كتاب الجمعة والعيدين والإستسقاء والكسوف والجنائز-03a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
صحيح مسلم
الحجم ( 5.40 ميغابايت )
التنزيل ( 557 )
الإستماع ( 43 )
تتمة فوائد حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين أو سنة وبعض سنة وما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس
الشيخ : هذه السورة أولها ((ق))، ((ق*والقرآن المجيد))، قاف من الحوف الهجائية فهل له معنى في نفسه أو لا؟ الصحيح لا. ليس له معنى في نفسه، طيب لو قال قائل: الله أعلم بذلك هل له معنى في نفسه أو لا، فهل يكون سالماً إذا فوّض علم الحروف الهجائية إلى الله أو لا، أكثر العلماء يقولون: الله أعلم بما أراد، وإن كان بعض المفسّرين الذين يفسّرون القرآن بالإشارات يجعلون هذه إشارات إلى أشياء يعيّنونها، لكن الأسلم أن تقول: لا معنى لها، من حيث نفسها، هي في نفسها ليس لها معنى، فإن قال قائل: ما الدليل؟ نقول: لأن الله تعالى قال :(( إنا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون ))، وقال: (( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربيٍّ مبين ))، واللسان العربي يقتضي أن هذه الحروف ليس لها معنىً بنفسها، فنقول ما دلّ عليه القرآن، ثم لو قلنا: الله أعلم بما أراد، وأنه لا أحد يعلم المراد بهذا لبقي القرآن فيه أشياء لا تعلم الأمّة معناها، وهذا مسْتحيل، ليس في القرآن شيء لا يعلم الناس معناه أبداّ، قال الله تعالى: (( ونزّلنا عليك الذّكْر لتبيّن للناس ما نُزِّلَ إليهم ))، لكن ذكر شيخ الإسلام ومن قبله الزّمخْشريّ وغيره أن لها مغزىً، هو أن هذا القرآن الذي أعجزكم معشر العرب إنما هو من الحروف التي تتكلّمون بها أنتم، ولهذا لا تكاد تجد سورة مبدوءة بهذه الحروف إلا وبعدها ذكر القرآن وهذا الحق إن شاء الله تعالى.
هل قولكم ليس في القرآن شيء لا تعلم الأمة معناه فهل على إطلاقه.؟
السائل : قولكم أحسن الله إليكم ، أنه ليس في القرآن شيء لا تعلم الأمة معناه، وقول الله تعالى على إحدى الروايتين : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زَيغ فيتَّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنةِ وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله )) ما يعلم تأويله إلا الله ((والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌّ من عند ربِّنا )) فهذا يدل على أن في القرآن ما لا تعلمه الأمة بمجموعها ؟ الشيخ : هذه الآية للسلف فيها قراءتان القراءة الأولى الوقف على قوله: ((وما يعلم تأويله إلا الله)) وبناءً على هذه القراءة أن المراد بالتأويل: العاقبة المجهولة، وهي حقائق ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر، لأن التأويل في القرآن هذا هو المراد به، كما قال تعالى ((فردّوه إلى الله والرسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً))، أما القراءة الثانية لبعض السلف، فهي الوصل: ((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)) فيكون الراسخون في العلم يعلمون تأويله، ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قوله :"أنا من الرّاسخين في العلم الذين يعلمون تأويله"، وقرأ مجاهد : " قرأت القرآن على ابن عباس مرّتين، أقفه عند كلّ آية وأسأله عن معناها" واضح السائل : واضح لكن يظل الإشكال قائم على إحدى القراءتين الشيخ : لا،أبداً، قراءة الوقف ليس فيها إشكال، لأن التأويل معناه العاقبة وحقيقة الأشياء، فمثلاً: نحن نعرف أن الله استوى على العرش معناه علا، هذا المعنى، لكن هل نعلم حقيقة هذا الاستواء وكيفيته؟ لا نعلمه، هذا لا يعلمه إلا الله، هذا من المتشابه، ولذلك لو سألك سائل: هل آيات الصّفات من المتشابه، تقول: فيه التفصيل إن أردت التشابه المعنوي فليست منه، وإن أردت تشابه الحقيقة التي هي عليها فهي منها، لأنه لا أحد يعلم كيفية يد الله عز وجل وكيفية استوائه وكيفية نزوله.
السائل : أكبر موعظة عند الصحابة رضي الله عنهم القرآن، ويعظمونه أكثر مما يعظمون غيره، ...، ما أدري يا شيخ هل يذلك يعود لأنهم عرب يعرفون معاني القرآن ؟ أم إخلاصهم وحبهم لقرآن جعلهم كذلك ؟ الشيخ : أسباب كثيرة، منها أنهم يعرفون لغة القرآن لأنه نزل بلغتهم، وفي عصرهم، والحوادث الواقعة كلّها تكون تفسيراً للقرآن إذا كانت هي سبب للنزول، وثانياً: إيمانهم بالله عز وجل، وإخلاصهم له، لأن الإيمان يزيد الإنسان معرفة بالله عزّ وجل، وثالثاً: محبّتهم للقرآن حتّى كانوا لا يتجاوزون العشر آيات إلا تعلّموا معناها. ورابعا : أن الصحابة رضي الله عنهم يعملون بما علموا، وكل إنسان يعمل بما علِم فإن الله يورّثه علم مالم يكن عالماً به من قبل.
ما المراد بقوله :( كانت صلاته قصدا وخطبته قصدا ) .؟
السائل : ورد فيما سبق أنه صلى الله عليه وسلم خطبته كانت قصْداً، وصلاته قصداً، فكيف الجمع بينهما ؟ الشيخ : يعني ليست تطويلاً، السائل : يعني ليست متقاربة ؟ الشيخ : لا،لا، قصداً بالنسبة للخطبة التقصير، وبالنسبة للصلاة التطويل بحسب ما جاءت به السّنة، يعني يفسّر القصد بحَسَبه، لأنه ليس القصد معناه التطويل أو التقصير، القصد أن يكون متوسّطاً بين ما يُطلَب وما لا يُطلَب.
السائل : قراءة الآيات في خطبة الجمعة ؟ الشيخ : لا بأس بها السائل : يعني ليس واجب الشيخ : فيها خلاف، من العلماء من يقول: إن من شروط صحّة الخطبة قراءة آية من كتاب الله، ومنهم من يقول: ليس بشرط المهم خطبة تحيي القلوب وتوقظ القلوب، وتنفع العِباد، لكن لا بدّ أن يكون فيها حمدٌ لله، والثناء عليه، والتشهد.
الشيخ : طيب، ما فائدة قولها : ( كان تنّورنا وتنّور رسول الله صلى الله عليه وسلّم واحد )؟ الطالب : ذكر هذا الشيخ : الحكمة من هذا أنها كان عندها علم بأحوال النبي عليه الصلاة والسّلام، وأنها ضابطة ما قالته، وهذا يحسُن ذكره إذا كان فيه زيادة طمأنينة للسامع.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمارة بن رؤيبة قال رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمارة بن رؤيبة قال: ( رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة ) الشيخ : بشْر بن مروان كان أميراً على المدينة، وكان في ذلك الوقت الأمراء هم الذين يتولّون الخطبة والصّلاة، فجعل يخطب وجعل يشير بيديه يعني رافعاً يديه في الدّعاء، فدعا عليه، وهذا يحتمل أنه دعا عليه علناً، ويحتمل أنه حدّث به قومه بعد ذلك، والثاني أقرب، والأول قد يُسْعفه تسلّط بني أميّة في ذلك الوقت على الناس وتعسّفهم عليهم، وأن قلوبهم مملوءة على بني أمية، فلا يبعد أن يقولوا ذلك أمام الناس. وفيه دليل على أن الخطيب إذا دعا يشير بأصبعه، إشارة إلى علو الله عز وجل، ولهذا نظير، وهو ما إذا دعا الإنسان في التشهد فإنه يرفع أصبعه إشارة إلى علوّ الله عز وجل، وكذلك على ما نرى إذا دعا بين السجدتين فإنه يرفع أصبعه عند الدعاء إشارة إلى علو الله سبحانه وتعالى. إلا أنه يُستثنى في الخطبة إذا دعا للاستسقاء أو الاستصحاء، فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه رفع يديه، وكذلك الناس رفعوا أيديهم معه، فهذا مستثنى.
السائل : إذا دعا الإمام بعد إجابة المؤذن هل يشير بأصبعه أم يرفع يده؟ الشيخ : لا يشير ولا يرفع، الظاهر أنه ليس مشروعاً الرّفع، لأنا ما رأينا أحداً يفعله.
قوله :( قبح الله هاتين اليدين ) ألا يخالف ما عليه السلف من النصيحة في السر.؟
السائل : شيخنا بارك الله فيكم، أليس في هذه القصة الاحتمالين الذين احتملناهما لهذا القائل ما يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن أبي عاصم في * السُّنَّة * بسند صحيح قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبدي له علانية وإنما يُؤخذ بيده من وينصحه فإن استجاب فبها، وإلا فقد أدى الذي عليه ) ؟ الشيخ : هذا يؤيد أنه قاله متحدثاً إلى قومه، السائل : احتمالين الشيخ : هذا هو الاحتمال قلنا ، أنه قاله متحدثاً إلى قومه ليس علناً، ولكن كما قلنا لكم حال بني أميّة بالنسبة للناس قد تحمل الناس أن يقولوا هكذا، لا سيّما وأنه قال: قبح الله هاتين، وهاتين اسم إشارة. السائل : هذا يعني وجدنا له رخصة أم كيف؟ ما فهمت هل هذا يًستساغ ؟ الشيخ : هذه قضية عين، ربّما كان هذا الرجل مملوءً قلبه على بني أمية وأمرائهم، فأراد أن يبين للناس أخطاءهم، علناً، وإلا فلا شك أن النصيحة لولي الأمر سرّاً أحسن وأنفع.
قوله إن من البيان لسحرا هل المراد التحذير أو الإخبار.؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : "إن من البيان لسحْراً" المراد التحذير أو الإخبار؟ الشيخ : ليس المراد التحذير. المراد بذلك بيان الواقع، والحث على أنه يكون الإنسان ذا بيان. أنا في الحقيقة رأيت أن مسألة كون كل حديث خمسة أسئلة ترى لن نمشي ، كثير، أرى أن يكون خمس أسئلة في كل صفحة، سواء قرأنا حديث أو حديثين أو عشرة، عندي أنا الضابط. الطالب : كل باب الشيخ : أنا أوافق على كل باب لأن بعض الأبواب أربع صفحات، الطالب : نرجع ثلاثة كل حديث الشيخ : حتى على ثلاثة إذا قرأنا حديث ، إلا إذا كان على ثلاثة في كل موضوع يعني مثلاً مسلم رحمه الله يسوق الحديث بألفاظ متعددة وروايات متعددة فنقول كل حديث عليه ثلاثة أسئلة طيب ونشوف.
الشيخ : في هذا الحديث أيضاً: أنه ينبغي للخطيب أن يكون على منبر، لسببين: الأول: أنه أبلغ في إبلاغ الصوت والثاني: أن المشاهّد يأخذ الناس عنه أكثر مما لو كان لا يُرى، وهذا شيء مشاهد، مجرب ، الآن لو صليت في الخلوة التي تسمونها القبو، وواحد يصلي ويشاهد الإمام فإن تأثّر الثاني بالإمام أكثر، ثم تأثّراً بالخلوة، ثم الذي يستمع إلى الصوت مسجّلاً أضعف أيضاً، ولهذا تجد بعض الأحيان يطلب الناس خطبة ليستمعوها في المسجل فإذا استمعوها وجدوا فرقاً عظيماً بين سماعها وسماع الخطيب مباشرة، ولهذا استُحِبَّ اتخاذ المنبر.
وحدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا حماد وهو بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أصليت يا فلان قال لا قال قم فاركع
القارئ : وحدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا حماد وهو بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: ( بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أصليت يا فلان ؟ قال لا قال قم فاركع ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ويعقوب الدورقي عن بن علية عن أيوب عن عمرو عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال حماد ولم يذكر الركعتين
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ويعقوب الدورقي عن ابن علية عن أيوب عن عمرو عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال حماد ولم يذكر الركعتين . الشيخ : غريب قوله :ولم يذكر الركعتين؟ قال: قم فاركع ركعيتن، عندكم كذا؟ القارئ : أشار إليها في الشرح الشيخ : ماذا قال ؟ القارئ : قال: ( قم فاركع ركعتين )وفي رواية (قم فصل الركعتين )، وفي رواية :( صلِّ ركعتين ) ، وفي رواية : ( أركعت ركعتين ؟قال: لا ) الشيخ : هو الإشكال هنا: قوله : - ولم يذكر الركعتين - الطالب : مع أنه لم يتقدم لهما ذكر الشيخ : وهو ما سبق لهما ذكر لكن لعل النسخة الصحيحة: واركع ركعتين، اللفظ الأول، لعلها هي الصحيحة.
وحدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم قال قتيبة حدثنا وقال إسحاق أخبرنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله يقول دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال أصليت قال لا قال قم فصل الركعتين وفي رواية قتيبة قال صل ركعتين
القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم قال قتيبة حدثنا وقال إسحاق أخبرنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله يقول : ( دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة: فقال أصليت قال لا قال: قم فصل الركعتين وفي رواية قتيبة قال: صل ركعتين ).
وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة يخطب فقال له أركعت ركعتين قال لا فقال اركع
القارئ : وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول ( جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة يخطب فقال له : أركعت ركعتين قال لا قال فاركع ).
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد وهو بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو قال سمعت جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصل ركعتين
القارئ : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد وهو بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو قال سمعت جابر بن عبد الله : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال : إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصل ركعتين ).
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقعد سليك قبل أن يصلي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أركعت ركعتين قال لا قال قم فاركعهما
القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال: ( جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقعد سليك قبل أن يصلي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أركعت ركعتين قال لا قال قم فاركعهما ).
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم كلاهما عن عيسى بن يونس قال بن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما
القارئ : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم كلاهما عن عيسى بن يونس قال ابن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال: ( جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له : يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما ). الشيخ : هذا اللفظ هو أوفى الألفاظ في حديث جابر هذا، أولاً لأن الألفاظ السابقة بعضها ما ذكر الركعتين وبعضهما ما ذكر التجوز وبعضها ذكر أنه قاعد على المنبر ، والمراد بقوله قاعد على المنبر أنه في المنبر وهو قائم يخطبر فآخر الألفاظ التي ساقها مسلم هو أوفاها هو الأخير. دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فقال: يا سُليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما، وقد بيّت الألفاظ الأخرى أنه سأله أصلّيت؟ قال لا.
الشيخ : ففي هذا الحديث دليل على فوائد: منها جواز كلام الخطيب في الخطبة للمصلحة، والثاني فيه دليل على السؤال قبل الأمر أو النهي، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام سأله هل صلى أم لا، ولم يقل له قم فصلِّ، ومنها أيضاً: أن الركعتين واجبتين، لأن اشتغاله بهما يستلزم اشتغاله عن سماع الخطبة، واستماع الخطبة واجب ولا يُشْتغل عن واجب إلا بواجب، ولهذا أمره بتجوّز فيهما لئلا يطول انشغاله بهما. ومنها: أن السنة قد تأتي بالتجوّز في الصلاة دون التطويل، ولنعد الآن ما يُشرع التجوز فيه من النوافل: هذه واحدة، تحية المسجد إذا دخل والإمام يخطب، سنة الفجر، الطالب : الضحى الشيخ : لا الضحى ما يسن فيها هذا السائل : الركعتين التين يفتتح بهما صلاة الليل الشيخ : الركعتان اللتان يفتتح بهما صلاة الليل، ركعتا الطواف.
القارئ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد فقد قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه في كتاب الجمعة : باب حديث التعليم في الخطبة
وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قال قال أبو رفاعة انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب قال فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه قال فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتي بكرسي حسبت قوائمه حديدا قال فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخره
القارئ : وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قال: قال أبو رفاعة: ( انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب قال: فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه قال فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتي بكرسي حسبت قوائمه حديداً قال: فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها ).
الشيخ : يقول: حَدِيثِ التَّعْلِيمِ فِي الْخُطْبَةِ، يعني في خطبة الجمعة، وغيرها من باب أولى، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلاً جلس وهو يخطب ول يصلّ قال له أصليت قال لا، فقال: قم فصلّ ركعتين وتجّوز فيهما، هذا من التعليم، هذا جمع بين التعليم، وبين الأمر بالمعروف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علّمه وأمرَه، وأما حديث أبي رفاعة فإنه رجل غريب، جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، ولم يُبيّن هل هذا في خطبة الجمعة او في غيرها، وظاهر السّياق أنه ليس في خطبة الجمعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الخطبة، وأقبل على الرّجل، وأتي إليه بكرسي، وجلس عليه، وجعل يعلّمه، وكل هذا لا يمكن عادةً في خطبة الجمعة، فالظاهر أنه في غيرها. يقول : ( قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ، جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ ): غريب: يعني ليس من أهل البلد، يسأل عن دينه ما هو لأنه لا يدري عنه، ( قال: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ، حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا، قَالَ: فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ، فَأَتَمَّ آخِرَهَا ) فيه أيضاً دليل على أنه لا بأس أن يجلس المفتي على كرسي، ولو كان المستفتي جالساً على الأرض، وهذا ليس من باب الاستكبار، ولكن من باب أن المفتي له حق الإكرام والفضيلة فلا حرج أن يجلس على الكرسي، ولعل النبي صلى الله عليه وسلم كان محتاجاً إلى ذلك في ذلك الوقت. وفيه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم عنده من حسن الخلق ما ليس عند غيره، حيث انتهى إلى هذا الرجل وقطع خطبته وعلمه وأرشده عليه الصلاة والسلام. وفيه أيضاً: أنه صلى الله عليه وسلّم لا يعلم إلا ما علّمه الله، ولهذا قال: علّمَني مما علمه الله وهذا هو قوله تعالى : ((وعلّمك ما لم تكنْ تعلَم وكان فضل الله عليك عظيماً))، وقوله تعالى : ((وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً))، وكذلك قوله تعالى: ((وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطّه بيمينك))، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان أمّيّاً لا يعْلم ولكن الله تعالى علّمه.
كيف قطع النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم خطبته ليعلم هذا الرجل مع أن الملحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.؟
السائل : النبي صلى الله عليه وسلم ترك الخطبة التي يخطب بها للناس وجاء لهذا الرجل، فكيف التوفيق بين هذا الحديث، وبين القاعدة العامة بأن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة؟ الشيخ : هذه ليست عامة في كل شيء، قد تكون الخاصّة أهم، ثم هذه الخاصة ليست له وحده، لأن الرسول علّمه جهراً، فلا بد أن ينتفع من حوله ممن سمع، السائل : يعني يا شيخ هذه القاعدة ليست على عمومها؟ الشيخ : إذا جاء شيء أخص، وأهم فإنه يُقدّم، وأيضاً الفائدة العامة هذه ما فاتت بل رجع وأكملها السائل : ألا يمكن أن يكون هذا الرجل كبير قومه أو كذا ؟ الشيخ : لعل الرسول تأثّر لما قالوا له رجل غريب يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، فالكلمة هذه مؤثّرة، فلا بد أن تجعل الإنسان يخضع لهذا الرجل ويجيبه.
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان وهو بن بلال عن جعفر عن أبيه عن بن أبي رافع قال استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة فصلى لنا أبو هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة إذا جاءك المنافقون قال فأدركت أبا هريرة حين انصرف فقلت له إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة فقال أبو هريرة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان وهو بن بلال عن جعفر عن أبيه عن ابن أبي رافع قال: ( استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة فصلى لنا أبو هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة إذا جاءك المنافقون قال فأدركت أبا هريرة حين انصرف فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة فقال: أبو هريرة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة ).
الشيخ : وعلى هذا فيُسنُّ للإنسان أن يقرأ في صلاة الجمعة بهاتين السورتين، والمناسبة فيهما ظاهرة، أما الأولى: فظاهرة جدّاً ((يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة)) والمناسبة الأخرى هي بيان حال أولئك القوم الذين حُمّلوا التوراة ثمّ لم يحملوها، ووصفهم الله تعالى بأقبح وصف: ((كمثَل الحمار يحمل أسْفاراً))، تحذيراً من أن نسلُك سلوكهم، لأن الله حمّلنا القرآن فهل نحن حملنا القرآن، هل قمنا بواجبه، هل عملنا بمحكمه وآمنا متشابهه، ثم فيها أيضاً من المناسبات: ذكر منّة الله تعالى على هذه الأمة : ((هو الذي بعث في الأمّيّين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين))،فالمناسبة فيها ظاهرة ، أما سورة المنافقين فالمناسبة أيضاً فيها ظاهرة جداً: وهي بيان حال المنافقين، وتحذير المسلمين منهم، وبيان أنهم هم العدو حقيقة، وأنه لا أعدا للمسلمين من المنافقين، كما قال تعالى: ((هم العدوّ))، وهذه الجملة بتركيبها تدل على ايش؟ الطالب : على الحصر الشيخ : نعم يعني هم العدو حقيقة الحقيقة، ، لأنه إذا كانت طرفا الجملة معرفتين دلّت على الحصر، يعني هم العدو حقيقة، لأن المنافقين يظهرون أنهم مسلمون، متمسّكون بالإسلام فيُخادعون الله والذين آمنوا فلا يمكن التّحرّز منهم، رجل يعمل كما تعمل، يقوم بالصلاة، والصدقة، وغير ذلك، ويبُشّ بوجهك، ويقول أنا أخوك، لا يُمكن التحرّز منه، وهو في الباطن عدو، لكن اليهودي والنصراني، والبوذي والوثني يمكن التحرز منه، ظاهر، الإنسان يعرفهم، ولهذا قال: ((هم العدوّ فاحذرْه))، وفي قصّة المنافقين ليس المراد أن نعرف أخبارهم فقط بل المراد بارك الله فيكم أن نحذر من أعمالهم، أما مجرّد أن نقرأه كتاريخ لهم هذا لا يفيد شيئاً، لا بد أن نحذر أعاذنا الله وإياكم من النّفاق: عمليّه وعقَديّه، وعلى هذا فمن السنة أن يقرأ الإنسان بهما يوم الجمعة ، فإن قال قائل: أرأيت لو كان الحرّ شديداً، والناس في غمّ، لا مكيّفات، ولا براد، فهل يُسَن أو لا؟ نقول: أرأيتم مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام أبه مكيّفات؟ لا، سقفه من عَريش، الشّمس ربما تسقط فيه، ومع ذلك كان يقرأ بهما، مع أنه في المدينة، والمدينة تعتبر من البلاد الحارة، ولكن إذا علمنا الفرق بين حال الناس اليوم وحال الصحابة قد نقول إننا لو قرأنا بهما في مثل هذه الحال ربما يكون على الناس مشقّة، لا تأذّي من طول القراءة بل مشقّة، فالإنسان يُراعي، والحمد لله ليس هذا بواجب، الرسول صلى اله عليه وسلّم قرأ بهما ولم يأمرنا بأن نقرأ بهما حتّى نقول إن الأمر يقتضي الوجوب، فإذا راعى الإنسان حال الناس فلا أظن أن يكون فيه حرج إن شاء الله، وكذلك في حال البرد الشديد في يوم الجمعة، ويكون الناس الذين تقدّموا قد أصابهم البرد وآذاهم وربما احتاجوا إلى قضاء الحاجة وما أشبه ذلك، فالإنسان العاقل يراعي الأمور، أما الأذيّة الخفيفة فهذا لا تُعتبر، نحن الآن في هذا العصر ولله الحمد والمنّة لدنيا مكيّفات، وفي الشّتاء لدينا مدفئات، لأن المكيف على كيفك، في أيام الحر يكون بارداً وفي أيام البرد يكون حاراً والحمد لله فالأمر ميسّر، فلا ينبغي لأئمة المساجد أن يتركوا هذه السّنة، لأن فلان يقول طوّلت علينا،ما طلنا عليكم، ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ليس بتطويل، قال أنس رضي الله عنه: (ما صلّيت وراء إمام قط أخفّ صلاةً، ولا أتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم)، أرأيتم لو قسمها نصفين الجمعة لم يأتِ بالسّنة بل مخالف للسنة نقول إما أن تقرأها في الركعة الأولى والثانية المنافقين، وإما فاقرأ سور أخرى أما أن تُشطّر السّنة تشطيراً فهذا لا توافقه عليه.
إذا تعود المأمومون على الصلاة الخفيفة ثم جاء إمام فهل يطبق السنة أو يوافقهم.؟
السائل : كثير من الناس الأئمة يعودونهم على الصلاة السريعة ، فإذا جاء من يُحيي بهم السنة ولا يكون فيه مشقة في الوضع المعتاد، شق عليهم وكثير منهم من يترك صلاة الجماعة خلف هذا الإمام فهل هذا مبرر لأن يخفف بهم، أم أنه يطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبالي بمن ترك الصلاة وراءه؟ الشيخ : نقول: طبّق السّنة، لكن إن رأيت أن تفعل هذا بالتّدريج تطول مثلا شوي شوي فهذا طيّب، وإلا فأنت مأمور بتطبيق السّنة، وإذا تخلّف أحد عن الجماعة فليس له عُذر، أما تخلّف الرجل عن صلاته وراء معاذ رضي الله عنه فهذا لعُذر، فإن معاذ رضي الله عنه في بعض الروايات شرع في سورة البقرة وهذا تطويل.
السائل : بعض الناس يتحرى أهل العلم ... الشيخ : لا شك أن المنافقين من صفاتهم أنهم يلْمزون المطَّوّعين من المؤمنين في الصّدقات، إذا أكثر الإنسان من الصّدقة قالوا: هذا مرائي، وإن أقل قالوا: إن الله غني عن صاع فلان. كل إنسان يلمز أهل الخير والصّلاح فاعلم أن في قلبه نفاقاً. الشيخ : لا شك أن المنافقين من صفاتهم أنهم يلْمزون المطَّوّعين من المؤمنين في الصّدقات، إذا أكثر الإنسان من الصّدقة قالوا: هذا لإنسان مرائي، وإن أقل قالوا: الله غني عن صاع فلان. كل إنسان يلمز أهل الخير والصّلاح فاعلم أن في قلبه نفاقاً.
قوله :( من أم قوما فليخفف ) مع أن فعله صلى الله عليه وسلم أطال في بعض المرات.؟
السائل : في الجمع بين قول النبي صلى الله علي وسلّم : ( من أمّ الناس فليُخفّف )، وقراءته في بعض السور الطويلة في صلواته أن نحمل قول النبي صلى الله عليه ( من صلى بالناس فليخفف ) على عمله فيكون الإنسان إذا قرأ بالطور في المغرب فإنه خفف ، لكن يا شيخ ماذا لو قال إنسان هذا من سنة النبي القولية وذلك من سنته الفعلية، والقول مقدّم على الفعل؟ الشيخ : نقول: الجواب من وجهين، أولاً أن قوله : (إذا أمّ أحدكم الناس فليُخفف)، ورد على سبب معيّن، فمعنى: فليخفف عما صنع هذا الرجل، كقوله لمّا رأى رجلاً قد ظُلّلَ عليه ورأى زحاماً حوله وهو صائم قال : (ليس من البر الصيام في السّفر)، فهذا ليس على إطلاقه، بل ليس من البر الصيام في السّفر الذي يؤدي إلى هذه الحال، وعلى هذا فنقول: (إذا أمّ الناس فليُخفف) يعني بناءً على تثقيل هذا الرجل، أما الوجه الثاني فنقول: قال أنس رضي الله عنه: ( ما صلّيت وراء إمام قط أخفّ صلاةً، ولا أتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم ).
وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل ح وحدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي كلاهما عن جعفر عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع قال استخلف مروان أبا هريرة أن في رواية حاتم فقرأ بسورة الجمعة في السجدة الأولى وفي الآخرة إذا جاءك المنافقون ورواية عبد العزيز مثل حديث سليمان بن بلال
القارئ : وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، كِلَاهُمَا عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، أنه قَالَ: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ، بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ حَاتِمٍ: فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي السَّجْدَةِ الْأُولَى وَفِي الْآخِرَةِ: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ. وَرِوَايَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِثْلُ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ. الشيخ : هنا أطلق السّجدة على الركعة، وهذا يطلق كثيراً، كقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أدرك سجدة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر )
وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق جميعا عن جرير قال يحيى أخبرنا جرير عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم مولى النعمان بن بشير عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية قال وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين
القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق جميعاً عن جرير قال يحيى أخبرنا جرير عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم مولى النعمان بن بشير عن النعمان بن بشير أنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة: ب(( سبح اسم ربك الأعلى ))، ((وهل أتاك حديث الغاشية))، قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين ).
الشيخ : في هذا دليل على أنه يسن أن يقرأ في يوم الجمعة أحياناً بسبّح، والغاشية،بسبح اسم ربك الأعلى وفيها مناسبة، المناسبة قوله : ((قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى))، وقوله: ((فذكّر إنْ نفَعَت الذِّكرى))، والخطبة تذكير، وقوله في سورة الغاشية: ((فذكّر إنما أنت مُذكّر * لست عليهم بمسيطر * إلا من تولّى وكفر )) وإلا هنا استثناء منقطع، يعني لكن من تولى وكفر فيعذّبه الله العذاب الأكبر. وفيه أيضاً ذكر بدأ الخلق، وانتهائه في سورة سبّح ، ((الذي خلق فسوّى))، وفي الغاشية : ((هل أتاك حديث الغاشية)) آخر الخلق وفي هذا الحديث النّص الصّريح أنه إذا اجتمع العيد والخطبة أنها تُصلّى العيد والجمعةأيضاً، لأن النبي صلاهما جميعاً، كما في حديث النّعمان، كما أنه يقرأ في العيد بسبح والغاشية،كالجمعة فإن قال قائل: فهمنا الآن أنه يصلي العيد والجمعة، فما الحكم بالنّسبة للناس أيلزمهم صلاة الجمعة كما لزمتهم صلاة العيد أم لا؟ قلنا في هذا خلاف بين العلماء، منهم من قال: أن صلاة الجمعة تلزمهم، لأنه ليس هناك دليل واضح على سقوطها، والأصل بقاء الوجوب، حتّى يوجد دليل على السّقوط، ومنهم من قال: إنه لا يلزمهم الحضور للجمعة، واستدل بما صحّ عن عثمان رضي الله عنه أنه صلى العيد، وصلّى معه أهل العوالي وغيرهم، ممن كانوا بعيدين، فرخّص لهم في ترك الجمعة وقال: (إنا مُجمّعون) فلإمام يلزمه أن يقيم الجمعة، ومن حضر ممن منزله بعيد ويشق عليه الحضور للجمعة فهذا معفيٌّ عنه، ويصلّي ظُهْراً، ومن قال: إنه يُعفى عنه ولا يُصلّي ظُهراًو فقد أبعد النَّجعة وأخطأ، لأنه إذا سقطت الجمعة وجبت الظهر، إذ أن هذا الوقت لا بد فيه من صلاة إما جمعة وإما ظهر. فإذا سقطت الجمعة فهي تسقط كالسقوط عن المريض ونحوه فيصلي الظهر. فأصح الأقوال في هذه المسألة: أنه إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد وجبت صلاة العيد، ووجبت صلاة الجمعة، ومن حضر العيد وشقّ عليه حضور الجمعة فإنها تسقط عنه ويصلّي بدلها ظُهْراً.
إذا اجتمع عيد وجمعة لم تجب الجمعة فهل يصلى الظهر جماعة في المسجد.؟
السائل : هل تقام الجماعة؟ الشيخ : لا تُقام الجماعة في المساجد، لأن هذا يُشبه تعدّد الجمع بلا حاجة، لكنه يصلي في بيته، وإن صلى معه جماعة في البيت فلا بأس. القارئ : وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر بهذا الإسناد. وحدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله قال : ( كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله أي شيء قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة سوى سورة الجمعة فقال كان يقرأ (( هل أتاك )) ). الشيخ : ظاهر الحديث أنه يسأل ماذا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة سوى سورة الجمعة قال كان يقرأ هل أتاك ..