هل قوله : ( ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ) للمبالغة في بيان قصر المدة بين الأذان الأول و الثاني من الفجر ؟
السائل : ... هناك وقت لكن قوله : ( حتى ينزل هذا ويصعد هذا ) يعني مبالغة في القصر ، يعني كان وقت لكن قصير جداً . الشيخ : هو الأصل عدم المبالغة، ولهذا تأويل النووي الذي نقله عن العلماء أنه يبقى يذكر الله ويدعو الله حتى يطلع الفجر ثم ينزل ويخبر ابن أم مكتوم . الطالب : ...
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يمنعنكم من سحوركم ) ؟
السائل : ... ؟ الشيخ : لا هو قال : ( لا يمنعنكم من سحوركم ) يحتمل أنه بدأ أو ما بدأ ، المهم أنكم استمروا أو ابتدؤوا لأن يقول : ( لا يمنعنكم سحوركم ) يشمل هذا وهذا .
حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب عن بن علية عن عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فإن في السحور بركة
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب عن بن علية عن عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا فإن في السحور بركة ).
فوائد حديث : ( ... عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فإن في السحور بركة )
الشيخ : قوله : ( في السحور ) بضم السين يعني في السحَر ، ويحتمل أن يكون بالفتح أي في الطعام الذي يؤكل سحوراً، البركة في السحور: أولاً : أنها امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم . ثانياً : أنها اقتداء به . ثالثاً : أنها مخالفة لأهل الكتاب . رابعاً : أن فيه إرفاق بالنفس فإن الإنسان إذا تسحر فإن ذلك من رفقه بنفسه . خامساً : أن فيه معونة على طاعة الله على الصيام، وما كان معين على الطاعات فهو خير وبركة . ولهذا ينبغي للإنسان إذا أراد ان يتسحر أن يستشعر هذا الأمر ، أي امتثال أمر الرسول عليه الصلاة والسلام وأنه يستعين به على طاعة الله ، ويرفق به في نفسه ، ويخالف أهل الكتاب فيه ، كل ما يتصور من الخير فليستشعر به عند تقديم السحور نعم .
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن موسى بن علي عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن موسى بن علي عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) . الشيخ : لأنهم كانوا لا يتسحرون، وقد بلغني أنهم يصومون من نصف الليل ، فيأتي السحر عليهم وهم صيام فلا يكون السحور، وهذا فصل ما بين الأمة الإسلامية وأهل الكتاب.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت كم كان قدر ما بينهما قال خمسين آية
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة ، قلت : كم كان قدر ما بينهما ؟ قال : خمسين آية ).
فوائد حديث : ( ... قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت كم كان قدر ما بينهما قال خمسين آية ) .
الشيخ : هذا فيه دليل على أن السحور ثابت بالسنة الفعلية كما هو ثابت بالسنة الفعلية كما سبق . وفيه أيضاً دليل على جواز مشاركة الإنسان في سحوره، لأنه يقول : ( تسحرنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ) وفيه دليل أيضاً على كرم النبي صلى الله عليه وسلم . وفيه أنه يؤخر السحور لأن بينهما خمسين آية . فإن قال قائل : كم بينهما ؟ هل المراد بين الأذان والسحور أو بين السحور وإقامة الصلاة ؟ . قلنا بالثاني، فإن قال قائل : خمسون آية تختلف، الآيات قصيرة وطويلة فيقال : في مثل هذا يحمل على الوسط، كما في قوله : ( كان يقرأ ما بين الستين إلى المئة ) فيحمل على أوساط الآيات . نعم .
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ).
فوائد حديث : ( ... عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) .
الشيخ : هذا فيه تعجيل الإفطار لكن قال العلماء : بشرط أن يتيقن أو يغلب على ظنه غروب الشمس، يتيقن إذا أمكنه المشاهدة أو يغلب على ظنه إذا لم يمكنه المشاهدة كما لو كان هناك غيم أو حال بينه وبينها جبل أو ما أشبه ذلك، وأما مع الشك فلا يجوز ، فالأحوال أربعة : إما أن يتيقن أنها لم تغرب فهنا لا يفطر، أو أنها غربت فيفطر، أو يغلب على ظنه أنها لم تغرب فلا يفطر، أو يغلب على ظنه أنها غربت فيفطر، أو يتردد فلا يفطر، خمسة أقسام. وإذا تأملت أن الأفضل تأخير السحور وتعجيل الفطر تبين لك مدى رحمة الله بعباده ، أنه يستحب منهم تبارك وتعالى أن يتأخروا فيما أباح الله لهم وأن يتعجلوا فيما أباح الله لهم. طيب وإذا لم يجد شيئاً نقول بالنية، لو فرضنا أن أحداً في البر ليس عنده ماء ولا طعام فإنه يفطر بالنية ، المهم أنه يعزم على أنه أفطر ، وأما قول من قال من الناس أنه يبل ثوبه أو يبل غطرته فينفصل ريقه فإذا انفصل ريقه عاده فمصه فيكون بذلك مفطراً ، لأن الريق إذا انفصل ثم عاد وابتلعه الإنسان أفطر به ، لكن هذا القول ليس بصواب، بل يقال إذا تجد ما تفطر به فعليك بالنية. نعم .
وحدثناه قتيبة حدثنا يعقوب ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان كلاهما عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
القارئ : وحدثناه قتيبة حدثنا يعقوب ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان كلاهما عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب محمد بن العلاء قالا أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عطية قال دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة قالت أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة قال قلنا عبد الله يعني بن مسعود قالت كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد أبو كريب والآخر أبو موسى
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب محمد بن العلاء قالا أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عطية قال : ( دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة قالت : أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قال : قلنا عبد الله يعني بن مسعود ، قالت :كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) زاد أبو كريب : ( والآخر أبو موسى ). الشيخ : ومعلوم أن من وافق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الأصوب بلا شك.
وحدثنا أبو كريب أخبرنا ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمارة عن أبي عطية قال دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقال لها مسروق رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما لا يألو عن الخير أحدهما يعجل المغرب والإفطار والآخر يؤخر المغرب والإفطار فقالت من يعجل المغرب والإفطار قال عبد الله فقالت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع
القارئ : وحدثنا أبو كريب أخبرنا ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمارة عن أبي عطية أنه قال : ( دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقال لها مسروق ر: جلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما لا يألو عن الخير أحدهما يعجل المغرب والإفطار والآخر يؤخر المغرب والإفطار ، فقالت : من يعجل المغرب والإفطار ؟ قال : عبد الله فقالت : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ).
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب وابن نمير واتفقوا في اللفظ قال يحيى أخبرنا أبو معاوية وقال ابن نمير حدثنا أبي وقال أبو كريب حدثنا أبو أسامة جميعا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم لم يذكر ابن نمير فقد
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب وابن نمير واتفقوا في اللفظ قال يحيى : أخبرنا أبو معاوية وقال ابن نمير : حدثنا أبي وقال أبو كريب : حدثنا أبو أسامة جميعاً عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن عمر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم ) لم يذكر ابن نمير : فقد.
فوائد حديث : ( ... عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم )
الشيخ : قوله : ( إذا أقبل الليل ) يعني من المشرق ( وأدبر النهار ) يعني من المغرب ( أفطر الصائم ) لكن لا بد من غروب الشمس ، فلا يكفي الإقبال والإدبار بل لا بد من غروب الشمس. طيب فإن غربت ولم نرى إقبالاً وإدباراً ، فهذا إن أمكن فالعبرة بغروب الشمس، فيكون إقبال الليل وإدبار النهار يكون علامة على الغروب أو على قرب الغروب ، لكن المدار كله على الغروب . وظاهر الحديث أنها بمجرد أن يسقط قرنها الأعلى يثبت الفطر وهو كذلك ، يعني فلا حاجة إلى أن يزول النور القوي أو الصفرة ، بل مجرد ما يغيب القرن الأعلى منها فإنه يفطر الصائم . وقوله : ( فقد أفطر الصائم ) هل المعنى فقد حل له الفطر ؟ أو المعنى فقد أفطر حكماً وإن استمر في النية ؟ . الأول بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أباح الوصال إلى السحر ، أباح أن الإنسان يواصل إلى السحر، ولو كان يسفطر حكماً لم يكن للوصال إلى السحر فائدة ، فالظاهر أن قوله : ( أفطر ) أي فقد حل له الفطر. ،نعم
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر في شهر رمضان فلما غابت الشمس قال يا فلان انزل فاجدح لنا قال يا رسول الله إن عليك نهارا قال انزل فاجدح لنا قال فنزل فجدح فأتاه به فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بيده إذا غابت الشمس من ههنا وجاء الليل من ههنا فقد أفطر الصائم
القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ في شهر رمضان فلما غابت الشمس قال : يا فلان انزل فاجدح لنا ، قال : يا رسول الله إن عليك نهاراً ، قال : انزل فاجدح لنا ، قال : فنزل فجدح فأتاه به فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال بيده : إذا غابت الشمس من ههنا وجاء الليل من ههنا فقد أفطر الصائم ).
فوائد حديث : ( ... عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر في شهر رمضان فلما غابت الشمس قال يا فلان انزل فاجدح لنا قال يا رسول الله إن عليك نهارا قال انزل فاجدح لنا قال فنزل فجدح فأتاه به فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بيده إذا غابت الشمس من ههنا وجاء الليل من ههنا فقد أفطر الصائم )
الشيخ : هذا أيضاً يدل على أنه إذا غابت الشمس ولو كان النهار باقياً وضياؤه باقياً فإنه يفطر الصائم. وقول الصحابي رضي الله عنه : ( يا رسول الله إن عليك نهاراً ) لا يريد بهذا معارضة النبي صلى الله عليه وسلم لكن يريد أن يتأكد ويستفسر ، هل يجوز الفطر حتى في هذا الحال ، فلما أعاد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك نزل فجدح.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر وعباد بن العوام عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما غابت الشمس قال لرجل انزل فاجدح لنا فقال يا رسول الله لو أمسيت قال انزل فاجدح لنا قال إن علينا نهارا فنزل فجدح له فشرب ثم قال إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا وأشار بيده نحو المشرق فقد أفطر الصائم
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر وعباد بن العوام عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما غابت الشمس قال لرجل : انزل فاجدح لنا فقال : يا رسول الله لو أمسيت قال : انزل فاجدح لنا قال : إن علينا نهاراً فنزل فجدح له فشرب ، ثم قال : إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا وأشار بيده نحو المشرق فقد أفطر الصائم ).
وحدثنا أبو كامل حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال يا فلان انزل فاجدح لنا مثل حديث بن مسهر وعباد بن العوام
القارئ : وحدثنا أبو كامل حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الشيباني قال : سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول : ( سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال : يا فلان انزل فاجدح لنا ) مثل حديث بن مسهر وعباد بن العوام.
وحدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان ح وحدثنا إسحاق أخبرنا جرير كلاهما عن الشيباني عن ابن أبي أوفى ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث ابن مسهر وعباد وعبد الواحد وليس في حديث أحد منهم في شهر رمضان ولا قوله وجاء الليل من ههنا إلا في رواية هشيم وحده
القارئ : وحدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان ح وحدثنا إسحاق أخبرنا جرير كلاهما عن الشيباني عن ابن أبي أوفى ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قالا : حدثنا شعبة عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث ابن مسهر وعباد وعبد الواحد وليس في حديث أحد منهم : ( في شهر رمضان ) ولا قوله : ( وجاء الليل من ههنا ) إلا في رواية هشيم وحده.
فوائد حديث : ( ... عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم ... ) .
الشيخ : في هذا كما لا يخفى جواز الصوم في السفر ، بل إنه أفضل ما لم يجد مشقة ، فإن وجد مشقة ولو يسيرة فالفطر أفضل. ويرجح الصوم في السفر ثلاثة أمور : الأمر الأول : أنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان في سفر في حر شديد حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر ، وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء ، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله ابن رواحة ) . ثانياً : أنه أسرع في إبراء الذمة . وثالثاً : أنه أيسر على المكلف غالباً، ولهذا تجد الذين عليهم قضاء من رمضان يشق عليهم، تجد اليوم الواحد عشرة أيام عنده. رابعاً : ذكره بعض الناس وقال : ولأنه يوافق الزمن الذي هو أفضل من غيره، أو الذي الصيام فيه أفضل من غيره وهو رمضان، كل هذا يرجح أن الصوم أفضل. لكن هذا ما لم يكن عليه نوع مشقة فإن كان عليه مشقة فلا. نعم
ورد أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر فقال : إن صمت فحسن وإن أفطرت فحسن و إن صمت فلا بأس . فما معنى الحديث ؟
السائل : ورد ( أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر فقال : إن أفطرت فحسن وإن صمت فلا بأس ) ما معنى هذا ؟ الشيخ : الظاهر أن المعنى أنت بالخيار.
قوله : ( يا رسول الله لو أمسيت ) هل يتسفاد منه أن المساء لا يدخل إلا بغروب الشمس ؟
السائل : قوله : ( يا رسول الله لو أمسيت ) هل يتسفاد منه أن المساء لا يدخل إلا بغروب الشمس ؟ الشيخ : لا ما يستفاد ، لأن أمسيت يعني معناه أنك دخلت في خالص المساء، المساء يكون من بعد صلاة العصر.
هل المقصود بأهل الكتاب هنا الذين كانوا على الحق أم الكفار ؟
السائل : أهل الكتاب المقصود بهم هنا .. الشيخ : اليهود والنصارى . السائل : الكفار أم الذين كانوا على الحق ؟. الشيخ : أهل الكتاب هم اليهود والنصارى وهم يصومون إلى الآن لهم صيام. السائل : غير المسلمين . الشيخ : وهم غير مسلمين ما في شك. السائل : ثلاثة الشيخ : ثلاثة لكن جاء وقت السؤال الظاهر خمسة باقي . السائل : حددت ثلاثة الشيخ : ما يخالف الصيام فيه إشكال نعم .
ما رأيكم فيمن يقول أنا أثق في أحد المؤذنين فلا أمسك و لا أفطر إلا على أذانه فقط ؟
السائل : لو قال قائل : أنا أثق بأحد المؤذنين فلا أمسك إلا على أذانه ولا أفطر إلا على أذانه . وعلى هذا بعض المؤذنين يؤذن وهو يقول لا أفطر صاحبي ما أذن . الشيخ : لا بأس إذا كان يثق به أكثر ما في مانع . السائل : الإشكال أنهم يؤذنون على التوقيت وهذا الرجل يؤخر. الشيخ : على كل حال لا بأس ما دام يثق به لا بأس.
إذا غابت الشمس وراء جبل و أذن المؤذن فهل يفطر الذين على الجبل و الشمس لم تغرب عندهم و المنطقة واحدة ؟
السائل : إذا كانت المدينة فيها جبال والناس الذين تحت الجبل غربت الشمس عليهم ونزلت والناس الذين فوق الجبل يرون الشمس ، والأذان فهل الذين الأعلى الجبل يفطرون مع الأذان مع أنهم يرون الشمس والذين بالأسف.. الشيخ : في مكة والمدينة لا يؤذنون إلا إذا غابت من وراء الجبل، يعني غير المدينة ومكة ؟. السائل : في غير المدينة ومكة . الشيخ : طيب نقول لا بد أن تتيقنوا أو يغلب على ظنكم أنها غابت . السائل : يعني حتى لو أنهم يرون الشمس ينتظرون حتى تغيب الشمس ؟. الشيخ : نعم نعم ما في شك.
هل يفهم من قوله : ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة ) جواز السحور إلى إقامة الصلاة ؟
السائل : ... هل نفهم منه جواز السحور إلى إقامة الصلاة ؟. الشيخ : سبحان الله ، يفهم منه من لا يعرف قوله : ( كلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم ) وهذه بلية بعض الطلبة أنه يأخذ بالأحاديث وينسى الأحاديث الأخرى ، هذا ما فيه دليل أبداً ، قال : تسحرنا ثم أذن ثم قمنا بعد أن أمسكنا ، وهم قاموا إلى الصلاة عند إقامة الصلاة ، لأن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يأتي إلى المسجد إذا أراد القيام ، يعني قيام الصلاة .
إذا كنا في الطائرة فوق جدة مثلا فأعلن الطيار أن أهل جدة أفطروا و هو يرى الشمس فهل نفطر في هذه الحالة مع أهل جدة أم ننتظر غروب الشمس بالنسبة لنا في الجو علما أنه لم يبق لنا على النزول إلا عشر دقائق فقط ؟
السائل : الطائرة فوق جدة ويعلن صاحب الطائرة أن أهل جدة أفطروا وهو يرى الشمس . الشيخ : لا يصح هذا لا يصح . السائل : ولكن ... الشيخ : بارك الله فيك، إن غابت الشمس قبل أن تقوم الطائرة ثم أفطر الإنسان ثم ارتفعت الطائرة فرأى الشمس فليبقى على إفطاره ، وأما إذا قامت الطائرة قبل أن تغرب الشمس ولو بقليل ثم لما ارتفعت وإذا الشمس مرتفعة فهنا لا يفطر حتى يرى غروب الشمس . السائل : وهو في الطائرة يرى الشمس يريد أن يفطر ولكن الشمس بقي عليها عشر دقائق ، وهذا من فوق ونزلت الطائرة قبل عشر دقائق . الشيخ : طيب يفطر لأنه نزل إلى مكان غابت الشمس فيه .
هل يجوز للذين في سفح الجبل الإفطار إذا غربت عندهم الشمس وأخبرهم أهل الجبل أن الشمس لم تغرب بعد ؟
السائل : رجل في أعلى الجبل ورجل في الأسفل الفرق بينهم ... الشيخ : نعم . السائل : يعني حكم إفطاره . الشيخ : يعني لو قال أهل الجبل الذين فوق إن الشمس لم تغرب حرم على الذين في الأسفل أن يفطروا لأن المكان واحد، وإنما اختلفوا في الارتفاع والانخفاض . السائل : وأهل الطائرة . الشيخ : أهل الطائرة قلنا هكذا ، الآن لو قامت الطائرة قبل أن تغرب الشمس لا يمكن أن يفطروا حتى تغرب . أما الأرض كلها غابت عن الشمس في الطائرة ، كل الأرض غابت عن الشمس. السائل : ... بعض الجبال شاهقة جداً . الشيخ : ولو كان شاهقاً جداً ، المكان واحد فما دمنا في الأرض فالشمس لم تغرب عن الأرض، لكن في الطائرة كل الجو هذا غابت عنه الشمس.
في قوله : ( ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ) لو قيل أنه لا خلاف بين الأقوال لأنه معلوم في زمانهم أن الصعود إلى ذلك المكان يحتاج إلى وقت و كذلك النزول فسيكون محصل الوقت إلى ربع ساعة و بهذا يكون الجمع بين كل هذه الأقوال ؟
السائل : بارك الله فيكم، في أول الدرس قوله : ( ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ) لو قال بعضهم لا خلاف بين الأقوال لأن المعروف أن في زمانهم كان الصعود إلى ذلك المكان يحتاج وقت والنزول أيضاً يحتاج وقت ، فسيكون محصل الوقت إلى ربع ساعة وبهذا يعني يكون هناك جمع بين كل هذه الأقوال. لأن بلال كان يرقى إلى مكان مرتفع وابن أم مكتوم كان أعمى فيحتاج إلى وقت إلى ذلك فما رأيكم ؟. الشيخ : لكنه لا يصعد حتى يقال له أصبحت أصبحت ، لو كان مثلاً يقوم ينتظر قلنا ربما. السائل : ليس ... ؟ الشيخ : أنا ما أرى إلا أنه إدراج فيه نظر . زين وش الخلاصة ؟. الخلاصة أعطني إياها ؟. الطالب : ... الشيخ : لا ، لا ليس من جهة الحكم، من جهة هل القصة واحدة أم متعددة ؟. الطالب : ... الشيخ : إي طيب لكن البحث الآخر ما الخلاصة ، الروايات جمعت بينها ؟ ما الخلاصة ؟ الطالب : الخلاصة يا شيخ صفحة ونصف . الشيخ : خلها لبعدين لأني أخاف أن يزحمني الوقت الآن، والصيام باقي ، وإلا أعطني إياها أشوفها وألخصها. سم الله . القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال الإمام مسلم رحمه الله في كتاب الصيام من صحيحه : باب النهي عن الوصال في الصوم . قال مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي .. الشيخ : يقولون أن التراجم ليست من مسلم القارئ : إي نعم . الشيخ : يحسن أن نقول : قال مترجم صحيح مسلم ، أو قال واضع الترجمة .
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال قالوا إنك تواصل قال إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى
القارئ : قال مسلم رحمه الله : حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال قالوا : إنك تواصل ؟. قال : إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى ).
فوائد حديث : ( ... عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال قالوا إنك تواصل قال إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى )
الشيخ : الوصال هو أن يقرن الإنسان بين يومين في الصوم بحيث لا يأكل ولا يشرب بين اليومين ، وهذا يفعله بعض الناس من باب العبادة لله عز وجل وأنه يصبر نفسه حتى على هذه الحال ، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من المشقة والإنسان لا ينبغي أن يلزم نفسه بشيء شاق فيعجز فيما بعد ويستحسر وكما يقال : " الدفع أسهل من الرفع" . لكن (نهى عن الوصال فقالوا : إنك تواصل ) وليس المراد بقولهم : ( إنك تواصل ) الاحتجاج بفعله على نهيه، كلا ، لأن الصحابة لا يمكن ، لكنهم أرادوا أن يبينوا أنهم إنما فعلوا ذلك تأسياً به وأن لهم فيه أسوة ، فكأنهم قالوا : يا رسول الله إنك تواصل فواصلنا لأجل المتابعة ، أما أن يظن الطالب أنهم أرادوا بذلك الاحتجاج بفعله على قوله فهذا لا يليق بمقام الصحابة رضيه الله عنهم ، فبين لهم الرسول عليه الصلاة والسلام أنه ليس مثلهم قال : ( لست كهيأتكم إني أطعم وأسقى ) لكن بماذا يطعم ؟ ، هل المراد أنه يأتيه طعام من الجنة وشراب من الجنة فيستغني به عن طعام الدنيا وشرابها ؟ . هكذا ، قال بعض العلماء هكذا لكن هذا مردود لأنه لو كان كذلك لم يكن معك وصال ، فدفع بعضهم هذا الإيراد وقال إن طعام الجنة لا يفطر ، وهذا أيضاً مما يستغرب كيف لا يفطر وهو يغذي فهذا أيضاً مردود . وأحسن ما قيل في ذلك أنه عليه الصلاة والسلام لقوة تعلق قلبه بربه وانشغاله بذكره يستغني بذلك عن الطعام والشراب ، وهذه المرتبة العالية لا تكون لكل أحد بل هي للرسول عليه الصلاة والسلام وحده ، فكأنه قال : أطعم وأسقى بما في قلبي من التعلق بالله عز وجل والانشغال بذكره، وهذا أمر معلوم حتى في المحسوس وفي هذا يقول الشاعر: " لها أحاديث من ذكراك تشغلها .. عن الشراب وتلهيها عن الزاد ". يعني أنها إذا قامت تتحدث بك فإنها تلهوا عن كل شيء وهذا أيضاً يعني محسوس، الإنسان إذا انهمك بشيء فإنه ينسى نفسه، ينسى أنه جائع أنه عطشان ، وتمضي عليه الساعات وكأنها دقائق ، فهذا أحسن ما يحمل عليه هذا الحديث ، وعلى هذا فيكون من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله أعطاه قوة بالانشغال بذكره وتعلق قلبه به تبارك وتعالى تكفيه عن الطعام والشراب، هذا هو أحسن ما قيل فيه هذه المسألة.
وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثناه ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان فواصل الناس فنهاهم قيل له أنت تواصل قال إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى
القارئ : وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثناه ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان فواصل الناس فنهاهم ، قيل له : أنت تواصل ، قال : إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى ) .
وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي عن جدي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يقل في رمضان
القارئ : وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي عن جدي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يقل : ( في رمضان )
حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال رجل من المسلمين فإنك يا رسول الله تواصل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا
القارئ : حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال رجل من المسلمين : فإنك يا رسول الله تواصل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال فقال : لو تأخر الهلال لزدتكم . كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا ) .
فوائد حديث : ( ... قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال رجل من المسلمين فإنك يا رسول الله تواصل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا ) و جميع رواياته .
الشيخ : في هذا الحديث فوائد منها : النهي عن الوصال ، وهل النهي نهي تحريم أو نهي كراهة ؟ . الجواب : في ذلك تفصيل ، أما من كان عليه ضرر به فالنهي للتحريم بلا شك لقول الله تعالى : (( ولا تقتلوا أنفسكم )) وقوله : (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) وأما من لم يتضرر به ولكن يتأذى به ويتحمل ويصبر فهذا في حقه مكروه . وأما من لم يعبأ به ولم يهتم به فهل نقول : إن الوصال في حقه مكروه لأنه ارتكب النهي أو نقول : إنه أي النهي عن الوصال رأفة بالمكلف ورحمة به ، فإذا لم يكن عليه أي مشقة فإن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً بدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما أبوا أن ينتهوا واصل بهم ؟. ولكن الصحيح أنه مكروه حتىى وإن لم يتأذى به الإنسان، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه . ومن فوائد هذا الحديث جواز التعزير بمنع المحبوب، لأن الرسول صلى الله عليه وسل لما أبو أن ينتهوا واصل بهم ، قال : واصلوا حتى رأوا الهلال قال لهم : ( لو تأخر الهلال لزدتكم ) حتى يمسكم الجوع والعطش وتعرفون قدر الحكمة التي من أجلها نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال ، المهم أن من فوائده التعزير بترك المحبوب. ومن فوائد هذا الحديث أن من ارتكب النهي تأويلاً فإنه قد يعذر بذلك ، لأن الصحابة رضي الله عنهم ارتكبوا الوصال متأولين، كيف التأول ؟ . حيث ظنوا أنهم إنما نهوا عن الوصال رحمةً بهم ، وأنهم مع القدرة لا بأس عليهم. ومن فوائد هذا الحديث حزم النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه مع كونه رؤوفاً رحيماً عليه الصلاة والسلام واصل بهم يوماً ويوماً حتى رأوا الهلال وهذا من الحزم، والإنسان ينبغي أن يكون له حالان : حال في الرخاء وحال في الشدة ، حال الرخاء ينبغي أن يكون ليناً هيناً، وحال الشدة والحزم التأديب ينبغي أن يكون شديداً بحسب ما تقتضيه الحال. نعم .
وحدثني زهير بن حرب وإسحاق قال زهير حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والوصال قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال إنكم لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون
القارئ : وحدثني زهير بن حرب وإسحاق قال زهير حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والوصال قالوا : فإنك تواصل يا رسول الله قال : إنكم لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون ). الشيخ : نعم هذا فيه إشارة من الحكمة من النهي عن الوصال وهي أنه ربما لا يطيق الإنسان ذلك فيكون قد أتعب نفسه وكلفها ما لا تطيق.
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال فاكلفوا ما لكم به طاقة
القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال : ( فاكلفوا ما لكم به طاقة ).
وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الوصال بمثل حديث عمارة عن أبي زرعة
القارئ : وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه نهى عن الوصال ) بمثل حديث عمارة عن أبي زرعة .
حدثني زهير بن حرب حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في رمضان فجئت فقمت إلى جنبه وجاء رجل آخر فقام أيضا حتى كنا رهطا فلما حس النبي صلى الله عليه وسلم أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا قال قلنا له حين أصبحنا أفطنت لنا الليلة قال فقال نعم ذاك الذي حملني على الذي صنعت قال فأخذ يواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذاك في آخر الشهر فأخذ رجال من أصحابه يواصلون فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال رجال يواصلون إنكم لستم مثلي أما والله لو تماد لي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم
القارئ : حدثني زهير بن حرب حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى برمضان فجئت فقمت إلى جنبه وجاء رجل آخر فقام أيضاً حتى كنا رهطا فلما حسّ النبي صلى الله عليه وسلم أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا قال : قلنا له حين أصبحنا أفطنت لنا الليلة ؟. قال : فقال : نعم ذاك الذي حملني على الذي صنعت ، قال : فأخذ يواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذاك في آخر الشهر فأخذ رجالٌ من أصحابه يواصلون ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما بال رجال يواصلون ! إنكم لستم مثلي ، أما والله لو تماد لي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم ). الشيخ : هذا كلام شديد، يعني هؤلاء تعمقوا وتقعروا بالعبادة وأرادو أن يكلفوا أنفسهم ما لا يطيقون فبين النبي عليه الصلاة والسلام أنه لو تماد الشهر يعني ولم يهل الهلال لواصل بهم حتى يعرف المتعمقون تعمقهم . وفي هذا نهي واضح عن التشدد في الدين، لأن الدين والحمد لله يسر ليس فيه شدة ولا تشدد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ) وقال : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) وفي هذا الحديث دليل على مشروعية الجماعة في قيام رمضان . وفيه أيضاً جواز تجوز الإنسان في صلاته التي يريد أن يطيلها لسبب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تجوز في صلاة الليل ومعروف أنه كان يطيلها حتى تتورم قدماه ، ولكن لسبب تجوز. وفيه أيضاً دليل على أن الواحد يقف إلى جانب الإمام ، وأن الجامعة يكونون خلفه، لأن أنس أول ما أتاه وقف إلى جنبه فلما جاء الآخر تراجعوا إلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم . قال بعضهم وفيه دليل على جواز الائتمام بمن لم ينوي الإمامة جواز الائتمام بمن لم ينوي الإمامة، لأن ظاهر الحال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينوي الإمامة بهم، ولهذا لما أحس تجوز ودخل رحله، وإلى هذا ذهب الإمام مالك رحمه الله . وعلى هذا فلو أن رجلاً كان يصلي فأتى خلفه جماعة واتموا به بدون أن يعلم فصلاته صحيحة، أما على المشهور من مذهب الحنابلة أنها لا تصح حتى ينوي الإمام الإمامة والمأموم الائتمام . وفيه أيضاً على تسمية البيت رحلاً لقوله : ( دخل في رحله ) وعليه ينزل قول المؤذن في أيام المطر والدحض: ( صلوا في رحالكم ) يعني صلوا في بيوتكم.
حدثنا عاصم بن النضر التيمي حدثنا خالد يعني ابن الحارث حدثنا حميد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك فقال لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم إنكم لستم مثلي أو قال إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني
القارئ : حدثنا عاصم بن النضر التيمي حدثنا خالد يعني ابن الحارث حدثنا حميد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : ( واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك ، فقال : لو مُدّ لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم إنكم لستم مثلي أو قال : إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني ).
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة جميعا عن عبدة قال إسحاق أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم فقالوا إنك تواصل قال إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقيني
القارئ : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة جميعا عن عبدة قال إسحاق : أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم فقالوا : إنك تواصل ، قال : إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقيني ) .
ما هو توجيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : ( و اعلمي أن أجرك على قدر مشقتك ) ؟
السائل : جزاك الله خيراً، ما هو توجيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله لعائشة رضي الله عنها : ( واعلمي أن أجرك على قدر مشقتك ) ؟. الشيخ : هذا فيما لا يمكن للإنسان التخلص منه ، إذا صار الإنسان لا يمكن التخلص مثلاً خرج إلى المسجد في أيام الحر الشديد أو البرد الشديد أو توضأ في برد شديد هذا معناه.
إذا صلى الرجل خلف آخر و لم ينو الإمامة بما نفتيه ؟
السائل : على قول الحنابلة إذا كان واحد قد صلى خلف من لم ينوي الإمامة نقول صلاتك ... ؟ الشيخ : على مذهب مالك . أما على مذهب الحنابلة لا السائل : الذي يقال في الفتوى ... ؟ الشيخ : لا، الفتوى على أنه يجوز أن ينوي الإمامة في أثناء الصلاة . السائل : طيب يا شيخ لو أتانا واحد الآن قال والله أنا صليت فلما سلم الرجل قال ما نويت الإمامة . الشيخ : لا أنا أفتيه بمذهب مالك ، لو كان هكذا أفتيناه بمذهب مالك.
إذا سئل طالب العلم هل يفتي بما يراه صحيحا أم يفتي بحسب مذهب السائل ؟
السائل : أحسن الله إليكم، إذا كان أحد الناس يعتقد قولاً تبعاً لعلمائه وفي بلده هو ، وسأل أحدنا وهو يعتقد خلاف ما يعتقد هذا السائل ، هل يفتيه بما يعتقده هو أو بما يعتقد علماء السائل ؟. الشيخ : ... سؤال السائل : ... الشيخ : إذا خاف فتنة فلا بأس أن يفتيه سراً ، ويقول هذا سر لأني لا أريد أن أخالف الجماعة ، كما قال بعض العلماء يفتون في مسائل سرية . السائل : ... الشيخ : قلت لك إذا خفت فتنة : إما التفريق بين الناس وإما أن لا يعبؤون بقولك بعد هذا ، يقولون هذا رجل شاذ وليس عنده علم وهذا عنده علم جديد وهذا مذهب ثاني ، وهلم جرا من أقوال العوام ، المهم ينظر المصلحة. الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم سبق لنا مسألة الوصال وأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى أولئك الذين يريدون أن يواصلوا سماهم المتعمقين مما يدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يشدد على نفسه في دين الله وقد يسر الله عليه. وسألنا سائل البارحة وهو مسعود قال : يعني كيف نجيب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( أجرك على قدر نصبك ) وقلنا له أن هذا إذا كان الإنسان يشق عليه أن يأتي بالعبادة على حسب الشرع ، فإنه يزاد له في أجره ، أما أن يتعب نفسه فيما ليس بمشروع فهذا لا ينبغي نعم . القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال المترجم رحمه الله لصحيح مسلم : باب بيان القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته .