السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما هي أوساخ الناس ) هل المراد أوساخ الناس فقط أم يشمل الأموال ؟
الشيخ : أي نعم (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )) فهي تطهر القلب من درن البخل والشح، وما أشبه ذلك وهي أيضاً توجب نماء الأموال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما نقصت صدقة من مال ).

السائل : هل الحديث السابق يدل على جواز التسمية بعبد المطلب ؟
الشيخ : في حديث أصلح من هذا ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزوة حنين : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد الملطب ) فمن العلماء من قال إن هذا خبر، وهو صحيح وليس إنشاءً، فلا يجوز للإنسان أن ينشئ اسم عبد المطلب الآن ، لكن يخبر ليس في مانع، لو كان مثلا جدك أيها الإنسان معبد لغير الله، مثل اسمه عبد الرسول مثلا، فلا مانع أن تكتب أنا فلان بن فلان بن عبد الرسول لأن هذا من باب الإخبار، والممنوع هو الإنشاء. نعم.
السائل : ما يغير شيئاً.
الشيخ : نعم؟ ما يغير لا ، لأن هذا سابق
السائل : ... .
الشيخ : هذا على قول ، لأن ابن حزم رحمه الله قال اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله ، حاش عبد المطلب في خلاف، نعم.

السائل : باب إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم ولبني هاشم وبني المطلب وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة وبيان أن الصدقة إذا قبضها المتصدق عليه زال عنها وصف الصدقة وحلت لكل أحد ممن كانت الصدقة محرمة عليه.

القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن ابن شهاب أن عبيد بن السباق قال إن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال هل من طعام قالت لا والله يا رسول الله ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتي من الصدقة فقال : قربيه فقد بلغت محلها ).
الشيخ : يعني فأكل منها عليه الصلاة والسلام لأنه أصبح صار الآن على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس صدقة ولكنه هدية، نعم.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن ابن عيينة عن الزهري بهذا الإسناد نحوه.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر كلاهما عن شعبة عن قتادة عن أنس ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ واللفظ له حدثنا أبي حدثنا شعبة عن قتادة سمع أنس بن مالك قال : ( أهدت بريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحما تصدق به عليها فقال : هو لها صدقة ولنا هدية ).

القارئ : حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة : ( وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم بقر فقيل هذا ما تصدق به على بريرة فقال : هو لها صدقة ولنا هدية ).

القارئ : حدثنا زهير بن حرب وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كانت في بريرة ثلاث قضيات كان الناس يتصدقون عليها وتهدي لنا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : هو عليها صدقة ولكم هدية فكلوه ).

الشيخ : في هذا دليل على ان آل النبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيه زوجاته وهذا هو الصواب، أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في آله فلا تحل لهن الصدقة، وهو اختيار شيخ الإسلام رحمه الله ، قد عرفتم أن آل الرسول هم بنو هاشم، يعني آل الرسول الذين لا تحل لهم الزكاة هم بنو هاشم. نعم.

القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم قال سمعت القاسم يحدث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.

القارئ : وحدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس عن ربيعة عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك غير أنه قال ( وهو لنا منها هدية ).

القارئ : حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد عن حفصة عن أم عطية قالت : ( بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة من الصدقة فبعثت إلى عائشة منها بشيء فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هل عندكم شيء ؟ قالت : لا إلا أن نسيبة بعثت إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها قال : إنها قد بلغت محلها ).

السائل : ما حكم قبول الوالي أو الأمير للهدية ؟
الشيخ : لا بأس بها إلا إذا كان هناك قضية معينة فيقدم الهدية بين يدي هذه القضية فلا يجوز، وإلا فلا بأس أن يقبل القاضي والحاكم والأمير الهدية ،إلا إذا مان هناك قضية يخشى أن تكون ةهذه الهدية مقدمة، نعم.

السائل : هل عموم الصداقات من أوساخ الناس أم لا ؟
الشيخ : لا أوساخ الناس هي الصدقة الواجبة.

السائل : هل يجوز للإنسان أن يمنع أولاده من أن يأكلوا من الصداقات لهذا التعليل ؟
الشيخ : وهم أغنياء ولا إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : وهي لا هذا لآل محمد، يعني من شرف الناس بهم لا يأكلونه ما هو كل أحد.
السائل : ... .
الشيخ : كيف يكون؟
السائل : كان يوصي أبناءه ألا تأكلوها؟
الشيخ : إنها وصية باطلة، لأنه من أهلها بنص القرآن : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )).

السائل : بعض الناس يتحرج من أن يصف بعض الدعاة بأنهم خوارج وهم يتصفون بصفاتهم فما رأيكم ؟
الشيخ : أي نعم معلوم، إذا صار من الخوارج جزاءه أن يحال بينه وبين ما يريد، ما في إشكال
ثلاثة، نعم.

القارئ : باب قبول النبي الهدية ورده الصدقة .

القارئ : حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي حدثنا الربيع يعني ابن مسلم عن محمد وهو ابن زياد عن أبي هريرة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بطعام سأل عنه فإن قيل هدية أكل منها وإن قيل صدقة لم يأكل منها ).

الشيخ : وهذا الحديث لا شك أن القول بموجبه هو الحق إذا كان، إلا إذا علم الإنسان أنها هدية وهذا يعرف بقرائن الأحوال، فلا يحتاج أن يسأل، لكن إذا كان فيه احتمال مثل أن يقول : هذا الرجل ممن يقبل الصدقات من أجل أن يوزعها على الفقراء وأتاه الإنسان بمال فهنا لا بأس عليه، وأما إذا كان الإنسان يقبل الشيء لنفسه فالأصل أن ما يعطاه هو هدية، لاسيما إذا عرف بالغنى وأنه لا يحتاج فالأصل أنها هدية، نعم.

القارئ : باب الدعاء لمن أتى بصدقته .

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم قال يحيى أخبرنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ واللفظ له حدثنا أبي عن شعبة عن عمرو وهو ابن مرة حدثنا عبد الله بن أبي أوفى قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل عليهم فأتاه أبي أبو أوفى بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى ).

الشيخ : قال هذا عليه الصلاة والسلام امتثالاً لأمر الله حيث قال تبارك وتعالى : (( خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم بها وصل عليهم )) ثم بين جل وعلا ، فائدة هذه الصلاة فقال : (( إن صلاتك سكنٌ لهم )) توجب لهم السكينة والطمأنينة وأن هذا المال الذي أخذ منهم حصلوا فيه على هذا الدعاء، وفيه دليل على جواز الصدقات على غير الأنبياء لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على آل أبي أوفى ) والصلاة على غير الأنبياء إن كانت تبعاً فلا شك في جوازها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) وإن كان في سبب معلوم يشرع معه أن يصلى عليه ،فكذلك أيضاً لا بأس بها مثل أن يأتي الأنسان بصدقة ، فيقول فتقول له : صلى الله عليك وأخلف عليك وما أشبه ذلك، وأما إذا كان بغير سبب ولا تبع فهل يُصلى على الإنسان؟ الجواب لا بأس أن يُصلى عليه، فيقال : اللهم صل على فلان ابن فلان ، إلا إذا اتخذ هذا شعاراً بحيث كلما ذكر قيل اللهم صل عليه، فهنا يُنهى لئلا يظن أنه ايش؟ أنه رسول، وكذلك لو كان في مكان لو صلى على هذا الرجل لاعتقده الحاضرون رسولاً، فهنا لا يُصلى عليه ، فصار الصلاة على غير الأنبياء تبعاً إيش؟ جائزاً بسبب جائز ، لغير سبب ولكن لم تتخذ شعارا جائزاً ، اتخذت شعاراً ممنوعة ،كانت في مكان يُخشى أن يظن السمع أن هذا نبي فهي أيضاً ممنوعة، فتمنع في حالين وتجوز في ثلاث أحوال نعم يا سليم.

السائل : ما هو الطعام الذي لا يأكله النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : صدقة ، صدقة مطلقة، وسبق الدرس الماضي أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ممنوع من الصدقة واجبها وتطوعها، وآله ممنوعون إيش، من الصدقة الواجبة، وبنو هاشم ممنوعون من الصدقة الواجبة، بنو المطلب تجوز لهم الصدقة الواجبة والمستحبة، لكنهم يشاركون بني هاشم في إيش؟ في الخمس.

السائل : هل التكفير بالكبيرة وصف ملازم للخوارج ؟
الشيخ : قد يقول به بعض الناس غير الخوارج، لكن هم الذين اشتهروا بذلك، أن عندهم أي الخوارج أن فاعل الكبيرة كافر مخلد في النار.

السائل : هل من يخرج على الحاكم يسمى خارجيا أم لا ؟
الشيخ : نعم يُسمى خارجياً لأنه خرج.
السائل : وإن كان متأولاً.
الشيخ : ولو كان متأولا، لكنه إذا كان متأولا صار من البغاة فيناقشون في ذلك فإن رجعوا وعادوا للحق فهم على حق وإن لم يعودوا للحق وجب قتالهم وصاروا من الخوارج نعم.

القارئ : وحدثناه ابن نمير حدثنا عبد الله بن إدريس عن شعبة بهذا أنه قال صل عليهم.

القارئ : باب إرضاء الساعي ما لم يطلب حراما .

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وأبو خالد الأحمر ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب وابن أبي عدي وعبد الأعلى كلهم عن داود ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له قال حدثنا سليمان بن إبراهيم أخبرنا داود عن الشعبي عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض ).

الشيخ : وهذا سبق لنا أيضاً أنه يجب أن يُرضى المصدق لان لا يهان أو يُماطل في أداء الزكاة أو ما أشبه ذلك، لكن إذا سأل ما لا يحل له ، فإنه لا يُعطى ولو سخط، فلو قال أعطوني كذا وكذا، قلنا هذا حرام، ولهذا وبخ النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن اللتبية لما استعمله على الصدقة فرجع وقال : هذا لكم وهذا أهدي إلي ، قال فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا، وأما أن يعطى ما يجب فيجب أن يرضى نعم.
الصيام قرأناه، ها أليس كذلك، كم صفحة عندكم؟
القارئ : 1018.
الشيخ : نعم اختلط بي نعم وصلنا إليه.
القارئ : كتاب النكاح.
السائل : ما عندنا.
الشيخ : ها ما عندكم.

السائل : ما الفرق بين بني هاشم وبين عبد المطلب أليس عبد المطلب هو ابن هاشم ؟
الشيخ : لا ، هذا أصلاً عبد المطلب المراد ببني عبد المطلب المطلبيين، لأن عبد المطلب هذا كان جده المطلب ونسب إليه، فالمطلبيون يجتمعون مع الرسول عليه الصلاة والسلام في أبي هاشم ، فهم أبناء عم للهاشميين عبد شمس ونوفل أخوة لهم ، لكن هؤلاء المطلبيون ناصروهم والآخرون لم يناصروهم.