تتمة فوائد حديث : ( ... يقول : إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا ... ) .
الشيخ : وفيه أيضا في هذا الحديث إن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يعملوا ويُكثروا من العمل، لأن الله لم يعيّن هذه الساعة ولو عيّنها لكان العمل والدعاء. السائل : ... . الشيخ : إيش؟ السائل : ... . الشيخ : قليلا لأنه يكون في ساعة معيّنة معلومة لكن من أجل أن يكثر الخير للعباد أبهمها الله عز وجل كما أبهم ليلة القدر. وفيه أيضا امتحان العباد بمثل هذا لأن الإنسان إذا طلب هذه الساعة وصار يتحرى الدعاء في كل ساعة من الليل عُلم حرصه على الدعاء، لكن إذا كان كسلانا ... إذًا ما هي الساعة؟ فلا يحرص على الدعاء، أي نعم. القارئ : باب الترغيب ..
هل هذه الساعة المذكورة في الحديث هي ساعة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا ؟
الشيخ : نعم. السائل : بارك الله فيكم، هذه الساعة هي نفسها الساعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ينزل الله إلى السماء؟ الشيخ : إيش؟ السائل : هل هذه الساعة هي ساعة نزول المولى عز وجل إلى السماء؟ الشيخ : هي الساعة إيش؟ السائل : ساعة نزول المولى عز وجل إلى السماء الدنيا؟ الشيخ : لا، الله أعلم، الحديث ما فيه دليل، يمكن تكون بعد المغرب، يمكن تكون بعد العشاء مباشرة، نعم.
السائل : أحسن الله إليك، هل هذه الساعة تتنقل في الليل .. الشيخ : إيش؟ السائل : أو هي ثابتة؟ الشيخ : الله أعلم، قد تكون ثابتة وقد لا تكون أما ليلة القدر فقد دلت السنّة على أنها متنقلة، نعم.
السائل : ... ما هو الأفضل ... الدعاء أم النوم؟ الشيخ : الأفضل فيه النوم، إذا كان الإنسان قد قام من نصف الليل فالأفضل أن ينام، إذا قام ثلث الليل ينام كما كان هذا هدي النبي عليه الصلاة والسلام في أغلب الأحيان وكما كانت هذه صلاة داوود، أما المتأخّر فالأفضل أن يصلي حتى إذا قارب الفجر أوتر. السائل : ... قوله تعالى (( وَبِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرونَ )) . الشيخ : نعم، بالأسحار يعني أنهم إذا انتهوا من الصلاة حاسبوا أنفسهم وقالوا لعلنا أخطأنا، لعلنا قصرنا. السائل : ... . الشيخ : فيستغفرون، لا، قبل الفجر. السائل : وهذه الساعة ما هو الأفضل يا شيخ ... ؟ الشيخ : كما قلت لك من الأفضل أن تنام إذا كنت مبكرا، أما إذا كنت متأخرا فالأفضل أن تصلي حتى يطلع الفجر، وإن شئت مثلا إذا قصرت أو تعبت انتهيت ثم استغفرت، نعم.
حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له .
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له ) . وحدثنا قتيبة بن سعيد .. الشيخ : نبدأ بشرح الحديث، يقول النبي عليه الصلاة والسلام وهو أصدق الخلق قولا وأعلم الخلق بالله عز وجل وأنصح الخلق للأمة وأبين الخلق في الكلام والفصاحة، يقول ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر إلى ءاخره، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أن الله ينزل وإذا أضيف الفعل إلى الله فهو إضافة إلى نفسه عز وجل لا إلى غيره، في كل ما جاء في القرءان أو السنّة إذا أضيف الشيء إلى الله فهو إليه نفسه بأي ضمير كان سواء كان على ضمير الغيبة مثل ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول ) أو بضمير الخطاب أو بغير ذلك المهم أن كل ما أضيف إلى الله فإن الواجب أن نؤمن بأن المراد به إيش؟ نفسه، فإن أخرجنا الكلام عن ظاهره فلابد من دليل، وإلا فالواجب إبقاؤه على ظاهره، وبناء على ذلك لو سئلنا: ( ينزل ربنا ) هل هو ينزل نفسه أو شيء ءاخر؟ الطالب : نفسه. الشيخ : ينزل نفسه، هذا الذي يُفهم من الكلام وهذا الذي فهمه الصحابة وهم أصفى الناس أذهانا وهم أقواهم عقولا فهموا هذا ولم يراجعوا النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم فيقولوا ما الذي ينزل هل أمره أو ملك من ملائكته أو رحمته أو ما أشبه ذلك، أبدا، أخذوا الحديث بالقبول، انتبه، أخذوا الحديث بالقبول إن الله هو الذي ينزل إلى السماء الدنيا، وهل عليهم إثم لو اعتقدوا ذلك في ربهم؟ الطالب : ... . الشيخ : أبدا، ليس عليهم إثم، لأنهم سيقولون في الجواب عن هذا إن رسولك الذي بلغنا بهذا الحديث وعلينا التسليم والإيمان وأن لا نتجاوز ما دل عليه كلام النبي عليه الصلاة والسلام، بقي علينا تقديرات يقدرها الذهن لاسيما في الوقت الحاضر، يقول بعض الناس: ينزل حين يبقى ثلث الليل الأخر، كيف يتأتى هذا التقدير مع أن ثلث الليل الأخر لا يزال على الكرة الأرضية، إذا انتقل من جهة حل في جهة أخرى، فهل يعني ذلك إن الله نازل إلى السماء الدنيا كل الليل، والنهار أيضا لأن الليل في هذا الوجه من الأرض هو. الطالب : ... . الشيخ : نهار بالنسبة إلى الوجه الأخر؟ فيقال هذا الإيراد من البدع، بدعة منكرة لا يجوز إيراده، كما قال الإمام مالك رحمه الله فيمن قال استوى على العرش كيف استوى، قال هذا بدعة، " ما أراك إلا مبتدعا " السؤال عن هذا بدعة فنقول هذي أولا بدعة ونرد هذا السؤال في وجه مورده لأنه سبحانه وتعالى ينزل مع أنه مستوٍ على عرشه فهو ينزل إلى السماء الدنيا مادام ثلث الليل على وجه الأرض هذه فإذا ذهب ثلث الليل عن هذه الأرض إلى أرض أخرى صار نازلا بالنسبة للأرض الأخرى غير نازل بالنسبة للأرض. الطالب : الأولى. الشيخ : الأولى ولا إشكال في هذا إطلاقا، ثاني يسأل بعض الناس يقول مثلا: ينزل إلى السماء الدنيا هل إذا نزل يكون في السماء نفسها وتكون السماء الدنيا تقلّه والثانية تظلّه؟ نقول سبحان الله هذا بهتان عظيم، من يتصور هذا التصور إلا من لا يقدر الله حق قدره، هل الله عز وجل محتاج إلى السماء الدنيا؟ أبدا وإلا لأي شيء من خلقه بل الخلق كلهم محتاجون إليه، وهل يمكن أن تكون السماء الثانية فوقه؟ الطالب : ... . الشيخ : لا يمكن وإذا كانت السماوات السبع في كف، كخردلة في كف أحدنا كيف يكون هو في جوفها، إذًا هذا السؤال يُلطم به وجه صاحبه، ويقال إنك مبتدع لأن الصحابة ما سألوا عن ذلك، وإنك متنقص لربك لم تقدره حق قدره وإلا لما حاك في صدرك هذا التصور، ثالثا يقول بعض الناس ثم يقول من يدعوني فأستجيب له، وهل الناس يسمعون حتى ينتفعوا بهذا القول؟ نقول سبحان الله هل أنت تصدّق الرسول أو تكذبه؟ الطالب : نصدقه. الشيخ : إن قال إنه يكذبه استتبناه فإن تاب وإلا قطعنا عنقه، وإن قال أصدقه قلنا هكذا أخبرنا الرسول ونحن نؤمن بأن الله يقول ذلك وإن لم نسمعه، وليس بلازم أن نسمع لأن هذا من الأمور الغيبية التي لا يتحقّق الإيمان إلا بالإيمان بها، إذ أن الإيمان لو كان لا إيمان إلا بما يشاهد لم يكن للإيمان فائدة، لأن ما يُشاهد يصدق به حتى الحمير، تشاهد الذئب وتنفر منه أو تقف حتى يأكلها، فالإيمان بالغيب هو محك الإيمان حقيقة، فنحن نؤمن بأن الله يقول هذا القول، ونحن حينما ندعوه في تلك الساعة نتصور أنه يقول من يدعوني وأننا ممن يدعونه إن شاء الله تعالى، ولذلك لما ضاقت صدور قوم عن هذا الحديث وعن قدر الله حق قدره صاروا يؤولونه والعياذ بالله بل على الأصح صاروا يحرفونه يقولون إن الله محال أن ينزل هو بنفسه، أأنتم أعلم أم رسول الله؟ الطالب : رسول الله. الشيخ : ما فيه شك رسول الله، هو يقول ينزل وأنتم تقولون محال، وما الذي ينزل على رأيك؟ قال ينزل رحمته، فنقول له أخطأت، رحمة الله تعالى تنزل في كل وقت، لم يخل العالم طرفة عين من رحمة الله سبحانه وتعالى، ثم أي فائدة لنا أن تنزل الرحمة إلى السماء دون أن تصل إلى الأرض؟ لا فائدة، قال ينزل أمره، ... هكذا أيضا هذا بلية، أمر الله تعالى ينزل في كل وقت وحين، كل شيء يوجد أو يُعدم فإنه بأمره عز وجل (( إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ ))(( يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ )) ، ثم من قال إن منتهى الأمر هو السماء، والله يقول (( يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ )) قالوا ينزل ملك من ملائكته، ملك، فيقال سبحان الله هل رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان عاجزا أن يقول ينزل ملك من ملائكة الله فيقول كذا؟ لا، ليس بعاجز، إذًا لماذا عمّى على العباد الذين أرسل إليهم وأمر أن يبلغ البلاغ المبين لماذا عمّى عليهم وقال ينزل ربنا وهو يريد ينزل. الطالب : ... . الشيخ : ملك من ملائكته، هل هذا إلا طعن في الرسول عليه الصلاة والسلام وبالتالي طعن في الله حيث لم يعتب على رسوله صلى الله عليه وسلّم هذا القول، ثم نقول وهو دفع لكل ما سبق هل يمكن للأمر أو للرحمة أو للملك أن يقول لعباد الله من يدعوني فأستجيب له؟ الطالب : ... . الشيخ : أو لا يمكن؟ الطالب : لا يمكن. الشيخ : لا يمكن، لا يمكن أن يقول أي ملك من يدعوني فأستجيب له، الملائكة عليهم الصلاة والسلام يتبرؤون ممن عبدوهم فكيف يقولون للناس ادعونا، والحاصل أن كل هذه التحريفات مدارها على تحكيم العقل فيما أخبر الله به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله، وقياس الخالق على المخلوق، ولهذا كان المعطلة ممثلين معطلين إذ أنهم مثلوا أولا حيث فهموا أن النصوص تدل على التمثيل ثم عطلوا ثانيا، ولقد صدق شيخ الإسلام رحمه الله في قوله " كل ممثل معطل وكل معطل ممثل " . الشيخ : أستغفر الله وأتوب إليه، أستغفر الله. نبدأ؟ القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين. قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها في باب الترغيب في الدعاء والذكر في ءاخر الليل والإجابة فيه.
وحدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر .
القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمان القاري عن سهيل بن أبي .. الشيخ : القاري، القاري. القارئ : القاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: ( ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر ) .
حدثنا إسحاق بن منصور قال : أخبرنا أبو المغيرة قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح .
القارئ : حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا أبو المغيرة قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يُغفر له حتى ينفجر الصبح ) .
حدثني حجاج بن الشاعر قال : حدثنا محاضر أبو المورع قال : حدثنا سعد بن سعيد قال : أخبرني بن مرجانة قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له أو يسألني فأعطيه ثم يقول : من يقرض غير عديم ولا ظلوم قال مسلم : ابن مرجانة هو سعيد بن عبدالله ومرجانة أمه .
القارئ : حدثني حجاج بن الشاعر قال: حدثنا محاضر أبو المورّع قال: حدثنا سعد بن سعيد قال: أخبرني بن مرجانة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الأخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له أو يسألني فأعطيه ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم ) قال مسلم: ابن مرجانة هو سعيد بن عبد الله ومرجانة أمه.
حدثنا هارون بن سعيد الأيلي قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد بهذا الإسناد وزاد ثم يبسط يديه تبارك وتعالى يقول : من يقرض غيرعدوم ولا ظلوم .
القارئ : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد بهذا الإسناد وزاد ( ثم يبسط يديه تبارك وتعالى يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم ) .
حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لابني أبي شيبة قال إسحاق : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم يرويه عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول : هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الفجر .
القارئ : حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لابني أبي شيبة قال إسحاق: أخبرنا وقال الأخران: حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم يرويه عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( إن الله يُمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الفجر ) .
وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار قالا : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق بهذا الإسناد غير أن حديث منصور أتم وأكثر .
القارئ : وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق بهذا الإسناد غير أن حديث منصور أتم وأكثر. الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم تقدّم الكلام على حديث النزول وبيّنا أنه نزول حقيقي ينزل ربنا عز وجل نفسه إلى السماء الدنيا، وبيّنا قاعدة مفيدة وهي أن كل ما أضافه الله عز وجل لنفسه فالمراد حقيقة الإضافة وأنها مضافة إلى نفسه لا إلى غيره، وذكرنا لهذا أمثلة كثيرة، وبيّنا أن ما يورده بعض الناس اليوم من الإيرادات التي تنبيء عن تردّد وشك أو عن تنطع وتعمّق أنها كلها إيرادات لا يجوز للإنسان أن يوردها، وأن الواجب على الإنسان في مثل هذه الأمور أن يقول سمعنا وءامنا ولا يعترض، وفي هذا الألفاظ التي ساقها المؤلف من حديث أبي سعيد وأبي هريرة اختلاف فبعضها ( إذا مضى شطر الليل ) وبعضها ( إذا مضى ثلث الليل الأول ) وبعضها ( إذا بقي الثلث الأخر ) فيكون الماضي ثلثيه والظاهر والله أعلم إن هذا الإختلاف إما أن يكون اختلاف من الرواة أنفسهم وأن بعضهم حفظ كذا وبعضهم حفظ كذا فيُنظر للأكثر، وإما أن يقول إن الرب عز وجل أحيانا ينزل إذا مضى ثلث الليل وأحيانا إذا مضى النصف وأحيانا إذا مضى الثلثان.
فوائد حديث : ( ... ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ... ) و جميع رواياته .
الشيخ : وفي هذا الحديث حديث النزول إثبات الأفعال الإختيارية لله عز وجل أنه يفعل ما يشاء متى شاء وقد أنكر ذلك من أنكره من أهل الكلام كالأشاعرة والمعتزلة وغيرهم وقالوا لا يمكن أن يتصف الله تعالى بالأفعال، لأن الأفعال حادثة والحادث لا يقوم إلا بحادث فيستلزم أن يكون الله حادثا، وقالوا أيضا إن كان هذا الفعل كمالا فلماذا لم يقم به قبل فعله، وإن لم يكن كمالا وجب أن يكون منفيا عن الله، ومثل هذه الشبه كلها ساقطة أمام النص، لأن الواجب قبول النص وعدم الإعتراض، فأما الأول فقولهم إن الأفعال الحادثة فلا تقوم إلا بحادث فهذه قضية كذب لأننا نشاهد ونحن حادثون من أفعالنا ما يحدث قبل أن لم يكن مع أن الإنسان حادث، فالرب عز وجل يحدث من أفعاله ما لم يكن من قبل كالنزول إلى السماء الدنيا والإستواء على العرش فإن هذا لم يكن إلا بعد خلق السماء وبعد خلق العرش، وأما قولهم إنه إن كان كمالا فلماذا لم يتصف به من قبل وإن لم يكن كمالا فهو نقص يجب أن ينزه عنه، فيقال هو كمال في حينه، والشيء قد يكون كمالا في موضع ولا يكون كمالا في موضع ءاخر، أو في وقت دون ءاخر، فهو كمال حين يفعله الله، وإذا لم تقتض الحكمة فعله فإنه لا يفعله عز وجل، ولا شك أن الفاعل باختياره والفاعل لما يريد أكمل ممن، إيش؟ الطالب : من غيره. الشيخ : ممن لا يفعل، فكون الله عز وجل يفعل ما يشاء من النزول والإستواء والمجيء للفصل والكلام وغير ذلك أكمل مما لو لم يكن قادرا على مثل هذا أو أكمل مما لم يكن قابلا لهذا، لأن هؤلاء يقولون إنه غير قابل في هذه الأفعال، فجعلوه والعياذ بالله جعلوه كالجماد لا يقبل الحركة ولا يقبل الفعل وكل هذا خطأ، بل الواجب علينا أن نقبل ما جاء به الكتاب والسنّة على حسب ما جاء، لأن هذه أمور غيبية وهي أوسع من عقولنا، نعم.
الشيخ : التراويح جمع؟ الطالب : ... . الشيخ : ترويحة وسمي بذلك لأنهم كانوا في الزمن السابق يصلون أربعا طوالا ثم يستريحون ثم يصلون أربعا طوالا ثم يستريحون، ثم يصلون ثلاثا وعلى هذا جاء حديث عائشة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلّم ( لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا ) ، فلذلك سميت تراويح، وإذا طبّقت هذا الاسم على أو هذه، إذا طبقت سبب هذا الإسم على وقتنا الحاضر وجدت أنه. الطالب : ... . الشيخ : إيش؟ الطالب : لا ينطبق. الشيخ : منتفٍ غاية الإنتفاء، لأن بعض الناس يتلاعبون بالتراويح لا يطمئنون في ركوع ولا سجود ولا قيام ولا قعود إلا القراءة فقط حفاظا على إكمال ختم القرءان فقط، فتجدهم كأنهم يلعبون نسأل الله العافية فيشقون على من خلفهم في المتابعة ويحرمون من خلفهم من التسبيح والدعاء وهذا لا شك أنه حرام عليهم لأن هذه السرعة تمنع المأموم فعل ما يُسنّ بل قد تمنعه فعل ما يجب من الطمأنينة، ثم إن الإمام ليس يصلي لنفسه إنما يصلي لغيره فالواجب عليه أن يختار ما كان أوفق لسنّة الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم، نعم.
حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ) . وحدثنا .. الشيخ :( إيمانا واحتسابا ) ، إيمانا بماذا؟ إيمانا باستحبابه ومشروعيته وإيمانا بما يترتب عليه من الثواب واحتسابا للثواب والأجر، لأن الإحتساب معناه إن الإنسان يشعر بأن الله سبحانه وتعالى سيعوضه على هذا العمل ويُثيبه عليه فكأنه يحتسب هذا على الله عز وجل ليُثيبه عليه، فإذا قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه، وظاهر قوله ما تقدم من ذنبه العموم وأنه يشمل الصغائر والكبائر ولكن الجمهور على أن مثل هذا يختص بالصغائر، قالوا لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال ( فالصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) أو ( إذا اجتنبت الكبائر ) ، وإذا كانت هذه الفرائض العظيمة لا تكفر إلا الصغائر فما دونها من باب أوْلى وبعض العلماء أخذ هذا الحديث على عمومه وقال إن فضل الله واسع، نعم.
وحدثنا عبد بن حميد قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر على ذلك .
القارئ : وحدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر على ذلك ) . الشيخ : نعم.
وحدثني زهير بن حرب قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
القارئ : وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمان أن أبا هريرة حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ) . الشيخ : هذا يختلف عما سبق بأنه علّق مغفرة ما تقدّم على الصيام وعلى قيام ليلة القدر وعلى هذا فيختص القيام بالعشر الأواخر لأن ليلة القدر في العشر الأواخر كما ثبتت به السنّة وأحراها أن تكون في السبع الأواخر أيضا لكنها في العشر كلها وأحراها ليلة سبع وعشرين، أما صيام رمضان فهو يشمل كل رمضان ومعلوم أنه فرض وأنه أحد أركان الإسلام، نعم. القارئ : حدثني. الشيخ : زكي.
هل قاعدة كل حديث يترتب عليه مغفرة الذنوب ما تقدم و ما تأخر مطردة أم لا ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك، تعلمنا أن أي حديث فيه يعني يترتب عليه مغفرة الذنوب ما تقدم منها وما تأخّر يكون ضعيفا. الشيخ : وما تأخر. السائل : وما تأخر. الشيخ : نعم. السائل : هل هذه القاعدة مضطردة يا شيخ وهل تنسب إلى أحد من العلماء؟ الشيخ : أي نعم، هذه ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله قال إن هذا مما اختص به النبي عليه الصلاة والسلام، أو كذلك جاء عن أهل بدر إن الله قال لهم ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ، نعم.
كيف للمسلم أن يقوم ليلة القدر إيمانا و احتسابا و هو لا يعرف عن تعيينها شئ ؟
السائل : شيخنا بارك الله فيكم، كيف يتسنى للإنسان أن يقوم ليلة القدر إيمانا واحتسابا وهو لا يعلمه على التعييين. الشيخ : ... . السائل : يعني لا يعلم أن هذه الليلة .. الشيخ : يصلي كل ليلة على أنها ليلة القدر. السائل : نعم. الشيخ : أي نعم.
السائل : شيخ بارك الله فيكم، جاء في السنّة في مراعاة حال المأمومين في ... الصلاة ... حديث معاذ بن عمرو والناس الأن إذا صلى الإنسان بهم الصلاة الطويلة في التراويح ملوا وربما تركوا المسجد الذي يرغبون الصلاة فيه من أجله. الشيخ : نعم. السائل : فما هو يعني الذي ينبغي في هذه الحال؟ الشيخ : يعني نقول أولا التراويح سنّة، لو تخلف عنها متخلف ما عليه شيء، وثانيا نقول إذا رأى أنهم يرغبون في التخفيف فليخفف لكن بقدر فعل الواجب، ما هو هكذا لعب، يعني حتى الإمام يمكن لا يطمئن كيف بالمأمومين الذين لن يشرعوا في الفعل إلا بعد انتهاء الإمام منه. السائل : يعني بقدر ثلاث تسبيحات مثلا؟ الشيخ : والله ثلاث تسبيحات قد تكون طويلة وقد تكون قصيرة، الإنسان يقول سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى. الطالب : هذه قصيرة. الشيخ : وش يصير ذي؟ الطالب : قصيرة. القارئ : قصيرة. الشيخ : قصيرة، ما يمدي المأموم ولا يصل إلى الأرض، أما إذا كان يبي يمده سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى يمكن يكون. الطالب : ... . الشيخ : تكفي، أي نعم.
حدثني محمد بن رافع قال : حدثنا شبابة قال : حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من يقم ليلة القدر فيوافقها أراه قال : إيمانا واحتسابا غفر له .
القارئ : حدثني محمد بن رافع قال: حدثنا شبابة قال: حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( من يقم ليلة القدر فيوافقها أراه قال: إيمانا واحتسابا غفر له ) .
حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعن من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم قال : وذلك في رمضان .
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم ) قال: ( وذلك في رمضان ) .
فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من يقم ليلة القدر فيوافقها ... ) .
الشيخ : الحديث الذي قبله الأول حديث أبي هريرة قيّدها بقوله فيُوافقها وهذا لا يتأكد أنه وافقها إلا إذا. القارئ : قامها. الشيخ : قام العشر كله لأنه إذا قام بعض العشر فقد تكون في الليالي التي لم يُقمها وحينئذٍ يتأكد على الإنسان الذي يريد موافقة ليلة القدر أن يقوم كل العشر، فأما ما جاء في الحديث الصحيح أن جماعة من الصحابة أروا ليلة القدر في السبع الأواخر فقال: ( أرى رؤياكم قد تواترت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الأواخر ) فالظاهر إن مراد الرسول صلى الله عليه وسلّم تلك السنة فقط بدليل أنه استمر يقوم العشر الأواخر كلها ويعتكف العشر الأواخر كلها، فالظاهر إن المراد في تلك السنة صارت في السبع الأواخر يعني من ثلاث وعشرين فما بعد.
فوائد حديث : ( ... عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس ثم صلى ... ) .
الشيخ : وأما حديث عائشة رضي الله عنها ففيه دليل على رأفة النبي صلى الله عليه وسلّم بالأمة وأنه يعز عليه ما يشق عليهم كما وصفه الله بذلك في قوله (( عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ )) . وفيه أن الإنسان قد تُفرض عليه العبادة إذا التزمها، كما لو التزمها بالنذر وجب عليه أن يوفي، فلو أن الصحابة التزموا وجاؤوا كل ليلة ربما تُفرض عليهم لأنهم التزموا بها، لكنّ هذا في الوقت الحاضر مأمون وإلا غير مأمون؟ الطالب : مأمون. الشيخ : مأمون، لا يمكن تُفرض ولذلك بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وأن مضى من خلافة، مضت خلافة أبي بكر وأول خلافة عمر اجتمع الناس على إمام، نعم.
وحدثني حرملة بن يحيى قال : أخبرنا عبد الله بن وهب قال : أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون : الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال : أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها .
القارئ : وحدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم خرج من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته فلما كان في الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم فطفق رجال منهم يقولون: الصلاة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال: أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ) .
فوائد حديث : ( ... أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع ... ) .
الشيخ : هذا كالأول إلا أنه فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلّم تشهد يعني بدأ بالحمد والثناء وشهادة أن لا إله إلا الله ثم قال أما بعد وذكّرهم. وفيه أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يُقبل على الناس بعد السلام إذا انصرف من صلاته أقبل على الناس وهذا شأنه دائما، وأحيانا ربما ينصرف عن اليمين أو عن اليسار كما جاء في بعض الأحاديث ولكن المراد والله أعلم أن إنصرافه أولا يكون عن اليمين أو عن الشمال ثم يستقر مقابل الناس، أي نعم.
حدثنا محمد بن مهران الرازي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثني عبدة عن زر قال : سمعت أبي بن كعب يقول : وقيل له : إن عبد الله بن مسعود يقول : من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال : أبي والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني ووالله إني لأعلم أي ليلة هي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها .
القارئ : حدثنا محمد بن مهران الرازي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني عبدة عن زر قال: سمعت أبي بن كعب يقول: وقيل له: ( إن عبد الله بن مسعود يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي: والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني ووالله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها ) . الشيخ : نعم، بعده.
حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة قال : سمعت عبدة بن أبي لبابة يحدث عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال : قال أبي : في ليلة القدر والله إني لأعلمها وأكثر علمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين وإنما شك شعبة في هذا الحرف هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وحدثني بها صاحب لي عنه .
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يحدث عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: ( قال أبي في ليلة القدر: والله إني لأعلمها وأكثر علمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين وإنما شك شعبة في هذا الحرف هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) قال: وحدثني بها صاحب لي عنه.
وحدثني عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة بهذا الإسناد نحوه ولم يذكر إنما شك شعبة وما بعده .
القارئ : وحدثني عبيد الله بن معاذ قال، نعم؟ الشيخ : نعم، نعم. القارئ : أعيد وإلا؟ الشيخ : ... ماشي. القارئ : ... . الشيخ : أمرنا بها. القارئ : إيه، ( هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) قال: وحدثني بها صاحب لي عنه. وحدثني عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة بهذا الإسناد نحوه ولم يذكر إنما شك شعبة وما بعده. الشيخ : هذا الحديث حديث أبي يدل على أن ليلة سبع وعشرين هي أرجى الليالي لكنها لا تتعيّن بدليل الأحاديث الأخرى، ويحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قالها في تلك السنة فقط يعني في سنة معيّنة أنه أمرهم بقيامها في سنة معيّنة وإلا فلا شك أن ... تتعيّن في هذه الليلة، ثم اعلم أنه لا يُسنّ في هذه الليلة إلا القيام، وأما ما يفعله بعض الناس اليوم يتحرّون أداء العمرة فيها، في ليلة سبع وعشرين فهذا غلط ويعتبر من البدع لأن من شرط الإتباع في العبادة أن تُوافق الشرع في. الطالب : ... . الشيخ : في أمور. الطالب : ست. الشيخ : ستة: منها الوقت، فهل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحث الناس على أن يعتمروا ليلة سبع وعشرين؟ الطالب : لا. الشيخ : أبدا، ما كان يفعل ذلك وهو نفسه لم يفعل، لكن هذا مما أحدثه الناس، ولهذا تجد الناس ليلة سبع وعشرين يكثرون كثرة عظيمة في مكة، حتى إنك تكاد تقول إنه مثل موسم الحج، وبعض الناس يأتي محرما بالعمرة فإذا رأى الزحام ترك ورجع إلى بلده، نعم، وهذا من الجهل أيضا، ومثل هذا يجب عليه أن يبقى حتى يخف الزحام ثم يُتم العمرة.
فوائد حديث : ( ... وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها ) .
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على علامة لليلة القدر أن الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع، وذلك لقوة ... تلك الليلة فلا يكون للشمس شعاع لكن هذه العلامة لا تكون إلا بعد فواتها فيكون الفائدة منها أن الإنسان يطمئن وينشرح صدره ويظن أنه وافق ليلة القدر إذا كان قد اجتهد في تلك الليلة، أما علامات ليلة القدر التي تكون في نفس الليلة فهي كثرة الأنوار، انشراح صدر المؤمن حبه للدعاء وكذلك أيضا تكون في الغالب ليلة هادئة ليس فيها رياح عاصفة ولا رعود قاصفة وإنما هي ليلة هادئة بتقدير الله عز وجل حتى يتسنى للناس أن يجتهدوا فيها بالصلاة والذكر والدعاء. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم.
هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص شهر رمضان بكثرة تلاوة القرأن و تخصيص ليلة سبع و عشرين بالختمة ؟
السائل : ... قراءة القرأن ثم ... في رمضان، ... قراءة القرءان وهل ... في رمضان ... ، هل هذا ثبت ... وهل ثبت ... بليلة سبع وعشرين كما يحصل من بعض الأئمنة وإن لم يكن يثبت ... . الشيخ : نعم، هذا لم يثبت لكن بعض العلماء السابقين والأئمة أيضا رأوا هذا، قالوا إن هذا الشهر شهر القرءان نزل فيه القرءان فينبغي للإنسان أن يتلو القرءان من أوله إلى ءاخره حتى يُسمع الناس، وأما اختيارهم ليلة سبع وعشرين فلأنها أرجى ليالي العشر في أن تكون ليلة القدر والدعاء فيها أقرب إلى الإجابة فلذلك اختاروها، لكن كونهم يواظبون على ذلك فيه نظر، لو فعلوا هذا أحيانا لا بأس، نعم.
هل الأحاديث التي ذكرت تكفير الذنوب مقيدة باجتناب الكبائر ؟
السائل : أحسن الله إليك، ... . الشيخ : إيش؟ السائل : الصلوات الخمس ... رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر، هل يعني غفران الصغائر مقيد باجتناب الكبائر؟ الشيخ : نعم، لا، ليس هذا ... ، يعني ظاهر الحديث ... ما قلت إنها مكفرات إذا اجتنبت لكن المعنى مكفرات لما بينهن إلا الكبائر فقوله ( إذا اجتنبت الكبائر ) بمعنى الإستثناء. السائل : ... . الشيخ : نعم؟ السائل : يغفر له الصغائر. الشيخ : نعم، تُكفّر الصغائر لأنه يقال ل ( مكفرات لما بينهن ) وأخذناه بالعموم دخلته الكبائر فلما قال ( إذا اجتنبت ) المعنى أن الكبائر لا تُكفّر إلا بتوبة، نعم.
ما حكم تتبع الإمام الحسن الصوت وترك المسجد القريب في رمضان ؟
السائل : كثير من الناس في رمضان يحرصون على أداء الصلاة خلف إمام قراءته جيدة في الكتاب والسنّة ... يصلوا عنده، بعض الناس يُنكر عليهم ... مثل هكذا ... . الشيخ : نعم. السائل : فهل لإنكار هذا وجه؟ الشيخ : أي نعم، إذا كان يلزم من ذلك تعطيل المساجد كما يوجد في بعض الأماكن لا يصلون في المسجد القريب من هذا المسجد الذي إمامه حسن الصوت والقراءة وهذا لا ينبغي، فصلاتهم في مساجدهم أفضل، أما إذا كان الإنسان لا يتعطّل مسجده بذهابه إلى المسجد الثاني فلا بأس. السائل : لكن يا شيخ أحسن الله إليك، هو إذا ما صلى الصلاة وذهب إلى بيته ما أحد تكلم. الشيخ : من؟ السائل : هذا الرجل الذي صلى في المسجد الثاني. الشيخ : نعم. السائل : لو ذهب إلى بيته ما أحد تكلم، إذا راح صلى تكلموا. الشيخ : أي نعم، لأنه إذا ذهب إلى بيته لا أحد يقتدي به، لكن إذا ذهب إلى المسجد الثاني اقتدى به الناس وتتابعوا على هذا، نعم. القارئ : باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه. القارئ : حدثني عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي قال. الشيخ : ابن هاشم. القارئ : ... . الشيخ : عبد الله بن هاشم، لا عندنا هاشم، النسخة إلي عندي محمد علي صبيح وأولاده، نعم. الطالب : ... هاشم.