القارئ : " قوله : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المُعَرَّس وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ، ويخرج من الثنية السفلى ، قيل : إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه المخالفة في طريقه داخلًا وخارجًا ، تفاؤلًا بتغير الحال إلى أكمل منه ، كما فعل في العيد ، وليشهد له الطريقان ، وليتبرك به أهلهما ، ومذهبنا أنه يستحب دخول مكة من الثنية العليا والخروج منها من السفلى لهذا الحديث ، ولا فرق بين أن تكون هذه الثنية على طريقه كالمدني والشامي أو لا تكون كاليمني. فيستحب لليمني وغيره أن يستدير ، ويدخل مكة من الثنية العليا. وقال بعض أصحابنا : إنما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لأنها كانت على طريقه ، ولا يستحبُّ لمن ليست على طريقه كاليمني ، وهذا ضعيف ، والصواب الأول ، وهكذا يستحب له أن يخرج من بلده من طريق ويرجع من أخرى لهذا الحديث. وقوله : ( المُعَرَّس ) هو بضم الميم وفتح العين المهملة والراء المشددة ، وهو موضع معروف بقرب المدينة على ستة أميالٍ منها. قوله : ( العليا التي بالبطحاء ) هي بالمد ، ويقال لها : البطحاء والأبطح ، وهو بجنب المُحَصَّب ، وهذه الثنية ينحدر منها إلى مقابر مكة. قوله في حديث عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة ) هكذا ضبطناه بفتح الكاف وبالمد ، وهكذا هو في نسخ بلادنا ، وكذا نقله القاضي عياض عن رواية الجمهور ، قال : وضبطه السمرقندي بفتح الكاف والقصر. قوله : ( قال هشام ) يعني ابن عروة ، فكان أبي يدخل منهما كليهما ، وكان أبي أكثر ما يدخل من كداء. اختلفوا في ضبط كداء هذه ، قال جمهور العلماء بهذا الفن : كداء بفتح الكاف وبالمد ، هي الثنية التي بأعلى مكة ، وكُدى بضم الكاف وبالقصر هي التي بأسفل مكة. وكان عروةُ يدخل من كليهما ، وأكثر دخوله من كَداء ، بفتح الكاف ، فهذا أشهر ، وقيل : بالضم ، ولم يذكر القاضي عياض غيره ". الشيخ : على كل حال الذي أريد أن أنبِّه عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخالف الطريق في خروجه من المدينة ودخوله فهل كان يفعل هذا في كل ما خرج ودخل ، أو في دخوله وخروجه من الحج ؟ ظاهر السياق حيث قرَّر بعضها البعض أن ذلك في الحج ، وأنه إذا خرج للغزوات وما أشبه ذلك فإنه يخرج من الطريق المُتيسِّر ، ويدخل من الطريق المتيسر. وأما كَداء وكُدا فيقال : افتح وادخل ، ويقال : ضم واخرج فتقول : كَدَاء بالفتح والمد ، وكُدى بالضم والقصر.
حدثنا محمد بن المثنى وابن أبي عمر جميعا عن بن عيينة قال بن المثنى حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها
القارئ : حدّثنا محمّد بن المثنّى ، وابن أبي عمر ، جميعًا عن ابن عيينة ، قال ابن المثنّى : حدّثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : ( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا جاء إلى مكّة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها ).
وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة قال هشام فكان أبي يدخل منهما كليهما وكان أبي أكثر ما يدخل من كداء
القارئ : وحدّثنا أبو كريبٍ ، حدّثنا أبو أسامة ، عن هشامٍ بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، ( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل عام الفتح من كداءٍ من أعلى مكّة ) قال هشامٌ : ( فكان أبي يدخل منهما كليهما ، وكان أبي أكثر ما يدخل من كداءٍ ).
حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد قالا حدثنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله أخبرني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات بذي طوى حتى أصبح ثم دخل مكة قال وكان عبد الله يفعل ذلك وفي رواية بن سعيد حتى صلى الصبح قال يحيى أو قال حتى أصبح
القارئ : حدّثني زهير بن حربٍ ، وعبيد الله بن سعيدٍ قالا : حدّثنا يحيى وهو القطّان ، عن عبيد الله ، قال أخبرني نافعٌ ، عن ابن عمر : ( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بات بذي طوًى حتّى أصبح ، ثمّ دخل مكّة ) قال : وكان عبد الله يفعل ذلك ، وفي رواية ابن سعيدٍ ( حتّى صلّى الصّبح )، قال يحيى : أو قال : ( حتّى أصبح ).
وحدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد حدثنا أيوب عن نافع أن بن عمر كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ثم يدخل مكة نهارا ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله
القارئ : وحدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ ، حدّثنا حمّادٌ ، حدّثنا أيّوب ، عن نافعٍ ، أنّ ابن عمر : ( كان لا يقدم مكّة إلّا بات بذي طوًى ، حتّى يصبح ويغتسل ثمّ يدخل مكّة نهارًا ، ويذكر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه فعله ).
وحدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثني أنس يعني بن عياض عن موسى بن عقبة عن نافع أن عبد الله حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي طوى ويبيت به حتى يصلي الصبح حين يقدم مكة ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك على أكمة غليظة ليس في المسجد الذي بني ثم ولكن أسفل من ذلك على أكمة غليظة
القارئ : وحدّثنا محمّد بن إسحاق المسيّبيّ ، حدّثني أنسٌ يعني ابن عياضٍ ، عن موسى بن عقبة ، عن نافعٍ ، أنّ عبد الله ، حدّثه : ( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان ينزل بذي طوًى ويبيت به حتّى يصلّي الصّبح ، حين يقدم مكّة ومصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذلك على أكمةٍ غليظةٍ ، ليس في المسجد الّذي بني ثمّ ، ولكن أسفل من ذلك على أكمةٍ غليظةٍ ).
حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثني أنس يعني بن عياض عن موسى بن عقبة عن نافع أن عبد الله أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل فرضتي الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة يجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد الذي بطرف الأكمة ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل منه على الأكمة السوداء يدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها ثم يصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الطويل الذي بينك وبين الكعبة صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدّثنا محمّد بن إسحاق المسيّبيّ ، قال حدّثني أنسٌ يعني ابن عياضٍ ، عن موسى بن عقبة ، عن نافعٍ ، أنّ عبد الله ، أخبره : ( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استقبل فرضتي الجبل الّذي بينه وبين الجبل الطّويل ، نحو الكعبة ، يجعل المسجد ، الّذي بني ثمّ ، يسار المسجد الّذي بطرف الأكمة ، ومصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسفل منه على الأكمة السّوداء ، يدع من الأكمة عشرة أذرعٍ أو نحوها ، ثمّ يصلّي مستقبل الفرضتين من الجبل الطّويل ، الّذي بينك وبين الكعبة صلّى الله عليه وسلّم ). الشيخ : كل هذه أماكن تخفى علينا ، ولكن لعل أهل مكة يدركونها يعرفونها ، وهي الآن والله أعلم قد ضاعت في البنيان. لكن لو قال قائل : هل إذا اغتسل الإنسان للإحرام في قرن المنازل ثم مشى هل يغني ذلك عن الاغتسال لدخول مكة ؟ الجواب : نعم، لأنه ليس بين قرن والمنازل ومكة الآن بالسيارة إلّا ساعة أو نحوها ، فيكون كالذي يبيت بذي طوى ويغتسل ويدخل مكة. ثم إنهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان الناس يمشون على الإبل والرواحل ، وتحصل الغبرة ، والأذى على الإنسان فيغتسل ، أما الآن فالحمد لله الأمر بخلاف ذلك.
ما رأيكم فيمن قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل مكة من كدا تحقيقا لقول حسان تثير النقع موعدها كداء.؟
السائل : بارك الله فيكم ، ما رأيكم فيمن يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم ، إنما دخل عام الفتح ، من كداء تحقيقاً لقول حسان رضي الله عنه عدمنا خيولنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء ما صحة هذا القول ؟ الشيخ : ما يستبعد أقول لا يستبعد هذا ، ولا يستبعد أيضًا أن هذا أيسر بالنسبة لدخول مكة أمام المشركين ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر العباس أن يحبس أبا سفيان على ثنية الجبل هناك حتى يرى الجنود تمشي.
قوله عمرة في رمضان تعدل حجة هل يستوي فيه جميع أيام رمضان.؟
السائل : عمرة في رمضان في العشر الأواخر لها مزية ؟ الشيخ : لا ليس لها مزية أول رمضان وآخره سواء ( عمرة في رمضان تعدل حجة ). وأيضًا لا مزية لليلة القدر كما يفعله الآن ، كثير من الناس أو أكثرهم -الجهال- يخصون العمرة بليلة السابع والعشرون ، وهذا بدعة لا شك فيه ، لأن تخصيص ليلة القدر بما لما يخصصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة ، وليلة القدر إنما خصت بالقيام ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا وكان يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة وكان بن عمر يفعل ذلك
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا عبد الله بن نميرٍ ، ح وحدّثنا ابن نميرٍ ، قال حدّثنا أبي ، قال حدّثنا عبيد الله ، عن نافعٍ ، عن ابن عمر : ( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا طاف بالبيت الطّواف الأوّل ، خبّ ثلاثًا ومشى أربعًا ، وكان يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصّفا والمروة ) وكان ابن عمر يفعل ذلك.
حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم يعني بن إسماعيل عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج والعمرة أول ما يقدم فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت ثم يمشي أربعة ثم يصلي سجدتين ثم يطوف بين الصفا والمروة
القارئ : وحدّثنا محمّد بن عبّادٍ ، حدّثنا حاتمٌ يعني ابن إسماعيل ، عن موسى بن عقبة ، عن نافعٍ ، عن ابن عمر : ( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا طاف في الحجّ والعمرة ، أوّل ما يقدم ، فإنّه يسعى ثلاثة أطوافٍ بالبيت ، ثمّ يمشي أربعةً ، ثمّ يصلّي سجدتين ، ثمّ يطوف بين الصّفا والمروة ).
وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قال حرملة أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف حين يقدم يخب ثلاثة أطواف من السبع
القارئ : وحدّثني أبو الطّاهر ، وحرملة بن يحيى ، قال حرملة : أخبرنا ابن وهبٍ ، قال أخبرني يونس ، عن ابن شهابٍ ، أنّ سالم بن عبد الله أخبره أنّ عبد الله بن عمر ، قال : ( رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين يقدم مكّة ، إذا استلم الرّكن الأسود ، أوّل ما يطوف حين يقدم ، يخبّ ثلاثة أطوافٍ من السّبع ).
وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي حدثنا بن المبارك أخبرنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجر إلى الحجر ثلاثا ومشى أربعا
القارئ : وحدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان الجعفيّ ، قال حدّثنا ابن المبارك ، أخبرنا عبيد الله ، عن نافعٍ ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : ( رمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الحجر إلى الحجر ثلاثًا ، ومشى أربعًا ).
وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا سليم بن أخضر حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع أن بن عمر رمل من الحجر إلى الحجر وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله
القارئ : وحدّثنا أبو كاملٍ الجحدريّ ، حدّثنا سليم بن أخضر ، حدّثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافعٍ : ( أنّ ابن عمر ، رمل من الحجر إلى الحجر ، وذكر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعله ).
وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال قرأت على مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه ثلاثة أطواف
القارئ : وحدّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنبٍ ، حدّثنا مالكٌ ، ح وحدّثنا يحيى بن يحيى ، -واللّفظ له- قال : قرأت على مالكٍ ، عن جعفر بن محمّدٍ ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، أنّه قال : ( رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رمل من الحجر الأسود ، حتّى انتهى إليه ، ثلاثة أطوافٍ ).
وحدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك وابن جريج عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل الثلاثة أطواف من الحجر إلى الحجر
القارئ : وحدّثني أبو الطّاهر ، أخبرنا عبد الله بن وهبٍ ، أخبرني مالكٌ ، وابن جريجٍ ، عن جعفر بن محمّدٍ ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله : ( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رمل الثّلاثة أطوافٍ ، من الحجر إلى الحجر ).
حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الجريري عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس أرأيت هذا الرمل بالبيت ثلاثة أطواف ومشي أربعة أطواف أسنة هو فإن قومك يزعمون أنه سنة قال فقال صدقوا وكذبوا قال قلت ما قولك صدقوا وكذبوا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة فقال المشركون إن محمدا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهزل وكانوا يحسدونه قال فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثا ويمشوا أربعا قال قلت له أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكبا أسنة هو فإن قومك يزعمون أنه سنة قال صدقوا وكذبوا قال قلت وما قولك صدقوا وكذبوا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر عليه الناس يقولون هذا محمد هذا محمد حتى خرج العواتق من البيوت قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه فلما كثر عليه ركب والمشي والسعي أفضل
القارئ : حدّثنا أبو كاملٍ فضيل بن حسينٍ الجحدريّ ، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ ، حدّثنا الجريريّ ، عن أبي الطّفيل ، قال : قلت لابن عبّاسٍ : ( أرأيت هذا الرّمل بالبيت ثلاثة أطوافٍ ، ومشي أربعة أطوافٍ ، أسنّةٌ هو ؟ فإنّ قومك يزعمون أنّه سنّةٌ ، قال فقال : صدقوا ، وكذبوا ، قال قلت : ما قولك : صدقوا وكذبوا ؟! قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قدم مكّة ، فقال المشركون : إنّ محمّدًا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهزال ، وكانوا يحسدونه ، قال : فأمرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يرملوا ثلاثًا ، ويمشوا أربعًا ، قال : قلت له : أخبرني عن الطّواف بين الصّفا والمروة راكبًا ، أسنّةٌ هو ؟ فإنّ قومك يزعمون أنّه سنّةٌ ، قال : صدقوا وكذبوا ، قال قلت : وما قولك : صدقوا وكذبوا ؟ ! قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كثر عليه النّاس ، يقولون : هذا محمّدٌ هذا محمّدٌ ، حتّى خرج العواتق من البيوت. قال : وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يضرب النّاس بين يديه ، فلمّا كثر عليه ركب والمشي والسّعي أفضل ).
وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن بن أبي حسين عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس إن قومك يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل بالبيت وبين الصفا والمروة وهى سنة قال صدقوا وكذبوا
القارئ : وحدّثنا ابن أبي عمر ، قال حدّثنا سفيان ، عن ابن أبي حسينٍ ، عن أبي الطّفيل قال : قلت لابن عبّاسٍ : ( إنّ قومك يزعمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رمل بالبيت ، وبين الصّفا والمروة وهي سنّةٌ ، قال : صدقوا وكذبوا ).
وحدثني محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن عبد الملك بن سعيد بن الأبجر عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس أراني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصفه لي قال قلت رأيته عند المروة على ناقة وقد كثر الناس عليه قال فقال بن عباس ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم كانوا لا يدعون عنه ولا يكرهون
القارئ : وحدّثني محمّد بن رافعٍ ، حدّثنا يحيى بن آدم ، حدّثنا زهيرٌ ، عن عبد الملك بن سعيد بن الأبجر ، عن أبي الطّفيل ، قال : قلت لابن عبّاسٍ : ( أراني قد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال : فصفه لي ، قال قلت : رأيته عند المروة على ناقةٍ ، وقد كثر النّاس عليه قال : فقال ابن عبّاسٍ : ذاك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، إنّهم كانوا لا يدعّون عنه ولا يكهرون ). في بعضها يكهرون وهو الانتهار قال القاضي : وهذا أصله وقال وهو رواية الفارسي والأول رواية ابن ماهان والعذري. الشيخ : والله مو الظاهر يكهرون أحسن بقرينة قوله ( لا يدعون ) يعني ما يدفعون بالشدة والعنف بالفعل ، ( ولا يكهرون ) بالقول والنهر.
وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد يعني بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة وقد وهنتهم حمى يثرب قال المشركون إنه يقدم عليكم غدا قوم قد وهنتهم الحمى ولقوا منها شدة فجلسوا مما يلي الحجر وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط ويمشوا ما بين الركنين ليرى المشركون جلدهم فقال المشركون هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم هؤلاء أجلد من كذا وكذا قال بن عباس ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم
القارئ : وحدّثني أبو الرّبيع الزّهرانيّ ، حدّثنا حمّادٌ يعني ابن زيدٍ ، عن أيّوب ، عن سعيد بن جبيرٍ ، عن ابن عبّاسٍ ، قال : ( قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه مكّة ، وقد وهنتهم حمّى يثرب ، قال المشركون : إنّه يقدم عليكم غدًا قومٌ قد وهنتهم الحمّى ، ولقوا منها شدّةً ، فجلسوا ممّا يلي الحجر ، وأمرهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يرملوا ثلاثة أشواطٍ ، ويمشوا ما بين الرّكنين ، ليرى المشركون جلدهم ، فقال المشركون : هؤلاء الّذين زعمتم أنّ الحمّى قد وهنتهم ، هؤلاء أجلد من كذا وكذا . قال ابن عبّاسٍ : ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلّها ، إلّا الإبقاء عليهم ).
وحدثني عمرو الناقد وابن أبي عمر وأحمد بن عبدة جميعا عن بن عيينة قال بن عبدة حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن بن عباس قال إنما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورمل بالبيت ليري المشركين قوته
القارئ : وحدّثني عمرٌو النّاقد ، وابن أبي عمر ، وأحمد بن عبدة ، جميعًا عن ابن عيينة ، قال ابن عبدة : حدّثنا سفيان ، عن عمرٍو ، عن عطاءٍ ، عن ابن عبّاسٍ ، قال : ( إنّما سعى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورمل بالبيت ، ليري المشركين قوّته ). الشيخ : في هذا الحديث بيان بأصل الرمل ، وأن المقصود به إغاظة المشركين ، لأن المشركين في عمرة القضاء جلسوا عن شمال الكعبة ليشتموا في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وجعلوا يقولون : يقدم عليكم قوم وهنتهم حمى يثرب ، يعني أضعفتهم. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يرملوا الأشواط الثلاثة من الحجر إلى الركن اليماني فقط ، ويمشوا ما بين الركنين ، هذا في عمرة القضاء ، لأنهم إذا كانوا بين الركنين انحجبوا بالكعبة عن المشركين ، والمقصود إغاظتهم لكن في حجة الوداع رمل من الحجر إلى الحجر. ولم يكن الرمل في الأشواط الأربعة لأنه لو كان كذلك لانقطع على شفع لا على وتر ، ولم يكن خمسة لأن في ذلك مشقة ولم يكن لاثنين لأنه ينقطع على شفع. فصار أنسب ما يكون على ثلاثة أشواط ولأن العدد ثلاثة له اعتبار في الشريعة في كثير من الأمور.
باب استحباب استلام الركنين اليمانيين في الطواف دون الركنين الآخرين
القارئ : قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الحج ، في باب استحباب استلام الركنين اليمانيين في الطواف دون الركنين الآخرين. الشيخ : سبق أن الرسول صلى الله عليه وسلم رمل في الأشواط الثلاثة من أجل أن يرى المشركين قوته ، فيغيظهم بذلك. وفي هذا دليل على أن المشركين يغتاظون بكل قوة للمسلمين وأنه يندب للمسلم أن يغيظ الكفار بكل ما يستطيع ، من قوة فطرية أو عقلية أو إنتاجية أو غير ذلك ، لأن هذا ينال به الإنسان أجرا كما قال تعالى : (( ولا يطأون مؤطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح )). وأما هذا الموضوع ... فهو استحباب استلام الركنين اليمانيين في الطواف دون الركنين الآخرين ، والحكمة من ذلك أن الركنين اليمانيين هما اللذان على قواعد إبراهيم ، وأما الغربي والشمالي فإنهما ليسا على قواعد إبراهيم ، ولذلك فإن استلام الركنين اليمانيين هما الأفضل. هذا بالنسبة لأصل المشروع ، أما بالنسبة لنا فإننا نتأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد قال عمر رضي الله عنه وهو يقبل الحجر : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة حدثنا ليث عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أنه قال لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح من البيت إلا الركنين اليمانيين
القارئ : حدّثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا اللّيث ، ح وحدّثنا قتيبة ، قال حدّثنا ليثٌ ، عن ابن شهابٍ ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر ، أنّه قال : ( لم أر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح من البيت ، إلّا الرّكنين اليمانيين ).
وحدثني أبو الطاهر وحرملة قال أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن سالم عن أبيه قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم من أركان البيت إلا الركن الأسود والذي يليه من نحو دور الجمحيين
القارئ : وحدّثني أبو الطّاهر ، وحرملة ، قال أبو الطّاهر : أخبرنا عبد الله بن وهبٍ ، أخبرني يونس ، عن ابن شهابٍ ، عن سالمٍ ، عن أبيه ، قال : ( لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يستلم من أركان البيت إلّا الرّكن الأسود ، والّذي يليه ، من نحو دور الجمحيّين ).
وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا خالد بن الحارث عن عبيد الله عن نافع عن عبد الله ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يستلم إلا الحجر والركن اليماني
القارئ : وحدّثنا محمّد بن المثنّى ، حدّثنا خالد بن الحارث ، عن عبيد الله ، عن نافعٍ ، عن عبد الله ، ( ذكر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لا يستلم إلّا الحجر والرّكن اليماني ).
وحدثنا محمد بن المثنى وزهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد جميعا عن يحيى القطان قال بن المثنى حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن بن عمر قال ما تركت استلام هذين الركنين اليماني والحجر مذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما في شدة ولا رخاء
القارئ : وحدّثنا محمّد بن المثنّى ، وزهير بن حربٍ ، وعبيد الله بن سعيدٍ ، جميعًا عن يحيى القطّان ، قال ابن المثنّى : حدّثنا يحيى ، عن عبيد الله ، حدّثني نافعٌ ، عن ابن عمر ، قال : ( ما تركت استلام هذين الرّكنين اليماني ، والحجر ، مذ رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يستلمهما ، في شدّةٍ ولا رخاءٍ ). الشيخ : هو هذا نفسه هو هذا يدل على شدة التمسك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بالسنة ، واحتياطه لها ، وفي هذا الحديث استلام الركنين كما سمعتم ، أما الركن الذي فيه الحجر فلاستلام الحجر خاصة وأما الركن اليماني فاستلم حيث حاذيت ، فإن كنت قصيرًا فسوف يكون استلامك نازلًا ، وإن كنت طويلًا فسوف يكون استلامك عاليًا. وكل الركن محل لاستلام ، والاستلام قال العلماء هو إمرار اليد عليه وينبغي أن يكون ذلك باليمين ، لأنها عبادة والعبادة اليمين تقدم لما فيه الإكرام والتعظيم ، أما ما يفعله بعض الكسالى يمر بالركن اليماني ثم يقول هكذا بيده وهو مار باليد اليسرى فهذا جهل منه. فالمسح إذن باليمين ، في الركن اليماني امسح من فوق ومن تحت ليس له حد معين ، المسح باليمين في الحجر الأسود ، لكنه مختص بمكان معين ، وهو الحجر.
السائل : ... . الشيخ : يمسح بيده لكن فيما أظن ساعتي الآن أن كل الذي يمكن الذي يمسح عليه مكشوف ، اللهم إلّا أن يكون رجلًا عملاقًا طويلًا جدًّا هذا قد يمسح ما كان مستورا.
إغاظة الكفار هل تختص بالكافر المعاهد أو المحارب فقط.؟
السائل : ... ؟ الشيخ : الآيات عامة، كل كافر يسوء بما يسر المسلم فلا ضير. السائل : دعوتهم للإسلام ... ؟ الشيخ : تدعوهم إلى الإسلام وفي نفس الوقت تفعل ما يغيظهم تجمع بين الحزم والقوة وبين اللين والدعوة .
هل علة الرمل في الثلاثة أشواط الأولى زالت فلا رمل.؟
السائل : ... في الأحاديث السابقة من أن العلة هو إغاظة الكفار وإظهار قوة المسلمين وهذه العلة معدومة ... ؟ الشيخ : هذا ورِد أظنه على عمر رضي الله عنه وقال : إنا فعلنا ذلك ونحن ... في حجة الوداع ما فيه إغاظة الكفار ولا شيء ، لكن ليتذكر الإنسان ، أولًا بالنسبة لنا أهم شيء أنه أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم لا مانع أن نتذكر سبب المشروعية. السائل : ... ؟ الشيخ : يتعبد به أم يفعلها هكذا ؟ السائل : يستحسن شيئا ... ؟ الشيخ : لو كان كل إنسان يرى أن هذا عبادة و... ويرى أن هذا مشروعًا لتشتت الأمة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير جميعا عن أبي خالد قال أبو بكر حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع قال رأيت بن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبل يده وقال ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن نميرٍ جميعًا عن أبي خالدٍ ، قال أبو بكرٍ : حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر ، عن عبيد الله ، عن نافعٍ ، قال : ( رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ، ثمّ قبّل يده ، وقال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعله ). الشيخ : إذن هذه حال من أحوال تعظيم الحجر أو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أعلاها الاستلام والتقبيل ، ثم الاستلام باليد وتقبيل اليد ، ثم الإشارة ، ولا تقبّل إذا أشار فإنه لا يقبل يده لأنها لم تمس الحجر. لو قال قائل : إذا كان استلام الحجر باليد وتقبيل اليد بعده محبوبًا إلى الله عز وجل فإن حرمة المسلم عند الله أعلى من حرمة الحجر. أفلا نتمسح بالإنسان ونقبل أيدينا ؟ الجواب : المؤمن أعظم عند الله ، إذن إذا كان الحجر دون المؤمن ، ويقبل وتقبل اليد إذا مسحته فلماذا لا يكون كذلك المسلم ؟! الجواب : العبادة توقيفية. لكن يبدو لي أن بعض العامة يظنون هذا ، لأنا نشاهدهم في الحرم يستلمون بعض الأئمة ويقبلون أيديهم بعد استلام أيديهم ، وتجده كأنه الحجر الأسود يستلم رأسه ، ويستلم كتفه ، ويستلم ويقبله هذا عند علمائهم أي أن علماؤهم عودوهم عن هذا ما أدري. السائل : ... ؟ الشيخ : الله يعافيهم ويهديهم إلى الصواب.
وحدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن قتادة بن دعامة حدثه أن أبا الطفيل البكري حدثه أنه سمع بن عباس يقول لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم غير الركنين اليمانيين
القارئ : وحدّثني أبو الطّاهر ، أخبرنا ابن وهبٍ ، أخبرنا عمرو بن الحارث ، أنّ قتادة بن دعامة ، حدّثه أنّ أبا الطّفيل البكريّ ، حدّثه أنّه ، سمع ابن عبّاسٍ ، يقول : ( لم أر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، يستلم غير الرّكنين اليمانيين ).
وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس وعمرو ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثني بن وهب أخبرني عمرو عن بن شهاب عن سالم أن أباه حدثه قال قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال أم والله لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك زاد هارون في روايته قال عمرو وحدثني بمثلها زيد بن أسلم عن أبيه أسلم
القارئ : وحدّثني حرملة بن يحيى ، أخبرنا ابن وهبٍ ، أخبرني يونس ، وعمرٌو ، ح وحدّثني هارون بن سعيدٍ الأيليّ ، قال حدّثني ابن وهبٍ ، قال أخبرني عمرٌو ، عن ابن شهابٍ ، عن سالمٍ ، أنّ أباه ، حدّثه قال : ( قبّل عمر بن الخطّاب الحجر ، ثمّ قال : أم والله ، لقد علمت أنّك حجرٌ ، ولولا أنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقبّلك ما قبّلتك ) زاد هارون في روايته : قال عمرٌو : وحدّثني بمثلها زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم. الشيخ : في هذا دليل على أن مثل هذه الأمور يتوقف فيها على التأسي فقط ، ولا تعل ، ولكن نعلم أنه حجر لا ينفع ولا يضر ، يعني لا ينفع من عظمه ، ولا يضر من خذله لأنه حجر. وأما ما يفعله بعض العوام الآن تجده في وقت السعة يأتي بأطفاله ثم يمسح الحجر ويمسح على رءوسهم وصدورهم ، فهذا بدعة يجب أن ينبه الإنسان على ذلك ويقال إن هذا لا أصل له وهو بنفسه حجر لا نفع فيه ، ولا ضر لكن من تمام التذلل والتعبد لله أن يتعبد الإنسان بشيء لا يعرف معناه ، وكأنه يقول : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )).
وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر أن عمر قبل الحجر وقال إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك
القارئ : وحدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ ، عن أيّوب ، عن نافعٍ ، عن ابن عمر ، ( أنّ عمر ، قبّل الحجر ، وقال : إنّي لأقبّلك وإنّي لأعلم أنّك حجرٌ ، ولكنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقبّلك ).
حدثنا خلف بن هشام والمقدمي وأبو كامل وقتيبة بن سعيد كلهم عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال رأيت الأصلع يعني عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويقول والله إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر وأنك لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك وفي رواية المقدمي وأبي كامل رأيت الأصيلع
القارئ : حدّثنا خلف بن هشامٍ ، والمقدّميّ ، وأبو كاملٍ ، وقتيبة بن سعيدٍ ، كلّهم عن حمّادٍ ، قال خلفٌ : حدّثنا حمّاد بن زيدٍ ، عن عاصمٍ الأحول ، عن عبد الله بن سرجس ، قال : ( رأيت الأصلع يعني عمر بن الخطّاب يقبّل الحجر ويقول : والله ، إنّي لأقبّلك ، وإنّي أعلم أنّك حجرٌ ، وأنّك لا تضرّ ولا تنفع ، ولولا أنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبّلك ما قبّلتك ) وفي رواية المقدّميّ وأبي كاملٍ رأيت الأصيلع. الشيخ : أما الأصلع فظاهر أنه صيغة مكبرة ، وهذه ليست عيبًا، لأن الصلع عند العرب محمود. كما قال الشاعر .