حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان يعني بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل قال أصبت جرابا من شحم يوم خيبر قال فالتزمته فقلت لا أعطي اليوم أحدا من هذا شيئا قال فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متبسما
حدثنا محمد بن بشار العبدي حدثنا بهز بن أنس حدثنا شعبة حدثني حميد بن هلال قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول رمي إلينا جراب فيه طعام وشحم يوم خيبر فوثبت لآخذه قال فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحييت منه
وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة بهذا أنه قال جراب من شحم ولم يذكر الطعام
القارئ : وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: ( جِرَابٌ مِنْ شَحْمٍ )، وَلَمْ يَذْكُرِ ( الطَّعَامَ ). الشيخ : هذا كما استدل به المترجم، أن الطعام لا يُعَد من الغلول، لاسيما إذا احتاج الإنسان إليه، يعني لو كان في الغنيمة طعام يؤكل، وأخذه بعض الغانمين وأكله فلا يعد ذلك من الغلول، لا سيما عند الحاجة ولذلك وثب عبد الله بن المغفل حين رُميَ إليه الجراب ، وثب ليأخذه وقال : ( والله لا أعطيه أحداً )، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم لفعل عبد بن المغفّل .
الشيخ : وفي هذا دليل على جواز أكل ما ذبحه اليهود، وأنه لا يحتاج أن نسأل، فالطعام الذي أحل لنا من طعام الذين أوتوا الكتاب لا يحتاج أن نسأل، والسؤال من التنطع، فإذا وجدنا شيئا ورد من اليهود والنصارى من اللحم فلنأكله، ولا نقول هل ذبح على الطريقة الإسلامية أو لا ؟، ولا هل سمو عليه الله أم لا ؟. لأن هذا من التنطع والتكلف، ولهذا جاء ناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : يا رسول الله إن قوماً يأتون لنا باللحم، لا ندري هل ذكروا اسم الله عليه أم لا، قال : ( سمّوا أنتم وكلوا )، قالت عائشة رضي الله عنها : وكانوا حديثي عهد بكُفر، والغالب أن حديث العهد بالكفر لا يكون مستوعباً لجميع الأحكام. وعليه فمن التكلف أن يسأل الإنسان كيف ذُبح ؟، وهل سمي الله على الذبيحة أو لا ؟، والحمد لله هذا من نعَم الله تعالى وتيسيره أن ما صدر من فعل فاعله أهل له فإننا لا نسأل عنه، لو كلّفنا أن نسأل لتعبنا، لقلنا نسأل هل ذبح على الطريقة الإسلامية أم لا ؟. سؤال آخر: هل سمي الله عليه أو لا ؟، سؤال ثالث : هل الذابح مسلم أو كافر ؟، سؤال رابع : هل الذبيحة مغصوبة أو ملك لصاحبها ؟، سؤال خامس : إذا قيل لصاحبها من أين جاءتك ؟ بالشراء، من أين ؟ .البائع، هل هي ملك له إذا باعها ؟ إذا قال نعم، من أين ملكها فلان ؟ . فهذه مشكلة، لكن الأصل أن الأمور جارية على ما هي عليه، فلا تسأل. صار عند الناس قبل سنتين أو ثلاث إشكال، لأنهم يدّعون أنهم وجدوا بعض الدجاج لم تُقطَع أعناقه، فنقول الذي وجدتموه لم يُقطع عنقه يكون حراماً، والذي وجدتم عنقَه قُطع فكلوه. وجدوا حسب كلام الناس، كرتوناً فيه سمك مكتوب عليه : ذُبح على الطريقة الإسلامية، وهذا ربّما يقع، قد تكون هناك كراتين كثيرة، بعضها للسمك وبعضها للدجاج فغلط الذي يعبئها فوضعها في كرتون الدجاج. المهم مادام لدينا أصلٌ، فالموانع غير واردة، ما هو الأصل ؟ . حلّ طعام أهل الكتاب، حتى إن بعض أهل العلم، من أهل المذاهب المتبوعة يقولون : ما اعتقده اليهود أو النصارى طعامًا فهو حلال وإن خنقوه خنقاً، لأن الله أضاف الطعام إليهم ، قال : (( وطعام الذين أوتوا الكتاب ))، فما اعتقدوه طعاماً فهو حلال، لأنه طعام لهم، يعتقدونه طعاماً فهو حلالٌ لنا. لكن القول الراجح خلاف ذلك، وأنه إذا كان ذبيحة المسلم لو ذبحها خنقاً لم تحل، فذبيحة الذين أوتوا الكتاب من باب أولى، هذا هو الذي عليه جمهور العلماء .
حجة النصارى في أكل كل اللحوم ولو لم يذكر الله عليها أن عيسى عليه السلام كان يأكل كل شيء .؟
السائل : حجة النصارى في أكل كل اللحوم ولو لم يذكر اسم الله عليها أن عيسى عليه السلام كان يأكل كل شيء ... ؟. الشيخ : يعني معناه تقول : أنه يجوز أكل لحم الخنزير مثلًا ؟ . السائل : هم يقولون مثل هذا . الشيخ : هم يأكلون الخنزير ما علينا منهم ، لكن الخنزير نص الله على تحريمه، فهو محرّم لعينه لا لأنه غير مذكى الذكاة المفروضة . السائل : ... الشيخ : هذا غير صحيح ، هذه دعوى، في القرآن الكريم : (( ولأحلّ لكم بعض الذي حُرّم عليكم ))، والبعض الثاني باق على التحريم .
لو أخبرنا شخص أن هذا اللحم لم يسمى عليه فهل يأكل.؟
السائل : لو أخبرنا شخص أن هذا اللحم لم يُذكر اسم الله عليه فهل نأكل ... ؟ . الشيخ : إذا علمنا أن هذه الدجاجة مثلا بعينها لم تُذكى أو لم يُذكر اسم الله عليها صارت حراماً . السائل : يقول أنه زار المصنع ؟ الشيخ : ولو زار المصنع، لأن الذي يجلبون إلى البلاد الإسلامية لا سيما السعودية يتحرّون فيه . السائل : ... الشيخ : ...
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وابن أبي عمر ومحمد بن ر افع وعبد بن حميد واللفظ لابن رافع قال بن رافع وابن أبي عمر حدثنا وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس أن أبا سفيان أخبره من فيه إلى فيه قال فانطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يعني عظيم الروم قال وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل فقال هرقل هل ههنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قالوا نعم قال فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فأجلسنا بين يديه فقال أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فقال أبو سفيان فقلت أنا فأجلسوني بين يديه وأجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا بترجمانه فقال له قل لهم إني سائل هذا عن الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذبني فكذبوه قال فقال أبو سفيان وأيم الله لولا مخافة أن يؤثر علي الكذب لكذبت ثم قال لترجمانه سله كيف حسبه فيكم قال قلت هو فينا ذو حسب قال فهل كان من آبائه ملك قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال ومن يتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم قال قلت بل ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قال قلت لا بل يزيدون قال هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له قال قلت لا قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف كان قتالكم إياه قال قلت تكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه قال فهل يغدر قلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها قال فوالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه قال فهل قال هذا القول أحد قبله قال قلت لا قال لترجمانه قل له إني سألتك عن حسبه فزعمت أنه فيكم ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم فقلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فقد عرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخله سخطة له فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب وسألتك هل يزيدون أو ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل قاتلتموه فزعمت أنكم قد قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله فزعمت أن لا فقلت لو قال هذا القول أحد قبله قلت رجل ائتم بقول قيل قبله قال ثم قال بم يأمركم قلت يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف قال إن يكن ما تقول فيه حقا فإنه نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظنه منكم ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي قال ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا قال فقلت لأصحابي حين خرجنا لقد أمر أمر بن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر قال فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام
القارئ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ رَافِعٍ، قَالَ ابْنُ رَافِعٍ : وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ، أَخْبَرَهُ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيهِ، قَالَ : ( انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ). الشيخ : نشرحها حتى لا نعيدها مرة ثانية ، المدة التي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم يعني بذلك صلح الحديبية، لأن هذه المدة صارت صُلحاً، لا يقاتل المشركون، ولا المشركون يقاتلون المسلمين، حتى حصل منهم الغدر. القارئ : ( قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ يَعْنِي عَظِيمَ الرُّومِ ). الشيخ : قيل إن هرقل اسم لكل من ملك الروم، كما أن كسرى اسم لكل من ملَكَ الفرس. وقيل إن هذا اسم عَلَم، علم عليه. القارئ : ( قَالَ : وَكَانَ دَحْيَةُ الْكَلْبِيُّ جَاءَ بِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى ) . الشيخ : يعني عظيم الروم صحيحة، لكن لا تقل العظيم مثلاً، كما قال إبراهيم : (( قال بل فعله كبيرهم هذا ))، ولا تقل مثلا السيد لسيد قوم من الكفار، فقل سيّد آل فلان. القارئ : ( فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى هِرَقْلَ، فَقَالَ هِرَقْلُ : هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ، قَالَ : فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ، فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ؟ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَقُلْتُ : أَنَا، فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي خَلْفِي، ثُمَّ دَعَا بِتَرْجُمَانِهِ، فَقَالَ لَهُ : قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَايْمُ اللهِ، لَوْلَا مَخَافَةُ أَنْ يُؤْثَرَ عَلَيَّ الْكَذِبُ لَكَذَبْتُ ). الشيخ : انظروا إلى هذا الاحتراز، من هذا الرجل، مما يدل على ذكائه وعقله . أولا : سأل أقربهم نسباً، لأن أقرب الناس إليك أعرفُهُم بك. هذا هو الأصل . وثانياً : أنهم أجلسهم بين يديه ليكون ذلك أعظم هيبة، مما لو كانوا عن يمينه أو شماله، لأنه يصارحهم بالشيء مواجهة، فهو أبلغ . وثالثة : أنه قال للترجمان : قل لهؤلاء ، يعني أصحاب أبي سفيان : إن كذب فكذّبوه. وفي قوله : ( لَوْلَا مَخَافَةُ أَنْ يُؤْثَرَ عَلَيَّ الْكَذِبُ لَكَذَبْتُ ) دليل على أن الكذب حتى في الجاهلية ممقوت، وأن صاحبه يعيّر به، والنبي صلى اله عليه وسلم جعله من علامات النفاق، وحذر منه تحذيراً بالغاً حتى قال : (إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذّاباً ). القارئ : ( ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِه ِ: سَلْهُ كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ، قَالَ : قُلْتُ : هُوَ فِينَا ذُو حَسَبٍ، قَالَ : فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ ؟ قُلْتُ : لَا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ ؟ قُلْتُ : لَا، قَالَ : وَمَنْ يَتَّبِعُهُ ؟ أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ : أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا، بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ : هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا، قَالَ : فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ، قَالَ : فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : تَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالًا يُصِيبُ مِنَّا وَنُصِيبُ مِنْهُ، قَالَ : فَهَلْ يَغْدِرُ ؟ قُلْتُ : لَا، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ صَانِعٌ فِيهَا ، قَالَ : فَوَاللهِ مَا أَمْكَنَنِي مِنْ كَلِمَةٍ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ ). الشيخ : الله أكبر، وهو يعلم ماذا يصنع، أبو سفيان يعلم ماذا يصنع الرسول، وأنه سيفي بالوعد بالعهد ، لكن هذه جعلها نوعا من القدح بالنبي صلى الله عليه وسلم، ما وجد إلا هذا . القارئ ( قَالَ : فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا، قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : قُلْ لَهُ إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ حَسَبِهِ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو حَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ : هَلْ كَانَ فِي آبَائِهِ مَلِكٌ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ، وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ أَضُعَفَاؤُهُمْ أَمْ أَشْرَافُهُمْ، فَقُلْتَ : بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ : هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ يَذْهَبَ فَيَكْذِبَ عَلَى اللهِ ). الشيخ : الله أكبر ، سبحان الله . القارئ : ( وَسَأَلْتُكَ : هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَهُ سَخْطَةً لَهُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ، وَسَأَلْتُكَ : هَلْ يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ : هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَدْ قَاتَلْتُمُوهُ فَتَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالًا يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ، وَسَأَلْتُكَ : هَلْ يَغْدِرُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لَا يَغْدِرُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ : هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا ، فَقُلْتُ : لَو قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ قُلْتُ رَجُلٌ ائْتَمَّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : بِمَ يَأْمُرُكُمْ ؟ ). الشيخ : الآن تقرر عند هرقل أنه رسول، فالآن يتطلع بمَ يأمر ، الله أكبر شف العقل ، الله المستعان . القارئ : ( قُلْتُ : يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ وَالْعَفَافِ ، قَالَ : إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّهُ مِنْكُمْ، وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ، وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ ). الشيخ : الله أكبر . القارئ : ( قَالَ : ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ، وَ : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ . فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ ارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ عِنْدَهُ وَكَثُرَ اللَّغْطُ، وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، قَالَ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ خَرَجْنَا : لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، إِنَّهُ لَيَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ ) . الشيخ : أمرَ يعني عظُم، ومنه قوله تعالى : (( لقد جئت شيئاً إمراً ))، يعني عظيما . وابن أبي كبشة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، كانوا يعيّرونه به، وعلّل هذا أعني كونه عظُم أمره ، أنه خافَه ملكُ بني الأصفر وهم الروم، والعجب أن هرقل قال إنه سوف يملك ما تحت قدميّ هاتين، مما يدل على أنه يعلم أن هذا النبي سوف تتسع مساحة رسالته، حتى تصل إلى الروم، وأن الروم أنفسهم سوفَ يُسلَبون مُلكَهُم، حتى يكون الملك للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لم يقع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن وقع في عهد الخلفاء، فمُلكَت الأرض التي تحت قدم هذا، بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، على يد خلفائه الراشدين .
الشيخ : وفي قوله : ( من محمد رسول الله ) دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يصف نفسه بما يقتضي القَبول، لا سيما إذا خاطب من لا يعرفه، فمثلاً إذا قال : أنا فُلان بن فلان، والمخاطَب لا يدري من هو، ولا ما حاله، فهذا قُصور إذا كان يريد أن يصلَ إلى شيء . القارئ : ( قَالَ : فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ، حَتَّى أَدْخَلَ اللهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ ) . هذا من أحاديثنا يا سمير .
وحدثناه حسن الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب بهذا الإسناد وزاد في الحديث وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله وقال في الحديث من محمد عبد الله ورسوله وقال إثم اليريسيين وقال بداعية الإسلام
كيف أن أم أيمن كانت حاضنت النبي صلى الله عليه وسلم ثم أعتقها وزوجها زيد.؟
السائل : أشكل علي : كيف كانت أم أيمن حاضنة للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم أعتقها، وزوّجها زيد ؟ . الشيخ : ما وجه الإشكال في ذلك ؟ . السائل : ... الشيخ : والناس يتزوجون الكبار، الصغير يتزوج الكبير، والكبير يتزوج الصغير.
السائل : ما حكم قراءة كتب اليهود والنصارى ؟ . الشيخ : هذا جائز بشرط أن يكون عند الإنسان مَنَعَة، ومناعَة، منعة : قوّة، ومناعة : يعني أنه لا يخشى على نفسه، وأما الإنسان لا يكون عنده ذاك المنعة، والمناعَة فلا يقرأ. تجد العلماء الأئمة من هذه الأمة إنما يردون على أهل البدع من كلامهم، ولا يمكن للإنسان أن يرد على أهل البدع وهو لا يدري ما عندهم، لا بد أن يرد عليهم بعد أن يتعلم.
حدثني يوسف بن حماد المعني حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم
وحدثناه محمد بن عبد الله الرزي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يقل وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم
وحدثنيه نصر بن علي الجهضمي أخبرني أبي حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن أنس ولم يذكر وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : وحَدَّثَنِيهِ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ : وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . الشيخ : وهكذا يجب على كل إنسان داع إلى الله له قيمته في المجتمع الإسلامي، أن يكتب إلى الملوك، ملوك الدول الكافرة، يدعوهم إلى الإسلام، فما يدري لعل الله يهديهم، وإذا اتهدى سادة أولئك صار في هذا نفعٌ عظيم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل : ( فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين )، لأنهم سوف يتبعونك، إن دخل ي الإسلام دخلوا معه في الإسلام، وإن لم يدخل لم يدخلوا.
السائل : ما حُكم كتابة البسملة قبل الرسائل ؟ . الشيخ : هذه من السنة، من السنة أن تكتب البسملة قبل الرسائل. السائل : ... الشيخ : يكفي الثناء الذي فيها، إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وإن كتب البسملة فنورٌ على نور.
السائل : هناك بعض الحيوانات يُشبه الخنزير تماماً فما حُكمه ؟ الشيخ : هل هو خنزير ؟ . السائل : يُشبه الخنزير . الشيخ : لا أدري، إن كان خنْزيراً فهو حرام، وإذا كان يُشبهه ولكنه ليس من الخنازير فهو حلال، فالأصل الحل. إلا إذا كان هناك سبب يقتضي تحريمه مثل أن يكون سبُعاً له ناب فهو حرام.
وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال قال عباس شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار قال عباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي عباس ناد أصحاب السمرة فقال عباس وكان رجلا صيتا فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا والكفار والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار قال ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حين حمي الوطيس قال ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب محمد قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى قال فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا
وحدثناه إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد أنه قال فروة بن نعامة الجذامي وقال انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة وزاد في الحديث حتى هزمهم الله قال وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته
القارئ : وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : فَرْوَةُ بْنُ نُعَامَةَ الْجُذَامِيُّ، وَقَالَ : ( انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ )، وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ : ( حَتَّى هَزَمَهُمُ اللهُ، قَالَ : وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ ). الشيخ : الغزوة هذه إن شاء الله ستأتينا في الغزوات ، ويتبين لنا إن شاء الله أسباب انهزامهم، وانتصارهم فيما بعد، وأن أسباب انهزامهم، أنهم فَخروا بأنفسهم، وأعجبوا بها، وقالوا : لن نُغَلب اليوم من قلَّة، فأراهم الله عز وجل أن الأمر أمره، وأن الإنسان لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا بإن الله.
السائل : هل قول : السلام على من اتّبع الهدى ، خاصٌ بأهل الكتاب ... ؟ . الشيخ : لا ، إذا كنت تخاطب كافرا دون غيره تقول له : السلام على من اتّبع الهدى، هذا إن احتجت أن تبدأه بالسلام، وإلا فلا تبدأه بالسلام ، لكن المكاتبة لا بُد للإنسان أن يكتب إلى زعيم الكَفَرة ، فيقول : السلام على من اتّبع الهدى . السائل : ... الشيخ : لا ، لابد ، لأن السلام على من اتّبع الهدى ، فيه الترغيب لهذا أن يُسلم فيَسْلم.
قوله الحرب خداع هل يجوز الاستعانة بالجن في الحروب.؟
السائل : أحسن الله إليكم، الحرب خُدعة ، وفي بلادنا يوجد بعض الناس في الحروب العاديَّة عندهم إذا حميَ الوطيس، أو أرادوا الكر على جيش في غفلة، أو أرادوا أن يخرجوا : ألقوا الريح، يفعلون بعض الأمور فيخرج هواء شديد، ما يرون الآخرين يهجموا عليهم، ثم يخرجوا ... الشيخ : كيف هذا ؟! السائل : يعني عندهم عملية سحريّة، يفعلون شيء يكون في ريح شديد، السؤال : هل تجوز هذه الحيلة ؟ . الشيخ : يعني فيه جن ؟. السائل : ما أدري يستعملون ... الشيخ : ما يصير هذا، إلا إذا كان هناك مكائن نفّاثة. السائل : هذا معروف . الشيخ : من يشهد لك ؟. السائل : ... الشيخ : لا ما أظن هذا، لأن لا أحد يقدر على هذا، اللهم إلا إذا كان لهم جن، يكون هناك عاصفة من الجن . السائل : هذا هو ، السؤال هل يجوز ؟. الشيخ : نعم يجوز ، لأن هؤلاء الجن ما يفعلون هذا إلا وهم مسلمين، إذ لا يمكن أن يناصر المسلمين على الكفار إلا وهم مسلمون ...
وحدثناه بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري قال أخبرني كثير بن العباس عن أبيه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وساق الحديث غير أن حديث يونس وحديث معمر أكثر منه وأتم
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء يا أبا عمارة أفررتم يوم حنين قال لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه خرج شبان أصحابه وإخفاؤهم حسرا ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوازن وبني نصر فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل فاستنصر وقال أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب ثم صفهم
القارئ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ : ( قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ : يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَفَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ قَال : لَا وَاللهِ، مَا وَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ، وَأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّرًا، لَيْسَ عَلَيْهِمْ سِلَاحٌ - أَوْ كَثِيرُ سِلَاحٍ -، فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فَأَقْبَلُوا هُنَاكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُودُ بِهِ، فَنَزَلَ فَاسْتَنْصَرَ، وَقَالَ : أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ ، ثُمَّ صَفَّهُمْ ). الشيخ : هذا الحديث أولا فيه : جواز الإقسام من بدون استقسام إذا دعت الحاجة إليه ، لأنه لما سأله : هل فررتم ؟. قال : لا والله . ثانيا : فيه أيضا أنه نفى الفرار، والمراد الفرار لجميع القوم ، وليس المراد أنه فر بعضهم ، لأنه قد فر أكثرهم و لم يبق مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من اثني عشر ألفا إلا نحو مئة رجل ، ولكن الفرار التام لم يكن التام لم يكن والحمد لله . وفيه أيضا دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يدخل القتال إلا بسلاح ، ولهذا يقول في بيان السبب ، أن هؤلاء الشبان حسر ، ليس عليهم سلاح أو ليس عليهم كبير سلاح ، فلا ينبغي للإنسان أن يقاتل إلا وهو مستعد تماما ، هذه واحدة . الثاني : أن يكون معه من السلاح ما يقابل به سلاح عدوه ، ولهذا لو فرضنا أن أناسا سيذهبون إلى القتال بالسيوف والجناجر والبنادق الخفيفة الضعيفة وأمامهم من معهم الدبابات والصواريخ وما أشبه ذلك . لقلنا هؤلاء جهال مغامرون ، لأنه من المعلوم أن عدوهم سوف يحصدهم حصدا ، فهل الإنسان يندب له أو يأمر بأن يذهب إلى عدوه ليقضي عليه ؟. لا ، ليس كذلك ، ولهذا لما كان المسلمون ضعفاء لك يأمروا بالقتال أصلا ، مع أنهم يأذون في مكة أشد الإيذاء ومع ذلك لم يأمروا بالجهاد ، حتى يكون عند الإنسان من السلاح ما يقابل عدوه . وفي هذا أيضا ، في قوله : ( أنا النبي لا كذب ) عليه الصلاة والسلام ، أن من أنشد ما يصادف الشعر لا يعد شاعرا ، قال الله تعالى : (( وما علمناه الشعر )) أي النبي صلى الله عليه وسلم (( وما ينبغي له )) يعني لا يمكن أن يكون شاعرا ، لكن البيت أو البيتان إذا اتيا من غير قصد الشعر فإن ذلك لا يرتقي بقائلهما إلى أن يكون من الشعراء . وفيه شجاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث كان يركض بغلته نحو العدو ويعلن ، يقول : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) عليه الصلاة والسلام . وفيه جواز الانتماء إلى الجد دون الأب إذا كان الجد ممن عرف بالسيادة في قومه والشرف فيهم ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم انتسب إلى في هذا المقام إلى جده عبد المطلب ، لأنه معروف بالسيادة والشرف في قومه ، فإذا كان المقام يقتضي ذلك فلا حرج ، ولا يعد هذا من الانتساب إلى غير الأب ، لأن الجد أب كما قال الله تعالى : (( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل )) . ثم هذا انتساب عارض ليس مستمرا ، وهو أيضا انتساب دعت الحاجة إليه .
حدثنا أحمد بن جناب المصيصي حدثنا عيسى بن يونس عن زكريا عن أبي إسحاق قال جاء رجل إلى البراء فقال أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة فقال أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ولكنه انطلق أخفاء من الناس وحسر إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته فنزل ودعا واستنصر وهو يقول أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب اللهم نزل نصرك قال البراء كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ : ( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْبَرَاءِ، فَقَالَ : أَكُنْتُمْ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَا أَبَا عُمَارَةَ ؟ فَقَالَ : أَشْهَدُ عَلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا وَلَّى، وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ أَخِفَّاءُ مِنَ النَّاسِ، وَحُسَّرٌ إِلَى هَذَا الْحَيِّ مِنْ هَوَازِنَ، وَهُمْ قَوْمٌ رُمَاةٌ، فَرَمَوْهُمْ بِرِشْقٍ مِنْ نَبْلٍ كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَانْكَشَفُوا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ يَقُودُ بِهِ بَغْلَتَهُ، فَنَزَلَ وَدَعَا وَاسْتَنْصَرَ، وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ، اللهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ ، قَالَ الْبَرَاءُ : كُنَّا وَاللهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي بِهِ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ). الشيخ : اللهم صل وسلم عليه ، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس في جميع خصال الكمال ، فهو أكرم الناس، وأصبر الناس، وأشد الناس حبًّا للإحسان، وأشجع الناس، في ليلة من الليالي سمعوا صيحة وهم بالمدينة، وفَزعوا، خافوا أن يكون عدوا، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس عُري لأبي طلحة، راجعاً من الصوت يقول لهم : ( لن تُراعوا لنْ تُراعوا )، وهذا يدل على كمال شجاعته صلى الله عليه وسلم، وكمال محبته للإيثار، وإلا لسكت في بيته، والصحابة فيهم الخير، لكنه صلى الله عليه وسلم أشدّ الناس إقداماً للخير، اللهم صلّ وسلّم عليه.
وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء وسأله رجل من قيس أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال البراء ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر وكانت هوازن يومئذ رماة وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها وهو يقول أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب
القارئ : وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى، قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ: ( وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ الْبَرَاءُ : وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَفِرَّ، وَكَانَتْ هَوَازِنُ يَوْمَئِذٍ رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمِ انْكَشَفُوا، فَأَكْبَبْنَا عَلَى الْغَنَائِمِ، فَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ ). الشيخ : في هذا الحديث حُسن الجواب، لما قال : ( أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ فَقَالَ الْبَرَاءُ : وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَفِرَّ ) لم يَقُل : نعم فررنا، قال : ولكن رسول الله لم يفر، وإذا كان رسول الله لم يفر فمفْهومه ؟. أن غيره قد فرّوا وهذا معروف، لكن هذا من حُسن الأداء في الأسلوب، أنه لم يُضف الفرار إليهم كما أنه في السياق الأول نفى الفرار مُطلقاً، ولكن المراد بعض الجيش الذين بقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم نحو مئة رجل .
وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وأبو بكر بن خلاد قالوا حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني أبو إسحاق عن البراء قال قال له رجل يا أبا عمارة فذكر الحديث وهو أقل من حديثهم وهؤلاء أتم حديثا
القارئ : وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وأبو بكر بن خلاد قالوا : حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق عن البراء قال : ( قال له رجل : يا أبا عمارة )، فذكر الحديث وهو أقل من حديثهم وهؤلاء أتم حديثا .
وحدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما صنع ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فولى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأرجع منهزما وعلي بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعا ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأى بن الأكوع فزعا فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين
القارئ : وحدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال : ( غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما صنع ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، فولى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأرجع منهزما وعلي بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعا ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد رأى بن الأكوع فزعا ، فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ) ..