تابع لباب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف .

القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر : ( أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم. قال : أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا يا رسول الله : أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ).

الشيخ : والشاهد من هذا الحديث ظاهر والصحابة الفقراء لم يريدوا أن يحسدوا الأغنياء، لكن يريدون أن يبين لهم الرسول عليه الصلاة والسلام عملاً يلحقون به الأغنياء، وهذا لا بأس به أن الإنسان يسارع غيره في الخيرات، أما أن يحسده ويتمنى أنه لم يفعل فهذا لا يجوز، هذا هو الحسد، وأما كونه يطلب طريقاً يتوصل به إلى عمل مثل عمل أخيه أو أعلى فهذا لا بأس به من التسابق إلى الخير نعم.

القارئ : حدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهي عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ) قال أبو توبة : ( وربما قال يمسي ).
الشيخ : يعني بدل يمشي يمسي.

الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أن مفاصل بني آدم360 مفصلاً ، ومن المعلوم أن الرسول عليه الصلاة لم يكن طبيب بدن يشرح الأبدان ويعلم ما فيها، ولكن هذا جاء عن طريق الوحي، نعم.

القارئ : وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثني معاوية أخبرني أخي زيد بهذا الإسناد مثله غير أنه قال أو أمر بمعروف وقال فإنه يمسي يومئذ.

القارئ : وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا يحيى بن كثير حدثنا علي يعني ابن المبارك حدثنا يحيى عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام قال حدثني عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلق كل إنسان ) بنحو حديث معاوية عن زيد وقال فإنه يمشي يومئذ.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( على كل مسلم صدقة. قيل أرأيت إن لم يجد قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال قيل أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة ).
الشيخ : الله أكبر، الحمد لله، هذه الأخيرة إمساكه عن الشر لا بد من نية، ولهذا جاء في الحديث الآخر في من هم بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة، قال الله عز وجل لأنه إنما تركها من جرائي فإذا أمسك عن الشر فإنها صدقة، لكن بشرط النية، النية بإمساكه عن الشر تقربا إلى الله تبارك وتعالى.

القارئ : وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة بهذا الإسناد.

القارئ : وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس قال تعدل بين الإثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة قال والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة ).

الشيخ : في هذا قال حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال محمد ولا بأس، إذا أخبر، أما إذا دعاه فإنه يقول رسول الله أو نبي الله أوما أشبه ذلك، أما الخبر فلا بأس لكن مع هذا في هذا الحديث جمع بين وصفه بالرسالة مع أنه خبر وقوله : ( تعدل بين اثنين ) يشمل العدل بين اثنين في حكم بينهما، أو إصلاح، أو الزوج مع زوجاته المتعددات ، أو الرجل مع أولاده، المهم أن العدل هنا يشمل كل ما يصدق عليه أنه عدل، فإنك إذا عدلت بينهما فهذا صدقة كذلك أيضا تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه فهذا أيضا صدقة، مثل أن يكون عاجزاً عن الركوب بنفسه فتحمله وتركبه، أو يكون عاجزا عن تحميل عفشه فتعينه في ذلك، ومن ذلك دف السيارة مثلاً، إذا احتاجت إلى دف، أو وضع اشتراك معها من أجل أن يتحرك الماتور وما أشبه ذلك ، المهم أن المعونه تعتبر صدقة ،قال : والكلمة الطيبة صدقة وهذا يعم كل كلمة طيبة كقراءة القرآن ،والذكر وتعليم العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة وغير ذلك ، كل كلمةٍ طيبة فهي صدقة وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة تمشيها إلى الصلاة صدقة هذا أيضا من نعم الله عز وجل، ولكن هل يتقصد الإنسان أن يقارب القراء بكثرة الخطوات وهل يتقصد أن يذهب مع الطريق البعيد من أجل أن تكثر الخطى؟ الظاهر لا، لأن هذا يحتاج إلى دليل ، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقصر خطواته ولا أنه أمر بذلك ولا أنه يقصد الطريق الأبعد، بل كان في العيدين عليه الصلاة والسلام يخرج من طريق ويرجع من طريق آخر، لا للبعد ولكن المفاوتة ، فالصحيح أنه لا يسن تقصير الخطى ولا يسن أيضا تقصد الطريق البعيد، قال تميط الأذى عن الطريق صدقة، الأذى كل ما يؤذي إما لكونه يجرح أو لكونه يلوث كالماء أو لكونه يكون سبباً للزلق، أو ما أشبه ذلك، كل ما يؤذي إذا أمطته عن الطريق صدقة، حتى لو كان شيئاً من الريش الذي يتأذي به الناس، فإنك إذا عزلته عن الطريق فهو صدقة، وإن وضعته في الطريق فهو سيئ لأن ضد الخير هو الشر وضد الشر هو الخير، وأيضا يدخل في عموم قوله تعالى : (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) نعم.

السائل : ما حكم قول القائل : " قال سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : إي نعم، هذا مما تنطعنا فيه وتجاوزنا فيه طريق الصدر الأول، فالصحابة لا يقولون هذا، لا يقولون كلما ذكروه قال سيدنا محمد، وهو أيضا لما علم أمته الصلاة عليه ، قال : قولوا اللهم صلى على محمد، ولم يقل قولوا اللهم صل على سيدنا محمد فالصواب تركها أولى ، تركها أولى ، أما الإخبار أنه سيد ولد آدم وأنه سيدنا فهذا لا بد منه لا بد أن يعتقد الإنسان أنه سيدنا عليه الصلاة والسلام. نعم .

الشيخ : من لذلك أيضا التنطع والتعمق أنه إذا ذكروا مثلاً عائشة، فاطمة، خديجة أو غيرهن من نساء الصحابة يقولون السيدة، السيدة عائشة ما هو بصحيح هذا نعم .

السائل : قوله صلى الله عليه وسلم : ( وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ) يدل على أن الإنسان له أن يتقصد اتخاذ البيت البعيد لتكثير الخطى ؟
الشيخ : لا ما يفعل، ... معناه إذا صار الإنسان بيته بعيد فإنه كلما بعد فهو أفضل، وليس المعنى أن تقصد أن تأخذ بيتا بعيد، لكن إذا كان بيتك بعيدا فهو أفضل، نعم.

السائل : هل يشرع تقصد المسجد البعيد لزيادة فضل فيه ؟
الشيخ : هذا يعني قصدك أن يتجاوز الإنسان مسجد حيه.
السائل : مسجد حيه أو مسجد أبعد.
الشيخ : إذا كان لمصلحة، مثل أن يكون فيه حلقة علم أو ما أشبه ذلك لا بأس، أما إذا لم يكن هناك مصلحة، فالأولى أن يصلي كل أناس في مساجدهم، لأن انحسار الناس عن مسجد واحد يؤدي إلى كسل الآخرين وربما يجعل في قلب الإمام شيئا على هولاء الذين يذهبون لا سيما إذا كان لهم جاه وقيمة في حيهم، فإنه لا ينبغي أن يذهبوا، لكن من ذهب للعلم، فإن الناس يعذرونه، يقول إنما ذهب لطلب العلم.
السائل : ... .
الشيخ : لا بأس هذا أحسن.

القارئ : باب في المنفق والممسك .

القارئ : وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان وهو ابن بلال حدثني معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ).

الشيخ : هذا حق، هذا حق يجب الإيمان به لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنه، لا يقول قائل : إذا كنا لا نسمع فأي فائدة؟ نقول إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عندنا أبلغ من سماعنا إياه ، لأن الإدراك بالحواس قد يخطئ فيه الإنسان، لكن خبر معصوم ما فيه خطأ، أرأيت بلقيس لما أرادت أن تأتي سليمان وكان عنده صرح ممرد من قوارير، ماذا صنعت ؟ كشفت عن سافيها، تظنه ماءاً ، فدل ذك على أن الحس قد يخطئ ، حتى في الشيء القريب أيضا هذا قريب منها، كشفت عن ساقيها وهو قريب عندها، فظنته ماءاً، فالإدراك بالحس قد يخطئ، ولذلك نرى بعض الأحيان أن الشيء كان ساكناً وهو متحرك وبالعكس، لكن خبر معصوم ما فيه إشكال، نحن نؤمن ونشهد أنه ينزل ملكان كل صباح فيقولان : ( اللهم أعط منفقا خلفا وكل ممسكا تلفا ) ولكن ما المراد بالإنفاق والإمساك؟
المراد بالإنفاق ما وجب الإنفاق، وبالإمساك ما حرم إمساكه، وليس المعنى أن الإنسان ينفق كل ماله ويبقي أهله في جوع وعري. نعم.

السائل : من وضع شيئا في الطريق يتسبب في مصيبة هل يضمن ؟
الشيخ : لو وضع في الطريق ما يكون سببا للمصيبة، فإنه يضمن، فمثلا لو وضع قشر موز، زلق فيه الإنسان وانكسر أو هلك فإنه ضامن.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : بلى متسبب وليس هناك أحد مباشر نقول نحيل الضمان على المباشرة.

السائل : ما رأيكم فيمن يقول أن إنفاق كل المال مرده إلى قوة التوكل على الله ؟
الشيخ : هذا صحيح ما فيها إشكال، لو أتى إنسان مثلاً وعنده قوة توكل وقال أنا أنفق كل إلا عندي وقال إن شاء الله بعمل اليوم واكتسب ما منعناه، لكن إنسان يعرف من نفسه ضعف التوكل وأنه ليس قادراً على أن يقوم بما يجب عليه، فهذا ينهى. نعم.

السائل : حديث : ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشي فِى طَرِيقٍ إِذْ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ) هل كل من فعل ذلك حصل على هذا الأجر العظيم ؟
الشيخ : إذا كان عند الله في منزلة هذا الرجل، لكن من يضمن لنفسه أنه عند الله بمنزلة هذا الرجل. نعم.

القارئ : باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها .

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا وكيع حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى واللفظ له حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تصدقوا فيوشك الرجل يمشي بصدقته فيقول الذي أعطيها لو جئتنا بها بالأمس قبلتها فأما الآن فلا حاجة لي بها فلا يجد من يقبلها ).

الشيخ : في هذا الحث على المبادرة بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان، وقبل أن لا يتمكن إما لعدم وجود المحل أو لوجود مانع آخر كما هو ظاهر وفي هذا إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى سيفتح على المسلمين الفتوحات العظيمة وسوف يكون لهم الغنى الواسع بعد أن كانوا عالة، كما قال عليه الصلاة والسلام للأنصار : ( ألم أجدكم عالة فأغناكم الله بي ) نعم.

القارئ : وحدثنا عبد الله بن براد الأشعري وأبو كريب محمد بن العلاء قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء ). وفي رواية ابن براد وترى الرجل.

الشيخ : هذا يحتمل شيئين، كثرة النساء، إما أن يكون هناك حروب تبيد الرجال ومعلوم أنه إذا أبيد الرجال كثر النساء، وإما أن الله سبحانه وتعالى يكثر من خلق الإناث، أكثر من الرجال، وكلا الأمرين محتمل، لكن قال شيخ الإسلام رحمه الله : " إن قول النبي عليه الصلاة والسلام للنساء : ( إنكن أكثر أهل النار ) مع أنه يدخل من أهل النار من بني آدم ، يدخلوا النار من بني آدم؟كم ؟999 ، يدل على أن النساء من بني آدم أكثر في كل زمان ومكان، لكنه قد يختلف مثلا من زمان إلى زمان أو من مكان إلى مكان، أو من حال إلى حال، ويدل لهذا أيضا، أن الله أباح للرجل أن يتزوج أربعة، فيدخل أربعة من النساء والمرأة لا تتزوج أكثر من واحد، وهناك حكم أخرى في هذه المسألة وهي عدم اختلاط المياه، واشتباه الأنساب. نعم.

القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ).

الشيخ : هذا إما حصل أو سيحصل ، لكن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فهو حق بلا شك، كذلك أرض العرب، جزيرة قاحلة ما فيها أنهار ولا فيها مروج، يعني مروج البساتين العظيمة، لكن الرسول أخبر بأنها تعود وهل العود عود على شيء ماضي، أو العود بمعنى الصيرورة؟
الجواب : الثاني، أي حتى تصير، والعود بمعنى الصيرورة جاء حتى بالقرآن، قال الله تبارك وتعالى وعن قوم شعيب وعن شعيب أيضا قال : (( وما كان لنا أن نعود فيها بعد إذ نجانا الله منها )) فالمعنى أنها تصير مروجاً وأنهارا، وكما سبق أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( أنه يوشك أن ترى هذه يعني بتبوكاً مروجاً وبساتين )، أو كلمة نحوها، أما تبوك فقد كان لها لأنه مملوء بالأشجار وجميع الفواكه ، والأنهار، فسر بعض العلماء الأنهار بمكان في السابق يغرسون القصب في الأرض يعني ماصورة في الأرض، ثم تبدأ تنبت بدون ماتور لكن لما نزلت المياه صار هذا متعذرأ نعم.

القارئ : وحدثنا أبو الطاهر حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبله منه صدقة ويدعى إليه الرجل فيقول لا أرب لي فيه ).
الشيخ : حتى يهم يعني يشغل باله ويهتم به، من يقول صدقة المال لا تجد أحد نعم.

القارئ : وحدثنا واصل بن عبد الأعلى وأبو كريب ومحمد بن يزيد الرفاعي واللفظ لواصل قالوا حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا ).

الشيخ : هذا خبر ولا بد أن يقع كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، لا بد أن تستخرج كنوز الأرض من الذهب والفضة كالأسطوانات يعني كالأعمدة تستخرج من الأرض، لكن مع ذلك يتركون رغية عنه هذا يقول في هذا قتلت وهذا يقول قطعت رحمي وهذا يقول بهذا قطعت يدي ثم يتركون . نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : إيش ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... يجزي عن ذلك إذا كانت بنفس الحديث أما إذا كانت في حديث آخر لا.
في حديث آخر لا. ما نقول هذا لو قال يجزي عن ذلك في نفس الحديث صح.
السائل : ... .
الشيخ : لا لا ومثلها ولكنه لا يعادله، وإلا لو قلنا فإذا كان عدل رقبة فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 10 مرات تجزي عن 4 رقاب.

السائل : ما يصدر عن أن يجعل لنفسه حداً كما قال النبي صلى الله هليه وسلم.
الشيخ : أن يجعل إيش ؟
السائل : أن يجعل لنفسه حدا من الأمل يزجره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( على كل سلامة صدقة ) وهو عنده 360 سلامة فهل يسمع مثلا ... على في كل يوم 360 صدقة فيعد لنفسه الأعمال الصالحة ... .
الشيخ : لا بأس لا ما في مشكلة. لكن الرسول ليس القصد بهذ ألا تزيد، قصده ألا تنقص فلو زاد الإنسان ما في مانع.
السائل :كيف يكون عدد الصدقات ... .
الشيخ : كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : كل تسبيحة وكل تهليلة وكل تكبيرة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، قراءة قرآن. نعم.

السائل : يقال أن جزيرة العرب كانت مروجا وأنهارا فهل هذا صحيح ؟
الشيخ : إذا ثبت هذا فلا بأس، لكن ما أظن يثبت.

القارئ : باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها .

القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله ).

الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم : ( من طيب ) يعني من كسب طيب ومن مال طيب، فيشمل يعني هذا القيد يُخرج ما كسب عن طريق الغش والكذب والربا وما أشبه ذلك ، وأيضا يخرج مالاً تصدق الإنسان بمحرم لذاته ، كما لو تصدق على فقير بعلبة باكيت دخان. هذا ... الفقير ربما يكون فرحه به أشد من فرحه بالخبز والفول ومع ذلك لا يثاب عليه الإنسان، لماذا؟
لأنه ليس بطيب، فقوله : من طيب يشمل الطيب في مكسبه والطيب في ذاته وفي هذا الحديث نص صريح عل إثبات يمين الله وإثبات الكف لله وأن يد الله عز وجل حقيقة وليست كما يقول المحرفون إنها القدرة أو النعمة أو ما أشبه ذلك بل هي يد حقيقة، وفيه أيضاً أن الثواب يعظم بحسب العمل، فإذا كان الكسب طيباً فإن التمرة تربو حتى تكون أعظم من الجبل، ثم شبه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بتربية أحدنا فلوه أي صغار خيله أو فصيله صغار إبله يعني أن الله تعالى يعتني بهذه الصدقة اعتناءاً تاماً حتى تنمو وتصل إلى هذا الحد. نعم.

القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يتصدق أحد بتمرة من كسب طيب إلا أخذها الله بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو قلوصه حتى تكون مثل الجبل أو أعظم ).
الشيخ : اللفظ الأول أعم وهو قول طيب، أعم من قوله : ( من كسب طيب ).

القارئ : وحدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد يعني ابن زريع حدثنا روح بن القاسم ح وحدثنيه أحمد بن عثمان الأودي حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان يعني ابن بلال كلاهما عن سهيل بهذا الإسناد و في حديث روح ( من الكسب الطيب فيضعها في حقها ) وفي حديث سليمان ( فيضعها في موضعها ).

القارئ : وحدثنيه أبو الطاهرأخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث يعقوب عن سهيل.

القارئ : وحدثني أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا فضيل بن مرزوق حدثني عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم )) وقال : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ).

الشيخ : هذا أيضاً فيه أن الله طيب فهو من أسمائه تبارك وتعالى الطيب وهو أيضاً من أوصافه وله الطيبات عز وجل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في التشهد : ( والطيبات لله ) لا يقبل إلا طيب ُوأما الخبيث فلا يقبله سواء كانت خبيثاً في مكسبه أو خبيثاً في عينه، فإنه لا يقبله وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال :(( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم )) وقال : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )) وفي هذا دليل على أن الشكر هو العمل الصالح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) وقد قال للرسل اعملوا صالحا، فيقول اشكروا لله ، الشكر هو العمل الصالح، وليس أن يقول الإنسان بلسانه أشكر الله فقط بل لا بد من عمل صالح، ثم ذكر الرجل يعني ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، فهو قد حصل على أسباب الإجابة، أولا طول السفر أنه أشعث أغبر يعني أنه مهتم بأمور دينه دون من أمور دنياه والثالث يمد يديه إلى السماء ، ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة والرابع ريقول يا رب يا رب ، فينادي ربه باسم بوصف الربوبية لأن إجابة الدعاء من متعلقات الربوبية ، إذا هو فعل ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) .استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله لهذا الرجل مع وجود أسباب الإجابة وهي كما قلناأربعة، لكن وجد المانع وهو كونه يأكل الحرام ويشرب الحرام ويلبس الحرام وغذي بالحرام. وفي هذا الحديث دليل واضح على ان الله تعالى في السماء، حيث قال يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، لو كان الله تعالى في كل مكان كما زعموا أهل الباطل، ما صح أن يرفع يديه إلى السماء، ولو كان الله ليس في السماء ما صح ذلك أيضاً، كالذين يقولون إنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوق العالم ولا تحت العالم ولا متصل ولا منفصل، وفي هذا التحذير من أكل الحرام، وأنه سبب لمنع إجابة الدعاء والعياذ بالله، والحرام، ليس هو أن الإنسان يمشي على الناس يسرق أموالهم فقط، بل من فرط فيما يكافأ عليه، فأن أخذه ما زاد عن عمله، يُعتبر حراما، فالموظف مثلاً، إذا كان يأتي بعد الدوام، ويخرج قبل الدوام ، فما زاد على العمل الواقع، تكون مكافأته حراماً، فيكون أكل الحرام، من عامل بالربا أكل الحرام، من غش وكذب في بيعه وشرائه يكون أكل الحرام، فالمسأله خطيرة جدا، ولذلك نجد أن الناس يدعون الله تعالى كثيراً ولا تجد إجابة، كانوا يدعون الله تعالى بالاستسقاء ولا تجد إجابة، كانوا يدعون الله تعالى بأشياء أخرى ولا تجد إجابة، السبب أن كثرة الحرام، كثرة أكل الحرام تمنع هذا ، فلذلك يجب على الإنسان أن يطيب مأكله ومشربه وملبسه وغذاءه وأن لا يكون فيها شيء محرم، نعم.
السائل : ... .
الشيخ : حديث الصدقة التي يأخذها الرحمن بيمينه إلى آخره وقد.

القارئ : باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار .

القارئ : حدثنا عون بن سلام الكوفي حدثنا زهير بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل عن عدي بن حاتم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل ).
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( من استطاع ) معلوم أن هذا مستطاع وأنه يسير وسهل، شق التمرة، لكن مثل هذا التعبير يراد به المبالغة في الحث على الفعل كما في قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون قي رؤيتهو فإن استطعتم على أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وعلى صلاة قبل غروبها فافعلوا ) ومعلوم أن المسلم يستطيع أن يصلي الفجر ويستطيع أن يصلي العصر، لكن هذا من باب المبالغة في الحث على الفعل، كأنه يقول افعلوا ولو كان أعلى طاقتك واستطاعتك. نعم.

القارئ : حدثنا علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قال بن حجر حدثنا وقال الآخران أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ) زاد بن حجر قال الأعمش وحدثني عمرو بن مرة عن خيثمة مثله وزاد فيه ( ولو بكلمة طيبة ) وقال إسحاق قال الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة.

الشيخ : في هذا الحديث إثبات كلام الله عز وجل وأنه يتكلم بكلام معلوم يعرفه المخاطب لقوله ليس بينه وبينه ترجمان، وفيه أيضاً دليل على صحة مثل السلف، أن كلام الله تعالى يتعلق بمشيئته، وأنه ليس كما قيل، إنه المعنى القائم بنفسه وهو قديم، بل هو الكلمات التي يتكلم بها الله عز وجل في نفس الوقت، لقوله ما منكم من أحد، إلا سيكلمه و هذا يكون يوم القيامة، وفيه أيضاً إشكال، كيف يكلم الله العالم كلهم؟ نقول هذا أورده أبو رزين العقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال يا رسول الله كيف يكلمنا الله، أو قال كيف يحاسبنا الله وهو واحد ونحن جميع، فضرب له مثلا : قال : ( ألا أنبؤك أو أدلك على شيء من الاء الله، هذا القمر واحد، وترونه جميعا في كل مكان ) وهذا المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للتقريب وإلا ... الفرق العظيم بين هذا وهذا، الشاهد من هذا قوله، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، قول بكلمة طيبة، والكلمة الطيبة عامة تشمل النصح والإرشاد والدين وما أشبه لك مما يعد طيباً. نعم.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال : ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم النار فأعرض وأشاح ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح حتى ظننا أنه كأنما ينظر إليها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) ولم يذكر أبو كريب كأنما وقال حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش.

القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي بن حاتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنه ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثلاث مرار ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ).