حدثنا يحيي بن حبيب الحارثي وعاصم بن النضر التيمي ومحمد بن عبد الأعلى كلهم عن معمر واللفظ لابن حبيب قال : حدثنا معمر بن سليمان قال : سمعت أبي قال : حدثنا أبو مجلز عن أنس بن مالك قال : لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون قال : فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام من القوم زاد عاصم وابن عبد الأعلى في حديثهما قال : فعد ثلاثة وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقوا قال : فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا قال : فجاء حتي دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه قال : وأنزل الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) إلى قوله : (( إن ذلكم كان ثم الله عظيما )) .
القارئ : ( ... دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون قال: فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام من القوم ) زاد عاصم وابن عبد الأعلى في حديثهما قال: ( فعد ثلاثة وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقوا قال: فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا قال: فجاء حتي دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه قال: وأنزل الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) إلى قوله (( إن ذلكم كان ثم الله عظيما )) ). وحدثني عمرو الناقد قال حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
فوائد حديث : ( ... قال : فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام من القوم ... ) .
الشيخ : في هذا الحديث السياق هذا فيه أن الرجل إذا أحب أن يقوم الضيوف فإنه يفعل ما يدل على ذلك، كأن يتهيأ للقيام، يأتي بكلام يدل على أنه انتهى مجلسهم، ولكن إذا لم يفهموا هذا أو تجاهلوا الأمر هل نقول اطفئ الكهرباء؟ نعم، نعم إذا لم يفعل إلا هذا لأنه ربما يستحيي أن يقول قوموا نعم؟! الظاهر أنه لا بأس إذا لم يفهموا ... عجيب، يعني ... آدم، أيش؟ هاه ؟ ... قالوا له اذهب غسل وجهك عشان تنشط، نعم.
وحدثني عمرو الناقد قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب : إن أنس بن مالك قال : أنا أعلم الناس بالحجاب لقد كان أبي بن كعب يسألني عنه قال أنس : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عروسا بزينب بنت جحش قال : وكان تزوجها بالمدينة فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس معه رجال بعد ما قام القوم حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى فمشيت معه حتي بلغ باب حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم جلوس مكانهم فرجع فرجعت الثانية حتى بلغ حجرة عائشة فرجع فرجعت فإذا هم قد قاموا فضرب بيني وبينه بالستر وأنزل الله آية الحجاب .
القارئ : وحدثني عمرو الناقد قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: إن أنس بن مالك قال: ( أنا أعلم الناس بالحجاب لقد كان أبي بن كعب يسألني عنه قال أنس: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عروسا بزينب بنت جحش قال: وكان تزوجها بالمدينة فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس معه رجال بعد ما قام القوم حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى فمشيت معه حتى بلغ باب حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم جلوس مكانهم فرجع فرجعت الثانية حتى بلغ حجرة عائشة فرجع فرجعت فإذا هم قد قاموا فضرب بيني وبينه بالستر وأنزل الله آية الحجاب ).
فوائد حديث : ( ... فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس معه رجال بعد ما قام القوم حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى فمشيت معه حتي بلغ باب حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا ... ) .
الشيخ : وهذا أيضا حيلة ثانية أن الإنسان يقوم إلى بيته يدخل بيته لعلهم يقومون، لكن إذا لم يقوموا؟ نعم يرجع ثانية وهلم جرا حتى ... أمرهم، وهذه تقع يعني تقع كثيرا ولعلكم جربتم هذا الشيء، نعم.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا جعفر يعني بن سليمان عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله قال : فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور فقالت : يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل : بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول الله قال : فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إن أمي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول الله فقال : ضع ثم قال : اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت وسمى رجالا قال : فدعوت من سمى ومن لقيت قال : قلت لأنس : عدد كم كانوا قال : زهاء ثلاثمائة وقال : لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس هات التور قال : فدخلوا حتي امتلأت الصفة والحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه قال : فأكلوا حتي شبعوا قال : فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم فقال لي : يا أنس ارفع قال : فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت قال : وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم و رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله فسلم على نسائه ثم رجع فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه قال : فابتدروا الباب فخرجوا كلهم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي أرخي الستر ودخل وأنا جالس في الحجرة فلم يلبث إلا يسيرا حتي خرج علي وأنزلت هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأهن على الناس : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذالكم كان يؤذي النبي )) إلى آخر الآية قال الجعد : قال أنس بن مالك : أنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات وحجبن نساء النبي صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا جعفر يعني بن سليمان عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك قال: ( تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله قال: فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور فقالت: يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرؤك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله قال: فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أمي تقرؤك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله فقال: ضع، ثم قال: اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت، وسمى رجالا قال: فدعوت من سمى ومن لقيت قال: قلت لأنس: عدد كم كانوا قال: زهاء ثلاثمائة وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس هات التور، قال: فدخلوا حتي امتلأت الصفة والحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه، قال: فأكلوا حتى شبعوا قال: فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم فقال لي: يا أنس ارفع، قال: فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله فسلم على نسائه ثم رجع فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه قال: فابتدروا الباب فخرجوا كلهم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخي الستر ودخل وأنا جالس في الحجرة فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج علي وأنزلت هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأهن على الناس (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي )) إلى آخر الآية قال الجعد: قال أنس بن مالك: أنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات وحجبن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ).
فوائد حديث : ( ... فقال : ضع ثم قال : اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت وسمى رجالا قال : فدعوت من سمى ومن لقيت قال : قلت لأنس : عدد كم كانوا قال : زهاء ثلاثمائة وقال : لي رسول ... )
الشيخ : في هذا آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن هذا التور وهو شبه الطست هذا أكل منه كم؟ زهاء ثلاثمئة، ومع ذلك يقول أنس ما أدري حين وضعته أو رفعته هل هو أكثر حين الوضع أو حين الرفع، مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم له بركة في طعامه وشرابه فهو من آيات النبي صلى الله عليه وسلم، واعلم أن آيات النبي صلى الله عليه وسلم هي آيات لله، لأنها خارقة للعادة، فإنها أمور خارقة للعادة والخارق للعادة يدل على أن الله تعالى هو المدبر للكون وأنه يجري الأمور على عادتها وطبيعتها أحيانا وهو الأكثر وربما يجريها على خلاف العادة، وفيه كرم النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال ادع لي فلانا وفلانا وسمى أناسا وقال ومن لقيت، فإن قال قائل هل هذا الحديث يدل على ضعف ما قاله الفقهاء رحمهم الله أنه يكره أن يدعو الجفلة، يعني مثلا يكره أن يقف الإنسان على باب المسجد ويقول يا جماعة تفضلوا بل ينتقي يقول يا فلان تفضل يا فلان يا فلان، فهل نقول إن هذا من باب دعوة الجفلة وأن هذا يدل على ضعف ما قاله الفقهاء رحمهم الله؟ الجواب نعم، هذا يدل على ضعف ما قاله الفقهاء رحمهم الله، لكن الفقهاء رحمهم الله أرادوا أنه إذا دعا الجفلة فإن الإجابة لا تنبغي وهذا أيضا فيه نظر لأنهم قالوا إذا دعا الجفلة .. الإجابة، فنقول كلاهما صحيح كلاهما مباح يجوز أن يدعو الجفلة ويقول يا جماعة تفضلوا ويجوز لمن كان حاضرا أن يدخل ولا حرج، وليس في هذا غضاضة، نعم الطالب : ... الشيخ : نعم ؟ الطالب : ... الشيخ : أيش ؟ خبر كان مقدم، نعم؟
كيف يوجه قوله صلى الله عليه وسلم : ( أولم و لو بشاة ) ؟
السائل : ... الشيخ : وهو أيش؟ نعم، من ال ... لم يولم؟ بعض العلماء يقول إن قوله أولم ولو بشاة هذا للتكثير وليس للتقليل وقد مر علينا هذا أن الفقهاء يقولون يسن الوليمة في شاة فأقل، لكن ظاهر الحديث وحسب قواعد اللغة العربية أن قوله ولو بشاة هذا للتقليل وكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يولم بأكثر من شاة لا يدل على أنه لا يصح أن يولم بأكثر لأنه كما ذكرنا قبل قليل أن الوليمة تتبع حال الشخص، قد يكون إنسان في ذلك الوقت عنده مال فيستطيع أن يولم بالكثير وقد يكون ليس لديه أي مال فيولم بالقليل، نعم؟ من؟ اللي ما أخذ.
السائل : ... الشيخ : أيش؟ موعظة في أيش؟ السائل : ... الشيخ : يعني موعظة في وليمة العرس، أما إذا طلب من الإنسان أن يتكلم فليتكلم لأنه طلب منه وأخشى أن يكون إباؤه عن الكلام من باب كتم العلم، وكذلك إذا رأى منكرا فقام يتحدث ويحذر من هذا المنكر فهذا دعت الحاجة إلى أن يتكلم، وأما إذا لم يكن كذلك فلا ينبغي أن يتخذ هذا عادة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل هذا في ولائم العرس، وكما تعلمون الناس في وليمة العرس في حال فرح وسرور قد يكونوا غير مهيئين للكلام، ثم إن بعضهم قد يكون لم ير أقاربه إلا في هذه الليلة فيحب أن يتحدث إليهم ويسألهم، لكن إذا طلب منه ذلك فهو معذور أو رأى منكرا فكذلك هو معذور، وإلا فالأفضل أن يبقى الناس على ما هم عليه، نعم .. نعم.
وحدثني محمد بن رافع قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن أبي عثمان عن أنس قال : لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب أهدت له أم سليم حيسا في تور من حجارة فقال أنس : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب فادع لي من لقيت من المسلمين فدعوت له من لقيت فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويخرجون ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على الطعام فدعا فيه وقال فيه ما شاء الله أن يقول ولم أدع أحدا لقيته إلا دعوته فأكلوا حتي شبعوا وخرجوا وبقي طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يستحيي منهم أن يقول لهم شيئا فخرج وتركهم في البيت فأنزل الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) قال قتادة غير متحينين طعاما ((ولكن إذا دعيتم فادخلوا )) حتي بلغ (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) .
القارئ : وحدثني محمد بن رافع قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن أبي عثمان عن أنس قال: ( لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب أهدت له أم سليم حيسا في تور من حجارة فقال أنس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب ... ). الشيخ : ... حجارة ، التور شبه الطست، نعم، يعني صحن كبير، من حجارة نعم منحوت، منحوت من الحجارة، وهذا سيكون ثقيلا لكن وإن كان ثقيلا يمكن يحمله رجلان، أي نعم. القارئ : ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فادع لي من لقيت من المسلمين فدعوت له من لقيت، فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويخرجون ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على الطعام فدعا فيه وقال فيه ما شاء الله أن يقول ولم أدع أحدا لقيته إلا دعوته فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا، وبقي طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يستحيي منهم أن يقول لهم شيئا فخرج وتركهم في البيت فأنزل الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) قال قتادة غير متحينين طعاما ((ولكن إذا دعيتم فادخلوا )) حتى بلغ (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) ).
وحدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا خالد بن الحارث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجب قال خالد : فإذا عبيد الله ينزله على العرس .
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا خالد بن الحارث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجب ) قال خالد: فإذا عبيد الله ينزله على العرس.
حدثني أبو الربيع وأبو كامل قالا : حدثنا حماد قال : حدثنا أيوب ح وحدثنا قتيبة قال : حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتوا الدعوة إذا دعيتم .
القارئ : حدثني أبو الربيع وأبو كامل قالا: حدثنا حماد قال: حدثنا أيوب ح وحدثنا قتيبة قال: حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ائتوا الدعوة إذا دعيتم ).
وحدثني محمد بن رافع قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يقول : عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو نحوه .
القارئ : وحدثني محمد بن رافع قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو نحوه ).
وحدثني إسحاق بن منصور قال : حدثني عيسى بن المنذر قال : حدثنا بقية قال : حدثنا الزبيدي عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب .
القارئ : وحدثني إسحاق بن منصور قال: حدثني عيسى بن المنذر قال: حدثنا بقية قال: حدثنا الزبيدي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب ).
حدثني حميد بن مسعدة الباهلي قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا إسماعيل بن أمية عن نافع عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتوا الدعوة إذا دعيتم .
القارئ : حدثني حميد بن مسعدة الباهلي قال: حدثنا بشر بن المفضل قال: حدثنا إسماعيل بن أمية عن نافع عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ائتوا الدعوة إذا دعيتم ).
وحدثني هارون بن عبد الله قال : حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال : أخبرني موسى بن عقبة عن نافع قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها قال : وكان عبد الله بن عمر يأتي الدعوة في العرس وغير العرس ويأتيها وهو صائم .
القارئ : وحدثني هارون بن عبد الله قال: حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال: أخبرني موسى بن عقبة عن نافع قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها ) قال: " و كان عبد الله بن عمر يأتي الدعوة في العرس وغير العرس ويأتيها وهو صائم ".
وحدثني حرملة بن يحيى قال : أخبرنا بن وهب قال : حدثني عمر بن محمد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا .
القارئ : وحدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرنا بن وهب قال: حدثني عمر بن محمد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا ).
وحدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا أبي قالا : حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك ولم يذكر بن المثنى إلى طعام .
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قالا: حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك ) ولم يذكر بن المثنى إلى طعام.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حفص بن غياث عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فليطعم .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حفص بن غياث عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فليطعم ).
حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة أنه كان يقول : بئس الطعام طعام الوليمة يدعي إليه الأغنياء ويترك المساكين فمن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله .
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة أنه كان يقول: ( بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليه الأغنياء ويترك المساكين فمن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله ).
وحدثنا ابن أبي عمر قال : حدثنا سفيان قال : قلت للزهري : يا أبا بكر كيف هذا الحديث شر الطعام طعام الأغنياء فضحك فقال : ليس هو شر الطعام طعام الأغنياء قال سفيان : وكان أبي غنيا فأفزعني هذا الحديث حين سمعت به فسألت عنه الزهري فقال : حدثني عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول : شر الطعام طعام الوليمة ثم ذكر بمثل حديث مالك .
القارئ : وحدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان قال: قلت للزهري: " يا أبا بكر كيف هذا الحديث شر الطعام طعام الأغنياء؟ فضحك فقال: ليس هو شر الطعام طعام الأغنياء، قال سفيان: وكان أبي غنيا فأفزعني هذا الحديث حين سمعت به فسألت عنه الزهري فقال: حدثني عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول: ( شر الطعام طعام الوليمة ) ثم ذكر بمثل حديث مالك ".
وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعن الأعرج عن أبي هريرة قال : شر الطعام طعام الوليمة نحو حديث مالك .
القارئ : وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعن الأعرج عن أبي هريرة قال: ( شر الطعام طعام الوليمة ) نحو حديث مالك.
وحدثنا ابن أبي عمر قال : حدثنا سفيان قال : سمعت زياد بن سعد قال : سمعت ثابتا الأعرج يحدث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله .
القارئ : وحدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان قال: سمعت زياد بن سعد قال: سمعت ثابتا الأعرج يحدث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ). الشيخ : كل هذه الأحاديث في بيان حكم إجابة الدعوة إلى الوليمة، وندع الكلام عليه إن شاء الله إلى غدٍ.
الشيخ : كنا نريد أن نتكلم على مسألة الإجابة، إجابة الدعوة، إجابة الدعوة كما مر علينا في الأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بإجابة الدعوة وأخبر أن إجابة الدعوة من الحق المسلم على المسلم لكنه لا بد من شروط، الشرط الأول أن يكون الداعي مسلما، فإن كان غير مسلم لم تجب الإجابة لأن غير المسلم ليس له حق على المسلم، والشرط الثاني أن يكون كسبه حلالا، فإن كان كسبه حراما فإن الإجابة لا تجب، ولكن هل تجوز؟ ينظر إن كان حراما لعينه فإنه لا يجيب، مثل أن يغصب رجل شاة ثم يذبحها ويدع الناس إليها فهنا لا يجيب لأنه يأكل مالا حراما بعينه، وإن كان محرما لكسبه كما لو كان الإنسان الداعي ممن يتعامل بالربا أو بالغش أو ما أشبه ذلك، فهنا نقول الإجابة جائزة وليست بمحرمة ولا واجبة، دليل هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب دعوة اليهود، واليهود معروفون بأنهم أكّالون للسحت آخذون للربا، ومع هذا أجابهم عليه الصلاة والسلام، ولأن هذا ليس حراما بعينه ولكن حرام بفعل الفاعل، فيكون حراما على الفاعل فقط، وبناء على ذلك لو انتقل هذا المال إلى الورثة فإنه حلال لهم، لأن الإثم على كاسبه، الشرط الثالث أن يعينه فيقول يا فلان ادعوك للوليمة فإذا لم يعينه بأن قال أيها الناس تفضلوا فهنا لا تجب الإجابة، لكن هل تكره أو لا؟ الصحيح أنها لا تكره وأنه لا حرج على الإنسان أن يدخل في عموم الناس وأن يجيب، كم شرطا؟ الشرط الرابع أن لا يكون في المكان منكر، فإن كان في المكان منكر نظر إن كان حضوره يزيل المنكر وجب عليه الحضور من أجل إجابة الدعوة ومن أجل إزالة المنكر، وإن كان لا يستطيع أن يزيله ولا أن يخفف منه فإنه يحرم عليه الإجابة لأنه يلزم من إجابته أن يقعد مع الذين يعصون الله عز وجل، والله تبارك وتعالى يقول (( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذًا مثلهم )) إن قعدتم معهم فإنكم مثلهم، وقال عز وجل (( وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) وكذلك أيضا لو دعيت وأنت لا تعلم وفي أثناء مجيئك حصل المنكر ولم تقدر على تغييره نقول هنا لا تقعد بعد العلم مع القوم الظالمين، كما قال تعالى (( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) اشترط العلماء أيضا لوجوب الإجابة أن لا يكون في اليوم الثاني أو الثالث، وهذا ينبغي أن يقال فيه تفصيل، إذا كان الرجل دعا في اليوم الثاني من لم يدعهم في اليوم الأول لضيق المكان وما أشبه ذلك فالظاهر أن الإجابة واجبة حتى في اليوم الثاني والثالث، لكن إذا كان إنما زاد يوما أو يومين رياء وسمعة فإنه لا تجب إجابته ولا ينبغي أن يشجع أيضا على الإجابة، هذا في الشرط الخامس أيضا أن لا يكون الداعي ممن يجب هجره، فإن كان ممن يجب هجره حرمت الإجابة كصاحب البدعة الذي يدعو الناس إليها، وكذلك من جاهر بالمعصية على قول بعض العلماء فإنه لا يجاب لما في ذلك من الرضا بفعله وتغرير الناس به، لأن الناس إذا علموا أن فلانا أجاب دعوة فلان سروا به، ثم هل الإجابة واجبة في العرس وغيره؟ في هذا قولان للعلماء: منهم من يقول إن إجابة الدعوة خاصة في وليمة العرس وأما ما عداه فالإجابة سنة وليست بواجبة ومنهم من قال إنها واجبة في العرس وغيره إذا تمت الشروط التي ذكرناها، وينبغي أن يقال إنها في غير العرس سنة مؤكدة إلا إذا ترتب على عدم الإجابة محظور شرعي كما لو ترتب على عدم الإجابة قطيعة رحم بأن دعاه قريبه وقال فلان تفضل وأبى أن يجيب وحصل بذلك قطيعة رحم فهنا نقول الإجابة واجبة لما فيها من صلة الرحم وإلا فالأصل أنها سنة، فإن قال قائل: إذا كانت سنة وصار يترتب عليها شر فما حكم الإجابة؟ نقول لا يمكن أن تفعل السنة مع حصول الشر، لا يجيب، وأصل هذا في القيود أو هذه الشروط التي يشترطها العلماء أن الشريعة الإسلامية من أولها إلى آخرها إنما جاءت لتحقيق المصالح ولدرء المفاسد هذا هو أصل الدين الإسلامي فكل ما أخل بهذا الأصل فإنه ليس من الدين الإسلامي في شيء، نعم.
إذا كانت هذه الوليمة يترتب عليها ضرر كفوات صلاة الفجر لأنه يؤخر الطعام إلى ما بعد منتصف الليل فهل تجاب هذه الدعوة ؟
السائل : ... الشيخ : على كل حال هذه مسائل إذا ترتب عليها ضرر فالأمر فيها سهل وهو أن يستأذن من صاحبه الذي دعاه، وفي ظني أنه إذا استأذن منه وبين له السبب أنه سيرضى ويطمئن، والأمر سهل.
الشيخ : نحن ذكرنا قبل قليل شرط التعيين، هل من التعيين ما يفعله الناس اليوم من توزيع البطاقات؟ نعم؟ ما هو على كل حال، أحيانا يكون الذي يوزع البطاقة إنما يوزعها لا من أجل أن يحضر مستلمها ولكن من أجل إخباره فقط، وأن لا يشره عليه إذا كان قريبا أو صديقا، بدليل أنه لا يتابع لا يقول مثلا هل جاءتك البطاقة يا فلان، إذًا لا تخليني، فالظاهر لي أنه إذا لم يكن هناك سبب خاص يقتضي الوجوب فإن توزيع البطاقات لا يعني التعيين الذي يُقصد الإنسان به، فيكون الإنسان مخيرا لكن لو أنه دفع إليك ابن عمك لزواج بنته مثلا، فهنا يتعين لا لأنه أرسل إليك البطاقة ولكن لأنه قريبك ولو تخلفت لكان الناس يبنون على هذا التخلف أشياء كثيرة، نعم.
إذا خشي الإنسان بقبول الدعوة إلى الوليمة أن ينفتح عليه الباب كيف يعمل ؟
السائل : ... الشيخ : يقول إذا خشي أن ينفتح عليه الباب إذا أجاب الدعوة يكون كل الناس يأتون يا فلان، نقول إن النبي عليه الصلاة والسلام أعطانا دواء نافعا ناجعا وهو سبقك بها عكاشة، هذا لا شك أنه من السياسة الشرعية، نقول سبقك بها عكاشة ولا نقول بعد فلان .. هذا ذهب مثلا فيؤخذ به.
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن كان صائما فليصل ) ؟
السائل : ... الشيخ : نعم، أحسنت إن كان صائما فليصل يعني إذا دعاك أخوك وأنت صائم فأنت تصلي يعني ادع له، فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، ولعل قائلا يقول ألستم تقولون إن الحقيقة الشرعية مقدمة على اللغوية في لسان الشارع؟ فنقول بلى لكن إذا قامت قرينة على أن المراد به المعنى اللغوي أخذنا به كما في قوله تعالى (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم )) يعني صل عليهم صلاة الجنازة؟ أبدا لا، لكن أي ادع لهم، فمعنى فليصل أي يدعو، بقي أن يقال هل يجب الأكل؟ إذا دعي الإنسان وأجاب هل يجب الأكل؟ في هذا تفصيل، إذا كان إنما صنع الطعام لي مثل أن تكون الوليمة كلها على شرف المدعو فلا بد من الأكل لأن أخاه تكلف له وصنع له الطعام، ولا يليق بالإنسان أو بالمروءة نعم لا يليق بالمؤمن أو بالمروءة أن يأتي ولا يأكل، أما إذا كان من جملة الناس فالأكل ليس بواجب لأنه إن أكل أو لم يأكل لم يفطن له، الأكل ليس .. طيب إذا كان صائما قلنا يدعو وينصرف، لكن ألا يقال من المستحسن أن يجمع بين الدعاء والجلوس على المائدة ولا يأكل؟ الجواب نعم يدعو ويجلس على المائدة ولا يأكل ويخدم الآكلين يقطع من اللحم ويحط .. واحد وعند الثاني ويقدم الإدام عند هذا ويشغل نفسه كأنه يأكل، نعم؟ السائل : ... الشيخ : ... إذا كان للمصلحة ... إذا كان في مصلحة وذلك بأن يطيب قلب صاحبه أو كان في مصلحة من أجل أن يشجع الناس على الصوم كما لو كان يوم اثنين أو أيام البيض فهذا طيب، ثلاثة ثلاثة ثلاثة ...
باب لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره ويطأها ثم يفارقها وتنقضي عدتها .
القارئ : بسم لله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد فقد قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب النكاح في باب لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره ويطأها ثم يفارقها وتنقضي عدتها.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد واللفظ لعمرو قالا : حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير وإن ما معه مثل هدبة الثوب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك قالت : وأبو بكر عنده وخالد بالباب ينتظر أن يؤذن له فنادى يا أبا بكر ألا تسمع هذه ما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد واللفظ لعمرو قالا: حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ( جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي، فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير وإن ما معه مثل هدبة الثوب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك قالت: وأبو بكر عنده وخالد بالباب ينتظر أن يؤذن له فنادى يا أبا بكر ألا تسمع هذه ما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ). الشيخ : هذا الباب عنوانه ... بالنسبة لقوله كتاب الطلاق، الطلاق هو فراق الزوجة بألفاظ معلومة، وهي كل ما يدل على الطلاق والفراق والتسريح وما أشبه ذلك، والأصل في الطلاق أنه مكروه، هذا هو الأصل لأنه يفوّت المصالح العظيمة التي تترتب على النكاح فيكون مكروها، وحديث ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) ضعيف ولا يستقيم من حيث المعنى لأنه لو كان مبغوضا إلى الله لكان محرما، ولا يصلح أن يقال أبغض الحلال إلى الله، الحلال ما فيه بغض لله عز وجل، لكن الأصل أن الطلاق مكروه لكن أحيانا يجب وأحيانا يستحب وأحيانا يكره، الأصل الكراهة ويحرم إذا كان طلاق بدعة، بأن يطلقها وهي حائض أو في طهر جامعها فيه، ما لم يتبين حملها، ويكون واجبا فيما إذا آلى من زوجته فإنه يترك له أربعة أشهر، ثم إذا تمت قيل له إما أن تفيء وإما أن تطلق، فإن أبى أن يطلق وأبى أن يفيء طلق عليه الحاكم الشرعي، ويكون مستحبا إذا طلبت الزوجة منه أن يطلقها وكان يعلم أن طلبها له وجه، وأنه ليس ناشئا عن غضب أو انفعال نفسي لأن المرأة أحيانا يأتيها حالات تكره الزوج إما حال الحمل في أوائله أو في حال الحيض فتطلب منه الطلاق لكن إذا علم أنها طلبت الطلاق لحاجة يعرف أنها حاجة فإنه يستحب له أن يطلقها من أجل أن يزيل كربتها ويقضي حاجتها، ما لم يترتب على ذلك مفسدة، فهنا نقول وإن طلبت لا يطلق كما لو كان بينهما أولاد وخشي أن يضيع الأولاد بالطلاق فهنا لا يوافقها بل يصبرها ويرغبها في البقاء ويأتي على ما تريد إذا لم يكن في ذلك ضرر عليه، إذًا يكره ويجب أيش؟ ويحرم ويباح للحاجة، يباح للحاجة إذا احتاج الإنسان للطلاق فإنه يطلق ولا شيء عليه، والحاجة هي أن يعرف أن الحال لا تستقيم بينهما وأنها يوم ترضى ويوم لا ترضى أو هو أيضا يوم يحبها ويوم لا يحبها، فإذا عرف أن هناك حاجة للطلاق فإنه يطلق ولا حرج عليه، أما الحديث الذي ذكره المؤلف، فإن قول فاطمة امرأة رفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم تقول إذ كنت عند رفاعة فطلقني فبتّ طلاقي، معنى قولها بتّ طلاقي أي أنه آخر تطليقة وأنه طلق قبل ذلك مرتين وليس المراد أنه قال أنت طالق البتة لا، لأن هذا غير معروف في عهدهم ، لكن المراد أنه طلقها آخر ثلاث تطليقات، هذا هو معنى قولها فبت طلاقي، وتزوجت عبد الرحمن بن الزَبير وليس ابن الزُبير كما ينطق به بعض الناس في النسخ التي ليست معربة، يقول وإنما معه يعني وإن الذي معه وتشير إلى عضوه مثل هدبة الثوب وقالت بثوبها هكذا نعم، يعني أنه لا يجامع فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحسن خلقه عليه الصلاة والسلام وإلا فإنه أعظم واحد في البشر تقول عنده هذه المرأة هذا الكلام، لكنه صلوات الله وسلامه عليه حليم واسع الصدر حسن الخلق تبسم لأن مثل هذا لا يقال، يعني المرأة لا تقوله ولا عند النساء، فكيف بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام وبحضرة من؟ أبي بكر رضي الله عنه، فقال أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ الجواب نعم هي تريد هذا، قال لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك، وذلك بالجماع، وهل يشترط أن ينزل يعني الزوج الثاني؟ لا يشترط لأن العسيلة تحصل بدون إنزال وإن كان تمامها لا يكون إلا بإنزال لكنه ليس بشرط على القول الراجح، قالت وأبو بكر عنده وخالد بالباب ينتظر أن يؤذن له، فنادى يا أبا بكر ما تسمع هذه ما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنها انتقدها.
فوائد حديث : ( ... فقالت : كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير وإن ما معه مثل هدبة الثوب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) .
الشيخ : ففي هذا الحديث فوائد منها: أن المرأة إذا طلقت ثلاثا فإنها لا تحل لزوجها الأول حتى يطأها الزوج الثاني وطءً كاملا يحصل به ذوق العسيلة، ولا بد أن يكون النكاح صحيحا لقوله تعالى (( حتى تنكح زوجا )) ولا يمكن أن يكون زوجا إلا بعقد صحيح، وإنما قلنا ذلك لأنه لو تزوجها الزوج الثاني بنكاح شغار، هل تحل للأول؟ لا، لأن نكاح الشغار حرام، لو تزوجها قبل أن تنقضي العدة، لم تحل للأول لماذا؟ لأن العقد غير صحيح، لو تزوجها وهي محرمة فإنها لا تحل للأول لأن العقد غير صحيح، لو تزوجها بنية التحليل للأول لم تحل للأول لأن النكاح غير صحيح، هذا الشرط يؤخذ من قوله تعالى (( حتى تنكح زوجا )) حتى تنكح زوجا غيره والنكاح هنا في الآية الكريمة في هذه الآية خاصة النكاح بمعنى الوطء، لو قلنا بمعنى العقد لكان فيها تكرار مع قوله زوجا غيره، أما في غير هذا الموضع فالنكاح في القرآن الكريم بمعنى العقد، ومن فوائد هذا الحديث أنه لا بأس أن تتحدث المرأة بما يستحيى منه لبيان الواقع، فهذه المرأة تحدثت بما يستحيى منه بلا شك لكن لبيان الواقع، كما قالت أم سليم رضي الله عنها: يا رسول الله هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ كلام يستحيى منه، قال ( نعم إذا هي رأت الماء )، ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وسعة صدره وأنه ينزل كل إنسان منزلته، وذلك بكونه لم يوبخ هذه المرأة ولم يزجرها بل تبسم عليه الصلاة والسلام، ومن فوائد هذا الحديث أنه لا بد من الوطء في النكاح الذي يحصل به التحليل لقوله ( لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك ) هل نقول من فوائد هذا الحديث إثبات أصل شهر العسل؟ نعم؟ الطالب : ... الشيخ : ليش؟ لأن شهر العسل عندهم حتى وإن لم يطء فهو شهر عسل، وأظن هذا اللقب الظاهر أنه محدث لأن ما سمعنا به في الأول، ومن فوائد هذا الحديث أنه لا يحل للإنسان أن يدخل بيت غيره حتى يؤذن له حتى وإن كان في المجلس أحد لا تدخل حتى يؤذن لك، وكذلك لو كان في حجرة، في شقة من الشقق فلا تدخل عليه ما دام قد أغلق الباب إلا بعد الإستئذان، نعم.