كتاب الجمعة والعيدين والإستسقاء والكسوف والجنائز-05b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
صحيح مسلم
الحجم ( 5.41 ميغابايت )
التنزيل ( 572 )
الإستماع ( 43 )
تتمة فوائد حديث عائشة قالت خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فأطال القيام جدا ثم ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع رأسه فأطال القيام جدا وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع جدا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر من آيات الله وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ألا هل بلغت وفي رواية مالك إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغ لمن صلى صلاة الكسوف أن يراعي حال الكسوف، بحيث لا ينصرف من صلاته إلا وقد تجلى الكسوف في الشمس أو في القمر، فإن قال قائل: هذا لا يُعلم، قلنا: أما فيما سبق فنعم لا يُعلم، لكن في وقتنا الحاضر، يُعلَم، لأنه يُبيّن أنه سيكون كسوف أو خسوف، من الساعة الفلانية إلى الساعة الفلانية، وأنه كسوف كلي أو جزئي، أو ما أشبه ذلك. لكن إذا قدّرنا أننا لم نعلم عن هذا شيئاً، وهو الأكمل، والأفضل، والأحسن ألا يعلم الناس بذلك، وأن من علم بذلك من صحفٍ أو غيرها فلا يبيّنها للناس، هذا هو الأفضل، لأنه لو بان للناس ورد على القلب وقد استعدّ له، وهان عليه، وكأنه صلاة عيد، ولهذا نرى أنه لا ينبغي إعلان ذلك في الصحف، ولا إعلان ذلك بين الناس، لأنه أشدّ هيبة، كنا نقول ذلك من زمان، ورأيت جواباً للشيخ عبد العزيز بن باز يوافق ما قلت، أي أنه لا ينبغي أن تُعلن وأن تبين في الصحف لئلا تضيع الهيبة، وإذا كنا لا نعلم فإن من الممكن أن نزيد في موعظة الناس، الموعظة بأيدينا، لا سيّما إذا كان لدى الإنسان علم وقدرة على البيان، فإنه يستطيع أن يزيد في ذلك. لكن هل تعادل صلاة الكسوف مثل أن نَفرغ من صلاة الكسوف، وهو الآن صار الكسوف كلّياً، وقد مضى له ساعتان، فإنه ينجلي بعد ساعتين تقريباً، فماذا نصنع؟ هل نعِظ الناس ساعتين؟ هذا فيه صعوبة، نقول: لا، لا نفعل، لكن من العلماء من قال: تعاد صلاة الكسوف، تعاد صلاة الكسوف، لقوله: (صلّوا حتّى ينكشف)، ولا مانع، ولا يُخالف ذلك سنّة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم انصرف وقد تجلّت الشمس، لكن إذا انصرف وهو الآن على نصف الكسوف فلا حرج أن تُعاد، وإذا رأى الإمام أن في الناس كسلاً، وتعباً فليعظمهم ، وليأمرهم بالدعاء والاستغفار إما في المسجد أو في البيوت حتى ينجلي. ومن فوائد هذا الحديث: شدّة خوف النبي صلى الله عليه وسلم من ربه، وقد مضى أنه إذا رأى الغيم تغيّر وجهه، وصار يُقبل ويُدبِر، حتى تُمطِر، وذكرنا في هذا قول الله عز وجل، الآن نذكره: ((إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء))، فمن كان بالله أعلم كان منه أخوَف، ولله أخشى، قال عليه الصلاة والسلام: : (إني لأخشاكم لله) ، فلهذا كان يخاف من ربّه سبحانه وتعالى أن يُنْزل به العذاب والعقوبة، ومنها: مشروعية الخطبة بعد صلاة الكسوف، وهل هي خطبة راتبة أو عارضة؟ في ذك خلاف بين العلماء منهم من يقول إنها عارضة، وأنه إن رأى الإنسان مناسبة خطب، وإلا فلا، فمثلاً: إذا رأى الناس منهمكين في معصية من المعاصي فليتكلّم بعد الكسوف بهذه المعصية وبغيرها أيضاً، وأما إن لم يكن هناك سبب فلا يخطب، والصّحيح أنها خطبةٌ راتبة، فإن قال قائل: كيف تقول: إنها خطبة راتبة ولم يأمر بها الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه ما أمر، قال: صلوا تصدّقوا، وكبروا وادعوا، ولم يذكر الخطبة؟ قلنا: لأنها تابعةٌ للصلاة، ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام حين أراد أن يخطب قام قائماً، وهذه سنّة الخطبة الراتبة. ومن فوائد هذا الحديث: أنه يُسَنّ للخطيب أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه، لأن هذا هو أحق ما يكون، أحق ما يكون أنْ تُثْني على ربّك عز وجل، ولهذا نجد جقّ الله مقدّمٌ على حقّ كل أحد، في التحيّات نبدأ بايش؟ نبدأ بالثناء على الله، ثم بالحق الثاني حق من؟ حق الرسول عليه الصلاة والسلام، السّلام عليك أيها النبي ، ثم بالحق الثالث حق أنفسنا السّلام علينا ثم بالحقّ الرابع حق من؟ عباد الله الصالحين، فأحق الحقوق وأعظمها حقّ ربّنا عز وجل، لأنه هو الذي خلقنا، وأمدّنا، وأعدّنا، فلذلك يبغي على الإنسان أن يبدأ خطبه بحمد الله والثناء عليه. ومن فوائد هذا الحديث: بيان أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وقد سبق في الشرح بيان ذلك وإذا كانتا آيتين من آيات الله فهما مسخرتان بأمره عز وجل، إذا شاء كسفهما، وإذا شاء لم يكسفهما ، وإذا شاء اوقفهما، وإذا شاء سيّرهما، ولهذا في آخر الزمان تخرج الشمس من المغرب، وهي في كل يوم تغيب تستأذن ربّها عز وجل، كل يوم تغيب تستأذن الله هل تخرج أو ترجع، حتّى يؤذن لها، سبحان الله! يعني جماد، تكون طاعته وتعظيمه لله هذا التعظيم، ونحن عُقلاء نسأل الله أن يرحمنا برحمته، لا تمشي إلا بإذن الله، كل يوم تغرُب تستأذن الله عز وجل أترجع أو تستمر فإن أذن لها، وإلا رجعَت من حيث جاءت. ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا يجوز لأحد أن يسجد لهما، وإن كانتا من آيات الله، لقوله تعالى: ((ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهنّ إن كنتم إياه تعبدون))، مع أنهما من آيات الله عز وجل، فلا يجوز أن يسجد أحدٌ لهما، لا عن الطلوع ولا عند الغروب، ولا عند الكسوف ولا عند الانجلاء. ومن فوائد هذا الحديث: أن الحوادث الفلكية لا تؤثر في الأحوال الأرضية، يعنيما لها دخل في الأحوال الأرضية، والعكس كذلك، لو مات عظيم أو وُلد عظيم فإنه لا يؤثر على النجوم ولا على الشمس ولا على القمر، ومن أنت أيها الإنسان حتى تؤثر على الشمس و القمر، ما نسبتك بالنسبة للقمر؟ لا شيء، وكذلك للشمس حتى تؤثّر بالشمس بموتك أو بحياتك، فهذه الأحوال الفلكية لا تتأثر بما يكون في الأرض، وكذلك بالعكس. ومن فوائد هذا الحديث: و جوب صلاة الكسوف، من أين يؤخَذ؟ من قوله: (إذا رأيتموهما فكبّروا، وادعوا الله ) إلى أخره. وذهب أكثر العلماء إلى عدم الوجوب، مستدلين بالحديث الصحيح حين قال السائل :( يا رسول الله: هل عليّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطّوع )، ولم يذكر له إلا خمس صلوات، ولكن هذا الاستدلال فيه نظر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ذكر له الصوات المستمرّة الدائمة، التي ليس لها سبب، ولهذا يُمكن أن نستدل بالحديث هذا - أعني: هل عليّ غيرها - على ان الوتر ليس بواجب، لأن الوتر مستمر، ليس له سبب، فهو حجّة على من يقول: إن الوتر واجب، أما ما كان له سبب فينبغي أن يُقرن بسببه، وتُنظَر الأحوال، والقرائن، وإذا نظرنا إلى هذه الأحوال والقرينة وجدنا أن صلاة الكسوف واجبة، لكنها هل هي واجبة وجوب عين أو وجوب كفاية؟ أتوقّف في كونها واجبة وجوب عين، لكن أجزم أنها واجبة وجوب كفاية، وأنه كيف يليق بالمسلمين أن ربّهم يُنذرهم عز وجل، بهذه الآية العظيمة وهم نائمون على فرشهم أو مُترفون في مجالسهم، كيف يمكن أن يُقال هذا؟! فالصواب أنها فرض كفاية على الأقل، لكن لا ينبغي للإنسان أن يدعها، وهل نأخذ من الحديث أنه ينبغي أن تكون في مسجدٍ واحد؟ أو يُقال: إن الصحابة لم يكونوا يعرفون هذه الصلاة من قبل؟ فيه احتمال، لكن العلماء رحمهم الله قالوا: ينبغي ان تكون صلاة الكسوف في مسجد واحد، في الجامع، وعللوا ذلك بأنها صلاة جماعية يُجهر بها في القراءة ليلاً نهاراً، فكان ينبغي أن تكون في مكان واحد كالجمعة، ويُضاف إلى ذلك إذا قلنا بأن لها خُطبة راتبة بأنها صلاةٌ ذات خطبة، وهذا القول لا شك أنه وجيه، وأنه ينبغي لأهل البلد أن يجتمعوا في مكان واحد، كما نصّ عليه العلماء رحمهم الله. ومن فوائد هذا الحديث: أننا مأمورون عند وجود الخسوف أو الكسوف بهذه الأمور الأربعة: كبّروا، وادعوا الله ،وصوا، وتصدّقوا. صلُّوا أم صلَّوا، ما الفرق؟ صلَّوا: ماضي، صلُّوا: أمر، لأن الأمر مقتطعٌ من المُضارع، والمضارع يصلُّون وليس يصلَّون، وإذا كانت يُصلُّون: احذف ياء المضارعة ، ماذا يكون ياء المضارعة ونون الرفع ؟ تكون: صلُّوا. ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للخطيب ان يختار الألفاظ التي يكون فيها إثارة النفس، من أين تؤخَذ؟ من قوله: (يا أمّةَ محمد ) فإنه لم يقل: يا أمّتي -مثلاً- ، قال يا أمة محمد يعني أنها أمّة عظيمة كبيرة، فهذا مما يثير الهمم. ومن فوائد الحديث: إثبات الغَيْرة لله عز وجل، وأهل السّنة والجماعة - جعلني الله وإياكم منهم - يؤمنون بهذا، وأن لله غيْرة لكنها ليست كغَيرة المخلوق، غيرة ضَعْف، وعجز، بل هي غَيْرة كمال، لكماله عزّ وجل، وكراهته للفحشاء، يغار من الزّنا، فنقول: إن لله تعالى غَيرةً حقيقة، أثبتها له أعلم الناس به، وأنصح الناس لأمته، وأعلم الناس بما يقول، وأصدق الناسِ بما يُخْبِر، فقد اجتمع في قوله عليه والصلاة والسلام كل هذه الصفات الأربعة، فوجب علينا القول بذلك، ومعلومٌ عندكم مذهب أهل التعطيل، الذين يقولون: ليس لله غَيْرة حقيقة، ليس يُكذّبون بها، إنما يُنكرونها إنكار تأويل، فيؤولونها بلازمها، وهذا غَلَط، نقول لهم: هل أنتم أعلم بالله من رسول الله؟ هل أنتم أنصح بالله من رسول الله؟ هل أنتم أعلم بما يريد القائل في قوله من رسول الله؟ هل أنتم أفصح منه؟ لو كان الرسول يريد سوى الغَيرة لكان ذكر الغَيرة وهو يريد غيرها بدون دليل تلبيسٌ على الأمة، مخالفٌ للبلاغ المبين الذي جاء به عليه الصلاة والسلام، ومن أنت أيها الآدمي تحكم على ربّك بما تشاء من صفات، فتنكر ما تشاء وتثبت ما تشاء؟ من أنت؟، فالواجب على الإنسان أن يُثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله حقّاً على حقيقته، لكن بدون نقص، وبدون تمثيل، وبدون تكييف. ومن فوائد هذا الحديث: عِظَم الزّنا، سواءٌ من النساء أو الرجال، لأن ذلك يوجب غيْرة الله عز وجل، فدلّ ذلك على أنه من محارمه العظيمة التي يكرهها، ويغار منها، والزّنا: فعل الفاحشة في قُبُل أو دُبُر،هذا الزنا فعل الفاحشة في قبل أو دبر، وإذا كان ذَكَرٌ بِذَكَر سمّي لواطاً، وهو أقبح من الزّنا والعياذ بالله، ولهذا كان على القول الراجح: حدّه القتل بكل حال، يعني لو زنا شخصٌ بآخر وإن لم يتزوّجا فالواجب قتلهما بكلّ حال، اتّفق على ذلك الصحابة كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لكن اختلفوا كيف القتل، فقال بعضهم: يُحرقان بالنار، وهذا مرويٌ عن أبي بكر الصّديق، وخالد بن الوليد، وبعض الخلفاء، وقيل: يُلقى من أعلى شاهقٍ في البلد، ويُتْبع بالحجارة، وهذا بناءً على أن قوم لوط فعل الله بها كذلك، وقيل : يُرْجمان بالحجارة. المهم: أن الصحابة اتّفقوا على قتلهما أي الفاعل والمفعول به، وفي ذلك حديثٌ أخرجه أهل السُّنن، وصححه بعض أهل العلم: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ). ومن فوائد هذا الحديث أيضاً: أن الإتيان بما يُثير النّفس مكرّراً يعتبر من البلاغة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم كرر قوله: يا أمّة محمد، لا يُقال هذا من التطويل، يقال إنه بلاغة، لأنه إطالةٌ في محلّها، ومن فوائد هذا الحديث: جواز الإقسام بدون أن يُستقسم، من أين يؤخذ؟ من أن الرسول أقسم ولم يقل له أحد أتحْلف على هذا، ولكن لا ينبغي الإقسام إلا على الأمور الهامّة، الأمور الهامّة، لأن الإقسام: تأكيد الشّيء بذكر معَظَّم، هذا هو الإقسام، وإذا كان كذلك فلا ينبغي أن يكون إلا في الأمور العظيمة، التي تستحقّ القَسم، وإلا فلا يُقسَم. ومن فوائد الحديث: قوة صبر النبي صلى الله عليه وسلم وتحمّله، حيث أخبرنا أننا لو نعلم ما يعلم لضحكنا قليلاً، ولبكينا كثيراً، وهو صلى الله عليه وسلم ليس على هذا الحال، لأنه قوي الصبر، قوي التحمّل عليه الصلاة والسلام، ومن قوّته أنه يأتي بالحالين عند المصائب: الصّبر، وما تقتضيه النّفس من الحزن والبكاء، فإنه مات ابنه إبراهيم رضي الله عنه وقال : ( إن العين لتمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي الرّب، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ) ، وصبر، وتحمّل ورضي بالله، ومن ثَم انتَقَد شيخ الإسلام رحمه الله بعض من يدّعون الصّبر أنه مات له ابنٌ فجعل يعزّى ويتبسّم، يتبسّم، وقال: هذا قلبه ضعيف، لأنه عَجَز أن يجمع بين مقتضى الطّبيعة عند المصيبة، وبين الصّبر، فغلب لأحدهما على الآخر، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يجمع بين هذا وهذا بقوّة نفسه صلوات الله وسلامه عليه وتحمّله. ومن فوائد هذا الحديث: تقرير أنه صلى الله عليه وسلم أنه بلّغ البلاغ المبين، ونحن نشهد أنه بلّغ البلاغ المبين، وأنه ما بلّغ مبلّغ مثلَه، لقوله ألا هل بلّغت؟ وهل يقول مثله العالم إذا بلّغ الشّريعة أو لا؟ نقول نعم، يقول لا بأس، لأن العلماء ورثَة الأنبياء، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بلّغوا عني) ،فمثلاً إذا ذكر الإنسان مقتضيات الكتاب والسّنة، والأدلة، فلا حرج أن يقول: إني قد بلغت ألا هل بلّغتكم؟ أو ما أشبه ذلك، ولكن لو كان من حوله عوام هوام، ويخشى إن قال هذا يقولوا: صلى الله عليك وسلّم، فهنا لا يقوله، بل يقول: ألا هل بلغكم؟ وما أشبه ذلك من الكلمات، لأنه يوجد أناس ربّما لو يكرر الخطيب هذه الكلمة في عدّة خُطَب أيقنوا بأنه رسول.
هل يقتصر الخطيب بعد الكسوف على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.؟
السائل : هل يقتصر الخطيب بعد الكسوف على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلّم أي نفس الخطبة؟ الشيخ : ما يكفي الواقع، ثم هل كل ما قاله الرّسول نُقِل؟ ولذلك تجد الأحاديث تختلف في خطبة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا ينبغي للإنسان أن يُراعي الأحوال، ولكننا لا نرى أن يترك خطبته ليس فيها شيء من خطبة الرسول، بل يذكر خطبة الرسول ويذكر ما يليق الحال.
السائل : ما ورد من النداء لهذه الصلاة ، الصلاة جامعة هو إعلام الناس بدخولهم بهذا الحدث ، هل هذه العلل المستنبطة يسوغ للناس أن يذهبوا بالسيارات بمكبرات الصوت ؟ الشيخ : ما ذُكر في الحديث، ممكن سيأتي.
السائل : عفا الله عنك ، ... الشيخ : ما ذكرنا هذا ما ذكرنا هذا، ما نستطيع أن نقول شيئاً، يعني كأنك تريد أن الناس في ذلك الوقت كثير ؟ أو ماذا؟ السائل : ... الشيخ : الله أعلم.
هل يصلي المنفرد الكسوف وإذا جهلها فهل يصلي ركعتين.؟
السائل : إذا لم تُقَم الصلاة جماعةً في مصر أو في البلد، فهل يصلي الانسان منفرداً وإذا كان يجهل كيفية الصلاة صلاة الكسوف فهل له أن يصلي ركعتين ؟ الشيخ : الظاهر أنه إذا كان يجهل صلاة الكسوف فمعناه أنه يجهل أن الكسوف سبب للصلاة، السائل : أكثر الناس يعرف أن هناك صلاة للكسوف لكنه يجهل صفة الصلاة. الشيخ : نقول: اتقوا الله ما استطعتم، يصلّي ولو على العادة، هذا ربما نقول إنه معذور، لكن يجب عليكم أنتم يا طلبة العلم أن تبيّنون للناس، يعني تقصد أن في بعض البلدان يجهلون هذا؟ السائل : بعض البلاد لا يصلون أصلاً ، وإنما تقام بدلها بدعيات الله أعلم بها الشيخ : يضربون الطبول أظن السائل : نعم .
هل يشرع للخطيب أن يختم خطبته بقوله تعالى :(( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله )) .؟
السائل : هل يجوز للخطيب في نهاية الخطبة يذكر الآية التي تقول : (( فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله ))، لأن هناك الكثير من الخطباء يقولون هذا؟ الشيخ : والله لا أرى هذا، لأن مؤمن آل فرعون يُخاطِب كفّاراً وهذا عنده مسلمون.
ما معنى قوله :( يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة ) .؟
السائل : ما معنى قوله : ( يا أمّة محمد، إن من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده، أو أن تزني أمته )؟ الشيخ : العقوبة، يعني ما من أحدٍ أغير أشد عقوبة من الله، أن يزني عبده أو أمته.
السائل : أثناء صلاة الكسوف دخلت الصلاة المكتوبة، ولم ينجلي الكسوف ماذا يفعل ؟ الشيخ : هذا يسأل ويقول: لو تزاحمت الفريضة والكسوف كذا ؟ إن كان الوقت واسعاً يتّسع لهذه وهذه فإنه يقدّم صلاة الكسوف، وإن كان غير واسع فإنه يقدّم صلاة الفريضة، السائل : والخطبة ؟ الشيخ : لا يخطب إذا كان يخشى من خروج الوقت لا يخطب السائل : لو صلى الفريضة فهل يخطب بعد صلاة الفريضة الشيخ : لو قدم الفريضة فإذا انتهى من الفريضة فإن الغالب أن الكسوف لا ينتهي بمقدار الفريضة، عشر قائق أو ربع ساعة في الغالب، فإنه يصلي الكسوف.
السائل : من نام عن صلاة الكسوف هل يقضيها ؟ الشيخ : نعطيكم قاعدة مفيدة: " كل ما كان مشروعاً لسبب، إذا انفصل عن سببه فإنه لا يُشْرع " هذه القاعدة، فإذا انجلى الكسوف لا يمكن تُقضى، لأنها مشروعة لسبب، كما أن إنسان لو دخل المسجد ثم جلس وطال جلوسه، فإننا لا نقول اقضها، فات وقتها، وكذلك لو توضّأ، والوضوء يُسَنُّ له ركعتان، وطال الفصل بين وضوئه وصلاة الركعتين فإنه تسقط الركعتان.
السائل : قوله : ( فإذا رأيتموه تصّدقوا ) يعني هذه تكون صدقة معيَّنة بالأطعمة في الشوارع؟ الشيخ : هل أحد يفعله ؟ السائل : نعم. الشيخ : إذا كان لا تصل الصدقة إلى الفقراء إلا بهذا الطريق فلا بأس، أما أن يقيموها كأنها ولائم فرح فلا، وفي ظنّي أنها لا تُقام على هذه الكيفية إلا أن الناس سيكون عندهم فرحٌ ومرح، والله أنا أرى ألا يفعل، يخرج الإنسان بطعامه ويعطيه للفقير، أما أن يوقد النيران، ويركّب القدور، وتكون كما يقول العوام "هيصَة"، فلا أرى هذا.
هل صحيح أن الكسوف تكرر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.؟
السائل : نُقل عن بعض الفلكيين أن الكسوف وقع في عد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة، مستدلين بذلك بالصفات التي وردت في روايات ؟ الشيخ : هذا ليس بصحيح، هذا بإجماع العلماء النقلة أنه ما حصل إلا مرة، لكن الكسوف عند الفلكيين غير الكسوف الذي في الشّرع، الكسوف عندهم الظّل الذي لا يذهب فيه النور يعتبرونه كسوفاً.
حدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة بهذا الإسناد وزاد ثم قال أما بعد فإن الشمس والقمر من آيات الله وزاد أيضا ثم رفع يديه فقال اللهم هل بلغت
القارئ : قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيح في كتاب الكسوف وَحَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَزَادَ، ثُمَّ قَالَ: ( أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ ) وَزَادَ أَيْضًا: ( ثمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ). الشيخ : كأنه رفع يديه ليش لرّبه عز وجل، على هذا أنه بلغ، لذلك سأل الله، قال: يا الله هل بلّغتُ؟.
حدثني حرملة بن يحيى أخبرني بن وهب أخبرني يونس ح وحدثني أبو الطاهر ومحمد بن سلمة المرادي قالا حدثنا بن وهب عن يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ولم يذكر أبو الطاهر ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا حياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة وقال أيضا فصلوا حتى يفرج الله عنكم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم وقال المرادي أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت ورأيت فيها بن لحي وهو الذي سيب السوائب وانتهى حديث أبي الطاهر عند قوله فافزعوا للصلاة ولم يذكر ما بعده
القارئ : حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، ح وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: ( خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَامَ وَكَبَّرَ، وَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ قَامَ، فَاقْتَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ - وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الطَّاهِرِ: ثُمَّ سَجَدَ - ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى اسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ، وَقَالَ أَيْضًا: فَصَلُّوا حَتَّى يُفَرِّجَ اللهُ عَنْكُمْ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُمْ، حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُنِي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أُقَدِّمُ - وقَالَ الْمُرَادِيُّ: أَتَقَدَّمُ - وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا ابْنَ لُحَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ ). وَانْتَهَى حَدِيثُ أَبِي الطَّاهِرِ عِنْدَ قَوْلِهِ: ( فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ )، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ. الشيخ : في هذا الحديث زيادة عما سبق التّصريح بأنه قام، بعد الصلاة وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وهذا يدل على أنها خُطبةٌ مُرادة، وهذا قام صلى الله عليه وسلم ليكون كعادته إذا خطب. وفيه أيضاً: أنه عرضت عليه الجنة، وعرضت عليه النار، أي: أريها عليه الصلاة والسّلام، فتقدّم حين رأى الجنّة ليأخذ منها قطْفاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم :( لو كنت أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدّنيا )، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يأخذه، حيل بينه وبينه، وكذلك جنهم أعاذنا الله وإياكم منها، رآها يحطم بعضها بعضاً حين تأخّر خوفاً من لفحها، وهذا يدل على أنه رآهما حقيقة ،وليس من باب ضرب المثَل ولكن الله عز وجل اراد أن يكون ثواب الآخرة في الآخرة، وفيه أيضاً دليل على عذاب القبر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ابن لحَيّ في جهنّم، يُعذّب لأنه أوّل من سيّب السوائب، والسوائب جمع سائبة: وهي أن العرب عندهم عادة إذا ولدَت البعير كذا وكذا بطناً سَيَّبوها، وقالوا: هذه مُسَيَّبة، وحرّموها على أنفسهم، وفي قال الله عز وجل: ((ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام)).
وحدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم قال قال الأوزاعي أبو عمرو وغيره سمعت بن شهاب الزهري يخبر عن عروة عن عائشة أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث مناديا الصلاة جامعة فاجتمعوا وتقدم فكبر وصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
القارئ : وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ أَبُو عَمْرٍو، وَغَيْرُهُ، سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، يُخْبِرُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ( أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ مُنَادِيًا: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعُوا، وَتَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ ). الشيخ : هذا فيه أنه ُنادى لها: الصلاة جامعة، وظاهر قوله: ( فَبَعَثَ مُنَادِيًا ) أنه يجوب في الأسواق، حتى يعلم بذلك الناس كلّهم، وفي عهدنا والحمد لله يوجد مكبرات الصّوت، تغني عن هذا. وفيه أيضاً: أنه لا يُنادى لها نداء الفرائض، يعني التكبير والتّهليل، ولكن: الصلاة جامعة، قال المعربون : يجوز في (الصلاة جامعة) وجهان: الوجه الأول: الرفع على أنها مبتدأ وخبر، الصلاة: مبتدأ، وجامعة: خبر. والوجه الثاني النّصب، الصَّلاةَ جامعةً، فتكون الصلاة مفعولاً لفعل محذوف تقديره: احضروا، وجامعة: منصوبة على الحال من الصّلاة، يعني: احضروا الصلاة حال كونها جامعةً تجمعكم.
وحدثنا محمد بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم أخبرنا عبد الرحمن بن نمر أنه سمع بن شهاب يخبر عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاة الخسوف بقراءته فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
وحدثنا حاجب بن الوليد حدثنا محمد بن حرب حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري قال كان كثير بن عباس يحدث أن بن عباس كان يحدث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس بمثل ما حدث عروة عن عائشة
الشيخ : هذا فيه أيضاً: أن الصلاة جهرية ولو في النهار، صلاة الكسوف، والحكمة من ذلك والله أعلم أن الناس يجتمعون فيها على إمامٍ واحد، فكان من المناسب: أن يجتمعوا على قراءة واحدة، لأنهم إذا كانوا يستمعون لقراءة الإمام صار كأن الجميع يقرأ بهذه القراءة فقط، وهذا مما يدل على أن الخطبة التي تكون بعدها خطبة راتبة كصلاة العيد، وصلاة الاستسقاء.
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت عبيد بن عمير يقول حدثني من أصدق حسبته يريد عائشة أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام قياما شديدا يقوم قائما ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات فانصرف وقد تجلت الشمس وكان إذا ركع قال الله أكبر وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما من آيات الله يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتم كسوفا فاذكروا الله حتى ينجليا
وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معاذ وهو بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن عائشة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى ست ركعات وأربع سجدات
القارئ : وحَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، ( أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ ). الشيخ : هذا حديث شاذ، لأنه يخالف الأحاديث الصحيحة الكثيرة، ولهذا عدل عنه البخاري رحمه الله، ولم يُخرّجه.
السائل : يقول النبي صلى اله عليه وسلم حين قام من الركوع: ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد )، شيخ هل في ذلك جهر في قول ربنا ولك الحمد، أم أنها مدرجة؟ الشيخ : يحتمل هذا وهذا، لكن ليس من عادته أن يجهر في ذلك حتى في الجهريّة ، الظاهر أن عائشة علمت ذلك بإخبار الرسول، أو سمعت صوتاً خفيفاً. السائل : ألا نقول إنها مدرجة ؟ الشيخ : لا، ليست مدرجة.
إذا دخل وقت الصلاة وانكسفت الشمس فهل يؤذن للصلاة أولا ثم للكسوف.؟
السائل : إذا خسفت الشمس أو القمر في دخول وقت الصلاة، هل يُنادى له في الصلاة قبل الأذان أو يؤذَّن ؟ الشيخ : لا، يؤذَّن أولاً، وإذا انتهى من الأذان يقول: الصلاة جامعة.
هل السنة أن الركعتين الأولتين تكون أطول من الأخريين.؟
السائل : ورد في أحد الروايات لهذه القصة أن الرسول عليه الصلاة والسلام في الركعة الأولى كانت أطول من الركعة الثانية، وغير ذلك من السجود كذلك ، وورد في البخاري أن أحد لصحابة لا يحضرني اسمه، شكاه أهل العراق إلى عمر بن الخطاب أنه لا يصلي بهم صلاةً حسنة، فطلبه قال كيف ذلك ؟ قال: لا ألو أن أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يطول في الأولى ويخفف في الثانية، فهل نأخذ من هذين القصتين سنية أن تكون الركعة الأولى أطول من الركعة الثانية؟ الشيخ : بلا، بلا، وذكرناها وهذا الذي تشير إليه سعد بن أبي وقاص.
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم عذاب عمرو بن لحي هل كان في النار أو في القبر.؟
السائل : رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ابن لحي أنه يعذب في النار، هل هذا هو عذاب القبر أم هو عذاب ... ؟ الشيخ : حقيقي، لعل الله عز وجل نقل هؤلاء إلى النار ليشاهدهم النبي عليه الصلاة والسّلام، أما الأصل أنهم في قبورهم، السائل : ويرجعون إلى عذاب القبر بعد مشاهدتهم الشيخ : الله أعلم، هذه أمور غيبية ما ندري. السائل : في قوله حتى يفرج الله عنهم ، حتى للتعليل أو للغاية ؟ الشيخ : الظاهر أنها للغاية. يعني يصلون حتى ينكشف وليست للتعليلح لأنه لو كانت للتعليل لأجزأ أدنى صلاة .
وحدثنا عبد الله بن حدثنا سليمان يعني بن بلال عن يحيى عن عمرة أن يهودية أتت عائشة تسألها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر قالت عائشة فقلت يا رسول الله يعذب الناس في القبور قالت عمرة فقالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذا بالله ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركبا فخسفت الشمس قالت عائشة فخرجت في نسوة بين ظهري الحجر في المسجد فأتى رسول لله صلى الله عليه وسلم من مركبه حتى انتهى إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه فقام وقام الناس وراءه قالت عائشة فقام قياما طويلا ثم ركع فركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع فركع ركوعا طويلا وهو دون ذلك الركوع ثم رفع وقد تجلت الشمس فقال إني قد رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال قالت عمرة فسمعت عائشة تقول فكنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر