السائل : هذه الصفات لولاة الأمر مُتّفق عليها، لكن المُختَلف فيه الآن لا سيما بين الشباب وطلاب العلم، هل هذه الصفات متحقّقة في الأمر الآن؟ الشيخ : هذه تختلف الولاة الآن كما تعرف ليس والي واحد على المسلمين، فيه ناس ظلمة يظلمون الناس ويأخذون الأموال بغير حق ويضربون الناس بغير حق فهذا الذي ينطبق عليهموفيه ناس دون هذا إي نعم العموم ... حتى وإن كان ولاة الأمر على معصية، فإنهم يطاعون ما لم يأمروا بمعصية الله. السائل : ... . الشيخ : فمهنا هذه حكم هذه. نعم يصح ما فيه شك مو ولاية لكنه لم يستحقها شرعا. السائل : تبين لنا يا من درس مسلم أهمية هذا الباب، وحاجة الناس الماسة لهذه الأمور التي هي من أهم أمور الدين، ولا شك أن في عصرنا الحالي كثُر الخلط فيها، والمؤلفات الموجودة الحالية العصرية، لا تفي بالغرض المراد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... . الشيخ : قُلْ وعلى آله لأن الحديث : اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، وحتى تخرج من مشابهة الرافضة، الآن يقولون : اللهم صل على محمد وآله. السائل : فالحاجة ماسة في خروج كتاب يهتم بهذا الباب اهتمام جلي، يبين أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع ربطه بالمستجدّات العصرية الراهنة، والإشكالات التي وردت من الشباب في هذه الدروس، فكل الموجود حسب علمي وعلم الإخوان يشاركوني في الرأي لا يجد هذا الغرض ومن قام به ممن هم أهل لم يوفوا بالمقصود وإلا فهناك من قام بهذا العمل وخلّط فيه تخليطاً كبيراً! فكان رجائي أن تقوم حفظك الله أن تسد هذه الخلّة، وأنتم حفظكم الله لكم الكلمة المسموعة، والقلم الموفّق والطريق المسدد بارك الله فيكموفي عملكم، وهذا الرجاء يا شيخ كتبته في ساعة استجابة، ودعوت الله أن يشرح صدركم لهذا. الشيخ : على كل حال ما تقولون في هذا الاقتراح؟ جيد؟ نسأل الله العون والحقيقة كما قلت : أن الناس عندهم تخليط كثير في مسألة التكفير ومن يُكَفّر ومن لا يُكَفَّر، ثانياً : ينبني على هذا التخليط في الثورة على ولي الأمر سواء كان رئيس أو ملك أو شيء آخر، وهذا اقتراح جيد إن شاء الله نسأل الله أن يُعين بارك الله فيك.
حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
القارئ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ : ( سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ : اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ). الشيخ : في هذا الحديث إشكال نحوي، وإلا معناه مر معنى، لكن ما هو الإشكال النحوي الذي فيه؟ حذف نون الرفع بدون ناصب ولا جازم، وقد ذكر علماء النحو أنه يجوز أن تُحذف نون الأفعال الخمسة بدون ناصب ولا جازم، تخفيفاً، ومثّلوا ذلك بحديث : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تُؤمنوا )، لا تدخلوا الجنة، والأصل : لا تدخلون الجنة، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، فهذا من جنسها، إذن القاعدة : يجوز حذف نون الأفعال الخمسة تخفيفاً بدون ناصب ولا جازم، ويجب حذفها مع الناصب والجازم. طيب، يرد على القاعدة الثانية إشكال ورد في ويقول الله تبارك وتعالى في آخر سورة الذاريات : (( فإن للذين ظلموا ذَنوباً مثْل ذَنوب أصحابهم فلا يستعجلون، فويلٌ للذين كفروا من يومهم الذي كانوا يوعدون )) فهنا : النون مع النهي، والنهي يقتضي حذف النون، النون هذه للوقاية وهي مكسورة، فإذا وصلتَ فقل : (( فلا يسْتعْجلْون فويل ))، لأن النون هذه ليس نون الإعراب بل هي نون الوقاية.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن سماك بهذا الإسناد مثله وقال فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
حدثني محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك
الشيخ : هذا الحديث كما سمعتم ، حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، صاحب السر في أسماء المنافقين الذين سماهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم له. يقول : ( كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ ) حتى يفعلوه ويقوموا به ، لكن كان رضي الله عنه يسأله عن الشر لئلا أن يقع فيه، والخير عنده علم منه ويفعله، لكن أنه لا يعرف الشر، والإنسان مأمور بفعل الخير واجتناب الشر، إذن فكما أنه مأمور بالعلم بالخير، فإنه مأمور بالعلم بالشر لئلا يقع فيه. يقول رضي الله عنه : ( إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ ) : الخير الذي جاء الله به هو الإسلام فإنه خير كلّه، لا فيما يتعلق بالعباد، ولا الأخلاق، ولا المعاملة، كلها خير، ( فهل بعد هذا الخير شر؟ قال نعم، قال : وهل بعد هذا الشر خير؟ قال : نعم، وفيه دَخَن ). ليس كالخير الأول، الخير الذي في القرن الأول بل في القرون الثلاثة كله خير محض، ثم يأتي بعد ذلك شر، ثم يأتي بعده خير لكن فيه دخن، وإذا تتبعت التاريخ وجدت أن هذه المراتب التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وقعت كلها. ( قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ : قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ) : وهذا أيضاً وقع، فقد كان في بعض القرون التعصب الشديد للمذاهب والأشخاص، حتى كان يهجر بعضُهم بعضاً، ويصل في بعض الأحيان إلى حد الضرب كما ذكره أهل العلم، وتجد هؤلاء المتعصّبين تجدهم يلوذون بأحد الخلفاء، من أجل أن يحققوا مآربهم، وتكون لهم الهيمنة لمذهبهم، وقد ذكر صاحب الفروع رحمه الله من ذلك أشياء، وهو التعصّب الكامل حتى إن بعضَهم يُنابذُ بعضاً، ويصارحهم في المنابذة فمثلاً في ليلة الثلاثين من شعبان إذا كان هناك غيمٌ أو قتر من أهل العلم من قال : يجب أن يُصام يوم الثلاثين، لاحتمال أن يكون الهلال قد اختفى من الغيم أو القتَر، ومنهم من يقول : لا نصوم، لأن الأصل بقاء شعبان، وإذا رجعنا إلى الدليل الأثري وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) فلا نصوم، فكان بعضهم على غير المعتاد يمشي في الأسواق ومعه شيء يأكله من أجل أن يُراغم الآخرين، ومن المعلوم أن مثل هذا يوجب العداوة، لأنها مراغمةٌ في دين، والدين أكبر شيء عند المسلم. فهذا هو الدّخَن : أنهم يهتدون بغير هدي الرسول صلى الله عليه وسلم تعصّباً لمذاهبهم، ويهدون الناس بغير هدي الرسول صلى الله عليه وسلم. ( فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ) : وهذا شر، دعاة يدعون إلى أبواب جهنّم بمعنى أنهم ينظرون إلى كل طريق يوصل إلى النار فيفتحونه للناس والعياذ بالله، سواء في العقيدة، أو في الأخلاق ،او في الشريعة، دعاة إلى أبواب جهنم. هؤلاء الدعاة ينقسمون إلى قسمين : قسم التبس عليهم الحق بالباطل، وقسم آخر معاندون ، يعمون الحق ولكنهم يصرون على خلافه. كل هؤلاء دعاة إلى أبواب جهنم، لأن الذي اشتبه عليه الحق يجب أن يبحث حتى يتبين، والآخر معاند أمره واضح. ( فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ : نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ) : إذن هم عرب أو ليسوا بعرب؟ عرب في اللون وعرب في اللسان، ومع ذلك هم من دعاة جهنم والعياذ بالله ويتكلمون بألسنتنا ( فقلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ : تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ) وهذا إشارة إلى أن هؤلاء القوم بُغاة أو خوارج، وأن هناك جماعة وهي الأم للمسلمين، فليلزم الإنسان جماعة المسلمين، وإمامهم. ( َقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ : فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ) يعني لا تكن مع هؤلاء وهؤلاء. ( وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ ) . في هذا الحديث من الفوائد : سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم: حيث اتّسع لهذه المحاورة مع حذيفة ابن اليمان. ومن فوائده أيضاً : الآية البينة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث أخبر بما طابق الواقعَ تماماً . ومن فوائد هذا الحديث : ذكاء حذيفة رضي الله عنه وعقله ، حيث سأل عن الشر لئلا يقع فيه، وعلى هذا فإذا قلت : ما هي أركان الصلاة؟ فهذا سؤال عن الخير، وإذا قلت ما مبطلات الصلاة؟ فهذا سؤال عن الشر، لأن المبطلات تُفسد العبادة، والأركان تصحّحها فهي خير.
كيف قال حذيفة:( فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ) مع أنه ثبت حديث:( لا تزال طائفة من أمتي ) .؟
السائل : كيف نوفّق بين حديث حذيفة رضي الله عنه : ( فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ) مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي )؟ الشيخ : لا يلزم من كونهم ظاهرين على الحق أن يكون لهم إمام قد تكون طائفة منحازة في مكان ما وتكون قائمة بالحق، ونفي الإمام يشمل شيئين : الأول : عدم الإمام، والثاني : أن يكون لهما إمامان مُتكافئان، فهؤلاء ليس لهم إمام، ما دام هناك إمامان متكافئان فالحقيقة لا إمام، لأن الإنسان من يطيع؟ فلا إمام.
السائل : هل يجب قتال الرعية مع إمامهم البغاة وجوبا أم على أنه على سبيل الجواز فقط ؟ الشيخ : لا يجب أن يقاتل البغاة مع الإمام يعني يجب على الرعية أن تقاتل مع الإمام، لكن بعد استنفاذ الصبر، بعد أن يسألوا ما عندكم، لا بد أن يُسألوا. السائل : لا يقاتلون قبل هذا ؟ الشيخ : لا بد أن يسألوا.
ما حكم من حمل الحديث ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) على أنهم العلمانيين.؟
السائل : هل يمكن حمل هذا الحديث : ( دُعاة على أبواب جهنم من أجابوه إليها قذفوه فيها ) على العلمانيين؟ الشيخ : العَلمانيين الصواب -بالفتح - لكن كيف حملوه على العلمانيين الذي نرى أنه عام لهم ولغيرهم، حتى الجهمية والمعتزلة من هذا النوع.
السائل : هل البغي يكون بالقتال والكلام؟ الشيخ : لا المعصية ما تُعتبر من الخروج، لكن القدح فيه يعتبر خروجاً، ولهذا ذكر بعض العلماء أن أول الخارجين هم الذين قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام : ( اعدل فإنك لم تعدل )، فالقدح في الإمام نوع من الخروج عليه، وفعلاً هو خروج في الواقع، يعني : إظهار لقبائحه، ويوجب لقلوب الناس أن تكره هذا الإمام، ومعلوم أن، أول الحرب ينشأ من مثل هذا، كلام ثم يتوقّد ويتوقد، ثم يكون الخروج بالسيف ، ولو كان حتى لو كان الإمام متّصفاً بهذا، اصبر واحتسب.
هل الشريعة هي السياسة وهل يجوز التحزب الإسلامي في بلاد علمانية .؟
السائل : تقدم بأن الشريعة هي السياسة فهل ترى يا شيخ في البلاد التي فتحت المجال للتحزب والترشح والانتخاب التحزب على أساس ديني خاصة إذا كان النظام علماني يعني الإسلام غريب في البرلمان لا أحد يطرح أي مشروع إسلامي بل كل الأصوات تندد ... ؟ الشيخ : أنا أرى أن السياسة تقتضي المشاركة، حتى في هذا الحال، لكن بشرط أن يكون المشارك أهلاً للجدال، وبيان الحق، لأن بقاء المكان أو الجو خالياً ليس بطيب. السائل : نقول يا شيخ أنه من فروض الكفاية ؟ الشيخ : إي نعم أنا أرى أنه واجب يتعين على القادر أن يدخل في البرلمان وأن ينتخب.
من يرسل إلى البغاة ليبين لهم الحجج هل يشترط أن يرضوا به أو لا.؟
السائل : من يُرسل للبغاة ليبين لهم الحجج هل يشترط أن يرضوا به أم لا؟ الشيخ : على كل حال : إما أن يطلبوا شخصاً معيّناً وإما أن ينتخب الإمام من يرى فيه الكفاية فيُرسله. لكن إذا طلبوا معيَّن لصار يتعين أن يُرسل ما طلبوه، إلا إذا علمنا أن طلبهم إياه خداع، وخيانة ، لأنهم يعرفون أن هذا الرجل ليس عنده قوة حُجة فيطلبونه، فحينئذ له أن يمنع ولكن كيف يمنع هل يقول لن أرسله لكم أو يقول لهذا الرجل المعين من قبَلهم: يا فلان هم طلبوك ولكن امتنع من أجل أن أقول إن الرجل امتنع، هذا أحسن يقول امتنع لئلا يبقى لهم حجة.
قوله :( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) ألا يعارض حديث :( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) .؟
السائل : قوله : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يُدركك الموت وأنت على ذلك )، ألا يعرض حديث : ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )؟ الشيخ : حديث حذيفة ليس فيه إمام فلا يموت ميْةً جاهلية بل يموت ميتة شرعية، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمرهم أن يعتزل تلك الفرق، ولو أن يعضُّ بأصل شجرة. السائل : الإمام ليس مقصودا الإمام الشرعي ؟ الشيخ : بلى. السائل : إذا تسلط على المسلمين في بلاد حاكم كافر فلا يلزم ... . الشيخ : ذكرنا فيما سبق أن من تولى على الناس بالسلطة والقوة فهو مطاع ولو كان كافرا ولكن يجب يعني أن يتربص به الدوائر حتى يزال هو لا بد تسلط الرجل في بعض البلاد الإسلامية مثل نيجيريا وغيرها قد يتولى عليهم كافر بالقوة أو بالانتخابات ما يمكن أن يخرج عن طاعته إلا إذا أمره بمعصية . السائل : ... . الشيخ : البيعة السابقة إذا تمت البيعة وجبت الطاعة . إذا تمت البيعة لزمهم أن يسمعوا ويطيعوا كيف يكون بدون بيعة هو إذا تسلط سوف ينضم إليه أهل الحل والعقد وهذا البيعة.
وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي حدثنا يحيى بن حسان ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى وهو بن حسان حدثنا معاوية يعني بن سلام حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم قلت هل وراء ذلك الشر خير قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال نعم قلت كيف قال يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع
القارئ : وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللهُ بِخَيْرٍ، فَنَحْنُ فِيهِ، فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ : نَعَمْ، قُلْتُ : هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ : نَعَمْ، قُلْتُ : فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ : نَعَمْ، قُلْتُ : كَيْفَ؟ قَالَ : يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ : تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ). الشيخ : قوله : ( يكون أئمة ) لو قال قائل كيف يكونوا أئمة وهم لا يهتدون بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يستنّون بسنّته قُلنا : الإمام هنا هو المتبوع في خير أو شر، كما قال الله تبارك وتعالى : (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) وهؤلاء أئمة الخير، وقال تعالى : (( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون )) وهؤلاء أئمة الشر، فالأئمة جمع إمام وهو المقتَدى به والمتبوع في الخير أو في الشر. هؤلاء أئمة يعني لهم أتباع يتبعونهم على ما هم عليه ، لكنهم لا يهتدون بهدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا يستنّون بسنّته. ولعله عليه الصلاة والسلام يشير إلى الخوارج، لأن الخوارج هكذا شأنهم، أئمة ولكنهم لا يهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يستنون بسنته، وإنما هو ثوار يثورون على الناس بأقل الذنوب، وهم يستبيحون أعظم الحرمات، ولهذا قال العلماء في وصفهم : إنهم يقاتلون الأبرار، ويهادنون الكفار، لأنهم يقاتلون المسلمين، سيوفهم حُمرٌ من دمائهم، ولكنهم لا يقاتلون الكفار. وفي هذا الحديث دليل على وجوب السمع والطاعة للإمام، وإن ضُرب الظهر، وأُخذَ المال، حتى لو ضرب ظهرك اسمع وأطع ، وإذا أخذ مالك اسمع وأطع، وإذا كان ظالماً فالحساب يوم القيامة، وإن كان بحق فهو بحق، له أن يضرب الظهر ويأخذ المال، ولهذا كان الراجح أنه يجوز التعزير بالمال، بمعنى أن نُظَمّن العاصي مالاً على معصيته، كما جاء ذلك في تحريق رحل الغال، وفي إضعاف القيمة على كاتم الضالة.
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير يعني بن حازم حدثنا غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رياح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه
وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن غيلان بن جرير عن زياد بن رياح القيسي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو حديث جرير وقال لا يتحاشى من مؤمنها
وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير عن زياد بن رياح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة فليس من أمتي ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاش من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني
وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير بهذا الإسناد أما بن المثنى فلم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث وأما بن بشار فقال في روايته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو حديثهم
حدثنا حسن بن الربيع حدثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان عن أبي رجاء عن بن عباس يرويه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية
وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبد الوارث حدثنا الجعد حدثنا أبو رجاء العطاردي عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية
حدثنا هريم بن عبد الأعلى قال سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز عن جندب بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية
حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا عاصم وهو بن محمد بن زيد عن زيد بن محمد عن نافع قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية
القارئ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ : ( جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ : اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ : إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ). الشيخ : هذا فيه دليل على وجوب البيعة للإمام، وأن من مات ليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية، حتى لو كان الإمام ذا معاصي، حتى لو سُلّط وهو يعمل الفواحش والكبائر فإن الواجب أن يكون في عنقك بيعة له، لأنك لو لم تفعل لمتَّ ميتة جاهلية، لكن في عصرنا الآن من الإمام؟ ليس هناك إمام عام ، وعلى هذا فكل قطعة من الأرض عليها أمير قد بويع له في هذه القطعة فهو إمام، فمثلاً الذين من غير السعودية، في أعناقهم بيعة لأئمة بلدهم، لأنه من أهل هذا البلد وعليه السمع والطاعة لمن ولّاه الله الأمر.
وحدثنا بن نمير حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا ليث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن عبد الله بن وعثمان عن نافع عن بن عمر أنه أتى بن مطيع فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
حدثنا عمرو بن علي حدثنا بن مهدي ح وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا بشر بن عمر قالا جميعا حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث نافع عن بن عمر
هل يدخل في التعزير الغراما ت التي تكون لمن قطع الإشارات.؟
السائل : التعزير بأخذ المال يدخل في التعزير الغرامات التي تضعها بعض الحكومات عقوبة على بعض المخالفات كقطع الإشارات وأنظمة المرور وغيرها ؟ الشيخ : نعم يدخل في هذا وهو واضح لأن بعض الناس يتأدب بأخذ المال أكثر مما يتأدب بالضرب، وبعض الناس بالعكس، وبعض الناس قد يؤدب بالتوبيخ أمام الجماهير، ولهذا التعزير لا يختص بنوع معيّن من التأديب، أي شيء يحصل به التأديب والرّدع فهو مشروع.
ما معنى قوله :( ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة فليس من أمتي) .؟
السائل : ما معنى قوله : ( ومن قتل تحت راية عمّية ) ؟ الشيخ : تحت راية عمّية: أي ليس لها أصل، ولكن عصبية فقط، كما يوجد في بعض القبائل الآن في جهات إفريقيا وغيرها فإنها عمّيّة عصبية ليس لها أصل
حدثني أبو بكر بن نافع ومحمد بن بشار قال بن نافع حدثنا غندر وقال بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن زياد بن علاقة قال سمعت عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان
القارئ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ نَافِعٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ،، وقَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ : سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : ( إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ ). الشيخ : هذا يدل على وجوب إعانة السلطان على البُغاة، الذين يخرجون على الإمام، فإنه يجب على الرعية أن يساعدوا الإمام في قتالهم، والخوارج من باب أولى أنه يجب على الرعية أن يساعدوا الإمام في قتالهم، لأنهم يريدون إفساد الأمة، حتى لو قالوا : إننا نريد الإصلاح فإنهم مُفْسدون في الواقع.
وحدثنا أحمد بن خراش حدثنا حبان حدثنا أبو عوانة ح وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المصعب بن المقدام الخثعمي حدثنا إسرائيل ح وحدثني حجاج حدثنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد حدثنا عبد الله بن المختار ورجل سماه كلهم عن زياد بن علاقة عن عرفجة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أن في حديثهم جميعا فاقتلوه
وحدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا يونس بن أبي يعفور عن أبيه عن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه
وحدثني وهب بن بقية الواسطي حدثنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
القارئ : وحَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ، فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا ). الشيخ : لأن الثاني يُعتبر خارجاً ، فإنه لما بويع للأول استقرت الخلافة له، وصار هو السلطان فيمن بايعهم، فإذا جاء الثاني ليُبايع فإنه خارجٌ يُضربُ عنقُه.
حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا
القارئ : حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال َ: ( سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ. قَالُوا : أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ : لَا، مَا صَلَّوْا ). الشيخ : قسّم النبي صلى الله عليه وسلم الأمراء الذين نعرف منهم ونُنْكر بالنسبة لرعيّتهم، قسم الرعية وليس الأمراء، قسمه إلى ثلاثة أقسام : أولاً : من عَرَف ولم يتابعهم فهذا قد برئ مما هم عليه من المنكر ولكن يحتمل أن يسْلَم ويَحتملُ ألا يسْلَم، ومن أنكر فهو سالم، وأما من رضي وتابَع فإنه مثْله، ثم سألوه : هل نقاتلهم؟ قال لا، ما صلّوا، أي : أنهم ما داموا يُصلّون لا تُقاتلوهم، وإذا جمعت هذا الحديث إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إلا أن تَرَو منهم كُفْراً بَوَاحاً عندكم من الله فيه برهان ) تبين لك أن تارك الصلاة كافر، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منع من مقاتلة هؤلاء الظّلمة ما داموا يُصلون، فعُلم من ذلك أنهم إذا لم يُصلّوا يُقاتلون، وعُلم من الحديث الآخر اننا لا نُقاتلهم إلا أن نرى كُفراً بواحاً عندنا من الله فيه برهان. فيضاف هذا الحديث إلى أدلة قول من يقول بكُفر تارك الصلاة، كما هو الحق بدلالة الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة على ذلك، إعراب ما صلّوا : ما ظرفية مصْدرية والتقدير : مدّة صلاتهم، يعني : ما دام يُصلّون فلا تُقاتلونهم، حتى وإن فَعلوا ما يفعلون من المعاصي.