آداب إتباع الجنازة والتعزية؟
ثم إن التعزية أحسن ما تكون على الصيغة التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إليه إحدى بناته تدعوه ليحضر أحد أولادها وهو ينازعه الموت فجاء رسول المرأة إلى النبي عليه الصلاة والسلام وطلب منه الحضور وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى ) سبحانه وتعالى ( فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شي عنده بأجل مسمى ) الله أكبر ما أعظم هذه الصيغة للعزاء هذه أحسن من قول الناس عظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك هذه الصيغة الأخيرة لا شك أنها خير لكن الصيغة التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام أفضل وأحسن أقولها مرة ثانية طيب ( مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى ) فلتصبر على المصيبة ولتحتسب الأجر من الله والثواب على هذا الصبر فإن لله ما أخذ يعني الميت وله ما أبقى يعني الحي وكل شيء عنده بأجل مسمى فالموت الذي قدر على هذا الإنسان لن يتقدم ولن يتأخر قال الله تعالى : (( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) ولقد جرى قصتان من آيات الله إحداهما : حدثني بها من أثق به قال : قدمنا إلى مكة حجاجا على الإبل قبل أن تأتي السيارات فلما رجعنا ودخلنا الريع الجبال المعروفة هذه إذا رجل منا قد مرضت أمه وفي آخر الليلة ارتحلنا وبقي هذا الرجل يوطئ الفراش لأمه ليركبها على فراش لين من أجل مرضها فتقدم الحجاج ولما مشى تاه الطريق في هذه الجبال يقول فذهب مع هذه الأودية وهذه الجبال يطلب الحجاج فلما ارتفعت الشمس واحتر الجو وإذا بخدر خدر بادية تعرفون الخدر ؟ فذهب إليه خيمة صغيرة ذهب إليه وسلم وسألهم أين الطريق ؟ قالوا الطريق وراءك بعيد ولكن اجلس نوخ البعير واجلس حتى يبرد الوقت وتمشي يقول فأناخ البعير ونزل أمه ومنذ نزلت في هذه الأرض قبض الله روحها الله أكبر هي من أهل القصيم وحجت ورجعت وماتت في أرض ما كان يحلم أنه يأتي إليها لكن الله قادها إلى الأرض التي أراد أن تموت فيها سبحان اله العظيم هذا من آيات الله .
القصة الثانية : أن الإنسان لا يدري متى يموت حدث أن تقابل دباب وهو أظنه معروف وعليه راكبان وأقبلت سيارة من الطريق التقاطع فلما قربت من السوق الذي جاء منه الدباب وقفت السيارة يريد السائق أن يتجاوز إيش ؟ أن يعبر الدباب والدباب وقف يريد أن تعبر السيارة في خلال ثوان تقدم الدباب وتقدم صاحب السيارة جميعا واصطدما فمات الراكب المؤخر الذي على الدباب شوف العبرة كيف يعني تأخر هذه اللحظات حتى يتم أجله لم يتقدم بسرعة حتى تدهسه السيارة ولكن وقفت هذه وهذه ولما حان الأجل المحدد مشى كل منهما إلى الآخر فحصل الحادث كل هذا يدلنا على ما قاله الله عز وجل : (( كل شيء عنده بمقدار )) وعلى ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام : ( كل شيء عنده بأجل مسمى ) فهذا هو العزاء المشروع إذا رأيت الإنسان متكدرا حزينا على ميته فتلطف له فقل يا أخي اصبر واحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى ولا بأس أن تزيد مثلا فتقول هذه حال الدنيا هل رأيت أحدا مخلدا ألم يمت آباؤنا وإخوانا وأبناؤنا وما أشبه ذلك من الأمور التي تقويه على الصبر .
أما فتح الأبواب للناس وإنارة المحلات وضرب الخيام فهذا كله من البدع الذي أرجو من إخواني طلبة العلم أن يبينوا ذلك للناس وأن يدعو الناس إلى تركه ولكن بالحكمة واللين ويجب أن نعلم أن الأمور التي مكثت في الناس ليس نزعها منهم بالأمر الهين بل تحتاج إلى نية وإخلاص واحتساب وصدق مع الله عز وجل حتى تزول هذه الأمور التي ليس لها أصل من الشرع .
الطالب : ... ؟
الشيخ : .... .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ما حاجة إلى هذا.
ما حكم قول الناس الذين يمشون مع الجنازة وحدوه( أو قولوا لا إله إلا الله )، وهل تشرع الموعظة بعد الدفن؟
وأما استعمال الموعظة بعد الدفن فهذا لا أصل له لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام والذي ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام الموعظة بصفة الجلوس لا بصفة الخطبة أن الإنسان يقوم ويخطب وردت بصفة الجلوس إذا كانوا ينتظرون إيش ؟ تلحيد القبر أما إذا كان القبر جاهزا فالناس سوف يشتغلون بالدفن ولا ينبغي الموعظة في هذا لأنه يعيق المبادرة بالدفن وأما الموعظة بعد الدفن فليس لها أصل إطلاقا والرسول عليه الصلاة والسلام إذا فرغ من الدفن لا يعظ الناس وهو أحرص الناس على البلاغ وأحكم الناس في التبليغ وإنما يقف ويقول استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت نعم.
2 - ما حكم قول الناس الذين يمشون مع الجنازة وحدوه( أو قولوا لا إله إلا الله )، وهل تشرع الموعظة بعد الدفن؟ أستمع حفظ
لمن حق الحضانة للأطفال؟
الشيخ : أرجو من الأخ السائل أن يقبل الحوالة مني إلى المحكمة .
كيف نوفق بين حديث المعراج وأن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به حتى سمع صريف الأقلام وبين حديث ابن عباس:" جفت الأقلام وطويت الصحف ".؟
الشيخ : أشرنا إلى جواب هذا السؤال وقلنا إن الأقلام التي سمع صريفها هي الأقلام التي تكون لتقدير الأمور اليومية والله عز وجل يقول : (( كل يوم هو في شأن )) فالتقدير الأول الذي كتب في اللوح المحفوظ انتهى وفرغ وأما التقدير اليومي الذي يكون كل يوم فهذا هو الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم صريف أقلامه.
4 - كيف نوفق بين حديث المعراج وأن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به حتى سمع صريف الأقلام وبين حديث ابن عباس:" جفت الأقلام وطويت الصحف ".؟ أستمع حفظ
إذا سمع بعض الناس الإمام يقول: إياك نعبد وإياك نستعين يقولون استعنا بالله وإذا سمعوا بعض آيات العذاب قالوا لا حول ولا قوة إلا بالله،فما حكم ذلك؟
الشيخ : نعم أما قول المأموم إذا قال الإمام إياك نعبد وإياك نستعين فلا أصل له في السنة ولا ينبغي أن يقولها لأن قراءة الإمام سوف يؤمن عليها المأموم في آخر الفاتحة سوف يقول الماموم أمين وهذه تغني عن قوله استعنا بالله .
أما تعوذه عند آية الوعيد أو سؤاله عند آية الرحمة فهذا له أصل من السنة ولكن ذلك إنما ورد في صلاة الليل كما في صحيح مسلم من حديث حذيفة أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان لا يمر بآية عذاب إلا تعوذ ولا بآية رحمة إلا سأل، هذا في صلاة الليل أما في الفريضة فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك ولهذا نقول في صلاة الليل ينبغي للإنسان أن يقف عند آيات الوعيد ويتعوذ وعند آيات الرحمة ويسأل وأما في صلاة النهار فلم يرد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن إن فعل فلا بأس والمأموم إن فعل فلا بأس بشرط ألا يشغله ذلك عن الإنصات لإمامه .
5 - إذا سمع بعض الناس الإمام يقول: إياك نعبد وإياك نستعين يقولون استعنا بالله وإذا سمعوا بعض آيات العذاب قالوا لا حول ولا قوة إلا بالله،فما حكم ذلك؟ أستمع حفظ
يقول بعض الناس في الركوع: سبحان ربي العظيم وبحمده ويقولون في السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده، وما حكم رفع الأيدي عن الأفخاذ وضرب الأفخاذ بها عند السلام.؟
الشيخ : نعم أما سبحان ربي العظيم وبحمده وسبحان ربي الأعلى وبحمده فلا أعلم عنها شيئا والمعروف سبحان ربي الأعلى في السجود وسبحان ربي العظيم في الركوع فقط وأما رفع الأيدي عند السلام رفعها عن الأفخاذ وتخبيط الأفخاذ بها فهذا لا أصل له بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى أصحابه إذا سلموا أشاروا بأيديهم نهاهم عن ذلك وشبه ذلك بأذناب الخيل الشمس تنفيرا لهم عن فعلها .
6 - يقول بعض الناس في الركوع: سبحان ربي العظيم وبحمده ويقولون في السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده، وما حكم رفع الأيدي عن الأفخاذ وضرب الأفخاذ بها عند السلام.؟ أستمع حفظ
ما حكم مسح العينين عند سماع الأذان يقول: أشهد أن محمد رسول الله وكذا بعد نهاية الصلاة؟.
الشيخ : ها ؟
الطالب : يقبلها ويدعك عينيه ؟
الشيخ : هذا يقول إنه بعد السلام يمسح عينيه .
الطالب : ... .
الشيخ : ينفث ويمسح إي أما عند قوله أشهد أن محمدا رسول الله فإنه يداوي عينه بأصبعه ثم يقبل أصبعه كذا ؟ هذا أيضا ما أدري ما وجهه وهو من البدع وهل يعنون بذلك إذا قال أشهد أن محمدا رسول الله أن محمدا حبيب عيني نعم فأنا أشير إلى عيني وأقبل يدي إذا كانوا يريدون ذلك فيظهر منه أنهم يحبون الرسول أكثر من محبة الله وهذه خطيرة محبة الله أعظم من محبة الرسول وتعظيم الله أعظم من تعظيم الرسول بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام ينهى أمته عن الغلو فيه ويقول : ( إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) ولولا أن محمدا رسول الله ما كان يجب علينا أن نعظمه هذا التعظيم فهو لم يستحق عليه الصلاة والسلام إلا حيث جعله الله تعالى رسولا فبكونه رسولا استحق أن يعظم هذا التعظيم إذا تعظيم الرسول من تعظيم الله ولا تعظيم الله من تعظيم الرسول ؟ تعظيم الرسول من تعظيم الله والأحق بالتعظيم والذي نعى الله وهو الذي لا أحد يشاركه في حقه عز وجل من التعظيم حتى قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده ) فيجب عليك يا أخي المسلم أن تعرف الأمور وأن تنزل الأمور منازلها وأن الرب عز وجل هو المستحق للتعظيم الذي لا تعظيم مثله أما الرسول عليه الصلاة والسلام فله من التعظيم ما يليق به عليه الصلاة والسلام ولكن ليس تعظيمه أشد من تعظيم الله سبحانه وتعالى .
7 - ما حكم مسح العينين عند سماع الأذان يقول: أشهد أن محمد رسول الله وكذا بعد نهاية الصلاة؟. أستمع حفظ
هل تبطل صلاة من يقول: استعنا بالله؟
الشيخ : لا تبطل صلاته لأن استعنا بالله دعاء والصلاة لا تبطل بالدعاء أبدا حتى لو دعا الإنسان بشيء من أمور الدنيا فلا بأس لو قال الطالب اللهم نجحني في هذا الفصل وهو يصلي يجوز ؟ يجوز ؟ يقول الطالب في زمن الاختبار اللهم نجحني في هذا الفصل يجوز ؟ هو قال ذلك وهو ساجد أو قال ذلك بعد التشهد قبل السلام يجوز ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الدليل قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) وقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء ) ولم يقيد ولهذا نقول إن بعض العلماء رحمهم الله الذين قالوا إنه لا يدعو في الصلاة بما يعود إلى أمر الدنيا نقول إن هذا القول ضعيف وأن الإنسان له أن يدعو بما شاء لأن الدعاء عبادة نعم.
ما حكم تغيب طلاب الجامعة عن المحاضرات بدون عذر وما حكم المكافأة التي يأخذونها.؟
الشيخ : وين السائل ... السائل موجود راح للجامعة الآن إذا لا فائدة في الجواب إذا كان غير حاضر تنقلونه له طيب السؤال يقول ما حكم تغيب الطالب عن المحاضرات في الجامعة وهل إذا تغيب يحل له أخذ المكافأة ؟
الجواب : حكم تغيبه عند المدرسة التي تغيب فيها يعني أن التغيب له عقوبة معروفة عندهم إما بخصم وإما بمنعه من دخول الاختبار أو غير ذلك من العقوبات المنصوصة عليها .
وأما من جهة المكافأة فالظاهر أنها تحل له لأنها مكافأة على طلب العلم لا على عمل معين وإذا كان المكافأة على طلب العلم فهو طالب علم وإن تخلف في الشهر يومين أو ثلاثة أو أربعة لا يزال طالب علم وليس كالموظف الذي أشرنا إليه في أول جلساتنا .
إذا دخل المصلي والإمام في الركوع فهل تجزئ تكبيرة الركوع عن تكبيرة الإحرام؟
الشيخ : ... .
السائل : إذا قدم المصلي والإمام في الركوع فهل تجزئ تكبيرة الركوع عن تكبيرة الإحرام ؟
الشيخ : إذا دخل المصلي والإمام في الركوع فإن تكبيرة الركوع لا تجزئ عن تكبيرة الإحرام لكن تكبيرة الإحرام تجزئ عن تكبيرة الركوع ولا بد أن يكبر للإحرام وهو قائم قبل أن ينحني فيقول الله أكبر ثم يركع فإن تيسر له أن يكبر ثانية للركوع فهو أكمل وإن لم يتيسر فلا شيء عليه هكذا قال أهل العلم رحمهم الله.
هل من الغيبة ذكر الرجل بسوء بدون ذكر اسمه؟
الشيخ : كأن السائل يريد إذا ذكرته بسوء نعم إذا ذكر إنسان شخصا بسوء في مجلس بدون ذكر اسمه وبدون وصف يتميز به ويعرف فلا بأس مثل أن يقول إن بعض الناس يفعل كذا وكذا أو يقول كذا وكذا فهذا لا حرج فيه لكن بشرط ألا يصفه بوصف يتبين من هذا الرجل فإن وصفه بوصف يتبين به من هذا الرجل فهو كما لو سماه باسمه وليعلم أن الغيبة من كبائر الذنوب وقد حذر الله منها سبحانه وتعالى بما ذكر من التشبيه في قوله : (( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن ياكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )) أنا أعتقد أن الإنسان يكره أن يأكل ميتة البهيمة فكيف بميتة أخيه والمغتاب لأخيه بمنزلة الذي يأكل لحمه ميتا ووجه الشبه في كونه لحم ميت أن هذا المغتاب لا يستطيع أن يدافع عن نفسه لأنه غير حاضر فشبهه الله بالميت يأكله من اغتابه فليحذر الإنسان من غيبة إخوانه المسلمين وليتق الله في نفسه قبل إخوانه ولا سيما إذا كانت الغيبة غيبة أهل العلم فإنها أشد وأعظم خطرا وأسوأ عاقبة ونحن لا نقول إن العلماء لا يخطؤون كل بني آدم خطاء ولكن إذا أخطأ أحد من أهل العلم فإن كان حيا فاتصل به واسأله فربما يكون النقل عنه خطأ فإن كان الأمر كما نقل إليك فقل له إذا كان عندك شيء يدل على أن ما قاله خطأ قل له ماذا تجيب عن قول الله تعالى أو عن قول الرسول كذا وكذا فإذا ناقشك فإما أن يكون الصواب معك فالواجب عليه أن يرجع إلى قولك وإما أن يكون الصواب معه فالواجب عليك أن ترجع إلى قوله هذا إذا كان حيا أما إذا كان ميتا وقد أخطأ فإن الأولى بالإنسان أن يذب عن عرض هذا الميت وأن يقول للناس كل الناس يخطؤون فمن الذي عصم من الخطأ إلا من شاء الله تعالى عصمته فعلى هذا لا يجوز لنا أن نغتاب أحدا من المسلمين حيا ولا ميتا لا سيما إذا كان من أهل العلم لما في ذلك من الجناية ليس على العالم وحده شخصيا ولكن عليه وعلى علمه بل وعلى الإسلام كله.
هل يجوز مس المصحف بغير طهارة.؟
الشيخ : مس المصحف لا يجوز بغير طهارة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) والطاهر هو الطاهر من الحدث بدليل قوله تعالى حين ذكر الطهارة في الوضوء وفي الغسل وفي التيمم قال : (( ما يريد ليجعل الله عليكم من حرج لكن يريد ليطهركم )) فدل هذا على أن المحدث ليس بطاهر فإذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) فالمراد إلا متطهر من الحدث .
وأما قول من قال : إن الطاهر يحتمل أن يكون المراد به المؤمن ويحتمل أن يكون المراد به المتطهر من الحدث ويحتمل أن يكون المراد به المتطهر من النجاسة وإذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال فإن هذا القول صحيح أنه إذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال لكن احتمال أن يراد به المؤمن بعيد جدا لأننا لم نعهد من الشرع أن يعبر عن المؤمن بالطاهر بل كان يعبر عن المؤمن بوصف الإيمان كقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة إلا مؤمن ) وإذا عبر بالطاهر فالمراد به المسلم المتطهر من الحدث ولكن إذا كان في مقام التعلم فيجوز أن يلبس على يديه قفازين ويقلب المصحف من وراء هذه القفازين .
هل يجوز إلقاء موعظة في العرس؟
الشيخ : نعم يجوز أن يلقي موعظة في اجتماع الناس للعرس إذا اقتضت الحال ذلك مثل أن يشاهد منكرا أو يسمع منكرا فيقوم ويعظ الناس عن هذا المنكر وأمثاله أو يسأل عن أشياء فيتكلم عنها ويسمعه من حوله فهذا لا بأس به أما اتخاذ هذه المجتمعات مكانا للمواعظ ففي نفسي من ذلك شيء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للمرأة التي تزوجت : ( هلا بعثتم معها من يغني فإن الأنصار قوم يعجبهم اللهو ) فالمقام مقام فرح وسرور بهذه المناسبة وقول الرسول من يغني يريد بذبلك الغناء المباح الذي لا يصحبه موسيقى أو شيء من آلات اللهو المحرمة لأن المباح في العرس هو الغناء النزيه النظيف ولا بأس أن يصحب بالدف وأما أن يصحب بالطبل أو بالموسيقى أو بالعود أو بالرباب فإن هذا لا يجوز.
هل يجوز لطلبة العلم التأخير عن الصفوف الأولى بسبب الحضور للدروس؟
الشيخ : نقول إن حضورهم الدرس ومجالس الذكر لا شك أنه من أفضل الأعمال حتى قال الإمام أحمد رحمه الله : " العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته " قالوا : كيف تصح النية ؟ قال : " ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن الناس " ولا شك أن التقدم إلى الصف الأول أفضل من التأخر فتعارض عندنا الآن مصلحتان مصلحة العلم وتحصيله ومصلحة التقدم في الصف الأول، والعلم أفضل من التقدم إلى الصف الأول لأن العلم من الجهاد في سبيل الله فحرص الإنسان عليه أفضل من حرصه على أن يكون في الصف الأول وإذا أمكن أن يجمع بين الأمرين فيكون في الصف الأول أو ما يليه ويحضر الدرس على وجه ينتفع بحضوره فهذا بلا شك أكمل ولا يخفى عليكم جميعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اله له طريقا إلى الجنة ) .
هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الدخول في الصلاة يقول: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك؟
الشيخ : لا هذا لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يدعو به عند الدخول في الصلاة ولم يرد عنه الدعاء بهذا ولا بغيره وإنما كان عليه الصلاة والسلام يكبر ويشرع في الصلاة وقال للرجل الذي يعرف عند أهل العلم بالمسيء في صلاته قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ) ولم يذكر له ذكرا أو دعاء مشروعا.
15 - هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الدخول في الصلاة يقول: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك؟ أستمع حفظ
رجل نسي صلاة في الحضر وتذكرها في السفر فهل يقصرها أو يتمها وكذا العكس؟
الشيخ : إذا نسي صلاة في الحضر وذكرها وهو مسافر فإنه يجب عليه أن يصليها أربعا وذلك لأنها وجبت عليه كذلك فيجب أن يؤديها كما وجبت وإذا نسي صلاة في السفر وذكرها في الحضر فإنه يصليها ركعتين فقط لأنها وجبت عليه ركعتين فصار المشروع في حقها أن يصليها كما وجبت وقد ذكر أهل العلم قاعدة في هذه المسألة وهي قولهم : " القضاء يحكي الأداء " يعني يشابهه ويماثله ويدل لذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) ووجه الدلالة قوله : ( فليصلها ) أي هذه الصلاة بعينها ووصفها نعم.
هل يعتبر ترك الأكل والشرب زهداً، وما هو الورع؟
الشيخ : ترك الطعام والشراب ليس زهدا بل هو نكر عظيم ولو أن الإنسان ترك الطعام والشراب على وجه يضر بدنه كان آثما لقول الله تعالى : (( ولا تقتلوا أنفسكم )) (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) وإذا كان الله سبحانه وتعالى أسقط عن الإنسان الوضوء والغسل إذا كان مريضا أو خاف على نفسه فكيف يذهب هذا الرجل ويدع الأكل والشرب على وجه يضره هذا ليس بزهد هناك زهد وهناك ورع زهد وورع فهل هما بمعنى واحد ؟
يقول العلماء : بينهما فرق : الزهد ترك ما يضر في الآخرة نعم
الورع : ترك ما يضر في الآخرة .
والزهد : ترك ما لا ينفع في الآخرة .
أعيد مرة ثانية ولا واضح ؟ ها ؟
الورع : ترك ما يضر في الآخرة .
والزهد : ترك ما لا ينفع في الآخرة .
من يفسر ذلك لي ؟ طيب نشوف كان حد فاهمها طيب واحد اثنين ثلاثة فقط قلها.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب صحيح إذا فالزهد أعلى من الورع الورع أن يدع ما يضر في الآخرة مثل رجل يأكل ويشرب من الحلال ويأكل ويشرب من الحرام فإذا ترك الأكل والشرب من الحرام قلنا هذا إيش ؟ ورع وآخر يأكل من الحلال ولا يأكل من الحرام لكنه لا يأكل من الحلال إلا ما كان نافعا له في الآخرة وما لا ينفعه في الآخرة يتركه نقول هذا زاهد فالزهد أكمل من الورع وأعلى وأما الزهد الذي يترك الإنسان الطعام والشراب حتى يضر بدنه أو يلبس في الشتاء ثوبا خفيفا يدخله البرد أو يقف في الشمس في الحر كاشفا رأسه أو ما أشبه ذلك فهذا ليس بزهد نعم.
رجل أدرك مع الإمام الركعة الثانية من الفجر ولما قمت لإتمام الركعة الثانية نبه الإمام إلى ترك سجدة في الركعة الأولى فقام للإتيان بالركعة و قد أتممت صلاتي وسلمت فما الحكم؟
الشيخ : السؤال مفهوم الآن ؟ يقول إنه أدرك مع الإمام الركعة الأخيرة من صلاة الفجر وسلم الإمام وقام ليقضي الركعة التي فاتته واضح الآن ولا لا طيب ثم ذكر الإمام أنه نسي سجدة من الركعة الأولى والمصلي إذا نسي سجدة من ركعة حتى وصل إلى محلها من الركعة التي تليها لغت الأولى وصارت الثانية بدلا عنها هذا الإمام لما ذكر أنه ترك سجدة من الركعة الأولى قام وأتى بركعة تامة وسلم وسجد للسهو فعل الإمام صحيح لكن هذا الذي قام ليأتي بما فاته هل يدخل مع الإمام لما قام الإمام ليقضي الركعة الأولى أو يستمر في صلاته ويسلم يقول هذا الرجل إنه استمر في صلاته وسلم ولم يدخل مع الإمام فهل صلاته صحيحة ؟
والجواب : نعم صلاته صحيحة وفي مثل هذه الحال يجوز أن يستمر في قضاء صلاته لأنه انفرد عن الإمام معذورا ويجوز أن يرجع ويصلي مع إمامه ويكمل ما فاته بعد ذلك ما يضر هذا لأنه معذور فيها.
18 - رجل أدرك مع الإمام الركعة الثانية من الفجر ولما قمت لإتمام الركعة الثانية نبه الإمام إلى ترك سجدة في الركعة الأولى فقام للإتيان بالركعة و قد أتممت صلاتي وسلمت فما الحكم؟ أستمع حفظ
هل يجوز حجز الأماكن في الصف الأول لحضور حلقات العلم؟
الشيخ : كأنه يشير إلى أن الدرس سابق على الصلاة يعني يصلي المغرب ويضع مكانا له ثم يذهب إلى الدرس أقول هذا جائز لكن بشرط ألا يتضمن تخطي رقاب الناس مثل أن يكون في المسجد باب على الصف الأول يدخل مع هذا الباب ولا يتخطى أحدا فهذا لا بأس به أما إذا كان يستلزم تخطي الرقاب فلا يضع شيئا يحجز به المكان بل يدع المكان ويحضر الدرس وإذا أقيمت الصلاة صلى في أي مكان يتيسر له.
الطالب : واحد جالس محلي هذا وهو ما يدري ؟
الشيخ : لا لا تقومه خليه يرتاح .
ما حكم من يكتب مذكرات يوميا عن نفسه سواء خيرا أو شرا؟
الشيخ : يقول ما حكم إنسان يقيد ما عمله كل يوم من خير وشر ليراجعه بعد حين .
فالجواب على ذلك : أن هذا بدعة وأنه ليس من عمل السلف الصالح والإنسان قد يعمل طاعة في هذا اليوم ويتركها في اليوم الثاني لأنه اشتغل بطاعة أخرى أهم منها ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم من هديه أن يمشي حيث ما تيسرت العبادة كان يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم وكان يقوم أحيانا فيوتر بسبع ركعات وأحيانا بخمس وأحيانا بتسع وأحيانا بإحدى عشر كل هذا تبعا لما تقتضيه المصلحة والإنسان ليس دائما على عمل واحد إلا الفرائض فلا بد أن تكون مفعولة على الوجه الوارد وأما النوافل فالإنسان تتغير أحواله ربما يشغلك شخص عن صلاة الراتبة مثلا حتى يخرج الوقت لكنك تشتغل به لمصلحة مصلحة تأليف أو تعليم أو صلة رحم أو إكرام ضيف أو ما أشبه ذلك فالعبادات في الواقع لا يمكن أن تكون كل يوم على حد سواء .
هل يأثم من يقرأ القرآن بغير أحكام؟
" الأخذ بالتجويد حتم لازم *** من لم يجود القرآن آثم " ؟
الشيخ : قال لي بعض الناس إن صواب البيت في النسخ الخطية :
" من لم يصحح القرآن آثم "
ولكن سواء كان هذا الصحيح في النسخة أو الصحيح من لم يجود القرآن آثم فإن البيت الأول والأخذ بالتجويد حتم لازم يدل على أن من لم يأخذ به فهو آثم لأن ترك الواجب يستلزم الإثم إلا أن يعفو الله عنه والصحيح أن ذلك ليس بصحيح القول الراجح أن التجويد ليس بواجب وأن الواجب إقامة الحروف بحركاتها التي تقتضيها اللغة العربية ولو قلنا بما يقتضيه هذا البيت لكان أكثر الأمة الإسلامية اليوم آثمين لأن أكثرهم لا يقرؤون بهذا التجويد وهذا فيه إشكال ولو قلنا إنهم آثمون لقلنا إنهم فعلوا محرما وفعل المحرم يبطل الصلاة فتكون صلاة أكثر المسلمين باطلة وهذا لا يقوله أحد ثم إننا نقول كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ فيمد الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم وهذا على قواعد التجويد ليس بجائز لأن مد الله والرحمن والرحيم مد طبيعي والمد الطبيعي هو الذي لا يزيد على إمكانية النطق بالحرف إلا إذا وقف إذا وقف فنعم يزيد على المد الطبيعي فالمهم أن القول الراجح أن التجويد ليس بواجب وإنما الواجب إقامة الحركات على ما تقتضيه اللغة العربية وعلى ما جاءت الرواية والنقل في القراءات .
نرجو التفصيل في القصر والجمع في الصلاة؟
الشيخ : القصر هو السنة في كل سفر وهذا أمر مجمع عليه لكن من العلماء من قال إن القصر واجب ومنهم من قال إن القصر سنة مؤكدة وأما الجمع فإن سببه الحاجة فإذا احتاج الإنسان إلى الجمع بحيث يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها جاز له الجمع لأنه ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر قالوا ماذا أراد بذلك ؟ قال : أراد ألا يحرج أمته ) أي ألا يجعلها في حرج عليه الصلاة والسلام فمتى كان في ترك الجمع مشقة جاز الجمع سواء كان الإنسان مسافرا أو كان مقيما لكنه مريض أو كان مقيما وحدث مطر أو وحل فيجمع الناس بين المغرب والعشاء وبين الظهر والعصر لئلا يشق عليهم الذهاب إلى المسجد مرتين فخلاصة الجواب الآن : القصر ليس له إلا سبب أو سببان ؟ القصر ليس له إلا سبب أو سببان ؟ سببان طيب القصر ليس له إلا سبب واحد فقط وهو السفر المرض لا يجوز القصر لو مرض الإنسان وهو مقيم لا يقصر الصلاة .
الجمع له لا له سبب واحد وهو المشقة لكن صوره كثيرة قد يكون يشق على الإنسان التفريد من أجل المرض أو من أجل المطر أو من أجل البرد الشديد إذا خرج إلى المسجد فيه رياح شديدة مثلا أو برد أو غير ذلك من الأسباب فالجمع سببه المشقة والقصر سببه السفر بل قد نقول إن السفر سبب ثان للجمع وأن الإنسان إذا كان مسافرا جاز له الجمع وإن لم يشق عليه التفريد وهذا هو القول الصحيح المسافر ولو كان ماكثا مقيما فإن له أن يجمع لكن ترك الجمع أفضل إلا مع وجود المشقة.
ما رأيكم في بعض الشباب الذين يقولون إن الجامعة ليس فيها علم وإنما العلم في الحلقات في المساجد عند المشايخ لأن نية الجامعة تختلط بالشهادة وبعض المدرسين عليهم بعض الملاحظات؟
الشيخ : نعم إيش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : سؤال جيد وغير جيد نعم هذا يقول الدراسة في الجامعات ليس فيها علم وهذا ليس بصحيح فالمناهج في الجامعات مناهج قوية جيدة فيها علم علم كثير لكن إذا فات العلم فليس من المناهج بل هو من الطالب لا يهتم بالعلم .
ثانيا : يقول إن النية ها ؟ تختلط يعني نية الدين بنية الدنيا وصحيح أنه لا بد أن يكون طالب العلم يريد بالعلم إرادة شرعية لا يريد الدنيا ولكني أقول إنه أي طالب العلم في الجامعة لا يريد الشهادة من أجل المرتبة والراتب يريد الشهادة من أجل أن ينفع الناس لأننا الآن أصبحنا لا ندخل في مجال التعليم إلا من كان معه شهادة ما أدري لو جاء شيخ الإسلام ابن تيمية ليدرس في الجامعة هل نقبل أن يدرس في الجامعة أو نقول هات الشهادة ؟ لا لا حسب النظام هات الشهادة ادخل الاختبار ولو نجحت خليناك تدرس فأقول أقول إن أصبحت الأنظمة تقيد طالب العلم تقيده من النفع إلا إذا دخل الاختبار وأخذ الشهادة فإذا أخذ الإنسان الشهادة أو درس من أجل الشهادة ليتوصل إلى الدخول في التدريس وقيادة الأمة في أمور أخرى فهذه نية سليمة طيبة وليس فيها شيء نعم لو أراد الشهادة لأجل أن ينال المرتية ليكون في المرتبة الخامسة عشر أليس كذلك إذا تخرج يكون في المرتبة الخامسة عشرة يقول أنا مثلا أخذت الشهادة لنيل المرتبة الخامسة عشرة نقول هذه نية دنيئة إذا كانت العلوم علوما شرعية وقد ورد في الحديث ( أن من طلب علما مما يبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة ) والعياذ بالله فالمهم أن علوم الجامعات علوم قوية وجيدة .