فتاوى الحرم النبوي-15a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم النبوي
تفسير قوله تعالى:" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ".
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمّد خاتم النبيين وإمام المتّقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون، فإن الله تعالى بعث محمّدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، بعثه الله عزّ وجلّ على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل، فبصّر الله به أعينا عمياً، وفتح به آذانا صمّا وقلوبا غلفًا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإننا في هذا اليوم نتكلم عما سمعناه في تلاوة إمامنا لصلاة الفجر، نتكلم على بعض الآيات التي تلاها فإن الله سبحانه قال في كتابه (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) ففي هذه الآية أخبر الله عزّ وجلّ أنه وملائكته يصلون على النبي وهو محمّد صلى الله عليه وسلم، هو وملائكته كلهم يصلون على محمّد صلى الله عليه وسلم، وما معنى الصلاة عليه؟ معنى الصلاة أن الله يثني عليه في الملأ الأعلى كما قاله أبو العالية الرياحي رحمه الله، قال: " صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى " ولا شك أن هذا من رفع الذكر الذي خص الله به محمدا صلى الله عليه وسلم في قوله (( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك )) ولما أخبر الله عن هذه المنقبة العظيمة لرسوله صلى الله عليه وسلم وجّه النداء للذين آمنوا فقال (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))، (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) واعلم يا أخي المؤمن أن الله تعالى إذا قال (( يا أيها الذين آمنوا )) فإن الأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : " إذا قال الله يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك -يعني استمع لها- فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه " ويصدّر الله عزّ وجلّ ما يصدّره من الأحكام أو الأخبار بهذا النداء (( يا أيها الذين آمنوا )) إشارة إلى الاعتناء به والاهتمام به، لأن توجيه الخطاب إلى المخاطب بالنداء يعني أن المتكلم يريد من المخاطب أن ينتبه، ولهذا تجد الفرق بين أن أقول لك محمّد قائم وبين أن أقول لك يا فلان محمّد قائم، فإن هذه الجملة الأخيرة أشد من الأولى لأن ندائي إياك يعني أني أطلب منك الانتباه.
(( يا أيها الذين آمنوا )) آمنوا بمن؟ آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان حينما سأله عنه جبريل قال ( أخبرني عن الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) فهذه ستة أصول: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه، هذا الإيمان، فمن لم يؤمن بهذه الأصول الستّة فإنه لا إيمان له.
أقول: يقول الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) (( صلوا عليه )) يعني قولوا اللهم صل على محمد (( وسلموا تسليما )) يعني قولوا اللهم سلم على محمّد، أو قولوا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ).
والإنسان إذا سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أي مكان من الأرض فإن تسليمه يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، في أي مكان سواء سلمت عليه عند قبره أو في مسجده أو في مكة أو في أي بقعة من الأرض فإن تسليمك يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، هناك ملائكة سياحون في الأرض إذا سمعوا من يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم نقلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) وهذا الأمر للوجوب، فيجب علينا أن نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسلم عليه، وهو فرض علينا في كل صلاة، فرض علينا في كل صلاة، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهّد السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان " فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقولوا السلام على الله من عباده، فإن الله هو السلام ) والسلام إنما يدعى به لمن يحتمل أن يكون ناقصا، والله عزّ وجلّ سالم من كل نقص، ولهذا كان من أسمائه السلام (( هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم* هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام )) ( ولكن قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، فإنكم إذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ).
إذن نقول السلام عليك أيها النبي، وبم ندعو بالسلام على الرسول، بأي شيء يسلم؟ يسلم من كل آفة، من كل نقص، من كل أذى في الدنيا وفي الآخرة، الناس في الآخرة يحتاجون إلى السلام، يحتاجون إلى السلام والسلامة، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حين تكلم عن عبور الصراط، قال ( ودعاء الأنبياء يومئذ اللهم سلم اللهم سلم ).
كذلك من السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم سلامة شريعته من أن ينقصها أحد أو يزيد فيها أحد، فإنك إذا قلت السلام عليك أيها النبي لا تعني السلام على شخصه فحسب، بل حتى على سنّته، فإن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم لها أعداء، لها أعداء كثيرون، أعداء يصرحون بالعداوة وإنكار السنة، وأعداء لا يصرحون بذلك لكن مقتضى أعمالهم ومسلتزمات أعمالهم تعني أنهم ينكرون هذه السنة، (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).
أما بعد: فإننا في هذا اليوم نتكلم عما سمعناه في تلاوة إمامنا لصلاة الفجر، نتكلم على بعض الآيات التي تلاها فإن الله سبحانه قال في كتابه (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) ففي هذه الآية أخبر الله عزّ وجلّ أنه وملائكته يصلون على النبي وهو محمّد صلى الله عليه وسلم، هو وملائكته كلهم يصلون على محمّد صلى الله عليه وسلم، وما معنى الصلاة عليه؟ معنى الصلاة أن الله يثني عليه في الملأ الأعلى كما قاله أبو العالية الرياحي رحمه الله، قال: " صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى " ولا شك أن هذا من رفع الذكر الذي خص الله به محمدا صلى الله عليه وسلم في قوله (( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك )) ولما أخبر الله عن هذه المنقبة العظيمة لرسوله صلى الله عليه وسلم وجّه النداء للذين آمنوا فقال (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))، (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) واعلم يا أخي المؤمن أن الله تعالى إذا قال (( يا أيها الذين آمنوا )) فإن الأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : " إذا قال الله يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك -يعني استمع لها- فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه " ويصدّر الله عزّ وجلّ ما يصدّره من الأحكام أو الأخبار بهذا النداء (( يا أيها الذين آمنوا )) إشارة إلى الاعتناء به والاهتمام به، لأن توجيه الخطاب إلى المخاطب بالنداء يعني أن المتكلم يريد من المخاطب أن ينتبه، ولهذا تجد الفرق بين أن أقول لك محمّد قائم وبين أن أقول لك يا فلان محمّد قائم، فإن هذه الجملة الأخيرة أشد من الأولى لأن ندائي إياك يعني أني أطلب منك الانتباه.
(( يا أيها الذين آمنوا )) آمنوا بمن؟ آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان حينما سأله عنه جبريل قال ( أخبرني عن الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) فهذه ستة أصول: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه، هذا الإيمان، فمن لم يؤمن بهذه الأصول الستّة فإنه لا إيمان له.
أقول: يقول الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) (( صلوا عليه )) يعني قولوا اللهم صل على محمد (( وسلموا تسليما )) يعني قولوا اللهم سلم على محمّد، أو قولوا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ).
والإنسان إذا سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أي مكان من الأرض فإن تسليمه يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، في أي مكان سواء سلمت عليه عند قبره أو في مسجده أو في مكة أو في أي بقعة من الأرض فإن تسليمك يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، هناك ملائكة سياحون في الأرض إذا سمعوا من يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم نقلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) وهذا الأمر للوجوب، فيجب علينا أن نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسلم عليه، وهو فرض علينا في كل صلاة، فرض علينا في كل صلاة، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهّد السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان " فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقولوا السلام على الله من عباده، فإن الله هو السلام ) والسلام إنما يدعى به لمن يحتمل أن يكون ناقصا، والله عزّ وجلّ سالم من كل نقص، ولهذا كان من أسمائه السلام (( هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم* هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام )) ( ولكن قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، فإنكم إذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ).
إذن نقول السلام عليك أيها النبي، وبم ندعو بالسلام على الرسول، بأي شيء يسلم؟ يسلم من كل آفة، من كل نقص، من كل أذى في الدنيا وفي الآخرة، الناس في الآخرة يحتاجون إلى السلام، يحتاجون إلى السلام والسلامة، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حين تكلم عن عبور الصراط، قال ( ودعاء الأنبياء يومئذ اللهم سلم اللهم سلم ).
كذلك من السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم سلامة شريعته من أن ينقصها أحد أو يزيد فيها أحد، فإنك إذا قلت السلام عليك أيها النبي لا تعني السلام على شخصه فحسب، بل حتى على سنّته، فإن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم لها أعداء، لها أعداء كثيرون، أعداء يصرحون بالعداوة وإنكار السنة، وأعداء لا يصرحون بذلك لكن مقتضى أعمالهم ومسلتزمات أعمالهم تعني أنهم ينكرون هذه السنة، (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).
1 - تفسير قوله تعالى:" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ". أستمع حفظ
حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : قال بعض العلماء إنه تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع، منها: إذا ذكر اسمه، إذا ذكر اسم الرسول عندك فصلّ عليه، لأن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، قل آمين، فقلت: آمين ) إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عليك عندك فصل عليه فإن لم تفعل فإن جبريل قد دعى عليك بأن يرغم أنفك وأمن على هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني من المواضع التي تجب فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التشهّد، التشهّد الأخير، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهّد الأخير ركن عند بعض العلماء، ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا به، وواجب من واجبات الصلاة عند آخرين، وسنة من السنن عند آخرين، ففي المسألة ثلاثة أقوال، فمن العلماء من قال: إن الصلاة عليه في التشهّد الأخير ركن لا تصح الصلاة إلا به، ومنهم من قال إنه واجب لا تصح الصلاة إلا به ما لم يسه الإنسان عنه فإن الصلاة تصح ويجبر بسجود السهو، ومنهم من قال إن ذلك سنّة.
أخي العزيز أخبرني عن هذه الأقوال؟
الطالب : مواضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهّد الأخير؟
الطالب : ...
الشيخ : هل هي واجبة أو لا؟
الطالب : بعضهم يقول إنها واجبة وبعضهم يقول إنها سنة.
الشيخ : والبعض؟
الطالب : ...
الشيخ : بعض أهل العلم يقول إنها واجبة، والبعض الآخر يقول إنها سنّة، والبعض الثالث يقول إنها ركن من أركان الصلاة، استرح.
ما الفرق بين الركن والواجب في الصلاة؟
الفرق أن الركن لا تصح الصلاة إلا به، حتى لو سهوت عنه وجب عليك أن تأتي به وتسجد للسهو، والواجب إذا تركته سهوا لم يجب عليك الإتيان به ووجب عليك سجود السهو، هذا هو الفرق بينهما.
(( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).
الثاني من المواضع التي تجب فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التشهّد، التشهّد الأخير، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهّد الأخير ركن عند بعض العلماء، ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا به، وواجب من واجبات الصلاة عند آخرين، وسنة من السنن عند آخرين، ففي المسألة ثلاثة أقوال، فمن العلماء من قال: إن الصلاة عليه في التشهّد الأخير ركن لا تصح الصلاة إلا به، ومنهم من قال إنه واجب لا تصح الصلاة إلا به ما لم يسه الإنسان عنه فإن الصلاة تصح ويجبر بسجود السهو، ومنهم من قال إن ذلك سنّة.
أخي العزيز أخبرني عن هذه الأقوال؟
الطالب : مواضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهّد الأخير؟
الطالب : ...
الشيخ : هل هي واجبة أو لا؟
الطالب : بعضهم يقول إنها واجبة وبعضهم يقول إنها سنة.
الشيخ : والبعض؟
الطالب : ...
الشيخ : بعض أهل العلم يقول إنها واجبة، والبعض الآخر يقول إنها سنّة، والبعض الثالث يقول إنها ركن من أركان الصلاة، استرح.
ما الفرق بين الركن والواجب في الصلاة؟
الفرق أن الركن لا تصح الصلاة إلا به، حتى لو سهوت عنه وجب عليك أن تأتي به وتسجد للسهو، والواجب إذا تركته سهوا لم يجب عليك الإتيان به ووجب عليك سجود السهو، هذا هو الفرق بينهما.
(( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).
تفسير قوله تعالى:" إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا "
الشيخ : ثم قال الله تعالى (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )).
(( إن الذين يؤذون الله ورسوله )) هل أحد يستطيع أن يؤذي الله ورسوله؟ الجواب نعم، لأن الله أثبت ذلك فقال (( إن الذين يؤذون الله ورسوله ))، كيف أذية الله؟ استمع إليها من كلام الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار ) فقال الله تعالى في الحديث القدسي ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ).
أما أذية الرسول عليه الصلاة والسلام فقد أوذي صلى الله عليه وسلم من المشركين ومن المنافقين أذى عظيما، سُبّ ووصف بأنه ساحر، شاعر، كاهن، مجنون وأوذي حتى في الأمور التي لا يؤذى بها أحد دونه، كما كانت قريش يضعون القاذورات عند عتبة بابه، وكما وضعوا عليه سلا الجزور وهو ساجد تحت الكعبة، فهم بلا شك يؤذون الرسول عليه الصلاة والسلام، أذية الله ذكرت لكم مثالا منها وهي سب الدهر، يقول الإنسان مثلا: ما أقبح هذا الدهر، ما أقبح هذا الدهر، ويسبه ويلعنه، لعنة الله على هذا الدهر، وما أشبه ذلك، وما يدري المسكين أنه بسبه هذا قد سب من؟ قد سب الله، لأن مدبّر الدهر هو الله، الدهر زمن من الأزمان مخلوق لله، يفعل الله فيه ما يشاء، فإذا سببت الدهر فقد سببت ربّك، ولهذا قال تعالى ( يسب الدهر وأنا الدهر ) ومعنى قوله ( أنا الدهر ) ما ذكره بقوله ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) وإلا فإن الله ليس هو الدهر، لأن الدهر هو الزمن والوقت، ولكن الله هو رب الدهر الذي يتصرف فيه كما يشاء ويدبّره كما يشاء، ولهذا قال: ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ).
فإن قال قائل: كيف تجمع بين إثبات الأذية وبين قوله تعالى ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ) فنفى الله سبحانه وتعالى أن يبلغ أحد ضرّه، وقال الله عزّ وجلّ (( فلن يضروا الله شيئا )) فنفى الله الضرر عن نفسه، وأثبت الأذية فهل بين هذا وهذا تناقض؟
الجواب: لا، لأنه لا يلزم من الأذية الضرر، لا يلزم من الأذية الضرر، يعني قد تحصل الأذية ولا يحصل الضرر.
أرأيت لو أن شخصا صلى إلى جنبك وقد أكل ثوما أو بصلا فإنك تتأذّى بإيش؟ برائحته، وهل تتضرر؟ لا، لا تتضرر، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أكل بصلا أو ثوما قال ( فلا يقربنّ مساجدنا فإنّ الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه الإنسان )، لأنّ الذي يأتي إلى المسجد وقد أكل بصلا أو ثوما ولم تذهب رائحته فإنه يؤذي الملائكة، يؤذيها لأن الملائكة في مساجد الله، ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يدخل الرجل المسجد وفيه رائحة البصل والثوم والكراث، وما أشبهها لئلا تتأذى منه الملائكة.
يقول الله عزّ وجلّ (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدّنيا والآخرة وأعدّ الله لهم عذابا مهينا )) (( لعنهم )) قال العلماء: اللّعن هو الطّرد والإبعاد عن رحمة الله، فإذا قلت: لعن الله فلانا فقد دعوت الله أن يطرده عن رحمته، وهذا من أعظم ما يكون على المدعو عليهم، ولهذا جاء في الحديث ( لعن المؤمن كقتله ) يعني: أنّ اللعن يؤدّي إلى هلاك الملعون وإلى فساد أمره، كما أنّ القتل يؤدّي إلى هلاكه وفساد أمره.
إذن (( لعنهم الله )) يعني إيش؟ طردهم وأبعدهم عن رحمته.
(( في الدنيا والآخرة )) ولهذا من آذى الله عزّ وجلّ فإنّ الغالب عليه أن لا يهتدي والعياذ بالله، ومن آذى رسول الله فإن الغالب عليه أن لا يهتدي، وإن كان الإنسان قد يهتدي والله على كل شيء قدير كما هدى الله تعالى أقواما كثيرين من المشركين الذين يؤذون الله ورسوله، ولكن القلوب بيد الله عزّ وجلّ.
(( إن الذين يؤذون الله ورسوله )) هل أحد يستطيع أن يؤذي الله ورسوله؟ الجواب نعم، لأن الله أثبت ذلك فقال (( إن الذين يؤذون الله ورسوله ))، كيف أذية الله؟ استمع إليها من كلام الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار ) فقال الله تعالى في الحديث القدسي ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ).
أما أذية الرسول عليه الصلاة والسلام فقد أوذي صلى الله عليه وسلم من المشركين ومن المنافقين أذى عظيما، سُبّ ووصف بأنه ساحر، شاعر، كاهن، مجنون وأوذي حتى في الأمور التي لا يؤذى بها أحد دونه، كما كانت قريش يضعون القاذورات عند عتبة بابه، وكما وضعوا عليه سلا الجزور وهو ساجد تحت الكعبة، فهم بلا شك يؤذون الرسول عليه الصلاة والسلام، أذية الله ذكرت لكم مثالا منها وهي سب الدهر، يقول الإنسان مثلا: ما أقبح هذا الدهر، ما أقبح هذا الدهر، ويسبه ويلعنه، لعنة الله على هذا الدهر، وما أشبه ذلك، وما يدري المسكين أنه بسبه هذا قد سب من؟ قد سب الله، لأن مدبّر الدهر هو الله، الدهر زمن من الأزمان مخلوق لله، يفعل الله فيه ما يشاء، فإذا سببت الدهر فقد سببت ربّك، ولهذا قال تعالى ( يسب الدهر وأنا الدهر ) ومعنى قوله ( أنا الدهر ) ما ذكره بقوله ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) وإلا فإن الله ليس هو الدهر، لأن الدهر هو الزمن والوقت، ولكن الله هو رب الدهر الذي يتصرف فيه كما يشاء ويدبّره كما يشاء، ولهذا قال: ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ).
فإن قال قائل: كيف تجمع بين إثبات الأذية وبين قوله تعالى ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ) فنفى الله سبحانه وتعالى أن يبلغ أحد ضرّه، وقال الله عزّ وجلّ (( فلن يضروا الله شيئا )) فنفى الله الضرر عن نفسه، وأثبت الأذية فهل بين هذا وهذا تناقض؟
الجواب: لا، لأنه لا يلزم من الأذية الضرر، لا يلزم من الأذية الضرر، يعني قد تحصل الأذية ولا يحصل الضرر.
أرأيت لو أن شخصا صلى إلى جنبك وقد أكل ثوما أو بصلا فإنك تتأذّى بإيش؟ برائحته، وهل تتضرر؟ لا، لا تتضرر، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أكل بصلا أو ثوما قال ( فلا يقربنّ مساجدنا فإنّ الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه الإنسان )، لأنّ الذي يأتي إلى المسجد وقد أكل بصلا أو ثوما ولم تذهب رائحته فإنه يؤذي الملائكة، يؤذيها لأن الملائكة في مساجد الله، ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يدخل الرجل المسجد وفيه رائحة البصل والثوم والكراث، وما أشبهها لئلا تتأذى منه الملائكة.
يقول الله عزّ وجلّ (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدّنيا والآخرة وأعدّ الله لهم عذابا مهينا )) (( لعنهم )) قال العلماء: اللّعن هو الطّرد والإبعاد عن رحمة الله، فإذا قلت: لعن الله فلانا فقد دعوت الله أن يطرده عن رحمته، وهذا من أعظم ما يكون على المدعو عليهم، ولهذا جاء في الحديث ( لعن المؤمن كقتله ) يعني: أنّ اللعن يؤدّي إلى هلاك الملعون وإلى فساد أمره، كما أنّ القتل يؤدّي إلى هلاكه وفساد أمره.
إذن (( لعنهم الله )) يعني إيش؟ طردهم وأبعدهم عن رحمته.
(( في الدنيا والآخرة )) ولهذا من آذى الله عزّ وجلّ فإنّ الغالب عليه أن لا يهتدي والعياذ بالله، ومن آذى رسول الله فإن الغالب عليه أن لا يهتدي، وإن كان الإنسان قد يهتدي والله على كل شيء قدير كما هدى الله تعالى أقواما كثيرين من المشركين الذين يؤذون الله ورسوله، ولكن القلوب بيد الله عزّ وجلّ.
3 - تفسير قوله تعالى:" إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا " أستمع حفظ
بيان حكم لعن المؤمن
الشيخ : وهنا نسأل ما حكم لعن المؤمن؟
الجواب: لعن المؤمن من كبائر الذنوب، ولهذا جاء في الحديث أن اللعنة إذا وجّهت لشخص فإن كان أهلا لها فهو أهل لها، وإن لم يكن أهلا لها عادت إلى قائلها، تعود إلى قائلها، فاحذر أن تلعن شخصا ليس بأهل للعن.
ولعن المعين حرام حتى ولو كان كافرا، فإنه لا يجوز لك أن تلعنه، لأن الله تعالى قد يرحمه ويهديه للإسلام، ولما لعن النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل وغيره من أئمة الكفر، قال الله تعالى له (( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )).
أما إذا كان المعين قد مات على الكفر فلا بأس بلعنه، كما لو علمت أن شخصا من الناس مات على الكفر فإن لعنه جائز، ولكن مع ذلك ليس من الأفضل أن تلعنه، لأن المؤمن ليس باللعّان ولا بالطعّان، وقد كفاك الله عزّ وجلّ فإنّ الكافر إذا مات على كفره فهو ملعون، كما قال تعالى في هذه الآيات (( إن الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليّا ولا نصيرا )).
الجواب: لعن المؤمن من كبائر الذنوب، ولهذا جاء في الحديث أن اللعنة إذا وجّهت لشخص فإن كان أهلا لها فهو أهل لها، وإن لم يكن أهلا لها عادت إلى قائلها، تعود إلى قائلها، فاحذر أن تلعن شخصا ليس بأهل للعن.
ولعن المعين حرام حتى ولو كان كافرا، فإنه لا يجوز لك أن تلعنه، لأن الله تعالى قد يرحمه ويهديه للإسلام، ولما لعن النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل وغيره من أئمة الكفر، قال الله تعالى له (( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )).
أما إذا كان المعين قد مات على الكفر فلا بأس بلعنه، كما لو علمت أن شخصا من الناس مات على الكفر فإن لعنه جائز، ولكن مع ذلك ليس من الأفضل أن تلعنه، لأن المؤمن ليس باللعّان ولا بالطعّان، وقد كفاك الله عزّ وجلّ فإنّ الكافر إذا مات على كفره فهو ملعون، كما قال تعالى في هذه الآيات (( إن الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليّا ولا نصيرا )).
تفسير قوله تعالى:" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ".
الشيخ : ثم قال (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) أذية المؤمنين تكون بالقول وتكون بالفعل فأذيّة المؤمنين بالقول مثل السب والشتم واللعن والرمي بالكذب وغير ذلك، هذا من الأذية القولية، الأذية الفعلية مثل الضرب باليد أو بالرجل أو بغير ذلك مما يؤذيه، ومن ذلك أيضا: أخذ ماله وكتم حقّه، وغير هذا من أنواع الأذية، فمن آذى المؤمنين (( فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا )).
هذا ما أردنا أن نتكلم عنه حول هذه الآيات التي سمعناها في قراءة إمامنا لصلاة الفجر، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتّعظين بكلامه.
هذا ما أردنا أن نتكلم عنه حول هذه الآيات التي سمعناها في قراءة إمامنا لصلاة الفجر، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتّعظين بكلامه.
5 - تفسير قوله تعالى:" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ". أستمع حفظ
الحث على الاهتمام بأمر المسلمين، وبيان تعريف العبادة
الشيخ : أما ما أريد أن أكمل به لقائي هذا، فإني أقول: إن كثيرا من المسلمين اليوم في غفلة عن شؤون دينهم، أكثرهم يسعى للدنيا كأنما خلق لها، تجده مشتغلا عن الآخرة ببيعه وشرائه وأهله وولده، وكأنما خلق لهذا، مع أن الله تعالى قال في كتابه (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ))، ولكن عبادة الله مبنية على أمرين: على الإخلاص لله عزّ وجلّ، وعلى المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإخلاص ما ضدّه؟ الشرك، والاتّباع ضدّه الابتداع، ولهذا لا يقبل الله عبادة فيها شرك ولا يقبل عبادة هي بدعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )، وقال صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي: مردود عليه، ولنمثّل لشيء من أنواع الشرك.
الإخلاص ما ضدّه؟ الشرك، والاتّباع ضدّه الابتداع، ولهذا لا يقبل الله عبادة فيها شرك ولا يقبل عبادة هي بدعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )، وقال صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي: مردود عليه، ولنمثّل لشيء من أنواع الشرك.
الكلام على الرياء وأنه من الشرك
الشيخ : فمن أنواع الشرك الرياء.
الرياء أن يقوم الإنسان يصلي مثلا فيزين صلاته، لأنه رأى الناس يلحظونه فأراد أن يتزين عندهم، فصلى صلاة يطمئن فيها، ولو صلى وحده في البيت لم يطمئن، نقول: هذا مراء، وإذا كان مرائيا فقد أشرك بالله في هذا العمل، فهل يكون ذلك مقبولا أو لا؟ أجيبوا يا جماعة؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، غير مقبول، لأن الله يقول ( من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
كذلك أيضا، رجل تصدّق بصدقة من أجل أن يقول الناس ما أكرم هذا الرجل وما أنفعه للفقراء، فهل تقبل هذه الصدقة؟ لا، لماذا؟ لأنها متضمّنة للشرك بالله، والله أغنى الشركاء عن الشرك.
رجل جاهد وقاتل الكفار من أجل أن يقال: ما أشجع، هذا الرجل، ما أقومه في الجهاد، فنقول إن جهاده مردود عليه وليس له منه حظّ، لأنه أشرك فيه مع الله.
رجل حجّ من أجل أن يقول الناس: إن فلانا حاجّ، فهل له أجر؟ لا، لأنه أشرك مع الله غيره.
فالمسألة خطيرة جدّا للغاية، الشرك قلّ أن يتخلصّ منه أحد، حتى قال بعض السلف: ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص، لأن الإخلاص عمل القلب وهو شديد على النفوس، بخلاف العمل الظاهر، فإنه يسهل على الإنسان أن يحسّنه، لكن العمل الباطن هو الشيء المهم.
الرياء أن يقوم الإنسان يصلي مثلا فيزين صلاته، لأنه رأى الناس يلحظونه فأراد أن يتزين عندهم، فصلى صلاة يطمئن فيها، ولو صلى وحده في البيت لم يطمئن، نقول: هذا مراء، وإذا كان مرائيا فقد أشرك بالله في هذا العمل، فهل يكون ذلك مقبولا أو لا؟ أجيبوا يا جماعة؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، غير مقبول، لأن الله يقول ( من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
كذلك أيضا، رجل تصدّق بصدقة من أجل أن يقول الناس ما أكرم هذا الرجل وما أنفعه للفقراء، فهل تقبل هذه الصدقة؟ لا، لماذا؟ لأنها متضمّنة للشرك بالله، والله أغنى الشركاء عن الشرك.
رجل جاهد وقاتل الكفار من أجل أن يقال: ما أشجع، هذا الرجل، ما أقومه في الجهاد، فنقول إن جهاده مردود عليه وليس له منه حظّ، لأنه أشرك فيه مع الله.
رجل حجّ من أجل أن يقول الناس: إن فلانا حاجّ، فهل له أجر؟ لا، لأنه أشرك مع الله غيره.
فالمسألة خطيرة جدّا للغاية، الشرك قلّ أن يتخلصّ منه أحد، حتى قال بعض السلف: ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص، لأن الإخلاص عمل القلب وهو شديد على النفوس، بخلاف العمل الظاهر، فإنه يسهل على الإنسان أن يحسّنه، لكن العمل الباطن هو الشيء المهم.
الكلام على البدعة وأمثلتها
الشيخ : البدعة نمثل لها بأمثلة كثيرة، منها: لو أن أحدا أنشأ ذكرا معيّنا بعدد معين، فإن ذلك لا يقبل منه، لأنه لم يَرِد.
لو قال: أنا سأجعل لنفسي وردا أذكر الله في اليوم ألف مرة ويحدّده ويعيّنه ويواظب عليه، قلنا: هذا من البدع، لكن لو كان يذكر الله دائما وأبدا، قلنا: هذا ليس من البدع، لأن الله يقول (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبّحوه بكرة وأصيلا )) لكن البدعة أن تحدد عددا معيّنا لم يحدّده الشرع. من ذلك أيضا: لو أن الإنسان كلما رأى شيئا يعجبه، صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذا ليس من السّنّة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل للناس كلما رأيتم ما يعجبكم فصلوا علي، بل كان عليه الصلاة والسلام إذا رأى شيئا يعجبه من الدنيا قال: ( لبيك إن العيش عيش الآخرة )، استمع: إذا رأى ما يعجبه من الدنيا قال ( لبيك إن العيش عيش الآخرة ) نحن نرى سيارات فخمة، ونرى قصورا مشيدة، ونرى أشياء كثيرة تعجبنا من الدنيا، قد تتعلق قلوبنا بهذا الذي رأينا، فما دواء ذلك؟ دواؤه ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أن تقول إيش؟ ( لبيك إن العيش عيش الآخرة )، لماذا أقول لبيك؟ لأن هذا الذي يعجبني من الدنيا قد يصرفني عن الله فأقول لبيك، أي: إجابة لك، ولأن هذا الذي في الدنيا قد يعجبني وأظن أنه هو النعيم، فأقول لنفسي إن العيش عيش الآخرة، لأن عيش الدنيا مهما كان فإنه زائل، أو يزول المنعّم به، الدنيا لا بد فيها إما من زوال النعيم، وإما من زوال المنعّم ولابد، كما قال الله تعالى (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )).
أيها الإخوة كل عبادة لابد فيها من شرطين، ما هما؟
الطالب : الإخلاص والمتابعة.
الشيخ : نعم، الإخلاص والاتباع.
الإخلاص بأن تنوي بالعبادة وجه الله والدار الآخرة.
المتابعة أن تتّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما شرعه.
لو قال: أنا سأجعل لنفسي وردا أذكر الله في اليوم ألف مرة ويحدّده ويعيّنه ويواظب عليه، قلنا: هذا من البدع، لكن لو كان يذكر الله دائما وأبدا، قلنا: هذا ليس من البدع، لأن الله يقول (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبّحوه بكرة وأصيلا )) لكن البدعة أن تحدد عددا معيّنا لم يحدّده الشرع. من ذلك أيضا: لو أن الإنسان كلما رأى شيئا يعجبه، صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذا ليس من السّنّة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل للناس كلما رأيتم ما يعجبكم فصلوا علي، بل كان عليه الصلاة والسلام إذا رأى شيئا يعجبه من الدنيا قال: ( لبيك إن العيش عيش الآخرة )، استمع: إذا رأى ما يعجبه من الدنيا قال ( لبيك إن العيش عيش الآخرة ) نحن نرى سيارات فخمة، ونرى قصورا مشيدة، ونرى أشياء كثيرة تعجبنا من الدنيا، قد تتعلق قلوبنا بهذا الذي رأينا، فما دواء ذلك؟ دواؤه ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أن تقول إيش؟ ( لبيك إن العيش عيش الآخرة )، لماذا أقول لبيك؟ لأن هذا الذي يعجبني من الدنيا قد يصرفني عن الله فأقول لبيك، أي: إجابة لك، ولأن هذا الذي في الدنيا قد يعجبني وأظن أنه هو النعيم، فأقول لنفسي إن العيش عيش الآخرة، لأن عيش الدنيا مهما كان فإنه زائل، أو يزول المنعّم به، الدنيا لا بد فيها إما من زوال النعيم، وإما من زوال المنعّم ولابد، كما قال الله تعالى (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )).
أيها الإخوة كل عبادة لابد فيها من شرطين، ما هما؟
الطالب : الإخلاص والمتابعة.
الشيخ : نعم، الإخلاص والاتباع.
الإخلاص بأن تنوي بالعبادة وجه الله والدار الآخرة.
المتابعة أن تتّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما شرعه.
الأصل في العبادات المنع إلا ما قام الدليل على شرعه والأصل في غيرها الحل إلا ما قام الدليل على منعه
الشيخ : وهنا قاعدة نافعة في هذا الباب، وهو أن الأصل في العبادات المنع، إلا ما قام الدليل على شرعه.
والأصل في غير العبادات الحل، إلا ما قام الدليل على منعه. فالأصل في العبادات المنع، إلا ما دل الدليل على شرعه، والأصل في غير العبادات الحل، إلا ما قام الدليل على منعه. هذه القاعدة في الحقيقة قاعدة أصولية فقهية، تنفع الإنسان في أمور كثيرة.
فلو أن رجلين تنازعا، تنازعا في حل شيء يؤكل، فقال أحدهما حرام، وقال الثاني حلال، فبمن نأخذ بقول من قال بالحل أو بالتحريم؟ بالحل، لأن الله قال (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )).
عقد رجلان عقد بيع، فقال شخص: هو حرام، وقال آخر هو حلال فمن نقول بقوله؟ يا جماعة!
الطالب : ...
الشيخ : من قال إنه حلال، فإذا قال إنسان إن هذا العقد حرام، قلنا أين الدليل؟ لأن الأصل الإباحة.
قام رجل يعبد الله عزّ وجلّ بعبادة فأنكر عليه آخر، وقال: ما الدليل على أن هذه عبادة؟ فبمن نأخذ بقول من منع هذه العبادة إلا بدليل أو من أباحها؟ من منعها، ولهذا كل إنسان يتعبّد لله بعبادة يطالب بالدليل، ويقال: أين دليلك على هذا، لأن الله أنكر على من شرعوا لعباد الله ما لم يأذن به الله، فهو الذي يطالب بالدليل.
وأما إذا عقد عقدا أو تناول شيئا أو ما أشبه ذلك مما سوى العبادات، فإن الأصل الحل، فلا يطالب الفاعل بالدليل، وإنما يطالب المانع، لأن الأصل هو الحل.
هذه قاعدة أحب من طلبة العلم أن يعوها، لأنه يدخل فيها مسائل كثيرة لا يعلمها إلا الله عزّ وجلّ.
ولنتفرغ الآن للأسئلة، نظرا لأن الوقت ضيق، والناس يريدون أن يذهبوا إلى مدارسهم.
سؤال؟ نعم، وأنت قائم!
السائل : ...
الشيخ : نعم، استرح.
والأصل في غير العبادات الحل، إلا ما قام الدليل على منعه. فالأصل في العبادات المنع، إلا ما دل الدليل على شرعه، والأصل في غير العبادات الحل، إلا ما قام الدليل على منعه. هذه القاعدة في الحقيقة قاعدة أصولية فقهية، تنفع الإنسان في أمور كثيرة.
فلو أن رجلين تنازعا، تنازعا في حل شيء يؤكل، فقال أحدهما حرام، وقال الثاني حلال، فبمن نأخذ بقول من قال بالحل أو بالتحريم؟ بالحل، لأن الله قال (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )).
عقد رجلان عقد بيع، فقال شخص: هو حرام، وقال آخر هو حلال فمن نقول بقوله؟ يا جماعة!
الطالب : ...
الشيخ : من قال إنه حلال، فإذا قال إنسان إن هذا العقد حرام، قلنا أين الدليل؟ لأن الأصل الإباحة.
قام رجل يعبد الله عزّ وجلّ بعبادة فأنكر عليه آخر، وقال: ما الدليل على أن هذه عبادة؟ فبمن نأخذ بقول من منع هذه العبادة إلا بدليل أو من أباحها؟ من منعها، ولهذا كل إنسان يتعبّد لله بعبادة يطالب بالدليل، ويقال: أين دليلك على هذا، لأن الله أنكر على من شرعوا لعباد الله ما لم يأذن به الله، فهو الذي يطالب بالدليل.
وأما إذا عقد عقدا أو تناول شيئا أو ما أشبه ذلك مما سوى العبادات، فإن الأصل الحل، فلا يطالب الفاعل بالدليل، وإنما يطالب المانع، لأن الأصل هو الحل.
هذه قاعدة أحب من طلبة العلم أن يعوها، لأنه يدخل فيها مسائل كثيرة لا يعلمها إلا الله عزّ وجلّ.
ولنتفرغ الآن للأسئلة، نظرا لأن الوقت ضيق، والناس يريدون أن يذهبوا إلى مدارسهم.
سؤال؟ نعم، وأنت قائم!
السائل : ...
الشيخ : نعم، استرح.
9 - الأصل في العبادات المنع إلا ما قام الدليل على شرعه والأصل في غيرها الحل إلا ما قام الدليل على منعه أستمع حفظ
قلتم أنه لا يجوز لعن المعين فكيف الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض ".؟
السائل : يقول السائل : إنك ذكرت أنه لا يجوز لعن المعين، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من هو مسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: ( لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من غيّر منار الأرض، لعن الله من آوى محدثا ) أربعة جمعهم؟
الشيخ : فيقال: أما من ذبح لغير الله فهو مشرك، وأما من لعن والديه فليس بمشرك، لكنه فاعل كبيرة، وقد سئل الرسول عليه الصلاة والسلام ( كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسبّ أبا الرّجل فيسبّ أباه، ويسبّ أمّه فيسبّ أمّه )، وذلك لأنه لا يعقل أن شخصا يقول لأبيه: لعنك الله، أو يقول لأمّه لعنك الله، ولكنه يلعن أبا الرجل فيأخذ الرجل بالثأر، فيلعن أباه، مثل أن يقول لعن الله أباك فيقول الثاني بل لعن الله أباك أنت وهكذا.
( لعن الله من آوى محدثا ) إيواء المحدث أن يحدث شخص حدثا في الإسلام فتؤيه وتناصره وتدافع عنه.
( لعن الله من غيَّر منار الأرض ) منار الأرض يعني علامتها التي تفصل بين الجيران، فإذا غيرها الإنسان فقدّمها وأدخل من الأراضي ما ليس له فإنه ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول ما الجواب عن هذا؟
والجواب عن ذلك: أن نقول إن اللعن على وجهين، لعن معيّن بشخص، ولعن معيّن بوصف، فاللعن المعين بشخص لا يجوز إلا لمن مات على الكفر، واللعن المعين بوصف جائز، فقوله ( لعن الله من لعن والديه ) هل هذا معيّن بشخص أو بوصف؟ بوصف من لعن والديه، ولهذا يجوز أن تقول: لعن الله من لعن والديه، لعن الله الظالمين، لعن الله الكاذبين، وما أشبه ذلك، ففرق بين اللعن المعين بشخص، واللعن المعين بوصف.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، فهذه بعض الأسئلة.
الشيخ : فيقال: أما من ذبح لغير الله فهو مشرك، وأما من لعن والديه فليس بمشرك، لكنه فاعل كبيرة، وقد سئل الرسول عليه الصلاة والسلام ( كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسبّ أبا الرّجل فيسبّ أباه، ويسبّ أمّه فيسبّ أمّه )، وذلك لأنه لا يعقل أن شخصا يقول لأبيه: لعنك الله، أو يقول لأمّه لعنك الله، ولكنه يلعن أبا الرجل فيأخذ الرجل بالثأر، فيلعن أباه، مثل أن يقول لعن الله أباك فيقول الثاني بل لعن الله أباك أنت وهكذا.
( لعن الله من آوى محدثا ) إيواء المحدث أن يحدث شخص حدثا في الإسلام فتؤيه وتناصره وتدافع عنه.
( لعن الله من غيَّر منار الأرض ) منار الأرض يعني علامتها التي تفصل بين الجيران، فإذا غيرها الإنسان فقدّمها وأدخل من الأراضي ما ليس له فإنه ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول ما الجواب عن هذا؟
والجواب عن ذلك: أن نقول إن اللعن على وجهين، لعن معيّن بشخص، ولعن معيّن بوصف، فاللعن المعين بشخص لا يجوز إلا لمن مات على الكفر، واللعن المعين بوصف جائز، فقوله ( لعن الله من لعن والديه ) هل هذا معيّن بشخص أو بوصف؟ بوصف من لعن والديه، ولهذا يجوز أن تقول: لعن الله من لعن والديه، لعن الله الظالمين، لعن الله الكاذبين، وما أشبه ذلك، ففرق بين اللعن المعين بشخص، واللعن المعين بوصف.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، فهذه بعض الأسئلة.
10 - قلتم أنه لا يجوز لعن المعين فكيف الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض ".؟ أستمع حفظ
امرأة غطت وجهها في الحج فأفتاها بعض طلبة العلم بكشف وجهها مع الفدية فما رأيكم.؟
السائل : يقول السائل أشهد الله أني أحبّك في الله، وسؤالي هو أن امرأة كانت مغطيّة وجهها في الحج لكثرة الرجال فرآها بعض طلبة العلم، وقال: أنها تكشف وتهدي، فما رأي فضيلتكم في هذا؟
الشيخ : أقول لهذا الأخ أحبّك الله الذي أحببتنا فيه، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعا من أحبابه، وأن يلقي في قلوبنا المحبّة والمودة لله ولرسوله وللمؤمنين.
أما ما ذكر عن امرأة محرمة غطّت وجهها، فقال لها بعض الناس غطّ وجهك؟
الطالب : ...
الشيخ : اكشفي وجهك وعليك الفدية، فإني أقول: إن المرأة إذا كانت محرمة فإن السّنّة أن تكشف وجهها، إلا إذا كان حولها رجال غير محارم فإن الواجب عليها أن تستر وجهها، لحديث عائشة رضي الله عنها، قالت ( كنا نكشف وجوهنا فإذا حاذانا الرجال غطّينا وجوهنا )، وهذا هو ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة والنظر الصحيح أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها سواء كانت محرمة أو غير محرمة، وإذا غطّت وجهها من أجل قربها من الرجال فإنه ليس عليه فدية، لأنها فعلت ما أمرت به.
وأما فتوى هذا الذي أفتاها فهي غلط من وجهين، الوجه الأول: قوله إنها تكشف وجهها فإن المرأة لا يجوز أن تكشف وجهها وحولها رجال غير محارم.
والوجه الثاني: قوله إن عليها الفدية.
إذن هذا الرجل الذي أفتاه يعتبر جاهلا، جاهلا مركبا أو جاهلا جهلا بسيطا؟ أجيبوا يا جماعة!
الطالب : جهلا مركبا.
الشيخ : جاهلا جهلا مركبا، لأنه مركب من جهله بالحكم، ومن جهله بنفسه إذ أنه يظن أنه عالم وهو جاهل، فهو جاهل جهلا مركبا، والجهل المركب أشد من الجهل البسيط، لماذا؟ لأن الجاهل المركب يظن أنه عالم فيبقى على جهله، والجاهل البسيط يعلم أنه جاهل فيطلب العلم.
ولا أضرّ على المسلمين من أولئك الذين يفتون الناس بغير علم، مع أن القول على الله بغير علم من كبائر الذنوب قال الله تعالى (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على ما لا تعلمون )) فالقول على الله بلا علم في أسمائه وصفاته وأحكامه كله حرام لا يحل.
هذا الرجل نقول إنه جاهل جهلا مركبا، والجاهل البسيط خير منه.
ويذكر أن رجلا يسمى توما، وكان راكبا على حمار له، فقيل على لسان الحمار:
" قال حمار الحكيم توما ** لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط ** وصاحبي جاهل مركب "
هذا القول على لسان الحمار، يقول الحمار: أنا خير من راكبي، لماذا؟ لأن الحمار جاهل، لكن جهله بسيط، وصاحبه جاهل وجهله مركب.
وبعد، فإني أحذر إخواني أن يفتوا بغير علم، ولكن قد يقول قائل: إذا سمع العامي عالما يقول بهذا فهل يجوز أن يفتي بقول هذا العالم؟ نقول: نعم، لكن ينسب القول إلى العالم لا إلى نفسه، فيقول مثلا: سمعت فلانا يقول كذا وكذا، وهذا ليس من باب الفتوى ولكنه من باب النقل، من باب نقل العلم، ونسبة العلم إلى قائله، أما أن يصدّر نفسه للفتوى وهو جاهل فإن هذا حرام ولا يجوز.
السائل : ...
الشيخ : على كل حال هي إذا كانت قد أدّت الفدية فليس عليها شيء، لأنها ظنّت أن هذا الرجل عالم، لكن الإثم على من أفتاها.
الشيخ : أقول لهذا الأخ أحبّك الله الذي أحببتنا فيه، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعا من أحبابه، وأن يلقي في قلوبنا المحبّة والمودة لله ولرسوله وللمؤمنين.
أما ما ذكر عن امرأة محرمة غطّت وجهها، فقال لها بعض الناس غطّ وجهك؟
الطالب : ...
الشيخ : اكشفي وجهك وعليك الفدية، فإني أقول: إن المرأة إذا كانت محرمة فإن السّنّة أن تكشف وجهها، إلا إذا كان حولها رجال غير محارم فإن الواجب عليها أن تستر وجهها، لحديث عائشة رضي الله عنها، قالت ( كنا نكشف وجوهنا فإذا حاذانا الرجال غطّينا وجوهنا )، وهذا هو ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة والنظر الصحيح أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها سواء كانت محرمة أو غير محرمة، وإذا غطّت وجهها من أجل قربها من الرجال فإنه ليس عليه فدية، لأنها فعلت ما أمرت به.
وأما فتوى هذا الذي أفتاها فهي غلط من وجهين، الوجه الأول: قوله إنها تكشف وجهها فإن المرأة لا يجوز أن تكشف وجهها وحولها رجال غير محارم.
والوجه الثاني: قوله إن عليها الفدية.
إذن هذا الرجل الذي أفتاه يعتبر جاهلا، جاهلا مركبا أو جاهلا جهلا بسيطا؟ أجيبوا يا جماعة!
الطالب : جهلا مركبا.
الشيخ : جاهلا جهلا مركبا، لأنه مركب من جهله بالحكم، ومن جهله بنفسه إذ أنه يظن أنه عالم وهو جاهل، فهو جاهل جهلا مركبا، والجهل المركب أشد من الجهل البسيط، لماذا؟ لأن الجاهل المركب يظن أنه عالم فيبقى على جهله، والجاهل البسيط يعلم أنه جاهل فيطلب العلم.
ولا أضرّ على المسلمين من أولئك الذين يفتون الناس بغير علم، مع أن القول على الله بغير علم من كبائر الذنوب قال الله تعالى (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على ما لا تعلمون )) فالقول على الله بلا علم في أسمائه وصفاته وأحكامه كله حرام لا يحل.
هذا الرجل نقول إنه جاهل جهلا مركبا، والجاهل البسيط خير منه.
ويذكر أن رجلا يسمى توما، وكان راكبا على حمار له، فقيل على لسان الحمار:
" قال حمار الحكيم توما ** لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط ** وصاحبي جاهل مركب "
هذا القول على لسان الحمار، يقول الحمار: أنا خير من راكبي، لماذا؟ لأن الحمار جاهل، لكن جهله بسيط، وصاحبه جاهل وجهله مركب.
وبعد، فإني أحذر إخواني أن يفتوا بغير علم، ولكن قد يقول قائل: إذا سمع العامي عالما يقول بهذا فهل يجوز أن يفتي بقول هذا العالم؟ نقول: نعم، لكن ينسب القول إلى العالم لا إلى نفسه، فيقول مثلا: سمعت فلانا يقول كذا وكذا، وهذا ليس من باب الفتوى ولكنه من باب النقل، من باب نقل العلم، ونسبة العلم إلى قائله، أما أن يصدّر نفسه للفتوى وهو جاهل فإن هذا حرام ولا يجوز.
السائل : ...
الشيخ : على كل حال هي إذا كانت قد أدّت الفدية فليس عليها شيء، لأنها ظنّت أن هذا الرجل عالم، لكن الإثم على من أفتاها.
هل يجوز هذا القول لو أنصف الدهر كنت أركب؟
السائل : هذا يقول قول الشاعر " لو أنصف الدهر كنت أركب " هل يجوز مثل هذا القول؟
الشيخ : فنقول إن الله تعالى قال (( والشعراء يتبعهم الغاوون* ألم تر أنهم في كل واد يهيمون* وأنهم يقولون ما لا يفعلون* إلا الذين آمنوا )) والشيء لا ينسب للدهر، كل ما يقع فإنه بإرادة الله عزّ وجلّ، والله عزّ وجلّ لا يظلم أحدا بل إنه حكم عدل، لكن هذا قول الشاعر وهو قول مردود، نعم.
الشيخ : فنقول إن الله تعالى قال (( والشعراء يتبعهم الغاوون* ألم تر أنهم في كل واد يهيمون* وأنهم يقولون ما لا يفعلون* إلا الذين آمنوا )) والشيء لا ينسب للدهر، كل ما يقع فإنه بإرادة الله عزّ وجلّ، والله عزّ وجلّ لا يظلم أحدا بل إنه حكم عدل، لكن هذا قول الشاعر وهو قول مردود، نعم.
ما حكم قول هذه ليلة سوداء أو هذا يوم أسود؟
السائل : يقول السائل ما حكم قول هذه ليلة سوداء، أو هذا يوم أسود؟
الشيخ : الذي يظهر من هذه العبارة، أي من قول القائل: هذا يوم أسود، وهذه ليلة سوداء، الذي يظهر منها السب، وإذا كان الأمر كذلك فإنكم سمعتم أن الله عزّ وجلّ يقول: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر )، لكن لو أن الإنسان وصف اليوم أو الدهر بوصف شديد، لكن لا يريد السب، وإنما يريد الخبر فقط، فإن ذلك لا بأس به، كما قال لوط عليه الصلاة والسلام (( هذا يوم عصيب )) يعني شديدا، فهذا لا بأس به، ففرق بين من يقول الشيء على وجه السب، وبين من يقوله على وجه الخبر فقط، فالأول حرام عليه أن يقول ما يفضي إلى سب الدهر، والثاني جائز.
الشيخ : الذي يظهر من هذه العبارة، أي من قول القائل: هذا يوم أسود، وهذه ليلة سوداء، الذي يظهر منها السب، وإذا كان الأمر كذلك فإنكم سمعتم أن الله عزّ وجلّ يقول: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر )، لكن لو أن الإنسان وصف اليوم أو الدهر بوصف شديد، لكن لا يريد السب، وإنما يريد الخبر فقط، فإن ذلك لا بأس به، كما قال لوط عليه الصلاة والسلام (( هذا يوم عصيب )) يعني شديدا، فهذا لا بأس به، ففرق بين من يقول الشيء على وجه السب، وبين من يقوله على وجه الخبر فقط، فالأول حرام عليه أن يقول ما يفضي إلى سب الدهر، والثاني جائز.
ورد في حديث "من قال لأخيه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فلا جمعة له" فهل معناه أن الصلاة باطلة. ؟
السائل : يقول السائل ورد في بعض الأحاديث أنه عندما يقول الإنسان لأخيه أنصت فلا جمعة له، فهل معنى ذلك أن تكون الصلاة باطلة؟
الشيخ : نعم، هذا الحديث جاء فيمن يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا، والذي يقول له أنصت لا جمعة له ) ومعنى قوله: ( لا جمعة له ) أي: لا ينال أجر الجمعة وثوابها، وإن كانت صلاة الجمعة مجزئة، لكن فضل الجمعة وثوابها لا يحصل له، هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( لا جمعة له )، إذن لو سمعت شخصا يتكلم والإمام يخطب ماذا تقول؟ لو قلت أنصت فهو حرام وتحرم أجر الجمعة، فماذا أقول؟ بالإشارة، أشير له إشارة، مثلا أضع أصبعي على شفتي هكذا، وأما أن أتكلم ...
الشيخ : نعم، هذا الحديث جاء فيمن يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا، والذي يقول له أنصت لا جمعة له ) ومعنى قوله: ( لا جمعة له ) أي: لا ينال أجر الجمعة وثوابها، وإن كانت صلاة الجمعة مجزئة، لكن فضل الجمعة وثوابها لا يحصل له، هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( لا جمعة له )، إذن لو سمعت شخصا يتكلم والإمام يخطب ماذا تقول؟ لو قلت أنصت فهو حرام وتحرم أجر الجمعة، فماذا أقول؟ بالإشارة، أشير له إشارة، مثلا أضع أصبعي على شفتي هكذا، وأما أن أتكلم ...
اضيفت في - 2006-04-10