كتاب الجمعة والعيدين والإستسقاء والكسوف والجنائز-10b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
صحيح مسلم
الحجم ( 5.48 ميغابايت )
التنزيل ( 540 )
الإستماع ( 84 )
ما حكم الصور الموجودة في بعض المجلات للكتاب.؟
السائل : يجعلون فيها صور يقولون نحن نريد أن نرغب الناس بقراءة المجلة بالصور هذه يعني تكون فيها صور ملونة يقولون نريد أن ننافس المجلات الأخرى التي فيها صور ، ... صور صغير ؟ الشيخ : صور الآدمي ولا صور حيوان؟ السائل : آدمي الشيخ : صور الآدمي ليس منها فائدة إلا الإثبات فقط، الإثبات يعني مثلاً: أي واحد يستطيع أن يكتب كتابة، ويقول هذه لفلان، نعم، لكن إذا وضعت صورته على نفس الكلام صار في هذا إثبات، السائل : تصوير مرض على الوجه الشيخ : هذا مصلحة وإن شاء الله ما فيها بأس
الصور التي على الفراش قد لا تكون للإهانة فهل تشترى.؟
السائل : الصور التي على الفراش قد لا تكون للإهانة فقد يتباهى الإنسان بأن له فراض جميل؟ الشيخ : هو فراش جميل لكنه جميل في ذاته، لكنه ممتهنة الصورة، توطأ وتداس بالأقدام.
هل إهانة الصور من أجل ألا تعبد فكيف بدخول الملائكة.؟
السائل : للإهانة مقابل خوف من أن تُعبد ولكن دخول الملائكة؟ الشيخ : كل شيء مرخَّص فيه فإن الملائكة لا تمتنع منه، ولهذا كان القول الراجح في الكلب -كلب الصيد- لا تمتنع الملائكة من دخول البيت فيه، لأنه لو كانت تمتنع من دخول البيت الذي فيه لكان هناك تضاد، إذ أن منع الملائكة أن لا تدخل نوعٌ من العقوبة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه )
وحدثني هارون بن عبد الله حدثنا حجاج بن محمد ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد لرزاق جميعا عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
القارئ : وحدثني هارون بن عبد الله حدثنا حجاج بن محمد ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق جميعاً عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر قال نهى عن تقصيص القبور
القارئ : وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: ( نُهِيَ عَنْ تَقْصِيصِ الْقُبُورِ ). الشيخ : هذا فيه بيان الحكم على هذه الأشياء التي ذكرت في القبور: التجصيص، والبناء، والقعود. الحديث عن جابر وهو من رواية أبي الزبير عنه وقد صرَّح بالسماع في بعض طرقه فزالت تهمة التدليس، على أنه قيل: إن جميع ما في الصحيحين من حديث أبي الزبير عن جابر بلفظ "عن" ، متصل، لأن من شرط الشيخين أن يكون السند متصلاً وهما ثقة، ولهما اطلاع، لكن قد يعدلان عن التصريح بالسماع لسبب من الأسباب الحديثية، يقول: (نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ) وهذا يشمل داخله وظاهره، فلا يُجصص القبر، أما الداخل فالميت ليس بحاجةٍ إليه، وأما الظاهر فلأنه إذا جُصص صار من القبور المشرفة، البيّنة الظاهرة، وربما تتطور أحوال الناس فيُبنى عليه بالشيد وغيره، الثاني: أن يُقعد عليه، أن يقعد الإنسان على القبر، أما الأول: لأنه يدعو إلى الغلو فيه، والثاني: فيه الإهانة لصاحب القبر، ولذلك كان الأعداء إذا دفِن عدوّهم أتوا عليه وجعلوا يضربونه بأقدامهم على قبره يركلونه إهانةً له، فالجلوس على القبر محرَّم لما فيه الإهانة للمسلم، الثالث: أن يُبنى عليه: أن يُبنى على القبر، فيُجعل عليه بناية، وظاهر الحديث العموم، أنه يشمل البناية الصغيرة، والكبيرة، والرفيعة والوضيعة ،وهو كذلك، يشمل كل ما يُعدُّ بناءً،
الشيخ : ففي هذا الحديث فوائد: من أهمها: سد النبي كل ذريعة يمكن أن توصل إلى الشرك، ومنها: أن الرسول عليه الصلاة والسلام جمع في النهي عن النهي المؤدي إلى الغلو، والنهي المؤدي إلى الإهانة، الغلو: البناء والترصيص، والإهانة: القعود عليها، ويُقاس على ذلك ما هو أشد من الجلوس عليه، بأن يتخلَّى عليه، أو يبول عليه، ولهذا قال العلماء: يحرم البول على قبور المسلمين، أو البول بينها أيضاً، أو التغوّط، لما في ذلك من الإهانة لأصحاب القبور.
السائل : لو قال قائل المراد أن تكون بمستوى الأرض؟ الشيخ : هذا لا يمكن، لأن الأرض إذا نبشت لا بد أن يكن التراب يزداد ، ثم إنه سيكون في بطنها الميت واللبن، وهذا يأخذ مساحة، نعم ذكر العلماء يجب تسوية القبر في الأرض إذا كان في دار حرب، يعني إذا مات إنسان في الجهاد في سبيل الله في ديار الكفار، فهنا قالوا يجب أن يسوَّى بالأرض، لئلا يعرفه الأعداء فيُخرجونه فيمثِّلون به أو يتحدَّون به المسلمين، وهذا حق، في بلاد الحرب لا بد ان يُسَوَّى بالأرض حتى لا يطَّلع عليه العدو.
السائل : ... ومر عليها زمن طويل وبني عليها بنايات ومساكن. الشيخ : الحكم يرجع إلى المسؤولين عن البلد، البلدية والقضاة لا نقول يجوز أو لا يجوز، لأنه ربما نبشوا بعض القبور فوجدوها يعني تالفة بالمرة فإذا كانت كذلك يُنظر، إذا لم تكن وقفاً فلا بأس أن تباع ويُبنى عليها، أما لو كانت وقفاً فلا يجوز.
الستر الذي فيه صور هل يزال أم هو من الرقم في الثوب.؟
السائل : الستر الذي فيه صور هل يزال أم هو من الرقم في الثوب؟ الشيخ : ما فيها اشكال، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام امتنع عن الدخول في حديث عائشة لسببين، السبب الأول: أنه قال إن أصحاب هذه الصور يُعذَّبون، ولم يقل إن الملائكة لا تدخل البيت، فلا يريد النبي عليه الصلاة والسلام أن تُشترى هذا الصور منهم فيكون ذلك عوناً على ما يكون فيه عذابهم، وترويجا بضائعهم، وأما الستر فهتكه إما لأنه عليه الصلاة والسلام يَكره أن تُستَر الحيطان، كما قال ما أمرنا أن نستر الطِّين واللبِن أو كلمات نحوها، وأما إذا جعلت وسادة فقد جاء في الحديث الذي رواه النسائي بسند صحيح أن جبريل قال له: مرها تُقطع حتى يكون منها وسادتان تطأن. والرقم في الثوب اختلفوا فيه أيضاً، لكن حديث زيد بن خالد يدل على أنه جائز، الصورة في الثوب جائز، وأن المحرَّم إنما هو الشيء الذي له جرم، لكن جمهور العلماء قالوا: هذا ليس بصحيح، وأن الرقم في الثوب حملوه على أن المراد رقم ما يجوز تصويره، من الأشجار ونحوها.
وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر
القارئ : وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر )
وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي ح وحدثنيه عمرو الناقد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان كلاهما عن سهيل بهذا الإسناد نحوه
القارئ : وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي ح وحدثنيه عمرو الناقد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان كلاهما عن سهيل بهذا الإسناد نحوه
وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا الوليد بن مسلم عن بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن واثلة عن أبي مرثد الغنوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها
القارئ : وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن بسر بن عبيد الله عن واثلة عن أبي مرثد الغنوي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها )
وحدثنا حسن بن الربيع البجلي حدثنا بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها
القارئ : وحدثنا حسن بن الربيع البجلي حدثنا بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ) الشيخ : هذا أيضاً ما سبق من تحريم الجلوس على القبر، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه إن جلس على جمرة فخرقت ثيابه، فخَلَصَت إلى جلده، خير له من أن يجلس على القبر، أما حديث أبي مرثَد ففيه دليل على أنه لا يجوز الصلاة إلى القبر، لا تجوز الصلاة إلى القبر بمعنى: أن تجعل القبر بينك وبين القبلة، سواءٌ في مقبرة أو غير مقبرة، حتى لو وجدت قبراً في غير مقبرة، فإنه لا يحِل لك أن تُصلِّي إليه، وهل إذا فعل تبطل الصلاة؟ الجواب: نعم تبطُل الصلاة، لأن هذه صلاة منهيٌّ عنها بذاتها، لا تصلوا إلى القبور، فإن قام وصلَّى قيل إن هذا قد فعل ما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام، فيكون فعله معصية، ولا يمكن أن تكون معصية مع طاعة، إذ لا يمكن أن يكون الشيء مأموراً به منهياً عنه ي آنٍ واحد. فإن قال قائل: فالصلاة في المقبرة أتجوز قلنا لا، الصلاة في المقبرة لا تجوز ولو كانت القبور خلف ظهرك، لأنه قد نُهي عن الصلاة في المقابر، حتى إن قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر) قالوا أن معناه: لا يُصلى فيها، فالمعنى: لا تتركوا الصلاة في البيوت، كما هي تُتْرك في المقابر، وعليه فنقول: الصلاة في المقبرة حرام، ولا تصح، ولو كانت المقبرة واسعة جداً، وصليت مثلاً عند الباب، والقبور بعيدة عنك، هذه واحدة، ثانياً: الصلاة إلى القبر لا تحل، كل هذا حمايةً لجانب التوحيد من الشرك، لأن القلوب تتعلق بالأموات كثيراً، فإذا ألِفَت الصلاة عندها مثلاً في المقبرة أو إليها فإنه ربما يستزلُّهم الشيطان حتى يصلوا إلى عبادة هذا القبر.
العامل الذي يشتغل في المقبرة وتكون له هناك غرفة هل يصلي فيها.؟
السائل : العامل الذي يشتغل في المقبرة وتكون له هناك غرفة هل يمنع من أن يصلي فيها؟ الشيخ : نعم، العامل الذي يكون مشرفاً على المقبرة، إذا بُنيَ له في المقبرة مكان فإنه لا يُصلي فيها، ولهذا يجب أن يُنبَّه المسؤولون على هذه المسألة ويُقال: إذا كنتم تريدون أن تبنوا له مكان يصلي فيه فاجعلوه خارج سور المقبرة، أما إذا كان من الأصل عندما خطِّت الأرض اقتطع منها هذه القطعة لتكون منها مسكناً فلا بأس ، لأنها حتى الآن لم تدخل في المقبرة.
وحدثني علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لإسحاق قال علي حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن حمزة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلي عليه فأنكر الناس ذلك عليها فقالت ما أسرع ما نسي الناس ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد
القارئ : وحدثني علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لإسحاق قال علي حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن حمزة عن عباد بن عبد الله بن الزبير ( أن عائشة أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلي عليه فأنكر الناس ذلك عليها فقالت ما أسرع ما نسي الناس ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد )
وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة عن عبد الواحد عن عباد بن عبد الله بن الزبير يحدث عن عائشة أنها لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يمروا بجنازته في المسجد فيصلين عليه ففعلوا فوقف به على حجرهن يصلين عليه أخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد فبلغهن أن الناس عابوا ذلك وقالوا ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد فبلغ ذلك عائشة فقالت ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في جوف المسجد
القارئ : وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة عن عبد الواحد عن عباد بن عبد الله بن الزبير يحدث عن عائشة ( أنها لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يمروا بجنازته في المسجد فيصلين عليه ففعلوا فوقف به على حجرهن يصلين عليه أخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد فبلغهن أن الناس عابوا ذلك وقالوا ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد فبلغ ذلك عائشة فقالت ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في جوف المسجد )
وحدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع قالا حدثنا بن أبي فديك أخبرنا الضحاك يعني بن عثمان عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه قال مسلم سهيل بن دعد وهو بن البيضاء أمه بيضاء
القارئ : وحدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع قالا حدثنا بن أبي فديك أخبرنا الضحاك يعني بن عثمان عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ( أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت: ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت: والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه ) قال مسلم سهيل بن دعد وهو بن البيضاء أمه بيضاء
الشيخ : هذه الأحاديث فيها فوائد منها: جواز صلاة النساء على الجنائز، وهذا أمر لا إشكال فيه، سواء كن مع الرجال أو منفردات عن الرجال، وفيه دليل على جواز الصلاة على الميت في المسجد، وهذا يدل على أن الأكثر في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ان يُصلى على الجنائز في غير المسجد، وهو كذلك، هناك مكان يسمى مصلَّى الجنائز، قال العلماء: مصلى الجنائز ليس بمسجد، فلا يثبت له أحكام المسجد من تحريم لُبثِ الجُنُبِ فيه، ومن استحباب الصلاة قبل الجلوس فيه، ومن تحريم البيع والشراء فيه، وغير ذلك، وأما مصلى العيد فقالوا إنه مسجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع النساء الحيَّض من الدخول فيه. وهذا الحديث يدل على جواز الصلاة في المسجد، وإنكار بعض الصحابة لأنه لم يبلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وكانوا يتحاشون هذا لئلا يخرج من الميت شيء يتلوِّث المسجد، أو لئلا يكون للميت رائحة كريهة تتأذى منها الملائكة.
القارئ : باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها الشيخ : الترجمة على كل حال ليست لمسلم وقوله عند دخول القبور الأولى المقابر يعني الإنسان لا يدخل القبر يدخل المقابر التي هي أمكنة القبور أو يقال: العند دخول القبور يعني عند دخول مساكن أو أهل القبور أو ما أشبه ذلك المهم أن الأولى أن يقال في المقابر.
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك وهو بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ولم يقم قتيبة قوله وأتاكم
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخران: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك وهو بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة أنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) ولم يقم قتيبة قوله وأتاكم الشيخ : الظاهر أنه قال دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون يعني أنتم مؤجلون إلى غد والمراد به قول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد )) وهو يوم القيامة .
الشيخ : في هذه الحديث دليل على أنه من سنة أن يزور الإنسان المقابر لأنها تذكر الموت تذكر الآخرة وفي أيضاً أنه ليس له وقت محدود لا يوم الجمعة ولا ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس من يوم الجمعة وإنما هو متى وجد الإنسان من نفسه غفلة خرج إلى المقابر ويتعظ ويتذكر الآخرة وفيه أيضاً على جواز زيارة القبور في الليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البقيع في الليل وفيه دليل على أنه يجوز لمن له زوجات متعددة أن يشتغل في ليلة إحداهن بما لا يشتغل به في ليلة الأخرى ولكن هل يقال إن هذا الاستدلال مطروح لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجب عليه القسم بين زوجاته كما قال به بعض العلماء مستدلين بقوله تعالى : (( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء )) أو أنه يجب عليه القسم لقوله ( هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك ) ولكنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا لأنه يعلم أن نساءه يرضين ولهذا لما خاف أن لا يرضين في مرض موته كان يمرض عليه الصلاة في بيت كل امرأة ويقول أين أنا غداً؟ أين أنا غداً ؟ ثم استاذن من نسائه أن يمرض في بيت عائشة لأنها أحب النساء إليه والظاهر الثاني بمعنى أنه يجوز للزوج ذوي العدد من النساء أن يخص بعض نسائه بأن يذهب في ليلتها إلى عمل صالح أو ما أشبه ذلك بشرط أن لا يحصل من ذلك مفسدة والمفسدة أن تشعر بقية الزوجات بأنه جائر في حقهن بمعنى أنه فعل مثل هذه الأفعال في يوم هذه المرأة لأنه يحبها أو ما أشبه ذلك ، فإذا لم يكن في ذلك مفسدة فلا بأس. وقوله : ( اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) هل يقال إن هذا الدعاء شامل لكل من كان في بقيع الغرقد أو أنهم الموجودون في ذل الوقت؟ في احتمال أنهم الموجودون في ذلك الوقت أو لجميع أهل بقيع الغرقد لكن الظاهر والله أعلم لأهل الغرقد أنهم الموجودون في ذلك الوقت لأن الذين لم يوجدوا لم يكونوا من أهله لم يكونو من أهله بعد .
وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا بن جريج عن عبد الله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس يقول سمعت عائشة تحدث فقالت ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني قلنا بلى ح وحدثني من سمع حجاجا الأعور واللفظ له قال حدثنا حجاج بن محمد حدثنا بن جريج أخبرني عبد الله رجل من قريش عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما ألا أحدثكم عني وعن أمي قال فظننا أنه يريد أمه التي ولدته قال قالت عائشة ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قال قالت لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهماعند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال مالك يا عائش حشيا رابية قالت قلت لا شيء قال لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير قالت قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته قال الذي رأيت أمامي قلت نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم قال فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون
القارئ : وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا بن جريج عن عبد الله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس يقول سمعت عائشة تحدث فقالت: ( ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني قلنا بلى ) ح وحدثني من سمع حجاجاً الأعور واللفظ له قال حدثنا حجاج بن محمد حدثنا بن جريج أخبرني عبد الله رجل من قريش عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما ( ألا أحدثكم عني وعن أمي قال فظننا أنه يريد أمه التي ولدته قال قالت عائشة ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قال: قالت لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويداً وانتعل رويداً وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويداً فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال مالك يا عائش حشياً رابية قالت قلت لا شيء قال لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير قالت: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي قلت نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم قال فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون )
الشيخ : هذا الحديث طويل وفيه فوائد، وهو مما يُكتَب: فيه فوائد منها: تشويق المخاطَب إلى ما يحدِّث به، لقول عائشة رضي الله عنها: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني وفيه أيضاً من فوائده: تقديم الأحق بالتقديم، حتى على النفس، لأنها قالت عن رسول الله وعني، ولم تقل عني وعن رسول الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحق بالتقديم، فقدَّمته رضي الله عنها. وفيه أيضاً من الفوائد: أنه يجوز للإنسان أن يضيف إحدى زوجات النبي عليه الصلاة والسلام إلى نفسه، بلفظ أمي بدل أن يقول: أم المؤمنين، وإذا قال عن عائشة: أم المؤمنين فالأمر واضح، كلٌ يعرف أنها ليست أمه التي ولدته، لكن إذا قال : عن عائشة أمي فهذا إن كان يُعرف من السياق أن المراد بها أم المؤمنين فلا بأس، كما لو جاء بحديث عن عائشة أمي رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك فإنه يوهم أن تكون أمه التي ولدته، وفيه أيضاً حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله، وفيه أيضاً أنه عند المنام لا بأس أن يخفف الإنسان من ثيابه، لقوله: إنه وضع رداءه، وأن الرسول قال: إن جبريل ما كان ليدخل عليك وقد وضعتِ ثيابك، وهذا يدل أيضاً أنه يجوز أن ينام الرجل مع أهله بدون ثياب، لكن ينبغي أن يضع عليهما كساءً أو نحوه لأنه أبعَد عن الشياطين. وفيه أيضاً من فوائد الحديث: أن الإنسان ينبغي أن له يدخل بنعليه غلى مكان نومه، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ذلك، ولا سيما إذا كان يتأهب لخروج وفيه أيضاً من فوائده: أن الإنسان إذا كان حوله نيام أن يفعل الشيء سرَّاً بقدر ما يُمكن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل كذلك، كان قائماً رويداً رويداً، وفتح الباب لئلا تستيقظ عائشة رضي الله عنها، وفيه دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم الغيب، لو كان يعلم الغيب لعلم أن عائشة لم ترقد، وأنها صاحية وفيه أيضا من الفوائد: شدة غيرة عائشة رضي الله عنها، لأنها خافت أنه خرج إلى بعض نسائه، مع أنها تعلم أن النبي أقوم الناس عدلاً، وأنها من أحب نسائه إليه، لكن لشدَّة غيرتها خافت هذه المخافة. ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف ورفع يديه ثلاث مرَّات، يدعو لأهل بقيع الغرقد، لأن جبريل أمره أن يخرج ويستغفر لهم. وفيه ايضاً من فوائده: استحباب رفع اليدين في الدعاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، فمن العلماء من قال: إن الأصل في الدعاء رفع اليدين، لأنه من أسباب الإجابة، إلا إذا دلَّ دليل على عدم الرفع. وهذه المسألة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: ما ثبت فيه الرفع، والثاني: ما ثبت فيه عدم الرفع، والثالث: ما كان الظاهر فيه عدم الرفع، ففي هذه الأقسام الثلاث الأمر واضح، وما لم يدل دليل على عدم الرفع فالأصل فيه الرفع، وقال بعض العلماء: إنما يرفع الإنسان يديه عند الابتهال، وشدة الدعاء، أما الدعاء العابر فلا يحتاج إلى رفع يد، وبناءً على هذا مثلاً إذا قلت لأخيك مثلاً: هداك الله لم فعلت كذا وكذا، أو نسأل الله لك الهداية وما أشبه ذلك لا يحتاج إلى رفع اليد، لأن هذا من الدعاء، وهذا والله أعلم هو الظاهر أن الذي ليس فيه ابتهال، وشدة إلحاح فإنه لا يحتاج إلى رفع، لكن ما كان يحتاج إلى إلحاح أو ابتهال ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة، ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل عائشة وأرادت أن تخفي الأمر قال: إما أن تُخبريني أو يخبرني العليم الخبير، والظاهر أن هذا بعد نزول آية التحريم، لقوله تعالى : قال نبَّأني اللطيف الخبير. في القرآن العليم الخبير وهذا اللطيف الخبير وفيه أيضاً من فوائد الحديث: أنه يجوز للرجل أن يضرب زوجته لكن ضرباً غير مبرِّح وفيه أيضاً: صراحة عائشة رضي الله عنها، لما قال لها: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله: نعم، هذا دليل على صراحتها رضي الله عنها، والأمر خطير، لكنها هي رضي الله عنها خافت الحَيف ليس الحيف الذي هو ضد العدل وأنه الجَور، لكن خافت أن الإنسان زوج وربما تسول نفسه أن يطلب الزوجة الأخرى من دون قصد الظلم. ومن فوائد هذا الحديث: أن جبريل عليه السلام يتكلم بكلام مسموع، لكنه قد يكون خفيَّاً وقد يكون فوق ذلك، لأنه كلم النبي صلى الله عليه وسلم بخفية. من فوائد هذا الحديث: امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الله، حيث خرج في الليل من أجل أن يفعل ما أمره الله به من الاستغفار لأهل البقيع. ومن فوائده: رحمة الله تعالى بأهل البقيع، حيث أمر الله نبيَّه أن يخرج إليهم ويستغفر لهم وفيه أيضاً: استحباب دعاء المرأة بهذا الدعاء، لأن الرسول قال لها مرشداً: قولي ..إلخ، ولكن هل يُستحب أن تخرج للزيارة؟ فالصواب أنه لا يُستحب، بل إنه من الكبائر، كما مر علينا في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم، ولكن إذا مرت بلا قصد فلا بأس أن تقف وتسلِّم، وتدعو بهذا الدعاء. وفيه أيضاً: دليل على أن القبور ديار، لقولها: على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين. وفيه أضا دليل على الفرق بين الإيمان والإسلام، لأنه عطف المسلمين على المؤمنين والعطف يقتضي المغايرة. وفيه أن الإيمان أفضل من الإسلام، حيث قدم المؤمنين على المسلمين، وليُعلم أن الإيمان والإسلام شيء واحد إذا انفردا، يعني إذا انفرد كل واحد منهما عن الآخر، وأنهما شيئان إذا اقترن أحدهما بالآخر، فمثال اقتران أحدهما بالآخر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن الإسلام والإيمان، ومثال انفراد أحدهما عن الآخر : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأمثلة كثيرة في القرآن والسنة. وقوله: فهل أنتم مسلمون هنا ذكر الإسلام دون الإيمان، لكن يدخل فيه الإيمان بلا شك، فإن قال قائل: ماذا تقولون في قول الله تعالى: ((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين))؟ نقول: إن هذا مما يدل على أن هناك فرقاً بين الإسلام والإيمان، لأن المؤمنين نجوا من العذاب، وأما المسلم مع هؤلاء المؤمنين، فلم ينجُ، وهو امرأة لوط، لأن امرأة لوط كانت في بيته لكنها مستسلمة، وظاهرها أنها مسلمة، ولكنها كانت كافرة، ولهذا أصابها العذاب الذي أصاب قومها. وفيه أيضا من فوائد هذا الحديث : أن الرسول دعا للمتقدمين منهم والمستأخرين، فهل يراد المتقدمين بالإضافة إلى من ماتوا قريباً، أو يُقال إن المستأخرين كل من دفن في هذه البقعة، فيه احتمال والله أعلم، لكن كما قلت لكم فيما سبق إن قوله أهل الديار أو دار قوم يدل على أنهم هم الموجودون. وفي هذا الحديث إشكال وهو قوله: (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) ، حيث أكَّد اللحوق ب إن، واللام، مع أن الأمر مؤكد فيقال: ولو كان الأمر مؤكداً فلا بأس أن يؤكد المؤكَّد، يدل على قوة الإيمان، وأن إيمانه بذلك مؤكد، وفيه إشكال، وهو قوله إن شاء الله، فكيف يقول إن شاء الله في أمر لا بد منه؟ قال بعض أهل العلم: إن المعنى: وإنا إن شاء الله بكم لاحقون على الإيمان، وليس المراد باللحوق الموت، وقال آخرون: بل هو لحوق الموت لكنه قيل ذلك على سبيل التعليل يعني أننا نلحق بكم بمشيئة الله، كقوله تعالى: ((لتدخلنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين)) مع أنه يعلم أنهم سيدخلون، لكن في هذا إشارة إلى أن ما يقع إنما يكون بمشيئة الله، هذان جوابان الجواب الثالث: أن قوله إن شاء الله من باب التبرك وليس من باب التعليق، والأقرب والله أعلم أنها من باب التعليق، وأن المعنى أننا إذا لحقنا بكم فإننا نلحق بكم بمشيئة الله.
السائل : ... الشيخ : تستوحش إذا سمعت صوت جبريل أو إذا رأت الرسول خرج تعرف أن عائشة كانت صغيرة لما توفي الرسول عليه الصلاة والسلام كان لها ثمانية عشر سنة السائل : ... الشيخ : يمكن هذا وهذا كله فيه احتمال.
قوله :( ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ) فهل الملائكة الكاتبين كذلك.؟
السائل : قوله: ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، فهل الملائكة الكاتبين كذلك؟ الشيخ : إما أن يُقال إن هذا مستثنى، وأن الكاتبين لا يفارقون الإنسان، وإما يُقال: إنهم يفارقونه لكن يطلعهم الله على ما عملوا ولو كانوا بعيدين عنه.