حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق قال عثمان : حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال : ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال : في أذنه .
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق قال عثمان: حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجل نام ليلة حتى أصبح قال: ( ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال: في أذنه ) . وحدثنا قتيبة بن سعيد .. الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، ثم ذكر حديث ( إن رجلا نام ليلة حتى أصبح فقال النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه ) ، والظاهر إن مراده ( حتى أصبح ) يعني حتى طلعت الشمس وبان النهار لأنه لا يحصل هذا الوعيد لمن نام عن صلاة الليل إذ أن صلاة الليل سنّة وليست بواجبة.
فوائد حديث : ( ... ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال : ... ) .
الشيخ : وأيضا قوله ( بال الشيطان في أذنه ) حتى لا يسمع أذان الفجر، ففيه دليل على تصرّف الشيطان في الإنسان حين ينام، وثم موضع ءاخر وهو أن الشيطان يبيت على خيشوم النائم، لأمر النبي صلى الله عليه وسلّم بالإستنثار بعد النوم ثلاثا وقال ( إن الشيطان يبيت على خيشومه ) ، وثم أمر ثالث وهو الكفان فإن النبي صلى الله عليه وسلّم قال ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) ، فإن الظاهر والله أعلم أن للشيطان تصرف في الكفين لأن بهما الأخذ والإعطاء والتطهّر حال منام المرء، قياسا على الخيشوم، وهذه الأمور من أمور الغيب ولهذا لا يترتب عليها شيء محسوس وإلا فمن المعلوم أن بول الشيطان نجس ومع هذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلّم هذا الرجل أن يغسل أذنيه، ويحتمل أن يكون المراد بالبول هنا كناية عن أنه لم يسمع الأذان، بدليل إنه لم يأمر بغسل الأذنين لكن الأول أولى أن يقال إنه بول حقيقي لكن لما كان في عالم الغيب لم يثبت له حكم ما يشاهَد وما يحَس، وفيه من الفوائد التحذير من النوم حتى يصبح الإنسان لأن النبي صلى الله عليه وسلّم أخبر أن هذا من تصرف الشيطان فيه، نعم.
وحدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن علي بن حسين أن الحسين بن علي حدثه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة فقال : ألا تصلون فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا .
القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن علي بن حسين أن الحسين بن علي حدثه عن علي بن أبي طالب : ( أن النبي صلى الله عليه وسلّم طرقه وفاطمة فقال: ألا تصلون؟ فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين قلت له ذلك ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول: (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا )) ) .
فوائد حديث : ( ... عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة فقال : ألا تصلون ... ) .
الشيخ : مر علينا هذا الحديث وبينا أنه ليس فيه دليل على احتجاج أهل المعاصي بالقدر وذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه اعتذر من أمر سلف والإعتذار من أمر سلف إحتجاجا بالقدر لا بأس به، لأن الإنسان أحيانا يفلت فيرتكب معصية أو يترك واجبا ثم يندم ويتوب ثم يحتج بالقدر يقول نشكو إلى الله قدّر الله علي كذا وكذا وهذا لا بأس به، المحذور أن يحتج بالقدر من أقام على المعاصي، ويجعل هذا الإحتجاج مبررا له على استمراره في المعصية، هذا هو المحذور، وعلى هذا الذي قرّرنا حمل ابن القيم رحمه الله حديث احتجاج ءادم وموسى وقال إن ءادم إنما احتج بالقدر على ذنب قد تاب منه وندم فارتفع عنه اللوم فلم يبقى إلا مجرد إيش؟ مجرد القدر، لأنه لما تاب إلى الله وأناب وارتفع عنه اللوم بهذه التوبة ما بقي إلا القدر، أما شيخه رحمه الله فحمل حديث احتجاج ءادم وموسى على أن ءادم لم يحتج بالقدر على أكله من الشجرة وإنما احتج بالقدر على إخراجه من الجنّة، وهذا هو الذي اعترض به موسى عليه الصلاة والسلام حيث قال ( خيّبتنا أخرجتنا ونفسك من الجنّة ) ، وعلى كل حال فكلا الجوابين صحيح، جواب شيخ الإسلام رحمه الله حين قال " إن هذا من باب الإحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب " ، وكذلك أيضا جواب تلميذه ابن القيام بأنه إذا كان هذا بعد التوبة والرجوع إلى الله فإن هذا لا بأس به، وربما يشهد له قول النبي صلى الله عليه وسلّم ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) نعم.
ما توجيه ما ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال للسارق لما قال له يا أمير المؤمنين والله ما سرقت إلا بقضاء الله وقدره قال : فنحن نحدك بقضاء الله وقدره أليس فيه اتجاج بالقدر على المعصية ؟
السائل : ... فأراد أن يقطع يده فقال ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : نعم، نعم، ما ندري لعل السارق يريد أن يحتج بهذا القدر على ما مضى ليفعل ما يستقبل فلم يكن تائبا هذا السارق. السائل : يريد الاستمرار؟ الشيخ : ما ندري، الله أعلم يحتمل هذا وهذا، ثم إن قضية عمر حد من حدود الله بلغ السلطان ولا يمكن أن يسقط، لأن الحدود لا تسقط إلا إذا تاب الفاعل قبل القدرة عليه، نعم محمد.
كيف الجمع بين هذا الحديث و حديث : من قرأ آية الكرس في ليلة لا يقربه شيطان حتى يصبح ؟
السائل : ... ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال ( قرأ ءاية الكرسي ... ) ... والأحاديث ... في الإستنثار ... غسل الكفين بعد النوم مطلقة لم تقيد بمن لم يقرأ ءاية الكرسي. الشيخ : نعم، إما أن يقال إن من قرأها فإنه يحفظ من ذلك أو يقال إن ( ... ولم يقربه شيطان ) يؤذيه ويعتدي عليه كما هو سبب القصة سبب الحديث، نعم، يا عوض.
هل يقال أن هذا الحديث يحمل على أن هذا الوعيد لمن بيت النية على عدم القيام لصلاة الصبح لأنه ليس في النوم تفريط ؟
السائل : جزاك الله خير، هذا الحديث يعني فهمنا من ظاهره بأن من نام يعني حتى الصباح أنه يبول الشيطان في أذنه وعلى هذا يكون عليه لوم لأن ظاهر الحديث أنه حتى ولو لم يكن يعني قد يقول قائل يعني ليس له ... مثلا قدرة فهل يُحمل هذا الحديث على أن الرجل كان يعني مبيت أنه لا يقوم ... ليس في النوم يعني. الشيخ : تفريط. السائل : تفريط. الشيخ : نعم، أي نعم يُحمل على هذا بأن هذا الرجل يعني ليس نائما نوما يُعذر فيه، نعم.
حدثنا عمرو الناقد و زهير بن حرب قال عمرو : حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام بكل عقدة يضرب عليك ليلا طويلا فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان فإذا صلى انحلت العقد فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان .
القارئ : حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلّم : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام بكل عقدة يضرب عليك ليلا طويلا فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان فإذا صلى انحلت العقد فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) . الشيخ : هذا أيضا من تصرف الشيطان في الإنسان أنه يعقد على قافيته أي قفاه ثلاث عقد لأجل أن لا يقوم من الليل، كلما استيقظ قال عليك ليل طويل حتى يصبح، وبيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذه العقد تنحل بما ذكر، إذا قام وذكر الله انحلت عقدة، ومن ذكر الله أن يقول ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور )( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ويقرأ الأيات العشر في ءاخر سورة ءال عمران، فإذا توضأ انحلت عقدتان فإذا صلى انحلت العقد فأصبح طيب النفس نشيطا وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.
فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام بكل عقدة يضرب ... ) .
الشيخ : ففيه دليل على أنه ينبغي ذكر الله تعالى عند الإستيقاظ، لحل عقدة من عقد الشيطان، ثم المبادرة بالوضوء لتنحل العقدة الثانية ثم الصلاة، وهذه الصلاة يُسنّ فيها التخفيف كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلّم وفعله، نعم. القارئ : باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد. حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ) . وحدثنا بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ) . وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا ) . الشيخ : نعم، نعم، مشي. القارئ : حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء قالا: حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( مثل البيت الذي يُذكر الله فيه والبيت الذي لا يُذكر الله فيه مثل الحي والميت ) . حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب وهو بن عبد الرحمان القاري. الشيخ : نقف على هذا. القارئ : طيب. بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيّنا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين أما بعد فقد قال الإمام الموفق أبو محمد رحمه الله تعالى في كتاب الكافي. الطالب : مسلم. القارئ : فقد قال الإمام .. الشيخ : ... يظنه ليلة السبت (ضحك الشيخ). القارئ : فقد قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها.
حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا .
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ) . وحدثنا بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ) . وحدثنا .. الشيخ : استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد، قال النبي صلى الله عليه وسلّم ( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ) .
فوائد حديث : ( ... عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ... ) .
الشيخ :( اجعلوا من صلاتكم ) ومن هذه للتبعيض، فهل التبعيض هنا في اعتبار الفريضة والنافلة أو باعتبار النوافل لأن الفريضة قد علِم بالضرورة أنها في المسجد؟ فيه احتمال، وظاهر الترجمة أنها على الإحتمال الثاني يعني اجعلوا من صلاتكم النافلة، فيكون فيه دليل على جواز النافلة في المسجد، والنوافل تنقسم إلى قسمين: قسم شرعت له الجماعة فهذا يُسنّ في المسجد كصلاة الإستسقاء وصلاة الكسوف على القول بأنها سنّة وصلاة قيام رمضان، وقسم ءاخر لا تُسنّ له الجماعة فهذا الأفضل أن يكون في البيت، وقوله صلى الله عليه وسلّم ( ولا تتخذوها قبورا ) لو نظرنا إلى ظاهر اللفظ لكان المعنى لا تدفنوا فيها الأموات، لأن هذا هو اتخاذها قبورا، ولكن القرينة تدل على أن المعنى لا تجعلوها كالمقابر وقد علم الصحابة أن المقابر ليست محلا للصلاة.
الشيخ : ولهذا كان القول الراجح من أقوال العلماء أن الصلاة في المقبرة حرام، وأنها لا تصح خوفا من اتخاذ القبور أوثانا تُعبد من دون الله، وليس كما قال بعضهم لأنه تلوّث تُرابها بصديد الموتى، فإن هذه العلّة لا أقول إنها عليلة ولكن أقول إنها ميتة، لأن صديد الأموات طاهر إذ أن المؤمن لا ينجس حيا. الطالب : ولا ميتا. الشيخ : ولا ميتا، ثم إن الصديد لا يخرج على ظاهر القبور إلا في مقابر تُنبش ويدفن فيها وتنبش ويدفن فيها وتنبش ويدفن فيها يمكن، لكن العلة العليلة هي أنه يخشى أن تتخذ أوثانا تعبد أي القبور. القارئ : العلة العليلة؟ الشيخ : لا، العلة الصحيحة. القارئ : ... . الشيخ : نعم لكن العلة الصحيحة هو أنه نهي عن ذلك لئلا تتخذ القبور أوثانا تعبد من دون الله بدليل حديث أبي مرثد الغنوي ( لا تصلوا إلى القبور ) ، وعلى هذا فيكون معنى ( لا تتخذوها قبورا ) أي لا تدعوا الصلاة فيها كما تدعونها في المقابر، نعم.
وحدثنا بن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب قال : أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا .
القارئ : وحدثنا بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ) . وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ..
الشيخ : يعني مثل هذا، هذا الإختلاف اللفظي يدل على أن قاعدة المحدثين رحمهم الله أنهم يروون الحديث. القارئ : بالمعنى. الشيخ : بالمعنى، لأن الحديث راويه عن الرسول عليه الصلاة والسلام واحد ويبعد جدا أن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول مرة كذا ومرة كذا، فيكون في هذا دليل على أن الرواة رحمهم الله يرون جواز رواية الحديث بالمعنى، ولولا ذلك ما حُفظ ولا رفع الأحاديث المقروؤة والمسموعة، نعم.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا .
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا ) . حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء قالا ..
فوائد حديث : ( ... عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا ) .
الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلّم ( فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا ) ، يعني إذا صلى في البيت جعل الله في هذه الصلاة خيرا، والخيرية من وجوه: الأول: البركة التي تنزل في المكان الذي يصلى فيه، والثاني: البعد عن الرياء والسمعة، والثالث: تعويد الأهل والصبيان على الصلاة ومحبتها، ولهذا تجد الصبي إذا رأى أباه يصلي يقلّده في الصلاة وإن كان دون التمييز، فيحدث في ذلك رغبة ومحبة للصلاة في قلوب الأهل والأطفال، نعم.
حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء قالا : حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت .
القارئ : حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء قالا: حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يُذكر الله فيه مثل الحي والميت ) . الشيخ : أيهما الحي؟ الطالب : ... . الشيخ : الذي يذكر الله فيه، وهذا يشمل ذكر الله تعالى بقراءة القرءان أو بالتهليل والتسبيح والتكبير أو بقراءة العلم أيضا أو غير ذلك لأن كل هذا ذكر لله تبارك وتعالى، أي نعم.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب وهو بن عبد الرحمن القاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة .
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب وهو بن عبد الرحمان القاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة ) .
فائدة عزيزة في معنى : ( ... تقرأ فيه سورة البقرة ) .
الشيخ : قوله ( تقرأ ) لابد من القراءة، ولم يقل تسمع فيه قراءة البقرة، وعلى هذا فالذين يجعلون المسجلات تقرأ سورة البقرة في البيت باستمرار لا يدركون هذا الحكم، لأن القراءة بالمسجل ليست قراءة في الواقع ولكنها حكاية صوت قاريء سابق، فلا يحصل بها ما يحصل بالقراءة، كذا يا ءادم؟ نعم. القارئ : وحدثنا ..
هل ظاهر هذا الحديث يشمل لو قرا سورة البقرة سرا لأن القراة سرا أسرع و أسهل ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، هذا ظاهر اللفظ يشمل لو قرأها جهرا أو لو قرأها سرا، لأن القراءة السرية أسرع وأسهل بعض الأحيان إذا كان الواحد كسلان؟ الشيخ : أو بالعكس، إذا كان كسلان فالجهر أنشط له. السائل : ... شيخ يعني .. الشيخ : لكن الناس يختلفون لا نحكم على كل إنسان، لكن ظاهر الحديث العموم، لكن من حيث المعنى قد يقال إنه لابد أن يجهر ولو جهرا قليلا حتى يسمع الشيطان، نعم.
ما صحة حديث : من قرأ البقرة في بيته لا يقربه الشيطان ثلاثة أيام ؟
السائل : شيخ من قرأ سورة البقرة في بيته لا يقربه شيطان ثلاثة أيام؟ الشيخ : لا أعرف ... ، إلي في الحديث مطلق ( ينفر من البيت الذي تقرأ فيه البقرة ) ، فهل هو ينفر حين قراءتها؟ ليس هذا هو الظاهر، ولعله كقوله صلى الله عليه وسلّم ( من قرأ ءاية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) .
وحدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا عبد الله بن سعيد قال : حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال : احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها قال : فتتبع إليه رجال وجاؤا يصلون بصلاته قال : ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال : فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال : لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة .
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال: ( احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي فيها قال: فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلون بصلاته قال: ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم عنهم قال: فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم: مازال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ) . الشيخ : ... .
فوائد حديث : ( ... قال : فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال : ... ) .
الشيخ : هذا فيه دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على فعل الخير، ولهذا لما تأخر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم صاحوا ونادوا بصوت مرتفع أن يخرج إليهم حتى حصبوا الباب، وفيه أن الإنسان مهما بلغت في المرتبة والمنزلة فقد يحصل منه سوء أدب، وذلك لأن هؤلاء رضي الله عنهم وعفا عنهم رفعوا أصواتهم وحصبوا الباب، وقد قال الله تعالى (( إِنَّ الَّذينَ يُنادونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أَكثَرُهُم لا يَعقِلونَ * وَلَو أَنَّهُم صَبَروا حَتّى تَخرُجَ إِلَيهِم لَكانَ خَيرًا لَهُم )) فكيف إذا حصبوا الباب ومعنى حصبوه أي رموه بالحصباء وهي الحجارة الصغيرة لأن مسجد النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم كان مفروشا بها، ولهذا خرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلّم مغضبا، وغضبه يحتمل أنه لما حصل منهم من سوء أدب ويحتمل أنه غضب لما خاف عليهم من أن تُكتب عليهم هذه الصلاة فيعجزوا عنها، ويحتمل أنه من الأمرين جميعا، ولكن قوله ( مازال صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم ) قد يؤيد الثاني، وأن غضبه من أجل أن لا تكتب عليهم. وفي قوله ( خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ) دليل على أن النوافل مطلقا الأفضل أن تكون في البيت، سواء كانت راتبة أو تهجّدا أو وترا أو غير هذا، ( إلا الصلاة المكتوبة ) يعني المفروضة وهي معروفة، نعم. القارئ : وحدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا بهز قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا موسى بن عقبة قال: سمعت. الشيخ : نعم، بقي علينا أن يقال كيف قال ( حتى ظننت أنه سيُكتب عليكم ) ولماذا كان يُكتب عليهم؟ نقول لأنهم إذا لزّموا به، نعم، إذا لزموا به وأبوا إلا أن يفعل صار كأنهم التزموا بذلك، فيوشك أن يلزموا بمقتضى إلزامهم أنفسهم، وهذا كما فعل عمر رضي الله عنه حينما تتايع الناس في الطلاق بالثلاث وصاروا يطلقون ألزمهم به، مع أنه لا يلزمهم، لكنه ألزمهم لأنهم التزموا به، نعم.
وحدثني محمد بن حاتم قال : حدثنا بهز قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا موسى بن عقبة قال : سمعت أبا النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس فذكر نحوه وزاد فيه ولو كتب عليكم ما قمتم به .
القارئ : وحدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا بهز قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا موسى بن عقبة قال: سمعت أبا النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت : ( أن النبي صلى الله عليه وسلّم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس ) فذكر نحوه وزاد فيه ( ولو كتِب عليكم ما قمتم به ) . الشيخ : نعم، يعني لشق عليكم ولم تقوموا به، وهذا كقوله للأقرع بن حابس لما ذكر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم أن الله فرض الحج قال له الأقرع: أفي كل عام؟ قال ( لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ) ، أي نعم.
وحدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي قال : حدثنا عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير وكان يحجره من الليل فيصلي فيه فجعل الناس يصلون بصلاته ويبسطه بالنهار فثابوا ذات ليلة فقال : يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه .
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي قال: حدثنا عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت: ( كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم حصير وكان يحجّره من الليل فيصلي فيه فجعل الناس يُصلون بصلاته ويبسطه بالنهار فثابوا ذات ليلة فقال: يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملّوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دوّم عليه وإن قل وكان ءال محمد صلى الله عليه وسلّم إذا عملوا عملا أثبتوه ) .
حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم أنه سمع أبا سلمة يحدث عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أحب إلى الله قال : أدومه وإن قل .
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم أنه سمع أبا سلمة يحدث عن عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم سئل أي العمل أحب إلى الله؟ قال: أدومه وإن قل ) .
وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال زهير : حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال : سألت أم المؤمنين عائشة قال : قلت : يا أم المؤمنين كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان يخص شيئا من الأيام قالت : لا كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع .
القارئ : وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال زهير: حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: ( سألت أم المؤمنين عائشة قال: قلت: يا أم المؤمنين كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلّم هل كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة ) . الشيخ : صلى الله عليه وسلم. القارئ : ( وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يستطيع؟ ) .
وحدثنا ابن نمير قال : حدثنا أبي : حدثنا سعد بن سعيد قال : أخبرني القاسم بن محمد عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل : قال : وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته .
القارئ : وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبي: حدثنا سعد بن سعيد قال: أخبرني القاسم بن محمد عن عائشة قالت: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل ) قال: " وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته " . الشيخ : هذا أيضا فيه استحباب المداومة على العمل الصالح ويلزم من هذا أن لا يشق الإنسان على نفسه في أول العمل، يكون نشيطا فيقول أنا سأقدر على كذا، ثم بعد ذلك يندم وقطعه بعد المداومة عليه فيه شيء من اللوم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم لابن عمر ( يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل ) وانظر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وعن أبيه ماذا حصل له لما نازله النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم في الصيام حتى وصل إلى أن يصوم يوما ويُفطر يوما، في ءاخر عمره قال " ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلّم " ، وصار يشق عليه أن يصوم يوما ويدع يوما، فصار يصوم خمسة عشر يوما تباعا ثم يُفطر خمسة عشر يوما تباعا، فالإنسان ينبغي له أن يقدّر الأمور.
فوائد حديث : ( ... عن عائشة أنها قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير وكان يحجره من الليل فيصلي فيه ... ) .
الشيخ : وفي الحديث الأول، اللفظ الأول جواز احتجار الإمام مكانا له في المسجد، لكن سبق لنا أنه اتخذ حجيرة، حجيرة تصغير حجرة مما يدل على أنه اتخذ حجرة بقدر صلاته فقط، لكن هذا خاص بالإمام، أما غيره فلا، اللهم إلا لداعي كالإعتكاف بشرط أن لا يضيّق على المصلين. وفيه الأول اللفظ الأول أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( عليكم من الأعمال ما تُطيقون ) يعني الزموا ما تطيقون وأما ما لا تطيقونه وتشقون على أنفسكم فيه فلا تفعلوه.
فوائد حديث : ( ... فإن الله لا يمل حتى تملوا ... ) .
الشيخ : ثم قال ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) ، لما قال ( عليكم من الأعمال بما تطيقون ) خشي أن يظن أحد أن هذا يعني لاقتصار فضل الله عز وجل أو لقصور فضل الله وأن الله سبحانه وتعالى يمل بكثرة الثواب، فبيّن أن الله لا يمل حتى يمل الإنسان، وليس هذا تشجيعا على كثرة العمل بل هو دفع للإيهام، لما قال ( عليكم من الأعمال بما تطيقون ) ربما يتوهم الإنسان ليش؟ هل لأن الله غير قادر أن يثيبنا؟ فأجاب أتى بهذه الكلمة أي بهذه الجملة لئلا يتوهم واحد ما لا يليق بالله عز وجل. وقوله ( حتى تملوا ) قال بعض العلماء إن هذا مما يجب تأويله لأن الملل صفة نقص، وظاهر الحديث إثباته لله فلابد من التأويل لأن كل نص أوهم النقص في ذات الله أو صفاته فإنه يجب أن يؤوّل لقوله تعالى (( وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعلى )) وهذه الأية تقضي على كل ما يوهم النقص أن لله المثل الأعلى يعني الوصف الأعلى، فكل نص يوهم النقص فإنه يجب أن يؤوّل، وقالوا ( لا يمل حتى يملوا ) ، أي لا يحرم العامل الثواب حتى يمل العامل ويترك العمل، فإذا ترك العمل جوزي بعمله فقط، وقال بعض العلماء يجب أن يبقى على ظاهره ولكن الملل الثابت لله عز وجل ليس كالملل الثابت للمخلوق، الملل الثابت للمخلوق نقص وعدم تحمل للشيء وفتور وضعف في الهمة أو في البدن، لكن ملل الله عز وجل يليق به ولا يلحقه شيء من النواقص وهذا كالغضب، غضب الإنسان له أسباب وهو عدم التحمل مما جرى حتى يغضب أما الله عز وجل فغضبه لكماله وليس لعدم التحمل، وهذا القول أقرب إلى مذهب السلف، أن يُجرى الحديث على ظاهره وأن يقال إن ملل الله عز وجل ليس كملل المخلوق الذي يلحقه النقص.
فوائد حديث : ( ... وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه ... )
الشيخ : وفي قوله عليه الصلاة والسلام ( إن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه ) ، أحب الأعمال إلى الله كل شيء في جنسه وإلا فمن المعلوم أن النفل إذا داوم الإنسان عليه ليس أحب إلى الله من الفريضة بلا شك، لكن كل عمل في جنسه إذا دووم عليه فهو أفضل مما لم يداوم عليه، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي ( ما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) فدل هذا على أن جنس الفرائض أفضل من جنس النوافل. وفي الحديث إثبات المحبة لله وأنها تتفاضل بتفاضل الأعمال، لأن أحب اسم تفضيل واسم التفضيل يدل على مفضل ومفضل عليه، يشتركان في أصل إيش؟ في أصل الوصف، فهنا المحبة ثابتة بين الفاضل والمفضول، لكن الفاضل أفضل، فيُستفاد منه إثبات محبة الله عز وجل وأنها إيش؟ تتفاوت بحسب العمل وهذا هو الواجب على كل مسلم أن يُثبت لله ما أثبته لنفسه دون تحريف وتعطيل، ومن قال إن مراده بالمحبة الثواب فقد أبعد النجعة، وأخطأ في ال ... ، وصار معتديا على النص من وجهين: الوجه الأول إبطال ما دل عليه، والثاني إثبات معنى لم يدل عليه، فإذا قال المراد بالمحبة الثواب أو إرادة الثواب قلنا هذا جناية على النص من وجهين، الأول؟ الطالب : ... . الشيخ : إبطال ما دل عليه، والثاني؟ إثبات معنى لم يدل عليه، لأن هناك فرقا بين المحبة وبين الثواب أو إرادة الثواب.
فائدة عزيزة في تفاضل الناس في الإيمان و أنه يزيد و ينقص .
الشيخ : وربما يؤخذ من هذا الحديث أيضا فائدة أخرى وهي تفاضل الناس في الإيمان، تفاضل الناس في الإيمان أما تفاضلهم في المنزلة فهذا أمر متفق عليه، لكن هل يتفاضلون في الإيمان؟ الصحيح أنهم يتفاضلون وأن الإيمان يزيد. الطالب : ... . الشيخ : وينقص حتى الإنسان يشعر بنفسه أن إيمانه يزيد وينقص، لا الإيمان القلبي ولا الإيمان الظاهر، فالإيمان الظاهر يتفاوت يزيد وينقص بالطاعات يزيد وبالمعاصي ينقص، الإيمان في القلب كذلك يزيد أحيانا يكون عند الإنسان من اليقين ما كأنه يشاهد عالم الغيب، وأحيانا ينقص ذلك بحسب الغفلة والإلهاء، وهذا ثابت حتى عند الصحابة، فإن الصحابة قالوا يا رسول الله إنا إذا كنا عندك يعني وذكر الجنّة والنار صاروا كأنهم يرونها عيانا فإذا انصرفوا إلى أهليهم وعافسوا الأولاد والزوجات يعني حصل عندهم غفلة، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( لو كنتم على ما أنتم عليه عندي -أو كلمة نحوها- لصافحتكم الملائكة ولكن ساعة وساعة ) ، فالإنسان ربما في بعض الأحيان يجد من قلبه قوة يقين وليس هذا بغريب لأن هذا وقع لأفضل الرسل، وقع لإبراهيم عليه الصلاة والسلام (( قالَ إِبراهيمُ رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحيِي المَوتى قالَ أَوَلَم تُؤمِن قالَ بَلى وَلكِن لِيَطمَئِنَّ قَلبي )) فالحاصل أن مذهب السلف الذي عليه أهل السنّة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص سواء الإيمان الظاهر أو الإيمان الباطن. ومن فوائد هذا الحديث فضيلة المداومة على العمل ولو كان قليلا، لكن إذا طرأ على الإنسان نشاط فهل يزيد أو يقل أخشى من الزيادة إن تركتها أن أكون كالذي كان يقوم الليل فترك قيام الليل؟ الطالب : الأول. الشيخ : ماذا تقولون؟ الطالب : ... . الشيخ : الأول، الأول يعني يجعل الأقل الذي يمكنه أن يقوم به هو الأصل وإذا حصل زيادة فلا مانع، فمثلا لو كان من عادة الإنسان أن يوتر بخمس ثم استيقظ مبكرا وأراد أن يوتر بأكثر هل نقول لا توتر خوفا من النقص في الليالي المقبلة أو نقول أوتر؟ الطالب : ... . الشيخ : نقول أوتر بما أنت نشيط فيه وأنت إذا أتيت بما أنت نشيط فيه فقد داومت على العمل الأصلي وإيش؟ الطالب : وزيادة. الشيخ : وزيادة فلا يضر.
فوائد حديث : ( ... وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه ) ( ... وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته ).
الشيخ : وفيه أيضا فضيلة ءال النبي صلى الله عليه وسلّم حيث اقتدوا به، فصاروا إذا عمل عملا أثبتوه، وهل المراد بالأل هنا خصوص عائشة؟ إن نظرنا إلى ظاهر اللفظ قلنا جميع ءاله جميع زوجاته، وإن نظرنا إلى اللفظ الأخير إن عائشة رضي الله عنها إذا عملت عملا لزمته قلنا لعلها تريد بأل محمد تريد نفسها، ولكن مادام هذا الأخير يحتاج إلى قرينة أو تأويل وإخراج للفظ عن ظاهره فإن الأولى التمسّك بالظاهر، الأولى التمسك بالظاهر ولا غرابة أن يكون ءال الرسول عليه الصلاة والسلام من زوجاته وأقاربه المؤمنين أن يقتدوا به صلى الله عليه وسلّم، بل الأمة كلها ينبغي أن تقتدي به لأنه حث على ذلك، على المداومة على العمل إذا أثبته الإنسان، نعم.
هل يدخل في الحديث قراءة كتاب ما بأن يجتهد في بداية القراء حتى إذا فتر يكون قد قطع شوطا كبيرا فيه ؟
السائل : ... الغالب أن يكون عنده نشاط في الأيام الأولى. الشيخ : كتاب إيش؟ السائل : كتاب ... . الشيخ : نعم. السائل : يكون عنده نشاط ... على الكتاب فيقول أنا أكثر من كمية الحفظ في الأيام الأولى حتى إذا حصل ملل يكون قطعت شوطا في الكتاب، هل هذا. الشيخ : يقول إيش أحرص؟ السائل : يعني يحرص على الزيادة ... الحفظ في الأيام الأولى. الشيخ : نعم. السائل : حتى إذا حصل له ملل بعد ذلك .. الشيخ : إذًا قطع شوطا؟ إيه، الظاهر إن هذا ليس مرادا، أما في القرءان فربما يكون داخلا في الحديث، لأن تلاوة القرءان عبادة بذاتها أما حفظ كتاب من المتون فهذا ليس عبادة بذاته لكن بحسب النيّة، فالظاهر إن هذا لا بأس به، والإنسان حينما يتحفظ الكتاب تجده يريد أن يحفظه فقط، فهو على يعني نشاطه، قد يحفظ في اليوم ما لا يحفظ في يومين، أي نعم.
هل جملة : ( وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته ) من قول عائشة أو من قول الراوي ؟
السائل : ... جملة " وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته " . الشيخ : نعم. السائل : ... في الحديث الأخير صرح بأنه الراوي، أحد رواة الحديث ولعله الراوي عن عائشة. الشيخ : نعم. السائل : فهل هو كذلك في الحديث الأول الذي فيه ( وكان ءال محمد إذا عملوا عملا أثبتوه ) من غير بيان القائل أم القائل هنا عائشة؟ الشيخ : الأولى؟ السائل : في الحديث .. الشيخ : وكان ءال محمد. السائل : ... . الشيخ : الظاهر هذا من. السائل : هذا مثل الأخير ... نوع من ال ... ؟ الشيخ : فيه احتمال فيه احتمال إنه من كلام عائشة أو من كلام الراوي، نعم؟
هل الأفضل للرجل أن يصلي الراتبة في المسجد مباشرة بعد الصلاة أو أنه يؤخرها بعد الصلاة بساعتين مثلا و يصليها في البيت ؟
السائل : شيخ حفظك الله، إذا دار الأمر بين أن يصلي الراتبة في المسجد بعد الصلاة مباشرة عقيب الصلاة أو أن يؤخرها إلى ساعة أو ساعتين لكنه سيصليها ... لأنه ينشغل أو ... للبيت؟ الشيخ : الأفضل الثاني. السائل : حتى لو تأخر؟ الشيخ : ولو تأخر، مادام الوقت باقيا فالأفضل الثاني، لكن أحيانا يخشى الإنسان من النسيان إذا خرج أو يكون الإنسان مثلا له شغل يحب أن يصلي في بيته من أجل أن يشتغل به من حين أن، أي نعم، يحب أن يصلي في البيت ليشتغل به من حين أن يأتي بيته، أو يكون قد دعا أناسا فيخشى أنهم قد سبقوه فيصلي في المسجد حتى لا ينشغل عنهم إذا أتاهم، المهم. الطالب : في المسجد. الشيخ : يصلي في المسجد حتى لا ينشغل، المهم إنه إذا كان هناك سبب ف.