ما حكم ما يقوله بعض الصوفية لا تعفوا اللحية حتى لا تتشبهوا بالوهابية.؟
الشيخ : بارك الله فيك أنت الحين تجيب المقبضات الناس مسرورون وأنت تجيب الكلام هذا ويش الكلام هذا أحد يقول لا تعفي اللحية خالف الوهابية أين هم ؟ السائل : عندنا الصوفية يحلقون اللحية يقولون. الشيخ : لكن هل يقولون صراحةً نحلقها مخالفة للوهابيين؟ السائل : نعم مكتوب هذا في الكتاب . الشيخ : أعوذ بالله! طيب ولم لا يؤتى لهم بالمنتقى ويؤتى لهم بالكتب الأخرى التي فيها الحديث. السائل : يقولون ... إعفاء اللحية هذا من علامات الوهابية تقصير الثوب وإعفاء اللحية من علامات الوهابية. الشيخ : يعني معناه يطولوه ما سمعنا بهذا إلا منك لكن على كل حال هؤلاء إن كانوا يعلمون أنه سنة وأنهم نبذوه لأنه سنة فهم على خطر عظيم، لأنهم كرهوا ما أنزل الله وأما التكفير فهو صعب، لا يستطيع الإنسان أن يُكفّر أحداً إلا ببينة واضحة، لأنه لو كفره ولم يكن كذلك عاد عليه.
القارئ : حول قصة محمد بن أبي بكر : " بسم الله الرحمن الرحيم حول قول عائشة في صحيح مسلم : أما انه ليمنعني بما فعل بمحمد بن أبي بكر أن أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر الحديث : محمد بن أبي بكر هو أخوها من أسماء بنت عُميس، وُلد في حجة الوداع وقد كان ولّاه عثمان رضي الله عنه إمرة مصر، ثم كان ممن سار لحصار عثمان، وفعل ما فعل كما ذكرت كتب السير، ثم انضم إلى علي رضي الله عنه، فكان من أمرائه فسيره عليٌ على مصر فالتقى هو وعسْكر معاوية، فانهزم جمع محمد فاختبأ محمد في بيت مصرية فدلّت عليه، فقال : احفظوني في أي بكر، فقال معاوية بن خديج، قتلت ثمانين من قومي في دم الشهيد عُثمان وأتركك وأنت صاحبه فجاء به لعمرو بن العاص فقتله في عثمان، وقيل : قتله معاوية بن خديج ودسّه في بطن حمار ميّت وأحرقه ". الشيخ : لكن ويش المناسبة من ذكر هذا ؟ القارئ : ... لأن عمرو رضي الله عنه ... يكون مقصود عائشة.
وحدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا يعقوب بن إسحاق أخبرني سوادة بن أبي الأسود حدثني أبي أن معقل بن يسار مرض فأتاه عبيد الله بن زياد يعوده نحو حديث الحسن عن معقل
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن ثم أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد فقال أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم فقال له اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم
وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك
القارئ : وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ : ( قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَذَكَرَ الْغُلُولَ، فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ قَالَ : لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، يَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ ). الشيخ : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنواع الأموال، من المواشي والخيل والأمتعة، والصامت الذي هو الذهب والفضة، يأتي به الإنسان إذا غله يوم القيامة على رقبته يُخْزى به أمام الناس والعياذ بالله، فيطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيثه، فيقول له لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، ومن بلغه الحكم فقد قامت عليه الحُجّة.
إذا كانت الحجة قوية لكن الشخص لم يقتنع بها فما حكمه.؟
السائل : إذا كانت الحُجَّة قوية، لكن الشخص لم يقتنع بها فما حكمه؟ الشيخ : هذا معاند، لو كان الإنسان ما يقبل الحجة إلا ما اقتنع به صار يعبد هواه ولا يعبد الله عز وجل . السائل : ما اقتنع. الشيخ : لا ينفع ما اقتنع ليش ما اقتنع من الشخص ولا ما اقتنع من الحجة يعني إذا أعلمناه أن الرسول قال ما اقتنع. السائل : ... . الشيخ : إذا كان له وجه يعني متأول تأول إذا كان له وجه تأول فهو من المجتهدين، إذا كان له مساغ لو قال اشتريت خبزة وهو اشترى كتاب ما يقال إذا كان له مساغ في اللغة إما من دلالة اللفظ أو دلالة القرائن والأحوال فقد يعذر، أما كونه يقول دائماً ما أقبل ما اقتنعت، ما يصير هذا معانداً.
السائل : هل الهدايا المقدمة للعمال من الغلول؟ الشيخ : ورد في الحديث : ( هدايا العمال من الغلول )، في حديث عبد الله بن لُتبيّة الذي بعثه عاملاً ثم رجع وقال هذا لكم وهذا أهدي إلي، فيحتمل أن يقال من الغلول : كل من أخذ من مال المسلمين بغير حق فهو غالّ. ولا يدخل في ذلك من غصب شيئاً من شخص معيّن، لأن هذا له عقوبة خاصة، وكما تعلمون من اقتطع شبراً من الأرض ظُلماً طوّقه الله من فوق سبع أرضين.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي حيان ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن أبي حيان وعمارة بن القعقاع جميعا عن أبي زرعة عن أبي هريرة بمثل حديث إسماعيل عن أبي حيان
وحدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد يعني بن زيد عن أيوب عن يحيى بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلول فعظمه واقتص الحديث قال حماد ثم سمعت يحيى بعد ذلك يحدثه فحدثنا بنحو ما حدثنا عنه أيوب
وحدثني أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن يحيى بن سعيد بن حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديثهم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وابن أبي عمر واللفظ لأبي بكر قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأسد يقال له بن اللتبية قال عمرو وابن أبي عمر على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا لي أهدي لي قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال ما بال عامل أبعثه فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ثم قال اللهم هل بلغت مرتين
القارئ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ : ( اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْأَسْدِ، يُقَالُ لَهُ : ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ - قَالَ عَمْرٌو : وَابْنُ أَبِي عُمَرَ - عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا لِي، أُهْدِيَ لِي، قَالَ : فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ : مَا بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فَيَقُولُ : هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلَا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ فِي بَيْتِ أُمِّهِ، حَتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَنَالُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ تَيْعِرُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : اللهُمَّ، هَلْ بَلَّغْتُ؟ ) مَرَّتَيْنِ . الشيخ : هذا يدل على أن الغلول من الأموال العامة يعاقب بها الإنسان بهذه العقوبة، والعقوبة واقع مناسب، لأنه كما أخذ أموال المسلمن العامة بغير حق، صار من المناسب أن يُفْضح به بين الناس يوم القيامة. ومن هذا أولئك القوم الذين يأخذون على أعمال لم يعملوا بها، كالذين يأخذون عن أعمال ميدانية وهم لم يعملوا وما أشبه ذلك. فأولئك لا شك أنهم غالون، وأن ما غلوه سيأتون به يوم القيامة نسأل الله السلامة.
من انتدب إلى عمل فانتهى منه خلال الوقت ثم رجع فهل عليه شيء.؟
السائل : بعض الموظفين يُكلّف بعمل يحتاج إلى ثلاثة أيام، فيُنجز العمل في يومين فهل هذا إذا أعطي يكون من الغلول؟ الشيخ : إذا كان موجباً لعمل فلا بأس، إذا خلّصه بأقل من المدة من غير ضرر على المراجعين، ومن غير خلل في العمل، فلا بأس، وقد قيل إنهم لا يُعطون أحداً أقل من ثلاثة أيام بالانتداب، لأنه لا يمكن لأحد أن يغادر بلده ويسافر ويتحمل الأخطار لانتداب يوم واحد فقط، فهم يعطون أقل الانتدابات ثلاثة أيام وإن استغرقت أقل هكذا سمعت.
السائل : هل إذا أهدي إلى العامل هدية عليه أن يردها؟ الشيخ : إي من هذا النوع ولهذا يجب على الشخص إذا أهدي له وهو عامل على قوم فأهدوا له أن يردها لا لا أبدا يردها من أجل أن يُعرف أن هذا حرام حتى لو فرض أنه أخذه ويريد أن يرد بدله فالأفضل أن يرده.
السائل : هدايا الطلاب للمعلمين ؟ الشيخ : هدايا الطلاب للمعلمين نرى فيها : أنه إذا كانت بعد انتهاء الطلاب من الاختبار وانتهاء الطالب من هذه المدرسة مثلاً فلا حرج، وأما إذا كانت أثناء الدراسة، أو أثناء الاختبار، أو يؤمّل أن يعود للتدريس في المستقبل فلا يجوز، لا الدعوة للطعام لا تدخل في هذا. ولهذا لما ذكر العلماء في القُضاة أنه يحرم عليهم أخذ الرشوة قالوا : وهو في الدّعوات كغيره. في هذا الحديث دليل على خطبة العوارض، أنه إذا حصل شيء يحتاج إلى خطبة فليفعل من له الحكم في هذا البلد يقوم فيخطب في الناس، لأن هذا أوقع في النفوس من تأخيرها إلى وقت آخر.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم بن اللتبية رجلا من الأزد على الصدقة فجاء بالمال فدفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا ما لكم وهذه هدية أهديت لي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فتنظر أيهدى إليك أم لا ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا ثم ذكر نحو حديث سفيان
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد على صدقات بني سليم يدعى بن الأتبية فلما جاء حاسبه قال هذا مالكم وهذا هدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا والله لا يأخذ أحد منكم منها شيئا بغير حقه إلا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه ثم قال اللهم هل بلغت بصر عيني وسمع أذني
القارئ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ : ( اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى : ابْنَ الْأُتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ : هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، ثُمَّ خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ : هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَاللهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، إِلَّا لَقِيَ اللهَ تَعَالَى يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : اللهُمَّ، هَلْ بَلَّغْتُ؟ بَصُرَ عَيْنِي، وَسَمِعَ أُذُنِي ). الشيخ : يعني رأيت بعيني وبصرت بأذني. وفي هذا الحديث دليل على محاسبة العمال، وأن العامل مهما كان في الأمانة يحاسبون، والصحابة أمناء هذا الأصل فيهم ومع ذلك حاسبهم النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه وإن كان الرجل أميناً لا يخلوا من السهو والنسيان والغفلة، فمحاسبته من الحزم.
السائل : متى يقبل العامل الهدية؟ الشيخ : إذا فوض إليه فلا بأس. السائل : فهل يقبل ؟ الشيخ : لا لا يقبل لا يقبل شيء لأن قبول الهدية لا بدّ أن كون في قلبه انعطاف على هذا الذي أهدى فلا يعامله معالمة الآخرين. السائل : ... . الشيخ : يعطي رئيس الشركة سيارات أبدا كل من ولي أمر لا يمكن أن يهدى له هدية إلا إنسان من أقاربك وجرت العادة أنك إذا سافرت ورجعت أهديت له هدية المسافر هذا شيء ثاني.
السائل : ما العلة في عدم جواز قبول العامل للهدية؟ الشيخ : العلة ألا يُحابي في العمل الذي وُكل إليه، وهذا ظاهر لا بد أن يحابي مهما كان، والمقصود المصلحة العامة.
من أخذ مالا بغير حق فكيف يرده كمن استعمل تلفون الشركة أو تخلف عن العمل يوما.؟
السائل : من أخذ مالاً بغير حق فكيف له أن يرده كمن استعمل تلفون الشركة أو يخلف عن العمل يوماً؟ الشيخ : هذا إذا كان ما يُمكن يرد الدراهم مثلا واحد تخلف عن العمل يوم يستعرف بهذا اليوم ... إن كان يمكن أن ترد إلى خزينة الدولة وجب، وإن كان لا يمكن وقال أريد أن أعوّض هذا بأعمال أخرى لا تلزمني فهذا طيب أحسن من أن يتصدق به إذا كان يمكن أن يعطي إلى الجهة المسؤولة ويصل إلى خزينة الدولة فهذا واجب.
وحدثنا أبو كريب حدثنا عبدة وابن نمير وأبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ح وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان كلهم عن هشام بهذا الإسناد وفي حديث عبدة وابن نمير فلما جاء حاسبه كما قال أبو أسامة وفي حديث بن نمير تعلمن والله والذي نفسي بيده لا يأخذ أحدكم منها شيئا وزاد في حديث سفيان قال بصر عيني وسمع أذناي وسلوا زيد بن ثابت فإنه كان حاضرا معي
وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الشيباني عن عبد الله بن ذكوان وهو أبو الزناد عن عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على الصدقة فجاء بسواد كثير فجعل يقول هذا لكم وهذا أهدي إلي فذكر نحوه قال عروة فقلت لأبي حميد الساعدي أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من فيه إلى أذني
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عدي بن عميرة سنان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة قال فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال يا رسول الله اقبل عني عملك قال ومالك قال سمعتك تقول كذا وكذا قال وأنا أقوله الآن من استعملناه منكم على عمل فليجيء بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهى عنه انتهى
وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا الفضل بن موسى حدثنا إسماعيل بن أبي خالد أخبرنا قيس بن أبي حازم قال سمعت عدي بن عميرة الكندي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمثل حديثهم
حدثني زهير بن حرب وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج نزل يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية أخبرنيه يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن بن عباس
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني
القارئ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي ). الشيخ : طاعة الأمير طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم : المقصود الذي أمره الرسول صلى الله عليه وسلم، لا كل أمير. فمثلاً الأمراء بعد الرسول عليه الصلاة والسلام إمرتهم ليست من الرسول نفسه، فالحديث هنا يقول : من أطاع الأمير: يعني الذي أمّرته، فقد أطاعني لأنه أميري، ووكيلي، وله الولاية عني، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله. هنا مثلاً نقول من أطاع الأمير في وقتنا هذا فقد أطاع الله، لأن الله قال : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) فهؤلاء ثلاثة كلهم مُطاعون، الله، والرسول، وأولوا الأمر ، ولكن الله تعالى لم يذكر لطاعة أولي الأمر بالعامل، بل جعلها معطوفة على ما سبق، أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر، لأن طاعة أولي الأمر ليس مستقلة، بل تابعة، ولولا ان الله فرض علينا طاعتهم ما أطعناهم، لكن نطيعهم لأن الله فرض ذلك، وفي عدم إعادة العامل دليل على أن طاعتهم ليست مستقلة . وأوامر أولياء الأمور تنقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول : أن يأمر بما أمر الله به. واقسم الثاني : أن يأمروا بما نهى الله عنه، والقسم الثالث : أن يأمر بما لا أمر فيه ولا نهي. فالقسم الأول طاعتهم فيه من وجهين : الأول : أنهم قد أمروا به من قبل الله ، كأن يأمروا بصلاة الجماعة مثلاً، أو يأمروا بالزكاة، أو الصيام ، وما أشبه ذلك. فهنا طاعتهم طاعة لله عز وجل من وجهين، الأول : أن الله أمر بذلك استقلالاً والثاني : أنه أمر بطاعة ولاة الأمور فيه. وأما إذا أمروا بطاعة بما نهى الله عنه فإنه لا طاعة لهم، لأنهم عبيد لله ونحن عبيد لله، وإذا كانوا عبيداً لله فلا يجوز لهم أن يخرجوا عن طاعته، وإذا خرجوا عن طاعته ساغ لنا أن نخرج عن طاعتهم، لأننا لهم تبع، فهؤلاء لا يطاعون. فلو قالوا مثلاً : لا يمكن أن تعمل إلا إذا حلقت لحيتك، احلق لحيتك، يجوز أن أحلقها؟ لا يجوز. اذا قالوا أرخ الثوب إلى الكعب، لا نطيعهم، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. القسم الثالث : أن يأمروا بشيء لم يتعلق به أمر ولا نهي بذاته، فهنا : طاعتهم واجبة ولا عبرة بقول من يقول ليست بواجبة لأن هذا نظام، نقول وإذا كان نظاماً فإنا مأمورون بطاعتهم، ولو نابذناهم لاختلّ النظام وصار كل إنسان يعمل برأيه، ولكان لا فائدة من الخلافة والإمارة، فتجب الطاعة في ذلك حتى وإن لم يكن منصوصاً على الأمر به لذاته، وهذا هو محك الخلاف بين المتّبعين للسلف والمتّبعين للخوارج، المتبعون للخوارج يقولون : لا طاعة له هذا نظام ولا نقبل، حتى ربما إنهم ليكفّرون الحاكم والمطيع له، ويقولون هذا لم يحكم به الله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الطافرون، سبحان الله! هذا قد حكم الله به بعينه أم بجنسه؟ بجسنه، كل ما أمر به ولي الأمر يجب طاعته إلا المعصية فهذه أقسام نحو أمر ولاة الأمر ثلاثة. ثم إن الأمر قد يكون بالقول وقد يكون بالفعل، وقد يكون بالإشارة، فبالقول : أن يقول ولي الأمر للشخص : قُم يلزمه أن يقوم ، وبالإشارة : أن يشير إليه، فيلزمه أن يقوم، ولهذا لما أشار النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة للقوم الذين صلوا قياماً وهو قاعد جلسوا، وفي فتح مكة وذكر الأنصار أوباش قريش قال بيده هكذا يعني الذبح، الثالث : الإشارة يعني أن يضع علامة على الأمر وعلامة على النهي ، ومن ذلك : إشارات المرور، إشارات المرور هي علامات، قال ولي الأمر : إذا أبان النور الأحمر فقف، ولا يجوز أن تتجاوز، حتى لو فُرض أن الخط ليس فيه أحداً أبدا، وإذا كان أخضر امش، وإذا كان أصفر فترفّق، حسب ما يقتضيه النظام. والعجب أن قومنا وهم مُسلمون لا يمتثلون بهذا إلا النادر، يعني منهم من لا يمتثل ويقول : ما دام الخط فارغ لماذا أقف؟ وهذا غلط قف الآن قيل لك قف فقف . طيب لو أمر ولي الأمر بإحراق مالك قال : أحرق مالك وأنا أرى هل يطاع أو لا ؟، فيه تفصيل: إذا كان هذا تعزيراً بمعنى أن هذا المأمور يستحق أن يُعزر بماله فيلزمه أن يطيع، لأن هذا سائغ لولي الأمر، وإن كان لإفساده فلا يجوز لأن إضاعة المال حرام، لكن لو قال إما أن تحرقه وإلا قتلتك أو حبستك أو ما أشبه ذلك مما يضره، فهنا يحرقه دفعا عن نفسه. فالمهم أن امتثال أوامر أولياء الأمور هو الذي يحفظ الأمن، ويحفظ الأمة من الفوضى، ويعتقد الإنسان أن له اميراً، لأن من مات وليس في رقبته بيعة مات ميتة جاهلية والعياذ بالله ، ليست ميتة إسلامية. والبيعة تقتضي الطاعة، وهل يُشترط لطاعة ولي الأمر ألا يكون عاصياً؟ الجواب لا يشترط، حتى لو كان خمّاراً ، وكان مُبتلىً بالأغاني مثلاً وكان ظالماً للناس في أكل الأموال مثلا فإن طاعته واجبة، لأن شرط جواز المخالفة ألا يأمر بالمعصية، وظن بعض السفهاء الذين فيهم رائحة من الخوارج : أن شرط ذلك ألا يكون عاصياّ، فإن كان عاصياً فلا طاعة له، سبحان الله! أين يوجد من ليس عاصياً، لا يوجد من زمان هذا، وكان الخلفاء يطيعهم الأئمة أئمة المسلمين، يطيعونهم وهم يعرفون معصيتهم ، و إصرارهم على المعاصي، على الأغاني، على السّكر بل على ما هو أشد من هذا على العقيدة، والخروج عن عقيدة السلف، ومع ذلك يطيعونهم، ولا يعصونهم بل يدعون الله لهم، ويخاطبونهم مخاطبة أمير المؤمنين، والأمن مستتب، لكن مع ذلك على ولي الأمر ان يقوم بما أمره الله به من السعي في الأمة بما فيه مصلحة الأمة، وألا يحابي أحداً في إسقاط واجب أو في فعْل محرّم أو في تنزيله منزلة لا يستحقها هذا الواجب، لكن لو أخلَّ ولي الأمر بواجبه فنحن علينا واجب، نقوم بواجبنا ونسأل الله الذي لنا والذي عليه إلى الله عز وجل.
السائل : هل مخالفة تنظيم المرور يُعد من عصيان ولي الأمر؟ الشيخ : إذا سألنا رؤساء المرور الضباط الكبار وقلنا : هل هذه للتنظيم أو للإلزام ؟ قالوا للإلزام، وإلا على بالهم هذا الشيء يعني لو كان ووجدنا الخط فاضي ولسنا في صدد انتظار أحد يأتي مسرع مثلاً ، هل يجوز أن نتجاوز قال : لا يجوز ، والحقيقة لو قلنا أن هذا تنظيم صار فيه مفسدة، لأن كل إنسان يظن ليس حوله أحد وأنه يتجاوز وحكى لي أحد الطلبة أنه في ألمانيا.
هل يشترط لطاعة ولي الأمر أن يكون هو نفسه مطبق للأمر.؟
الشيخ : لا لا يشترط يعني هذا السؤال أيضا وجيه هل يُشترط لطاعة ولي الأمر أن يكون هو نفسه مطبّقاً للأمر ؟ الجواب :لا، إذا لم يُطبق الأمر صار عاصياً، إلا إذا كان هناك ميْزة تقتضي تخصيصه فهذا شيء آخر.
قوله :( من جاء يوم القيامة وليس في عنقه بيعة ...) هل البيعة تكون لكل أحد.؟
السائل : قوله : ( من مات يوم القيامة وليس في عنقه بيعة ) هل البيعة تكون لكل أحد؟ الشيخ : حتى المتولي بالقوة يكون إمام ... الأئمة. السائل : قصدي يا شيخ الحديث البيعة. الشيخ : مثلا البيعة الآن إذا استتتب الحكم لفلان بأي طريق وصل إليه الحكم وصار سلطانا تجب طاعته. السائل : بعضهم إذا قيل له أطع الأمير ... . الشيخ : يعني ما له أمير مسألة أن البيعة تكون لكل واحد هذا لا يقوله أحد، هل الصحابة لما بايعوا أبا بكر راحوا يقرعون الأبواب على العجائز والصبيان والنساء؟! أبداً، هذا يرجع إلى أهل الحل والعقد، لكن لو أن أحداً تسلّط ومَلك سواءٌ مُلْكية، أو رئاسة أو غير ذلك، خلاص تجب طاعته، لأن الحكمة هو ألا تكون المسألة فوضى، يعني هذا الرجل الذي ما بايع ولا اعترف بالبيعة معناه يفعل ما يشاء : يسرق الأموال، يقتل الناس يسكر يزني يفعل ما شاء، وهذه خطيرة جداً. هذا بحث مهم جدا.
هل من طاعة ولي الأمر مدحه والثناء عليه وعمل الزينات.؟
السائل : هل مدح ولي الأمر، الثناء عليه، وعمل الزينات له : هل هذا من الطاعة؟ الشيخ : لا، ليس من الطاعة، الطاعة أن يأمر تخالف، هذه هي المخالفة. أما مسألة المباهاة فهذه اعتادها الناس الآن وليس لها أصل، ولا شك أن في هذا إضاعة وقت، وإضاعة مال، والنفوس يكون فيها ارتفاع وشيء من الكبرياء، لكن المشكلة سَرَت الآن، ولا يجد الرؤساء والملوك الهيبةَ إلا بهذا الطريق، وقصة اليهودي مشهورة التي ذكروها عن معاوية رضي الله عنه، احتاج بيت المال في الشام إلى زيادة، وصادف أن الزيادة هذه تمر ببيت اليهودي، فطلب منه معاوية أن يبيعه قال لا أبيعه، فأمر من يقوّمه فقوّم وضاعف له القيمة ثم هدمه وأضافه إلى بيت المال عرفت، فركب اليهودي إلى عمر رضي الله عنه في المدينة فجعل يسأل عنه قالوا لعله في المسجد، دخل المسجد ووجد رجلاً نائماً على الحصباء ويرتدي ثياباً مرقّعة ،وليس حوله حارس ولا شيء، فأشكل عليه فسأل قال أين أمير المؤمنين؟ قالوا هذا أمير المؤمنين فلما استيقظ، فقص عليه القصة، فقيل لي إنه أخذ عظماً من العظام وكتب فيه : ليس كسرى بأعدل منا وأعطاه اليهودي، مشى اليهودي إلى الشام وأعطىاه معاوية هذا العظم ، فوضعه معاوية على رأسه، وقال : إن شئت بنينا لك بيتك كما كان أو أحسن، وإن شئت فالأمر على ما كان، قال لا، بل بيتي لكم، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله الله أكبر عرف العدل. الشاهد أن معاوية رضي الله عنه في الشام في بلد يقدّسون الولاة، وعنده حوله حراس، وجنود، فاتخذ هذا الأمر لتبقى هيبته عند هؤلاء الذين اعتادوا على هذا النمط ، وعمر رضي الله عنه في المسجد قد توسّد الحصباء رضي الله عنه، المهم أن الآن مشكلة العرف الآن لا بد من هذا ، والنفوس مجبولة على المباهاة.