حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على قوم فعلوا هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حينئذ يشير إلى رباعيته وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله عز وجل
وحدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي حدثنا عبد الرحيم يعني بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن بن مسعود قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه قال فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا ثم قال اللهم عليك بقريش ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وذكر السابع ولم أحفظه فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر قال أبو إسحاق الوليد بن عقبة غلط في هذا الحديث
حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلا جزور فقذفه على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرفع رأسه فجاءت فاطمة فأخذته عن ظهره ودعت على من صنع ذلك فقال اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف أو أبي بن خلف شعبة الشاك قال فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أن أمية أو أبيا تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جعفر بن عون أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق بهذا الإسناد نحوه وزاد وكان يستحب ثلاثا يقول اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش ثلاثا وذكر فيهم الوليد بن عتبة وأمية بن خلف ولم يشك قال أبو إسحاق ونسيت السابع
وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فدعا على ستة نفر من قريش فيهم أبو جهل وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن أبي معيط فأقسم بالله لقد رأيتهم صرعى على بدر قد غيرتهم الشمس وكان يوما حارا
قوله تعالى :(( ليس لك من الأمر شيء )) أليس المشهور أنها نزلت في عمه.؟
السائل : أحسن الله إليك، قوله : (( ليس لك من الأمر شيء )) ، أليس المشهور أنها نزلت لما قنت النبي على قوم من المشركين يلعنهم ؟ . الشيخ : هذا ممكن ، تنزل للأمرين جميعاً.
وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى وعمرو بن يخلو العامري وألفاظهم متقاربة قالوا حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا
القارئ : وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ، وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ، قَالُوا : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ، ( أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ ) . الشيخ : يعني لقيت أذىً شديداً، فالمفعول محذوف، نعم . القارئ : ( وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، قَالَ : فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ). الشيخ : هذا من بعد نظره عليه الصلاة والسلام وحلمه، ويستفاد منه : أن المفاسد التي يُرجى زوالها إلى ما هو أصلح لا بأس بارتكابها، ما دام الإنسان يؤمّل أن يؤول الأمر إلى الأصلح ، فلا بأس، يعني يبقون على ما هم عليه من الكفر، ولا يُعاقَبون انتظاراً لما يكون من أصلابهم يعني من ذرياتهم. شف الأخشبين ؟. القارئ : " الأخشبين : هما جبلا مكة أبو قبيس والجبل الذي يقابله ". الشيخ : هنا ذكر السبب أنه يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في إطباق الأخشبين عليهم، مع أن الذين آذوه في هذا هم أهل الطائف ؟. على كل حال إذا تأملت ليس هناك إشكال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكة إلى الطائف بعد أن آذاه أهل مكة، وألجؤوه إلى الطائف، فجاءه مَلَك الجبال يستأذنه أن يُطبق الأخشبين على أهل مكة، لأنهم هم السبب في إخراجه إلى الطائف ثم رد أهل الطائف عليه هذا الرد القبيح، وحينئذ يزول الإشكال .
كون الإنسان يتخذ الأسباب ثم يتأخر النصر هل هو دليل على فساد نيته.؟
السائل : كون الإنسان يتخذ الأسباب ثم يتأخر النصر هل هو دليل على فساد نيته ... ؟ . الشيخ : لا، هذا غلط، يعني كون الإنسان لا يشاهد أسباب النصر فيسيء الظن بالله ! ؟ ما يجوز ، لأنه قد يؤخر الله النصر لحكمة، ليبلو هذا الرجل، هل هو صابر أو غير بصابر.
النبي صلى الله عليه وسلم دعا على أبي جهل وأمثاله ثم لما جاءه ملك الجبال لم يدع عليهم فكيف.؟
السائل : الرسول صلى الله عليه وسلم دعا على من وضع سلا الجزور على ظهره، وعندما جاءه مَلَك الجبال ليستأذنه أن يُطبق عليهم الأخشبين تراجع ؟. الشيخ : بينهما فرق، لأن ذاك خاص، وهذا عام، وقد يكون في أهل مكة من لم يؤذ الرسول عليه الصلاة والسلام.
كيف أن الجبال سخرت لداود وهنا جاء ملك الجبال يريد أن يطبق عليهم الأخشبين.؟
السائل : كيف سُخرت الجبال لداود، وهنا جاء ملك الجبال ليطبق علبهم الأخشبين ؟. الشيخ : تسخير الجبال لداود أنهن يسبحن معه، إذا جعل يسبح الله صار لهن أصوات يرجّعن معه، وكذا الطيور.
حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلاهما عن أبي عوانة قال يحيى أخبرنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان قال دميت إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك المشاهد فقال هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت
الشيخ : في هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يقول الكلام المنظوم، والموزون، ولا يعدّ شعراً، بل هذا يجري على لسان كثير من الناس ، ويكون من باب السجع، وليس من باب الشعر. وفيه جواز مخاطبة الأعضاء، مثل أن يقول الإنسان في لسانه : أنت الذي أوردتي المهالك، وما أشبه ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب إصبعه. وفيه أن الإنسان يسلّي نفسه، ويُوطن نفسه ويعزّيها، إذا كان الذي أصابه في سبيل الله عز وجل، حيث قال: ( وفي سبيل الله ما لقيت ) يعيني احتسبي الأجر ،اصبري على ما حصل. ( اصبع ) يجوز فيها عشر لغات، أنشدناكم بيتاً في هذا الموضوع، من حفظه ؟. وهمز أَنمُلَة ثلّث وثالثه .. التسع في أصْبَع واختم بأُصْبُوع هذه عشر لغات، وما أقوى هذا الرجل على جمع المعنى ، الناظم جاب تسع لغات في أصبع وتسع لغات في أنمل، والعاشرة في الأصبع . تحريرها واضح ؟. همزَ أنمُلة ثلّث وثالثه : إذا ضربنا ثلاثة في ثلاثة صارت تسعة، افتح الهمز، واجعل في ثالثها وهي الميم، ثلاث حركات، هذه ثلاث، ضم الهمزة واجعل في ثالثها ثلاث حركات ، هذه ست، اكسر الهمزة واجعل في الثالث ثلاث هذه تسع ، ويقال هكذا في الأصبع، وعاشراً في الإصبع أصبوع. هناك لغة حادي عشرة، لغة أهل السيارات ؟. في أصبع البطارية ، يسمونه : إصباع . فيرجع هل هي لغة عربية أو لغة أهل السيارات .
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس أنه سمع جندبا يقول أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله عز وجل والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى
القارئ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا، يَقُولُ : ( أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : قَدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : (( وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )) ). الشيخ : الضحى أول النهار يكون فيه النور ساطعاً شاملاً . (( والليل إذا سجى أظلم ))، يغطي هذا النور، فأقسم الله تعالى بشيئين متقابلين: بياض النهار، وسواد الليل. (( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )) أي ما تركك وما قلاك، لأنه عز وجل يحبك، وإنما تأخر الوحي لسبب من الأسباب.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع قال إسحاق أخبرنا وقال بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان يقول اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءته امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث قال فأنزل الله عز وجل والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالوا حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الملائي حدثنا سفيان كلاهما عن الأسود بن قيس بهذا الإسناد نحو حديثهما
القارئ : وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالُوا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَ حَدِيثِهِمَا . الشيخ : وجه هذا الحديث أنه من أذية المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن قولهم : ( إن ربك قد قلاك، وتركك ) لا شك أنه يتأذى بهذا عليه الصلاة والسلام، مع ثقته بالله لكن الإنسان بشر.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وعبد بن حميد واللفظ لابن رافع قال بن رافع حدثنا وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة أن أسامة بن زيد أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليه إكاف تحته قطيفة فدكية وأردف وراءه أسامة وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج وذاك قبل وقعة بدر حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود فيهم عبد الله بن أبي وفي المجلس عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال لا تغبروا علينا فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبي أيها المرء لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا وارجع إلى رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك قال فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يتواثبوا فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال أي سعد ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أبي قال كذا وكذا قال اعف عنه يا رسول الله واصفح فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا محمد بن عبد الأعلى القيسي عن أبيه عن أنس بن مالك قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبي قال فانطلق إليه وركب حمارا وانطلق المسلمون وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال إليك عني فوالله لقد آذاني نتن حمارك قال فقال رجل من الأنصار والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك قال فغضب لعبد الله رجل من قومه قال فغضب لكل واحد منهما أصحابه قال فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال قال فبلغنا أنها نزلت فيهم وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما
السائل : لو كره شخصٌ ما أمرَ به من الدين فهل يكفر ... ؟ . الشيخ : إذا كرهوا الحق فهم منافقون، وإذا كرهوا الداعي فلا يمكن أن نحكم عليهم أنهم منافقون، لأن بعض الناس قد يقبل الحق من شخص ولا يقبله من آخر، لو ضربنا مثلاً بعالم كبير رفع ثوبه إلى نصف الساق لم يتّخذه الناس هزواً، لكن لو جاء صغيرٌ وفعل ذلك ، ما قبلوا هذا منه ولا تحمّلوه، وكذلك لو دعا رجل إلى الله عز وجل معروف بين الناس ، فإن دعوته تكون أشد قبولاً مما لو دعا شخص في ابتداء طلب العلم . ولهذا نقول : من كره الحق فهذا منافق لا شك فيه، ومن كره الناطق به ، فهذا لا يمكن أن نوصله إلى النفاق ، لأنه قد يكره الحق من هذا الشخص لا لكراهة الحق.
السائل : ... ؟ الشيخ : ... لا يتعوذ بالله منها لأنه ربما تكون أسلمت فيما بعد ، فيرجع إلى التراجم ، الإصابة في عدد الصحابة ، أو الإستعاب لابن بعد البر ، أو غيرها ، ويمكن إن جاء هذا الحديث البخاري يمكن ابن حجر يتكلم عليه، على المرأة هذه
حدثنا علي بن حجر السعدي أخبرنا إسماعيل يعني بن علية حدثنا سليمان التيمي حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينظر لنا ما صنع أبو جهل فانطلق بن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برك قال فأخذ بلحيته فقال أأنت أبو جهل فقال وهل فوق رجل قتلتموه أو قال قتله قومه قال وقال أبو مجلز قال أبو جهل فلو غير أكار قتلني
حدثنا حامد بن عمر البكراوي حدثنا الفاء قال سمعت أبي يقول حدثنا أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعلم لي ما فعل أبو جهل بمثل حديث بن علية وقول أبي مجلز كما ذكره إسماعيل
القارئ : حدثنا حامد بن عمر البكراوي حدثنا الفاء قال : سمعت أبي يقول : حدثنا أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يعلم لي ما فعل أبو جهل ؟ ). بمثل حديث بن علية وقول أبي مجلز كما ذكره إسماعيل . الشيخ : في التاريخ أن ابن مسعود رضي الله عنه لما تكلم مع أبي جهل، وقال له أبو جهل : لمن الدائرة اليوم ؟. قال : لله ولرسوله، ثم قال له : لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويع الغنم، يحقّره ، لأن ابن مسعود كان يرعى الغنم . ونقول : الحمد لله الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله.
هل في حديث انتصار الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم جواز الدفاع عن الشخص ولو في حضرته.؟
السائل : هل انتصار الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على جواز الانتصار للشخص ولو في حضرته ... ؟. الشيخ : نعم، يؤخذ منه، أن الإنسان يدافع عمن أسيء إليه ولو كان في حضرته، إلا إذا قال اسكت مثلاً أو دعه، هذا الحق له .
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري كلاهما عن بن عيينة واللفظ للزهري حدثنا سفيان عن عمرو سمعت جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله فقال محمد بن مسلمة يا رسول الله أتحب أن أقتله قال نعم قال ائذن لي فلأقل قال قل فأتاه فقال له وذكر ما بينهما وقال إن هذا الرجل قد أراد صدقة وقد عنانا فلما سمعه قال وأيضا والله لتملنه قال إنا قد اتبعناه الآن ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره قال وقد أردت أن تسلفني سلفا قال فما ترهنني قال ما تريد قال ترهنني نساءكم قال أنت أجمل العرب أنرهنك نساءنا قال له ترهنوني أولادكم قال يسب بن أحدنا فيقال رهن في وسقين من تمر ولكن نرهنك اللأمة يعني السلاح قال فنعم وواعده أن يأتيه بالحارث وأبي عبس بن جبر وعباد بن بشر قال فجاؤوا فدعوه ليلا فنزل إليهم قال سفيان قال غير عمرو قالت له امرأته إني لأسمع صوتا كأنه صوت دم قال إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه وأبو نائلة إن الكريم لو دعي إلى طعنة ليلا لأجاب قال محمد إني إذا جاء فسوف أمد يدي إلى رأسه فإذا استمكنت منه فدونكم قال فلما نزل نزل وهو متوشح فقالوا نجد منك ريح الطيب قال نعم تحتي فلانة هي أعطر نساء العرب قال فتأذن لي أن أشم منه قال نعم فشم فتناول فشم ثم قال أتأذن لي أن أعود قال فاستمكن من رأسه ثم قال دونكم قال فقتلوه
القارئ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ الزُّهْرِيُّ، كِلَاهُمَا، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَاللَّفْظُ لِلزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ ؟ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ائْذَنْ لِي، فَلْأَقُلْ، قَالَ : قُلْ ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ : وَذَكَرَ مَا بَيْنَهُمَا، وَقَالَ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَرَادَ صَدَقَةً، وَقَدْ عَنَّانَا، فَلَمَّا سَمِعَهُ قَالَ : وَأَيْضًا وَاللهِ، لَتَمَلُّنَّهُ، قَالَ : إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ الْآنَ، وَنَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ أَمْرُهُ، قَالَ : وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ تُسْلِفَنِي سَلَفًا، قَالَ : فَمَا تَرْهَنُنِي ؟ قَالَ : مَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : تَرْهَنُنِي نِسَاءَكُمْ، قَالَ : أَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ، أَنَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا ؟ قَالَ لَهُ : تَرْهَنُونِي أَوْلَادَكُمْ، قَالَ : يُسَبُّ ابْنُ أَحَدِنَا، فَيُقَالُ : رُهِنَ فِي وَسْقَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، وَلَكِنْ نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ - يَعْنِي السِّلَاحَ -، قَالَ : فَنَعَمْ، وَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْحَارِثِ، وَأَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ، وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ : فَجَاءُوا فَدَعَوْهُ لَيْلًا فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، قَالَ سُفْيَانُ : قَالَ غَيْرُ عَمْرٍو : قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : إِنِّي لَأَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ صَوْتُ دَمٍ، قَالَ : إِنَّمَا هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَرَضِيعُهُ، وَأَبُو نَائِلَةَ، إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ لَيْلًا لَأَجَابَ، قَالَ مُحَمَّدٌ : إِنِّي إِذَا جَاءَ، فَسَوْفَ أَمُدُّ يَدِي إِلَى رَأْسِهِ، فَإِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَدُونَكُمْ، قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ نَزَلَ وَهُوَ مُتَوَشِّحٌ، فَقَالُوا : نَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الطِّيبِ، قَالَ : نَعَمْ تَحْتِي فُلَانَةُ هِيَ أَعْطَرُ نِسَاءِ الْعَرَبِ، قَالَ : فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشُمَّ مِنْهُ، قَالَ : نَعَمْ فَشُمَّ، فَتَنَاوَلَ فَشَمَّ، ثُمَّ قَالَ : أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَعُودَ، قَالَ : فَاسْتَمْكَنَ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ : دُونَكُمْ، قَالَ : فَقَتَلُوهُ ). الشيخ : والله هذا أبله، تحذره زوجته وتقول : هذا صوت دم، ويمكّن هؤلاء ومعهم السيف، الحمد لله، إذا جاء القدر عمّي البصر. في هذا الحديث دليل على فائدة : وهو أن الإنسان يجوز له أن يتكلم كلاماً لولا أنه استوثق منه لكان ردّة، لأن كلامه قدح بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه قد استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول ما يقول فأذن له . وهذا من جنس فعل نعيم بن مسعود مع أبي سفيان وقريش، حيث إنه تكلّم في النبي صلى الله عليه وسلم، حتى حصل الرهن بين هؤلاء وهؤلاء .
هل هذا الفعل من محمد بن مسلمة إنما هو خاص به لإذن النبي صلى الله عليه وسلم له.؟
السائل : هل فعل محمد بن مسلمة خاص به لإذن النبي صلى الله عليه وسلم له ؟ . الشيخ : الظاهر أنه لا بأس حتى وإن لم يأذن به النبي صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن به للمصلحة، والأصل عدم الخصوصية .
السائل : ما حكم التعريض في الكلام ؟. الشيخ : التعريض إن كان لظالم فهو حرام، مثل أن يدّعي عليه شخص بحق فيقول : في ذمتك لي ألف ريال، فيقول : والله ما في ذمتي لك ألف ريال، ويريد ب ما : الذي ، يعني الذي في ذمتي لك ألف ريال ، هذا لا يجوز . ثانياً : أن يكون التعريض لإنقاذ معصوم من هلَكَة، فهذا واجب . ثالثاً : أن يكون لمصلحة وحاجة ، فهذا جائز حسب المصلحة والحاجة . السائل : ... الشيخ : الحاجة من أجل أن يتمكنوا من قتل هذا الرجل ، ويطمئنوه على أنهم لم يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم على وجه يطمئنون إليه . السائل : ... الشيخ : لا ، هذا رجل من أشراف قومه ، من أجل أن يأتوه بالمخادعة حتى يتمكنوا منه .
وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل يعني بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر قال فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم وانحسر الإزار عن فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم وإني لأرى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل القرية قال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قالها ثلاث مرارا قال وقد خرج القوم إلى أعمالهم فقالوا محمد قال عبد العزيز وقال بعض أصحابنا والخميس قال وأصبناها عنوة
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس قال كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر وقدمي تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤسهم ومكاتلهم ومرورهم فقالوا محمد والخميس قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال فهزمهم الله عز وجل
الشيخ : نبدأ بالحديث الأول ، وفيه فوائد : منها جواز الإرداف على الدابة ولكنه بشرط ألا يلحقها مشقة، بأن تقوى على الرجل ورديفه، فإن لم تقوى فإنه لا يجوز. ومنها أن الفخذ ليس بعورة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كشفه وهو أشد الناس حياءً، ولو كان عورة لم يكشفه . وهذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم : فمنهم من قال إنها ليست بعورة مطلقاً، ومنهم من قال إنها عورة مطلقاً، ومعنى مطلقاً في الصلاة وغيرها. والصحيح أنها عورة في الصلاة وليس بعورة في خارج الصلاة، وذلك لأن الصلاة أدنى ما يتخذه الإنسان من اللباس أن يستر ما بين السرة والركبة، وقد قال الله تعالى : (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) . أما خارج الصلاة فلا بأس فليس بعورة، ولكن يختلف الحكم باختلاف الحال، فالرجل الشاب الوسيم لا شك أنه لا يجوز له أن يكشف فخذه، ولا يجوز لأحد أن ينظر إليه، لأن في ذلك فتنة، والعامل الكادح الذي رفع ثوبه من أجل العمل ليأخذ الطين وما أشبه ذلك فهذا فخذه ليس بعورة، ويجوز النظر إليه لا سيّما فيما دنا من الركبة، هذا هو الراجح في هذه المسألة. ومن فوائد هذا الحديث أيضاً إطلاق الخراب النسبي حين قال : ( خربت خيبر )، ومن المعلوم أن الفتح الإسلامي لا يخرّب البلاد، لكن خربت باعتبار أهلها، يعني خربت عليهم ، لأنهم الآن سوف يخرجون منها أو يُصالحون عليها، وإلا فمن المعلوم أن الدين الإسلامي ليس دين خراب، بل هو دين بناء وعمارة، كما هو معروف مما جرى به التاريخ. ومنها جواز افتخار الإنسان بنفسه لقوله : ( إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين ) يعني أنا سنهزمهم ويكون السوء عليهم. وفيها أيضاً التكبير عند حصول المقصود، لأن الإنسان إذا حصل له المقصود فإنه يتعالى في نفسه ويستكبر فيقول : الله أكبر ، من أجل أن يردّ هذا الكبرياء، ويُعلم نفسه أن الله تعالى أكبر .
حدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور قالا أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين
حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد واللفظ لابن عباد قالا حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فتسيرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع ألا تسمعنا من هنياتك وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اقتفينا وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا السائق قالوا عامر قال يرحمه الله فقال رجل من القوم وجبت يا رسول الله لولا أمتعتنا به قال فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم قال إن الله فتحها عليكم قال فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذه النيران على أي شيء توقدون فقالوا على لحم قال أي لحم قالوا لحم حمر الإنسية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهريقوها واكسروها فقال رجل أو يهريقوها ويغسلوها فقال أو ذاك قال فلما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصر فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب ركبة عامر فمات منه قال فلما قفلوا قال سلمة وهو آخذ بيدي قال فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكتا قال مالك قلت له فداك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله قال من قاله قلت فلان وفلان وأسيد بن حضير الأنصاري فقال كذب من قاله إن له لأجران وجمع بين إصبعيه إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله وخالف قتيبة محمدا في الحديث في حرفين وفي رواية بن عباد وألق سكينة علينا