تتمة حديث إياس بن سلمة حدثني أبي قال:(... قال ويخرجون فيشتدون في ثنية قال فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه قال قلت خذها وأنا بن الأكوع واليوم يوم الرضع قال يا ثكلته أمه أكوعه بكرة قال قلت نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة قال وأردوا فرسين على ثنية قال فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حلأتهم عنه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم وإذا هو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها قال قلت يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار فقال يا سلمة أتراك كنت فاعلا قلت نعم والذي أكرمك فقال إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان قال فجاء رجل من غطفان فقال نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا أتاكم القوم فخرجوا هاربين فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة قال ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعها لي جميعا ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة هل من مسابق فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا قال لا إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال إن شئت قال قلت اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره فربطت عليه شرفا أو شرفين ثم إني رفعت حتى ألحقه قال فأصكه بين كتفيه قال قلت قد سبقت والله قال أنا أظن قال فسبقته إلى المدينة قال فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال أنا عامر قال غفر لك ربك قال وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد قال فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر قال فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب قال وبرز له عمي عامر فقال قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة فخرجت فإذا نفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال ذلك قال قلت ناس من أصحابك قال كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله قال فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقال علي أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظرة أوفيهم بالصاع كيل السندرة قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه قال إبراهيم حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله)
القارئ : ( قال : ويخرجون فيشتدون في ثنية قال : فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه قال : قلت : خذها وأنا بن الأكوع واليوم يوم الرضع. قال : يا ثكلته أمه أكوعه بكرة قال : قلت : نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة. قال : وأردوا فرسين على ثنية قال : فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حلأتهم عنه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم وإذا هو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها. قال : قلت : يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته. قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار فقال يا سلمة أتراك كنت فاعلا قلت نعم والذي أكرمك. فقال : إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان قال فجاء رجل من غطفان. فقال : نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا، فقالوا : أتاكم القوم فخرجوا هاربين فلما أصبحنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة. قال : ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعها لي جميعا ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة. قال : فبينما نحن نسير. قال : وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا. قال : فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة هل من مسابق فجعل يعيد ذلك. قال : فلما سمعت كلامه. قلت : أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا. قال : لا إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : قلت : يا رسول الله بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال إن شئت قال قلت : اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره فربطت عليه شرفا أو شرفين ثم إني رفعت حتى ألحقه قال فأصكه بين كتفيه قال : قلت : قد سبقت والله. قال : أنا أظن. قال : فسبقته إلى المدينة قال فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم : تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا *** ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا *** وأنزلن سكينة علينا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا قال أنا عامر. قال : غفر لك ربك. قال : وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد قال : فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر. قال : فلما قدمنا خيبر قال : خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول : قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح *** بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب. قال : وبرز له عمي عامر، فقال : قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر. قال : فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه. قال سلمة : فخرجت فإذا نفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. يقولون : بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت : يا رسول الله بطل عمل عامر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال ذلك ؟ قال : قلت : ناس من أصحابك قال : كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله. قال : فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال : قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح *** بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب. فقال علي : أنا الذي سمتني أمي حيدره **** كليث غابات كريه المنظرة أوفيهم بالصاع كيل السندرة . قال : فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه ) قال إبراهيم حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله.
الشيخ : هذا حديث طويل، يحدثون به عن ظهر قلب، قوله : سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ : الأسد. ( كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ ) : يعني أن من رآه هابه، وكره أن ينظر إليه. ( أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ ) هذه لا ند أن نعرفها. القارئ : " ( أوفيهم بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ ) مَعْنَاهُ، أَقْتُلُ الْأَعْدَاءَ قَتْلًا وَاسِعًا ذَرِيعًا وَالسَّنْدَرَةُ مِكْيَالٌ وَاسِعٌ وَقِيلَ هِيَ الْعَجَلَةُ أَيْ أَقْتُلُهُمْ عَاجِلًا وَقِيلَ مَأْخُوذٌ مِنَ السَّنْدَرَةِ وَهِيَ شَجَرَةُ الصَّنَوْبَرِ يُعْمَلُ مِنْهَا النَّبْلُ وَالْقِسِيُّ ". الشيخ : هي معناها على سبيل العموم معناها: أني أوفي الكيل، وكما يقول المثل عندنا : أعطيهم الصاع صاعين لكن تحديد معنى السندرة ما هي كما سمعتم يحتاج الشرح الحديث ولا معلوم.
في بعض الروايات أن عامر هو عم سلمة وفي أخرى أخوه فكيف الجمع.؟
السائل : في الرواية المتقدمة يذكر سلمة أن عامراً أبوه، وفي الروايات الأخرى أنه عمه فهل هذه أخوة نسب أم أخوة الإسلام؟ الشيخ : الظاهر أنه عمه، وأنه أخوه في النسب، هذا الذي يظهر لي والله أعلم. القارئ : فيه عن النووي قال : " وَقَدْ سَبَقَ فِي حديث أبي الطاهر عن بن وَهْبٍ أَنَّهُ قَالَ أَخِي فَلَعَلَّهُ كَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَكَانَ عَمَّهُ مِنَ النَّسَبِ " . الشيخ : الظاهر أنه عمه لأنه أكبر منه لكن إذا كان أخاه في الرضاعة فهو أوضح من أخاه في الإسلام.
ما حكم قول علي كرم الله وجهه هل أخذت من الحديث :( والذي كرم وجه محمد ) .؟
السائل : ما حكم قول : علي كرم الله وجهه، هل أخذت من حديث : " والذي كرَم وجه محمد "؟ الشيخ : لا أدري هل أخذوها من هذا أم أخذوها مما يقولون : إنه لم يسجد لصنم، فأما إن أخذوها من ذلك فلها وجاهة، ولكنه لا يختص بعلي، لأن من الصحابة رضي الله عنهم من هو أفضل من علي، وأما الأول وهو أنه لم يسجد لصنم فكثير من الصحابة لم يسجدوا لصنم، لاسيما الصغار، لكن الرافضة يقولون هكذا من أجل أن يخصوه بخصيصة، ومن المعلوم أن قولنا : رضي الله عنه أبلغ من قولنا كرّم الله وجهه، ولذلك إذا كان في من في الجنة جعلني الله وإياكم منهم يقول الله لهم : ( سلوني سلوني ) فيذكرون نعم الله إليهم، فيقول إن عنده أفضل من ذلك : ( أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعد ذلك ). السائل : من يستعمل : كرم الله وجهه يستدل به بعض أهل العلم من القدماء أن من يقولها فيه تشيع؟ الشيخ : بعضهم قد يكون في وسط شيعي، ويريد أن يروّج كتابه، فيقول : هذه كلمة حقيقية، لأن الله كرم وجهه لأنه من الصحابة، أقولها من أجل التأليف والإقبال على المؤلفات كما يصنع ذلك أحياناً الشوكاني رحمه الله.
حدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذهم سلما فاستحياهم فأنزل الله عز وجل وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا فكان معها فرآها أبو طلحة فقال يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الخنجر قالت اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك قالت يا رسول الله أقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن
القارئ : قوله : " اقتل من بعدنا من الطلقاء : هُوَ بِضَمِّ الطَّاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَهُمُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَّ عَلَيْهِمْ وَأَطْلَقَهُمْ وَكَانَ فِي إِسْلَامِهِمْ ضَعْفٌ فَاعْتَقَدَتْ أُمُّ سَلِيمٍ أَنَّهُمْ مُنَافِقُونَ وَأَنَّهُمُ اسْتَحَقُّوا الْقَتْلَ بِانْهِزَامِهِمْ وَغَيْرِهِ وَقَوْلُهَا مَنْ بَعْدَنَا أَيْ مَنْ سِوَانَا ". الشيخ :" اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ " : على كل حال الظاهر أنها " اقتل "، لأنها تريد من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقتلهم، لأنها شكت في كونهم منافقين حيث انهزموا.
وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك في قصة أم سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث ثابت
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا عبد الله بن عمرو وهو أبو معمر المنقري حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز وهو بن صهيب عن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بجحفة قال وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا قال فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انثرها لأبي طلحة قال ويشرف نبي الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف لا يصبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك قال ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواههم ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين أو ثلاثا من النعاس
القارئ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : (لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بجحفة، قَالَ : وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا، شَدِيدَ النَّزْعِ، وَكَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ : فَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ : انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ ، قَالَ : وَيُشْرِفُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ : يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ، لَا يُصِبْكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ ، قَال َ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا، تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا مِنَ النُّعَاسِ ). الشيخ : طمأنينة عظيمة، في هذا الموقف الشديد المخوف يصيبه النعاس، قال الله تعالى : (( إذ يغَشّيكم النّعاسَ أمنةً منه ))، والنعاس يقولون: في الحرب إنه دليل على القوة والثبات والطمأنينة، وأنه من الله عز وجل، والنعاس في الصلاة، وفي مجالس العلم على العكس من ذلك، بل هو من الشيطان، يريد أن يصد الإنسان عن ذكر الله وعن الصلاة.
السائل : هل يجوز تطبيب النساء للرجال؟ الشيخ : إي نعم تمريض المرأة للرجال إذا لم يكن رجل فلا بأس، لأن هذه حاجة، والعكس كذلك، لو أن الرجل هو الذي يمرض المرأة لعدم وجود امرأة فلا بأس، ولكن لا بدّ أن نعلم أنه يجب ألا يكون هناك خلوة، وأن تكون المرأة غير متبرجة ولا جالبة للفتنة.
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان يعنى بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى بن عباس يسأله عن خمس خلال فقال بن عباس لولا أن أكتم علما ما كتبت إليه كتب إليه نجدة أما بعد فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وهل كان يضرب لهن بسهم وهل كان يقتل الصبيان ومتى ينقضي يتم اليتيم وعن الخمس لمن هو فكتب إليه بن عباس كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وقد كان يغزو بهن فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة وأما بسهم فلم يضرب لهن وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل الصبيان فلا تقتل الصبيان وكتبت تسألني متى ينقضي يتم اليتيم فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ضعيف العطاء منها فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم وكتبت تسألني عن الخمس لمن هو وإنا كنا نقول هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى بن عباس يسأله عن خلال بمثل حديث سليمان بن بلال غير أن في حديث حاتم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل الصبيان فلا يقتل الصبيان إلا أن تكون تعلم ما علم الخضر من الصبي الذي قتل وزاد إسحاق في حديثه عن حاتم وتميز المؤمن فتقتل الكافر وتدع المؤمن
وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة بن عامر الحروري إلى بن عباس يسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل يقسم لهما وعن قتل الولدان وعن اليتيم متى ينقطع عنه اليتم وعن ذوي القربى من هم فقال ليزيد اكتب إليه فلولا أن يقع في أحموقة ما كتبت إليه اكتب إنك كتبت تسألني عن المرأة والعبد يحضران المغنم هل يقسم لهما شيء وإنه ليس لهما شيء إلا أن يحذيا وكتبت تسألني عن قتل الولدان وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتلهم وأنت فلا تقتلهم إلا أن تعلم منهم ما علم صاحب موسى من الغلام الذي قتله وكتبت تسألني عن اليتيم متى ينقطع عنه اسم اليتم وإنه لا ينقطع عنه اسم اليتم حتى يبلغ ويؤنس منه رشد وكتبت تسألني عن ذوي القربى من هم وإنا زعمنا أنا هم فأبى ذلك علينا قومنا
وحدثناه عبد الرحمن بن بشر العبدي حدثنا سفيان حدثنا إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة إلى بن عباس وساق الحديث بمثله قال أبو إسحاق حدثني عبد الرحمن بن بشر حدثنا سفيان بهذا الحديث بطوله
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال سمعت قيسا يحدث عن يزيد بن هرمز ح وحدثني محمد بن حاتم واللفظ له قال حدثنا بهز حدثنا جرير بن حازم حدثني قيس بن سعد عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة بن عامر إلى بن عباس قال فشهدت بن عباس حين قرأ كتابه وحين كتب جوابه وقال بن عباس والله لولا أن أرده عن نتن يقع فيه ما كتبت إليه ولا نعمة عين قال فكتب إليه إنك سألت عن سهم ذي القربى الذي ذكر الله من هم وإنا كنا نرى أن قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم نحن فأبى ذلك علينا قومنا وسألت عن اليتيم متى ينقضي يتمه وإنه إذا بلغ النكاح وأونس منه رشد ودفع إليه ماله فقد انقضى يتمه وسألت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل من صبيان المشركين أحدا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل منهم أحدا وأنت فلا تقتل منهم أحدا إلا أن تكون تعلم منهم ما علم الخضر من الغلام حين قتله وسألت عن المرأة والعبد هل كان لهما سهم معلوم إذا حضروا البأس فإنهم لم يكن لهم سهم معلوم إلا أن يحذيا من غنائم القوم
وحدثني أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا زائدة حدثنا سليمان الأعمش عن المختار بن صيفي عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة إلى بن عباس فذكر بعض الحديث ولم يتم القصة كإتمام من ذكرنا حديثهم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية الأنصارية قالت غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى
وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا هشام بن حسان بهذا الإسناد نحوه
القارئ : وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ. الشيخ : كل هذه الأحاديث معناها واضح إلا مسألة اليُتم، فإن ابن عباس رضي الله عنهما حمل اليتم على إعطاء اليتيم ماله، وبين أنه لا يزول يتمه حتى يبلغ ويكون حسن التصرف، يقول الله تعالى : (( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافاً وبدارَاً أن يكبروا ))، هذا باعتبار المال، أما باعتبار الوصف فإنه يزول اليتم ببلوغ خمسة عشر سنة، أو بإنبات شعر العانة، وأو بالإنزال. وعليه فلو أوصى شخص ليتيم، أو قال هذا وقف على اليتامى، فإن من بلغ لا يستحق، لأنه زال اليتم. فابن عباس رضي الله عنهما أراد بهذا القيد اليتم الذي يستحقّ به اليتيم أن يُعطى ماله، وهذا نص في القرآن أنه لا بد أن نأنس منهم رُشداً، وإلا فلا. وفي رد ابن عباس على نجد الحروري وهو من الخوارج كما هو معروف، دفعاً للشر والفتنة، دليل أن الإنسان يجب أن يُلاحظ العواقب، وألا يأخذ بظواهر الأمور، وأنه يجب أن يتواضع من أجل الحق، وما يدريك لعل الله عز وجل يقلب قلب هذا الإنسان الذي ترى أن تهجره أو تكره أن تجيبه لعل الله أن يقلب قلبه حتى يعود إلى رُشده. وفيه النهي عن قتل الصبيان، لأن الصبيان إذا أسروا يكونوا ملكاً للمسلمين، يكونون أرقاء بمجرد السبي، ففي قتلهم ضرر على المسلمين، ولأن الصبيان في الغالب لا يقاتلون، والقتل إنما يكون للمقاتلين، ولذلك لو فُرض أن امرأة قاتلت مع العدو ثم أسرناها فلنا ان نقتلها، لأنها مقاتلة.
السائل : هل يُسهَم للنساء في الغزو؟ الشيخ : لا ليس بصحيح ، لأن هؤلاء النساء لم يُقاتلن ، ولذلك لم يستحققن سهما، لكن لا بأس أن نستعين بالنساء فيما الرجال عنه لاهين لا بأس. السائل : معنى يحذيان. الشيخ : يعطيان بدون سهم الحذية يعني الرضخ لهما بدون تقدير سهم.
الشيخ : وفي قول ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه : ( إلا ان تعلم ما علم الخضْر من الغلام ) ذكاء عجيب، لأن الخوارج يتشبّثون بكل شيء، فكأن هذا الخارجي لو أطلق له الكلام سيورد فيقول : أليس الخضر قد قتل الغلام، والجواب : بلى، لكن الخضر علم أنه لو كبر الغلام سيرهق أبويه طغياناً وكفراً، فيقول : إن علمت ان الصبي أنه لو كبر سيكون مثل غلام الخضر فاقتله، وهذا متعذّر لكنه قاله دفعاً لإيراد هذا الخارجي لو أورده.
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق أن عبد الله بن يزيد خرج يستسقي بالناس فصلى ركعتين ثم استسقى قال فلقيت يومئذ زيد بن أرقم وقال ليس بيني رجل أو بيني وبينه رجل قال فقلت له كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة فقلت كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة غزوة قال فقلت فما أول غزوة غزاها قال ذات العسير أو العشير
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم سمعه منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة وحج بعدما هاجر حجة لم يحج غيرها حجة الوداع
القارئ : وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، سَمِعَهُ مِنْهُ، ( أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَحَجَّ بَعْدَ مَا هَاجَرَ حَجَّةً لَمْ يَحُجَّ غَيْرَهَا، حَجَّةَ الْوَدَاعِ ). الشيخ : أما قبل الهجرة فقد روى أهل السنن أن الرسول صلى الله عليه وسلم حج مرتين وأما بعد الهجرة لم يحج إلا مرة لكنه اعتمر أربع عمر.
حدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جبار بن عبد الله يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قال جابر لم أشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط
القارئ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ : ( غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً ، قَالَ جَابِرٌ : لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا، وَلَا أُحُدًا مَنَعَنِي أَبِي، فَلَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ، لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ قَطُّ ). الشيخ : في قوله : ( مَنَعَنِي أَبِي ) في هذا دليل على أن للأب أن يمنع ابنه عن الجهاد، ولكن هل إذا قلنا إن له ذلك هل الأفضل أن يمنعه أو الأفضل أن يأذن له ، فإذا كان حال الولد لائقة للقتال فالأفضل أن يأذن له وإلا فلا.
السائل : متى يُدفع لليتيم ماله؟ الشيخ : أولاً لا بد أن يراجع الجهات المسؤولة ويقول : هذا القرآن بين أيدينا، اشترط الله أن نأنس منهم رُشداً فإن أصروا وجب عليه وجوباً أن يجحد بعض المال.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب ح وحدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا أبو تميلة قالا جميعا حدثنا حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن ولم يقل أبو بكر منهن وقال في حديثه حدثني عبد الله بن بريدة
حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم يعني بن إسماعيل عن يزيد وهو بن أبي عبيد قال سمعت سلمة يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات مرة علينا أبو بكر ومرة علينا أسامة بن زيد
ما وجه قول ابن عباس وكتبت تسألني عن ذوي القربى من هم وإنا زعمنا أنا هم فأبى ذلك علينا قومنا.؟
السائل : ما وجه قول ابن عباس : ( وكتبت تسألني عن ذوي القربى من هم وإنا زعمنا أنا هم، فأبى قومنا ذلك علينا )؟ الشيخ : وجه ذلك أن ابن عباس يريد أن تكون القرابة أدنى شيء يعني يعني هو وبنو عمه، وأولئك قالوا لا القرابة من الجد الرابع.
السائل : متى يتعين الجهاد؟ الشيخ : إذ علم ولي الأمر فلا بأس، ما يتعين إلا إذا علمنا أن الذهاب فيه الدفاع عن العدو أما إذا لم نعلم ذلك وإنما يذهب الناس ليعرضوا رقابهم للقتل فلا لا بد من القدرة.
حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني واللفظ لأبي عامر قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه قال فنقبت أقدامنا فنقبت قدماي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق قال أبو بردة فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك قال كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه قال أبو أسامة وزاد في غير بريد والله يجزي به
حدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك ح وحدثنيه واللفظ له حدثني عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم جئت لأتبعك وأصيب معك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤمن بالله ورسوله قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قالت ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة تؤمن بالله ورسوله قال نعم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق
القارئ : حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، ح وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الطَّاهِرِ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ : ( خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ، فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جِئْتُ لِأَتَّبِعَكَ، وَأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ قَالَ : لَا، قَالَ : فَارْجِعْ، فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ، قَالَتْ : ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، قَالَ : فَارْجِعْ، فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ فَأَدْرَكَهُ بِالْبَيْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ : تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ قَالَ : نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَانْطَلِقْ ). الشيخ : الاستعانة بالمشرك نوعان : الاستعانة بالقتال، واستعانة بالأموال والسلاح. أما الأول فلا يجوز أن يستعين الإنسان بمشرك، إلا عند الضرورة هذا قيد، والثاني الأمن منه وهذا قيد آخر. فإن لم يكن ضرورة فلا يجوز، وإن لم يكن يأمن منهم فلا يجوز. ونعلم الأمن منهم : إذا علمنا أن البلد بلدٌ واحد فيه المسلمون والكافرون، وكلهم يدافعون عن هذا البلد، فهنا نعلم أنا آمنون من هذا الكافر، لأنه يدافع عن بلده، وأما إذا كنا لا نأمن فلا، لأنه ربما يُشارك في القتال، ثم ينهزم في موضع يكون في انهزامه ضرر على المسلمين. وأما المال والعتاد فلا بأس في كل حال، اللهم إلا لو علمنا يقيناً أن هؤلاء الكفار الذين أعانونا بالمال أو العتاد سيؤثرون على شعبنا مثلاً بانعطاف الشعب عليهم، ومحبتهم لهم وما أشبه ذلك فهنا لا نقبل منهم. وعلى كل حال : الاستعانة بالمال والسلاح أهون من الاستعانة بالقتال وأقلّ خطراً.
هل تجوز الاستعانة بالكافر في الجهاد إذا كانت هناك مصلحة مشتركة.؟
السائل : هل يجوز الاستعانة بالكفار في الجهاد إذا كانت هناك مصلحة مشتركة ... ؟ الشيخ : نعم لأنا نعلم أنا نأمنهم إذا كنا محتاجين إليه، وأما مع عدم الحاجة فلا يجوز.