السائل : ... .
الشيخ : كما قلنا أصلا ما يحب الإنفاق إلا ما وجب، حتى لو فرضنا أن هذا أنفق مثلا 1000 ريال على من تجب عليه نفقته وبقي عنده ملايين الدراهم ما في مشكلة.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : التطوع ينفق ما شاء أبو بكر رضي الله عنه أتى بماله كله، وعمر أتى بنصفه، نعم.
القارئ : باب فضل النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم.

القارئ : حدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد قال أبو الربيع حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله ) . قال أبو قلابة : وبدأ بالعيال ثم قال أبو قلابة : " وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم أو ينفعهم الله به ويغنيهم ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا من نعمة الله على عباده، أن الإنسان إذا أنفق على أهله مع وجوب النفقة فهو أفضل ما ينفق عليهم كما جاء في الحديث، وأبو قلابة رحمه الله قال : أي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيالٍ صغار يعفهم أو ينفعهم الله به ويغنيهم ، يعفهم يعني في مثل نكاح إذا بلغوا أو ينفعهم الله به ويغنيهم في حال صغار وكبار، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله ) ويحسبه قال : ( كالصائم الذي لا يفطر، والقائم الذي لا يفتر ) نعم.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالوا حدثنا وكيع عن سفيان عن مزاحم بن زفر عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك ).

الشيخ : أكثر الناس الأن لا يفهمون هذا المعنى، تجده ينفق على من ليسوا من أهله ويجعل الإنفاق على أهله يظن أن هذا أفضل، وكذلك تجد نظير هذا أو قريبا منه أن بعض الناس يحرص على صلاة النوافل ويتقنها ويجيدها، والفرائض يهمل فيها، وهذا لا شك أنه من تلبيس إبليس، أنه يزهد الإنسان فيما هو أعظم أجراً ويعتني بما هو دون ذلك نعم.

القارئ : حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكناني عن أبيه عن طلحة بن مصرف عن خيثمة قال : ( كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو إذا جاءه قهرمان له فدخل فقال : أعطيت الرقيق قوتهم قال : لا قال : فانطلق فأعطهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته ).

الشيخ : القهرمان كأنه السكرتير أو القريب من الرجل والكلمة هذه أظن أنها ليست عربية، لكن لما اشتهرت، صار العرب يتكلمون بها.
ها ، فارسية، إي نعم إيش ؟
السائل : النووي ذكرها.
الشيخ : أنها فارسية.
السائل : ... .
الشيخ : ومعناها.
السائل : الخازن.
الشيخ : الخادم لا كبير الخدم.
السائل : الخازن.
الشيخ : الخازن أي نعم.
ففيه دليل على أن الكلمة إذا اشتهرت وهي من نوع العجمية أنه لا بأس في استعمالها، مثلاً التلفون، بعض الناس يقول هاتف وتلفون، نقول هاتف، لكن لا بأس أن هذه اسمها أداة تسمية مشتهرة والموتر، الناس موتر يعني السيارة وأصلها ماتور، أصلها ماتور ثم عدلت، تغيرت في التعريب. نعم.

السائل : من كان عنده زكاة مال وليس له غيرها وأهله بحاجة هل ينفقها على أهله أم يخرجها ؟
الشيخ : لا، ينفقها ويخرجها بعد، يعني أهله ليسوا لزكاته لكن ينفقها ثم يخرجها بعد. نعم.

السائل : كيف يوجه فعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما أنفق كل ماله ولم يترك لأهله منه شيئا ؟
الشيخ : لا نقول إن أبا بكر رضي الله عنه لقوة اعتماده وتوكله على الله فعل هذا وأخلف الله عليه، ولهذا قال تركت لهم الله ورسوله، أو يقال أن أهله ليس عندهم ضجر من هذا وأنهم موافقون لعمله وسيصبرون على عدم النفقة
سليم؟

السائل : من كان قائما على مال اليتيم وأولاده فقراء هل له أن يعطي زكاة مال اليتيم هذا لأولاده الفقراء ؟
الشيخ : أي نعم له ذلك، هو أيضا له أن يأكل من مال اليتيم (( ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف )) يعني فيعطي أولاده من زكاة المال ويأكل من مال اليتيم.

القارئ : باب الابتداء في النفقة بالنفس ثم أهله ثم القرابة .

القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال : ( أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألك مال غيره ؟ فقال : لا فقال من يشتريه مني فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه ثم قال : ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك ).
الشيخ : قوله : أعتق عبدا له عن دبر، يعني قال له إذا مت فأنت حر، ويسمى المدبر لأن عتقه في دبر حياة السيد، والمدبر يجوز للسيد أن يرجع فيه لأن عتقه معلق على الموت، فما دام الإنسان حيا فله أن يرجع فيه.

الشيخ : وفي هذا دليل على أنه لا بأس في الاستفصال إذا دعت الحاجة إليه، فلو جاء شخص يسألك يقول أنا أريد أن أوقف مثلا بيتي، فلك أن تقول هل عندك غيره، هل أنت ... مع أن الأصل عدم المعنى، لكن إذا ظننت أن المسألة تحتاج إلى تفصيل، ففصل، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لهذا : ( ألك مال غيره فقال لا ) مع أن الأصل أن العتق جائز وهو مدبر، لكنه كأن النبي صلى الله عليه وسلم علم والله أعلم رآى من حال الرجل أنه فقير فسأله هل عندك مال سواه.

القارئ : وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسماعيل يعني ابن علية عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر : ( أن رجلا من الأنصار يقال له أبو مذكور أعتق غلاما له عن دبر يقال له يعقوب ) وساق الحديث بمعنى حديث الليث.
الشيخ : هنا في بيان السيد والعتيق، والفائدة من سايقة الدلالة على ضبط الرواية فقط. نعم.

القارئ : باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين .

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول : ( كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحي وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت هذه الآية : (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحى وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح قد سمعت ما قلت فيها وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ).
الشيخ : نعم كيف ؟
السائل : ... .
الشيخ : ...كان ضبط القراءة، عندك ذاك وإلا ذلك.
القارئ : ويش هي ؟
الشيخ : ذلك مال رابح.
القارئ : عندي ذلك.
الشيخ : ذلك باللام.
القارئ : باللام.
الشيخ : نعم.

الشيخ : وإنما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رابح، لأنه يجازى على الحسنة بعشر أمثالها إلى 700 ضعف الى أضعاف كثيرة، ربح مضمون لكن لو كان تجارة دنيوية، فقد يظهر الربح وقد لا يظهر، وقد يخسر أكثر مما يتوقع، وهذا كما كان عبد الله بن عمر يفعل رضي الله عنه إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به وقال : إن الله أنزل : (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) رضي الله عنه.

القارئ : حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس قال : ( لما نزلت هذه الآية : (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) قال أبو طلحة : أرى ربنا يسألنا من أموالنا فأشهدك يا رسول الله أني قد جعلت أرضي بريحا لله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلها في قرابتك قال فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب ).

القارئ : حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن بكير عن كريب عن ميمونة بنت الحارث : ( أنها أعتقت وليدة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ).

الشيخ : جعل النبي صلى الله عليه وسلم صلة القرابة أفضل من الأجر، وكأن هذا والله أعلم، كأن النبي صلى الله عليه وسلم علم من أخوالها شبه الحاجة ومعلوم أن دفع حاجتهم أفضل من العتق، لأن دفع حاجتهم قد تكون واجبة وذاك ليس بواجب، أما لو كانوا أغنياء، وكانوا لا يحتاجون إلى النفقة، فالظاهر أن العتق أفضل .

القارئ : " قوله صلى الله عليه وسلم في قصة ميونة حين أعتقت الجارية : ( لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ) فيه فضيلة صلة الأرحام والإحسان إلى الأقارب، وأنه أفضل من العتق، وهكذا وقعت هذه اللفظة في صحيح مسلم أخوالك باللام ووقعت في رواية غير الأصيلي في البخاري وفي رواية الأصيلي أخواتك بالتا، قال القاضي ولعله أصح بدليل رواية مالك في الموطأ ( أعطيتها أختك ) ، قلت الجميع صحيح ولا تعارض وقد قال صلى الله عليه وسلم ذلك كله وفيه الاعتناء بأقارب الأم أكراما بحقها وزيادة في برها، وفيه جواز تبرع المرأة بمالها بغير إذن زوجها " فقط.
الشيخ : ما قلته أنهم كانوا فقراء وكان الإنفاق عليهم واجبا، ويحتمل أنه قدمهم لأن فيه صلة الرحم وصلة الرحم من أفضل الأعمال.
... النبي صلى الله عليه وسلم طيب، يستفاد من هذا الحديث أن تصرف المرأة في مالها لا يشترط فيه إذن الزوج، و أن لها أن تتصرف في مالها كما شاءت دون إذن الزوج، وأما الحديث الوراد في تقييدها بأذن الزوج فهو ضعيف وشاذ لأن النصوص المتكاثرة تدل على أن المرأة تنفق من مالها ما تشاء. نعم.

القارئ : حدثنا حسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة عبد الله قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فرجعت إلى عبد الله فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله فإن كان ذلك يجزي عني وإلا صرفتها إلى غيركم قالت فقال لي عبد الله بل ائتيه أنت قالت : فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة قالت : فخرج علينا بلال فقلنا له ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ولا تخبره من نحن قالت : فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هما ؟ فقال امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الزيانب ؟ قال : امرأة عبد الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة ).

الشيخ : في هذا دليل على دفع زكاة المرأة إلى زوجها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستفصل ، وفيه أيضا إذا استكتم الإنسان، فسأله من تجب إجابته أنه لا حرج أن يبين وإن كان قد استكتم، فإن المرأتين قالتا إن سأل عنا فلا تخبره ولكن بلال رضي الله عنه لم يكن له بد ، لم يكن منه بد أن يخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما سأله، وفي قوله أي الزيانب دليل على استفصال في محل الاحتمال ليعرف من هي، لأن الاسم هذا شائع، وفيه أيضاً أن المبهم إذا كان معلوما فلا يحتاج إلى تمييز، لقوله امرأة عبد الله، من هو ؟ عبد الله بن مسعود لكن لما كان معلوماً لم يستفصل فيه الرسول عليه الصلاة والسلام بخلاف المرأة زينب، لأنه صلى الله عليه وسلم استفصل حتى يميز وفيه أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام ألقى الله عليه مهابه ،كل أحدٍ يهابه لكنه عليه الصلاة والسلام إذا خالطه الإنسان وعاشره أحبه وزالت الهيبة، نعم.
ذكر الفائدة أنه إذا استكتم وسأله من تجب إجابته لا بأس أن يبوح بما استكتم فيه النووي.

القارئ : " قوله : ولا تخبر من نحن ثم أخبر بهما قد يقال إنه إخلاف للوعد وإفشاء للسر، وجوابه أنه عارض ذلك جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجوابه صلى الله عليه وسلم واجب محتم لا يجوز تأخيره ولا يقدم عليه غيره وقد تقرر أنه إذا تعارض المصالح بدأ بأهمها ". فقط.
الشيخ : هل يقاس عليه غيره؟ الجواب لا، لا يقاس عليه غيره، لكن إن دعت الحاجة والضروره إلى البيان فلا بأس، يعني مثلا لو علمنا أن هذا الذي يستفهم ، استفهم استفهاماً يكون به الأمن يخشى أن تكون امرأة معها شيء من سحرٍ أو غيره، فهنا قد نقول أنه وإن استكتمت فأنه لا بأس أن يبين، فقد يكون البيان هنا واجب عليه. نعم.

القارئ : حدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني شقيق عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة عبد الله قال فذكرت لإبراهيم فحدثني عن أبي عبيدة عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة عبد الله بمثله سواء قال : قالت : ( كنت في المسجد فرآني النبي صلى الله عليه وسلم فقال تصدقن ولو من حليكن ) وساق الحديث بنحو حديث أبي الأحوص.

الشيخ : الغريب أن قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولو من حليكن ) استدل به من لا يرى وجوب زكاة الحلي، ولا دلالة فيه، كأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال تصدقن ولو بالشيء الذي تحتاجانه ومن حوائجكن الأصلي، وهو الحلي وهذا لا يمنع كما لو قلت تصدق ولو من درهم تعده لأهلك ، هل معنى ذلك أن هذا الدرهم ليس به زكاة؟ لا، وأنا ذكرت ذلك حتى يتبن للإنسان أنه يجب أن يجعل حكمه تابعا للدليل لا أن يرد الدليل إلى حكمه أو عقيدته، يعني لأن بعض العلماء الأجلاء الكبار تجده إذا ما مر الدليل على خلاف ما يرون يحاولون أن يلوي عنقه إلى ما يرونه وهذا غلط، لأننا نحن متعبدون بشريعة الله لا في أهوائنا، والإنسان يجب عليه عند المجادلة أن لا ينبغي الانتصار لنفسه وإنما ينتصر للحق سواءً كان له أو عليه. اي نعم هذا الأمر يعني يجب على طالب العلم أن ينتبه له وأن يسأل الله أيضا وأن يستعين بالله أن يهديه الصراط المستقيم. نعم. يا سليم.

السائل : ما رأيكم فيمن يعرض عن زكاة الحلي يتتبع في ذلك الرخص ؟
الشيخ : شلون ؟
السائل : ... .
الشيخ : هذه واضحة، سل الهوى، يقول ابن القيم : " وسل العياذ من التكبر والهوى فهما لكل الشر جامعتان "، والمشكلة أن بعض الناس ينهى عن زكاة الحلي، ليته يسكت، ويقول هذا رأيي، فلينه ويقول لزوجته مثلاً أوأخته أو بنته يقول لا تخرجي الحلي، نعم.

السائل : ما رأيكم فيمن يأكل ويشرب و لا يلاحظ الأجر و فيمن يؤثرون على أنفسهم وهم في أمس الحاجة ؟
الشيخ : هذا صحيح.
السائل : ... .
الشيخ : أما الثاني فكثير، أن الإنسان ينفق على نفسه ويأكل ويشرب، لا يلاحظ الأجر الذي له وكذلك ينفق على أهله لا يلاحظ الأجر، ولو تصدق بدرهم، لاحظ الأجر، وأما الأول فالإيثار أمر زائد، الإيثار أمر زائد على النفقة، بمعنى أن الإنسان يستحق هو ينفق الإنفاق على نفسه لكن يتنازل ومع ذلك لا يجوز للإنسان أن يؤثر غيره متى وجب عليه إنقاذ نفسه، وقصة الثلاثة الذين كانوا في غزوة أحد الغزوات نسيتها أنهم جيئ إليهم وهم في سياق الموت بماء واحد قال أعط الثاني أعط الثاني، فلما رجع إلى الأول وجده قد مات وإلى الثاني وقد مات وإلى الثالث وقد مات، هذه إن صحت القصة فهذا تصرف ... وإلا متى كان الإنسان محتاج إلى الشيء بمعنى أنه إن لم يفعله أو يتناوله فإنه لا يجوز أن يؤثر على غيره أحد. نعم قصدي أن يؤثر على نفسه أحدا.

السائل : هل كل حكم علق بشرط يزول بزوال ذلك الشرط كتعليق الطلاق بشرط مثلا ؟
الشيخ : لا ، الطلاق لا ،لا يمكن ، لكن العتق كالصدقة ما دام الإنسان ما نفذه فله أن يرجع فيه، حتى لو الإنسان مثلاً اقتطع شيء من ماله وعزله على أنه يريد أن يتصدق به، فله أن يرده إلى ماله، أما الطلاق فإنه يتعلق بالغير.
السائل : هذا عام في كل تطوع؟
الشيخ : كل تطوع لك أن ترجع فيه ما لم يصل محله نعم.

السائل : هل الأفضل الإنفاق على الأهل أم على الفقير المحتاج ؟
الشيخ : لا ، الأهل أفضل لا سيما إذا كانوا من الناس الذين يشار إليهم على أنهم من كبراء القوم، فإنه في هذه الحال، إذا هضم أهله حقهم صار فيه نقص، وهذه المسائل ... للأحوال ربما ييجي إنسان فقير في شدة الضرورة أو في شدة الحاله فيفضل الإنسان أن يعطيه ولو حرم أهله وجبة أو وجبتين، لكن على سبيل العموم، الإنفاق على الأهل أفضل من غيره ؟ كم 3 ؟

القارئ : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت : ( قلت يا رسول الله هل لي أجر في بني أبي سلمة أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني ؟ فقال : نعم لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم ).

القارئ : وحدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر جميعا عن هشام بن عروة في هذا الإسناد بمثله.

القارئ : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدي وهو ابن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن أبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدق ).

القارئ : وحدثناه محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع كلاهما عن محمد بن جعفر ح وحدثناه أبو كريب حدثنا وكيع جميعا عن شعبة في هذا الإسناد.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء قالت : ( قلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهى راغبة أو راهبة أفأصلها ؟ قال : نعم ).
الشيخ : ومعنى راغبة يعني راغبة أن أصلها وليس المراد راغبة في الإسلام يعني فهل تصلها وهي كذلك، فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام : ( نعم ).

القارئ : وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت : ( قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي ؟ قال : نعم صلي أمك ).

السائل : ما معنى : ( وهو يحتسبها ) ؟
الشيخ : يعني يحتسبها على الله يعني ينوي أنه يؤجر عليها من عند الله عز وجل، مثل من صام رمضان إيمانا واحتساباً، أي إيماناً بالله وفريضته واحتسابا لثواب الله.

السائل : هل يجوز للإنسان أن يشتري ما تصدق به على الفقير ؟
الشيخ : لا يجوز.
السائل : ... .
الشيخ : اي اشتراها من الفقير ... فقير تصدق به فاشتراها هذا الغني عمر رضي الله عنه حمل على فرسه في سبيل الله فأهمله الذي أخذه، فأراد أن يشتريه عمر فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام لا تشتريه ولو أعطاكه ... .

السائل : ما حكم من يمنع على أهله النفقة في غير المأكل والمشرب ؟
الشيخ : فهو آثم النفقة تشمل كل ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وحاجات أخرى كل شيء. نعم.
السائل : ... .
الشيخ : ... عشان يعطيه ريال يحلق رأسه ما أظن لكن المطالبة بالنفقة ذكر العلماء أنه لا بأس الولد يطالب أباه أو أمه بالنفقة وأما بالدين فلا يطالب أباه.

السائل : هل يجوز تكلف المهابة وحسن السمت ؟
الشيخ : بعض الناس له ... حتى وإن كان طليقا يعفى عن هذا. وبعض الناس يكون كلاً متعدياً. نعم .ولا له مهابة من الله عز وجل ،المهابة من الله.
السائل : ... .
الشيخ : ما في شك، الخلق الحسن قد يكون غريزة وقد يكون بالاكتساب، نعم ثلاثة.

القارئ : باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه .
الشيخ : النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إن فيك لخلقين يحبهم الله، الحلم والأناة. قال يا رسول الله، أخلقين تخلقت بهما، أم جبلني الله عليهما، قال : بل جبلك الله عليهما. قال : الحمد لله الذي جبلني على ما يحب )، هذا فيه على أن الأخلاق تكون بالاكتساب وتكون بالجبل، وهذا شيء مشاهد،كثيرا ما يصاحب الإنسان شخصاً أو يجلس إليه ويكتسب منه خلق ولو كان دونه في المرتبة أو دونه في السن، يكتسب منه، نعم.

القارئ : وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة ( أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال : نعم ).

الشيخ : في هذا الحديث دليل على أن الإنسان له أن يوصي بالصدقة بعد موته، وأنه يثاب عليه، لكن هل الأفضل أن يوصي بالصدقة بعد موته أو أن يتصدق بها في حياته، الثاني هو الأفضل، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان ).
وفيه أيضا أنه يجوز للإنسان أن يتصدق عن الميت إذا ظن أنه يريد الصدقة، لأن الرجل قال أظنها لو تكلمت تصدقت، لكن إذا كان لا يريدها بمعنى أنا لسنا على علم من أنه يحب أن يتصدق، فهو جائز لماذا ؟ لأن هذه قضية عين فلا يقال إن الجواب مقيد بالسؤال لعموم قوله نعم، وقال نعم فيجوز للإنسان أن يتصدق عن الميت سواء كان يعلم أن الميت كان من رغبته أن يتصدق ولكن لم يتمكن، فنقول لا بأس تصدق على كل حال نعم.

القارئ : وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة ح وحدثني علي بن حجر أخبرنا علي بن مسهر ح حدثنا الحكم بن موسى حدثنا شعيب بن إسحاق كلهم عن هشام بهذا الإسناد وفي حديث أبي أسامة ولم توص كما قال ابن بشر ولم يقل ذلك الباقون.

السائل : هل يشترط في النفقة على الأهل الاحتساب حتى يؤجر عليها ؟
الشيخ : إي لا بد لا بد، كما قال الرسول لسعد بن أبي وقاص تبتغي بها وجه الله.

القارئ : باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف .

القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عباد بن العوام كلاهما عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة في حديث قتيبة قال قال نبيكم صلى الله عليه وسلم وقال ابن أبي شيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل معروف صدقة ).
الشيخ :كل معروف، المعروف ما عرفه الشرع وأقره ، فكل معروف فإنه صدقة، يقرب إلى الله عز وجل، وهذا يشمل المعروف المالي والبدني والجاهي والعلمي وكل شيء نعم، ويشمل أيضا أنواع الذكر وقراءة القرآن والصلاة ، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، كل هذا معروف نعم.

القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر : ( أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم. قال : أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا يا رسول الله : أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ).

الشيخ : والشاهد من هذا الحديث ظاهر والصحابة الفقراء لم يريدوا أن يحسدوا الأغنياء، لكن يريدون أن يبين لهم الرسول عليه الصلاة والسلام عملاً يلحقون به الأغنياء، وهذا لا بأس به أن الإنسان يسارع غيره في الخيرات، أما أن يحسده و يتمنى أنه لم يفعل فهذا لا يجوز، هذا هو الحسد، وأما كونه يطلب طريقاً.