميال أو فراسخ فإنه يصلي ركعتين، وهذا القول هو الراجح، لكنه مخالف لقول الجمهور الذين يقولون إنه لا قصر إلا في سفر يبلغ يومين فمتى خرج الإنسان إلى مكان يبعد عن بلده ثلاثة أميال أو فراسخ فإنه يصلي ركعتين، أيهما أكثر الفراسخ أو الأميال؟
الطالب : الفراسخ.
الشيخ : الفراسخ، كم الفرسخ بالميل؟
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : ثلاثة، فتكون الثلاثة الفراسخ تسعة أميال، طيب هل نأخذ بالأحوط أو بالأقل؟
الطالب : بالأحوط.
الشيخ : نعم؟ الظاهر نأخذ بالأحوط، إلا إذا ورد دليل غير هذا يدل على أن الرسول قصر في أقل من ثلاثة فراسخ فنأخذ به، أما هذا الحديث فنقول نأخذ بالأحوط ونسأل الله العفو عن شعبة، حيث إنه شك، نعم. نعم؟

السائل : ... كيلو متر بالنسبة للميل الواحد، هل هو ... أو .. .؟
الشيخ : ما أعرف والله، واحد من عشرة؟
السائل : واحد ... .
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : الميل. على كل حال هم العلماء ذكروا الأميال وذكروا الفراسخ، ثم ذكروا بعدها الأذرع، والمعروف الأن أن الميل يزيد أظن ثلث.
السائل : واحد من أربعة.
الشيخ : أي نعم، نعم يا عبد الله؟

السائل : أحسن الله إليك، إذا صلى المسافر خلف إمام أتم فهل له أخذا من كلام ابن عمر أن يصلي مثلا يعني الراتبة؟
الشيخ : أيه، جيد هذا السؤال، يقول إذا أتم الإنسان المسافر تبعا لإمامه فهل يصلي الرواتب نظرا لأنه أتَمّ إتماما شرعيا؟ الجواب لا، لأن المغرب غير مقصورة تامة، ومع ذلك ليس لها سنّة في السفر، فإنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى راتبة الظهر والمغرب والعشاء، هذه الثلاث هي التي لا تُصلى في السفر، وما عدا ذلك من النوافل فإنه يُصلّى، وأما من قعّد هذه القاعدة التي ليس لها أرجل في قوله " السنّة في السفر عدم السنّة " فهذه قاعدة ليس لها أرجل، بل نقول السفر فيه جميع السنن من صلاة الليل والوتر وسنّة الفجر وتحية المسجد والاستخارة وكذلك أيضا، إيش؟
طالب : الضحى.
الشيخ : سنّة الضحى نعم، إلا هذه الرواتب الثلاث، الظهر والمغرب والعشاء، فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه كان يصليها، فإن قال قائل: هل أصلي وأنا في انتظار صلاة الظهر، هل أصلي نفلا مطلقا؟ فالجواب.
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، تصلي نفلا مطلقا، لكن لا تصلي صلاة تتبع الفريضة التي تريد أن تقصرها، نعم، عبد الرحمان؟

السائل : لو صلى مسافر خلف مقيم ولم يدرك من صلاة المقيم إلا السجود يعني ما أدرك ركعة معه.
الشيخ : نعم.
السائل : فإذا أتم يتم يعني يقصر أو يتم؟ يصلي أربعا أو اثنين؟
الشيخ : تكلمنا عليها البارحة.
الطالب : نعم.
السائل : أنا ما حضرت أمس.
الشيخ : أي إذًا راجع الشريط عند موسى. نعم.
الطالب : ثلاثة.

القارئ : حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن بشار جميعا عن ابن مهدي قال زهير حدثنا عبد الرحمان بن مهدي حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير قال: ( خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قرية على رأس سبع عشرة أو ثمانية ) ..
الشيخ : ... على رأس.
القارئ : ( على رأس سبعة عشر أو ثمانية عشر ميلا فصلى ركعتين فقلت له فقال: رأيت عمر صلى بذي الحليفة ركعتين فقلت له فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يفعل ) .

القارئ : وحدثنيه محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة بهذا الإسناد وقال: عن ابن السمط ولم يسم شرحبيل وقال: إنه أتى أرضا يقال لها دومين من حمص على رأس ثمانية عشر ميلا.

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا هشيم عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك قال: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم من المدينة إلى مكة فصلى ركعتين ركعتين حتى رجع قلت: كم أقام بمكة؟ قال: عشرا ) .

القارئ : وحدثناه قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة ح وحدثناه أبو كريب قال: حدثنا بن علية جميعا عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم بمثل حديث هشيم.

القارئ : وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة قال: حدثني يحيى بن أبي إسحاق قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ( خرجنا من المدينة إلى الحج ) ثم ذكر مثله.

القارئ : وحدثنا بن نمير قال: حدثنا أبي ح وحدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة جميعا عن الثوري عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم بمثله ولم يذكر الحج.

الشيخ : ما سبق في " خرجت مع شرحبيل من السمط إلى قرية إلى ءاخره " إذا كان سبعة عشر ميلا أو ثمانية عشر ميلا، كم تكون من الفراسخ؟
الطالب : ست.
الشيخ : أه؟
الطالب : ست.
الشيخ : ثمانية عشر، ستة فراسخ، الفقهاء يقولون لا يقصر إلا إذا بلغ ستة عشر فرسخا، ولكن القول الراجح أنه يقصر دون ذلك، مادام خرج من بلده مسافرا ضاربا في الأرض فإنه يقصر، لأن كل شيء أتى ولم يحدّد في الشرع فإنه يُرجع فيه إلى؟
الطالب : العرف.
الشيخ : إلى العرف، ولم يحدّد الله ولا رسوله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم المسافة التي تبيح القصر، فنطلق ما أطلقه الله ولا نزيد شروطا فيما أطلقه الله ورسوله، لأننا لو زدنا شروطا لضيقنا ما وسّعه الله، إذ أن المطلق أوسع من المقيّد، والشروط تقييد للمشروط، وعلى هذا فالأصح العموم، لكن لو قدرنا أنا شككنا هل يسمّيه الناس سفرا أو لا، فربما يقال نرجع الأن إلى ما قيّده جمهور العلماء بأنه ركعتان أو نرجع إلى ما دل عليه حديث أنس إذا تجاوز ثلاثة فراسخ فإنه يصلي ركعتين، وهذا أقرب لأن اتباع السنّة أقرب من اتباع جمهور العلماء، إذ أن السنّة ليس فيها خطأ ورأي الجمهور قد يكون خطأً.

الشيخ : وفي حديث أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلّم كان يصلي ركعتين من حين أن خرج من المدينة إلى أن رجع إليها، دليل على أن الإنسان المسافر الذي فارق وطنه هو مسافر إلى أن يرجع إليه ولو طالت المدّة، ولهذا قال أنس إنا أقمنا في مكة كم؟
الطالب : عشرا.
الشيخ : عشرا، كيف أقام عشرا؟ لأنه قدم مكة في اليوم الرابع من ذي الحجة وخرج منها في صباح اليوم الرابع عشر، وما بين الرابع والرابع عشر.
الطالب : عشرة ... .
الشيخ : عشرة أيام، فإن قال قائل: كيف يقول أقمنا في مكة؟ قلنا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام خرج من مكة إلى منى لكنه في شعائر الحج التي مرجعها إلى إيش؟
الطالب : إلى مكة.
الشيخ : إلى مكة، فلذلك لم يحسبه أنس رضي الله عنه، ولا يرد علينا أن يقال هذا يدل على قول الجمهور أن أهل مكة لا يقصرون ولا يجمعون في عرفة ومزدلفة ومنى، لأن أنس بن مالك رضي الله عنه لم يحسب ذلك سفرا مستقلا، والجواب على هذا أن يقال لأن خروج النبي صلى الله عليه وسلّم إلى منى ثم مزدلفة ثم عرفة امتداد لسفره الأول، أو هو عبارة عن تنقل المسافر من أرض إلى أرض فقط، أما أهل مكة فإن خروجهم إلى منى وعرفة ومزدلفة خروج مستقل فهم على القول الراجح مسافرون، أما على رأي الجمهور الذين يحدّدون السفر بمسيرة يومين فأكثر فإنهم ليس لهم قصر وليس لهم جمع، ولكن القول الراجح أن لهم القصر والجمع، إلا أننا في العهد الحديث نرى أن منى صارت كأنها حي من أحياء مكة مختلطة، ولكن بعض الناس يقول إن بينها وبين مكة يعني فاصلا، من جهة جمرة العقبة الأمر واضح جبال لأن المسار عبارة عن وادي أو ريع ما فيه بناء، ومن جهة العزيزية قالوا إن بينها وبين العزيزية الجبل ولولا النفق لكانت بعيدة عن العزيزية كثيرا فمن ثم حصل عندنا الشك هل نقول إنها الأن منفصلة عن مكة وأن أهل مكة يقصرون فيها كما يقصر الناس أو نقول هي حي من أحيائها فلا يقصرون، وسلوك هذا أحسن وأحوط، أما في مزدلفة وعرفة فيقصرون لأنهم يخرجون إليها ويبقون يوما وليلة وبينها وبين مكة مسافات وفواصل، نعم، سليم؟

السائل : ... يعني أهل مكة ... يعني كلها مشقة يعني ... مشقة السفر.
الشيخ : أي فيما سبق لا شك، فيما سبق لا شك أنهم مسافرون، لكن هم الفقهاء رحمهم الله والذين يقيّدون السفر بالمسافة يقول المسافة لا تقل عن ثمانين كيلو، وعرفة ما تبلغ هذا الحد.
السائل : ... يا شيخ ... .
الشيخ : أنت لا تجادل في أمر أنا أوافقك عليه.
السائل : ... .
الشيخ : أنا أرى إن أهل مكة في الزمن السابق وفي اللاحق أيضا باستثناء منى أرى أنهم مسافرون، وأن السفر ليس له حد، وكانوا في الأول يحملون الزاد يُسمّى يوم الثامن يُسمّى يوم التروية لأن الناس يتروون فيه ويخرجون معهم بالقِرب وغيرها، لكن العلماء الذين يقولون إن السفر هو الذي يبلغ مسافة كذا وكذا.
الطالب : جزاك الله خير.
الشيخ : ومن مكة إلى عرفة لا يبلغ المسافة، ولهذا كان مذهب مالك والشافعي والإمام أحمد في المشهور عندهم يرون أن أهل مكة يجب أن يُتموا ولا يجوز لهم أن يجمعوا، أبو حنيفة رحمه الله يرى الجمع والقصر لكن لا يراه لأجل السفر ولكن يقول إن هذا من باب النسك، أنه تابع للنسك فقصره للنسك وليس من أجل أنهم مسافرون، والصحيح خلاف ما قاله رحمه الله، لأنه لو كان نسكا للزم على ذلك أن أهل مكة إذا أحرموا ضحى يوم التروية ولم يخرجوا إلى منى إلا بعد الظهر للزم على هذا القول أن يجوز لهم.
الطالب : القصر.
الشيخ : قصر صلاة الظهر وليس الأمر كذلك، نعم؟
السائل : شيخ الله يبارك فيك.

السائل : ما هو القول الراجح في متى يبدأ المسافر القصر، هل من حين أن يخرج من البلد؟ ..
الشيخ : أي نعم، نعم، القول الراجح في ابتداء القصر من حين أن يخرج حتى وإن كان يراها.
السائل : هل هذا ... يا شيخ ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : هل هذا هو الأصل ... ..
الشيخ : نعم أيه، هذا هو، هذا هو، الظرف ... خروجه من البلد وهو من حين ما يخرج يكون مسافرا.
السائل : شيخ أحسن الله إليك.

السائل : واحد يريد أن يسافر إلى مثلا بريدة أو شبهها يعني يذهب ويرجع في نفس اليوم، هل يقصر؟
الشيخ : لا هذا لا يقصر، يعني مع قصر الزمن والمسافة لا قصر.
السائل : ولو ... .
الشيخ : يعني مثلا لو ذهب للدراسة مثلا في بريدة نقول لا تقصر، لأنك أنت الأن لا تعد مسافرا ولا تعد نفسك مسافرا فلم ينطبق عليه أنه مسافر لا على رأي من يرى أن السفر مقيد بالعرف ولا على رأي من يرى أن السفر مقيد بالمسافة، نعم، لكن لو ذهب إلى مسافة يومين عن بلده وهو يريد أن يرجع إلى البلد في يومه فعلى رأي من يرى أنه يحد بالمسافة يقصر وعلى الرأي الثاني لا يقصر، فتجد أن الرأيين بينهما خلاف، أما لو ذهب إلى مسيرة يومين وهو يريد السفر وبقي هناك يومين أو ثلاثة فهو مسافر على القولين جميعا.
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : ثلاثة.

القارئ : باب قصر الصلاة بمنى.

القارئ : وحدثني حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو وهو ابن الحارث عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( أنه صلى صلاة المسافر بمنى وغيره ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان ركعتين صدرا من خلافته ثم أتمها أربعا ) .

القارئ : وحدثناه زهير بن حرب قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ح وحدثناه إسحاق وعبد بن حميد قالا: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر جميعا عن الزهري بهذا الإسناد قال: ( بمنى ) ولم يقل وغيره.

القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال: ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمنى ركعتين وأبو بكر بعده وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدرا من خلافته ثم إن عثمان صلى بعد أربعا فكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعا وإذا صلاها وحده صلى ركعتين ) .
الشيخ : اللهم ارض عنهم.

الشيخ : هكذا الصحابة رضي الله عنهم لا يريدون الخلاف إطلاقا، ابن عمر إذا صلى وحده صلى ركعتين، إذا صلى مع الإمام صلى أربعا، لئلا يكون هناك خلاف بين الإمام والمأموم، ومن أهم مقاصد صلاة الجماعة ائتلاف القلوب، واتحاد الأمة وتوجهها إلى مكان واحد خلف إمام واحد، نعم.
السائل : ... باب يا شيخ.
الشيخ : نعم؟
الطالب : ذكر باب قصر الصلاة في منى، ونحن ما عندنا هذا.
الشيخ : كيف؟
الطالب : الأخ ذكر ..
الشيخ : أي أي موجود عندنا في الترجمة.
السائل : ... ؟
الشيخ : نعم، عبد الوهاب؟
السائل : ... يا شيخ.

السائل : مثل سؤال الأخ ءادم يا شيخ، المسافة بين البحرين، من البحرين إلى الخبر يا شيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : تقريبا ثلاثين كيلو أو أقل.
الشيخ : نعم.
السائل : الناس يخرجون عصرا من البحرين للسوق سوق الخبر.
الشيخ : إيه.
السائل : بنيّة الرجوع بعد صلاة العشاء.
الشيخ : نعم.
السائل : يعني يصلون المغرب والعشاء.
الشيخ : نعم.
السائل : ... في الخبر.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ولكن يخرجون بنية الرجوع بعد صلاة العشاء بعد أن يتم لهم السوق مع العلم يا شيخ إن عندهم جوازاتهم ويختّمون جوازاتهم؟
الشيخ : هذا يعد سفرا عرفا.
الطالب : أي نعم.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... ؟
الشيخ : فرق يعني مثلا لو أروح أنا مثلا إلى بريدة لأتعشى عند إنسان أو أتغدى أو أحضر جنازة أو ما أشبه ذلك، ما قالوا إنه مسافر، لكن لو رحنا الخبر إلى البحرين قالوا إنه.
الطالب : مسافر.
الشيخ : مسافر ولهذا يعامل معاملة المسافر في الجوازات وغيرها فإذا قدرنا ذلك بالعرف فهذا لا شك إن العرف يكون مسافرا.

السائل : شيخ قد يخرج مثلا شباب للنزهة إلى مكان ..
الشيخ : إيش؟
السائل : يخرج للنزهة إلى مكان ليس مكان سفر يعني قريب ... أو للصيد ثم ... يبحثون عن الصيد فتمتد ... مسافة طويلة ... كيلو ... .
الشيخ : أي نعم، يكون مسافرا إذا بقي يومين ثلاثة أربعة.
السائل : بس مقرر ... مكان ليس مكان سفر يعني ... .
الشيخ : ما فيه مانع، نعم؟

السائل : شيخ أحسن الله إليك يعني العلماء الذين يرون يعني عدم القصر والجمع في منى بماذا يردون ..
الشيخ : لأهل مكة.
السائل : نعم بمكة.
الشيخ : إيه.
السائل : بماذا يردون يعني قصر النبي صلى الله عليه وسلّم وجمعه في منى؟
الشيخ : يقول الرسول مسافر وأصحابه مسافرون، ثم بعضهم، بعض العلماء رحمهم الله يخطؤون فيقولون إن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال لأهل مكة: ( أتموا يا أهل مكة فإنا قوم سفر ) وهذا الحديث إنما كان في غزوة الفتح، فإن الرسول صلى الله عليه وسلّم كان في مكة بقي تسعة عشر يوما يقصر الصلاة ويصلي بالناس ويقول أتموا فإنا قوم سفر، فوهم بعض الناس ونقلها إلى مسألة الحج.

القارئ : وحدثناه بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالا: حدثنا يحيى وهو القطان ح وحدثناه أبو كريب أخبرنا بن أبي زائدة ح وحدثناه بن نمير حدثنا عقبة بن خالد كلهم عن عبيد الله بهذا الإسناد نحوه.

القارئ : وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمان أنه سمع حفص بن عاصم عن ابن عمر قال: ( صلى النبي صلى الله عليه وسلّم بمنى صلاة المسافر وأبو بكر وعمر وعثمان ثماني سنين أو قال: ست سنين ) قال حفص: ( وكان ابن عمر يصلي بمنى ركعتين ثم يأتي فراشه فقلت: أي عم لو صليت بعدها ركعتين قال: لو فعلت لأتممت الصلاة ) .

القارئ : وحدثناه يحيى بن حبيب قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث ح وحدثنا ابن المثنى قال: حدثني عبد الصمد قالا: حدثنا شعبة بهذا الإسناد ولم يقولا في الحديث بمنى ولكن قالا: ( صلى في السفر ) .
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد الواحد عن الأعمش قال: حدثنا إبراهيم ..
الشيخ : ... نأخذ؟ بمن قال صلى في السفر أو صلى بمنى؟
الطالب : بمنى.
الشيخ : بمنى لأنها أخص والأخص يعني معه زيادة علم ثم قوله صلى النبي صلى الله عليه وسلّم في السفر صلاة المسافر يعني فيها العبارة فيها شيء من التشويش، لأن صلى في السفر صلاة المسافر هذا أمر معلوم لا يحتاج إلى ذكره، فتكون رواية ( صلى في منى ) أصح، وربما يقال إن هذه الرواية الأخرى شاذة، نعم.

القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد الواحد عن الأعمش قال: حدثنا إبراهيم قال: سمعت عبد الرحمان بن يزيد يقول: ( صلى بنا عثمان بمنى أربع ركعات فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود فاسترجع ثم قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر الصديق بمنى ركعتين وصليت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان ) .

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير ح وحدثنا إسحاق وابن خشرم.
الشيخ : نعم.
القارئ : قال: أخبرنا عيسى كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد نحوه.
الشيخ : الكلام عليه إن شاء الله يأتي.
القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين
قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى في باب قصر الصلاة بمنى.

القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة قال: يحيى أخبرنا وقال قتيبة: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن حارثة بن وهب قال: ( صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمنى ءامن ما كان الناس وأكثرَه ركعتين ) .
الشيخ : أكثره بالفتح؟
القارئ : نعم.
الشيخ : نعم.

القارئ : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا أبو الأحوص حدثني حارثة بن وهب الخزاعي قال: ( صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمنى والناس أكثر ما كانوا فصلى ركعتين في حجة الوداع ) ، قال مسلم: حارثة بن وهب الخزاعي هو أخو عبيد الله بن عمر.
الشيخ : ... .
القارئ : هو أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه.
الشيخ : واضحة ما يحتاج شرح.

القارئ : باب الصلاة في الرحال في المطر.

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع أن ابن عمر أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح فقال: ( ألا صلوا في الرحال ) ثم قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يأمر المؤذّن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول: ألا صلوا في الرحال ) .

القارئ : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله قال: حدثني نافع ( عن ابن عمر أنه نادى بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ومطر فقال: في ءاخر ندائه ألا صلوا في رحالكم ألا صلوا في الرحال ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يأمر المؤذّن إذا كانت ليلة باردة أو ذات مطر في السفر أن يقول: ألا صلوا في رحالكم ) .

القارئ : وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : ( أنه نادى بالصلاة بضنجان ثم ذكر بمثله وقال: ألا صلوا في رحالكم ولم يُعد ثانية ألا صلوا في الرحال ) من قول ابن عمر.

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر ح وحدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا أبو الزبير عن جابر قال: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سفر فمُطرنا فقال: ليصل من شاء منكم في رحله ) .
الشيخ : فقال.
القارئ : ( فقال: ليصل من شاء منكم في رحله ) .

القارئ : وحدثني علي بن حجر السعدي قال: حدثنا إسماعيل عن عبد الحميد صاحب الزيادي عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عباس : ( أنه قال لمؤذّنه في يوم مطير: إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله فلا تقل: حي على الصلاة قل: صلوا في بيوتكم قال: فكأن الناس استنكروا ذاك فقال: أتعجبون من ذا! قد فعل ذا من هو خير مني إن الجمعة عزمة وإني كرهت أن أحرجكم ) ..
الشيخ : ... .
القارئ : ( وإني كرهت أن أحرجكم ) .
الشيخ : عندنا أخرجكم، إيش عندكم؟
الطالب : ... .
الشيخ : بالحاء وإلا بالخاء.
الطالب : خاء.
طالب آخر : بالحاء.
الشيخ : نسخة؟ أي، نعم.
القارئ : نعم، ( وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدحض ) .

القارئ : وحدثنيه أبو كامل الجحدري قال: حدثنا حماد يعني بن زيد عن عبد الحميد قال: سمعت عبد الله بن الحارث قال: ( خطبنا عبد الله بن عباس في يوم ذي ردغ وساق الحديث بمعنى حديث ابن علية ولم يذكر الجمعة وقال: قد فعله من هو خير مني يعني النبي صلى الله عليه وسلّم ) وقال أبو كامل: حدثنا حماد عن عاصم عن عبد الله بن الحارث بنحوه.

القارئ : وحدثنيه أبو الربيع العتكي هو الزهراني حدثنا حماد يعني ابن زيد حدثنا أيوب ..
الشيخ : قال حدثنا.
القارئ : نعم، قال حدثنا حماد يعني ابن زيد فقال حدثنا أيوب وعاصم الأحول بهذا الإسناد ..
الشيخ : قال حدثنا.
القارئ : قال حدثنا أيوب وعاصم الأحول بهذا الإسناد ولم يذكر في حديثه يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

القارئ : وحدثني إسحاق بن منصور قال: أخبرنا ابن شميل قال: أخبرنا شعبة قال: حدثنا عبد الحميد صاحب الزيادي قال: سمعت عبد الله بن الحارث قال: ( أذن مؤذّن ابن عباس يوم جمعة في يوم مطير ) فذكر نحو حديث ..
الشيخ : عندي في يوم مطير.
القارئ : نعم، ( أذن مؤذّن ابن عباس يوم جمعة في يوم مطير ) فذكر نحو حديث ابن علية وقال: ( وكرهت أن تمشوا في الدحض والزلل ) .

القارئ : وحدثناه عبد بن حميد قال: حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة ح وحدثنا عبد بن حميد قال أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر كلاهما عن عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث : ( أن ابن عباس أمر مؤذّنه في حديث معمر في يوم جمعة في يوم مطير ) بنحو حديثهم وذكر في حديث معمر ( فعله من هو خير مني ) يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

القارئ : وحدثناه عبد بن حميد قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا أيوب عن عبد الله بن الحارث قال وهيب: لم يسمعه منه قال: ( أمر ابن عباس مؤذّنه في يوم جمعة في يوم مطير ) بنحو حديثهم.

الشيخ : في هذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما بجميع طرقه التي ساقها مسلم رحمه الله يدل على سماحة هذا الدين الإسلامي، وأنه إن قدِمت ففيه الحرج حتى فيما هو من الفروض العظيمة كصلاة الجمعة، ومن المعلوم أن الذين يصلون في رحالهم في هذه الحال سوف يصلون ظهرا ولا يصلونها جمعة لأن الجمعة لابد فيها من اجتماع، ومن صلى لعذر في بيته فإنه يصليها ظهرا، ولكن إذا كان مسافرا هل يُصليها مقصورة أو يصليها تامة؟
الطالب : ... مقصورة.
الشيخ : الجواب الأول، يصليها مقصورة خلافا لما يظنه بعض الناس أنه إذا مر ببلد واستمر في سيره يظن بعض العامة أنه لا يصلي الجمعة قصرا بل يصليها أربعا، ولكن هذا لا أعلم له أصلا ولا أعلم به قائلا.
وفي هذا الحديث التصريح بأنه لا يقول حي على الصلاة وإنما يقول صلوا في رحالكم، لأنه لو قال حي على الصلاة ثم قال صلوا في رحالكم صار هذا تناقضا، إذ كيف يدعوهم أولا ثم يأذن لهم أن يصلوا في رحالهم ثانيا، وقد مضى علينا البحث في هذا، وقلنا إنه يحتمل أن يُكمّل الأذان بأركانه التي علّمها النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم أمته، ثم يقول في ءاخره صلوا في رحالكم، وأن الدعوة إلى الصلاة قد تكون حتى في الحاضرين في المسجد مثل؟
الطالب : ... .
الشيخ : إيش؟ مثل الإقامة فإنه يقال حي على الصلاة مع أنهم حاضرون، لكن هذا الحديث صريح بأنه يسقط حي على الصلاة ثم يقول ألا صلوا في رحالكم، وقد نسبه إلى سنّة النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم فتكون سنّة النبي صلى الله عليه وسلّم أحق بالإتباع، وأوْلى من القياس.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم.
السائل : شيخ؟
الشيخ : أين السائل ... ؟
السائل : أيوة يا شيخ.
الشيخ : نعم؟

السائل : باب قوله صلوا في رحالكم هل يقولها أربع جمل يعني بدل حي على الصلاة حي على الفلاح أم يقولها جملة واحدة؟
الشيخ : لا مرة أو مرتين فقط، مرتين، في بعض الألفاظ مرة واحدة، نعم؟
السائل : ... يا شيخ.

السائل : السنة معلومة بهذا الشيء ولكن ... والعمل ضعيف في هذا، يعني بالنسبة لقول صلوا في رحالكم؟
الشيخ : تختلف الأحوال بارك الله فيك، هناك كما سمعتم فيه دحض وزلل يشق على الناس، وهو قال أخاف أن أحرّجكم، الأن والحمد لله في غالب البلاد ما فيه مشقة إطلاقا، ثم الناس تطيب قلوبهم إذا حضروا الجمعة أكثر من أن تطيب إذا صلوا في رحالهم، فيقول مادامت هي رخصة تقام الجمعة فمن شاء حضر ومن شاء لم يحضر.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم عبد الوهاب؟

السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، البلاد التي يستمر فيها المطر ..
الشيخ : إيش، نعم؟
السائل : أقول فيه بعض البلاد.
الشيخ : نعم.
السائل : تستمر، لا يرون الشمس أسبوعا أو عشرة أيام أو ... .
الشيخ : أي نعم.
السائل : أو البلاد شديدة البرد ..
الشيخ : الرخصة عامة، مادامت المشقة موجودة فالحمد لله، كما لو استمر بالإنسان المرض الذي يمنع وجوب صلاة الجماعة عليه فإنها تسقط عنه.
السائل : وفي البلاد القطبية يا شيخ أربع شهور الشتاء يا شيخ؟
الشيخ : لا بأس ما فيه مانع، أبدا، متى وجدت المشقة فإنما يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.
السائل : أحسن الله إليك.
الشيخ : نعم؟
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم.

السائل : المسافر النازل يا شيخ هل تجب عليه الجمعة وكذلك ما هو ..
الشيخ : النازل في بلد تقام فيه الجمعة؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم تجب عليه.
السائل : شيخ وهل من المسافر النازل الذي ينزل في بلدة ليتزود إلى إكمال سفره؟
الشيخ : أي نعم، مادام أقام من قبل الصلاة إلى العصر مثلا، عازم على أن يقيم من قبل الصلاة صلاة الجمعة إلى العصر، يجب عليه أن يصلي الجمعة، نعم؟

السائل : ... السائر بارك الله فيكم، المسافر السائر لو مر ببلد وسمع الأذان؟
الشيخ : السائر له أن يمشي ما فيه مانع، إن توقف وصلى فهو أحسن وإلا يمشي.

القارئ : باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت.

القارئ : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يصلي سبحته حيثما توجهت به ناقته ) .

القارئ : وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : ( أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يصلي على راحلته حيث توجهت به ) .

القارئ : وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه قال: وفيه نزلت (( فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ )) ).
الشيخ : نعم.

القارئ : وحدثناه أبو كريب قال: أخبرنا ابن المبارك وابن أبي زائدة ح وحدثنا بن نمير قال: حدثنا أبي كلهم عن عبد الملك بهذا الإسناد نحوه وفي حديث ابن مبارك وابن أبي زائدة ( ثم تلى ابن عمر: (( فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ )) وقال: في هذا نزلت ) .
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على ..

الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد، منها سقوط استقبال القبلة في النافلة إذا كان في سفر، لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم كان يستدبر الكعبة ويتوجه حيث كان وجهه كما جاء في هذا الحديث صريحا، فإنه إذا قدم من مكة إلى المدينة ووجهه إلى المدينة صارت مكة.