تتمة فوائد حديث : ( حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مالي ومالك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أنى جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلى أن ارقه فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصرى في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق قال فأبتدرت عيناي قال ما يبكيك يا ابن الخطاب قلت يا نبي الله ومالي لا أبكى وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك فقال يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير (( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )) وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن قال لا قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الآية (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير
الشيخ : ... أبي بكر، فكأنها تقول ابدأ بعيبتك التي لك القول عليها، وهذا لا شك من ذكائها وعقلها وقوة حجتها وجدلها لكن بالحق، ومن فوائد هذا الحديث شدة عمر رضي الله عنه في ذات الله لأنه وبخ ابنته توبيخا عظيما حيث قال: " لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقكي رسول الله صلى الله عليه وسلم " لكن لماذا قال هذا الكلام؟ لأن المقام مقام توبيخ ولعله رضي الله عنه تأول أنه لا يحبك أي كما يحب عائشة مثلا، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام عليه، انتهينا منه، ما انتهينا منه؟ ... القارئ : رجعت إلى مسلم كا وجدت في الشرح شيئا. الشيخ : نعم.
قراءة بحث في معنى قول عائشة رضي الله عنه : ( وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت ) .
الشيخ : هذا يقول " قال الأبي، الأبي رحمه الله عند قول عائشة رضى الله عنها وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال هذا قول اخرجته غيره وحرصها على انفرادها به وكأنها توقعت اذا لم يخبر أحدا من زوجاته .. بهن من تختار الدنيا فيطلقا وإنهن إذا سمعن باختيار عائشة تبعنها في ذلك وكذلك وقع " هذا ذكرناه وإلا لا؟ طيب، الثاني " يقول قال ابن حجر في هذا الحديث .. المرأة كاملة الرأي والعقد على ارتكاب ما لا يليق بحالها لسؤالها النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يخبر أحدا من أزواجه بفعلها ولكنه صلى الله عليه وسلم لما علم أن الحامل لها على ذلك ما طبع عليه النساء من الغيرة ومحبة الاستبداد دون ضرائرها لم يسعفها بما طلبت في ذلك أو من ذلك " بارك الله فيك أي نعم وهذا أيضا احتمال ذكرناه وقلنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يكون صريحا في أمره وأنه إذا سئل لا بد أن يجيب بالواقع، وهذا بارك الله فيك يا عبد الرحمن.
الشيخ : ترد كثيرا لولا أنا كما قال عمر لحفصة " لولا أنا لطلقكي رسول الله صلى الله عليه وسلم " فما الحكم؟ الحكم قال هذا غير عمر، قاله النبي عليه الصلاة والسلام لما أخبر بعذاب عمه أبي طالب قال " ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار " وهذا جائز أن يقول لولا أنا، لولا فلان وما أشبه ذلك، بشرط أن يكون هناك تأثير حقيقي أما إذا لم يكن تأثير حقيق فلا يجوز، لو قال لولا الولي في قبره هذا حرام، شرك، هذا يكون حراما شركا، أما شيء حقيقي واقع فلا بأس، نعم. القارئ : قرأناه يا شيخ. الشيخ : نعم القارئ : قرأناه الحديث الطويل. الشيخ : الحديث الطويل نعم، بسم الله الرحمن الرحيم فوائده اخذناه، اخذنا كم فائدة؟ هاه أخذنا كم فائدة؟ وصلنا إلى ست، نعم.
تتمة فوائد حديث : ( ... والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هو في خزانته في المشربة ... )
الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان قد يمسك زوجته مراعاة لأمر خارج من أب أو أخ أو عم أو ما أشبه ذلك لقول عمر رضى الله عنه " لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك " ومن فوائد هذا الحديث المبالغة في الإنكار لأن قول عمر علمت أنه لا يحبك أشد على حفصة من أن تسقط عليها الجبال، أن يقول لها أبوها أن الرسول لا يحبك، وحينئذ يرد علينا إشكال كيف علم عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبها أو أن هذا من باب التهديد؟ نعم، فيه احتمال، يحتمل أن الرسول يعني أسر إلى عمر أنه لا يحب حفصة وهذا عندي بعيد لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقع منه مثل هذا التصرف لما فيه من كسر خاطر عمر، ويحتمل أنه أراد التهديد والمبالغة من أجل أن لا تتجرأ على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيفارقها، وهذا عندي فيه أيضا إشكال لأن كون عمر رضي الله عنه يهدد ابنته بهذا الأمر العظيم أيضا بعيد فالمسألة تحتاج إلى تحرير ومن يحررها لنا؟ من بطلها؟ عجيب، لا حول ولا قوة الا بالله! وين صاحبنا علي؟ أنت سامي؟ يلا، طيب، ومن فوائد هذا الحديث رقة حفصة رضي الله عنها حيث بكت بكاء شديدا لهذه الصدمة الكبيرة، لقوله فبكت بكاء شديدا أشد البكاء، ومن فوائد هذا الحديث جواز اعتزال الرجل نساءه في غرفة خاصة للبعد عنهن حين وقوع المشاكل لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، ومن فوائد هذا الحديث خشونة العيش بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أتدرون ماذا كان سلم هذه المشربة؟ كان جذع نخل، جذع نخل يرقا عليه وينزل منه يعني ما فيه السلم المعروف الذي له الدرج المعروفه بل هو جذع يصعد عليه وينزل منه عليه الصلاة والسلام، ومن فوائد هذا الحديث أن لا يدخل الإنسان بيت أحد أو حجرة أحد إلا باستئذان فإن كان خارج البيت فلا بد أن يستأذن بالدخول إلى البيت وإن كان في البيت لكن أحدا في الحجرة قد أغلق عليه الباب فلا بد أن يستأذن، ومن فوائد هذا الحديث جواز رفع الصوت عند الحاجة لأن عمر لما استأذن له رباح ولكن لم يجد شيئا رفع صوته حتى يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فوائد هذا الحديث شدة محبة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن عمر قال لو أذن لي رسول الله عليه وسلم أن أضرب عنق حفصة وهي ابنته لضرب عنقها، مما يدل على شدة محبة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم وتقديمهم إياه على الولد بل وعلى النفس حتى إن عمر رضي الله عنه نفسه قال للرسول صلى الله عليه وسلم " والله إنك لأحب إلي من نفسي "، ومن فوائد هذا الحديث العمل بالإشارة مع القدرة على الكلام لقوله فأومأ إلي أن ارقه، مع أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يقول ارق باللسان، والعمل بالإشارة من العاجز عن الكلام شرعا أو حسا متفق عليه، فالعاجز عن الإشارة حسا كالأخرس، نعم العاجز عن الكلام، العاجز عن الكلام حسا كالأخرس، والعاجز عن الكلام شرعا كالمصلي، النبي صلى الله عليه وسلم عندما صلى قاعدا فصلوا خلفه قياما يا فراس أشار إليهم أن اجلسوا، لكن إذا كان قادرا فهل يؤخذ بالإشارة والإيماء ؟ الجواب: نعم يؤخذ، يؤخذ بذلك إلا في بعض الأشياء التي لا بد فيها من التصريح فلا يكتفى بالإشارة، ومن فوائد هذا الحديث أي خشونة العيش كما سبق بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك كان مضطجعا على حصير قد أثر في جنبه صلوات الله وسلامه عليه مع أنه لو شاء لاضطجع على ألين الفرش لكنه لا يريد ذلك، يقول ( مالي وللدنيا ) ولا يريد أن يفتح على أمته باب ترف لأن في الترف التلف ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى عليكم أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )، وهذا هو الذي وقع، الآن غالب الناس من المسلمين تجد أهم شيء له أن إيش؟ أن يترف نفسه في المنزل، في الرحل، في كل شيء، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ومن فوائد هذا، نعم، ومن أمثله شظف العيش وخشونته وقلته أن هذه المشربة ليس فيها إلا قبضة من شعير نحو صاع، ومثلها قضبا في ناحية الغرفة مما يدل على أنه عليه الصلاة والسلام يكتفي بما تيسر مع أنه ربما يدخر لأهله نفقتهم لمدة سنة، ومن فوائد هذا الحديث رقة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وذلك ببكائه حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان على هذه الحالة الرثة الخشنة والملوك كسرى وغيره على ما هم عليه ولهذا قال ابتدرت عيناي قال ما يبكيك يا ابن الخطاب قلت إلى آخره، ومن فوائد هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب لكنه لا يعطي الدين إلا من يحب كما ثبت ذلك عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هؤلاء الملوك لا يحبهم الله عز وجل وهم على كفرهم ومع ذلك آتاهم الله من الدنيا ما آتاهم، ومن فوائد هذا الحديث تسلية النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه المؤمنين به فيما فاتهم من نعيم الدنيا حيث قال ( يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى ) ومعلوم أن من له الأخرة فهو الذي له السرور الدائم والنعيم الدائم أما من له الدنيا فإن الدنيا فانية، كل شيء فان الكلام يفنى كل حرف تنطق به يذهب انتهى، الأكل يفنى كل لقمة ترفعها من الإناء ذهبت انتهت، الليل يفنى النهار يفنى كل شيء في الدنيا إذا تأملته فهو فناء وزوال، لكن نعيم الآخرة ليس كذلك هو بقاء ودوام نسأل الله أن يجعل لنا ولكم منه النصيب الأوفر! ومن فوائد هذا الحديث توفيق عمر رضى الله عنه لإصابة الصواب حيث قال للرسول عليه الصلاة والسلام " إن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك " وهذا يطابق قول الله تعالى (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )) ومن فوائد هذا الحديث إقرار عمر رضي الله عنه واعترافه بفضل أبي بكر رضى الله عنه حيث قال أنا وأبو بكر، وأبو بكر لم يتكلم بهذا ولكن عمر يعرف أن أبا بكر رضى الله عنه أول من ينصر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فوائد هذا الحديث أن الانسان يفرح ويحمد الله إذا وفق للصواب لأن عمر يقول قلما تكلمت وأحمد الله في كلام إلا رجوت الله أن يصدق القول الذي أقول ونزلت هذه الآية فإذا وفق الإنسان للصواب فعليه أن يحمد الله عز وجل على هذه النعمة لأن توفيق الله إياه للصواب يدل على أن الله أراد هدايته وهذه نعمة كبيرة بخلاف الذي يجتهد ولا يوفق للصواب فهذا وإن كان مغفورا له خطأه إذا بذل جهده لكنه ليس كالذي يصيب، ومن فوائد هذا الحديث عناية الله تبارك وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم حيث انتصر له هذا الانتصار بقوله (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )) وأخطأ بعض الجهال الذين قالوا إنه دليل على عظم كيد النساء وأن الله لم يدفع كيدهن إلا بهذا، فيقال تبا لهذا الفهم! إن الله وحده كاف أن يرد كيد النساء، والله تبارك وتعالى قال في كفار قريش وهم أشد عتوا وغلظة وإيذاء للرسول صلى الله عليه وسلم قال (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) لكن المراد بهذا بيان منزلة الرسول عليه الصلاة والسلام عند الله تعالى، وأن الله تعالى ينصره في كل ما يكون من وسائل النصر فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير، ومن فوائد هذا الحديث شدة وقع تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه لو وقع، ولهذا تساءل عنه عمر رضي الله عنه قال: أطلقتهن؟ قال: ( لا )، ومن فوائده، من فوائد الحديث أن الانسان ينبغي له أن يزيل الهم والغم عن غيره ويكشف الكربة لإستئذان عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل إلى الناس فيخبرهم بأنه لم يطلق نسائه، ومن فوائده أدب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه مع رسول الله حيث أنه لم يتجرأ على أن يخبر الناس إلا بعد استئذان النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي للإنسان أن يحاول إزالة الغضب والهم والغم عن أخيه، لأن عمر رضى الله عنه مازال يكلم النبي صلى الله عليه وسلم حتى انحصر الغضب عن وجهه وزال عنه الهم والغم، ومن فوائد هذا الحديث أن هذا الجذع كان النزول منه صعب يحتاج إلى أن ينزل الانسان منه شيئا فشيئا ويتشبث به يتمسك لأن لا يسقط لكنه على الرسول عليه الصلاة والسلام كأنما يمشي على الأرض فيكون هذا آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الجذع الذي لا ينزل عليه الإنسان إلا بمشقة كان ينزل منه الرسول صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض، وهذا من آيات الله بلا شك لأن هذا لا يمكن للإنسان أن يدركه بنفسه، ومن فوائد هذا الحديث أن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما فهل يؤخذ بالأقل فيمن نذر أن يصوم شهرا أو آلى أن لا يكلم فلانا شهرا أو يؤخذ بالأصل وهو بقاء الشهر؟ الثاني، أنه لا يؤخذ بالأقل وإنما يؤخذ بتمام الشهر، دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) لكن هذا الشهر الذي وقع فيه الإيلاء بالنسة للرسول صلى الله عليه وسلم كان تسعة وعشرين يوما، ومن فوائد الحديث أنه ينبغي رفع الصوت إذا دعت الحاجة اليه، لقول عمر رضي الله عنه " فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائه " فيترتب على هذا أن إيصال الصوت المطلوب سماعه بواسطة مكبر الصوت الموجود الآن من السنة ويدل لهذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين أمر العباس بن عبد المطلب وكان رفيع الصوت أن ينادي الناس بالرجوع فنادى بالناس بالرجوع، ومن فوائد هذا الحديث الأمر المهم وهو أنه من الناس من هو متسرع في إذاعة الأمور الأمن والخوف فقد ينادي بالأمن والواقع الخوف أو ينادي بالخوف والواقع الأمن، قال الله تعالى (( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم )) فيرجع إلى أهل الرأي والعلم والإيمان والخبرة ولا يتسرع في الأحاديث لا أريد أحاديث الرسول يعني في الأحاديث التي تقع بين الناس، ولهذا جاء في الحديث ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )، والإنسان ينبغي له أن يتأنى في الأمور، كم من خبر لم يكن له أصل فيندم الإنسان إذا حدث به أو إذا بنا عليه الأمور، ومن فوائد هذا الحديث أن العلماء من أولي الأمر لقوله (( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم )) العلماء الذين يستبطونه منهم، ولا شك أن العلماء من ولاة الأمور لأنهم يتولون أمور الناس ببيان الشريعة والدعوة إليها وذوو السلطة من ولاة الأمور بلا شك لأنهم يتولون تنفيذ الشريعة وإلزام الناس بها فالناس بحاجة إلى هؤلاء وهؤلاء بحاجة لأهل العلم ليبينوا لهم وبحاجة إلى الأمراء ليلزموهم بالشريعة وقد قيل: " لولا الخلافة لم تأمن لنا سبلنا *** وكان أضعفنا نهبا لأقوانا ". ويقال أن عبد الملك فيما أظن كان عنده أناس فمر عبدالله بن المبارك رحمه الله فلما أدبر قال بعض الحاضرين من الوشاة يا أمير المؤمنين هذا الرجل قد قال: " وهل أفسد الدين إلا الملوك *** وأحبار سوء ورهبانها " فغضب كيف يقول هذا الكلام! ما أفسد الدين إلا الملوك ، والأحبار العلماء، والرهبان العباد، فلما رأى بعض الحاضرين تأثره كان جليس خير قال يا أمير المؤمنين هذا الرجل هو الذي قال: " لولا الخلافة لم تأمن لنا سبل *** وكان أضعفنا نهبا لأقوانا " فارتاح الخليفة وزال ما في قلبه على عبدالله بن المبارك رحمه الله، المهم أن العلماء لا شك أنهم ولاة أمر وأن الأمراء لا شك أنهم ولاة أمر حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم لئلا تكون المسألة فوضى، يقول عمر ومن فوائد هذا الحديث جواز ثناء الإنسان على نفسه بشرط أن يكون صادقا في ذلك لقوله فكنت أنا استنبطت ولقوله أيضا فيما سبق أن الله سبحانه وتعالى يصدقه فيما يقول لكن بشرط أن يكون، أيش؟ صادقا في ذلك، وقد قال عبدالله بن مسعود " لو أعلم أن أحدا أعلم في كتاب الله مني تناله الإبل لقصدته " وما أراد أن يثني على نفسه لكن أراد أن يبين منزلته من كتاب الله وأن يحث الناس على طلب العلم وتلقيه حتى من البعيد على كل حال الحديث فيه فوائد كثيرة عند التأمل لكن هذا ما يسر الله عز وجل. نعم.
ما معنى قوله : ( وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ) ؟
السائل : ... الشيخ : نعم، نعم، تظاهران يعني تستعلوان على النساء، يعني أنهن يرين، أنهما يريان أن لهما فضل على نساء النبي، فالمظاهرة في الآية غير المظاهرة في الحديث، نعم، سليم.
ما وجه هجر النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته رضي الله عنهم ؟
السائل : ... الشيخ : أيش؟ السائل : الرسول صلى الله عليه وسلم ... الشيخ : هذه مسائل تعود إلى الحالة الواقعة، فالرسول صلى الله عليه وسلم هجرهن هذه المدة لعله يرى أنه هذا هو الأصلح وفعلا هو الأصلح لا شك، حصل فيه فوائد عظيمة. السائل : ... الشيخ : ربما يكون، بعض الناس الهجر عليه أشد من الضرب وبعض الناس يقول اضرب ... المهم على كل حال، الناس يختلفون أما سمعت الذي عثر وانجرحت اصبعه وكان عليه نعل فقال شوي ولّا في النعل. نعم.
من هجر إحدى زوجاته مدة معينة هل يقسم لها ما فاتها ؟
السائل : ... الشيخ : اعتزل بعض نسائه لمسوغ شرعي، أي نعم فهل يقضي لها؟ لا ما يقضي لها لا لا يقضي لها، لا، وش الفايدة من الهجر، أي نعم، لكن إذا كان عنده ثلاث وهجر واحدة يجعل للثنتين إلى أن يمر عليها، نعم. السائل : ... الشيخ : أيش ؟ السائل : ... الشيخ : أي خلاص كتبته؟ اكتبه، خلاص يكفي الطالب : ... الشيخ : أيش؟ أي، في الآية نفسها؟ لا ما هي عندي، الآية (( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )) هذه دليل، هاه؟ الطالب : ... الشيخ : إذا هذه عندنا على طبق الآية ، لا ... عمر قال هذا، قال: وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبو بكر، نعم.
حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني سليمان يعني ابن بلال أخبرني يحيى أخبرني عبيد بن حنين أنه سمع عبد الله بن عباس يحدث قال مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه فقال تلك حفصة وعائشة قال فقلت له والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك قال فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه فإن كنت أعلمه أخبرتك قال وقال عمر والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم قال فبينما أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي لو صنعت كذا وكذا فقلت لها وما لك أنت ولما ههنا وما تكلفك في أمر أريده فقالت لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان قال عمر فآخذ ردائي ثم أخرج مكاني حتى أدخل على حفصة فقلت لها يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فقالت حفصة والله إنا لنراجعه فقلت تعلمين أنى أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله يا بنية لا تغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ثم خرجت حتى أدخل على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي أم سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغى أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه قال فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا فقد امتلأت صدورنا منه فأتى صاحبي الأنصاري يدق الباب وقال افتح افتح فقلت جاء الغساني فقال أشد من ذلك أعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة ثم آخذ ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له يرتقى إليها بعجلة وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة فقلت هذا عمر فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لعلي حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مضبورا وعند رأسه أهبا معلقة فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت فقال ما يبكيك فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة
القارئ : قال الإمام مسلم في كتابه الصحيح: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني سليمان يعني ابن بلال قال أخبرني يحيى أخبرني عبيد بن حنين أنه سمع عبد الله بن عباس يحدث قال: ( مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟ فقال تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت له والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه فإن كنت أعلمه أخبرتك، قال: وقال عمر والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم قال فبينما أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي لو صنعت كذا وكذا فقلت لها وما لك أنت ولما ههنا، وما تكلفك في أمر أريده فقالت لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان، قال عمر فآخذ ردائي ثم أخرج مكاني حتى أدخل على حفصة فقلت لها يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟! فقالت حفصة والله إنا لنراجعه، فقلت تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله، يا بنية لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ... ) الشيخ : من يعني؟ الطلاب : عائشة. القارئ : ( ... ثم خرجت حتى أدخل على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي أم سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب! قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه قال فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الأنصار ... ). الشيخ : هذا توبيخ عجيب من أم سلمة رضي الله عنها يعني تقول تتدخل في كل شيء، لكن نحن نعلم من عمر رضي الله عنه يرى أن هذا مما يعنيه ويهمه، فلا يدخل في الحديث ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) والله المستعان، نعم. القارئ : ( ... كان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا فقد امتلأت صدورنا منه فأتى صاحبي الأنصاري يدق الباب وقال افتح افتح فقلت جاء الغساني؟ فقال أشد من ذلك أعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة ثم آخذ ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له يرتقى إليها بعجلة وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة فقلت هذا عمر فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مضبورا وعند رأسه أهبا معلقة فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة ).
وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرني يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن ابن عباس قال أقبلت مع عمر حتى إذا كنا بمر الظهران وساق الحديث بطوله كنحو حديث سليمان بن بلال غير أنه قال قلت شأن المرأتين قال حفصة وأم سلمة وزاد فيه وأتيت الحجر فإذا في كل بيت بكاء وزاد أيضا وكان آلى منهن شهرا فلما كان تسعا وعشرين نزل إليهن
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرني يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن ابن عباس قال: ( أقبلت مع عمر حتى إذا كنا بمر الظهران ) وساق الحديث بطوله كنحو حديث سليمان بن بلال غير أنه قال قلت: ( شأن المرأتين قال حفصة وأم سلمة وزاد فيه وأتيت الحجر فإذا في كل بيت بكاء وزاد أيضا وكان آلى منهن شهرا فلما كان تسعا وعشرين نزل إليهن ).
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد سمع عبيد بن حنين وهو مولى العباس قال سمعت ابن عباس يقول كنت أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت سنة ما أجد له موضعا حتى صحبته إلى مكة فلما كان بمر الظهران ذهب يقضى حاجته فقال أدركني بإداوة من ماء فأتيته بها فلما قضى حاجته ورجع ذهبت أصب عليه وذكرت فقلت له يا أمير المؤمنين من المرأتان فما قضيت كلامي حتى قال عائشة وحفصة
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد سمع عبيد بن حنين وهو مولى العباس قال سمعت ابن عباس يقول: ( كنت أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت سنة ما أجد له موضعا حتى صحبته إلى مكة فلما كان بمر الظهران ذهب يقضى حاجته فقال أدركني بإداوة من ماء فأتيته بها فلما قضى حاجته ورجع ذهبت أصب عليه وذكرت فقلت له يا أمير المؤمنين من المرأتان؟ فما قضيت كلامي حتى قال عائشة وحفصة ).
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن أبي عمر وتقاربا في لفظ الحديث قال ابن أبي عمر حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس قال لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) حتى حج عمر وحججت معه فلما كنا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) قال عمر وا عجبا لك يا ابن عباس قال الزهري كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه قال هي حفصة وعائشة ثم أخذ يسوق الحديث قال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي ببنى أمية بن زيد بالعوالي فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم فقلت أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل قالت نعم قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة قال وكان لي جار من الأنصار فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا فنزل صاحبي ثم أتاني عشاء فضرب بابي ثم ناداني فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم قلت ماذا أجاءت غسان قال لا بل أعظم من ذلك وأطول طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فقلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا كائنا حتى إذا صليت الصبح شددت على ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهى تبكي فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا أدرى ها هو ذا معتزل في هذه المشربة فأتيت غلاما له أسود فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فصمت فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر فجلست فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم فجلست قليلا ثم غلبنى ما أجد ثم أتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل فقد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكي على رمل حصير قد أثر في جنبه فقلت أطلقت يا رسول الله نساءك فرفع رأسه إلى وقال لا فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد دخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فتبسم أخرى فقلت أستأنس يا رسول الله قال نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر إلا أهبا ثلاثة فقلت ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فاستوى جالسا ثم قال أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت استغفر لي يا رسول الله وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل
القارئ : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن أبي عمر وتقاربا في لفظ الحديث قال ابن أبي عمر حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس قال: ( لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) حتى حج عمر وحججت معه فلما كنا ببعض الطريق ) الشيخ : قوله تعالى: (( إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما )) أين جواب الشرط؟ يظن بعض الناس أنه قول فقد صغت وليس كذلك بل هو محذوف إن تتوبا إلى الله فهو خير لكما فقد صغت قلوبكما، يعني هذا ليس جواب الشرط بل بيان السبب الذي لا بد من التوبة منه، الله أكبر، الله أكبر، نعم. القارئ : ( ... حتى حج عمر وحججت معه فلما كنا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) قال عمر واعجبا لك يا ابن عباس! -قال الزهري كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه- قال هي حفصة وعائشة ثم أخذ يسوق الحديث قال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي ببنى أمية بن زيد بالعوالي فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت نعم فقلت أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت نعم قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر!! أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة، قال وكان لي جار من الأنصار فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا فنزل صاحبي ثم أتاني عشاء فضرب بابي ثم ناداني فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم ... ). الشيخ : سبق أنه ناداه بقوله افتح افتح، وهذا يدل على اهتمامه بالأمر وأنه يتشوف إلى أن يفتح بسرعة كما نقوله نحن الآن إذا قرعنا الباب على أحد في أمر هام افتح افتح، أي نعم. القارئ : ( فقال حدث أمر عظيم قلت ماذا؟ أجاءت غسان؟ قال لا بل أعظم من ذلك وأطول طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فقلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا كائنا حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهى تبكي، فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت لا أدري ها هو ذا معتزل في هذه المشربة فأتيت غلاما له أسود فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فصمت فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر فجلست فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد ثم أتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فصمت، فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل فقد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكيء على رمل حصير قد أثر في جنبه، فقلت أطلقت يا رسول الله نساءك؟ فرفع رأسه إلي وقال لا فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله قد دخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فتبسم أخرى، فقلت: أستأنس يا رسول الله؟ قال: نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر إلا أهبا ثلاثة فقلت ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا ... ).