وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن حفص قال أبو بكر : حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي القرآن قال : فقلت : يا رسول الله أقرأعليك وعليك أنزل قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري فقرأت النساء حتى إذا بلغت (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل .
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن حفص قال أبو بكر: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اقرأ علي القرآن قال: فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، فقرأت النساء حتى إذا بلغت (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل ).
حدثنا هناد بن السري ومنجاب بن الحارث التميمي جميعا عن علي بن مسهر عن الأعمش بهذا الإسناد وزاد هناد في روايته قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر اقرأ علي .
القارئ : حدثنا هناد بن السري ومنجاب بن الحارث التميمي جميعا عن علي بن مسهر عن الأعمش بهذا الإسناد وزاد هناد في روايته ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر اقرأ علي ).
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا : حدثنا أبو أسامة قال : حدثني مسعر وقال أبو كريب : عن مسعر عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود : اقرأ علي قال : أقرأ عليك وعليك أنزل قال : إني أحب أن أسمعه من غيري قال : فقرأ عليه من أول سورة النساء إلى قوله : (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) فبكى قال مسعر : فحدثني معن عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه عن ابن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : شهيد عليهم ما دمت فيهم أو ما كنت فيهم شك مسعر .
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني مسعر وقال أبو كريب: عن مسعر عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال: ( قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: اقرأ علي، قال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فقرأ عليه من أول سورة النساء إلى قوله: (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) فبكى ) قال مسعر: فحدثني معن عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( شهيدا عليهم ما دمت فيهم أو ما كنت فيهم ) شك مسعر.
فوائد حديث : ( ... عن عبد الله قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي القرآن قال : فقلت : يا رسول الله أقرأعليك وعليك أنزل ... ) .
الشيخ : أيضا فيه دليل على جواز طلب القراءة من المفضول، وهذا يقع كثيرا أن الإنسان يحب أن يسمع القرآن من غيره، ولذلك تجده يخشع إذا سمع القراءة من غيره أكثر مما يخشع لو قرأها بنفسه، فطلب النبي عليه الصلاة والسلام من عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه، فقال أقرأ عليك وعليك أنزل والجملة هنا استفهامية والتقدير أأقرأ عليك، والإستفهام هنا للتعجب، وليس للإستعلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عالم بذلك، عالم بأنه أنزل عليه القرىن وأنه طلب من عبد الله بن مسعود أن يقرأ لكنه للتعجب كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فبين الرسول عليه الصلاة والسلام الحكمة من ذلك أنه يشتهي أو يحب أن يسمعه من غيره، فقرأ عليه من سورة النساء حتى وصل إلى هذه الآية (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) والإنسان الذي يتصور هذا المشهد لا شك أنه يلحقه الرعب، والخوف، ولهذا بكى النبي عليه الصلاة والسلام لكنه عليه الصلاة والسلام اعتذر قال شهيدا ما دمت فيهم، كما قال عيسى عليه الصلاة والسلام (( وكنت شهيدا عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )) وكيف هنا استفهام للتفخيم والتعظيم، يعني ما أعظم الحال حينئذ إذا جئنا من كل أمة بشهيد وأنت تصور كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها، كل أمة يدعى شهداؤها، تصور الحال حال عظيمة، الشاهد أن هذا يدل على جواز طلب القراءة ممن هو دون الطالب، وفيه أيضا دليل على أن الإنسان إذا قال للقارئ انتهت القراءة أو حسبك أو يكفي أو ما أشبه ذلك فلا بأس فيه ولا يعد هذا زهدا في القرآن بل الإنسان له حالات، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام حسبك فوقف عبد الله بن مسعود، ومن ذلك لو كان الإنسان يستمع إلى شريط مسجل فيه القرآن ثم أراد أن يلهو بشغل آخر وسكّر الشريط فلا بأس، ولا يقال إن هذا زهد في القرآن أو رغبة عنه، لأن كل مقام له مقال، نعم.
السائل : الشريط إذا كان يشتغل القرآن أحيانا يريد أن ينهي الشريط فيكون في منتصف الآية؟ الشيخ : ينهي أيش؟ السائل : يعني يريد أن يغلق المسجل ويكون القارئ في منتصف الآية ، يريد أن يغلقه قبل انتهاء الآية؟ الشيخ : ما فيه مانع، حتى الوقوف أيضا يجوز أن يقف ولو قبل انتهاء الآية إلا إذا كان آخرها يتعلق بأولها فينبغي أن يكمل، نعم.
هل يستفاد من الحديث أنه لا يقال صدق الله العظيم عند انتهاء القراءة ؟
السائل : هل يقال يا شيخ أن الإنسان لا يقول صدق الله العظيم عند نهاية القراءة؟ الشيخ : أي نعم، هذا يدل على أنه لا يقول صدق الله العظيم عند انتهاء القراءة، وهذه الكلمة محدثة ما كان الناس يفعلون ذلك، لكن أحدثت والله أعلم من القراء المتأخرين، ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يقولها بل هي بدعة، وقد احتج بعض الناس بقول الله تعالى (( قل صدق الله )) وهذا احتجاج غريب يدل على جهل المحتج به، لأن الله لم يقل قل صدق الله إذا انتهيت من القرآن، لكن قل صدق الله فيما بعثه به من الرسالة وفيما أخبره به من أمور الغيب وغيرها، ولا بأس للإنسان إذا رأى شيئا شهد له القرآن أن يقول صدق الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حينما حمل ابنيه أعني ابني بنته الحسن والحسين قال صدق الله (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ))، نعم.
ما معنى قوله تعالى : (( وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) ؟
السائل : بارك الله فيك يا شيخ ما معنى أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام شهيدا؟ الشيخ : يشهد على أمته بأنه بلغهم الرسالة وأدى الأمانة وقامت عليهم الحجة فلا عذر لهم.
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، هل يتعبد يا شيخ بالإستماع لتلاوة القرآن من المسجلات يا شيخ؟ الشيخ : لا، لا يتعبد كالتعبد من استماعه من قارئ لكنها تفيد الإنسان، يثاب عليها بما حصل عنده من الخشوع والتلذذ بالقراءة.
هل من أداب الإستماع للقرآن عدم التحدث عند سماع التلاوة ؟
السائل : وآداب المستمع يا شيخ للتلاوة من الشريط فهل يعني لا يتحدث مع صاحبه؟ الشيخ : والله هذا هو الأظهر احتراما للقرآن، ولهذا نرى من الخطأ أن بعض المحلات الذين يحبون الخير يجعلون فيها مسجل يقرأ القرآن، نعم هذا غلط لأن في هذا امتهان للقرآن بلا شك، هذا يبيع ويماكس ويحلف على الكذب أو ما أشبه ذلك أو ربما يدخل أحد ممن يشرب الدخان والقرآن يتلى هذا غلط، وفيه أيضا أناس بالعكس يجعلون موسيقى خفيفة نعم هذا أيضا غلط، أي نعم، أربعة.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : كنت بحمص فقال لي بعض القوم : اقرأ علينا فقرأت عليهم سورة يوسف قال : فقال رجل من القوم : والله ما هكذا أنزلت قال : قلت : ويحك والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : أحسنت فبينما أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر قال : فقلت : أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب لا تبرح حتى أجلدك قال : فجلدته الحد .
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: ( كنت بحمص فقال لي بعض القوم: اقرأ علينا فقرأت عليهم سورة يوسف قال: فقال رجل من القوم: والله ما هكذا أنزلت قال: قلت: ويحك والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: أحسنت فبينما أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر قال: فقلت : أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب؟ لا تبرح حتى أجلدك قال: فجلدته الحد ).
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا : أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا : حدثنا أبو معاوية جميعا عن الأعمش بهذا الإسناد وليس في حديث أبي معاوية فقال : لي أحسنت .
القارئ : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا: أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية جميعا عن الأعمش بهذا الإسناد وليس في حديث أبي معاوية ( فقال لي: أحسنت ).
فوائد حديث : ( ...قلت : ويحك والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : أحسنت فبينما أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر قال : فقلت : أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب لا تبرح حتى أجلدك قال : فجلدته الحد ... ) .
الشيخ : هذا أيضا فيه دليل على أنه يخطّأ من أخطأ في القرآن، ويبين له الأصل، وفيه أيضا شاهد للباب حيث قال قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأ عليه من؟ عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن مسعود هذا يقول إنه لما قرأها وقال هكذا قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له هذا الرجل أحسنت وكان في الأول يرد عليه وينكر عليه، لكنه سكران والسكران يهذي ويقول كلام وينقضه، فبعد أن رد عليه وقال ما هكذا يعني تكون الآية قال قرأتها على الرسول قال أحسنت، فالآن أقر هذا السكران بأنه على صواب، لكن يقول فبينما أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر فقلت أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب لا تبرح حتى أجلدك قال فجلدته الحد، قال فجلده عندكم؟ الطالب : فجلدته الحد. الشيخ : في هذا دليل على أن من وجدت منه رائحة الخمر فإنه يقام عليه الحد، وهذه المسألة مسألة اختلف فيها العلماء إذا وجدت منه الرائحة أو تقيأها فهل يجلد أو لا؟ فقال بعض العلماء أنه لا يجلد لاحتمال أنه شربها خطأً لا يعرف أنها خمرا أو أنه أكره على شربها أو ما أشبه ذلك، والحدود تدرأ بالشبهات، وقال آخرون بل يحد ما لم يدع شبهة، الرجل هل ادعى شبهة وإلا سكت مقرا؟ سكت مقرا، طيب، سكت مقرا ولذلك جلده، والصواب أنه يقام عليه الحد برائحتها وبتقيئها، إلا إذا ادعى أيش؟ شبهة، بأن قال إنه شربها مخطأً أو يظنها شرابا مباحا أو قال إنه أجبر على ذلك فهنا يرفع عنه، وفيه أيضا دليل على أن كلام السكران لا حكم له، حتى ولو كان ردة، لأن ابن مسعود رضي الله عنه إنما جلده لشرب الخمر لا لكونه كذب بالكتاب، وهو إنما كذّب بالكتاب حال سكره، وعلى هذا فأقوال السكران لا عبرة بها سواء ما يتعلق بالعبادات أو بالمعاملات بالأحوال الشخصية أو بغيرها، وبناء على ذلك لو أن السكران أقر قال في ذمتي لفلان ألف ريال، فهل يثبت ذلك له؟ الطلاب : لا. الشيخ : لا، أقر السكران بأنه وقّف جميع ما يملك، يؤخذ بإقراره؟ لا، طلق السكران زوجته، نعم؟ لا يؤخذ، قال السكران زوجت بنتي فلانا، وكان فلان حاضرا فقال قبلت، نعم؟ ينعقد؟ ما ينعقد، لأن جميع أقوال السكران لا يؤاخذ بها، ودليله هذا الأثر، وفي قوله فجلده الحد، فيه إشكالان: الإشكال الأول كيف ساغ لابن مسعود أن يجلده هل كان له ولاية؟ نعم إنه لا يمكن أن يقيم أحد الحد إلا الوالي، فإما أن يكون له ولاية خاصة، بمعنى أن ولي الكوفة جعل لابن مسعود إقامة الحدود، أو له ولاية عامة بأن كان أميرا وهذا يرجع فيه إلى التاريخ. القارئ : في حمص. الشيخ : في حمص؟ نعم في حمص، إما أن يكون له ولاية خاصة بأن قال له ولي الأمر هناك بأن أقم الحدود، أو أنها ولاية عامة نيابة عن أميرها أو استقلالا، وهذا يرجع إلى التاريخ، الإشكال الثاني قوله جلده الحد، فإن ظاهره أن عقوبة شارب الخمر حد، وهذا هو المشهور عند جماهير العلماء، أن العقوبة حد، لكن هل هو أربعون أو ثمانون؟ من العلماء من قال إنها أربعون ولا زيادة، ومنهم من قال إنها ثمانون ولا نقص، ومنهم من قال إنها أربعون ولا نقص ولكن لا بأس بالزيادة إلى ثمانين، فهذه أقوال ثلاثة، الأول أربعون بلا زيادة، والثاني ثمانون بلا نقص، والثالث أربعون بلا نقص وما بينها وبين الثمانين فهو راجع إلى اجتهاد الإمام، والصحيح أن عقوبة شارب الخمر ليست حدا وإنما هي عقوبة ودليل ذلك أن شارب الخمر في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يؤتى به فيضرب بالجريد والنعال والرداء وما أشبه ذلك، بدون أن يقف ولي الأمر على الجَلَدة ويحدد لهم، لكن نحو أربعين، هذا دليل، الدليل الثاني أن عمر رضي الله عنه لما رأى أن الناس كثر شربهم إياها جمع الصحابة والمراد بهم أهل الشورى الذين لهم الرأي واستشارهم، فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يا أمير المؤمنين أخف الحدود ثمانون فرفع عمر رضي الله عنه العقوبة إلى ثمانين، والدلالة من هذا من وجهين: الوجه الأول أنهم قالوا أخف الحدود ثمانون ولو كان حد شارب الخمر حدا لكان أخف الحدود أربعين، ثانيا أنه لو كانت عقوبة شارب الخمر بأربعين حدا لم يسغ لعمر ولا لغير عمر أن يزيد عليها، بدليل أنه لو فرض أن الزنا كثر في الناس هل نرفع عقوبة الزاني غير المحصن إلى مئتين؟! الطلاب : لا. الشيخ : لا، لا نرفعها، فالصواب أن عقوبة شارب الخمر تعزير يرجع إلى رأي الإمام ولكن قد يقول قائل إنه تعزير لا يجوز أن يقل عن أربعين، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام حد شارب الخمر في عهده نحو أربعين، ولأن النقص عن أربعين ربما يؤدي إلى تهاون الناس بها حتى يشربوها على وجه كثير، نعم.
كيف يوجه حديث : ( لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلاَّ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ) ؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد )؟ الشيخ : ما أدري من رواه، لا هو صحيح الحديث لكن هل هو عن أبي بردة بن أبي نيار أو غيره، هه هو هذا، على كل حال الحديث هذا المراد به الحد يعني المعصية لقول الله تعالى (( وتلك حدود الله فلا تقربوها )) يعني معناه أنك إذا أدبت ولدك على إساءة تخل بمروءته أو أدبه فلا تزد على عشرة أسواط، وحدود الله محارمه، نعم.
السائل : أحسن الله إليك هل يجوز التباكي لقراءة القرآن؟ الشيخ : أما البكاء الذي يرد على النفس بدون تكلف فهذا طيب، وكلما كان الإنسان أكثر حضورا في قلبه فإنه يسرع إليه البكاء، والغالب أن الذي يقرأ مع غفلة لا يبكي، وأما التباكي الذي يصطنعه بعض الناس، تجده إماما ثم يصطنع البكاء نعم فهذا مذموم، لأن خشية الله هي ما كان من أثر القلب، أما الإصطناع الذي يفعله بعض الناس وربما يصرخ ويرفع الصوت بالقراءة رفعا فاحشا فهذا لا عبرة به، نعم.
السائل : هل يجوز للسيد أن يقيم الحد على عبده؟ الشيخ : من؟ السائل : السيد يقيم الحد على عبده؟ الشيخ : نعم، ذكر العلماء أن السيد يقيم الحد على عبده في الجلد فقط لا في القطع في السرقة ولا في قطع الطريق، أما الحد فلا بأس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ) فأمر السيد أن يجلدها دل ذلك على أن السيد له أن يقيم الحد على عبده.
السائل : هل يتعارض إقامة الحد على إنسان بالجلد مع تعزيره مثلا بأكثر من الحد مثلا ألف جلدة أو كذا توزع ...؟ الشيخ : هذا إذا قلنا بأنه تعزير وأنه يرجع إلى رأي الإمام قلنا لا بأس يجلده بأكثر من ثمانين جلدة موزعة، لكن الغالب أن الذين يحكمون بأكثر من ثمانين جلدة موزعة الغالب أن هذا الشارب له سوابق أو لواحق، سوابق يعني مثل قد شرب الخمر عدة مرات أو لواحق بأنه لما شرب الخمر أفسد شيئا من أموال الناس أو اعتدى على عرض أحد أو ما أشبهه، أربعة طيب. القارئ : هذا يا شيخ عندكم أحسنت مرة وإلا مرتين؟ الشيخ : أحسنت مرة. القارئ : مرة؟ الشيخ : نعم.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا : حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان قلنا : نعم قال : فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا: حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان؟ قلنا: نعم، قال: فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان ). الشيخ : عِظام بالكسر. القارئ : ( عِظام سمان ).
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن علي قال : سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك قال : أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل .
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن علي قال: سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: ( أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل ).
فوائد حديث : ( ... أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان ... ) و روايته الأخرى .
الشيخ : هذا أيضا فيه دليل على فضل قراءة القرآن في الصلاة وكذلك أيضا تعلم القرآن، أما فضله في الصلاة فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه أي في منزله ثلاث خلفات ) ونقف على هذا.
إعادة قراءة حديث : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا : حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان قلنا : نعم قال : فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا: حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان؟ قلنا: نعم، قال: فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان ).
إعادة قراءة حديث : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن علي قال : سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك قال : أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل .
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن علي قال: سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر قال: ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل ).
تتمة فوائد حديث : ( ... أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان ... ) و روايته الأخرى .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا فيه بيان فضل القرآن في الصلاة وخارج الصلاة أما في الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان ) هذا ثلاث آيات، خير من خلفات ثلاث سمان، والخلفة هي التي خلفت ولدها يعني التي معها ولد، وأما العظام والسمان فواضح معناها، وهذا يدل على فضل القرآن خاصة في الصلاة أما الفضل العام فهو ما ذكره في حديث عقبة بن عامر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم في الصفة فقال أيكم يجب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق ) وأو هنا إما أن تكون للتنويع وإما أن تكون للشك من الراوي وكلاهما معروفان في المدينة، كلاهما واديان معروفان في المدينة، وإنما خص الواديين لأن الغالب أن الإبل التي ترعى في الأودية تكون أسمن لأن الأودية هي أمكنة الأشجار، فالإبل التي ترعى في الوادي تكون أسمن وأكثر لحما، ولهذا قال أيش؟ كوماوين يعني عظيمة السنام، السنام عليها كومة والكومة بمعنى الشيء الكثير، ولا زال الناس إلى يومنا هذا يعبرون عن الشيء الكثير بالكومة، يقول عندك كومة غنم عندك كومة إبل عندك كومة كذا، وهنا يقول عليه الصلاة والسلام قال ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ثنتين ) إلى آخره، نعم؟ عندي فيعلم ، فيعلم نعم ... إلى المسجد فيعلم أو قال يقرأ آيتين من كتاب الله فهو خير له من هذه الإبل، وليس المراد أن الإبل نفسها تفضل عليها قراءة القرآن بل ثوابها، وأما بالنسبة لنفس البعير فإن آية من كتاب الله تعادل الدنيا كلها، لأن الثواب باقٍ وما في الدنيا كله زائل، لكن المراد أنها تعادلها في الثواب، نعم، هذا كله يدل على فضل قراءة القرآن.
هل قوله صلى الله عليه وسلم : ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد ) مقيد بالمسجد أم هو عام لكل من قرأ في المسجد و غيره ؟
السائل : حديث ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله ) فيكون له هذا الفضل، هل نقول يا شيخ أن الإنسان قرأ بغير ذهابه إلى المسجد يكون له هذا الفضل؟ الشيخ : هذا يحتمل أنه مقيد، أنه شرط مقيد، المعنى أنه لا يكون هذا الثواب إلا لمن تعلم في المسجد، ويحتمل أنه يقال على بناء على الأغلب لأن الصحابة كانوا يتعلمون القرآن في المسجد، نعم يا عبد الوهاب.
هل قراءة الحروف المقطعة في الصلاة تجزئ عند الذين قالوا بأن قراءة آية واحدة تجزئ في الصلاة ؟
السائل : أحسن الله إليك شيخ الذين قالوا يا شيخ بإجزاء آية من كتاب الله بعد الفاتحة في الصلاة هل ... قراءة قاف مثلا والحروف المقطعة لو قرأها هل تجزؤه؟ الشيخ : ما أظنهم يرون ذلك، الظاهر قصدهم الآية التي لها معنى، التي تستقل بمعنى، ولهذا لما ذكر العلماء أن الخطبة لا بد أن يكون فيها آية من كتاب الله قالوا إنه لا بد أن تكون آية تستقل بمعنى، نعم.
بعض العلماء يقول : أن من قرأ حرفا من القرآن في الصلاة خاصة له مئة حسنة فهل هذا صحيح ؟
السائل : أحسن الله إليك، بعض الناس يقول من قرأ حرفا من كتاب الله في الصلاة فله مئة حسنة، هل هذا صحيح؟ الشيخ : الذي ورد عشر حسنات مطلقا ( من قرأ حرفا فله عشر حسنات ). السائل : في الصلاة؟ الشيخ : في الصلاة وغير الصلاة نعم.
حدثني الحسن بن علي الحلواني قال : حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع قال : حدثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول : حدثني أبو أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية : بلغني أن البطلة السحرة .
القارئ : حدثني الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع قال: حدثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني أبو أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة ) قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة.
وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال : أخبرنا يحيى يعني بن حسان قال : حدثنا معاوية بهذا الإسناد أنه قال : وكأنهما في كليهما ولم يذكر قول معاوية بلغني .
القارئ : وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال : أخبرنا يحيى يعني بن حسان قال: حدثنا معاوية بهذا الإسناد مثله غير أنه قال: وكأنهما في كليهما ولم يذكر قول معاوية بلغني.
حدثنا إسحاق بن منصور قال : أخبرنا يزيد بن عبد ربه قال : حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال : سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال : كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما .
القارئ : حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال: سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما ).
فوائد حديث : ( ... سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ... ) .
الشيخ : هذا فيه أيضا فضيلة القرآن عموما، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا القرآن ) وهذا يشمل قراءته عن ظهر قلب أو عن نظر البصر فمن فعل هذا أو هذا فقد امتثل، ثم خص عليه الصلاة والسلام بعد التعميم فقال ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) أشكل هذا على بعض الناس، وقالوا كيف يأتي القرآن وهو كلام الله شفيعا لأصحابه يوم القيامة وهذا يقتضي أن يكون جسما يدافع؟ والجواب لا إشكال لأن أمر الآخرة لا يقاس بأمر الدنيا، فكما أن الله تعالى يجعل الموت وهو معنى من المعاني الذي هو فراق الحياة يجعله يوم القيامة على صورة كبش يؤتى به بين الجنة والنار ويقال لأهل النار هل تعرفون هذا وكذلك لأهل الجنة ثم يذبح، ويقال يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت، فهكذا القرآن فهو يأتي يجعله الله تعالى بصورة من يدافع عن قارئه، وأما قوله عليه الصلاة والسلام ( يأتي شفيعا ) فالشفيع مأخوذ من الشفاعة وهي في الأصل جعل الوتر شفعا وفي الإصطلاح هي التوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة.
فوائد حديث : ( ... اقرأوا الزهراوين ... ) و جميع رواياته .
الشيخ : ثم خص عليه الصلاة والسلام فقال ( اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما ... ) إلى آخره، الزهراوين تثنية زهراء وهي البيضاء الناصعة ومنه الزهرة تكون في الشجرة بيضاء ناصعة، وإنما كانت كذلك من بين سائر القرآن لما يشتملان عليه من الأحكام العظيمة والمواعظ النافعة، وقوله ( فإنهما تأتيان يوم القيامة ) نعم قوله ( البقرة وسورة آل عمران ) إذا كان اللفظ محفوظا هكذا البقرة وسورة فإنه يدل على جواز أن تسمى سورة البقرة البقرة، وأن سورة آل عمران تسمى سورة آل عمران، وإن كان هذا اللفظ من تصرف الرواة وأن الرسول قال البقرة وآل عمران كما هو لفظ آخر فإنه يدل على جواز قول القائل قرأت سورة البقرة قرأت سورة آل عمران أو قرأت البقرة وقرأت آل عمران لأن حذف ما يعلم جائز كما قال ابن مالك رحمه الله في الألفية : " وحذف ما يعلم جائز كما *** تقول زيد بعد من عندكما " يقول فإنهما تأتيان فإذا قال قائل البقرة وآل عمران لماذا سميتا بهذا الإسم؟ نقول لذكر البقرة في الأولى وذكر آل عمران في الثانية، فإذا قال قائل لماذا لم يقال آل إبراهيم؟ لأن الآية اللي فيها آل عمران هي التي فيها آل إبراهيم، قلنا التسمية لا يشترط فيها تمام المناسبة، التسمية تكون لأدنى ملابسة، ولذلك تجدون المزدلفة تسمى جمعا وعرفة لا تسمى جمعا مع أن الناس يجتمعون في عرفة وفي مزدلفة، زد على ذلك يجتمعون في منى أيضا أكثر من اجتماعهم في المزدلفة يبقون فيها ثلاثة أيام ولا تسمى منى جمعا بل تسمى منى لكثرة ما يراق فيها من الدماء، فالتسمية يقول العلماء إنها تكون لأدنى ملابسة، نعم، وقوله ( فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف ) ثلاثة أمثلة ضربها الرسول عليه الصلاة والسلام، غمامتان والغمام هو السحاب المعروف وقيده بعضهم بكونه أبيض لأن الغمام الأبيض أبرد من الغمام الأسود، كما هو معروف، وأما غيايتان فهي الظلة تغشى الإنسان سواء على شكل غمامة أوعلى غير ذلك، وأما الفرقان من طير صواف، فالفرقان يعني الطائفتين من الطيور، والطائفة من الطيور المجتمعة تسمى فرقا، والمعنى أنهما يأتيان كأنهما فرقان من الطير واحد لآل عمران وواحد للبقرة، تحاجان عن أصحابهما فذكر في سورة البقرة وآل عمران فائدتين: أولا إظلال القارئ وثانيا المحاجة، أما سائر القرآن فقال ( إنه يأتي شفيعا لأصحابه )، والشفاعة دون المحاجة في القوة لأن الشفيع إنما يتوسط للمشفوع له دون محاجة عنه، لكن المحاجة أبلغ في الدفاع عنه، فتميزت سورة البقرة إذًا عن سائر القرآن البقرة وآل عمران تميزتا عن سائر القرآن بثلاثة أمور: الأول المحاجة والثاني الظل والثالث الشفاعة نعم للجميع شاركت بقية القرآن، نعم يقول ثم قال عليه الصلاة والسلام ( اقرؤوا سورة البقرة ) هنا جاءت كلمة سورة وفي الأول حذفت لكني أقول قد يكون اللفظ المحفوظ عن الرسول عليه الصلاة والسلام هو هذا أو أن هذا من تصرف الرواة، والأمر في هذا واسع، ( اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ) أخذها يعني قراءتها والعمل بها، بركة، وهذا كلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم حق لا شك فيه، ولهذا إذا أكثر الإنسان من قراءة البقرة فإن الله تعالى ينزل له البركة في جميع أعماله لكن مع العمل بما فيها وتركها حسرة، تركها يعني الصد عنها وعدم قراءتها أو عدم العمل بها، ولا تستطيعها البطلة يعني السحرة، فهي تدفع عن الإنسان السحر لأن السحرة لا يستطيعونها إذ أن السحرة من الشياطين وقد قال الله تعالى في سورة البقرة تحدث سبحانه وتعالى عن السحرة وقال (( ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) فلهذا من قرأ البقرة بإخلاص وإيمان فإنه لا يقدر عليه السحرة، أما الحديث الذي بعده حديث النواس بن سمعان يقول ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا ... ) أيش؟ ( يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران ) انتبه لقوله أهله الذين يعملون به، ليس أهله الذين يكثرون تلاوته، التلاوة وسيلة والغاية هي العمل، ولهذا وصف النبي عليه الصلاة والسلام أهله بأنهم الذين يعملون به يتقدمه سورة البقرة وآل عمران ( وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال كأنهما غمامتان أو ظلتان ) الظلتان ما هما؟ الغيايتان، في الحديث الذي قبله، لكن يقول سوداوان بينهما شق أو أي شرْق أو شَرَق، شرق أو شرق مأخوذ من الشروق شروق الشمس، أي بينهما نور ساطع يفصل بينهما، أو كأنهما حزقان من طير صواف، حزقان بمعنى فرقان كما سبق في الحديث الأول، تحاجان عن صاحبهما، نعم.
هل يحمل سحر النبي صلى الله عليه وسلم على قوله تعالى : (( وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله )) ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك، قلنا بأن من كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن البقرة ولا يستطيعها البطلة لكن سحر النبي عليه الصلاة والسلام هل يحمل على قوله تعالى (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ))؟ الشيخ : أي نعم يحمل على هذا. السائل : أنه يضر بإذن الله؟ الشيخ : هم سحروا لكن ما أضروه يعني ما وصلوا إلى ما أرادوا، هم أرادوا من سحر النبي عليه الصلاة والسلام ومعروف أن الذي سحره هو لبيد بن الأعصم اليهودي سحره لعله يأتي بشيء من عنده ينسبه للوحي فيكون ذلك طعنا فيه، لكن الحمد لله لم يصل إلى مراده أكبر ما حصل أنه يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يكن فعله في أهله، فبرأه الله عز وجل.
ما نراه اليوم من سحر الناس الذين يقرؤن سورة البقرة هل هذا محول على أنهم لا يقرؤنها بتدبر ؟
السائل : طيب ما نراه يا شيخ اليوم أحسن الله إليك من سحر الناس الذين يقرؤون سورة البقرة، هل هذا محمول على أنهم لا يقرؤونها بتدبر وأخذها بتمعن؟ الشيخ : إما أن يقال إنه يدخل في قوله إلا بإذن الله، أو يقال إنهم لا يقرؤونها بإيمان أو لا يقرؤونها بتدبر أو لا يقرؤونها مع شك في بعض الآيات، فلا بد الرسول لا يتكلم إلا عن حق فإذا تخلف هذا فقد يكون لسبب أو لوجود مانع، نعم.
هل قوله : ( فقال لي : أحسنت ) من قول النبي صلى الله عليه وسلم أم من قول الشارب ؟
الشيخ : ناصر السائل : حديث ابن مسعود في الدرس الماضي قوله ( فقال لي أحسنت )، قلنا الذي قال أحسنت هو الرجل الذي .. الشيخ : الشارب، نعم. السائل : أليس النبي صلى الله عليه وسلم من قال له هذا؟ الشيخ : لا لا، هو الشارب، نعم، أي نعم.
هل صحيح ما يقوله بعضهم أن فضل قراءة سورة البقرة و آل عمران لا يحصل إلا إذا كانت القراءة عن ظهر قلب ؟
السائل : هناك من يقول أنه يجب لكي تخرج هذه الصفة ... لمن يحفظ هاتين السورتين عن ظهر قلب فهل تشمل ...؟ الشيخ : ظاهر النص اقرؤوا أنه عام سواء عن ظهر قلب أو عن بصر. السائل : يعني من لا يحفظها يا شيخ، يكثر من قرائتها؟ الشيخ : يكثر من قراءتها نعم، ثلاثة، أربعة هذا مسلم أربعة.