حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبثر عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق قال قالت عائشة ثم قد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نعده طلاقا
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبثر عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق قال قالت عائشة: ( ثم قد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نعده طلاقا ).
وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق قال ما أبالي خيرت امرأتي واحدة أو مائة أوألفا بعد أن تختارنى ولقد سألت عائشة فقالت قد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفكان طلاقا
القارئ : وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق قال: " ما أبالي خيرت امرأتي واحدة أو مائة أو ألفا بعد أن تختارني ولقد سألت عائشة فقالت قد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفكان طلاقا ".
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم عن الشعبي عن مسروق عن عائشة ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساءه فلم يكن طلاقا
القارئ : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم عن الشعبي عن مسروق عن عائشة: ( ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساءه فلم يكن طلاقا ).
فوائد حديث : ( ... عن مسروق قال ما أبالي خيرت امرأتي واحدة أو مائة أوألفا بعد أن تختارنى ... ) .
الشيخ : في حديث مسروق السابق جواز المبالغة في الكلام يعني يقول ما أبالي خيرت امرأتي واحدة أو مئة أو ألف، ومعلوم أنه لم يخيرها ألفا، فيقول خيرتك خيرتك خيرتك حتى يعد ألفا لكن هذا من باب المبالغة في الألفاظ وهو جائز، نعم.
وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم الأحول وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعده طلاقا
القارئ : وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم الأحول وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ( خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعده طلاقا ).
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت ثم خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعددها علينا شيئا
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت: ( خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعددها علينا شيئا ).
وحدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال ثم دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمرفاستأذن فأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا قال فقال لأقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فقلن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك حتى بلغ للمحسنات منكن أجرا عظيما قال فبدأ بعائشة فقال يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك قالت وما هو يا رسول الله فتلا عليها الآية قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا
القارئ : وحدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا زكريا بن إسحاق قال حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أنه قال: ( دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم، قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا، حوله نساؤه واجما ساكتا قال فقال لأقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول: تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فقلن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الآية (( يا أيها النبي قل لأزواجك )) حتى بلغ (( للمحسنات منكن أجرا عظيما )) قال فبدأ بعائشة فقال: يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك، قالت وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال: لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ).
فوائد حديث : ( ... عن جابر بن عبد الله قال ثم دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمرفاستأذن فأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا قال فقال لأقولن شيئا أضحك ... ).
الشيخ : هذا أوفى، هذا السياق أوفى من السياق الذي قبله وفيه فوائد: منها أنه لا يحل لأحد أن يدخل على أحد إلا بعد أن يأذن له في الدخول مهما كان قربه منه، كما قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ))، ومن فوائده أنه لا بأس أن يجلس الناس عند الباب لانتظار الإذن كما فعل الصحابة رضي الله عنهم، ومن فوائده فضيلة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعلو منزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعلم أنه يجب علينا أن كل إنسان له منزلة عالية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب أن يكون له منزلة عالية عندنا، لأننا إنما نحب في الله وبالله فإذا كنا نحب لذلك فمن أحبه الرسول عليه الصلاة والسلام أكثر كان لزاما علينا أن نحبه أكثر، ومنها أيضا فضيلة عمر رضي الله عنه وبيان منزلته عند النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لما استأذن أذن له، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يصيبه ما يصيب البشر من الإنقباض وعدم الإنشراح والسرور، لقوله فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا، لأنه في نفسه شيء من الهم والغم وسببه ما سيذكر فيما بعد، ومنها أنه ينبغي لمن رأى من أخيه مثل هذه الحال أن يقوم بما يدخل عليه السرور والضحك لقول عمر لأقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها جواز المداعبة التي يكون بها الضحك وأنها من إدخال السرور على أخيك لا سيما إذا وجدته في حال غير طبيعية، ومنها من فوائد هذا الحديث المصادفة العجيبة أن عمر سألته زوجته النفقة يعني هي بنت خارجة والنبي صلى الله عليه وسلم كان أزواجه يسألنه النفقة وهذه من المصادفات الغريبة، ومنها جواز ضرب المرأة إذا سألت ما لا يلزم زوجها فعله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر عمر بل ضحك لما فعله حيث أخبره أنه وجأ عنقها أي ضربه بشدة، فإن قال قائل إن الله سبحانه وتعالى لم يبح الضرب إلا في المرتبة الثالثة حيث قال (( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )) قلنا هذا في الحال الدائمة والمستمرة فتعالج بهذا العلاج أما فعل شيء حادث يحتاج إلى تأديب فلا بأس أن ينتقل الإنسان إلى أيش؟ إلى الضرب، ومن فوائد هذا الحديث جواز الضحك وأنه ليس خارما للمروءة، وإن كان أكثر ما يقع من النبي صلى الله عليه وسلم التبسم لكنه قد يضحك أحيانا كما في هذا الحديث، فإن قال قائل لم ضحك النبي عليه الصلاة والسلام هل هو لمطالبة الزوجة بالنفقة أو لكون زوجها وجأ عنقها؟ الظاهر الثاني ووجه الضحك هو شدة عمر رضي الله عنه، شدة عمر على أهله ومن فوائد هذا الحديث جواز ذكر الواقعة المشابهة من أجل تسلية الآخرين، وجهه يا يحيى؟ الطالب : ... الشيخ : أن النبي صلى الله عليه وسلم حكى لعمر ما حدث من أزواجه وهو يشبه ما حدث من زوجة عمر رضي الله عنه، ومن فوائد هذا الحديث أن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم على الشيء يدل على جوازه، يؤخذ من كون أبي بكر قام فوجأ عنق عائشة نعم كيف؟ لا، نعم؟ من كون النبي صلى الله عليه وسلم من كون أبي بكر قام فوجأ عنق عائشة وجه الدلالة أن الرسول عليه الصلاة والسلام أقر عمر على فعله حتى ضحك منه، وكذلك فعل عمر بابنته حفصة حيث وجأ عنقها، ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي للإنسان ذكر السبب الحامل له على الفعل، يعني إذا أدبت شخصا فلا بد أن تذكر السبب الحامل لك على تأديبه حتى يقتنع من وجه وحتى لا يعود لمثله من وجه آخر، وجه ذلك قوله في الحديث ( تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟ ) لأنه لما قام كل واحد منهما فوجأ عنق ابنته بين السبب أنهما سألتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده، ومن فوائد هذا الحديث أنه لا فسخ للمرأة بإعسار الزوج، وجه الدلالة أنه لو كان لها الفسخ بإعساره لكانت مطالبتهن بالنفقة مع الإعسار أيش؟ نعم، لكان مطالبتهن بذلك لا حاجة إليه إذ أن المقصود المطالبة وهذه المسألة اختلف العلماء فيها، وهي على وجهين: الوجه الأول أن تتزوج المرأة الرجل وهي تعرف عسرته فهذه لا خيار لها، ولا يقول قائل إن النفقة تتجدد كل يوم فهي وإن رضيت في اليوم الأول لها أن تطالب في اليوم الثاني، نقول لا، لا يرد علينا هذا لأن الإعسار عيب وقد رضيت به عند العقد فلا مطالبة، لكن لو حدث الإعسار بعد الغنى بأن تزوجها وهو غني ثم بعد ذلك أعسر فهل لها أن تفسخ النكاح؟ في هذا قولان للعلماء، والصواب أنه لا فسخ لها، لعموم قول الله تعالى (( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا )) ولأن الغني لو أعسر بنفقة الغني لم يكن لزوجته أن تفسخ لإعساره بنفقة الغني، فكذلك الفقير إذا أعسر بنفقة الفقير فإنه لا فسخ لزوجته، ولأن هذا الباب لو فتح لحصل به فساد، والمال كما تعلمون يذهب وأيش؟ ويرجع، كم من إنسان هو فقير اليوم هو غني في الغد أو بالعكس، ومن فوائد هذا الحديث جواز القسم بدون استقسام لتأكيد الخبر، وذلك في قولهن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده، فإن قال قائل: هل أنتم تجيزون هذا على الإطلاق؟ الجواب لا، لا نجيزه على الإطلاق لكن نجيزه في الإستقسام حينما تدعو الحاجة إلى القسم، إما ليطمئن المخاطب أو لغير ذلك من الأسباب، ومنها جواز اليمين بدون استثناء لقولهن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده، فإن قال قائل ما وجه الدلالة من الحديث في المسألتين أي في جواز الإستقسام بدون قسم وفي جواز القسم بدون استثناء هل هو مجرد فعل عائشة وحفصة رضي الله عنهما أو لسبب آخر؟ قلنا لسبب آخر وهو إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهما على ذلك، ومن فوائد هذا الحديث جواز اعتزال النساء تأديبا لهن لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتزلهن شهرا، وهذا يؤيد ما ذكرنا من قبل أن الإعسار بالنفقة لا يعطي المرأة حرية الفسخ، وإلا لما استحقت النساء أن يعزرن بالإعتزال، وقوله شهرا أو تسعا وعشرين يوما، ليس هذا شكا فيما يظهر، وذلك أن الشهر الذي كان فيه الإيلاء كان تسعا وعشرين فإن الرسول عليه الصلاة والسلام نزل من مشربته بعد تمام تسع وعشرين وقال ( إنما الشهر تسع وعشرون ) فيكون الرسول عليه الصلاة والسلام علم أن ذاك الشهر المعين كان تسعا وعشرين وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الشهر هكذا وهكذا وهكذا فأتم أصابعه الخمسة ) وفي مرة قال وهكذا وقبض أحد أصابعه أي تسعة وعشرين وهذا هو الواقع، ومن فوائد هذا الحديث إثبات أن نزول القرآن الكريم يكون على وجهين: ابتدائيا وسببيا، لقوله ثم نزلت عليه هذه الآية (( يا أيها النبي )) إلى آخره، ففي هذا بيان سبب نزول الآية، واعلم أن سبب النزول له فوائد كثيرة من أهمها معرفة المعنى المراد، اقرأ قول الله تعالى (( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما )) يبدو لك أن قوله لا جناح يفيد بأن السعي أدنى ما يقال فيه أنه جائز مع أنه ركن أو واجب من واجبات الحج أو العمرة، لكن إذا عرفت سبب النزول وهو أن الصحابة تحرجوا عن السعي بينهما من أجل صنمين عليهما تبين لك أن رفع الجناح ليس لبيان الإباحة، ولكنه لرفع التحرج الحاصل من الصحابة رضي الله عنهم، ويؤيد هذا أنه قال (( من شعائر الله )) وقد قال الله تعالى (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) المهم أن معرفة السبب يعين على معرفة المعنى المراد، وأيضا معرفة سبب النزول يدل على أن الله تعالى تكلم بالقرآن الكريم عند إنزاله لأنه إذا كان له سبب فالسبب لا بد أن يتقدم على أجيبوا؟ على المسبب فيكون في هذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بالقرآن بعد إنزاله، ويتفرع على هذا أيضا أن الكلام كلام الله عز وجل من صفات الأفعال باعتبار آحاده، وهو من صفات الذات باعتبار أصله، فإذا قال لك قائل: هل كلام الله من صفاته الفعلية أو الذاتية؟ ففصل قل أما أصل كونه متكلما فهو من الصفات الذاتية لأنه عز وجل لم يزل ولا يزال متكلما كما أنه لم يزل ولا يزال خالقا وهو كلما خلق شيئا قال له كن فيكون، فعلى هذا يكون الكلام في أصله عبد الله، عبد الله .. ، وباعتبار آحاده من الصفات الفعلية لأنه يتعلق بمشيئته متى شاء تكلم ومتى شاء لم يتكلم، وفي الحديث ( وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها )، وأما الآيات فإنه لم يسقها الراوي ولكنه قال حتى بلغ للمحسنات منكن أجرا عظيما، ومن فوائد هذا الحديث بيان منزلة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بدأ بها في التخيير مع أنها أصغر نسائه لكن لها منزلة عنده عليه الصلاة والسلام لا يساويها أحد، ومن فوائده فقه عائشة رضي الله عنها وفضلها ومنقبتها حيث إنها قالت يا رسول الله أفيك أستشير أبوي؟ يعني هذا مستحيل والإستفهام هنا بمعنى النفي يعني لا يمكن أن أستشير أبوي فضلا عمن وراءهما ومن دونهما فيك، ومن فوائد هذا الحديث جواز ما يمنع من الشيء الذي يشفق عليه ويخاف منه جواز فعل ما يمنع من ذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام خاف أن تتعجل عائشة رضي الله عنها فتختار نفسها فقال لها عليه الصلاة والسلام ( لا تعجلي أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ) فإذا خفت من شخص أن يتعجل في أمر تكرهه فقيد ذلك قل مثلا شاور فلانا، استخر الله، انتظر وما أشبه ذلك، ومن فوائد الحديث أيضا فقه عائشة رضي الله عنها حيث قالت: لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت لكن كيف كان هذا فقها؟ نعم؟ الطالب : .. الشيخ : هذا احتمال، احتمال آخر أن لا يقتدين بها فيخترن الرسول، لكن هذا عندي أنه بعيد ولكن فيه بحث، لأنه لو أخبرهن بما قالت عائشة لكنّ تبعا لها، فإذا لم يخبرهن فربما تختار واحدة منهن الدنيا وزينتها، ففيه احتمال هذا وهذا، احتمال أنها تريد أن يكتم الرسول عليه الصلاة والسلام عن نسائه منقبة عائشة ومزيتها وفضلها واحتمال أن أيش؟ أن يقتدين بها فيخترن الله ورسوله، ولعلنا نرجع إليها في الشرح، ومن فوائد هذا الحديث أنه إذا استكتمك أحد حديثا تكون المصلحة في بيانه فبينه ولو استكتمك فيه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها ) مع أنها تقول أسألك أن لا تخبر امرأة، ومن هذا النوع قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين قال ( أفلا أبشر الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا ) لكنه في آخر حياته أخبر الناس تأثما، ومن فوائد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بالصراحة والبيان ليس عليه الصلاة والسلام معنتا ولا متعنتا يعني هو لا يعنت غيره ولا يتعنت على نفسه والعنت هو المشقة، فيتبين بهذا أن هذا الدين الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم دين البيان والوضوح وعدم الإلتواء يمينا وشمالا، ولهذا قال ( ولكن بعثني معلما ميسرا ) صلوات الله وسلامه عليه، انظر الشرح، لماذا قالت عائشة؟ عبد الرحمن؟ القارئ : النووي؟ الشيخ : النووي أي. القارئ : ما ذكر شيئا. الشيخ : ما ذكر شيء؟! راجع جزاك الله الخير، ما ذكر شيء؟ القارئ : ما ذكر شيء. الشيخ : نعم.
هل يصح أن نقول هناك احتمال ثالث في سبب ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وهو مصادفة ما حصل لعمر ما حصل له صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : هل يصح أن يقال هناك احتمال ثالث في ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم من قول عمر رضي الله عنه والإحتمال هو أن يقال بأنه إنما ضحك أو احتمال ضحكه لأجل مصادفة فعل عمر ... الشيخ : لأجل أيش؟ السائل : مصادفة فعل عمر لما طلب منه النساء للنبي صلى الله عليه وسلم؟ الشيخ : مصادفة؟ السائل : ضحك لمصادفةفعل عمر من جيء عنق زوجته لأجل طلبها النفقة وقول نساء النبي صلى الله عليه وسلم من فعلهن طلبهن النفقة؟ الشيخ : ... احتمال قوي، نعم يا سليم؟
الحديث واضح الدلالة على تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لأبي بكر وعمر رض الله عنهما و نجد اليوم من يطعن فيهما فما توجيهكم ؟
السائل : أبي بكر وعمر يا شيخ منزلتهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم ... وتوقير الصحابة لهم، شيخ هذا شيء معلوم وبعض الناس من الناس اليوم ما يحلو لهم إلا ... على الصحابة، والرافضة اليوم ... من هذا ... لأجل بغضهم لهم؟ الشيخ : أي نعم، بل لما هو أشد، لأن القدح في أبي بكر وعمر قدح للرسول عليه الصلاة والسلام إذ أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما هما أخص أصحابه به فالقدح بهم قدح في الرسول عليه الصلاة والسلام ثم هو قدح في حكمة الرب عز وجل أن يجعل أخص أصحاب هذا النبي الذي هو أكرم الخلق عند الله أكرم البشر عند الله أن يجعل أخص الناس به هذين الرجلين المقبوحين عند الرافضة، لا شك أن هذا له لوازم باطلة، نعم.
هل يحتمل من قول عائشة رضي الله عنه : ( وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت ) أنها خافت عليهن من أن يخترن غير الله ورسوله ؟
السائل : شيخ ما يأتي احتمال ثانٍ من سؤال عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم أن يكتم خبرها، والإحتمال هو أنها خافت على بقية النساء أن إحداهن ربما تختار يعني غير الله ورسوله فتقع في الهلكة؟ الشيخ : لا، لا ما يحتمل، ثلاثة؟ ثلاثة، كمال وسليم ومحمد.
باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن وقوله تعالى وإن تظاهرا عليه
القارئ : باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن وقوله تعالى (( وإن تظاهرا عليه )). الشيخ : أولا الإيلاء ما هو؟ الإيلاء مصدر آلى يؤلي أي حلف وأقسم، والمراد به اصطلاحا أن يحلف الرجل على ترك جماع زوجته إما مطلقا أو مقيدا بما زاد على أربعة أشهر، نعم.
حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مالي ومالك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أنى جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلى أن ارقه فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصرى في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق قال فأبتدرت عيناي قال ما يبكيك يا ابن الخطاب قلت يا نبي الله ومالي لا أبكى وهذا الحصير قد أثرفي جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك فقال يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير (( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )) وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن قال لا قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الآية (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير
القارئ : حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: ( لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم، قال: فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت مالي ومالك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك، قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء، فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير، فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة، وإذا أفيق معلق قال فأبتدرت عيناي قال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك فقال: يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك، وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير (( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )) وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن؟ قال: لا، قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن قال: نعم إن شئت، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال: إن الشهر يكون تسعا وعشرين، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الآية (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير ).
فوائد حديث : ( ... حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب ... )
الشيخ : هذا أيضا فيه فوائد وآيات من آيات النبي صلى الله عليه وسلم، أولا يقول عمر رضي الله عنه لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه وتعلمون أن اعتزال النساء ليس بالأمر الهين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس عرفوا ذلك لأن هذا كان قبل الحجاب يعرفون أن النساء عند الرسول أو خارج بيته، دخل المسجد إلى آخره، يقول فإذا الناس ينكتون بالحصى، النكت بالحصى يعني تصويبها أي رفعها ثم يصوبها الإنسان وهذا يقع كثيرا فيما إذا كان الإنسان مهموما ومغموما، ومن النكت بمعنى الإشارة إلى أسفل قول جابر رضي الله عنه في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة قال فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها إلى الناس، ففيه دليل على يعني من فوائد هذا الحديث نأخذها جملة جملة أنه لا حجر على الإنسان إذا كان مهموما أن يبدي من شعوره ما يدل على همه، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم، ومن فوائد هذا الحديث اعتناء الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن تطليق زوجاته ليس بالأمر الهين عندهم، ومن فوائد هذا الحديث أن الحجاب نزل متأخرا، وفي هذا فائدة عظيمة وهي أن كل نص من قرآن أو سنة يدل على جواز كشف الوجه للمرأة فإنه يحمل على ما قبل الحجاب وهذا جواب مجمل، ولذلك لا يمكن لأي إنسان أن يقيم دليلا على أن كشف الوجه كان بعد الحجاب إلا على وجه يكون فيه الإحتمال الآخر المضاد، وهذا جواب إجمالي، ومن فوائد هذا الحديث أن الشريعة لم تأت جملة واحدة وإنما أتت بالتدريج وهذا من حكمة الله عز وجل لأن الناس لو نزلت عليهم الشريعة جملة لشق عليهم هذا وربما لا يحصل منهم امتثال، لكن إذا كانت بالتدريج قبلوها شيئا فشيئا، فهل يقال إن هذا الحكم باق، بمعنى أننا إذا دعونا أحدا ندعوه بالأهم فالأهم؟ الظاهر نعم، الظاهر نعم، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث الدعاة ويقول مروا بكذا ثم إن أطاعوا فبكذا مع أنها عبادات ثابتة كما بعث معاذا رضي الله عنه في السنة العاشرة للهجرة إلى أهل اليمن وأمره أن يدعوهم إلى التوحيد ثم إلى الصلاة ثم إلى الزكاة، ومن فوائد هذا الحديث جواز قول الإنسان لأفعل كذا بدون ذكر المشيئة، لقوله لأعلمن ذلك اليوم، ولم يقيده بالمشيئة، وسبق نظيره في الحديث الذي قبله حين قلن لا نسأل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك شيئا يعني أزواجه، فإن قيل كيف نجمع بين فعل الصحابة رضي الله عنهم وبين قوله تعالى (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ))؟ الجواب: أن قول القائل لأفعلن كذا غدا إذا أراد به الإخبار عما في ضميره فهو جائز بدون أن يقول إن شاء الله لأنه خبر عن شيء واقع ليس عن شيء مستقبل، وإن أراد به أن يفعل أي أن يوقع الفعل فهذا لا بد أن يقول إن شاء الله لأنه لا يدري هل يقدر عليه أو لا وهل يفعله أو لا؟ فيكون هذا هو الجمع أنه إذا أراد الإخبار عما في نفسه فهو .. ولا يحتاج إلى مشيئة لأنه إخبار عن شيء واقع أما إذا أراد الفعل أي إيقاع الفعل فلا بد أن يقول إن شاء الله، ومن فوائد هذا الحديث جواز الإنكار على الغير أي على النساء مثلا وإن لم يكن من محارمهن، لأن عمر أنكر على عائشة رضي الله عنها مع أنه ليس محرما لها، ومن فوائد الحديث ذكاء عائشة وعقلها وجدلها في الدفاع عن نفسها لأنه لما قال لها ما قال، ماذا قالت له؟ قالت مالي ومالك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك، تعني حفصة لأن حفصة بنته وعائشة بنت أبي بكر فكأنها تقول ابدأ بعيبتك التي لك القول عليها وهذا لا شك من ذكائها وعقلها وقوة حجتها وجدلها لكن بالحق، ومن فوائد ...