السائل : هل يشارك الإنسان في الإنترنت في مقابلة أهل الشر؟ الشيخ : سمعتم كلامه طيب هو يقول فيه الآن قناة تسمى أنترنت نعم هل الأولى الإنسان يدخل فيها أو لا يدخل ؟ أقول الأولى أن يدخل، لأن هذا شيء مفروض، شيء واقع، ولا يمكن أن نرى أهل الباطل يسعون في الأرض فساداً ونسكت، وأما كون هذا سبباً في كون الناس يقتنون هذا الجهاز، فهم مقتنونه على كل حال وليس هذا ... يعني ليس عدم دخول الأنترنت بالأقوال الطيبة بمانع من اقتناءه هم مقتنونه على كل حال.
السائل : ما حكم سؤال الإنسان الإمامة؟ الشيخ : عثمان بن ابي العاص قال للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعلني إماماً على الناس قال : أنت إمامهم، فصار إماماً لهم في المسجد، هذه ليست إمامة فيها ولاية يكون فيها سلطة وإمرة على الآخرين، فلا يدخل في هذا، لكن لا يسأل الإمامة أحد إلا إذا كان عنده استعداد لهذه الإمامة، وكان أهلاً لها، ولا يزاحمه أحد أولى منه، لا بد من مراعاة الشروط هذه.
حدثنا عبيد الله بن سعيد ومحمد بن حاتم واللفظ لابن حاتم قالا حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا قرة بن خالد حدثنا حميد بن هلال حدثني أبو بردة قال قال أبو موسى أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري فكلاهما سأل العمل والنبي صلى الله عليه وسلم يستاك فقال ما تقول يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس قال فقلت والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل قال وكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت فقال لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس فبعثه على اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه قال انزل وألقى له وسادة وإذا رجل عنده موثق قال ما هذا قال هذا كان يهوديا فأسلم ثم راجع دينه دين السوء فتهود قال لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله فقال اجلس نعم قال لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات فأمر به فقتل ثم تذاكرا القيام من الليل فقال أحدهما معاذ أما أنا فأنام وأقوم وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي
القارئ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ حَاتِمٍ، قَالَا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُوسَى : ( أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي رَجُلَانِ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِي، فَكِلَاهُمَا سَأَلَ الْعَمَلَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَاكُ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُوسَى؟ أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ، قَالَ : وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ، وَقَدْ قَلَصَتْ، فَقَالَ : لَنْ، أَوْ لَا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ يَا أَبَا مُوسَى، أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، فَبَعَثَهُ عَلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ : انْزِلْ، وَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ، قَالَ : مَا هَذَا؟ قَالَ : هَذَا كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، ثُمَّ رَاجَعَ دِينَهُ دِينَ السَّوْءِ فَتَهَوَّدَ، قَالَ : لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللهِ وَرَسُولِهِ، فَقَالَ : اجْلِسْ، نَعَمْ، قَالَ : لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللهِ وَرَسُولِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ تَذَاكَرَا الْقِيَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا، مُعَاذٌ : أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ، وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي ). الشيخ : في هذا الحديث دليل على ما سبق أن الإنسان الذي يطلب الولاية لا يولّى، لأن الغالب أن الذي يطلبها يريد السلطة، والإمرة، والكلمة فلا يولاها، لكن لو تأخر الأمر، ورأى ولي الأمر ان هذا كُفء فولّاه فلا بأس. وفي هذا دليل على قتل المرتد، وأن الإنسان إذا رجع من الإسلام إلى الكفر فإنه يُقتَل، وأن هذا قضاء الله ورسوله، وظاهر الحديث أنه لا يُستتاب. وهذه المسألة اختلف فيها العلماء رحمهم الله هل المرتد يُستتاب، فإن تاب رُفعَ عنه القتل، أو لا يُستتاب؟ منهم من قال إنه يستتاب على كل حال، ومنهم من قال إنه لا يستتاب على كل حال لعموم قوله : ( من بدل دينه فاقتلوه )، ومنهم من فصّل، فقال إن ارتد بشيء عظيم فإنه لا ييستتاب، مثل سب الله ورسوله، أو الدين أو ما اشبه ذلك، والراجح : أن الاستتابة راجعة إلى أمر الإمام ، إن رأى في ذلك مصلحةً استتابَ الشخصَ في أي ردّة كانت ، وإن لم ير في ذلك مصلحة فلا يستتب، بل يقتله بكل حال، والمصلحة مثل أن يكون الذي ارتد رجلاً له قيمته في مجتمعه، إما سيّداً شريفاً في ماله، أو سيداً شريفاً في علمه، أو سيّداً شريفاً في جاهه، أو ما أشبه ذلك. فهذا ربما تقتضي المصلحة أن يُمهل ثلاثة أيام، فإن أصرّ على الكفر قُتل، وأما عامة الناس فإنه يقتل بمجرد الردة إذا ثبتت، لأن هذا أنكى بالأمة، وأصلح من أن يتلاعب الناس، يرتد فإذا حُكمَ عليه بالقتل عاد إلى الإسلام، وهكذا يلعب ، ولكل مقام مقال. وكل من كفر فإن توبته مقبولة بأي ذنب كان، إلا أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم، إذا كفر بسبه ثم تاب فإنه تُقبل توبته، ويُحكم بأنه مسلم، لكن يجب أن يُقتل، حماية لعرض النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذاً بالثأر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا قتلناه بعد التوبة فهو مسلم، نغسله، ونكفنه، ونصلي عليه وندفنه مع المسلمين. وفي هذا دليل على قوة معاذ رضي الله عنه، فإنه قال : لا أنزل حتى يُقتل. وهكذا ينبغي على الإنسان إذا كان معه الحق ألا ينهزم أمام أحد من الناس، لأن معه الحق والحق غالبٌ وليس بمغلوب، ولكن قد تقتضي الحال أن يتأخر في إظهار الحق لمصلحة الحق، ولكل حادثة مقال.
حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي شعيب بن الليث حدثني الليث بن سعد حدثني يزيد بن أبي حبيب عن بكر بن عمرو عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن أبي حجيرة الأكبر عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها
القارئ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ : قُلْتُ : ( يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ : فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا ). الشيخ : هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم: يُحقّ الحق، ويُصرّح به، ولا يستحي منه، أبو ذر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم الإمارة فضربه على منكبه، من أجل أن ينتبه أكثر، فإنه إذا ضرب على منكبه انتبه، ثم قال له : ( يا أبا ذر إنك ضعيف )، ومن شرط العمل القوة، لأن كل عمل لا بد فيه من أمرين: القوة، والأمانة. (( إن خير من استأجرت القوي الأمين )) ، ولم يقدح النبي صلى الله عليه وسلم في أمانته، ولكنه ضعيف، والأمارة تريد رجلاً قوياً، وإن كان أميناً لكنه لا يستطيع أن يقوم بالواجب. ثم قال : ( وإنها أمانة ) الله أكبر! وإذا كانت أمانة فلا يمكن ان أولّيَكَ وأنا أعلم أنك ضعيف. وهكذا والله الأمانة أل يولّى أحد على أي عمل إلا وهو أهلٌ لها في القوة، والأمانة، وتولية من ليس أحق من غيره خيانة، ان يولي الإنسان أحدا على شيء وفيه من هو خير منه في القيام بهذا الشيء يعتبر خيانة. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول إنها أمانة، يعني وإذا كانت أمانة فلا يمكن أن أوليك وأنا أعلم أنك ضعيف. وفي هذا صراحة النبي صلى الله عيه وسلم، وأنه يقول الحق ويقابل به، ولو تأثر مُقابله، لأن أبا ذر سوف يتأثر، وفيه أيضاً دليل على أمانة الصحابة في النقل، لأن أبا ذر نقل هذا الوصف في نفسه، أليس كذلك ؟ هو كذلك أمانة الصحابة رضي الله عنهم أخذوها درساً من أمانة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه أشد الناس أمانة ، وأقواهم فيها، حتى إن الله تعالى أنزل عليه آيات هي غاية في الأمانة، قال الله تعالى : (( وإذ تقول للذي أنعمَ الله عليه أنعمتَ عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مُبدسه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) تقول عائشة : ( لو أن محمداً كاتمٌ شيئاً مما أنزل الله عليه لكتم هذه الآية )، وصدقت. الصحابة درسوا حياة النبي صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله، فكانوا أمناء، وهم أعظم القرون أمناً رضي الله عنهم. قال : ( وإنها يوم القيامة -أي الأمارة- خزيٌ وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها ) فهل يُلْحَق بالإمارة ما سواها من الولايات؟ الظاهر نعم، وعلى هذا فَيُخْشى على أولئك الذين يقدّمون شهادات مزيّفة، بالغش والرشوة وما أشبه ذلك، ثم يتولّون ولايات مبنية على هذه الشهادات فإنهم أخذوها بغير حق، وستكون يوم القيامة خزياً وندامة، وهذا من أكبر ما يُحذّر الناس من الغش في كل شيء حتى في الاختبارات وغيرها، فإنهم يأخذونها بغير حق.
حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن المقرئ قال زهير حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي عن سالم بن أبي سالم الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم
القارئ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، كِلَاهُمَا عَنِ الْمُقْرِئِ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : ( يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ ) . الشيخ :( إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ) تهويناً لأمره، ثم رفعة في منزلته، تهوينا لأمره في قوله : ( إني أراك رجلاً ضعيفاً )، ورفعة لدرجته في قوله : ( إني أحب لك ما أحب لنفسي )، ونحن نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب للمسلمين ما يحب لنفسه، لأنه هو القائل : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )، وهو أكمل الناس إيمانا. وفي هذا دليل على صراحة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه منقبة لأبي ذر، حيث قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني أحب لك ما أحب لنفسي، فإنها من المناقب الرجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: ( يا معاذ إني لأحبك لا تدعن دُبُر كل صلاة مكتوبة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك ). قال : ( لا تأمّرن على اثنين ) الظاهر ان الواحد لا يحتاج إلى امرة، لأن النزاع إنما يكون بين اثنين، اثنين فأكثر، فهاذان المتنازعان يحتاجان إلى أمير يفصل بينهما، لذلك قال : ( لا تأمرنّ على اثنين )، وأما الواحد فلا يحتاج إلى أمير، لأنه لا منازع له. ( ولا تولّين مال يتيم ) : حتى مال اليتيم نهاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولّاه، لأنه ضعيف، فيُخشى أن يُفرّط في مال اليتيم وأموال اليتامى من أشد الأموال احتراماً، أشدها عقوبة وإثماً في الخيانة، لهذا قال : ( لا تولّين مال يتيم ).
السائل : من كانت ردّته عن جهل؟ الشيخ : هذا ربما يقال يبين له إذا كانت ردّته عن جهل، هذا يبين له قضية معاذ عن علم لأن الرجل يهودي فأسلم واليهود يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرفونه أبناءه فإذا علمنا ردته عن جهل نبين له ثم إن أصر على ردّته قتلناه.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو يعني بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال بن نمير وأبو بكر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا
القارئ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : وَأَبُو بَكْرٍ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي حَدِيثِ زُهَيْرٍ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا مما يدل على فضل العدل في الحكم، أن المقسطين على منابر من نور على يمين الله عز وجل، ولّما كان ذكر اليمين يوهم أن يكون هناك شمال تغاير وتُخالف اليمين، قال : ( وكلتا يديه يمين )، يعني يُمنٌ وخير وبركة، وقوة، وقوله : ( المقسطين )، بيّنهم بقوله: الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا، والمُقسط ضده القاسط، والمخطئ ضده الخاطئ، فالقاسط : هو الجائر في الحكم، والمقسط : هو مزيل الجور، والخاطئ : مرتكب الخطأ على عمد، والمخطئ : مرتكب الخطأ عن غير عمد. المخطئ : معفوٌ عنه، والخاطئ : غير معفوٌ عنه، والمقسط مثابٌ مأجور، والقاسط : معاقب موزور، كلها في القرآن : قال الله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ))، هذا المخطئ، وقال تعالى : (( لا يأكله إلا الخاطئون )) هذا الخاطئ الذي ارتكب الخطأ عن عمد، وقل تعالى : (( إن الله يُحب المقسطين )) هذا العادل، وقال تعالى : ((وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً )) هذا هو الجائر.
حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب حدثني حرملة عن عبد الرحمن بن شماسة قال أتيت عائشة أسألها عن شيء فقالت ممن أنت فقلت رجل من أهل مصر فقالت كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه فقال ما نقمنا منه شيئا إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة فقالت أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به
القارئ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، قَالَ : ( أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَتْ : مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، فَقَالَتْ : كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ؟ فَقَالَ : مَا نَقَمْنَا مِنْهُ شَيْئًا، إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ، وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ، وَيَحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ، فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ، فَقَالَتْ : أَمَا إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا : اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ ). الشيخ : يعني في تدبير الأمور، إذا شقَّ عليهم فقد دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يشق عليه، وإن سهل عليهم أن يسهّل عليه، هذا في غير الأمور التي يتحتّم فيها الردع والزجر كمسائل التأديب والتعزير، فإن هذا وإن شق عليهم فإنه في الحقيقة رافق بهم لأن هذه المشقة يعقبها الخير، والكف عن الأذى وما أشبه ذلك. فلو أن والياً أخذ معتديا مجرماً، وحبسه في حبس ضيّق فليس هذا من باب من شقّ على الأمة، لأن هذا من باب من أدب الأمة فأحسن تأديبها، ولكل مقام مقال. مثال ذلك : لو أن ولي الأمر رأى طريقاً وعراً، وطريقاً سهلاً فسلك في الناس الطريق الوعر، وترك السهل، فهاذا يُقال : إنه شق عليهم، لأنه لا داعي لهذا، فيشق الله عليه، ولو سلك فيهم الطريق السهل لكان رافقاً بهم فرفق الله به. وقوله عله الصلاة والسلام : ( من ولي من أمر أمتي شيئاً ) يشمل القليل والكثير، حتى المدير في مدرسته وحتى الرجل في أهله، وكل من وَلي شيئاً، فالوجب عليه أن يرفُقَ بمن ولّاه الله عليهم، حتى يَحصل على الدعوة المباركة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي أن يرفق الله به.
القارئ : قال النووي رحمه الله تعالى : " قَوْلُهَا : ( أَمَا إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِيَّ محمد بن أَبِي بَكْرٍ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ ) فِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ فَضْلُ أَهْلِ الْفَضْلِ وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ لِسَبَبِ عَدَاوَةٍ وَنَحْوِهَا وَاخْتَلَفُوا فِي صِفَةِ قَتْلِ مُحَمَّدٍ هَذَا قِيلَ فِي الْمَعْرَكَةِ وَقِيلَ بَلْ قُتِلَ أَسِيرًا بَعْدَهَا وَقِيلَ وُجِدَ بَعْدَهَا فِي خَرِبَةٍ فِي جَوْفِ حِمَارٍ مَيِّتٍ فَأَحْرَقُوهُ ". الشيخ : على كل حال الفتنة معروفة فيما جرى لمحمد بن أبي بكر وتأليبه على عثمان رضي الله عنه وغير ذلك مما هو معلوم لكن حسبت أني يذكر القصة بعينها. القارئ : وقال صدّيق حسن خان في شرحه لمختصر صحيح مسلم : " واختلفوا في قتل محمد هذا : فقيل فِي الْمَعْرَكَةِ وَقِيلَ بَلْ قُتِلَ أَسِيرًا بَعْدَهَا وَقِيلَ وُجِدَ بَعْدَهَا فِي خَرِبَةٍ فِي جَوْفِ حِمَارٍ مَيِّتٍ فَأَحْرَقُوهُ ".
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح حدثنا الليث عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
القارئ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ). الشيخ : إذ قال قائل : ( كلكم راع وكلكم مسؤولٌ عن رعيته )، إذا كان الكل راع فأين الرعية؟ فيقال : إن النبي صى الله عليه وسلم بين ذلك، وأن الرعاية طبقات : رعاية عامة، ورعاية خاصة، ورعاية أخص، فالخليفة مثلاً راع على الأمة كلها، وأمير البلد راع على البلد، والرجل راع في أهله، والمرأة راعية في بيت زوجها وولده، فهي رعاياتٌ متنوعة، فصح أن يكون كلٌّ منا راع ومسؤول عن رعيته، والراعي الأعلى من ؟ الخليفة.
ما حكم إخفاء فضائل شخص فاضل وهل هو من كتمان العلم.؟
السائل : إذا امتنع أحد من ذكر فضل صاحب الفضل بسبب العداوة التي يبينهم هل يعتبر أنه كتم العلم ؟ الشيخ : لا، هذا فيه تفصيل : أما إن ذُكر عنه فكتمه فهذا عُدوان، لا شك، وإثم، لأن إخفاء الفضائل كذكر الرذائل، وأما بدون أن يُسْأل فلا حرج أن يسكت عما كان يعلمه من هذا الرجل، كذلك ربما لا يُسأل لفظاً لكن تقتضي الحال أن يُبيّن، لو رأى أحداً مثلا يذكره بسوء، وهو يعلم عنه خيراً فيجب عليه في هذه الحال أن يبين الخير، حتى لا يتهم بالسوء على وجه الإطلاق، لكن يجب أن يقول الحق، كما قال الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم )) يعني بغضهم (( على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )).
قوله :( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ) هل يدخل فيه المدرسون الذين يضعون أسئلة إختبار صعبة.؟
السائل : هل يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شق على أمتي فاشقق عليه ) ما يفعله بعض المدرسين في تصعيب الأسئلة صعوبة بالغة؟ الشيخ : نعم، تصعيب الأسئلة صعوبة بالغة هذا قد يدخل، لكن إذا كان الأستاذ قد بين لهم هذه الأشياء بياناً واضحاً، وأنه لا يكون صعباً إلا على المُهمل فلا يظهَر. السائل : هل هذا من الفسق؟ الشيخ : دعني منها.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا بن المثنى حدثنا خالد يعني بن الحارث ح وحدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى يعني القطان كلهم عن عبيد الله بن عمر ح وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد بن زيد ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل جميعا عن أيوب ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا بن أبي فديك أخبرنا الضحاك يعني بن عثمان ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب حدثني أسامة كل هؤلاء عن نافع عن بن عمر مثل حديث الليث عن نافع
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا بن المثنى حدثنا خالد يعني بن الحارث ح وحدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى يعني القطان كلهم عن عبيد الله بن عمر ح وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد بن زيد ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل جميعا عن أيوب ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا بن أبي فديك أخبرنا الضحاك يعني بن عثمان ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب حدثني أسامة كل هؤلاء عن نافع عن بن عمر مثل حديث الليث عن نافع وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا بن المثنى حدثنا خالد يعني بن الحارث ح وحدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى يعني القطان كلهم عن عبيد الله بن عمر ح وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد بن زيد ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل جميعا عن أيوب ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا بن أبي فديك أخبرنا الضحاك يعني بن عثمان ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب حدثني أسامة كل هؤلاء عن نافع عن بن عمر مثل حديث الليث عن نافع.
وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر كلهم عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمعنى حديث نافع عن بن عمر وزاد في حديث الزهري قال وحسبت أنه قد قال الرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته
القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر كلهم عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمعنى حديث نافع عن بن عمر وزاد في حديث الزهري قال : ( وحسبت أنه قد قال الرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته ).
وحدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب أخبرني عمي عبد الله بن وهب أخبرني رجل سماه وعمرو بن الحارث عن بكير عن بسر بن سعيد حدثه عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى
وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب عن الحسن قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه فقال معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت أن لي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة
القارئ : " قوله : ( لو علمت أن بي حياة ما حدثتك ) وفي الرواية الأخرى لولا أني في الموت لم أحدثك به يحتمل أنه كان يخافه على نفسه قبل هذا الحال ورأى وجوب تبليغ العلم الذي عنده قبل موته لئلا يكون مضيعا له وقد أمرنا كلنا بالتبليغ ". الشيخ : ما ذكر سبب تحديثه إياه ؟ القارئ : لا ما ذكر دخل على الحديث الثاني. الشيخ : لعله يأتي إن شاء الله في الألفاظ الأخرى. القارئ : قال صديق حسن خان : " قال عياض : إنما فعل هذا لأنه علم قبل هذا أنه ممن لا ينفعه الوعظ كما ظهر منه مع غيره ثم خاف معقل من كتمان الحديث ورأى تبلغيه أو فعله لأنه خافه لو ذكره في حياته لما يهيج عليه هذا الحديث ويثبته في قلوب الناس من سوء حاله. قال النووي : والاحتمال الثاني هو الظاهر والأول ضعيف فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط باحتمال عدم قبوله والله أعلم ". الشيخ : أحسنت المهم أنه أراد أن يذكره ويخوفه بالله عز وجل لأنه أمير له ولاية فأراد أن يذكره لئلا يغش الرعية بفعل شيء غيره أفضل منه أو بكتمان شيء هو أفضل أو غير ذلك من أنواع الغش. قوله عليه الصلاة والسلام : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية ) يشمل الراعي الأعظم وهو السلطان ومن دونه حتى يصل الرجل في أهل بيته نعم فإن قال قائل هذا يدل على مذهب الخوارج الذين يرون تخليد أهل المعاصي في النار لقوله : ( حرم الله عليه الجنة ) فالجواب على هذا أنه يأتي في أحاديث الوعيد وآياتها ما يقتضي أن هذه المعصية توجب الخلود ولكن هذا الظاهر الذي يفهم من بعض النصوص يجب أن يقيد بالنصوص الأخرى انتبهوا لها الدالة على أنه يخرج من النار من في قلبه أدنى أدنى أدنى حبة خردل من إيمان وعلى هذا فنقول دخول حرمان الجنة حرمان مطلق ومطلق حرمان الحرمان المطلق لا يكون إلا بالشرك بالله عز وجل الذي قال الله تعالى فيه : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار )) ومطلق الحرمان يكون على أهل المعاصي الذين لا تبلغ معاصيهم الكفر فيحرمون مطلق حرمان ولو زمنا يسيرا ثم يكون مآلهم إلى إيش؟ إلى الجنة من أي القسمين هذا الحديث ؟ من الثاني الذي هو مطلق الحرمان نعم يعني يحرم دخول الجنة إلى وقت يعلمه الله عز وجل ثم يدخلون الجنة نعم.
ما هو الضابط في معرفة ما يشق على الرعية وما لا يشق.؟
السائل : الناس ما يعجبهم شيء فلو عمل السلطان شيء يقول هذا مسيء وهذا ما هو الضابط ؟ الشيخ : الضابط: ما يراه المعتدلون، الوسط ، لأن بعض الناس لا يرضيه ما يعمله السلطان مطلقاً حتى لو كان أرفق ما يكون، لا يُعجبه.
وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن قال دخل بن زياد على معقل بن يسار وهو وجع بمثل حديث أبي الأشهب وزاد قال ألا كنت حدثتني هذا قبل اليوم قال ما حدثتك أو لم أكن لأحدثك
القارئ : وَحَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ : ( دَخَلَ ابْنُ زِيَادٍ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَهُوَ وَجِعٌ ) بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي الْأَشْهَبِ، وَزَادَ قَالَ : ( أَلَّا كُنْتَ حَدَّثْتَنِي هَذَا قَبْلَ الْيَوْمِ؟ قَالَ : مَا حَدَّثْتُكَ، أَوْ لَمْ أَكُنْ لِأُحَدِّثَكَ ). الشيخ : قوله : ألا كنت حدثتني يحتمل أنه حدثه فنسي، أو أنه حدثه غيره فنسي ، وظنه إياه، أو أنه ما حدثه لا هو ولا غيره لكن يريد أن يُوبّخه، ويقول : كيف تحدثني الآن وأنت قد حدثتني؟ فأيهما نصدق؟ نصدق الصحابي معقل بن يسار. النسيان وارد من هذا ومن هذا، لكن كوننا نجعل احتماله في غير الصحابي أولى، وأيضا الحال تقتضي هكذا، أنه لا يحدثه فيه حال صحته ربما يسلط عليه، فيسجنه أو يقتله، أو ما أشبه هذا.
وحدثنا أبو غسان المسمعي وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المليح أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار في مرضه فقال له معقل إني محدثك بحديث لولا أني في الموت لم أحدثك به سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة
القارئ : وحَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِيَادٍ، ( دَخَلَ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ : إِنِّي مُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ لَوْلَا أَنِّي فِي الْمَوْتِ لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ، إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ). الشيخ : هذا أشد من الأول، لأن الأول فيمن مات وهو غاش، وهذا فيمن مات ولم ينصح للأمة، وهناك منزلة بين الغش والنصيحة، وعلى هذا الحديث نقول : يجب على كل من ولي شيئاً من أمور المسلمين أن يجهَد لهم في النصح، ومن ذلك : إمام المسجد يجب عليه أن يسير بهم في الصلاة كما كان صلى الله عليه وسلم يصلي، لا في القيام، ولا الركوع، ولا السجود ولا القعود، الإنسان إذا صلى لوحده مخيّر بين أن يطيل أو يُقصّر، لكن في الجماعة يجب أن نتّبع بهم السنة مهما أمكن. وهذه نقطة يغفل عنها كثير من الأئمة، يكون مثلاً : أنا سأقرأ أي سورة، لأن الله يقول : (( اقرؤا ما تيسر من القرآن ))، فأقرأ في ليلة الجمعة بدلاً من تنزيل السجدة و هل أتى أقرأ أقرأ إذا زُلزلت الأرض زلزالها، والعاديات مثلاً، نقول: هذا ليس إليك، الذين وراءك يريدون أن تأتي بما يوافق السنة. كما أنه لو أراد أن يزيد على ما جاءت به السنة مُنع وقيل: لا تزيد على ما جاءت به السُّنة. إذا صليت لنفسك فطول ما شئت، و أما إذا صليت لغيرك فأنت الآن ولي وأمير، يجب أن تسير بهم على ما تقتضيه سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : هل يؤخذ من فعل معقل ما يدل على كتمان العلم إذا خاف على نفسه؟ الشيخ : إذا خاف على نفسه نعم، لكن لا يجوز كتمانه مطلقاً، يخفيه مثلا فلا يُعلنه، لكن يُحدّث به آخرين.
السائل : ما حكم من يستحل الغش؟ الشيخ : اذا استحل الغش وهو يعلم أنه غاشّ فهذا مكذّب للرسول عليه الصلاة والسلام، يكفر بتكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام. الذي يكذب الرسول ويش اسمه ؟ السائل : كافر. الشيخ : وإذا كان كافرا.
إذا كان تطبيق السنة يشق على بعض المصلين فهل تترك كالإطالة في الصلاة.؟
السائل : بعض العوام حتى في تطبيق السنة لا يطيقونه ؟ الشيخ : يُقال للإنسان الذي لا يشق عليه : اجلس، فالله قد جعل لك بديلا عن القيام ، أما أن نترك السنة من أجلك فهذا لا نوافق عليه هذا في المساجد العامة، لكن لو كان اثنين يصلون جميع، يعني أنهم محصورون ، ورأى الإمام ألا يطيل القراءة لأنه يعرف أحوالهم فهذا لا بأس به. السائل : في بعض المناطق الصوفية يقولون احلقوا اللحية يقولون هذا تشبه بالوهابية مع ثبوت هذا عندهم ثابت عندهم غير منازعين أنه ثابت في السنة ... طاعة العلماء ... على تبديل أصل الدين مع ثبوت ذلك عندهم ألا يكفرون بهذا ؟ الشيخ : بارك الله فيك أنت الحين تجيب المقبضات الناس مسرورون وأنت تجيب الكلام هذا ويش الكلام هذا أحد يقول لا تعفي اللحية خالف الوهابية أين هم ؟ السائل : عندنا الصوفية يحلقون اللحية يقولون. الشيخ : لكن هل يقولون صراحةً نحلقها مخالفة للوهابيين؟ السائل : نعم مكتوب هذا في الكتاب . الشيخ : أعوذ بالله! طيب ولم لا يؤتى لهم بالمنتقى ويؤتى لهم بالكتب الأخرى التي فيها الحديث. السائل : يقولون ... إعفاء اللحية هذا من علامات الوهابية تقصير الثوب وإعفاء اللحية من علامات الوهابية. الشيخ : يعني يطولوه ما سمعنا بهذا إلا منك لكن على كل حال هؤلاء إن كانوا يعلمون أنه سنة وأنهم نبذوه لأنه سنة فهم.