كتاب الجمعة والعيدين والإستسقاء والكسوف والجنائز-04b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
صحيح مسلم
الحجم ( 5.41 ميغابايت )
التنزيل ( 527 )
الإستماع ( 42 )
حدثني هارون بن سعيد الأيلي ويونس بن عبد الأعلى واللفظ لهارون قالا حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو أن محمد بن عبد الرحمن حدثه عن عروة عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين فقلت نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي
القارئ : حدثني هارون بن سعيد الأيلي ويونس بن عبد الأعلى واللفظ لهارون قالا حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو أن محمد بن عبد الرحمن حدثه عن عروة عن عائشة قالت: ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين فقلت نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت: نعم قال: فاذهبي ) الشيخ : اللهم صلّ وسلم على نبيّنا محمد، هذا صار لعبهم في أيام العيد، وانظر إلى الرسول عليه الصّلاة والسّلام يعرضُ عليها : (تحبّين أن تتفرّجي؟ قالت: نعم )، فيُمكّنها من ذلك، ويبقى حتّى تقول كفاية، أرأيتم مثلاً لو أن امرأة طلبت منّا أن تذهب إلى الملاعب، والملاهي موجودة الآن، هل نُجيبها أو لا؟ الطالب : حسب الحالة الشيخ : إيش حسب الحالة؟! أولاً: هل هذه الألعاب محرّمة أو لا؟ فإن كانت غير محرّمة يبقى النّظر: هل يُخشى أن تقع المرأة في المحرّم بحيث يأتي شباب لا خير فيهم فيُخْشى من الفتنة، إذا قيل نعم قلنا: لا تذهب بها، والآن ولله الحمد البيوت كبيرة وواسعة، يستطيع الإنسان أن يأتي بالملاهي في بيته، يجيب رجّاحات وغيره.
حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم
القارئ : حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: ( جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم ). الشيخ : الزّفن معناه الرّقص، يزفنون يعني يرقصون، وقد سبق أنهم كانوا يلعبون بحرابهم بأن يحملونها هكذا، ويدفعونها، ثمّ يتلقّفونها، يحتمل هذا وهذا، فهل نقول: إنهم يجمعون بين الرّقص وبين اللعب، أو يُحمل الزفن هنا على اللعب، فيه احتمال، والجمع بينهما ليس بمستحيل، أو بعضهم يرقص، وبعضهم يلعب بالحراب، فمتى أمكن الجمع فهو الأولى، أحسن من أن نحمل اللفظ على معنى بعيد.
وحدثني إبراهيم بن دينار وعقبة بن مكرم العمي وعبد بن حميد كلهم عن أبي عاصم واللفظ لعقبة قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني عطاء أخبرني عبيد بن عمير أخبرتني عائشة أنها قالت للعابين وددت أني أراهم قالت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت على الباب أنظر بين اليسرى وعاتقه وهم يلعبون في المسجد قال عطاء فرس أو حبش قال وقال لي بن عتيق بل حبش
القارئ : وحدثني إبراهيم بن دينار وعقبة بن مكرم العمي وعبد بن حميد كلهم عن أبي عاصم واللفظ لعقبة قال حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني عطاء أخبرني عبيد بن عمير أخبرتني عائشة أنها قالت للعابين : ( وددت أني أراهم قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت على الباب أنظر بين اليسرى وعاتقه وهم يلعبون في المسجد قال عطاء فرس أو حبش، قال: وقال لي بن عتيق بل حبش ) .
وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهم يا عمر
القارئ : وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: ( بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهم يا عمر ). الشيخ : هذا كالأول، فيه دليل على سَعَة الإسلام، ولا سيّما إذا كان يُراد بالتّمكين لهؤلاء التأليف، وقد جاء في حديث آخر أظنه ليس من شرط مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسّلام قال لعمر : (دعْهم لتعلم الحبش أنّ في ديننا فُسحة ) فيكون هذا من باب الدعوة للإسلام والتأليف على الإسلام، ولا شكّ أن النّفوس إذا أعْطيَت حظّها المباح من اللهو واللعب، لا شك أنها ترغَب، أما إذا مُنعَت من كلّ شيء وصار لا بد أن يكون الشيء كله جدّيّاً فإنها سوف تتعب وتمَل.
السائل : هل كون مصلى العيد مسجداً يعم كل المصليات، أو أنه خاص بمصلى العيد وإذا كان الثاني فما دليل التخصيص ؟ الشيخ : نعم، مصلّى العيد فقط، لأن مصلى العيد يُصلّى فيه الجماعة، ويُشرع فيه الجماعة أما المصلّيات في البيوت أو في بعض المدارس أو ما أشبه ذلك فليس لها حكم المسْجد.
ما حكم من يسجل الضرب على الدف في أيام العيد ثم يستمع إليه في غيرها.؟
السائل : بارك الله فيكم ، ما رأيكم فيمن يسجل الضرب على الدف والغناء في أيام العيد وفي وليمة العرس ثم يستمع إليها في غير هذه الأيام؟ الشيخ : أرى أنه لا يجوز، لأنه له حاصر، بدون سببه الذي يبيحه، فلا يجوز، لكن كما قلنا قبل قليل: مسألة الصّبيان لهم نظر آخر، ربّما يكون أناشيد الصّبيان يكون فيها شيئاً من الدُّف نسمح لهم بها، لكن الرّجال لا نسمح لهم.
وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يقول سمعت عبد الله بن زيد المازني يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى وحول رداءه حين استقبل القبلة
القارئ : وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ، يَقُولُ: ( خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَاسْتَسْقَى، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ حِينَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ). الشيخ : قوله رحمه الله: كتاب الاستسقاء، الاستسقاء طلب السّقيا، يعني طلب المطر، والله سبحانه وتعالى يبتلي بالنِّعم ليعلم من يشْكر أو يكفر، كما قال سليمان عليه السّلام : ((هذا من فضل الله عليّ ليبلوَني أأشكر أم أكفر))، ويبتلي أيضاً بالنِّقم ليعلم من يصبر ومن لا ييصبر، ومن يلجأ إلى الله عزّ وجل، ومن لا يلجأ إلى الله، والله عز وجل حكيم، قد يُقدّر لعبده النِّقم الدّينية أو الدّنيوية لمصلحة عظيمة تحصل له، يبتلي بالنَّقم لحكمةٍ عظيمة، قد لا يعرف الإنسان قدر النّعمة إلا إذا حلّت النِّقم، وبضدّها تتبيّن الأشياء، وقد يبتلي اللهُ العبدَ النِّقَم الدّينية بالمعصية ليرجع إلى ربه ويتوب إليه ، ويندم، وتكون حاله أحسن مما قبل فعل المعصية. تُجدِبُ الأرض، ويقْحل المَطَر، ويحتاج النّاس إلى ربّهم فيستسقون، وقد ورد الاستسقاء عن النّبي صلى الله عليه وسلم بهيئاتٍ متعدّدة أعلاها: الخروج إلى المصلّى ليستسقي، وهو ما رواه عبد الله بن زيد رضي الله عنه : (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى ) أي مصلّى العيد، ، (فَاسْتَسْقَى): أي طلب السّقيا، (وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ حِينَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ) وتحويل الرّداء هنا ليس جعل أعلاه أسفله، ولكن جعل أيمنه أيسره، وهذا يقتضي أن يكون ظهره بطناً وبطنه ظهْراً، هذا معنا تحويل الرّداء. فإن قال قائل: ما الحكمة من ذلك؟ فقد أجاب العلماء بأمرين: الأمر الأول: جاءت به الأحاديث: ليتحوّل القحط، والأمر الثاني: ليتحوّل الإنسان من المعصية إلى الطاعة، لأن سبب هذا الجدب والقحط هو الذّنوب، ((ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض)) فكأنّ الإنسان يلتزم أن يغيّر لباسه الباطن وهو لباس التّقوى، مشيراً إلى ذلك بتغيير اللباس الظّاهر، وهذا وجهٌ مناسب، فإن قال قائل: إذا لم يكن على الإنسان رداء، وليس عليه إلا قميص فهل يُمكن تغيير القميص؟ الجواب: لا، لا يمكن، لكن إذا كان عليه عباءة يُمكن، ونجعل العباءة بمنزلة الرّداء، فإن قال قائل: وهل نجعل الغترة بمنزلة الرّداء؟ فالجواب لا، لأن الغترة لباس الرّأس، فهي تُشبه العمامة، وليست لباساً البدن، فلا تُقلَ. فإن قال قائل: إذا كان عليه كوت يعني لباس على قدر الصّدر فهل يقلبه ويحوله؟ الذي يظهر لي أنه إذا كان لبسه كما يلبس المشلح يعني لم يُدخل يديه في كمّيه فإنّه يقلبه، وإلا فلا، لأنه في الثاني يُشبه القميص: إذا أدخل يديه في كمّيه، وفي الأول يُشبه العباءة والرّداء.
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى واستقبل القبلة وقلب رداءه وصلى ركعتين
الشيخ : في هذا أيضاً من فوائده: أن الإنسان عند الدّعاء يستقبل القبلة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلّم، وظاهر هذا الحديث أنه بدأ بالخطبة قبل الصلاة، وإن كانت الواو لا تستلزم الترتيب، لكن التّقديم ظاهر بأنه قدّم الدّعاء على الصلاة. وهذه مسألة فيها خلاف بين العلماء منهم من يقول: تقدّم الدّعاء والخطبة على الصّلاة، ومنهم من قال العكس.
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو أن عباد بن تميم أخبره أن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه
القارئ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أنه قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَهُ ( أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، وَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ، اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ ). الشيخ : قوله: استقبل القبلة وحّول رداءه، وفي اللفظ الأول: قلب رداءه، هل يُقال: حوّل الرداء قبل أن يدعو؟ أو دعا ثمّ حوّل الرداء؟ فيه احتمال في الحديث، والسّياق الأول يقتضي أنه حوّل الرّداء بعد أن استقبل القبلة، لأنه قال :(فاستسقى، وحوّل رداءه حين استقبل القبلة)
وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عباد بن تميم المازني أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي فجعل إلى الناس ظهره يدعو الله واستقبل القبلة وحول رداءه ثم صلى ركعتين
القارئ : وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ الْمَازِنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يَسْتَسْقِي، فَجَعَلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، يَدْعُو اللهَ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ). الشيخ : هذا صريح بأنه بدأ بالخطبة قبل الصلاة، لأنه قال : ( ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ )، وثمّ تدل على الترتيب، وهو أيضاً أقرب إلى ظاهر الحال في أنه عليه الصلاة والسّلام دعا الله، ثمّ حوّل رداءه، وعندي في مسألة تحويل الرداء سواء قبل الدعاء أو بعده الأمر في ذلك واسع.
هل يشتري رداء من أراد أن يصلي الاستسقاء حتى يقلبه.؟
السائل : هل يتقصد أن يشتري رداءً ليقلبه؟ الشيخ : لا، إنما إذا كان عليه رداء فعل، ولا نقول اشتر عباءة أو رداءً من أجل أن تقلبه. السائل : إذا كان عليه ثوب أدخل يديه فيه هل له أن يخلعها ؟ وإذا لبسها لا يدخل يديه فيه يعني يخلعها و يقلبها ؟ الشيخ : لا، أنا أرى أنه إذا أدخل يديه فهي قميص، ما تُقلَب.
السائل : بعض الإئمة إذا دعا في الاستسقاء: قال : اللهم ... والصحيح أنه ما واقع يلح بشيء ما هو واقع. الشيخ : هذا صحيح، كلام الأخ سليم يقول: أحياناً في دعاء الاستسقاء يذكر المستسقي أشياء ليست واقعيّة، يعني يقول: أجدبت الأرض، وقحط المطر، وهو كل يوم ينزل مطر، والأرض مُعشبة، لكن العلماء يقولون: إنه يستسقي ولو لبلاد غير بلاده، يعني مثلاً أن المنطقة الوسطى فيها خصب ورخاء، لكن المنطقة الجنوبية أو الشمالية أو الشرقية أو الغربية فيها قحط، يُسَن أن يستسقي لهم.
الشيخ : ظاهر الحديث الآن أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستقبل القبلة ويدعو، وأنه يستقبل القبلة حال الدّعاء، عمل الناس اليوم على العكس من هذا، يدعو في حال الخطبة، وإذا استقبل القبلة دعا سرّاً وهذا هو الذي مشى عليه الفقهاء رحمهم الله، لكن الأحاديث تقتضي خلاف ذلك، تقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم عند الدعاء يستقبل القبلة ويستدبر الناس ويدعو الله، فلذلك تجد أن بعض الناس في صلاة الاستسقاء في البلدان يختلفون.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن ثابت عن أنس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه
القارئ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ). الشيخ : وهذا من باب المبالغة، والإلحاح على الله عز وجل، أن ترفع يديك رفعاً بالغاً، حتّى يُرى بياض إبطه، وإنما يُرى بياض إبط النبي صلى الله عليه وسلّم لأن عليه رِداءً، فإذا رفع يديه بان الإبط، أما بالنسْبة لنا ونحن نلبس القمص فإنه لا يتبين بياض الإبط، لأنه مستور بالثوب.
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي وعبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه غير أن عبد الأعلى قال يرى بياض إبطه أو بياض إبطيه
القارئ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ( أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ). غَيْرَ أَنَّ عَبْدَ الْأَعْلَى، قَالَ: ( يُرَى بَيَاضُ إِبْطِهِ، أَوْ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ) الشيخ : هذا الحديث فيه إشكالان، الإشكال الأول أنه قال : ( فأشار بظهر كفيه إلى السّماء ) أشار بظاهر كفّيه، فهل المعنى أنه دعا ورفع يديه مقلوبتين، بطونهما إلى الأرض، أو أن المعنى أنه من المبالغة، وشدّة الرّفع صار كأن الكف مما يلي السّماء، على قولين للعلماء، منهم من قال: أنه في الاستسقاء يدعو الله تعالى بكفّيه مقلوبتين ظهورهما إلى السّماء هكذا، ثمّ إنّ بعضهم عمّم، وقال: إن دعا لجلب منفعة جعل بطون الكفّين إلى السّماء، وإن دعا بدفع مضرّة جعل بطون كفيه إلى الأرض، وظهورهما نحو السّماء، ثمّ علل، يجعل ظهور الكفين إلى السّماء لأن الشّرّ يُدفع، فكان بظهر الكف أقوى وأشد فكأنه اختار أن يكون الدّعاء بظهر الكف، ولكن شيخ الإسلام رحمه الله أبى ذلك كله، وقال: إن الدعاء طلب، واستجداء، والعادة أن الطّالب المستجدي يمدّ كفّيه مبسوطتين: ((إلا كباسط كفّيه إلى الماء ليبلُغ فاه))، ولكن من شدّة رفع النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء صار الرّائي لهما أي للكفّين يراهما وكأنهما مقلوبتين إلى السّماء. فهذا جواب الإشكال الذي في قوله : ( وأشار بظاهر كفيه إلى السّماء )، الإشكال الثاني: يقول : ( كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ)، وهذا عامّ أريد به الخاص، ومراده: أنه لا يرفع يديه في شيء من دعائه حال الخطبة إلا في الاستسقاء، وإلا فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسّلام أنه رفع يديه في أكثر من ثلاثين موضعاً، ساقها بعض الشّراح في هذا. كان علي الصلاة والسلام يرفع يديه عند الصّفا وعلى المروة، وفي عرفة، وعند الجمرتين، وفي مواضع كثيرة، فمراد أنس رضي الله عنه : ( كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ )، يعني في الخطبة، فهو عامٌّ أريد به الخاص، واللغة العربية واسعة يقع فيها العامّ ويُراد به الخاص في مواطن كثيرة، وبهذا يزول الإشكال، ونقول أيضاً: إن في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم دعا في الخطبة في الاستصحاء، متى؟ في خطبة الجمعة، حين جاءه الرّجل وقال: يا رسول الله غرِق المال، وتهدّم البناء، فادعُ الله أن يصرفه عنّا فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، وهو في الصحيحين، وعلى هذا فهذا العموم ليس على إطلاقه.
السائل : مر معنا قاعدة أن العبادة التي يراد ... متنوعة إذا كان الإنسان ... أحياناً ، مرّ معنا حتى الآن واحد وهنا واحد، ... في العيد الناس الآن يخطبوا اثنتين والسنة جاءت بخطبة واحدة وكذلك في الاستسقاء ظاهر السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ثم يصلي، فعمل الناس الآن على العكس ما هي القاعدة في هذا ؟ الشيخ : القاعدة في هذا أن الأحاديث الواردة في خطبتين في العيد ضعيفة، لكن أخذ بها الفقهاء رحمهم الله، وكذلك أيضاً: الحديث الذي فيه أن الصلاة تُقدّم في الاستسقاء، إنما هو حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما أنه صنع كما يصنع في العيد، وهذا مُجمل، فمن العلماء من قال: إنه يصنع كما يصنع في العيد فيبدأ بالصلاة لأنه ظاهر النص ، ومنهم من قال: إن معنى قوله: صنع كما يصنع في العيد أي: جمع بين الصلاة والخطبة، وهذا لا يُنافي أن تكون الخطبة قبل الصلاة أو بعدها. هذا كلام الفقهاء، الآن في بلادك يمشون على ما مشى عليه فقهاؤهم من قديم الزمان، السائل : ... الشيخ : وبعض الخطباء يفعلون هذا، يخطبون في العيد خطبة واحدة، وكذلك الاستسقاء يدعون قبل الصلاة. السائل : لا حرج في ذلك ؟ الشيخ : ولا حرج إذا كان الإنسان إمام قُدوة، ما يُنْتَقَد، ولكن يُقال سبحان الله كيف ورد ذلك في الحديث وما أشبه ذلك، يعني معناه يعتقدونه شرعاً، فهذا لا بأس أن يفعل، لكن إذا كان الإنسان يُنْتقَد، وينشَطر الناس به إلى شطرين، ثُمَّ يحصل نزاع بين الناس من أجل ذلك، فليبْق على ما كان عليه الناس.
إستقبال القبلة في الاستسقاء والدعاء هل يكون بصوت مرتفع.؟
السائل : استقبال النبي صلى الله عليه وسلم للقبلة ودعاؤه، هل يكون الدعاء بصوت مرتفع يسعني كالدعاء في الخطبة يوم الجمعة؟ الشيخ : هذا هو الظاهر أنه بسوطت مرتفع، لكن الفقهاء يقولون سِرًّا.
قوله :( فأشار بظهر كفيه إلى السماء ) هل فيه المبالغة في الرفع .؟
السائل : لماذا لا نقول إن أنس بن مالك رضي الله عنه لما قال: وأشار بكفيه إلى السماء هو كذلك، لأنه كان قريباً من الحادثة يرى بعينيه ثم يعلم حال النبي صلى الله عليه وسلم، يعلم أنه أراد الإشارة أنه قال، و أنه من المبالغة، زد على ذلك أنه يقول : وأشار بكفيه إلى السماء ؟ الشيخ : الإشارة بالكف لا تدل على أنه قلب الكف، ليست صريحة.
وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال فلا والله ما رأينا الشمس سبتا قال ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم حولنا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس قال شريك فسألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول قال لا أدري
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفوائد: جواز تكليم الخطيب لكن بشرط، أن يكون لمصلحة أو حاجة وأما أن يكلمه ليتحدّث إليه بأمور خارجة عن الحاجة والمصلحة فلا يجوز، وفيه أيضاً: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، وسلامة قلبه، ونزاهته، فإنه قبل قول هذا الرجل دون أن يقول: هات دليلاً على كلامك أو هات بينة، وقد يُقال: إنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم علم من ذلك لأن مثل هذه الحال لا تخفى ولكنه لم يثره أحد ليدعو ويستسقي. وفيه أيضاً من الفوائد: دليل على التوسّل بما يقتضي الأمر، فإن هذا الرجل أتى بوسيلة تبرر موقفه وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله : ( هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ ). وفيه أيضاً دليل أنه يُسَنّ للخطيب إذا دعا بالاستسقاء أن يرفع يديه، وكذلك الناس يرفعون أيديهم كما جاء ذلك صريحاً في رويات الأخرى، وفيه من آيات الله عز وجل وآيات الرسول ماذكره أنس وأكده بالقسم أن السماء كانت صحْواً ليس فيها سحاب منتشر واسع، ولا قزعة: يعني ولا قطعة غيم صغيرة، السماء صحو، وأقسم مرّة ثانية أنه ليس بينهم وبين سلْع من بيت ولا دار، وسلع: جبل معروف في المدينة يأتي السّحاب من قِبله، كما هو معروف الآن نحن هنا السحاب يأتي من الجهة الغربية القبلية، كذلك في المدينة يأتي من نحو سلْع، ما بينهم وبين سلع من بيت ولا دار ولا هناك أي سحاب، خرجت بأمر الله وإذنه سحابةٌ من وراءه سحاب مثل التّرس: وهو ما يتترّس به المقاتل حذَراً من السّهام، يعني من جنس صاج القُرْص، صغيرة، وارتفعت في السّماء على هذا القدر، لمّا توسّطت السّماء - انظر إلى آيات الله عز وجل - لم تكن تنتشر حين خرجَت، خرجت على طبيعتها صغيرة، لما توسّطت فرشها الله عز وجل، انتشرت، ورعدَت، وبرقَت، وأمطرَت، بإذن الله عزّ وجل، فما نزل النبي صلى لله عليه وسلم إلا والمَطر يتحادر من لحيته، في نفس الخطبة، مع أنه كان لا يُطيل الخطبة عادَةً، وهذا لا شك أنه آية من آيات الله عز وجل، تبيّن كمال قدرته، وحكمته، وعلمه، ورحمته سبحانه وتعالى، وهو أيضاً آية من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث أجاب الله دعاءه في لحظة، فعلينا أن نبيّن مثل هذا ونبثّه في العامّة، لأن هذا مما يُقوّي الإيمان، ويزيد الإنسان معرفةً بربّه سبحانه وتعالى. وفيه أيضاً من الفوائد: أن هذا المطر بقي حتى سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربّه أن يجعله حواليهم لا عليهم، بقي سبتاً، أي: أسبوعاً، يقول: ما رأينا الشّمس سبتاً، ثم دخل رجل، الرجل إما الأول أو غيره، دخل في الجمعة الثانية وقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السّبل، وفي رواية أصح من هذا، قال: تهدَّم البناء وغرقَ المال، وهذا أقرب إلى الواقع من قوله : هلكت الأموال وانقطعت السّبل، وإن كان هذا له معنىً صحيح أيضاً، لأن الأموال مع كثرة الأمطار تهلِك وتفسد، والسّبل أيضاً تنقطع، لكنْ الوصف المطابق للحال هو: تهدّم البناء، وغرِق المال، وفيه أيضاً من الفوائد: أنه ينبغي للخطيب أن يرفع يديه عند الدعاء بالاستصحاء، وكذلك الناس معه، تَبَعاً لإمامهم. وفيه أيضاً: حكمة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث جاء بأسلوبٍ الحكيم، المعروف عند أهل البلاغة أسلوب الحكيم وهو: إجابة المخاطَب بغير ما يتوقّع، المخَاطَب قال: يا رسول الله: ادع الله يُمسِكها عنّا، وهذا ليس من الخير، إمساك المطر ليس من الخير، ولكن الررسول عدل عن طلب الإمساك إلى طلب ما فيه الخير ودفع الضّرر، ودفع الضّرر حيث قال : اللهم حوْلنا وفي رواية حوالينا، وحوالينا أبلغ، لأنها تدل على الإحاطة من كل جانب، وعلى القرب أيضاً، (ولا علينا ) لئلا يتهدّم البناء ويغرق المال والزّرع، ويفسُد، ثمّ فصّل، قال : (اللهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ) الآكام: جمع أكَمَة، والظِّراب: جمع الظّاهر ظَرِبة، وهي الروابي الصغار، يقول بطون الأدوية، لأن بطون الأودية يكون فيها الأشجار الكثيرة القويّة، لأنها مسيل المياه، ومنابت الشّجر: هذا أيضاً في الأرض ذات الأشجار، وهذه هي المواضع التي تنفع الناس، دعا النبي عليه الصلاة والسلام أن يجعل المطر عليها. وفيه أيضاً: حكمة النبي عليه الصلاة والسلام في دعاء الله تعالى أن يجعل المطر على هوه الأماكن التي يحتاج الناس إليها وينتفعون بها. وفيه أيضاً: آية من آيات الله وقدرته، وآية من آيات النبي وصدقه، حيث أنها انفرجت الغيوم، وخرجوا يمشون في الشّمس، وفي بعض الروايات: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (حوالينا ولا علينا) ويشير، وينْفرج السّحاب حيثُ يُشير، إذا أشار يميناً انفرج يميناً، يساراً انفرج يساراً، وهذا بقدْرة الله عز وجل، لو شاء الله ما حصل هذا، ولكن كما أن الله أقدَرَ عيسى عليه السلام أن يحيي الموتى بإذن الله فكذلك اقدَرَ محمداً عليه الصلاة والسلام أن يسير غلى السحاب فيمتثل أمره، وكما سخّر الله الرّيح لسليمان عليه السلام: ((تجري بأمره رُخاءً حيث أصاب))، لأن الأمور كلها بيد الله عز وجل.
وحدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على المنبر يوم الجمعة إذ قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال وساق وفيه قال اللهم حوالينا ولا علينا قال فما يشير بيده إلى ناحية إلا تفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة وسال وادي قناة شهرا ولم يجىء أحد من ناحية إلا أخبر بجود
القارئ : وحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ( أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ، وَفِيهِ قَالَ اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا قَالَ: فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ إِلَّا تَفَرَّجَتْ، حَتَّى رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي مِثْلِ الْجَوْبَةِ وَسَالَ وَادِي قَنَاةَ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا أَخْبَرَ بِجَوْدٍ ) الشيخ : هذا كالأول، فيه اختلافٌ يسير، وهو أنه جعل عليه الصلاة والسلام جعل يشير إلى النواحي، فما يشير بيده إلى ناحية غلا انفرجت، حتّى يقول: رأيت المدينة مثل الجوبة يعني الفجوة المستديرة، السّحاب عليهم مستدير، وفوق المدينة فجوة ليس هناك سحاب،لا يمطر بإذن الرب عز وجل، ويقول: سال وادي قناة شهراً، الوادي معروف الآن في المدينة، وادٍ كبير، يعرفه بعض الناس اليوم بهذا الاسم، سال شهراً، أي بقي يمشي شهراً كاملاً، مما يدل على ان الله استجاب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وصارت الأمطار على الآكام، والظّراب، وبطون الأودية، ومنابت الشّجر.
وحدثني عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن أبي بكر المقدمي قالا حدثنا الفاء حدثنا عبيد الله عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقام إليه الناس فصاحوا وقالوا يا نبي الله قحط المطر واحمر الشجر وهلكت البهائم وساق الحديث وفيه من رواية عبد الأعلى فتقشعت عن المدينة فجعلت تمطر حواليها وما تمطر بالمدينة قطرة فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل
القارئ : وحَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَصَاحُوا، وَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ قَحَطَ الْمَطَرُ، وَاحْمَرَّ الشَّجَرُ، وَهَلَكَتِ الْبَهَائِمُ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْأَعْلَى: فَتَقَشَّعَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ فَجَعَلَتْ تُمْطِرُ حَوَالَيْهَا، وَمَا تُمْطِرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةً، فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مِثْلِ الْإِكْلِيلِ ) الشيخ : الله أكبر، هذا فيه عما سبق أن الناس صاحوا بالرسول عليه الصلاة والسّلام، إذا جاء مثل هذا اللفظ وجاء المفصّل والمبيّن فإنه يُعتبر بالثّاني دون الأول، ويلجأ كثير من العلماء إذا جاء مثل هذا الاختلاف يلجأ إلى قوله بتعدد القصّة، وهذا مسلكٌ ضعيف، بل يُقال: يُنظَر أكثر الرواة فيُعتبر بهم، والباقي يُعتبر شاذّاً، ولا مانع أن يُخطئ واحد ويصيب عسرة مثلاً، بل أو يصيب اثنان، أو يخطئ واحد ويصيب من هو أرجح منه رواية، وأما أن نقول بتعدد القصّة من لأجل الجمع فهذا بعيد، مثل هذا ايضاً ما ذُكِرَ عن بعضهم في المعراج، حيث اختلفت الألفاظ فيه فقال: لعل ذلك تعدد، وهذه لا شك أنها طريقة العاجز، بل يقال: لا مانع، الإنسان بشر، والرواة قد يُخطئون، قد ينسى، قد يغفل، قد يقع في فكره شيء يبني عليه، كما تُشاهدون أنتم بأنفسكم.
وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بنحوه وزاد فألف الله بين السحاب ومكثنا حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله
وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب حدثني أسامة أن حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك حدثه أنه سمع أنس بن مالك يقول جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو على المنبر واقتص الحديث وزاد فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان يعني بن بلال عن جعفر وهو بن محمد عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك قالت عائشة فسألته فقال إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي ويقول إذا رأى المطر رحمة