حدثنا حسن بن الربيع وأحمد بن جواس الحنفي قالا : حدثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته .
القارئ : حدثنا حسن بن الربيع وأحمد بن جواس الحنفي قالا: حدثنا أبو الأحوص عن عمار بن زريق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ).
وحدثنا أحمد بن يونس قال : حدثنا زهير قال : حدثنا منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال : لقيت أبا مسعود عند البيت فقلت : حديث بلغني عنك في الآيتين في سورة البقرة فقال : نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه .
القارئ : وحدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ( لقيت أبا مسعود عند البيت فقلت: حديث بلغني عنك في الآيتين في سورة البقرة فقال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه ).
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة كلاهما عن منصور بهذا الإسناد .
القارئ : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة كلاهما عن منصور بهذا الإسناد.
حدثنا منجاب بن الحارث التميمي قال : أخبرنا بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة بن قيس عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قال عبد الرحمن : فلقيت : أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فسألته فحدثني به عن النبي صلى الله عليه وسلم .
القارئ : وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي قال: أخبرنا بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة بن قيس عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) قال عبد الرحمن: " فلقيت: أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فسألته فحدثني به عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
وحدثني علي بن خشرم قال : أخبرنا عيسى يعني ابن يونس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا عبد الله بن نمير جميعا عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
القارئ : وحدثني علي بن خشرم قال: أخبرنا عيسى يعني ابن يونس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير جميعا عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حفص وأبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حفص وأبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
فوائد حديث : ( ... عن ابن عباس قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه ... ) وجميع رواياته .
الشيخ : هذا أيضا من فضائل آخر سورة البقرة ما جاء في هذه الأحاديث، يقول ابن عباس رضي الله عنهما ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه ) في هذه الجملة إثبات القعود للملائكة وهو دليل على أن الملائكة أجسام وليس كما قال بعض المعاصرين عقولا أو قوى الخير والشياطين قوى الشر، بل هم أجسام وقد قال الله تبارك وتعالى (( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة )) يقول سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه، من الذي رفع رأسه؟ الطالب : جبريل. الشيخ : جبريل، ( فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم ) يعني سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى جبريل، ( وقال أبشر بنورين أوتيتهما ) البشارة هي الإخبار بما يسر وينبغي للإنسان إذا وقع ما يسر عاما كان أو خاصا أن يخبر إخوانه ويبشرهم به كما قال تعالى (( فبشرناه بغلام عليم ))(( فبشرناه بغلام حليم )) وما أشبه ذلك، وكذلك كعب بن مالك قال أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك، فالإخبار بما يسر من جنس الفأل الذي كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم، ينبغي للإنسان إذا حصل شيء يسر أن يبشر إخوانه سواء كان عاما أم خاصا، لم يؤتهما نبي قبلك وهذا من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام وخصائصه كثيرة، وأما ما جاء في حديث جابر ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ) فليس هذا على سبيل الحصر بل هو على سبيل المثال، فالرسول له خصائص كثيرة ويمكن بالتتبع تحصى، يقول الأولى فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته، يقوله الملك، والملك لا يقول هذا من عنده قطعا بل هو بأمر الله عز وجل، في سورة الفاتحة دعاء من قوله (( إياك نعبد وإياك نستعين )) فإن إياك نستعين دعاء إلى آخر السورة، فإذا قرأ الإنسان الفاتحة بإخلاص وإيمان أعطي ما سأل الإعانة والهداية، كذلك سورة البقرة في آخرها أيضا مثل (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )) ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا، قال الله تعالى قد فعلت، (( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ))، وهذا من فضل سورة الفاتحة وآخر سورة البقرة.
فوائد حديث : ( ...لقيت أبا مسعود عند البيت فقلت : حديث بلغني عنك في الآيتين في سورة البقرة فقال : نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه ) و جميع رواياته .
الشيخ : أما الحديث الثاني حديث أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه )، ففيه دليل على فضيلة الآيتين من قوله (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير )) ثم (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ))، وقوله من قرأهما في ليلة كفتاه أي كفتاه الشر وما يسوؤه، وليس معنى كفتاه عن قيام الليل كما ظن بعضهم بل المعنى كفتاه عن الشر والسوء، وفي هذا الحديث دليل على جواز الكلام في الطواف والسؤال عن العلم لكن هذا إذا كان الإنسان في حاجة فليسأل الطائف، أما إذا لم يكن في حاجة أو كان له حاجة يمكن أن يؤخر السؤال عنها إلى ما بعد طواف المسؤول فالأولى أن لا يشغله عن طوافه، لأن الطواف من العبادات الخاصة، ولولا أن الله أباح فيه الكلام لكان الكلام محرما، فالإنسان لا ينبغي له أن يلجيء الطائف فيشغله عن طوافه، بل إن كان هناك حاجة لا يمكن تأخيرها إلى ما بعد الطواف فلا بأس، وإلا فالأفضل والأولى أن لا يشغله عن ذلك، نعم.
هل يقال أن حديث : ( فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال : أبشر ..... ) يدل على أن الوحي نزل به غير جبريل عليه السلام ؟
السائل : من الملائكة ...؟ الشيخ : أيش؟ السائل : من الملائكة من جاء بالوحي سوى جبريل عليه السلام؟ الشيخ : قد يقال هذا، قد يقال ذلك لأن هذا الملك أتى به، لكن القرآن ما أتى به أحد غير جبريل، نعم.
ما وجه قول الملك عليه السلام : ( أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك .... ) مع أن القرآن كله نور ؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، قول الملك ( أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ) النبي صلى الله عليه وسلم أوتي القرآن بأكمله والفاتحة وخواتيم سورة البقرة أيضا من القرآن؟ الشيخ : هذه زيادة، هذا نور زائد وإلا فقد قال الله تعالى (( وأنزلنا إليك نورا مبينا )) لكن هذا نور زائد عما في القرآن.
هل الحث على قراءة سورة البقرة و آل عمران الذي جاءت به هذه الأحاديث يحمل على الحفظ أم القراءة من المصحف ؟
السائل : أحسن الله إليك، من الحديث السابق ... المراد الحث عليه ... المراد به الإكثار من التلاوة؟ الشيخ : يشمل هذا وهذ، والحفظ أفضل من تكرار القراءة، يعني لو قال قائل أنا أريد أن أقرأ البقرة بالبصر وأكررها عشر مرات أو أحفظها ولكنني لا أحفظ إلا بعضها ثم أكمّل، قلنا الثاني أولى، اللهم إلا أن يقال في رمضان فقد يقال الحرص على تتميم القرآن أحسن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرضه على جبريل كاملا، نعم. الطالب : أربعة. الشيخ : أربعة؟ طيب.
وحدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال .
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ).
وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ح وحدثني زهير بن حرب قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا همام جميعا عن قتادة بهذا الإسناد قال شعبة : من آخر الكهف وقال همام : من أول الكهف كما قال هشام .
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا : حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة ح وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا همام جميعا عن قتادة بهذا الإسناد قال شعبة: ( من آخر الكهف ) وقال همام: ( من أول الكهف ) كما قال هشام.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال : قلت : الله ورسوله أعلم قال : يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال : قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال : فضرب في صدري وقال : والله ليهنك العلم أبا المنذر .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) قال: فضرب في صدري وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر ). المؤذن : الله أكبر الله أكبر. الشيخ : نقف على هذا. القارئ : طيب. الشيخ : أي نعم، إلى الآن ما جاءنا شيء، سم بالله. القارئ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فقد الإمام مسلم في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب فضل قراءة (( قل هو الله أحد ))، وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن بشار .. الشيخ : فيما سبق من حديث من قرأ عشر آيات من أوائل سورة الكهف واللفظ الثاني من أواخرها، تكلم عليها المؤلف الشارح؟
القارئ : " باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، قوله صلى الله عليه وسلم من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال وفي رواية من آخر الكهف قيل سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال وكذا في آخرها قوله تعالى أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا " فقط. الشيخ : هاه؟ القارئ : فقط لم يزد على هذا. الشيخ : يعني من كذا من قوله تعالى أفحسب، فقط، ثم ظاهر الحديث الذي ساقه مسلم أن من حفظ هذه الآيات عصم منه، وفي حديث آخر من أدركه فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، وظاهره أن الإنسان يقرأ على الدجال نفسه، يرفع صوته ويقرأ عليه حتى يعني يهرب، فما هو منتهى عشر آيات من أول سورة الكهف؟ من معه المصحف؟ نشوف نتأكد. الطالب : ... الشيخ : آخر عشرة يعني (( فضربنا على آذانهم ))، كما قال يحيى، طيب، ومن آخرها؟ الطالب : ... الشيخ :(( أفحسب الذين كفروا )) كما جاء في الشرح، أفحسب الذين كفروا إلى آخره الطالب : الحديث هذا ما أخذنا فوائده. الشيخ : أيّه؟ الطالب : هذا. الشيخ : أيه، حنّا ما ناخذ فوائد يا، يعني إذا شفنا فائدة نادرة ذكرناها وإلا ما هو كل الفوائد الطالب : ... الشيخ : يمكن القارئ ما فهم، يعني ... أليس كذلك؟ القارئ : بلى يا شيخ. الشيخ : نعم، أيش وش ... الطالب : ... الشيخ : لا، (( أفحسب الذين كفروا )) النووي أضبط منّا، نعم.
فوائد حديث : ( ... يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال : قلت : الله ورسوله أعلم قال : يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال : قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال : فضرب في صدري وقال : والله ليهنك العلم أبا المنذر ) .
الشيخ : وفي حديث أبي بن كعب أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال له ( ليهنك العلم ) حيث أنه رضي الله عنه قال أعظم آية هي آية الكرسي، ووجه ذلك أن هذه الآية فيها صفات من صفات الله كل الصفات، لأن قوله تعالى (( الحي القيوم )) تتضمن جميع الصفات، ولهذا ذهب بعض أهل العلم وورد في أحاديث أن الحي القيوم هو الإسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب وإذا سئل أعطى، فللنظر إلى الآية الكريمة، (( الله لا إله إلا هو )) هذه فيها إنفراد الله تعالى بالألوهية لا إله إلا هو، والألوهية هو التوحيد الذي دعت إليه الرسل كما قال تعالى (( وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) وهو لازم لزوما لا محيد عنه، لكل من أقر بتوحيد الربوبية، فإن من أقر بتوحيد الربوبية لزمه أن يقر بتوحيد الألوهية ولهذا يستدل الله تعالى بإقرار هؤلاء المشركين الذين يشركون بالألوهية دائما يحتج عليهم بإقرارهم بالربوبية، وقوله (( الحي القيوم )) الحي هذه اسم من أسماء الله محلى بأل فيقتضي أنه ذو حياة كاملة لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء، متضمنة لجميع كمال الصفات، الحي وهو وصف لازم لله عز وجل، والقيوم يعني ذو القيامة على عباده كما قال تعالى (( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت )) وهو تعالى قائم بنفسه فهو قائم بنفسه قائم على غيره، والقيوم على وزن فيعول فهو صفة مشبهة ثابتة لله عز وجل، وبهذين الإسمين المتضمنين للصفات العظيمة يتبين قدر عظم آية الكرسي، ثم قال لا (( تأخذه سنة ولا نوم )) أي لا يمكن أن ينام ولا أن تأخذه السِنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ) سبحانه وتعالى، وذلك لأن النوم صفة نقص لا يعتري إلا من هو ناقص الحياة لأنه يحتاج في النوم إلى رفع التعب السابق، وتجديد القوة اللاحقة فهو دليل على النقص، ولهذا كان أهل الجنة لا ينامون، وسمى الله تعالى النوم وفاة وهذا دليل على نقص النوم ولهذا ينزه الله عنه، فإذا قال قائل أليس من القاعدة المقررة أن الله تعالى لا يوصف بالنفي؟ قلنا بلى إن الله لا يوصف بالنفي المجرد لكن كل نفي وصف الله به نفسه فهو يعني كمال ضده، فهو لا ينام لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياته وكمال قيوميته، لكمال حياته لا يحتاج إلى نوم لأنه كامل الحياة، وقيوميته لأنه لو نام وحاشاه جل وعلا وحاشاه من ذلك من يدبر الخلائق؟ فهو جل وعلا لا ينام ولا تأخذه السنة أيضا وهي مقدمة النوم، (( له ما في السماوات وما في الأرض )) هذا فيه عموم ملكه واختصاصه بهذا العموم، أما العموم فلأن ملك مفرد مضاف فيكون للعموم، وأما الإختصاص فهو حاصل بتقديم الخبر (( له ما في السماوات وما في الأرض )) و" ما " هذه كما هو معروف اسم موصول يفيد العموم، ففيها عموم الملك واختصاص الله به، العموم من ما الإسم الموصول والثاني من تقديم الخبر، له ما في السماوات وما في الأرض، (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) هذه فيها الجملة كمال السلطان لكمال سلطانه لا أحد يتكلم ولا بما فيه الخير عند الله إلا بإذن الله، ولذلك كلما كان الإنسان محترما في المجلس تجد أهل المجلس سكوت لا يتكلمون إلا حيث تكلم كما قال الشاعر: " يغضي حياءً ويغضى من مهابته *** فلا يكلم إلا حين يبتسم " فالمجلس كلما كان فيه ذو سلطان فإنك تجد عليه الهيبة وعدم الكلام، فالرب عز وجل هو ملك الملوك وأعظم الملوك سلطانا فلا يشفع أحد عنده إلا بإذنه جل وعلا إذا أذن، ومن المعلوم أنه لا يأذن إلا بشرطين: الشرط الأول رضاه عن الشافع والثاني رضاه عن المشفوع له، كما قال الله تعالى (( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )) وقال تعالى (( يومئذٍ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )) ولهذا نجد أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا طلبت منهم الشفاعة يوم القيامة يستحيون أن يشفعوا لعظم الرب عز وجل في نفوسهم، فهم يخشون أن تكون هذه الأشياء التي اعتذروا بها عن الشفاعة مانعة لهم من قبول شفاعتهم، (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) لكمال؟ الطالب : ... الشيخ : غلط، لكمال سلطانه، لا أحد يتكلم ولا بما فيه الخير للغير إلا بإذن الله، ولا إذن إلا بشرطين، هما رضى الله عن الشافع ورضاه عن المشفوع له، (( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم )) هذا فيه سعة العلم لأن كل شيء فهو إما بين أيدينا وإما خلفنا، فما سبق فهو؟ الطالب : ما سبق. الشيخ : ما سبق فهو خلفنا، وما يستقبل بين أيدينا، وفي هذا عموم علم الله تعالى بكل شيء، (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) هذه الجملة فيها أيضا لما ذكر عموم علم الله أبان جل وعلا نقص علم غير الله، فقال (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) وكلمة من علمه قيل المعنى من علمهم إياه ولا يحيطون بشيء من علمهم إياه، وقيل إن المعنى مما يعلمه إلا بما شاء، فعلى الأول يكون المعنى أننا لا نحيط بشيء من أسماء الله وصفاته إلا بما شاء، وعلى الثاني لا نحيط بشيء من معلومات الله إلا بما شاء، والآية تحتمل المعنيين جميعا وكلاهما صحيح ولا ينافي أحدهما الآخر فتحمل عليهما جميعا، (( وسع كرسيه السماوات والأرض ))، هذا بيان لعظمته جل وعلا وكبريائه وأنه وسع كرسيه السماوات والأرض، والمراد بالكرسي هنا موضع القدمين كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما " موضع قدمي الرب عز وجل " وليس هو العرش وليس هو العلم كما قيل به لأن هذا ضعيف، أما القول بأنه وسع علمه السماوات والأرض فيقال هذا يغني عنه قوله (( يعلم ما في السماوات وما في الأرض ))، وأما كونه العرش فلأن الأدلة دلت على أن العرش غير الكرسي، فيكون الكرسي مخلوقا آخر وسع السماوات والأرض كلها على سعتها وعظمها الكرسي محيط بها واسع لها كما تقول وسع الإناء ما فيه من الطعام أي أن الإناء أكبر وأوسع مما فيه من الطعام، فالكرسي وسع السماوات والأرض، العرش أعظم من الكرسي بكثير كما جاء في الحديث ( ما السماوات السبع والأراضين السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة ) حلقة الدّرع تلقى في فلاة من الأرض ما نسبتها إلى الفلاة؟ الطالب : لا شيء. الشيخ : لا شيء، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة، الله أكبر! مخلوقات عظيمة لا ندركها والرب عز وجل فوق ذلك ولا تمكن الإحاطة به سبحانه وتعالى، (( وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما )) يؤوده أي يثقله ويكرثه ويتعبه حفظهما أي حفظ السماوات والأرض وذلك لكمال علمه وقدرته وسلطانه وغير ذلك مما يقتضيه الحفظ ويستلزمه، (( وهو العليّ العظيم )) العلي بذاته وصفاته، فهو عالٍ بذاته فوق كل شيء جل وعلا وهو عال بصفاته كما قال تعالى (( ولله المثل الأعلى )) وهو كذلك عال بأسمائه كما قال تعالى (( ولله الأسماء الحسنى )) والعظيم يعني ذو العظمة التي لا يدانيها أي عظمة، واشتملت بلا شك على أوسع مما قلنا وأكثر وأعظم لمن تأمل وتدبر، ولهذا كانت هذه الآية الكريمة أعظم آية في كتاب الله، أعظم آية في كتاب الله هي آية الكرسي لا يوجد مثلها آية، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب على ذلك وقال ( ليهنك العلم أبا المنذر ) أبا المنذر بدل من الكاف سامح؟ هاه؟ الطالب : منادى منصوب. الشيخ : منادى منصوب حذفت منه ياء النداء، والأصل يا أبا المنذر، وفي هذا إشارة إلى أن التكنية تعظيم لأنه السياق يدل على أن الرسول عظم هذا الرجل، فتكنية الإنسان تعظيم له، ويقول الشاعر: " أكنيه حين أناديه لأعظمه *** ولا ألقبه والسوءة اللقب "، لكن قوله السوءة اللقب هذا ما هو صحيح، لأن اللقب ما أشعر بمدح أو ذم، نعم.
كيف الجمع بين حديث ابن عباس أن الكرسي موضع القدمين و بين حديث أن الله يضع قدمه على جهنم ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك ذكرنا قول ابن عباس رضي الله عنه بأن الكرسي موضع قدميه، ولا أدري أحسن الله إليك يعني قضية إثبات القدمين مع أن الثابت هو أن الله عز وجل يضع قدمه في نار جهنم فما أدري يعني؟ الشيخ : يعني ذكر الواحدة لا ينافي ذكر الثنتين، لا ينافيه، وابن عباس رضي الله عنهما زعم بعض المحدثين أنه ممن يأخذ عن بني إسرائيل ولكن الذي مر علينا في البخاري أنه ينكر الأخذ عن بني إسرائيل ويقول كيف تأخذون عنهم وهم لا يأخذون عن كتابكم؟ وأنكر على من يأخذ عنهم، وهذا مما يدل على أن قول المحدثين إن ابن عباس ممن عرف بالأخذ عن بني إسرائيل لا يستقيم.
هل نفهم أن الدليل الوحيد على ثبوت صفة القدمين هو حديث ابن عباس رضي الله عنهما ؟
السائل : لكن نفهم من هذا أنه ما في دليل لإثبات القدمين إلا حديث ابن عباس هذا؟ الشيخ : لا أعلم إلا ذلك لكن ربما لو يعني يتأمل الإنسان وينظر في كتب السنة المؤلفة في هذا الموضوع ربما يجد، نعم.
أين فضل آية الكرسي في هذا الحديث حيث ذكر قوله تعالى : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وهي ليست في آية الكرسي فقط ؟
السائل : ... هذه الأحديث ... وذكر ... الله لا إله إلا هو الحي القيوم وهذا ليس في آية الكرسي؟ الشيخ : أي ما هو في آية الكرسي فقط؟! وين هو في ؟! قل لي. السائل : ... الشيخ : هو يجيب هو يجيب لا تجيبون، هههه. الطلاب : هههه. الشيخ : في سورة آل عمران (( آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) هذه واحدة، وفي سورة طه (( وعنت الوجوه للحي القيوم )) أما سورة طه فليست مثل آية الكرسي لكن آل عمران مثل آية الكرسي ولكنها ذكرها أبي بن كعب للرسول عليه الصلاة والسلام لأنها مشهورة عنده، فقد قال عليه الصلاة والسلام ( من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) السائل : ... آية في كتاب الله وهو قال في جوازها الله لا إله إلا هو الحي القيوم غير آية وعلى هذا ... الشيخ : المراد بالآية إذا قالوا آية ثم ذكروا بعضها فالمعنى إلى آخر الآية، نعم، نعم.
هل يستقيم ما استدل به بعض أهل العلم بهذا الحديث : ( أي آية من كتاب الله معك أعظم ) عل تفاضل القرآن ؟
السائل : شيخ حفظك الله هل يستقيم ما استدل به بعض أهل العلم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أتدري أي آية أعظم؟ ) على أن القرآن يتفاضل؟ الشيخ : أي نعم، ما فيه شك أن القرآن يتفاضل، القرآن يتفاضل من حيث موضوعه ومن حيث أسلوبه ومن حيث تأثيره لكن لا يتفاضل من حيث المتكلم به، المتكلم به واحد جل وعلا، لكن لا شك أن موضوع (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) ليس كموضوع السورة التي قبلها وهي (( تبت يدا أبي لهب وتب )) بينهما فرق عظيم، فالقرآن يتفاضل من حيث الموضوع والأسلوب والتأثير ولكنه لا يتفاضل من حيث أيش؟ المتكلم به فإنه واحد، أخذنا أربعة أربعة، نعم.
وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن بشار قال زهير : حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن قال : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن .
القارئ : وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن بشار قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: (( قل هو الله أحد )) تعدل ثلث القرآن ).
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا محمد بن بكر قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا عفان قال : حدثنا أبان العطار جميعا عن قتادة بهذا الإسناد وفي حديثهما من قول النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن .
القارئ : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن بكر قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان قال: حدثنا أبان العطار جميعا عن قتادة بهذا الإسناد وفي حديثهما من قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل (( قل هو الله أحد )) جزءا من أجزاء القرآن ).
وحدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم جميعا عن يحيى قال ابن حاتم : حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثنا يزيد بن كيسان قال : حدثنا أبو حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم : فقرأ قل هو الله أحد ثم دخل فقال : بعضنا لبعض إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن .
القارئ : وحدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم جميعا عن يحيى قال ابن حاتم: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا يزيد بن كيسان قال: حدثنا أبو حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فحشد من حشد ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم: فقرأ قل هو الله أحد ثم دخل فقال بعضنا لبعض إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن ).
وحدثنا واصل بن عبد الأعلى قال : حدثنا ابن فضيل عن بشير أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أقرأ عليكم ثلث القرآن فقرأ قل هو الله أحد الله الصمد حتى ختمها .
القارئ : وحدثنا واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن فضيل عن بشير أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: ( خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأ عليكم ثلث القرآن، فقرأ (( قل هو الله أحد الله الصمد )) حتى ختمها ).
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال : حدثنا عمي عبد الله بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ قل هو الله أحد فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال : بأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخبروه أن الله يحبه .
القارئ : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال : حدثنا عمي عبد الله بن وهب قال حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ (( قل هو الله أحد )) فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: بأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه ).
فوائد حديث : ( ... أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن قال : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ) و جميع ألفاظه .
الشيخ : في هذه الأحاديث بيان فضل سورة (( قل هو الله أحد )) وتسمى سورة الإخلاص إما لأن الله أخلصها لنفسه وإما لأنها تخلص قارئها من الشرك، أفلا يجوز أن نقول الأمرين؟ نعم، بلى هي للأمرين أخلصها الله لنفسه فلم يذكر فيها شيئا يتعلق بغير صفاته، وهي تخلص قارءها من الشرك لأن فيها تمام التوحيد، فهي تعدل ثلث القرآن بالنص الصريح وفي قوله عليه الصلاة والسلام ( أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن ) يعني في ليلة قالوا وكيف يقرأ؟ فيه إشارة إلى أنه ليس من عادتهم أن يقرؤوا كثيرا في الليل يعني أن يصلوا إلى ثلث القرآن، لكن قد ورد عن بعض الصحابة وبعض السلف أنهم كانوا يقرؤون القرآن كله في تهجدهم، إما في ركعة واحدة أو في أكثر، إنما القراءة المعتادة الغالبة أن لا تصل إلى هذا الحد، وفي قوله عليه الصلاة والسلام ( قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ) دليل واضح على أنها تعدل ثلث القرآن فلماذا تعدل الثلث القرآن؟ قال العلماء لأن القرآن ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أحكام وأخبار عن الله وأخبار عن مخلوقاته من الأمم السابقة والحوادث اللاحقة، فهذه ثلاثة أقسام قل هو الله أحد تضمنت أيش؟ الإخبار عن الله ولهذا قال الصحابي إنها صفة الرحمن وأقره النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك، فهي تشمل جميع الصفات كما سيتبين إن شاء الله، فهي تعدل ثلث القرآن لهذا السبب، ثم هل إذا كانت تعدل ثلث القرآن هل تقوم مقام ثلث القرآن وتجزئ ما يجزئ ثلث القرآن؟ لا، ولهذا لو قرأها الإنسان ثلاث مرات في ركعة لم تجزئه عن قراءة الفاتحة لأنه لا يلزم من المعادلة في الثواب والأجر الإجزاء، لا يلزم الإجزاء من المعادلة في الأجر، بدليل أن من قال لا إله لا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات فكأنما أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، ولو كان على الإنسان رقبة واحدة فقال هذا الذكر عشر مرات لم يجزه عن الرقبة الواحدة فضلا عن الأربعة، وهذا دليل على أن ما يعادل في الثواب لا يجزئ عن المعادلة.
الشيخ : الآية الكريمة بل السورة الكريمة قال الله تعالى (( قل هو الله أحد )) قل لمن؟ قيل للمشركين قل يا محمد معلوم الخطاب لمحمد لكن لمن يقول؟ قيل للمشركين لأنهم قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام صف لنا ربك أهو من حديد أو ذهب أو فضة أو ما أشبه ذلك؟ لأنهم لا يعرفون من الآلهة إلا ما نحتوه من الأصنام من حجر أو خشب أو ما أشبه ذلك، فأنزل الله هذه الآية، أو قل لليهود الذين قالوا انسب لنا ربك، إلى من ينتسب؟ فقال الله تعالى (( قل هو الله أحد )) فقل أي لمن كان من المشركين أو من اليهود أو من غيرهم، هو الله أحد قيل إن هو ضمير المسؤول عنه، أي قل لمن سأل هو أي الذي تسألون عنه الله أحد، والله تكون خبر المبتدأ وأحد الخبر الثاني وأحد بمعنى المتوحد في كل شيء، فهو واحد في ربوبيته، وواحد في ألوهيته، وواحد في أسمائه وصفاته، (( الله الصمد )) أيضا جملة اسمية من مبتدأ وخبر الله الصمد وتفيد الحصر لتعريف طرفيها، فما معنى الصمد؟ أجمع ما قيل فيه أنه الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته أي تلجأ إليه وتحتاج إليه، وهذا بمعنى قول ابن عباس: " الكامل في علمه الكامل في سؤدده " إلى آخره، نقول هو الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته، حميع مخلوقاته مفتقرة إليه في الإيجاد والإعداد والإمداد، من الذي أوجدها؟ ومن الذي أعدها لما خلقت له؟ الله، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ومن الذي أمدها؟ الله عز وجل، فجميع المخلوقات تصمد إلى الله تعالى، (( لم يلد )) رد على الذين ادعوا أن له ولدا كالمشركين الذين قالوا الملائكة بنات الله والنصارى الذين قالوا المسيح ابن الله واليهود الذين قالوا عزير ابن الله، فهو لم يلد ولا يمكن أن يلد عز وجل لأن الولادة إنما تكون للناقص من أجل أن يبقى نوعه، الإنسان ناقص ولولا التوالد أيش؟ ما بقي، ولهذا في الجنة لا يتوالدون لأنهم في غنى عن ذلك إذ أنهم مخلدون أبد الآبدين، فهو لم يلد ولو ولد له ولد لاحتاج إلى زوجة ومعلوم أن الله لا زوجة له منزه عن ذلك ...