الشيخ : نية سليمة صالحة وليس فيها بأس ومع هذا فإنا أحث الطلبة الذين هم في الجامعة وغيرها على أن يحرصوا على تلقي العلم من الحلقات في المساجد لأن الحلقات في المساجد علمها مبروك وفيه خير كثير ولكن يجب أيضا أن يختاروا من المدرسين من يوثق بعلمهم وأمانتهم وعقيدتهم لأنه قد يدعي الإنسان أنه عالم وهو جاهل وقد يظن أنه أمين وهو غير أمين وقد يظن أنه سليم العقيدة وهو مختل العقيدة وما أكثر الذين يدعون العلم ولكنهم جهال .
ويذكر أن شخصا يقال له توما حكيم يدعي العلم والمعرفة وكان يركب حمارا له فقابله رجل فقال :
" قال حمار الحكيم توما "
على لسان الحمار يتكلم
" قال حمار الحكيم توما *** لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط *** وصاحبي جاهل مركب "
ههه والجاهل البسيط أهون من الجاهل المركب لأن الجاهل البسيط يعرف أنه جاهل ولا يتكلم لكن جاهل مركب يظن أنه عالم فيتكلم وسأذكر مثالين الآن ليتبين الجاهل البسيط من الجاهل المركب .
سألت رجل متى كانت غزوة الأحزاب ؟ فقال لا أدري وسألت رجلا آخر فقلت متى كانت غزوة الأحزاب ؟ قال كانت غزوة الأحزاب في السنة الثانية عشرة من الهجرة فسألت ثالثا متى كانت غزوة الأحزاب ؟ قال كانت في شوال في السنة الخامسة من الهجرة عندنا ثلاثة رجال كلهم وجهت إليهم هذا السؤال الأول قال لا أدري بماذا تصفه ؟ جاهل بسيط والثاني الذي قال في السنة الثانية عشرة من الهجرة بعد موت الرسول بسنة وكسرة هذا نقول جاهل مركب والثالث عالم لأنه قال ما وافق الواقع إي نعم.

السائل : فضيلة الشيخ : هل يجوز للإمام في الصلاة الجهرية أن يسكت سكتة طويلة حتى يتمكن المأموم من قراءة الفاتحة ؟
الشيخ : نعم السكتة بين قراءة الفاتحة وقراءة السورة وردت في حديث سمرة بن جندب من رواية الحسن عنه والعلماء مختلفون في مثل هذا الإسناد ولكن قد ذكر صاحب الفتح أن السكتة ثابتة إنما السكتة هذه ليس كما قال بعض الفقهاء إنها سكتة تكون بقدر قراءة المأموم الفاتحة بل هي سكتة خفيفة يتراد النفس إلى الإمام ولأجل أن يميز بين قراءة الفرض وقراءة النفل ومن أجل أن يشرع المأموم في القراءة فيستمر لأن المأموم لو بدأت بقراءة السورة من حين ما فرغت من الفاتحة ربما لا يقرأ الفاتحة فإذا سكت أعطيته مهلة ليبدأ بالفاتحة استمر وأكملها وهذا القول هو الراجح أي أن السكتة تكون سكتة لطيفة لا طويلة بحيث يتمكن الإمام من تراد النفس إليه وبحيث يتميز الفرق بين القراءة الفريضة والقراءة النافلة وبحيث يشرع المأموم في قراءة الفاتحة ليستمر في تكميلها .

السائل : هل من السنة التنزه يوم الخميس ؟
الشيخ : شلون ؟ هل نجيب على هذا السؤال أو لا يستحق جوابا هذا يسأل يقول هل من السنة التنزه يوم الخميس ؟ إذا كان عنده دليل على ذلك فليتفضل به إن شاء الله في الليلة القادمة ونحن ننتظر الجواب منه مع الدليل ... .
السائل : ... ؟
الشيخ : لا ما يدخل ما هو من التنزه.

السائل : ما حكم استعمال المكياج أمام الزوج وأمام النساء ؟ وما حكم لبس المرأة للثوب الضيق أمام الزوج والنساء ؟
الشيخ : أما استعمال المكياج فهذا يرجع إلى رأي الأطباء والذي سمعت أنه يبهي وجه المرأة ولكنه يضر الجلد على المدى البعيد وإذا ثبت هذا فلا ينبغي للمرأة أن تستعمله لأن ذلك يضرها في المستقبل .
وأما لبس الضيق أمام الزوج فلا بأس به لأن الزوج يجوز له أن ينظر إلى زوجته كل ما شاء منها لقوله تعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين )) ويجوز كذلك للزوجة أن تنظر من زوجها ما شاءت ليس بينهما عورة كل يباح له أن ينظر إلى عورة الآخر فالثوب الضيق أمام الزوج لا بأس به .
أما أمام النساء واتخاذ هذا اللباس عادة عند النساء فإني أخشى أن يكون داخلا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجال معهم سياط يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) وفسر العلماء قوله كاسيات عاريات بأن عليهن ثيابا لكنها لا تكسوهن إما للضيق أو للقصر أو للخفة بأن تكون رهيفة يرى من ورائها الجلد فاتخاذ النساء هذه الثياب أخشى أن يكون داخلا في هذا الحديث الذي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الاتصاف به.

السائل : فضيلة الشيخ : ما حكم قولنا : لعمرك أو لعمر الله وأيم الله وفي أمانتك وفي ذمتك ؟
الشيخ : القسم لا يجوز إلا بالله عز وجل أو صفة من صفاته لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) ولقوله : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) ومن ذلك أن تقول لعمر الله فإنه حلف بحياة الله عز وجل وأما الحلف بلعمرك ولعمري فقد ورد ذلك عن السلف لأن صيغته ليست صيغة القسم فلا يدخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) ولكن التنزه عنه أولى والحلف بالله سبحانه وتعالى أو صفة من صفاته هو المشروع.

السائل :ما هي الكتب التي تحفظ وتقرأ في بداية طلب العلم ووسطه ونهايته في العقيدة والنحو والفقه والفرائض وأصول التفسير والفقه ولغة العرب والسيرة النبوية ومصطلح الحديث ؟
الشيخ : ما شاء الله هذا منهج كامل السؤال عن هذا كثير جدا وهو بأي شيء يبدأ طالب العلم من الكتب ونقول الأفضل لطالب العلم أن يبدأ بالكتب المختصرة في كل فن ففي النحو مثلا يبدأ بالآجرومية لأنه كتاب مختصر مفصل واضح وفي الحديث يحفظ عمدة الأحكام وفي الفقه يحفظ المتون المختصرة في الفقه على حسب المذهب الذي ينتمي إليه فإن كان ينتمي إلى مذهب الحنابلة أخذ بالكتب المختصرة في مذهبهم وإن كان ينتمي إلى مذهب الشافعية فكذلك وكذلك الذي ينتمي إلى المالكية أو الحنفية ولكن يجب أن نعلم أن كتب الفقه التي تقرأ أو تحفظ ليس معناها أنها بمنزلة كتب الحديث لأن كتب الفقه ليست حجة لكن يجعلها الإنسان أساسا يبني عليها العلم ولا يحتج بها الحجة فيما قاله الله ورسوله لكن هذه من أجل أن يكون طلبه للعلم دائرا فقط فهي كالفهرس لأحكام الشرعية نعم .
أما العقيدة فأحسن ما يكون العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية لأنها زبدة عقيدة أهل السنة جعلني الله وإياكم منها .
وأما التاريخ وما ذكره في سؤاله فهذا يرجع إلى علماء التاريخ مع أنه لا حاجة إلى أن يغيب التاريخ اللهم إلا إذا كان هناك خلاصة لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء فربما نقول يمكن أن يغيبها الإنسان .
طيب ما رأيكم أن أحيلكم على العالم الذي يدرسكم خلاص انتهينا أنا أحيلكم على العالم الذي يدرسكم.

السائل : فضيلة الشيخ : ما حكم ظهور مدرسي الفتيات في الجامعات على الشاشة التلفزيونية ؟
الشيخ : هذا لا داعي له إذ بإمكان المدرس أن يدرس فيظهر الصوت دون الصورة وإذا كان لا داعي له فالأولى التنزه عنه أما التحريم فليس بحرام لأن المرأة لا يحرم عليها النظر إلى الرجل إلا أن يكون نظرها مقترنا بتمتع أو شهوة فيحرم عليها وأما إذا لم يكن مقترنا بشهوة أو تمتع فلا حرج عليها أن تنظر إلى الرجل ولهذا كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يسترها عنهم وقال لفاطمة بنت قيس: ( اعتدي في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده ) وما زال المسلمون تخرج نساؤهم إلى الأسواق وهم ينظرن إلى وجوه الرجال ولم يقل للرجال احتجبوا عن النساء كما تحتجب النساء عنكم فإذا كان كذلك فإن نظر المرأة إلى هذا المدرس ليس به بأس ما لم تشعر بأنها تتمتع بالنظر إليه أو تثور شهوتها عند النظر إليه فحينئذ يجب عليها غض البصر.

السائل : ما حكم ما يخرج من المرأة من الصفرة ويستمر معها هذا وأشبه ما يكون بدم النفاس هل تترك الصلاة والصيام إذا حصل لها ذلك ؟
الشيخ : تقول أم عطية رضي الله عنها : ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا ) فإذا طهرت المرأة فإنه ما يخرج منها بعد ذلك ليس بحيض لكنه ينقض الوضوء فإن كان مستمرا دائما فإن حكمها حكم من به سلس البول إذا دخل وقت الصلاة غسلت المحل ثم تحفظت ثم توضأت وصلت نعم .
السائل : ما حكم من ينظر في صلاتنه يمينا ويسارا.
الشيخ : اصبروا يا جماعة الساعة تسعة وعشرة الآن ما هو الوعد الساعة تسع ها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الليل طويل لكن يمكن يشق على بعض الناس وسؤال الأخ هذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب .
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح .
الطالب : ... .
الشيخ : ويش يقول الرسول ؟
الطالب : ... .

الشيخ : طيب يسأل عن المذاهب هل هي بدعة أو غير بدعة ؟
نقول : إن المذاهب هي أقوال أئمة من علماء المسلمين وهي آراء لكن البدعة التعصب للمذهب بحيث لا يقبل شيئا سواه وإن كان هو الحق هذا هو الذي لا يجوز لأن الواجب على الإنسان إذا بان له الحق أن يتبعه سواء كان على مذهبه أو على خلاف مذهبه لكن أهل العلم يأخذون بهذه المذاهب من أجل أن يأخذوا بقواعدها فقط لا أن يجعلوها حجة لهم عند الله فإذا بان لهم الحق وجب عليهم الرجوع إليه لأن الله يقول : (( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )) لم يقل ماذا اجبتم أحمد بن حنبل أو محمد بن إدريس أو مالك بن أنس أو النعمان أبا حنيفة أبدا بل قال الله تعالى : (( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )) فالبدعة أن يتفرق الناس من أجل هذه المذاهب بحيث لا أقبل ما يكون في مذهبك من الحق ولا تقبل ما يكون في مذهبي من الحق أما إذا كان الإنسان يرجع إلى الحق فلا بأس أن ينتمي إلى مذهب من أجل أن يبني قواعده عليه ولكنه يأخذ بالحق إذا تبين له .

الشيخ : وأما كون الرسول عليه الصلاة والسلام نورا ؟
فإن أراد القائل أنه نور لا ظل له فهذا ليس بصحيح فالنبي صلى الله عليه وسلم بشر مكون من ماء مهين كما تكون غيره ثم كان علقة ثم كان مضغة ثم عظاما ثم أنشأه الله عز وجل ونفخ فيه الروح ثم خرج إلى الدنيا فصار بشرا يأكل ويشرب ويجوع ويعطش ويتزوج ويلحقه الألم بل كان يوعك كما يوعك الرجلان منا عليه الصلاة والسلام .
وأما إن أراد بقوله إن الرسول صلى الله عليه وسلم نور أن الله يهدي به الخلق وأنه صلى الله عليه وسلم يدل على الخير هذا حق فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم كما قال الله تعالى : (( إنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) ولكنه يهدي إلى الصراط هداية دلالة وليس هداية توفيق فهو لا يقدر أن يهدي من أراد الله أن يضله كما قال الله تعالى : (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) وقال الله تعالى له : (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة )) وقال الله له في آية أخرى : (( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )) فالرسول يهدي إلى الصراط المستقيم وليس يهدي الصراط المستقيم الذي يهدي الصراط المستقيم من ؟ الله أما الرسول فهو يهدي إليه أي يدل كما يدل الإنسان على طريق مكة مثلا وأما الذي يوفق الناس إلى الدخول في الهدى والثبات عليه فهو الله عز وجل نعم.
خلاص.
طيب ربما نقتصر على هذا حتى نكمل صفة الصلاة في المستقبل.