تتمة فوائد حديث : ( خطبنا ابن عباس يوما بعد العصر حتى غربت الشمس ... ) و جميع رواياته .
الشيخ : قام خطيبا في الناس من قبل غروب الشمس إلى أن بدت النجوم وسيستمر حتى يدخل وقت العشاء هل تجيزون له أن يفعل هذا؟ نقول نعم إذا اقتضت الحال ذلك نجيز له هذا، ولا شك أن ابن عباس رضي الله عنهما رأى أن يتكلف هذا التكلف لأن رجل يخطب من صلاة العصر إلى دخول وقت العشاء لا شك أنه لن يتحمل هذا إلا إيش؟ إلا لضرورة، فإذا اقتضت الضرورة ذلك فلا بأس، فإن قال قائل: وهل تجيزون للطالب إذا كانت حصص الدراسة متتابعة لا يمكن أن يصلي المغرب أو لا يمكنه أن يصلي الظهر أن يجمع؟ الطالب : نعم. الشيخ : أما الطلبة فسيقولون نعم، نعم؟ أنت تقول لا؟ طيب، نقول في هذا تفصيل، إذا كان يخشى أن يُعد ذلك تقصيرا منه ويُسجّل عليه أو يخشى أن يفوته الدرس ولا يمكن أن يتلافاه بعد، فإنه يجوز له ذلك، لاسيما إذا كان في بلاد غير بلاده لأنّنا نرى أن الذين يطلبون العلم في بلاد أخرى نرى أنهم مسافرون لأنهم لم يتخذوها وطنا ولا مُقاما، متى انتهى شغلهم رجعوا إلى أهليهم، لو يعطون الشهادة قبل أن تغرب الشمس رجعوا إلى أهليهم، فعلى كل حال نحن نقول إذا كان يلحق الإنسان مشقة أو ضرر في عدم، نعم، في ترك الدروس هذه فله أن يجمع، لأن القاعدة التي أصّلها ابن عباس رضي الله عنهما ( أرد أن لا يحرج أمته ) ، تنطبق على هذا، نعم.
السائل : ... هل هو مطلق النزول؟ الشيخ : إيش؟ السائل : نزول المسافر. الشيخ : نزول إيش؟ السائل : إذا نزل للإستراحة، هل يؤخذ من، مطلق، بمجرد أنه ينزل فليس من السنّة أن يجمع؟ الشيخ : أي. السائل : فمثلا يُفرّق بين من يجلس يوما وبين إلي ينزل ساعة أو سويعات قليلة؟ الشيخ : نعم، إذا نزل نزولا يستوعب به الوقتين، مثلا بينزل من الصباح إلى ما بعد العصر فالسنّة أن لا يجمع. السائل : ينزل الظهر يا شيخ. الشيخ : أه؟ السائل : نزل الظهر ... يشتد الحر وحيمشي مثلا قبل العصر أو بعد العصر. الشيخ : لا، لا يُسنّ له هذا لكن يجوز مادام يجوز الحمد لله الأمر واسع. السائل : ... . الشيخ : لا، ليس من السنّة، نعم يا؟
السائل : أحسن الله إليك المقصود بسبعا .. الشيخ : أه؟ السائل : المقصود صلى بالمدينة سبعا وثمانين؟ الشيخ : ما هو ذكرناها؟ ذكرناها الأن. الطالب : نعم. الشيخ : لكن أين أنت! وهذا سارح ءاخر، ... اللهم سلّم سلّم. الطالب : شيخ؟ الشيخ : قلنا ثمانيا يعني الظهر والعصر لأن كل واحدة أربع ركعات، سبعا المغرب والعشاء لأن المغرب ثلاث والعشاء أربع.
من كان يظن أنه أنه سيدخل البلد قبل دخول وقت الثانية هل الأولى له ان يجمع أو لا ؟
السائل : شيخ؟ أحسن الله إليك ... . الشيخ : نعم، إذا كان يعلم أنه سيقدم البلد قبل دخول وقت الثانية فالأفضل أن لا يجمع وإن جمع فلا بأس لأنه لا زال في السفر.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله قال : ثم لا يجعلن أحدكم للشيطان من نفسه جزءا لا يرى إلا أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه أكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن شماله .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله قال: ( لا يجعلن أحدكم للشيطان من نفسه جزءا لا يرى إلا أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه أكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ينصرف عن شماله ).
وحدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو عوانة عن السدي قال : ثم سألت أنسا كيف أنصرف إذا صليت عن يميني أو عن يساري قال : أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه .
القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة عن السدي قال: ( سألت أنسا كيف أنصرف إذا صليت عن يميني أو عن يساري قال: أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ينصرف عن يمينه ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا : حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصرف عن يمينه .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا : حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي ( عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان ينصرف عن يمينه ) . الشيخ : الانصراف يعني معناه أن الإمام إذا سلم يبقى مستقبل القبلة، لكن إلى أي حد؟ إلى حد أن يستغفر ثلاثا ويقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، كما جاء ذلك في حديث ثوبان وعائشة رضي الله عنهما ثم ينصرف، لكن هل ينصرف عن اليمين أو عن الشمال؟ كما رأيتم ابن مسعود يقول رأيته أكثر ما ينصرف عن شماله وأنس يقول عن يمينه، وكل يحكي ما رأى، كل منهما يحكي ما رأى، ونحن نقول الأمر في هذا واسع، بل السنّة أن تنصرف أحيانا عن اليمين وأحيانا عن الشمال، ولكن ما معنى الانصراف؟ ظن بعض الناس أن معنى الانصراف أن تجعل الناس عن يمينك وتتجه إلى يمين القبلة، أو أن تجعلهم عن يسارك وتتجه إلى يسار القبلة، ولكن هذا ليس بصواب، الصواب أن المراد به كيف تنحني عن اليمين أو عن الشمال، وأما الإستقرار فإنك تستقر ووجهك إلى، إلى من؟ إلى المأمومين، كما كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا سلّم أقبل على الناس فهذا هو السنّة، وهذا الخطأ الذي يقع من بعض الناس كالخطأ الذي وقع من بعض الناس أيضا في فهم كون الصحابة رضي الله عنهم يُلصق أحدهم كعبه بكعب أخيه ومنكبه بمنكب أخيه، حيث ظن بعض الناس أن المعنى أن تفحج قدميك وتباعد ما بين القدمين من أجل أن يمس كعبك، نعم، كعب أخيك وهذا غلط، ليس هذا فعل الصحابة، بل المعنى أنهم يتراصون حتى يلتصق الكعب بالكعب، لا أنهم يفتحون أرجلهم ولهذا ليس في أي نص وكانوا يفتحون أو يفرقون بين أرجلهم أبدا، ما فيه، فهذا من الفهوم الخاطئة التي يخطيء فيها بعض الناس، وأكثر ما يفوت الأمة من السنّة هو قصور العلم أو الخطأ في الفهم، يعني قد يكون الإنسان علمه قليلا لا يحيط بكثير من السنّة فيخطيء أو يكون علمه كثيرا ولكن يفهمها على غير المراد، وهذا الأخير أشدّ خطرا من الأول، لأن هذا الأخير سوف يُجادل ويدعي أن هذا مدلول السنّة، أما الأول فهو يعرف نفسه إيش هو؟ الطالب : ... . الشيخ : قاصرا جاهلا فيستسلم بمجرد أن تتبيّن له السنّة، نعم.
القارئ : باب استحباب يمين الإمام. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين. الشيخ : أهل البحرين؟ الطالب : ... شيخنا. الشيخ : الأن بدأنا. الطالب : أيوة إن شاء الله. الشيخ : إن شاء الله تعالى، نعم. القارئ : قال الإمام أبو الحجاج، مسلم الحجاج رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح باب استحباب يمين الإمام.
وحدثنا أبو كريب أخبرنا بن أبي زائدة عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن ابن البراء عن البراء قال ثم كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه قال فسمعته يقول رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك .
القارئ : وحدثنا أبو كريب قال أخبرنا بن أبي زائدة عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن ابن البراء عن البراء قال: ( كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلّم أحببنا أن نكون عن يمينه يُقبل علينا بوجهه قال فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك ) .
القارئ : قال النووي رحمه الله تعالى: " باب استحباب يمين الإمام، فيه حديث البراء ( كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلّم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه فسمعته يقول رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك ) قال القاضي يحتمل أن يكون التيامن عند التسليم وهو الأظهر لأن عادته صلى الله عليه وسلّم إذا انصرف أن يستقبل جميعهم بوجهه قال وإقباله صلى الله عليه وسلّم يحتمل أن يكون بعد قيامه من الصلاة أو يكون حين ينفتل " ، بس. الشيخ : بس؟ الظاهر إن صحت هذه اللفظة لأن الرواة اختلفوا في إثباتها فإن صحت فالمعنى أنه ينصرف عن اليمين ثم يستقبل كما سبق لنا في حديث ابن عباس وأنس أنه كان ينصرف تارة عن يمينه وتارة عن يساره، لكن الإستقرار يكون مستقبلا للجماعة، نعم. القارئ : باب .. الشيخ : ... ، هذا ما فيه أحد، نعم.
وحدثني أحمد بن حنبل قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة .
القارئ : وحدثني أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) .
وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي قال : حدثنا روح قال : حدثنا زكريا بن إسحاق قال : حدثنا عمرو بن دينار قال : سمعت عطاء بن يسار يقول : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة .
القارئ : وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي قال: حدثنا روح قال: حدثنا زكرياء بن إسحاق قال: حدثنا عمرو بن دينار قال: سمعت عطاء بن يسار يقول: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) .
وحدثنا حسن الحلواني قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله قال حماد : ثم لقيت عمروا فحدثني به ولم يرفعه .
القارئ : وحدثنا حسن الحلواني قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم بمثله قال حماد: ثم لقيت عمروا فحدثنيه به ولم يرفعه.
حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال : حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن حفص بن عاصم عن عبد الله بن مالك بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يصلي وقد أقيمت صلاة الصبح فكلمه بشيء لا ندري ما هو فلما انصرفنا أحطنا نقول : ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال لي يوشك أن يصلي أحدكم الصبح أربعا قال : القعنبي عبد الله بن مالك بن بحينة عن أبيه قال أبو الحسين مسلم : وقوله عن أبيه في هذا الحديث خطأ .
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن حفص بن عاصم عن عبد الله بن مالك بن بحينة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم مر برجل يصلي وقد أقيمت صلاة الصبح فكلّمه بشيء لا ندري ما هو فلما انصرفنا أحطنا نقول: ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ قال: قال لي: يوشك أن يصلي أحدكم الصبح أربعا ) قال القعنبي عبد الله بن مالك بن بحينة عن أبيه، قال أبو الحسين مسلم: وقوله عن أبيه في هذا الحديث خطأ.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو عوانة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن بن بحينة قال : أقيمت صلاة الصبح فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي والمؤذن يقيم فقال : أتصلي الصبح أربعا .
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن ابن بحينة قال: ( أقيمت صلاة الصبح فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلا يصلي والمؤذّن يقيم فقال: أتصلي الصبح أربعا ) .
حدثنا أبو كامل الجحدري قال : حدثنا حماد يعني بن زيد ح وحدثني حامد بن عمر البكراوي قال : حدثنا عبد الواحد يعني بن زياد ح وحدثنا بن نمير قال : حدثنا أبو معاوية كلهم عن عاصم ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال : دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة فصلى ركعتين في جانب المسجد ثم دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا فلان بأي الصلاتين اعتددت أبصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا .
القارئ : حدثنا أبو كامل الجحدري قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد ح وحدثني حامد بن عمر البكراوي قال: حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد ح وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبو معاوية كلهم عن عاصم ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال: ( دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم في صلاة الغداة فصلى ركعتين في جانب المسجد ثم دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فلما سلّم رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: يا فلان بأي الصلاتين اعتددت أبصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا ) . الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم هذه الأحاديث كلها في حكم صلاة النافلة بعد إقامة الصلاة، وكلها تدل على النهي أي على النهي عن صلاة النافلة بعد أن تقام الصلاة، والأصل في النهي التحريم وإذا وقع النهي عن العبادة أو عن المعاملة صار دالا على الفساد، ولا يُمكن أن تُصحح عبادة أو معاملة مع نهي الشرع عنها، لأننا لو قلنا بصحتها لكان في ذلك محادّة لله ورسوله، ولهذا كان عندنا من القواعد المقرّرة " أن النهي إذا عاد إلى ذات العبادة أو المعاملة فإنه يقتضي الفساد " ، ثم هل المراد لا صلاة ابتداءً أو لا صلاة استمرارا وابتداءً؟ في هذا للعلماء قولان: القول الأول أن النهي إنما يختص بمن ابتدأ الصلاة بعد إقامة الصلاة سواء دخل والإمام يصلي ثم صلى وحده كما في حديث عبد الله بن سرجس أو كان في المسجد فلما أقيمت الصلاة شرع في النافلة، وقال بعض العلماء إنه يشمل الإستمرار والإبتداء وأنه إذا أقيمت صلاة الفريضة وجب على الإنسان أن يقطع صلاة النفل ويدخل مع الإمام، والمسألة محتملة، لكن في الأحاديث التي ساقها مسلم رحمه الله ما يدل على أنه لا فرق بين ابتداء الصلاة وبين؟ الطالب : الاستمرار. الشيخ : الاستمرار فيها، إلا أنه يمكن أن يقال إذا أقيمت الصلاة وأنت في الركعة الثانية من النافلة فأتمها وإن كنت في الأولى فاقطعها، ويستأنس لهذا بقول النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) فهذا الرجل الذي أدرك ركعة تامة من النافلة يكون أدركها أي أنه صلاها في وقت لم يقع فيها النهي فيُتمها، وأما من قال إنه يجوز في سنّة الفجر أن يصليها ولو بعد الإقامة فإن قوله ليس بصحيح، لأن لا صلاة إلا المكتوبة عام، أليس كذلك؟ عموم النهي فيه طريقه؟ السائل : ... . الشيخ : إيه، ما هو الطريق؟ لأن العموم له صيغ؟ السائل : ... . الشيخ : أه، نفي النكرة، نفي النكرة وهذا نفي وقع بلا النافية للجنس وهو أعم ما يكون من النفي، فيقال لمن أخرج سنّة الفجر من هذا العموم يقال هات الدليل، قال الدليل أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) وأنه كان لا يدعها أي ركعتي الفجر حضرا ولا سفرا، وأنه يُروى عنه أنه قال: ( صلوا ركعتي الفجر ولو طردتكم الخيل ) فيقال هذه الأحاديث لا تمنع أن يصلي الإنسان راتبة الفجر بعد صلاة الفجر، ونحن لا نقول إنه إذا أقيمت الصلاة سقطت الراتبة الأولى التي قبل الصلاة، بل نقول إذا أقيمت فلا صلاة ولكن تُقضى بعد الصلاة ولا تعارض، وهذا القول هو المتعيّن، نعم.
فوائد حديث : ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) و جميع رواياته .
الشيخ : ونعم ويُستفاد من هذا الحديث أن الفرائض أولى بالمراعاة من النوافل، لأن الفرائض أحب إلى الله من النوافل، كما في الحديث الصحيح أن الله تبارك وتعالى قال: ( ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه ) فالفرض أحب إلى الله من النفل ولهذا كان أوْلى بالمراعاة، ويقال دخولك في صلاة الفريضة أفضل من استمرارك في صلاة النافلة، نعم؟
السائل : متى ... ، متى يخرج المأموم من الصلاة إذا أقيمت الصلاة؟ الشيخ : متى إيش؟ السائل : متى يقطع المأموم صلاته إذا أقيمت الصلاة؟ الشيخ : أما سمعت؟ السائل : ... عند إقامة الصلاة ... دخل الإمام. الشيخ : لا، إذا أقيمت الصلاة. السائل : ... يا شيخ ... . الشيخ : إذا أقيمت هذا حديث، لفظ الحديث. السائل : ... الصحيح أنه ... . الشيخ : أنه إذا أقيمت أي إذا شرع في الإقامة، نعم؟
إذا أقيمت الصلاة و الرجل في الركعة الثانية من النافلة هل الأفضل أن يتم الصلاة أم يدرك تكبيرة الإحرام ؟
السائل : ... الركعة الثانية. الشيخ : إيش؟ السائل : إذا كان في الركعة الثانية، إذا أكملها ربما تفوته الفضيلة ألا وهي تكبيرة الإحرام مع الإمام ... ؟ الشيخ : لا يضر، يعني إذا فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام لا تضر لأنه أيضا لو قلنا اقطعها وقد أدركها قبل أن يدخل وقت النهي عنها صار أبطل عمله ولا ينبغي أن يُبطل العمل، نعم؟
إذا أقيمت الصلاة هل يقطع النافلة بالسلام أو بدونه ؟
السائل : ... على قول الثاني، إذا أقيمت الصلاة يُسلّم وإلا ما يسلم يا شيخ؟ الشيخ : لا، لا يسلم. السائل : ... . الشيخ : أبدا، يخرج هكذا، يعني ينوي قطعها ويدخل مع الإمام، لأن السلام إنما هو ختام الصلاة ولا ختام في الصلاة إلا إذا أتمها، أي نعم. نعم. القارئ : بابٌ ما يقول إذا دخل .. الشيخ : إيش؟ القارئ : بابٌ ما يقول .. الشيخ : لماذا نوّنت؟ القارئ : تام المعنى. الشيخ : نعم؟ القارئ : تام بدونه، إضافة. الشيخ : إنما ينوّن باب وكتاب وفصل إذا كانت الجملة اللي بعده جملة تم فيها الإسناد، يعني جملة خبرية تامة وإلا أضيف، نعم.
حدثنا يحيى بن يحيى قال : أخبرنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد عن أبي حميد أو عن أبي أسيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أحدكم المسجد فليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك قال مسلم : سمعت يحيى بن يحيى يقول : كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال قال : بلغني أن يحيى الحماني يقول : وأبي أسيد .
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمان عن عبد الملك بن سعيد عن أبي حميد أو عن أبي أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك ) قال مسلم: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال قال: بلغني أن يحيى الحماني يقول: وأبي أسيد.
وحدثنا حامد بن عمر البكراوي قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن أبي حميد أو عن أبي أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله .
القارئ : وحدثنا حامد بن عمر البكراوي قال: حدثنا بشر بن المفضل قال: حدثنا عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمان عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن أبي حميد أو عن أبي أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلّم بمثله. الشيخ : هذا أيضا من الأشياء التي ينبغي للإنسان عند دخول المسجد أن يقوم بسنتين فعلية وقولية عند دخول المسجد، أما الفعلية فأن يقدم رجله اليمنى لأن تقديم اليمين هو الأصل إلا فيما فيه أذى فتقدّم اليسار، ولهذا نقول إن الإنسان يستنثر بيساره ولا يستنثر بيمينه ويغسل النجاسة بيساره ولا يغسلها بيمينه ولهذا إذا استنجى من بول أو غائط فإنه يستنجي بماذا؟ الطالب : اليسار. الشيخ : باليسار لأن اليسرى تكون للأذى، وما عداه فاليمين، إذا دخل الخلاء قدّم اليسرى، لأن الخلاء بالنسبة لما قبله أحط منزلة، أما المسجد فهو أشرف من السوق ولهذا إذا دخل نقول يقدم؟ الطالب : اليمنى. الشيخ : اليمنى، هذه سنّة فعلية، وهل يتسوك إذا دخل المسجد وتكون هذه سنّة فعلية أيضا؟ ذهب بعض العلماء إلى ذلك، وقالوا يُسنّ أيضا أن يتسوّك عند دخول المسجد، ودليلهم في ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك، قالوا وإذا كان بيت الإنسان يُبدأ بالسواك فبيت الله من باب أولى، ولكن هذا الإستدلال فيه نظر، وجه النظر أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يدخل المسجد ولم يُنقل عنه أنه كان إذا دخل المسجد تسوّك، وترك الفعل مع وجود سببه يدل على أنه ليس بمشروع، لأن السنّة إما ترك وإما فعل، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم يدخل المسجد ولا يتسوّك عند دخوله فليس من حقنا أن نقول إنه يتسوّك لأن الرسول كان إذا دخل بيته يتسوّك، ومن المعلوم أننا لا نظن أن الرسول صلى الله عليه وسلّم يتسوك إذا دخل بيته تعظيما لبيته، ولكن يتسوك لإزالة ما يكون في الفم من الرائحة لأنه سوف يدخل على أهله، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم يُراعي أهله في كل شيء، فالظاهر أن الرسول كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك من أجل أن تطيب رائحة فمه عند ملاقاة أهله، وبناء على هذه العلّة التي استنبطناها ونرجو أن تكون هي العلة، بناء على ذلك يمتنع القياس، إلا أن يقول قائل: يُمكن أن يثبت هذا القياس بما إذا دخل وفي المسجد أحد، لكن العمدة ما ذكرنا أولا وهو أنه لما وجد سبب هذا في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم ولم يفعله فليس من حقنا أن نقيسه على ما فعله في موطن ءاخر، وفي هذا القياس نوع من الإستدراك على من؟ السائل : ... . الشيخ : على الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث ترك ما ينبغي أن يفعله. أما السنّة القولية لدخول المسجد فهو ما ذكره هنا في نهاية الحديث ( اللهم افتح لي أبواب رحمتك ) ، لأن الإنسان سوف يباشر عبادة، عبادة يناجي فيها الله عز وجل، فناسب أن يسأل الله تعالى فتح رحمته له، أما إذا خرج من المسجد فهناك سنتان أيضا وهما؟ الأخ؟ هما تقديم الرجل اليسرى والثانية أن يقول ( اللهم إني أسألك من فضلك ) ، فلماذا فرّق النبي صلى الله عليه وسلّم بين السؤال عند الدخول والسؤال عند الخروج؟ فرّق بينهما لأنه إذا دخل فإنما يريد أن يتعبّد لله وإذا خرج فإنما يبتغي الرزق، ولهذا قال الله تعالى في سورة الجمعة (( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ )) إيش؟ (( فَانتَشِروا فِي الأَرضِ وَابتَغوا مِن فَضلِ اللَّهِ )) وفي هذا دليل على جواز الدعاء والإنسان قائم أو يمشي، وكذلك يدعو وهو مضطجع كما في أدعية النوم، والله تعالى يدعى في كل حال، نعم، يحيى؟
هل يجمع بين أدعية الإستفتاح المتنوعة و كذلك أدعية الدخول إلى المسجد ؟
السائل : إذا تنوعت العبادة ... ؟ الشيخ : إيش؟ السائل : ... . الشيخ : إيش؟ السائل : إذا تنوّعت العبادة كتنوع دعاء ... الإستفتاح، هل يجمع بين اثنين منها؟ الشيخ : إن دل الدليل على أنه لا يجمع بين اثنين فلا يجمع كالإستفتاح، الإستفتاح ورد ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) ، وورد ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) لكن حديث أبي هريرة يدل على أنه لا يجمع بينهما لأنه سأل النبي صلى الله عليه وسلّم ( أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي ) إلى ءاخره، وأما إذا لم ترد السنّة بالإقتصار على أحد النوعين فليجمع ما أمكن جمعه، نعم؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك يعني رجل نام عن الوتر ثم دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة وبعد ما شرع المقيم في الإقامة، كان يمكنه أن يوتر قبل أن يقدم الإمام فهل له أن يوتر ويدرك؟ الشيخ : يوتر قبل أن يحرم وقد أقيمت الصلاة؟ السائل : أي نعم. الشيخ : ما يصير هذا، أفهمتم السؤال؟ رجل يقول نام عن الوتر ثم أتى إلى المسجد والمؤذّن يقيم لصلاة الفجر فقال إنه يمكنه أن يصلي الوتر قبل أن يُكبّر الإمام، أهذا ممكن؟ الطالب : ليس ممكنا. الشيخ : لا يمكن أبدا. السائل : ... استواء الصفوف يا شيخ ... . الشيخ : والله أما إذا كانت الصفوف ألف صف وشرع في تسويتها ووكّل أناسا ينظرون إليها يمكن، على كل حال إذا أقيمت لا تجوز الصلاة لا الوتر ولا سنّة الفجر ولا غيرها، نعم.
السائل : ... . الشيخ : نعم؟ السائل : ... حديث النفس ... . الشيخ : لا، حديث النفس ليس قولا، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت في أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) ولو كان حديث النفس قولا لكان الذي تصح صلاته منا كم؟ الطالب : لا أحد. الشيخ : واحدا من ألف، ما أكثر الذين يحدثون أنفسهم في صلاتهم، أليس كذلك؟
السائل : ... دورة المياه ... يمكن الإنسان ... دورة المياه ... ؟ الشيخ : يعني الذكر في دورة المياه؟ السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : لا بأس ما فيه مانع، لأنه ما فيه دليل على النهي عن ذكر الله تعالى في الخلاء، ثلاثة؟ نعم.
باب استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل صلاتهما وأنها مشروعة في جميع الأوقات .
القارئ : باب استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل صلاتهما وأنها مشروعة في جميع الأوقات. حدثنا عبد الله بن مسلمة .. الشيخ : الترجمة كم؟ مسألة؟ الطالب : ... . الشيخ : ثلاث مسائل: استحباب تحية المسجد بركعتين، الثاني كراهة الجلوس قبل صلاتهما، والثالث؟ الطالب : مشروعة. الشيخ : إيش؟ الطالب : مشروعة في .. الشيخ : مشروعة في جميع الأوقات، نعم.
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا : حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس .
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ( إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال : حدثني عمرو بن يحيى الأنصاري قال : حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن عمرو بن سليم بن خلدة الأنصاري عن أبي قتادة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس قال : فجلست فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس قال : فقلت يا رسول الله رأيتك جالسا والناس جلوس قال : فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال: حدثني عمرو بن يحيى الأنصاري قال: حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن عمرو بن سليم بن خلدة الأنصاري عن أبي قتادة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ( دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم جالس بين ظهراني الناس قال: فجلست فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس ) قال: ( فقلت يا رسول الله رأيتك جالسا والناس جلوس قال: فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين ) .
حدثنا أحمد بن جواس الحنفي أبو عاصم قال : حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني ودخلت عليه المسجد فقال : لي صل ركعتين .
القارئ : حدثنا أحمد بن جواس الحنفي أبو عاصم قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال: ( كان لي على النبي صلى الله عليه وسلّم دين فقضاني وزادني ودخلت عليه المسجد فقال لي: صل ركعتين ) . الشيخ : نعم.
حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة عن محارب سمع جابر بن عبد الله يقول : اشترى مني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا فلما قدم المدينة أمرني أن آتي المسجد فأصلي ركعتين .
القارئ : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثني أبي قال: حدثنا شعبة عن محارب أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: ( اشترى مني رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعيرا فلما قدم المدينة أمرني أن ءاتي المسجد فأصلي ركعتين ) .
وحدثني محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي قال : حدثنا عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيى ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي وقدمت بالغداة فجئت المسجد فوجدته على باب المسجد قال : الآن حين قدمت قلت : نعم قال : فدع جملك وادخل فصل ركعتين قال : فدخلت فصليت ثم رجعت .
القارئ : وحدثني محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي قال: حدثنا عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله أنه قال: ( خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيى ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم قَبْلي وقدمت بالغداة فجئت المسجد فوجدته على باب المسجد قال: ءالأن حين قدمت؟ قلت ) .. الشيخ : ءالأن. القارئ : ( ءالأن حين قدمت؟ قلت نعم قال: فدع جملك وادخل فصل ركعتين ) قال: ( فدخلت فصليت ثم رجعت ) .
حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم ح وحدثني محمود بن غيلان قال : حدثنا عبد الرزاق قالا : جميعا أخبرنا بن جريج أخبرني ابن شهاب أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أخبره عن أبيه عبد الله بن كعب وعن عمه عبيد الله بن كعب عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهارا في الضحى فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه .
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم ح وحدثني محمود بن غيلان قال: حدثنا عبد الرزاق قالا جميعا أخبرنا بن جريج أخبرني ابن شهاب أن عبد الرحمان بن عبد الله بن كعب أخبره عن أبيه عبد الله بن كعب وعن عمه عبيد الله بن كعب عن كعب بن مالك ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان لا يقدم من سفر إلا نهارا في الضحى فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه ) .
الشيخ : هذه الأحاديث في حكم تحية المسجد، تحية المسجد سنّة مؤكّدة لا شك في هذا، لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم أمر بها بل إنه قطع خطبته ليأمر بها، فقد دخل رجل والنبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم يخطب يوم الجمعة فجلس فقال له: ( أصليت؟ ) قال لا قال: ( قم فصل ركعتين ) ، فقطع الخطبة وأمره أن يصلي وهذا يدل على تأكدها بل هذا يدل على وجوبها، ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلّم قطع الخطبة واستباح الكلام في أثناء الخطبة ثم أمر هذا أن يصلي فيشتغل، نعم، أن يصلي فيلزم من ذلك أن يشتغل بصلاته عن سماع الخطبة، وسماع الخطبة واجب ولا يُشتغل عن واجب إلا بواجب مثله أو أوْكد منه، ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنها واجبة وهو قول قوي كما ترى، ولكن أكثر العلماء على أنها سنّة كما هو المترجم به في هذا الباب وأنها ليست واجبة، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم حين بعث معاذا إلى اليمن وكان ذلك في ءاخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلّم قال ( أعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ) ، وهذه الصلوات معلومة وليس فيها، إيش؟ السائل : ... . الشيخ : ليس فيها تحية المسجد، فيقتضي أن تكون تحية المسجد غير واجبة، لهذا الحديث، لكن هذا الجواب غير سليم، لأننا نقول الصلوات الخمس التي هي فرض هذه قيّدت بوقت يدور وجوبها بدوران هذه الأوقات، وأما تحية المسجد وصلاة الكسوف فإنما هي لسبب، لسبب طاريء، ولهذا كان بالإجماع أن الرجل لو قال لله علي نذر أن أصلي ركعتين وجب عليه. الطالب : أن يصلي. الشيخ : أن يصلي ركعتين مع أن هذا المنذور ليس من الصلوات الخمس، فالشيء الذي له سبب ليس كالشيء الدائم المستمر، إذًا سقط هذا الرد الذي رد به من قال بأن الركعتين ليستا بواجبتين، وجه السقوط؟ الطالب : ... . الشيخ : أن الصلوات الخمس. الطالب : لها وقت. الشيخ : ليس لها سبب لها أوقات محدّدة بأوقات، وأما تحية المسجد فلها سبب، ولكن قد يقال إن كون الرسول عليه الصلاة والسلام يدخل المسجد لصلاة الجمعة ولا يصلي ركعتين وأنه كان ذات يوم يُحدث أصحابه فدخل ثلاثة نفر، أحدهم دخل الحلقة والثاني خلفها والثالث ولّى، ولم يأمر أحدا منهم بأن يصلي، ولكن الإستدلال بذلك أيضا فيه نظر، النظر لأن هذه قضية عين ربما كان الرسول عليه الصلاة والسلام رءاهم حين صلوا ثم جاؤوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام كما فعل الرجل المسيء في صلاته صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم، فدفع الوجوب بهذا الحديث في النفس منه شيء، لكن دفع الوجوب بما إذا حضر الإمام لصلاة الجمعة قوي، إلا أنه أيضا يمكن أن يضعف بماذا؟ بأن الخطبتين من مقدّمات الصلاة، ومن شروط الصلاة، فهو وإن جلس بين الخطبتين لا يُعدّ جلوسا بدون صلاة لأنه جلس ينتظر الخطبة الثانية ثم إيش؟ ثم يصلي، وربما يستدل على عدم الوجوب بأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم كان إذا دخل المسجد الحرام في عمرة بدأ. الطالب : الطواف. الشيخ : بالطواف ولم يصل ركعتين، وهذا يدل على عدم وجوبهما، وهذا لا شك أنه دليل قوي لأنه يمكن أن يصلي ركعتين ثم. الطالب : يطوف. الشيخ : ثم يطوف، فلما تركهما وبدأ بالطواف دل على عدم وجوبهما وكان ذلك في حجة الوداع، وهذا يطمئن النفس بأن صلاة تحية المسجد ليست واجبة، لكن مع هذا نرى ما قاله المترجم أنه يكره للإنسان أن يدع تحية المسجد، وهذا أمر زائد على قولنا إنها مستحبة، انتبهوا لهذا، لأن ترك المستحب لا يلزم منه. الطالب : الكراهة. الشيخ : الكراهة، لأن الكراهة أمر زائد على الترك، وإلا لقلنا إن كل من لم يأت بمستحب فقد أتى مكروها وهذا لا يقول به أحد، على كل حال الذي يظهر لي أن تحية المسجد ليست واجبة لكن الإنسان الذي يدعها على خطر من الإثم لأن القول بالوجوب قوي، وإذا كان كذلك فلا ينبغي للإنسان أن يعرض نفسه للخطر. المسألة الثانية: هل يصلي تحية المسجد كلما دخل أو لا يصليها إذا دخل في أوقات النهي؟ وأوقات النهي كم؟ الطالب : ... . الشيخ : خمسة أو ثلاثة، بالإختصار ثلاثة وبالفصل خمسة، هل يصليها إذا دخل وقت النهي؟ الطالب : نعم. الشيخ : يرى كثير من العلماء أنه لا يصليها لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلّم ( لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس ) ونحو ذلك، وهذا عام، انتبه، ( لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس ) قال وإذا دخل المسجد بعد العصر فلا يصلي، لماذا؟ الطالب : للنهي. الشيخ : لقول النبي صلى الله عليه وسلّم ( لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) وإلى هذا ذهب كثير من العلماء ومنهم أصحاب الإمام أحمد في المشهور عندهم أنها لا تصلى في وقت النهي. القول الثاني أنها تصلى في وقت النهي وهذا مذهب الشافعي والنووي كما تعرفون من أئمة الشافعية ولهذا قال تصلى في كل الأوقات وأنه لا نهي عن تحية المسجد، إذا دخلت المسجد في أي وقت من ليل أو نهار فلا تجلس حتى تصلي وهذا هو الراجح، ويجاب عن النهي بأنه عام والأمر بصلاة تحية المسجد خاص، لأنها صلاة مخصوصة فيقدّم الخاص على العام، لكن قد يقول قائل في هذا نظر، لأن تحية المسجد ليست أخص مطلقا من النهي، بل النهي أعم من جهة وأخص من جهة، وصلاته داخل المسجد أعم من جهة وأخص من جهة، فبينهما العموم والخصوص إيش؟ الطالب : الوجهي. الشيخ : الوجهي، وحينئذٍ لا يمكن أن نحكم بعموم أحدهما على عموم الأخر، أو بخصوص أحدهما على خصوص الأخر، فيقال هذا حق، وأن ذلك فيه تعارض ولكن أيهما أقوى عموما الأمر بتحية المسجد أو النهي عن الصلاة بعد صلاة العصر مثلا؟ نعم؟ الطالب : الأول. الشيخ : الأول أقوى عموما، كيف أقوى عموما؟ لأنه لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام سنّة واحدة تدل على أن من دخل المسجد لا يصلي تحية المسجد إلا ما ذكرنا فيما إذا دخل، أتمّوا؟ الطالب : ... . الشيخ : لا. الطالب : ... . الشيخ : لخطبة الجمعة، فإن الرسول كان لا يصلي التحية وقد أجبنا عن ذلك بعض الجواب، أما النهي عن الصلاة في هذه الأوقات فإن هذا النهي خُرق عمومه في عدّة مسائل، وإذا خُرق عموم النص ضعف، ضعف العموم، كذا عبد الله عوض؟ الطالب : نعم. الشيخ : ... .