ما العمل إذا سكتت البكر حياء و هي لا تريد هذا الرجل ؟
السائل : ما العمل إذا سكتت البكر حياء وخجلا ولكن لا تريد أن تتزوج، لكنها سكتت حياء؟ الشيخ : نحن لا نقضي إلا بما نسمع، ما دام النبي صلى الله عليه وسلم جعل سكوتها إذنا نأخذ به. السائل : الأيم .. الشيخ : نعم؟ السائل : الأيم .. السائل : .. الشيخ : الله أعلم ، .. ، نعم.
وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بهذا الإسناد وقال الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر يستأذنها أبوها في نفسها وإذنها صماتها وربما قال وصمتها إقرارها .
القارئ : وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بهذا الإسناد وقال ( الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر يستأذنها أبوها في نفسها وإذنها صماتها وربما قال وصمتها إقرارها ). الشيخ : هنا نص على، على أيش؟ الطالب : الأب. الشيخ : الأب .. البكر فدل هذا على أن قول بعض أهل العلم أن البكر يجبرها أبوها قول ضعيف ليس له أصل ، بل السنة تخالفه، فلا يجوز للإنسان أن يزوج موليته بدون إذنها أو بغير رضاها سواء كان الأب أو الأخ أو الإبن أو غيرهم، نعم.
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال : حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : وجدت في كتابي عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين قالت : فقدمنا المدينة فوعكت شهرا فوفى شعري جميمة فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت : هه هه حتى ذهب نفسي فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه .
القارئ : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: وجدت في كتابي عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: ( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين، قالت: فقدمنا المدينة فوعكت شهرا فوفى شعري جميمة فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت: هه هه حتى ذهب نفسي، فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه ). الشيخ : قوله رحمه الله باب، قول المترجم باب تزويج الأب البكر الصغيرة، يعني هل يجوز أو لا يجوز؟ هذا الحديث يدل على أنه بجوز لأن أبا بكر رضي الله عنه زوج ابنته عائشة ولها ست سنوات صغيرة، لكن يبدو أنها ترضى أو لا ترضى؟ نعم ترضى بلا شك، طيب لننظر في الحديث، قالت تزوجني رسول الله لست سنين، اللام للتوقيت فهي كقوله تعالى (( أقم الصلاة لدلوك الشمس )) أي في هذا الوقت، لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين، يعني بقي ثلاث سنوات وهي زوجته لم يدخل عليها، قالت فقدمنا المدينة فوعكت شهرا فوفى شعري جميمة يعني كأنه تمزق شيء من شعرها، وقصر وضعف، فأتتني أم رومان وهي أمها فأخذت بيدي، نعم فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي، أرجوحة يعني لعبة من الألعاب يلعبها الصبيان لأنها صغيرة بنت تسع سنوات تلعب مع الفتيات ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها، يعني نادتني برفع صوت وما أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب، فقلت هه هه حتى ذهب نفْسي وإلا نفَسي عندكم؟ نفَسي يعني كأنها ارتاعت رضي الله عنها، صرخت بها وأخذت بيدها وكأنها لم تكلمها حتى أوقفتها على الباب، فقالت هه هه يعني نفسها ثار فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر، هذه من التهنئة المعروفة عند العرب، وهناك تهنئة أخرى وهي بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير، فإن قال الإنسان الثانية فهو أحسن وإن قال ما يناسب فلا بأس، فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه.
فوائد حديث : ( ... فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه ) .
الشيخ : في هذا دليل على أن الزوجة تأتي إلى بيت زوجها ليتسلمها، وكان عادة الناس عندنا أن الزوج يأتي إلى الزوجة في بيت أهلها ولا أدري هل هذا عام في جميع البلاد أو لا؟ نعم؟ الطالب : .. في بلادنا الزوجة تذهب إلى بيت الزوج. الشيخ : يعني الزوجة يذهب بها إلى الزوج، كان عندنا بالعكس الزوج هو الذي يأتي إلى الزوجة، أما الآن بواسطة قصور الأفراح كما يقولون فإنه لا يأتي الزوج ولا الزوجة، كلاهما يأتي إلى هذا القصر ويتسلمها في القصر، فهذه من الأمور المعتادة العادية، لكن قال بعض العلماء إذا كان الزوج ينتظر زوجته ليسلم إياها فإنه يعذر بترك الجماعة يعني مثلا لو قال يسلمها ذاك الليلة وانتظرهم بعد صلاة المغرب حتى جاء وقت صلاة العشاء وهم لم يأتوا فهو ينتظرهم قالوا إنه يعذر بترك الجماعة، أخذوا هذا من قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافع الأخبثان ) وقالوا إن انشغال القلب بانتظار المرأة لتسلم له أشد من اشتغاله بأيش؟ بالطعام، نعم، في هذا الحديث دليل على أنه يجوز للأب أن يزوج ابنته الصغيرة، والبنت الصغيرة التي دون التسع ليس لها إذن معتبر، فهل نأخذ بهذا على العموم أو نقول هذا إذا وجد ولم يوجد مثل هذه القضية؟ الجواب الثاني، هذا لا يؤخذ على العموم، لا سيما في وقتنا الحاضر حيث كانت النساء كالسلع عند أوليائهن يبيعها الإنسان على من شاء ومتى شاء ولا يبالي، وعلى هذا فنقول لا يجوز أن يزوج الإنسان ابنته الصغيرة مطلقا، لماذا؟ لأنها الصغيرة ليس لها إذن، ولا تدري عن هذا الأمر، لو استأذن الإنسان ابنته التي لها ست سنوات وقال تبين نزوجك، ما تدري وش الزواج أصلا فليس لها إذن، إذا بلغت التسع صار لها إذن، وعلى هذا لا يزوجها إلا بإذنها وموافقتها، هذا هو الذي تقتضيه الأدلة الشرعية ولا سيما في وقتنا الحاضر وفقدان الأمانة واتباع الهوى، نعم.
وحدثنا يحيى بن يحيى قال : أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة ح وحدثنا ابن نمير واللفظ له قال : حدثنا عبدة هو بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين .
القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة ح وحدثنا ابن نمير واللفظ له قال: حدثنا عبدة هو بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: ( تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين ).
وحدثنا عبد بن حميد قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهى بنت سبع سنين وزفت إليه وهى بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة .
القارئ : وحدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهى بنت سبع سنين وزفت إليه وهى بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة ). الشيخ : الله أكبر! لعبها معها، لأنها صغيرة واللعب عند البنات الصغار من أحب ما يكون، تأتي لها بسيارة ما تقبلها تأتي لها بشيء آخر ما تقبله، ما تقبل إلا البنت، اللعبة وتجدها تغني عليها وتلبسها، وإذا كان يمكن أن تغسلها غسلتها، وتضعها عند المكيف وتفتح المكيف لها في أيام الحر، من أجل أن تبرد، في أيام الشتاء تغمرها بالأغطية نعم، ولا شك أن هذا يدخل السرور على البنت وهو من حكمة الله عز وجل، من أجل أن تعتاد الحنو على أولادها، ولهذا لا نجد هذه الرغبة في الذكور، لا نجد الرغبة نجدها في الإناث، وهذه من حكمة الله عز وجل.
فوائد حديث : ( ... عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهى بنت سبع سنين وزفت إليه وهى بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة ) .
الشيخ : ففي هذا دليل على جواز استعمال اللعب للبنات الصغار، لكن هل المراد اللعب اللاتي على شكل الإنسان من كل وجه، كما يوجد في لعب البلاستيك حتى إن بعضهن تتكلم فيها مسجل من داخل يتكلم، وبعضهن أيضا يمشي، فيه زمبلة نعم يحرك القدمين تمشي، هل نقول بجواز مثل هذا أو نقول لا بد أن تكون بعيدة عن مشابهة خلق الله؟ لا شك أن الأفضل يعني الجواب لا شك أن الأفضل أن تكون بعيدة عن مشابهة خلق الله، وقد ظهر الآن في الآونة الأخيرة والحمد لله ظهر لعب لها يد ولها رجل ولها رأس لكنها ليس لها وجه مخطط بهذا الشكل وليس لها صوت فهذه أحسن ويحصل بها المقصود، وفيه دليل على حسن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام، لأن عائشة معها هذه اللعب ربما تغفل عن حق الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداري أهله ويعاملهم بالحسنى ويقول ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) نعم.
وحدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى وإسحاق : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت ست وبنى بها وهى بنت تسع ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة .
القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى وإسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: ( تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت ست وبنى بها وهى بنت تسع ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة ).
فوائد حديث : ( ... عن عائشة قالت : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت ست وبنى بها وهى بنت تسع ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة ) .
الشيخ : في هذا دليل على ما تقدم وفيه أيضا دليل على جواز تاخير الدخول عن العقد وأنه لا يشترط في الدخول أن يلي العقد، لكن هل الأفضل هذا أو الأفضل أن يكون العقد عند الدخول؟ الأفضل أن يكون العقد عند الدخول، لئلا يتعلق قلب الإنسان ولأنه ربما إذا تأخر عن الدخول عن العقد يحصل طلاق أو يحصل موت أو ما أشبه ذلك، لكن إذا كان العقد عند الدخول فهو أحسن، بعض الناس يقدم يخشى من تغير الأحوال، يعني مثلا يقول الآن سمحت الفرصة فأعطوني ما خطبت فلأبادر بهذا لئلا تتغير الأحوال، فيقال لا بأس بادر لكن لو تتغير الأحوال لكان الأمر أشد، لأنهم سيحاولون أن يفصلوا بين الرجل وبين زوجته فيكون الأمر أشد، وعلى كل حال فالمختار أن الإنسان لا يعقد إلا عند الدخول وإن تقدم العقد فلا بأس، نعم.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لزهير قالا : حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني قال : وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لزهير قالا: حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: ( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني ) قال: " وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال ".
فوائد حديث : ( ... عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال ... )
الشيخ : إنما ذكرت هذا لأن شوالا وهو الشهر الذي بعد رمضان كان في الجاهلية محل شؤم وتطير ويقولون إن المرأة إذا تزوجت في هذا الشهر لم توفق في زواجها، فأرادت عائشة رضي الله عنها أن تبين أن هذه عقيدة باطلة وأنه لا شؤم ولا تطير لا في الزمان ولا في المكان ولا في الأشخاص ولا في الأحوال، الأمر كله بيد من؟ بيد الله عز وجل، فهي تقول حصل العقد في شوال والدخول في شوال ومع ذلك كانت عائشة أحظى نسائه عنده عليه الصلاة والسلام، فبطل ما كان يعتقده أهل الجاهلية، وأما قول المترجم استحباب ذلك في شوال فهذا نعم يستحب في شوال إذا كان المقصود به إزالة عقيدة فاسدة، وأما إذا لم يكن هناك سبب يقتضي أن يكون في شوال فإن شوالا وغيره من الشهور على حد سواء، لكن ينبغي أقوله تفقها من عندي أن لا يكون الدخول في شعبان، بالنسبة للشباب ولا في رمضان من باب أولى، لأن بعض الشباب إذا كان قريب عهد بعرس فإنه لا يملك نفسه أن يفسد صومه ويجامع أهله والشيطان يؤزه ويجعل له رغبة شديدة في النهار وفي الليل ربما يكون أسكن، لأن الشيطان يؤز الإنسان على ما كان حراما عليه، ولهذا كم من أناس تحصل لهم هذه المسألة يتزوجون قرب رمضان ثم يحصل الوطء والجماع في نهار رمضان، لكن بعضهم يتحيل يقول نسافر جميعا والسفر يباح فيه الفطر ويباح فيه الجماع، فما رأيكم في هذا؟ هذا حرام، يحرم السفر ويحرم الفطر ويحرم الجماع، وبعضهم يقول سنسافر فإذا انتصف في الطريق وأتى إلى قرية نزل بالقرية وقضى حاجته مع أهله ثم قال استخرنا وعدلنا عن السفر، نعم هذا وقع يعني سئلنا عنه، نسأل الله العافية، تلاعب بشرع الله، وهذا حرام، الآن وش تكلف؟ تكلف شد رحل ثم لم يفعل إلا مرة أو مرتين أو قل عشرا في يوم، ورجع إلى بلده، ولو أنه استعاذ من الشيطان وتصبر، والحمد لله إذا كان لا يستطيع أن يملك نفسه لا يدخل البيت يكون في المسجد مع أصحابه في المكتبة حتى يأتي الليل والحمد لله الذي أباح النساء في الليل (( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم )) المهم أن هذا الذي أرى تفقها مني أنه لا ينبغي أن يكون الدخول قرب رمضان ولا في رمضان، أما في رمضان فالحمد لله بالنسبة لبلادنا لا يوجد أحد يدخل في رمضان، لكن قرب رمضان يوجد لكن التأخير أحسن، أو التقديم يعني يكون بعد رمضان الدخول أو قبله بمدة.
فوائد حديث : ( ... فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني ) .
الشيخ : ذكرنا أن عائشة رضي الله عنها كانت أحظى نساء الرسول عليه الصلاة والسلام عنده، فهل هي أحظى من خديجة أو خديجة أحظى؟ نقول إنهما لم يجتمعا في نكاح لأن تزوج الرسول عليه الصلاة والسلام بعائشة بعد خديجة وحينئذٍ لا يمكن الحكم بأن هذه أحظى أو هذه أحظى، فإن قال قائل: أيهما أفضل لا أيهما أحظى يعني الحظية عرفنا أنها غير ممكنة لكن أيهما أفضل؟ قلنا كل واحدة منهما لها مزية لا تدركها الأخرى، خديجة رضي الله عنها كانت أم أكثر أولاده كل أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم منها إلا واحدا وهو إبراهيم رضي الله عنه، وأيضا خديجة عاضدت النبي صلى الله عليه وسلم في أول الدعوة وناصرته بمالها ونفسها وأيضا خديجة لم يتزوج عليها حتى ماتت، وأيضا كان يذكرها عليه الصلاة والسلام بعد موتها، ويهدي اللحم إلى صديقاتها، كل هذه مزايا عظيمة لخديجة رضي الله عنها، لكن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لا أحد يشك في أنها من أحب بل أحب نسائه اللاتي شاركنها في النكاح أحب نسائه إليه، كان عليه الصلاة والسلام يرضيها ويفرّحها ويسابقها وفي مرض موته كان يقول ( أين أنا غدا أين أنا غدا؟ ) يريد أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها، حتى أذنّ له رضي الله عنهن وجزاهن خيرا أذنّ له ان يمرّض في بيت عائشة، ثم شاء الله عز وجل وله الحمة سبحانه وتعالى أن يموت في يومها الرسول عليه الصلاة والسلام وفي بيتها وفي حجرها رضي الله عنها وأرضاها، وهذه مزايا عظيمة ثم إنها قد روت من السنة ما لم تشركها فيه خديحة، هي من أكثر الصحابة رضي الله عنهن رواية عن النبي عليه الصلاة والسلام، فمن هذه الناحية تكون أفضل من خديجة فلكل منهما فضل ومزية رضي الله عنهما، لكنهما بالإتفاق هما خير نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكر أن رافضيا وسنيا اختصما، فقال الرافضي علي أفضل من أبي بكر، وقال السني أبو بكر أفضل، فاختصما إلى ابن الجوزي رحمه الله صاحب التبصرة والمواعظ المشهورة اختصما إليه، قالا أيهما أفضل نحن رضيناك حكما، قال أفضلهما من كانت ابنته تحته، بقيت الخصومة أو لا؟ الخصومة باقية، أفضلهما من كانت ابنته تحته، هل من كانت ابنة الرسول تحته فيكون الأفضل علي أو من كانت ابنة المتخاصم فيه تحته أي تحت الرسول فيكون أبو بكر، وهذه من فضل الله على المرء أن يلقنه الحجة بداهة لأن كثيرا من الناس تضيع عنه الحجة فيحصل الجدال بينه وبين غيره، ثم إذا تفرقا وجد في نفسه حججا كثيرة لكن تضيع وقت المحاجّة، على كل حال نحن نقول إن أفضل زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام من؟ خديجة وعائشة، لكن أيهما أفضل؟ نقول أما عند الله عز وجل فهذا ليس لنا فيه دخل وأما فيما يبدو من أعمالهما فلكل واحدة منهما مزية لا تشركها فيها الأخرى، وهذا هو العدل لأن الله أمر بالعدل فقال (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )).
الشيخ : بقي بحث آخر في مسألة التطير والتشاؤم، التطير والتشاؤم أصله من الطير لأن العرب يا صالح يا أبا بكر، العرب كانوا يتشاءمون بالطيور، يبعث الرجل الطير ثم إذا ذهب اليمين أو يسار أو أمام أو خلف فلهم في ذلك معتقدات، لكن صار التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم، هذا ضابطه، التطير هو التشاؤم بأيش؟ بمرئي أو مسموع أو معلوم، التطير التشاؤم بمرئي أن يرى الإنسان شيئا يزعجه وهو عازم على أن يمضي على وجهه فيرى شيئا يزعجه في وجهه فيقول خلاص بطّلنا هذا الإتجاه لأنه رأى ما أزعجه أو ما يكرهه، وبعض الناس يتشاءم بالأشخاص، إذا خرج من بيته ليقضي حاجته فلاقاه إنسان مريض قال خلاص بطّلنا الحاجة، حاجتنا لن تقضى لأن الذي واجهنا من؟ مريض، وأو بأي عيب يتشاءم هذا بمرئي، ومنه التشاؤم بالطيور التي تذهب يمينا أو شمالا أو أماما أو خلفا ، هذا تشاؤم بمرئي، أو مسموع أحيانا إنسان يذهب إلى جهة ما ويسمع ناس يتخاصمون وقالوا يا خاسر يا خاسر وهو يكلم صاحبه لكن هذا وقعت على أذنه كلمة يا خاسر فتشاءم، تشاءم خلاص، ما دام أول ما سمع يا خاسر فأنا إن ذهبت فأنا خسران هذا بأيش؟ تشاؤم بماذا؟ بمسموع، طيب التشاؤم بالأزمنة، من أي النوعين؟ من المعلوم، تشاؤم بمعلوم لأن الشهر لا يرى ولا يسمع، فهذا تشاؤم بمعلوم، ولهذا يجب على الإنسان أن يبعد عن هذه الأمور وعن هذه التقديرات، وأن يكون عازما ذا عزيمة وحزم، إذا عزمت فتوكل على الله ، وأما كون الإنسان يعني يجعل باله لهذه الأمور فهذا غلط سوف يتنكّد سوف يلعب عليه الشيطان في كل شيء.
الشيخ : ثم إن هناك شيئا آخر إذا أشكل عليك الأمر فارجع إلى من بيده الأمر، الله عز وجل، بماذا؟ بالإستخارة صل ركعتين ثم ادع بدعاء الإستخارة وإذا حصل ما يكون سواء ما أردت أولا أو ما أردت ثانيا فهذا هو الخيرة، يعني بعض الناس يقول لا بد أني أتغير عن رأيي الأول إذا استخرت، ما هو صحيح هذا، بل إذا استخرت وييسر لك أينما ييسر فهذا هو الخير لأنك سألت ربك عز وجل قلت اللهم إني أستخيرك بعلمك إلى آخر الحديث، نعم.
ما فيمن يدخل على زوجته في العشر الأواخر من رمضان ؟
السائل : .. الشيخ : أيش؟ السائل : دخول الرجل على زوجته .. الشيخ : لا، الرسول كان إذا دخل العشر يشد مئزره ويوقظ أهله، ما قال للناس افعلوا غلط هذا غلط، لكن يخشى منه كما قلت لكم الشاب يخشى منه، وكذلك أيضا إذا كانت حائضا وتم العقد عليها جائز ما فيه إشكال لكن هل نقول يدخل عليها؟ إن كان رجلا عاقلا ذا دين فلا بأس، لكن إذا كان شابا والدين ضعيف ما ندخّله على حائض، لأنه لن يملك نفسه أن يجامعها، نعم، لا ما له وجه، ما له وجه، ما له إلا إذا خفنا، إذا خفنا فسد الذرائع واضح.
الشيخ : أيش أيش؟ استأذن، هاه؟ الفأل، الفأل طيب ، ولو صار بمعلوم أو غير معلوم، الفأل لأنه لا يزيد الإنسان إلا إقداما على ما رآه خيرا، ولهذا تفاءل النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية لما جاء سهيل بن عمرو، وقال ( هذا سهيل بن عمرو وما أظنه إلا قد سهل من أمركم ) فالتفاؤل غير، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل.
حدثنا بن أبي عمر قال : حدثنا سفيان عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنظرت إليها قال : لا قال : فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا .
القارئ : حدثنا بن أبي عمر قال: حدثنا سفيان عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: ( كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قال: لا، قال: فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا ).
فوائد حديث : ( ... فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنظرت إليها قال : لا قال : فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا )
الشيخ : هذا الشاهد منه اذهب فانظر إليها، وقد اختلف العلماء رحمهم الله في نظر الخاطب إلى مخطوبته هل هو سنة أو مباح؟ فمنهم من قال إنه مباح لأنه ورد بعد النهي والأمر بعد النهي للإباحة، كقوله تعالى (( وإذا حللتم فاصطادوا )) ولهذا لا نقول إنه يسن لمن حل من إحرامه أن يذهب يصطاد ولكن هذا أمر بعد النهي فيكون للإباحة، ومنهم من قال إنه سنة وهذا القول هو الراجح، أنه سنة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) وهذه مصلحة مراعاتها خير من إهمالها، وهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها )، هل نقول إن زيارة القبور مباحة؟ لا لإنه قال فإنها تذكر الموت أو قال تذكر الآخرة فذكر مصلحة فيكون الأمر هنا وإن كان بعد النهي يكون للإستحباب، طيب وفي قوله عليه الصلاة والسلام ( اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا )، يدل على جواز الغيبة للمصلحة، مع أن هذه الغيبة غيبة عامة وهي أهون من الغيبة الخاصة، لكن مع ذلك الغيبة الخاصة للمصلحة جائزة، فاطمة بنت قيس جاءت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالت إنه خطبها ثلاثة أبو جهم ومعاوية وأسامة بن زيد ثلاثة خطبوها وكل واحد لا يدري عن الثاني شيئا، فتستشير الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال لها أما معاوية فصعلوك لا مال له، يعني أيش؟ فقير، وأما أبو جهم فضرّاب للنساء، وفي رواية فلا يضع العصا عن عاتقه، لأنه يضرب النساء بأيش؟ بالعصا، وقيل إن معنى لا يضع العصا عن عاتقه أنه كثير الأسفار، فيكون فيه علتان، انكحي أسامة، فهنا وصف النبي عليه الصلاة والسلام معاوية بأنه صعلوك لا مال له، وبأن الثاني ضراب للنساء، وهذا كل منهما يكرهه، وهو غيبة لكن للمصلحة، فإذا كانت الغيبة للمصلحة والنصيحة فهي خير ولا بأس بها، وانظر مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام ( إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ) هذا الذي كان في ذلك الوقت صعلوك لا مال له، ماذا كان بعد هذا؟ كان خليفة للمسلمين، والله تعالى هو الذي بيده الأمور، طيب، وقوله ( انظر إليها ) لم يعين ماذا ينظر ولكن العلة تبين، ينظر إليها ما يدعوه إلى نكاحها، يعني إلى الإقدام عليها، فينظر الوجه لأنه هو محل الرغبة وينظر الرأس وينظر الكفين وينظر القدمين وينظر الرقبة لأن كل هذا مما يرغب فيها، ولكنه لا بد من شروط، لا بد لكون الرجل يرى مخطوبته من شروط: الشرط الأول أن يكون عازما على الخطبة فإن كان مترددا فلا يجوز لأن الأصل أيش؟ الأصل التحريم، فلا بد أن يكون عازما على الخطبة، الشرط الثاني أن يغلب على ظنه الإجابة أي أنهم يجيبونه، فإن لم يغلب على ظنه الإجابة فلا يجوز، الشرط الثالث أن لا يخلو بها، فإن خلا بها فهو محرم لأن .. حرام، الشرط الرابع أن يأمن الفتنة، فإن خاف الفتنة منع النظر. الله أكبر الله أكبر.
وحدثني يحيى بن معين قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري قال : حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني تزوجت امرأة من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئا قال : قد نظرت إليها قال : على كم تزوجتها قال : على أربع أواق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه قال : فبعث بعثا إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح: وحدثني يحيى بن معين قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري قال: حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئا؟ قال: قد نظرت إليها قال: على كم تزوجتها؟ قال: على أربع أواق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: على أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه، قال: فبعث بعثا إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم ).
فوائد حديث : ( ... فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئا قال : قد نظرت إليها قال : على كم تزوجتها ... ) .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث فيه ما سبق أنه ينبغي للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته لئلا يقع فيما يكره بعد العقد، ولا سيما إذا كانت المرأة من قوم معروفين بشيء مما يعد ذميما أو ذميمة فإنه يتأكد النظر إليها، وفي هذا أيضا من الفوائد إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل الذي تزوج على أربع أواق من فضة، الأربع الأواق مئة وستين درهم، المئة وستين درهما إسلاميا يساوي حوالي أربعين ريالا عندنا أو ما أشبه ذلك، وقد أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا مستكثرا إياه، وكأنه في ذلك الوقت الصداق قليل، ويعد هذا كثيرا ولا شك أن من زاد على ما يعرفه الناس من الصداق أنه ضار لنفسه وضار لغيره، لأن الناس ينظر بعضهم إلى بعض، فإذا نظروا إلى هذا قد زاد وزاد الثاني وزاد الثالث تفاقمت الأمور، وفيه أيضا من فوائد هذا الحديث أنه يجوز للإنسان إذا بعث في بعث على الصدقة أن يأخذ ما يعطى وأن يصرفه في حوائجه، نعم.
حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي قال : حدثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم عن سهل بن سعد ح وحدثناه قتيبة قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال : يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال : فهل عندك من شيء فقال : لا والله يا رسول الله فقال : اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا فذهب ثم رجع فقال : لا والله ما وجدت شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انظر ولو خاتم من حديد فذهب ثم رجع فقال : لا والله يا رسول الله ولا خاتم من حديد ولكن هذا إزاري قال سهل : ماله رداء فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فأمر به فدعى فلما جاء قال : ماذا معك من القرآن قال : معي سورة كذا وسورة كذا عددها فقال : تقرؤهن عن ظهر قلبك قال : نعم قال : اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن هذا حديث بن أبي حازم وحديث يعقوب يقاربه في اللفظ .
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي قال: حدثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم عن سهل بن سعد ح وحدثناه قتيبة قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال: ( جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال: فهل عندك من شيء؟ فقال: لا والله يا رسول الله فقال: اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا فذهب ثم رجع فقال: لا والله ما وجدت شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظر ولو خاتم من حديد ... ). الشيخ : ولو؟ القارئ : خاتمٌ. الشيخ : خاتما. القارئ : يقول " وهكذا هو في النسخ خاتمٌ من حديد، وفي بعض النسخ خاتما وهذا واضح، والأول صحيح أيضا أي ولو حضر خاتم من حديد ". الشيخ : يعني أن خاتما النسخة الصحيحة، وهذا النووي يقول؟ نعم. القارئ : ( فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتم من حديد ولكن هذا إزاري، قال سهل: ماله رداء فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء، فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فأمر به فدعي فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وسورة كذا عددها، فقال: تقرؤهن عن ظهر قلب؟ قال: نعم، قال: اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن ). الشيخ : فقد إيش؟ القارئ : فقد مُلّكتها الشيخ : هذه نسخة وعندنا نسخة أخرى ( ملَّكتُكَها ). القارئ : هذا حديث بن أبي حازم وحديث يعقوب يقاربه في اللفظ.
فوائد حديث : ( ... جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) .
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد منها: جواز هبة المرأة نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قبلها تم العقد، ولكن هذا خاص به لقول الله تبارك وتعالى (( وامرأة مؤمنة )) يعني أحللنا لك امرأة مؤمنة (( إن وهبت نفسها للنبي )) يعني لك، لكنه أظهر في موضع الإضمار تعظيما للرسول عليه الصلاة والسلام وإشارة إلى وجه الخصوصية وهو أنه نبي، (( إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها )) يعني إن أردت وأظهر أيضا في موضع الإضمار تعظيما لشأن النبوة، (( خالصة لك من دون المؤمنين )) يعني هذا الحكم خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم من دون المؤمنين، فهذه المرأة جاءت تهب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليها لأن ذلك تطبيق للآية الكريمة، ففيه أي في هذا الحديث جواز نكاح النبي صلى الله عليه وسلم بالهبة ولكن هذا أيش؟ خاص به، ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لما صعّد النظر فيها أي رفعه وصوبّه أي نزّله طأطأ رأسه ولم يقض فيها بشيء لم يخجلها فيقول أنا لا أريدك ولم يقبلها لأنه لا يريدها، والإنسان لا يجبر على شيء لا يريده، ومن ذلك فضيلة هذه المرأة التي جاءت تهب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فإنها لم تهب نفسها له إلا لما ترجوه في قربه من المصالح الدينية والدنيوية، ومن فوائد هذا الحديث حسن أدب الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال الرجل يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، ولم يقل زوجنيها لأنه يحتمل أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقض فيها بشيء ينتظر ويفكر فكان من أدب هذا الرجل أن قال إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، ومن ذلك أيضا يعني من آداب الصحابة مع الرسول قصص كثيرة منها قصة ذي اليدين حيث سلم النبي صلى الله عليه وسلم سلّم من ركعتين في صلاة الظهر أو العصر ، فقال له ذو اليدين ( أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال لم أنس ولم تقصر )، وأمثال هذا كثير، ومن فوائد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم له أن يعقد نكاح المرأة وإن كان لها أولياء لقوله تعالى (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم )) ولهذا طلب الرجل من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يزوجه إياها فزوجه إياها ولم يسأل هل لها ولي أو لا، فدل ذلك على أن من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يزوج دون أن يسأل عن الأولياء، وهل يلتحق بذلك الحكام والأمراء والخلفاء؟ الجواب لا، هؤلاء يكونون في المرتبة الأخيرة إذا لم يوجد ولاية نسب أو عتق، فإنهم يزوجوها أما إذا وجد أحد من الأقارب ممن هو ولي فإنه لا حق للقاضي ولا للأمير ولا للخليفة أن يزوجها، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ومن فوائد هذا الحديث أن النكاح لا يصح إلا بمهر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكّد على هذا الرجل أن يأتي بمهر، ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي للإنسان أن لا يحكم على الشيء بنفي أو إثبات إلا بعد التثبت، فإن هذا الرجل قال هل عندك من شيء؟ قال لا، قال اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا، ولم يكتف بقوله لا لأنه ربما ...