القارئ : نعم، أقرأ شرح مسلم؟
الشيخ : نعم.
القارئ : شرح النووي، بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلّم على عبده ورسوله نبيّنا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين.
قال النووي رحمه الله تعالى: " قوله قرأ في ركعتي الفجر (( قُل يا أَيُّهَا الكافِرونَ )) و (( قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) ، وفي رواية أخرى ( قرأ الأيتين (( قولوا ءامَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا )) و (( قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا )) ) ، هذا دليل لمذهبنا ومذهب الجمهور أنه يستحب أن " ..
الشيخ : لا لا، إلي قبله، اللفظ إلي قبل.
القارئ : " لم يكن على شيء؟ أشد من النوافل "
الشيخ : لا، وش اللي قبل الحديث اللي ذكرت؟
القارئ : قوله.
الشيخ : الحديث الأصل، الأصل.
القارئ : نعم؟ الأصل؟
الشيخ : إيه.
القارئ : " حديث ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقرأ في ركعتي الفجر (( قولوا ءامَنّا )) ) ".
الشيخ : أيه.
القارئ : ن
الشيخ : نعم.
القارئ : واللي قبله حديث.
الشيخ : اقرأ اقرأ، اقرأ (( قولوا ءامَنّا )) .
القارئ : " (( قولوا ءامَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا )) الأية التي في البقرة وفي الأخرة منهما (( ءامَنّا بِاللَّهِ وَاشهَد بِأَنّا مُسلِمونَ )) ، بس، وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ".
الشيخ : طيب، نبي شرح الحديث هذا.
القارئ : ما تكلم عليه يا شيخ.
الشيخ : ما تكلم عليه؟
القارئ : ما فيه شيء، ما ذكر شيء حول اللفظ ما ذكر شيء.
الطالب : ... .
الشيخ : على كل حال الذي يظهر إن الأية الأولى تخالف اللفظ الثاني، اللفظ الثاني يقول أما الثانية التي في ءال عمران (( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) ، ماذا قال؟
القارئ :ن
الشيخ : اقرأ الشرح، اقرأ.
القارئ : شرح النووي؟
الشيخ : أيه.
القارئ : قال " وفي الرواية الأخرى قرأ الروايتين (( قولوا ءامَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا )) و (( قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا )) " .
الشيخ : أه.
الشيخ : قال " هذا دليل لمذهبنا ومذهب الجمهور أنه يستحب أن يقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة ويستحب أن يكون هاتان السورتان أو الأيتان كلاهما سنّة وقال مالك وجمهور أصحابه لا يقرأ غير الفاتحة وقال بعض السلف لا يقرأ شيئا كما سبق وكلاهما خلاف هذه السنّة الصحيحة التي لا معارض لها " ، فقط بس.
الشيخ : طيب.
القارئ : ما ذكر شيء.
الشيخ : على كل حال لا شك إن الذي يقرأ إما (( قل يا أيها الكافرون )) في الأولى وفي الثانية (( قل هو الله أحد )) ، وإما (( قولوا ءامَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا )) إلى ءاخر الأية في سورة البقرة و (( قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) إلى ءاخر الأية في ءال عمران، نعم، درس ... .
القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين.
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

القارئ : باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن.

القارئ : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو خالد يعني سليمان بن حيان عن داوود بن أبي هند عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال: حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال: سمعت أم حبيبة تقول: ( سمعت رسول الله ) ..
الشيخ : ... إيش؟
القارئ :ن
الشيخ : ... .
القارئ : قال: سمعت أم حبيبة تقول: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنّة ) قالت أم حبيبة: ( فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) وقال: عنبسة " فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة " وقال عمرو بن أوس: " ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة " وقال النعمان بن سالم: " ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس " .
الشيخ : الله أكبر.

القارئ : حدثنا أبو غسان المسمعي قال: حدثنا بشر بن المفضل قال: حدثنا داوود عن النعمان بن سالم بهذا الإسناد ( من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة تطوّعا بني له بيت في الجنّة ) .

القارئ : وحدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم أنها قالت: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنّة أو إلا بني له بيت في الجنّة ) قالت أم حبيبة: ( فما برحت أصليهن بعد ) ، وقال عمرو: " ما برحت أصليهن بعد " ، وقال النعمان: مثل ذلك.

القارئ : وحدثني عبد الرحمان بن بشر وعبد الله بن هاشم العبدي قالا: حدثنا بهز قال: حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم أخبرني قال: سمعت عمرو بن أوس يحدث عن عنبسة عن أم حبيبة قالت: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله كل يوم ) فذكر بمثله.
وحدثني ..

الشيخ : هذا من السنن التي فيها هذا الثواب العظيم أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال ( من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بيت في الجنّة ) ، والمراد من غير الفريضة ولا يصلح أن يكون المراد الفريضة، لأن الفريضة أقلها كم؟ سبع عشرة ركعة، وهذا الحديث يقول ثنتي عشرة ركعة، وعلى هذا فتكون تطوّعا كما صرحت به بعض الألفاظ، وظاهر الحديث أنه لا تشترط المحافظة على هذه الركعات وأن الإنسان إذا صلاها يوما واحدا بنى الله له بيتا في الجنّة، ولم يبيّن في هذا الحديث ما هذه الركعات لكن قد بُيّن في لفظ ءاخر، وهي أربع قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل صلاة الصبح فتمتاز الظهر بنصف هذا العدد، لأن أربعا قبلها واثنتان بعدها، هذه ست ركعات والباقي موزّع على ثلاث صلوات، وعلى هذا فينبغي للإنسان أن يحافظ على هذه الصلوات كما حافظ على ذلك أم حبيبة وهي أول من حدّث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم تلاها من رووه، نعم، محمد سراج؟

السائل : ... بعض أهل العلم ذكر أن ... أو يحتمل أن يكون ... ءال عمران ... فيقرأ هذا مرة وهذا مرة، هل نقول يا شيخ ... يرد عليه ... الإثبات وهذا مجمل وبيّنه الحديث الثاني أم نقول يحتمل ... ؟
الشيخ : نعم، كيف؟
السائل : هل نقول إن هذا الحديث الأول مجمل لكن هناك ... تحت هذا اللفظ.
الشيخ : وهما؟
السائل : وهما قوله تعالى (( فَلَمّا أَحَسَّ عيسى مِنهُمُ الكُفرَ قالَ مَن أَنصاري إِلَى اللَّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللَّهِ آمَنّا بِاللَّهِ وَاشهَد بِأَنّا مُسلِمونَ )) .
الشيخ : نعم.
السائل : والثاني (( قل تعالوا )) .
الشيخ : لكن (( قل تعالوا )) أبين، أبين وأظهر لأنها فيها الدعوة إلى الإسلام، دعوة إلى الإسلام وأنهم إذا تولوا فإننا نعلن إسلامنها ولا يهمنا توليهم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... وذكر الحديث.
الشيخ : نعم، هنا لو حملنا عليه في هذه الحال قلنا إنه يقرأ هذه مرة وهذه مرة.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن هذا الأكثر على ذاك، (( قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إلى كلمة )) ، نعم.

السائل : شيخ حفظكم الله، يعني إذا كان الإنسان طال سفره فهل نقول يصلي الرواتب أم يعني ... ؟
الشيخ : سبق لنا هذا، قلنا إن ... ، مادام الإنسان مسافرا فإنه لا يصلي رواتب الظهر والمغرب والعشاء على أنها راتبة، لكن له أن يصلي نفلا مطلقا ما شاء.
السائل : لا، قال نريد يعني ... .
الشيخ : نعم، صلها ولو كان، لأن الحديث أيضا مطلق، نعم.
السائل : شيخ ... .
الشيخ : أنت، طيب.

السائل : أحسن الله إليك يعني الإنسان إذا صلى يعني ركعتي الفجر بعد طلوع الفجر وقبل الأذان، هل تجزؤه؟
الشيخ : قبل الأذان؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : هل دخل الوقت؟ هل دخل الوقت؟
السائل : أي نعم دخل الوقت.
الشيخ : لا بأس، إذا صلى ركعتي الفجر يعني الراتبة بعد دخول الوقت وإن لم يؤذن كفى، لكن لو صلاها بعد الأذان والأذان كان قبل الوقت لم تجزيء، فالمهم الوقت، ثلاثة؟ نعم.

القارئ : وحدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد قالا: حدثنا يحيى وهو ابن سعيد عن عبيد الله قال: أخبرني نافع عن ابن عمر ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة: حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: ( صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبل الظهر سجدتين وبعدها سجدتين وبعد المغرب سجدتين وبعد العشاء سجدتين وبعد الجمعة سجدتين فأما المغرب والعشاء والجمعة فصليت مع النبي صلى الله عليه وسلّم في بيته ) .
الشيخ : وش بقي؟
القارئ : نعم؟
الشيخ : المغرب والعشاء والجمعة صلاها في البيت، وش باقي؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟ الظهر، سيأتي بيانه في اللفظ اللي بعده، نعم.

القارئ : باب جواز النافلة قائما وقاعدا وفعل بعض الركعة قائما وبعضها قاعدا.
الشيخ : ... ، وفعل.
القارئ : نعم، وفعل بعض الركعة قائما وبعضها قاعدا.

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا هشيم عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال: ( سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن تطوّعه فقالت: كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر وكان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم وإذا قرأ قاعدا ركع وسجد وهو قاعد وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين ) .
الشيخ : صلي وسلم عليه، هذا شرح لغالب تنفلات الرسول عليه الصلاة والسلام.

الشيخ : أولا أفاد هذا الحديث فوائد: منها: أن سنّة الظهر ست ركعات، راتبة الظهر ست ركعات أربع قبلها وركعتان بعدها، وهذا زائد على ما قاله عبد الله بن عمر بأنه حفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلّم عشر ركعات، وذكر منها ركعتين قبل الظهر.
ومن فوائد هذا الحديث أيضا أن الأفضل في الرواتب أن تُفعل في البيت حتى في المساجد التي تُضاعف فيها الصلوات، وجه الدلالة؟ أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلّم تضاعف فيه الصلوات، صلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه، ومع ذلك كان النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم يصلي النوافل في؟ في بيته.
ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يصلي تسع ركعات فيهن الوتر، وظاهر هذا الحديث أن هذه التسع تُفصل عن الوتر، وأنه يصلي ركعتين ركعتين ثم يوتر بواحدة، أما لو أراد أن يوتر بتسع فإنه يصلي ثماني ركعات ثم يجلس ويتشهد ولا يسلّم ثم يقوم فيأتي بالتاسعة ويتشهد ويسلّم.
ومن فوائد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا، ومن المعلوم إن أطول الليل يكون في الشتاء، فكان صلى الله عليه وسلّم يتجشم البرد وطول الليل ويقوم صلوات الله وسلامه عليه حتى تتفطر قدماه، ثم ذكرت أنه إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم أي ركع من قيام وسجد من قيام وهذا من فوائده أن الإنسان إذا كان قائما فلابد أن يركع وهو قائم ولابد أن يسجد وهو قائم وعلى هذا فلابد من الرفع بعد؟ إيش؟ بعد الركوع.
ومن فوائده أيضا أنه إذا صلى قاعدا فإنه يركع قاعدا ويسجد قاعدا، فمثال الركوع قاعدا أن يحني ظهره حتى يواجه وجهه ما وراء ركبتيه أدنى مواجهة، وأكملها الكمال، فمثلا إذا قلت، إذا قلت هكذا أجزأ أو لا؟ أجزأ والكمال أن أقول هكذا أمد ظهري حتى أقابل ما وراء الركبة أتم مقابلة، طيب.
ومن فوائد هذا الحديث أنه إذا صلى قاعدا لا نلزمه أن يقوم بعد الركوع ليسجد من قيام نقول أسجد من إيش؟ من قعود، ومن فوائد هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان لا يصلي ركعتي الفجر إلا إذا طلع الفجر لأن السنّة القبلية قبل الصلاة لا تفعل إلا بعد دخول الوقت، نعم.

القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حماد عن بديل وأيوب عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي ليلا طويلا فإذا صلى قائما ركع قائما وإذا صلى قاعدا ركع قاعدا ) .

القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن بديل عن عبد الله بن شقيق قال: ( كنت شاكيا بفارس فكنت أصلي قاعدا فسألت عن ذلك عائشة فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي ليلا طويلا قائما ) فذكر الحديث.

القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا معاذ بن معاذ عن حميد عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: ( سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالليل فقالت: كان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا وكان إذا قرأ قائما ركع قائما وإذا قرأ قاعدا ركع قاعدا ) .
وحديثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا ..

الشيخ : الظاهر ... من هذا السياق والذي قبله أن مرادها بالطويل يعني معناه كثيرا خلاف ما فهمته أولا بأن المراد طول الليل أي طول زمنه، ليلا طويلا أي كثيرا، فاستعملت الطويل بمعنى إيش؟ بمعنى الكثير، وهذا يعني يطلق أحيانا في اللغة العربية أن تستعار كلمة بدل كلمة كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه ( انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم مرتين ) ، يفهم الإنسان من هذا التعبير إيش؟
الطالب : ... مرتين.
الشيخ : أنه مرتين يعني في ليلتين وليس الأمر كذلك بل المعنى بمرتين أي فرقتين كما تفسّره الرواية الأخرى، فهنا الطويل المعروف أن الطويل هو الإمتداد، إن الطول هو الإمتداد وأن المراد بالليل الطويل هو ليل الشتاء كما قرّرناه أولا، لكن تبيّن لي من سياق الحديث أن المراد بقولها ( ليلا طويلا ) أي ليلا كثيرا يعني أحيانا كثيرة يصلي قاعدا وأحيانا كثيرة يصلي قاعدا، ومن المعلوم أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يصلي قاعدا إلا حين ثقل وأخذه اللحم وأما لما كان نشيطا وقبل أن يكثر فيه اللحم فكان يصلي قائما، نعم.

القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: ( سألنا عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يكثر الصلاة قائما وقاعدا فإذا افتتح الصلاة قائما ركع قائما وإذا افتتح الصلاة قاعدا ركع قاعدا ) .
الشيخ : ... هذا، هذا واضح، اللفظ هذا واضح، وتعرفون كل الحديث واحد لأن مداره على يحيى بن يحيى، نعم.

القارئ : وحدثني أبو الربيع الزهراني قال: أخبرنا حماد يعني بن زيد ح قال: وحدثنا حسن بن الربيع قال: حدثنا مهدي بن ميمون ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع ح وحدثنا أبو كريب قال: حدثنا ابن نمير جميعا عن هشام بن عروة ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي عن عائشة قالت: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا حتى إذا كبِر قرأ جالسا حتى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون ءاية قام فقرأهن ثم ركع ) .

الشيخ : نعم، أفادنا هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلّم كان في شبابه إيش؟
الطالب : يصلي قائما.
الشيخ : يصلي قائما لكن لما كبر عليه الصلاة والسلام صار يصلي جالسا وحينئذٍ نسأل هل نقول للإنسان ابتدئ الصلاة قائما فإذا تعبت فاجلس أو نقول اجلس فإذا قاربت الركوع فقم؟ الثاني وإلا الأول؟
الطالب : الأول.
طالب آخر : على حسب، على حسب ال ..
الشيخ : الحديث اللي معكم يا جماعة؟
الطالب : الأول.
طالب آخر : الثاني.
الشيخ : الحديث اللي معكم؟
الطالب : ... .
الشيخ : أنت، أنا الأن قد يكون اشتبه عليكم الأول والثاني، هل نقول ابتدئ الصلاة قائما فإذا تعبت فاجلس أو نقول ابتدئها قاعدا فإذا قاربت الركوع فقم؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني؟
الطالب : ... ، على الحديث ... .
الشيخ : الأن الحديث ماذا تقول عائشة؟ تقول إنه يصلي قاعدا فإذا بقي عليه ثلاثون ءاية أو نحوها قام فركع، في النفل الأمر واسع لكن في الفريضة إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يقوم في الفرض إلا بعض القيام هل نقول ابتدئ الصلاة قائما فإذا تعبت فاجلس أو نقول ابتدئها قاعدا فإذا أردت أن تركع، قاربت الركوع فاركع؟
الطالب : ... .
الشيخ : نقول أما من كان خلف إمام فالأول لأنه لا يتصرف بنفسه فربما يقصر الإمام القراءة ويتمكن هذا من القيام بلا تعب ولا مشقة فنقول ابتدئها قائما وإذا تعبت فاجلس، ثم إذا تمكنت أن تقوم ثانية عند الركوع فافعل لأن كونك تركع من قيام خير من كونك تركع من قعود، أما الإنسان مع نفسه في الفريضة فنقول إذا كان التعب عليك شديدا ولا تتمكن من قراءة ولا نصف الفاتحة فابتدئ الصلاة قاعدا ثم أتمها عند الركوع قائما قياسا على إيش؟ قياسا على النفل، وربما نقول بمنع القياس وأن الفريضة يبتدئها قائما بكل حال فإذا عجز جلس ووجه الفرق وعدم القياس أن القيام في الفريضة ركن والقيام في النافلة ليس بركن، سنّة، فإذا كان سنّة فنقول ابتدئ الصلاة جالسا ثم قم، وهذا أقرب إلى الصواب أن نقول الأصل في الفريضة أن القيام ركن من أركانها فابدأ بالقيام أولا ثم إذا تعبت وعجزت أن تكمّل ولا الفاتحة لكونك تدوخ مثلا أو تتعب من الركب أو غيرها فاجلس، فتبدأ أولا بما تقدر عليه ثم بما لا تقدر عليه، وعليه فيفرّق بين الفرض والنفل، فلا يُقاس الفرض على النفل في هذا لأن القيام في النفل سنّة والقيام في الفرض ركن، فيضاف هذا الفرق إلى الفروق التي عددناها سابقا وبلغت أكثر من؟
الطالب : ... .
الشيخ : أه؟ أكثر من عشرين.
الطالب : ... .
الشيخ : أي أكثر من عشرين، ثمان فوق عشرين تكون أكثر من عشرين، طيب، نعم، أيوب؟
الطالب : نعم.
الشيخ : معك كتاب؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : نعم، نعم؟ محمد؟

السائل : بارك الله فيكم، في الحديث السابق ... قوله ... الصلاة قائما ركع قائما وإن ... قاعدا ركع قاعدا ... قبل أن يركع ... ؟
الشيخ : هذا في الفريضة وإلا في النافلة؟
السائل : النافلة.
الشيخ : النافلة الأمر فيها واسع.
السائل : ... .
الشيخ : إيه.
السائل : ... يا شيخ إذا ... .
الشيخ : بلى، بس إنه إذا ابتدأها قائما لكن أحيانا لا يتمكن والرسول كما تعرف يُطيل القيام، بدل من أن يقف ثم يجلس ثم يقف يبتدؤها جالسا.
السائل : ... ..
الشيخ : مادام الرسول قدوتنا وأسوتنا ويفعل هكذا نفعل كما فعل وهو الخير، نعم؟ كأنك ضعيف ... ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما دام ما فيه إشكال الحمد لله، نعم.

السائل : ... صلاة ... .
الشيخ : هل؟
السائل : صلاة ... قاعدا ... .
الشيخ : لا، أصلا لا يجوز للإنسان اللي يقدر على القعود أن يصلي مضطجعا، أيه لابد يبتدئها بكونه قاعدا، نعم.

السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : أيه لكن فيه حديث قولي، فيه حديث قولي أن الرسول قال: ( صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ) ، نعم.

القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن عبد الله بن يزيد وأبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين ءاية قام فقرأ وهو قائم ثم ركع ثم سجد ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك ) .

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال أبو بكر: حدثنا إسماعيل بن علية عن الوليد بن أبي هاشم عن أبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقرأ وهو قاعد فإذا أراد أن يركع قام قدر ما يقرأ إنسان أربعين ءاية ) .
الشيخ : صلي وسلم عليه.

القارئ : وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثني محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال: قلت لعائشة: ( كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الركعتين وهو جالس؟ قالت: كان يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع ) .
الشيخ : ... .

القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا يزيد بن زريع عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: ( قلت لعائشة أكان النبي صلى الله عليه وسلّم يصلي و هو قاعد؟ قالت: نعم بعدما حطمه الناس ) .

القارئ : وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة ..

الشيخ : قوله حطمه الناس يعني أنه كبر ... وكانوا بالنسبة إليه شبابا أقوياء فهو بالنسبة إليهم محطوم، وليس المعنى أن الناس اعتدوا عليه ومثلا وضربوه وما أشبه ذلك لا، تريد أنه بعدما كبر وصار من أكبر الناس سنّا هذا معنى حطمه الناس، نعم.

القارئ : قال: قلت لعائشة: فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلّم بمثله.

القارئ : وحدثني محمد بن حاتم وهارون بن عبد الله قالا: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: أخبرني عثمان بن أبي سليمان أن أبا سلمة بن عبد الرحمان أخبره أن عائشة أخبرته : ( أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يمت حتى كان كثير من صلاته وهو جالس ).

القارئ : وحدثني محمد بن حاتم وحسن الحلواني كلاهما عن زيد قال حسن: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني الضحاك بن عثمان قال: حدثني عبد الله بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( لما بدن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وثقل كان أكثر صلاته جالسا ) .

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن بن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن وداعة السهمي عن حفصة أنها قالت: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلى في سبحته قاعدا حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلي في سبحته قاعدا وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها ) .
الشيخ : ... .
القارئ : وحدثني أبو الطاهر وحرملة ..

الشيخ : تبيّن الأن أن سمنة الرسول عليه الصلاة والسلام وأخذ اللحم قبل وفاته بنحو عام، فعائشة ذكرت ذلك بالوصف وحفصة ذكرت ذلك بالوقت، نعم.

القارئ : وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا: أخبرنا بن وهب قال: أخبرني يونس ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر جميعا عن الزهري بهذا الإسناد مثله غير أنهما قالا: ( بعام واحد أو اثنين ) .

القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن سماك قال: أخبرني جابر بن سمرة ( أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يمت حتى صلى قاعدا ) .

القارئ : وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال: ( حُدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة، قال: فأتيته فوجدته يصلي جالسا فوضعت يدي على رأسه فقال: مالك يا عبد الله بن عمرو؟ قلت: حُدثت يا رسول الله أنك قلت: صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة، وأنت تصلي قاعدا قال: أجل ولكني لست كأحد منكم ) .

القارئ : وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن محمد بن جعفر عن شعبة ح وحدثنا ابن المثنى قال: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا سفيان كلاهما عن منصور بهذا الإسناد وفي رواية شعبة عن أبي يحيى الأعرج.

الشيخ : في هذا الحديث حديث عبد الله بن عمرو، أن صلاة القاعد على النصف صلاة القائم وهذا ثبت بالسنّة إيش؟ القولية أو الفعلية؟
الطالب : القولية والفعلية.
الشيخ : ثبت بالسنّة القولية.
الطالب : القولية.
الشيخ : ثبت بالسنّة القولية وأن النبي صلى الله عليه وسلّم صلى قاعدا وهذا ثبت بإيش؟ بالسنّة الفعلية، فهل قول الرسول عليه الصلاة والسلام إني لست كأحد منكم هل معناه أن هذا من خصائصه، وأن صلاته قاعدا كصلاته قائما أو المعنى لست كأحد منكم في القوة بعد أن كبرت؟ إن كان بالثاني فالأمر واضح وذلك لأن الخصوصية لا تثبت إلا بدليل ومتى حُمل الدليل على ما تنتفي به الخصوصية فهو أولى، لأن الخصوصية تحتاج إلى دليل، فيكون قوله ( لست كأحد منكم ) أي في القوة والنشاط لأنه يخاطب عبد الله بن عمرو بن العاص وهو إذ ذاك أشب من النبي صلى الله عليه وسلّم، وعلى هذا فتتفق السنّة القولية وإيش؟ والفعلية، وأن الإنسان إذا صلى قائما فهو أفضل فإن شق عليه ذلك فصلى قاعدا فإنه يأخذ الاجر كاملا وإن صلى قاعدا بلا عذر فليس له إلا نصف أجر صلاة القائم، نعم.
الطالب : انتهى الوقت.
الشيخ : انتهى الوقت؟ كم ساعتك؟
الطالب : الأن ثلاثة وخمسين.
الشيخ : وش ... وخمسين؟
الطالب : ثمانية ثلاثة وخمسين يعني تسعة إلا سبعة دقائق.
الشيخ : أنا فاهم ثلاثة وخمسين تسعة إلا سبع دقائق لكن بالتوقيت العربي؟
الطالب : التوقيت العربي الأن ثلاثة إلا ... .
الشيخ : ثلاثة إلا سبع دقائق!
الطالب : ... .
طالب آخر : ... اثنين ونص إلا ... .
الشيخ : اثنين ونص؟ لا إله إلا الله، أنا عندي الأن بالعربي اثنين.
الطالب : إلا سبع.
الشيخ : لا إثنين، عندي اثنين بالعربي.
الطالب : ... .
الشيخ : أيه، هاه؟
الطالب : ... الساعة.
الشيخ : الأن اثنين.
الطالب : أقول ما فيها تقديم؟
الشيخ : ما فيها تقديم، لأن اليوم أظنه على الست وخمسين بالوقت وإلا لا.
الطالب : لا، على اثنين وخمسين.
الشيخ : اثنين وخمسين؟
الطالب : ضبط الزوال على اثنين وخمسين.
الشيخ : الغروب، الغروب كم؟ ساعة كم الغروب؟
الطالب : الغروب على ستة اثنين خمسين.
الشيخ : ستة و.

القارئ : باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذّن فيصلي ركعتين خفيفتين ) .
وحدثني حرملة ..

الشيخ : لما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي في الليل إحدى عشرة ركعة منها الوتر وسيأتي إن شاء الله إنه يزيد على ذلك ركعتين أخريين، فتكون صلاته في الليل إما إحدى عشرة وإما ثلاث عشرة، نعم.

القارئ : وحدثني حرملة بن يحيى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم أنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء وهي التي يدعو الناس العتمة إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة فإذا سكت المؤذّن من صلاة الفجر وتبيّن له الفجر وجاءه المؤذّن قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذّن لإقامة ) .

القارئ : وحدثنيه حرملة قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب بهذا الإسناد وساق حرملة الحديث بمثله غير أنه لم يذكر وتبيّن له الفجر وجاءه المؤذّن ولم يذكر الإقامة وسائر الحديث بمثل حديث عمرو سواء.
وحدثنا أبو بكر ابن أبي ..

الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على وهم من قال إن حديث عائشة يدل على أنه يصلي أربعا بتسليمة واحدا ثم أربعا بتسليمة واحدة ثم ثلاثا، بناء على قولها رضي الله عنها حين سئلت كم كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم في رمضان؟ قالت ( كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ) ، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا، ففهم بعض الناس من هذا الحديث أنه يصلي أربعا بتسليم واحد، وقال هذا من السنّة، وهذا وهم لأنه غفل عن حديثها المفصِّل لهذه الإحدى عشرة، حيث صرّحت بأنه يُسلّم من؟
الطالب : كل ... .
الشيخ : كل ركعتين، وعلى هذا فيكون المعنى قولها ( يصلي أربعا ) أنه يصلي أربعا ثم يستريح، ويدل لهذا قولها ( ثم يصلي أربعا ) وثم تدل على الترتيب بمهلة، ولذلك كان السلف إذا صلوا أربع ركعات استراحوا ثم استأنفوا الصلاة، فسمّيت الصلاة تراويح لهذا السبب، نعم، أما الحديث الثاني أنه كان يصلي إحدى عشرة؟
القارئ : نعم.
الشيخ : نعم.
القارئ : قولها يا شيخ أحسن الله إليك.
الشيخ : نعم.
القارئ : قولها ( وتبين له ) ..
الشيخ : يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة إيش؟ ثلاث عشرة، ( يوتر من ذلك بخمس ) فهذه صفة أخرى يصلي ثلاث عشرة ركعة يوتر بخمسة وعلى هذا فيكون ثلاث تسليمات، ست ركعات كل ركتين بتسليمة، ويبقى؟
الطالب : ... .
الشيخ : كم؟
الطالب : خمس.
الشيخ : دقيقة، ويبقى خمسٌ يجعلها وترا فالثلاث عشرة يقول بعض العلماء إن المراد بها الركعتان الخفيفتان اللتان يبدؤ بهما صلاة الليل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم كان يستفتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين، نعم.
الطالب : ... ..
الشيخ : والسؤال؟

السائل : قوله وتبين له الفجر.
الشيخ : نعم.
السائل : أي المراد به تعني الإسفار؟
الشيخ : أيه تبيّن ظهر ... .
السائل : الإسفار.
الشيخ : أي نعم، لكن ما هو بالإسفار الكامل الذي يملؤ البيوت.
القارئ : يعني تبيّن ..
الشيخ : المهم تبيّن اتضح، نعم.
السائل : ... كان نائما ثم استيقظ.
الشيخ : لا، من كان نائما، اللي ما نام ما حاجة.

السائل : ... الحديث الأول والحديث الثاني تعارض ... شقه الأيمن، في الحديث الأول ذكره أن بعد الوتر.
الشيخ : كيف؟
السائل : في الحديث الأول ذكر أنه اضطجع على شقه الأيمن يكون بعد الوتر إذا فرغ من الوتر، في الحديث الثاني أنه يكون بعد الركعتين الخفيفتين بعد ... الفجر.
سائل آخر : يا شيخ؟
الشيخ : الحديث الأول، ( فإذا فرغ منه اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتي المؤذّن ... ) ، نعم، ظاهر هذا أنه كان يفعل هذا مرة وهذا مرة، يعني أحيانا يضطجع بعد الوتر وأحيانا يضطجع بعد ركعتي الفجر، نعم.
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير ..

الشيخ : في هذين الحديثين دليل على أن لفظ كان لا تأتي للدوام بكل حال بل الغالب أنها للدوام يعني كان يفعل الغالب إن هذا هو الأكثر، وقد يتخلّف كما هنا، وكما في قول ( كان يقرأ في الجمعة بالجمعة والمنافقين ) ( كان يقرأ في الجمعة بسبح والغاشية ) نقول هذا فيه دليل على أن كان لا تفيد الدوام دائما بل غالبا، نعم.

القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في ءاخرها ) .

القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة بن سليمان ح وحدثناه أبو كريب قال: حدثنا وكيع وأبو أسامة كلهم عن هشام بهذا الإسناد.

القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك عن عروة أن عائشة أخبرته : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر ) .