الشيخ : لكان، لكان في الآية إشارة إلى سببين لحدث واحد ومعلوم أننا إذا قلنا إن فيها إشارة إلى سببين لحدثين كان ذلك أبلغ لا سيما وأن الله ذكر في الآية الطهارتين وهما الطهارة الصغرى والكبرى فيكون في هذا إشارة إلى سببي الطهارتين وهما الحدث الأصغر والحدث الأكبر طيب قال الله تعالى : (( فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )) سبق لنا أن سألنا هل طهارة التيمم يتساوى فيه الحدثان الأصغر والأكبر ؟ فقلتم نعم لأن الله تعالى ذكرها بعد أن ذكر الطهارتين قال : (( فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )) طيب اليد تمسح إلى المرفق ؟ لا، لا تمسح إلى المرفق لماذا ؟ لأن الله لم يقيدها إلى المرفق وقيدها في الوضوء إلى المرافق واليد عند الإطلاق إنما تكون للكف فقط بدليل قوله تعالى : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )) ولا تقطع يد السارق إلا من الكف .
لو قال لك قائل : إنه ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه تيمم فمسح ذراعيه إلى المرفقين هذا واحد دليل أثري وأن التيمم طهارة تتعلق باليدين فوجب أن تكون إلى المرفقين كطهارة الوضوء وهذا دليل عقلي ولا أثري ها ؟ عقلي لأنه قياس والاستدلال بالقياس من باب الاستدلال بالعقل لو قال لك قائل هذا القول وأنه يجب في التيمم أن يصل إلى المرفقين ماذا تقول ؟ أقول : أما الحديث فضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما القياس ففاسد وجه فساده أن القياس تعريفه : " إلحاق فرع بأصل في حكم لعلة جامعة " أعيده ولا تعيدونه أنتم " إلحاق فرع بأصل في حكم لعلة جامعة " تعيده نعم لا يعيده الأخ ؟
الطالب : ... .
الشيخ : صح استرح الفرع ما هو ؟ ما هو الفرع ؟ المقيس والأصل المقيس عليه والحكم حلال حرام واجب نعم والعلة الجامعة المعنى الذي يجمع بين المقيس والمقيس عليه .
هنا قال القائس : هذه طهارة تتعلق باليدين فوجب أن تكون إلى المرفقين كطهارة الوضوء شفت القياس الآن كيف إجراء القياس يقول طهارة تتعلق باليدين صح ولا لا الأصل والفرع متساويان هنا ؟ لا متساويان في كونهما يتعلقان باليدين إي نعم متساويين كل منهما يتعلق باليد طيب فوجب أن يكون إلى المرفقين نقول إن قولك طهارة تتعلق باليدين صحيح لكن تعلق الطهارة باليدين في الوضوء ليست كتعلقها باليدين في التيمم لماذا ؟ لأنه في الوضوء إذا كان الإنسان عليه جنابة يغسل الجسم كله وفي الوضوء يطهر أربعة أعضاء فقط في التيمم لا يطهر إلا عضوين في الطهارة الصغرى والكبرى، إذا اختلف الحكم .
ثاينا : الطهارة في الوضوء غسل ومسح وهذه مسح ولا يمكن إلحاق المسح بالغسل على كل حال التيمم يستوي فيه الحدث الأصغر والأكبر ولكن التيمم يقوم مقام الطهارة بالماء في جميع الأحوال حتى يجد الماء لو تيمم الإنسان لصلاة الفجر وبقي على طهارته إلى العشاء يلزمه أن يعيد التيمم كل وقت ؟ لا يلزمه طيب لقوله تعالى : (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( جعلت الأرض لي مسجدا وطهورا ) والطهور ما يتطهر به .

الشيخ : إذا فالتيمم مطهر لكن إذا وجد الماء بطل التيمم ووجب عليه استعمال الماء لما سبق من الحدث بالنص وشيخ الإسلام حكاه أيضا إجماعا انتبه فلو تيممت لجنابة لعدم الماء ثم قدرت عليه بعد ذلك وجب عليك أن تغتسل كما في حديث عمران بن حصين الذي رواه البخاري مطولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى رجلا معتزلا لم يصل في القوم قال : ( ما منعك ؟ قال يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء فقال : عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) ثم وجد الماء واستقى الناس منه وفضل منه بقية فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أمره أن يتيمم من جنابته قال : ( خذ هذا فأفرغه على نفسك ) فأخذه وأفرغه على نفسه وهذا دليل واضح على أن الإنسان إذا تيمم عن الجنابة لعدم الماء ثم وجد الماء وجب عليه أن يغتسل وكذلك لو تيمم لمرض ثم شفي من مرضه وجب عليه أن يغتسل عن الجنابة الأولى طيب .

الشيخ : قال الله تعالى : (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )) الحمد لله ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج أي من مشقة في الدين كله كل الدين ما في مشقة لو تأملت أوامر الشرع وجدتها سهلة ولننظر إلى العبادات اليومية فالصلاة عبادة ها يومية كم تستغرق منك في طهارتها وفي أدائها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : كل الخمسة ربع ساعة ما لك صلاة إذا كان كل الخمسة ربع ساعة طيب الوضوء خمس دقائق بالكثير الصلاة الرباعية عشر دقائق الثلاثية الانتظار نافلة الرسول يقول : ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة ) الثلاثية ثمان دقائق الثنائية خمس دقائق إلا إذا قرأ الإنسان فيها ما يستحب صلاة الفجر كانت ركعتين لأنها تطول فيها القراءة هذا السبب إذا كان تطول فيها القراءة يمكن تساوي الثلاثية أو الرباعية قلنا الآن ربع ساعة في الوضوء
الطالب : ... .
الشيخ : خلها خمسة في الوضوء وعشرة في الصلاة كل صلاة ليكون أجوادا كل صلاة ربع ساعة خمسة في ربع واحد وربع يعني ساعة وربع من وقتك للصلوات الخمس بطهارتها ساعة وربع من أربع وعشرين ساعة يعني نصف الثمن هذا ليس بشيء هذا مشقة ولا سهل ؟ سهل نجد الواحد من الناس إذا أمسك بيد صاحبه أو صديقه يبقى يتحدث معه يمكن ساعة ساعتين وهما واقفان وربما تكون أشعة الشمس على رؤوسهما أو واقفان في السوق وهو برد ولا يهتم لكن الصلاة أهون من هذا والحمد لله ثم مع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطيع فعلى جنب ) إذا ما في مشقة الوضوء إذا لم تجدوا ماء فتيمموا فليس في الدين من حرج ولله الحمد كله سهل حتى الإنسان لو كان مريضا وكان يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فله أن يجمع بين الظهر والعصر تقديما وبين المغرب والعشاء أو تأخيرا فيهما كل هذا من تيسير الله ومع هذا فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة اللهم لك الحمد .

الشيخ : نضرب مثلا بالسلام السلام فإذا لقيت أخاك فسلم عليه وهو من حقوقه عليك إذا قلت السلام عليك كم تحصل عشر حسنات تحصلها إذا قلت السلام عليك إذا ما رد فالإثم عليه ولك الأجر ولكن مع الأسف أننا نرى الناس الآن يمرون زرافات ووحدانا لا يسلم بعضهم على بعض كأنهم ليسوا من الأمة الإسلامية كأنهم لم يعلموا قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه ) سلم يا أخي إذا سلمت تحصل فوائد ولنعد الفوائد في السلام :
الفائدة الأولى : الثواب كم ؟ عشر حسنات .
الفائدة الثانية : أنها سبب للمحبة والإلفة وما رأيكم إذا كان الشعب يحب بعضه بعضا كل واحد يحب لأخيه ما يحب لنفسه يتم بذلك الإيمان نعم .
ثالثا : سبب لدخول الجنة التي هي الغاية غاية كل إنسان ومنى كل إنسان أن يكون من أهل الجنة وأسأل الله لي ولكم أن نكون من أهل الجنة آمين آمين دليل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) كم هذه من فائدة ثلاثة .
رابعا : تمام الإيمان لقول رسول الله : ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) وكل إنسان يحب أن يكمل إيمانه ويزداد إيمانه وهذا من الطرق والسبل التي تزيد في إيمانك إذا لماذا لا أسلم ؟ وفيه هذه الفوائد العظيمة وفي تركها عكس ذلك خسارة هذه الفوائد والإثم لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) شوف خيرهما الذي يبدأ بالسلام والنبي عليه الصلاة والسلام وهو أشرف الخلق وأحق الخلق حقا على الخلق كان يبدأ من لقيه بالسلام يسلم على الصبيان إذا مر عليهم نحن نمر على الشيوخ ما نسلم عليهم هذا خلاف هدي الرسول عليه الصلاة والسلام وفيه فوات هذه الأجور العظيمة .
طيب إذا قال الإنسان وقد مر بأخيه مرحبا قال الثاني مرحبا هذا سلام ولا غير سلام ؟ غير سلام هذا ليس بسلام هذا تحية وليس بسلام نعم .
طيب فإذا قال السلام عليك قال الآخر أهلا ومرحبا ومسهلا بالأخ الصديق الحميم الطيب إلى آخره وقام يكله من هذا المدح هل أتى بالواجب في رد السلام ؟ هل أتى بالواجب في رد السلام ؟ لا لأن الأول قال السلام عليك وهذا قام يرحب ويهلي ولم يقل عليك السلام .
قال بعض العلماء : إنها واجبة ولكن الصحيح أنها سنة وليست واجبة ونقول مثلما يقول إذا قال الله أكبر نقول الله أكبر استرح لا ما يخالف طيب إن شاء الله ... .
الطالب : ... .
الشيخ : إن شاء الله طيب أقول : نقول مثل ما يقول إذا قال الله أكبر نقول إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة نقول لا حول ولا قوة إلا بالله حي على الفلاح لا حول ولا قوة إلا بالله لماذا ؟ لأنه يقول حي يعني أقبلوا تعالوا وتقول لا حول ولا قوة إلا بالله استعانة بالله عز جل لأن هذه الكلمة معناه الاستعانة بالله عز وجل طيب إذا قال في أذان الصبح الصلاة خير من النوم نقول الصلاة خير من النوم وقال بعض العلماء نقول : صدقت وبررت ولكن هذا القول ضعيف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قولوا مثل ما يقول ) ولم يستثن من ذلك إلا حي على الصلاة حي على الفلاح وعلى هذا فإذا قال الصلاة خير من النوم نقول صدقت وبررت أخطأت طيب إذا نقول الصلاة خير من النوم فإذا قال قائل إذا قال المؤذن الصلاة خير من النوم هو موبصادق ؟ صادق ونقول إذا قال الله أكبر هل هو صادق إذا قل إذا قال الله أكبر صدقت وبررت .

الشيخ : إذا نقول إذا قال الصلاة خير من النوم قل الصلاة خير من النوم ولكن سلوا هل يقول الصلاة خير من النوم في الأذان الذي قبل الفجر أو في الأذان الذي بعد الفجر ؟ نقول في الأذان الذي بعد الفجر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال : ( إذا أذنت الأذان الأول لصلاة الصبح فقل الصلاة خير من النوم ) إذا أذنت الأذان الأول لصلاة الصبح .
الطالب : ... .
الشيخ : لا الرسول يقول الأول لصلاة الصبح فقل الصلاة خير من النوم واضح طيب الأذان الأول هو الأذان الذي بعد طلوع الفجر والأذان الثاني بالنسبة له هي الإقامة ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( بين كل أذانين صلاة ) وفي صحيح البخاري أن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه زاد الأذان الثالث في الجمعة فيه أذانان أول وثاني وثالث ويش هو الثالث ؟ الإقامة إذا فقول الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال الأذان الأول يعني الذي هو أول بالنسبة للإقامة انتبه يا أخ أما الأذان الذي قبل طلوع الفجر فليس أذانا للصبح لا أول ولا ثاني الذي قبل طلوع الفجر الدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) ومتى تحضر ؟ إذا دخل وقتها فالأذان قبل وقت الفجر ليس لصلاة الفجر والرسول يقول : ( إذا أذنت الأذان الأول لصلاة الفجر ) وهذا ليس لصلاة الفجر طيب إذا لأي شيء ؟ نقول بين الرسول صلى الله عليه وسلم لماذا يؤذن بلال قبل الفجر ما قال لصلاة الفجر قال : ( ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم ) إذا ليس لصلاة الفجر بل لأجل أن يقوم النائم من النوم ويرجع القائم من قيامه ليتسحر ولهذا قال : ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) قال بعض الإخوة : وافقناكم على هذا لكن أليس يقول الصلاة خير من النوم وخير تدل على أنها صلاة نافلة لا صلاة فريضة قلنا لماذا ؟ قال لأنه قال خير نقول كلمة خير تكون في الواجب وتكون في أوجب الواجبات قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم )) ذلكم الإيمان والجهاد وهل هذا واجب ولا غير واجب ؟ الإيمان واجب إذا تطلق تأتي كلمة خير حتى في الأمور الواجبة وقال تعالى في صلاة الجمعة : (( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم )) وترك البيع والشراء والسعي إلى الجمعة بعد نداء الجمعة واجب فإذا الخيرية تكون في الواجب ويكون المؤذن في صلاة الصبح بعد طلوع الصبح يقول الصلاة خير من النوم انتبهوا وبهذا تبين أن من قال إن قول الصلاة خير من النوم في أذان الفجر الذي بعد طلوع الفجر من قال إن ذلك بدعة فإنه لم يتأمل الدليل على ما ينبغي ولو تأمله لكان الأحق بالبدعة أن يقول ذلك في الأذان الذي قبل طلوع الفجر نعم بل إن بعض العلماء يقول لا أذان قبل طلوع الفجر إلا في رمضان وأما في غير رمضان فلا أذان قبل طلوع الفجر لكن العمل ماش على أنه يؤذن في آخر الليل لمن أراد أن يقوم ويتهجد بما شاء الله أن يتهجد به ولا بأس بذلك نعم.
إجابة المؤذن قلنا إنها سنة حتى في الأول لعموم قوله : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن ) طيب .

الشيخ : نرجع إلى الآية الكريمة لنكملها قال الله تعالى : (( ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم )) هل هذه الطهارة حسية ؟ أو حسية معنوية ؟ حسية معنوية أما كونها حسية فظاهر ولا سيما طهارة الماء وأما كونها معنوية فإن الوضوء يطهر الإنسان من الخطايا إذا غسل وجهه خرجت خطايا وجهه مع آخر قطرة من الماء وكذلك يقال في بقية الأعضاء ومن ثم يشرع للإنسان إذا فرغ من وضوئه أن يقول : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) ليطهر قلبه من الشرك وهذا تطهير معنوي ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من أسبغ الوضوء ثم قال ذلك فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيتها شاء ) ثم قال : (( لعلكم تشكرون )) لعل يا أخ قل أنت لا السؤال له لأن الظاهر أنه سرح عنا ويش السؤال ؟ أنت ما أنت بحاضر الظاهر ؟ استرح طيب من يفهم السؤال لعل ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب استرح تفيد هنا التعليل لعل هنا للتعليل وليست للترجي لأن الله سبحانه وتعالى لا يترجى شيئا إذ أنه قادر على كل شيء لكنها للتعليل أي لأجل أن تشكروا الله على هذه النعمة وهذا التيسير والشكر قال أهل العلم : " إنه القيام بطاعة المنعم إقرارا بالقلب واعترافا باللسان وطاعة بالجوارح " كم دول من واحد ؟
إقرارا بالقلب، واعترافا باللسان، وعملا بالجوارح، كم هذه ؟ ثلاثة يعني أن الشكر لا يكون باللسان فقط أن تقول الشكر لله بل هو باللسان والجوارح والقلب القلب أن تعترف بأن النعمة من الله وحده فهو المنعم عز وجل (( وما بكم من نعمة فمن الله )) وأما باللسان فأن تثني بها على الله عز وجل فتقول الحمد لله الذي رزقتني وعافاني وأطعمني وكساني وما أشبه ذلك وتتحدث بها عند الناس لتذكر نعمة الله لا لتفتخر بذلك على عباد الله قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) يعني لا أقول ذلك افتخارا ولكن تحدثا بنعمة الله .
الثالث : القيام بطاعة الله بأن تمتثل أوامره وتجتنب نواهيه أما أن تقول أشكر الله على هذه النعمة وأنت تبارز الله بالعصيان أين الشكر وقد قال الشاعر مبينا مواضع الشكر أو متعلقات الشكر :
" أفدتكم النعماء مني ثلاثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا "
" أفدتكم النعماء مني ثلاثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا "
أنشده لنا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طويل هو بيت واحد طيب .
الطالب : ... .
الشيخ : ثلاثة، ثلاثة مفعول أفاد .
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت يعني أن متعلق الشكر اليد واللسان والقلب الذي هو الضمير المحجب .
طيب ما شكر النعمة إذا أعطاك الله علما ؟ أن تعترف بأن ذلك من الله ولولا أن الله علمك ما علمت وأن تعلم الناس إلى آخره .
إن شاء الله بالأسئلة، والأسئلة التي تتعلق بموضع الدرس مقدمة على غيرها .
ثانيا : لا يقبل أي سؤال إلا عن طريق الكتابة إي نعم لا يقبل .

السائل : فضيلة الشيخ : المرأة تغسل لطفلها الغائط فهل عليها الوضوء ؟ تغسل لطفلها الغائط فهل عليها الوضوء ؟
الشيخ : نعم، ليس على المرأة وضوء إذا غسلت فرج طفلها من غائط ولا بول لأنه سبق أن قلنا إن الصحيح عدم وجوب الوضوء من مس الذكر إلا بشهوة .

السائل : فضيلة الشيخ : ما رأيك في شحوم الإبل وألبانها إذا أذيبت أي الشحوم وجعلت زيتا هل تنقض الوضوء أيضا ؟
الشيخ : نعم، القول الراجح أن جميع أجزاء البعير ناقض للوضوء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفصل قال : ( توضؤوا من لحوم الإبل ) واللحم عند الإطلاق يشمل جميع أعضاء الحيوان بدليل قوله تعالى : (( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير )) فإن قوله ولحم الخنزير يشمل جميع أجزائه فكذلك الإبل كل ما يؤكل منها من الشحم واللحم والكبد والقلب والرئة والكرش والأمعاء وغير ذلك فإنه ناقض للوضوء .
أولا : أنه لا دليل على إخراج شيء من أجزاء الإبل من هذا الحكم .
ثانيا : أنه لا يعهد في الشريعة الإسلامية حيوان يثبت لبعض أعضائه حكم وللبعض الآخر حكم مغاير بل حكم الجميع واحد .
ثالثا : أن جميع أجزاء البعير يتغذى بدم واحد وغذاء واحد وحينئذ تكون الحكمة عدم التفريق بين أعضائه وأجزائه .
رابعا : أن ذلك أحوط إذا توضأ من جميع الأجزاء .
خامسا : أنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام الأمر بالوضوء من ألبان الإبل وإن كان الوضوء من ألبان الإبل ليس بواجب ولكنه أفضل وأحسن لأن النص إنما ورد في اللحوم فقط والمراد به جميع الأجزاء نعم .

السائل : فضيلة الشيخ : هل يجوز التيمم بحائط الغرفة مع العلم أنه من الإسمنت وليس من التراب ؟
الشيخ : إي نعم، الحائط يجوز التيمم منه لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه توضأ من الحائط إلا إذا كان الحائط من البويا فإن البويا ليست من الأرض ولا من جنسها بل هي مستخرجة من البترول فلا يجزئ التيمم من الجدار الذي قد طلي بها اللهم إلا أن يكون عليها غبار فيصح التيمم من أجل الغبار الذي على هذا الجدار.

السائل : فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : اعلم يا شيخ أني أحبك في الله .
ثانيا : كم هي نواقض الوضوء على القول الراجح ؟ جزاكم الله خيرا .
الشيخ : أحبه الله الذي أحبنا فيه وجعلني وإياكم وإياه من أحباب الله .
أما نواقض الوضوء : فالخارج من السبيلين، والنوم، وإن شئت فقل زوال العقل أو تغطيته، والثالث لحم الإبل، هذا هو القول المختار وهناك أشياء فيها خلاف بين العلماء منها مس الذكر وقد ذكرنا أن الصحيح أنه غن مسه لشهوة انتقض وضوؤه وإلا فلا لكن يستحب وأما مس المرأة ولو بشهوة فليس بناقض وكذلك الخارج من غير السبيلين ليس بناقض ولو كثر وأما الموت فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي مات : ( اغسلوه بماء وسدر ) وقال في ابنته في النساء اللاتي يغسلنها : ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) وهذا ليس صريحا بأن الموت ناقض للوضوء بل هو صريح بأنه يجب تغسيل الميت كله ولكن يبدأ بمواضع الوضوء منه وأما الردة فهي محبطة للأعمال كلها فإذا ارتد الإنسان ثم هداه الله وعاد للإسلام فإنه لا بد أن يغتسل إما استحبابا وإما وجوبا وأما تغسيل الميت فليس فيه نص صحيح يوجب الوضوء ولكن إن توضأ من تغسيل الميت فهو أكمل .

السائل : فضيلة الشيخ : نرجو منكم شرح الكيفية الصحيحة للتيمم ؟
الشيخ : نعم، الكيفية الصحيحة للتيمم أن يضرب الإنسان بيديه التراب مرة واحدة أو الأرض أو ما يتيمم عليه ويمسح وجهه هكذا ويمسح كفيه هكذا بعضها ببعض وينتهي كل شيء ضربة واحدة نعم هذا الأفضل وإن ضرب مرة للوجه ومرة للكفين فلا بأس .
الطالب : الوجه الأول ؟
الشيخ : الوجه هو الأول نعم .

السائل : فضيلة الشيخ : أبي في المستشفى وأجريت له عملية أمس فكيف يتوضأ وكيف يصلي مع العلم أنه لا يستطيع أن يتوضأ وهل يقصر الصلاة الرباعية ؟
الشيخ : إذا كان لا يستطيع أن يتوضأ فإنه يتيمم لقوله تعالى : (( وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا )) وأما القصر فإن كان من أهل البلد فإنه لا يجوز له أن يقصر لأن القصر ليس له إلا سبب واحد وهو السفر، وإن كان من غير أهل البلد فله أن يقصر بل الأفضل أن يقصر .
أما الجمع فإذا كان يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فله أن يجمع سواء كان من أهل البلد أم من غير أهل البلد وإن كان لا يشق عليه فإن كان من أهل البلد لم يجز له أن يجمع وإن كان مسافرا جاز له الجمع .

السائل : فضيلة الشيخ : إذا كان مع الرجل ماء قليل لا يكفي لغسل الأعضاء ويكفي لمسحها فقط دون غسلها فهل يجوز هذا ؟
الشيخ : نعم، إذا كان مع الإنسان ماء قليل لا يمكن أن يغسل الأعضاء ويمكن أن يمسحها فإنه يتيمم لأن الله عز وجل فرض غسل الأعضاء لا مسحها فإذا كان لا يستطيع أن يقوم بالواجب فإنه يتيمم .

السائل : وإذا كان معه ماء قليل يكفي لوضوئه ولا يكفي لغسله ماذا يفعل به ؟
الشيخ : نعم يتوضأ لأن الوضوء يخفف الجنابة ويتيمم عن الجنابة فيتوضأ لتخفيف الجنابة ثم يتيمم لرفع الجنابة عن نفسه .

السائل : فضيلة الشيخ : هل الأذان واجب في الصلاة أم تجزئ الإقامة ؟
الشيخ : الأذان فرض كفاية لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) ولا بد من الأذان لكن إذا كان الإنسان في بلد فإنه لا يلزمه أن يؤذن ولو فاتته الصلاة ويكفيه أن يقيم .

السائل : فضيلة الشيخ : إني أعمل في أحد البنوك الربوية وسمعت من بعض المشايخ أن العمل في البنوك حرام أرجو من سماحتكم إفادتي ؟
الشيخ : نعم سبق لنا الجواب على مثل هذا السؤال وقلنا إن أي إنسان يكون معينا لغيره في معصية الله فإنه مشارك له في هذه المعصية لقول الله تعالى : (( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ )) ولأن الإنسان إذا ساعد من يعمل بمعصية الله فقد خالف قول الله تعالى : (( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) .

السائل : فضيلة الشيخ : بارك الله فيك وزادكم علما.
الشيخ : وإياكم آمين.
السائل : قد كثر المقال في أمر رفع اليدين في الدعاء أثناء الخطبة بين لنا مع الدليل حفظك الله ؟
الشيخ : نعم رفع اليدين في الدعاء أثناء الخطبة ليس بمشروع بل ينهى عنه لأن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على بشر بن مروان حين رفع يديه في الدعاء وهو يخطب الناس يوم الجمعة فلا يشرع لا للإمام الخطيب، ولا للمأموم المستمع المؤمن أن يرفع يديه في الدعاء إذا دعا أثناء الخطية، إلا في حال الاستسقاء يعني طلب الغيث أو في حال الاستصحاء يعني طلب الصحو، ودليل ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في الدعاء إلا إذا استسقى أو إلا في الاستسقاء ) يعني بذلك وقت الخطبة وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس أيضا ( أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال أنس : فوالله ما في السماء من سحاب ولا قزعة ) سحاب الغيمة الكبيرة والقزعة قطع السحاب ( وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ) سلع جبل معروف في المدينة تأتي من جهته السحب فالجو صحو يقول : ( فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال : ( اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا ) فأنشأ الله تعالى من وراء سلع سحابة مثل الترس أتعرفون الترس ؟ الترس كالصاج وتعرفون الصاج نعم الذي إيش ؟ يخبز عليه طيب هذا الترس يتقى به السهام مع المقاتل يحمله بيده فإذا رأى أحدا صوب عليه سهما أو رمحا قال به هكذا يرده يقول : ( ظهرت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ورعدت وبرقت وأمطرت فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته ) الله أكبر هذا فيه أيها الإخوة دليل على تمام قدرة الله عز وجل وفيه أيضا آية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رسول الله حقا لأن الله تعالى أيده بإجابة دعوته فبقي المطر ينزل أسبوعا كاملا والمطر ينزل والشعاب تهدر فدخل رجل أو الرجل الأول في الجمعة الأخرى وقال : ( يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله يمسكها عنها فرفع يديه وقال : اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ) وجعل يشير بيده إلى النواحي فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت بإذن الله عز وجل فخرج الناس يمشون في الشمس صحو وكل ما حول المدينة يمطر هذا أيضا من آيات الله الدالة على قدرته ومن آيات الرسول صلى الله عليه وسلم الدالة على صحة نبوته وأنه رسول رب العالمين لأن إجابة الله دعاءه يدل على صدقه وأنه رسول الله حقا لكن قد يشهد الله عز وجل لمدعي الكذب بعكس إجابته كما يذكر عن مسيلمة الكذاب المشهور الذي ادعى أنه رسول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال إن قومه جاؤا إليه يوما بصبي رأسه فيه قزع أتعرفون القزع ؟ بعضه فيه شعر وبعضه ما فيه شعر فطلبوا منه أن يدعو له أو أن يمسح عليه ليكون الشعر كله على رأسه فمسح رأسه فسقط الشعر الموجود، آية على كذبه أو على صدقه ؟ آية على كذبه وقالوا أيضا عنه إنه جاء إليه قوم قد نقصت مياه آبارهم وقالوا إنهم يطلبون منه أن يبارك فيها فجاء إليها فأخذ ماء منها وتمضمض به ثم مجه فيها من أجل أن يزيد الماء ولكن الماء الذي فيها غار وانتهى هذا أيضا أية على كذبه لكن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد الآيات على صدقه .
المهم أن الخطيب لا يرفع يديه إذا دعا في الخطبة إلا في الاستسقاء أو الاستصحاء الاستسقاء إيش ؟ طلب المطر والاستصحاء ؟ طلب الصحو وكذلك الناس رفعوا أيديهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام حين رفع يديه يستسقي فرفعوا أيديهم معه وعلى هذا فما نشاهده من بعض الناس الذين يرفعون أيديهم عند الدعاء في خطبة الجمعة لا أصل له من السنة نعم .

السائل : وهل يجوز رفع اليدين بين الأذان والإقامة وبعد صلاة الفريضة ؟
الشيخ : نعم رفع اليدين بين الأذان والإقامة عند الدعاء من آداب الدعاء وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا ) وبين صلى الله عليه وسلم أن رفع الأيدي في الدعاء من أسباب إجابة الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) وقال تعالى : (( يا أيها آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) فذكر رفع اليدين ليبين أن رفع اليدين في الدعاء من أسباب إجابة الدعاء وعلى هذا فإذا أجاب الإنسان المؤذن اللهم رب هذه الدعوة التامة يرفع يديه ويدعو ولا حرج في ذلك .
أما الدعاء بعد الصلاة فليس مشروعا لا في صلاة الفريضة ولا في صلاة النافلة الدعاء بعد الصلاة سواء رفع يديه أم لم يرفع ليس مشروعا لا بعد النافلة ولا بعد الفريضة لأن المشروع بعد الصلاة الذكر والدعاء مشروع قبل السلام واستمعوا للدليل قال الله تعالى بعد فراغ الصلاة : (( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم )) ولم يقل فادعوا الله وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر التشهد قال : ( ثم ليتخير بعد ما شاء من الدعاء ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم فجعل الدعاء قبل السلام ولأن العقل يقتضي ذلك لأن المصلي ما دام في صلاته فهو يناجي ربه فإذا انصرف انصرف فهل الأولى .