فتاوى الحرم النبوي-16a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم النبوي
الكلام على تحقيق التوحيد وبيان فضله وأهميته
الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحضور : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، رحمة للعالمين وقدوة للعاملين، وحجّة على الذين أرسل إليهم أجمعين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها الإخوة الكرام، فإنني أشكر الله عز وجل أن هيّأ لنا هذا اللقاء الذي نرجو أن يكون مباركا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ليلة الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر رجب عام اثني عشر وأربعمئة وألف، ثم أشكر أخانا الشيخ أبا بكر الجزائري أن أتاح لنا الفرصة في أن نجلس بالنيابة عنه في هذا المجلس، وأسأل الله تعالى أن يثيب الجميع وأن يجعل العمل خالصا لله موافقا لشرع الله.
أيها الإخوة إن الأمة كانت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في جاهلية عمياء وضلال على غير هدى وتشتت وتفرّق وقتال وانتحار، ينحر بعضهم بعضا ويضرب بعضهم رقاب بعض، ولما كان الناس في أشد الضرورة إلى الرسالات الإلهية وكانوا إليها أشد حاجة من حاجة الطعام والشراب أرسل الله محمّدا صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل، فبعثه الله عزّ وجلّ في أمّ القرى، وكان أول ما دعى إليه توحيد الله عزّ وجلّ الذي خلق الله من أجله الخلق كما قال تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) أي: ليوحدّوني في العبادة، ومن أجله أرسل الله الرسل كما قال الله تعالى (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )).
ومن أجله من أجل تحقيقه قامت المعارك الكلامية والقتالية بين الرسل وأعدائهم، ولكن كان النصر للرسل وأوليائهم إما في الدنيا وإما في الآخرة، كما قال الله تعالى (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ))، وقال تعالى (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد* يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار )).
وبقي النبي صلى الله عليه وسلم في أول رسالته يدعو الناس إلى تحقيق توحيد الله، بقي على ذلك أكثر من عشر سنوات، لم تفرض عليه لا صلاة ولا زكاة ولا حج، كل هذا من أجل تحقيق التوحيد، لأن الإنسان إذا حقق توحيد الله عزّ وجلّ سهلت عليه بقية العبادات، إذ أن العبادات للتوحيد بمنزلة الماء للشجر، يروّي التوحيد ويبقي حياته فهو الأصل، ولما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إما بسنة أو بثلاث سنوات، لما عرج به صلى الله عليه وسلم فرض الله عليه الصلوات الخمس، ولما هاجر فرض الله عليه الصيام في السنة الثانية من الهجرة، السنة الثانية من الهجرة تمثل بالنسبة للبعثة خمس عشرة سنة، يعني لم يفرض الصيام إلا بعد خمس عشرة سنة من البعثة، ولما فتح الله مكّة في السنة الثامنة من الهجرة وكانت مكّة بلاد إسلام بعد أن كانت بلاد كفر فرض الله عليه الحج.
إذن كل إنسان عاقل يفهم تدرج الشريعة على هذا الوجه يعلم أن أهم شيء في شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في شريعة غيره هو تحقيق التوحيد.
الحضور : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، رحمة للعالمين وقدوة للعاملين، وحجّة على الذين أرسل إليهم أجمعين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها الإخوة الكرام، فإنني أشكر الله عز وجل أن هيّأ لنا هذا اللقاء الذي نرجو أن يكون مباركا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ليلة الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر رجب عام اثني عشر وأربعمئة وألف، ثم أشكر أخانا الشيخ أبا بكر الجزائري أن أتاح لنا الفرصة في أن نجلس بالنيابة عنه في هذا المجلس، وأسأل الله تعالى أن يثيب الجميع وأن يجعل العمل خالصا لله موافقا لشرع الله.
أيها الإخوة إن الأمة كانت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في جاهلية عمياء وضلال على غير هدى وتشتت وتفرّق وقتال وانتحار، ينحر بعضهم بعضا ويضرب بعضهم رقاب بعض، ولما كان الناس في أشد الضرورة إلى الرسالات الإلهية وكانوا إليها أشد حاجة من حاجة الطعام والشراب أرسل الله محمّدا صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل، فبعثه الله عزّ وجلّ في أمّ القرى، وكان أول ما دعى إليه توحيد الله عزّ وجلّ الذي خلق الله من أجله الخلق كما قال تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) أي: ليوحدّوني في العبادة، ومن أجله أرسل الله الرسل كما قال الله تعالى (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )).
ومن أجله من أجل تحقيقه قامت المعارك الكلامية والقتالية بين الرسل وأعدائهم، ولكن كان النصر للرسل وأوليائهم إما في الدنيا وإما في الآخرة، كما قال الله تعالى (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ))، وقال تعالى (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد* يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار )).
وبقي النبي صلى الله عليه وسلم في أول رسالته يدعو الناس إلى تحقيق توحيد الله، بقي على ذلك أكثر من عشر سنوات، لم تفرض عليه لا صلاة ولا زكاة ولا حج، كل هذا من أجل تحقيق التوحيد، لأن الإنسان إذا حقق توحيد الله عزّ وجلّ سهلت عليه بقية العبادات، إذ أن العبادات للتوحيد بمنزلة الماء للشجر، يروّي التوحيد ويبقي حياته فهو الأصل، ولما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إما بسنة أو بثلاث سنوات، لما عرج به صلى الله عليه وسلم فرض الله عليه الصلوات الخمس، ولما هاجر فرض الله عليه الصيام في السنة الثانية من الهجرة، السنة الثانية من الهجرة تمثل بالنسبة للبعثة خمس عشرة سنة، يعني لم يفرض الصيام إلا بعد خمس عشرة سنة من البعثة، ولما فتح الله مكّة في السنة الثامنة من الهجرة وكانت مكّة بلاد إسلام بعد أن كانت بلاد كفر فرض الله عليه الحج.
إذن كل إنسان عاقل يفهم تدرج الشريعة على هذا الوجه يعلم أن أهم شيء في شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في شريعة غيره هو تحقيق التوحيد.
كيف يكون توحيد الله تعالى: التوحيد في العبادة
الشيخ : بأي شيء نوحّد الله؟
أولا: نوحّد الله عزّ وجلّ بالعبادة، لا نعبد غيره، لا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولا زعيما دينيا، ولا زعيم سلطان، وإنما نعبد الله وحده لا شريك له فقط.
أولا: نوحّد الله عزّ وجلّ بالعبادة، لا نعبد غيره، لا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولا زعيما دينيا، ولا زعيم سلطان، وإنما نعبد الله وحده لا شريك له فقط.
التوحيدلله تعالى بالإنابة و الخشية
الشيخ : ثانيا: توحيد الله عزّ وجلّ بالخشية والإنابة، بالخشية والخشية هي الخوف المقرون بالعلم، لأن الخوف قد يكون سببه عظمة المخوف وعلم الخائف بذلك، وحينئذ يكون خشية، وقد يكون سبب الخوف ضعف الخائف وجهله بحقيقة المخوف، وحينئذ نقول: إنه خوف، ولا نقول إنه: خشية، ودليل ذلك قول الله عزّ وجلّ (( إنما يخشى الله من عباده )) من؟ (( العلماء )) العلماء بماذا؟ العلماء بالذرة؟ بالتكنولوجيا؟ بقاعات البحار؟ بطبقات الأرض؟
لا، إنما يخشى الله من عباده العلماء بالله، العلماء بالله وبما له من العظمة، وبما له من الصفات، وبما له من الحقوق، وبما له من الحكمة، وبما له من سلطان، إلى غير ذلك من صفات الله عزّ وجلّ وأحكامه الكونية والشرعية.
هؤلاء هم العلماء، فأفقه الناس وأعلم الناس هم العلماء بالله، إذن أفرد الله بالخشية لا أخشى غير الله،كما قال الله تعالى (( فلا تخشوا الناس واخشوني )) (( أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ))، (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )).
فإن قال قائل: ما علامة خشية الله عزّ وجلّ؟
فالجواب على ذلك سهل: علامة خشية الله أن تتقي الله في السر والعلانية، أن تتقي الله في السر والعلانية، يعني: تمتثل أمر الله وتجتنب نهيه، سواء كنت في سرّ أو في علن، لأنك إنما تخاف من الله وحده، ولا يهمّك الناس، وهذا الأمر يعني الخشية أمر مهم بالنسبة للعباد، لأننا نرى من الناس من يخشى عباد الله أكثر مما يخشى الله، ليس كمن قال الله فيهم (( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )) لا، يخاف لومة اللائم يخشى، وليس ممن بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبادة بن الصامت: ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في المنشط والمكره وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان، وأن تقوموا بالحق، لا تخافوا في الله لومة لائم ).
كثير من الناس مع الأسف عنده دين لكن في مقام الرئاسة أو الجاه أو الشرف يخشى الناس، ويخاف إن ظهر عليهم بشيء أن يفقد منصبه، وهذا الرأي والفكر إنما ورث عن المشركين الذين ردوا ما جاءت به الرسل حفاظا على جاههم وشرفهم، أما المؤمن حقّا فإنه يعلم أنه إذا أسخط الناس برضى الله كانت العاقبة أن يرضى الله عنه ويرضى عنه الناس، أما إذا أرضى الناس بسخط الله كانت العاقبة أن يسخط الله عليه ويسخط عليه الناس، لأن قلوب العباد بيد من؟ بيد الله كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الله يصرفه كيف يشاء ) ثم قال: ( اللهم مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك ) ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك )، القائل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم، فما بالك بنا نحن؟!
لا، إنما يخشى الله من عباده العلماء بالله، العلماء بالله وبما له من العظمة، وبما له من الصفات، وبما له من الحقوق، وبما له من الحكمة، وبما له من سلطان، إلى غير ذلك من صفات الله عزّ وجلّ وأحكامه الكونية والشرعية.
هؤلاء هم العلماء، فأفقه الناس وأعلم الناس هم العلماء بالله، إذن أفرد الله بالخشية لا أخشى غير الله،كما قال الله تعالى (( فلا تخشوا الناس واخشوني )) (( أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ))، (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )).
فإن قال قائل: ما علامة خشية الله عزّ وجلّ؟
فالجواب على ذلك سهل: علامة خشية الله أن تتقي الله في السر والعلانية، أن تتقي الله في السر والعلانية، يعني: تمتثل أمر الله وتجتنب نهيه، سواء كنت في سرّ أو في علن، لأنك إنما تخاف من الله وحده، ولا يهمّك الناس، وهذا الأمر يعني الخشية أمر مهم بالنسبة للعباد، لأننا نرى من الناس من يخشى عباد الله أكثر مما يخشى الله، ليس كمن قال الله فيهم (( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )) لا، يخاف لومة اللائم يخشى، وليس ممن بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبادة بن الصامت: ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في المنشط والمكره وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان، وأن تقوموا بالحق، لا تخافوا في الله لومة لائم ).
كثير من الناس مع الأسف عنده دين لكن في مقام الرئاسة أو الجاه أو الشرف يخشى الناس، ويخاف إن ظهر عليهم بشيء أن يفقد منصبه، وهذا الرأي والفكر إنما ورث عن المشركين الذين ردوا ما جاءت به الرسل حفاظا على جاههم وشرفهم، أما المؤمن حقّا فإنه يعلم أنه إذا أسخط الناس برضى الله كانت العاقبة أن يرضى الله عنه ويرضى عنه الناس، أما إذا أرضى الناس بسخط الله كانت العاقبة أن يسخط الله عليه ويسخط عليه الناس، لأن قلوب العباد بيد من؟ بيد الله كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الله يصرفه كيف يشاء ) ثم قال: ( اللهم مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك ) ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك )، القائل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم، فما بالك بنا نحن؟!
أقسام العلماء، والرد على الاشتراكية
الشيخ : إن الناس في هذا المقام ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، وأعني بذلك العلماء، ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: علماء دولة، وعلماء أمة، وعلماء ملة، كم الأقسام؟
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : ثلاثة، علماء دولة، وعلماء أمة، وعلماء ملة.
علماء الدولة هم الذين ينظرون ماذا تريد الدولة فيجعلونه الحق ولو كان باطلا، هؤلاء على خطر عظيم قد ضيعوا الأمانة ولم يقوموا بما أمر الله به من نشر العلم الذي جاء به محمّد صلى الله عليه وسلم بل كتموه اتّباعا لأهواء من يريدون إرضاءه من دولتهم التي تريد منهم أن يقولوا بغير الحق، وما أكثر هؤلاء، ولكنهم ليسوا والحمد لله أكثر الناس لكنهم كثيرون.
نحن نذكر أنه حينما قامت فكرة الاشتراكية في الدول العربية قام أناس من العلماء يقولون إن الاشتراكية من الإسلام، إن الاشتراكية من الإسلام، علماء! ثم يستدلون بأدلة ترضي الحكام ولا ترضي الل،ه يقولون إن الله قال (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء )) قالوا: قوله (( فأنتم فيه سواء )) يعني؟ الاشتراكية، مع أن هذا داخل في المنفي، يعني هل أنتم سواء في أموالكم أنتم ومن كانوا عبيدا عندكم؟ الجواب بالنفي أو بالإيجاب؟ بالنفي، لستم سواء.
وقالوا أيضا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار ) فهل هذا يدل على ما ذهبوا إليه؟ لا، لا يدل، بل يدل على عكس ما ذهبوا إليه، لأن تخصيص الاشتراك في هذه الثلاثة يدل على أن ما سواها ليس مشتركا يقولون إن الرسول عليه الصلاة والسلام ( أمر من كان عنده فضل أرض أن يزرعه أو يمنحه )، وهذا قد يكون لهم فيه نوع تمسك، لكنه من النصوص المشتبهة، وطريق الراسخين في العلم في النصوص المشتبهة أن يحملوها على النصوص المحكمة، أن يحملوها على النصوص المحكمة لتكون النصوص كلها محكمة، أما من يتّبع المتشابه ويدع المحكم فقد وصفهم الله تعالى بأقبح وصف، ماذا قال؟ (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله )) وأنشدوا قول الشاعر يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام: " والاشتراكيون أنت إمامهم " وكذب الشاعر، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم إمام أهل العدل ودفع الظلم، وليس إمام أهل الظلم، وإنما ضربت هذا مثلا ليتحقق به ما قلنا إن من الناس من يكون من علماء أيش؟
الطالب : الدولة.
الشيخ : الدولة.
ومن الناس من هو من علماء الأمة، عالم أمة، ينظر ما يصلح للمجتمع فيفتي به، وينظر ما ينفر منه المجتمع فيسكت عنه، يسكت عنه قولا أو يسكت عنه عملا، فتجده يدع كثيرا من السنن، لأن الناس ينفرون منها، وهذا أيضا خطأ عظيم، والواجب على الإنسان أن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، وإذا كان بين قوم قد يفسد عليهم أمرهم إذا قال ما يجهلون أو فعل ما يجهلون، فبإمكانه أن يستعمل أسلوب الحكمة، كيف ذلك؟ أسلوب الحكمة أن يقول للناس قبل أن يقوم بالفعل إن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، إن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا حتى يوطّن نفوسهم على هذا، ثم بعد ذلك يأتي التطبيق على قلوب مطمئنة.
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : ثلاثة، علماء دولة، وعلماء أمة، وعلماء ملة.
علماء الدولة هم الذين ينظرون ماذا تريد الدولة فيجعلونه الحق ولو كان باطلا، هؤلاء على خطر عظيم قد ضيعوا الأمانة ولم يقوموا بما أمر الله به من نشر العلم الذي جاء به محمّد صلى الله عليه وسلم بل كتموه اتّباعا لأهواء من يريدون إرضاءه من دولتهم التي تريد منهم أن يقولوا بغير الحق، وما أكثر هؤلاء، ولكنهم ليسوا والحمد لله أكثر الناس لكنهم كثيرون.
نحن نذكر أنه حينما قامت فكرة الاشتراكية في الدول العربية قام أناس من العلماء يقولون إن الاشتراكية من الإسلام، إن الاشتراكية من الإسلام، علماء! ثم يستدلون بأدلة ترضي الحكام ولا ترضي الل،ه يقولون إن الله قال (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء )) قالوا: قوله (( فأنتم فيه سواء )) يعني؟ الاشتراكية، مع أن هذا داخل في المنفي، يعني هل أنتم سواء في أموالكم أنتم ومن كانوا عبيدا عندكم؟ الجواب بالنفي أو بالإيجاب؟ بالنفي، لستم سواء.
وقالوا أيضا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار ) فهل هذا يدل على ما ذهبوا إليه؟ لا، لا يدل، بل يدل على عكس ما ذهبوا إليه، لأن تخصيص الاشتراك في هذه الثلاثة يدل على أن ما سواها ليس مشتركا يقولون إن الرسول عليه الصلاة والسلام ( أمر من كان عنده فضل أرض أن يزرعه أو يمنحه )، وهذا قد يكون لهم فيه نوع تمسك، لكنه من النصوص المشتبهة، وطريق الراسخين في العلم في النصوص المشتبهة أن يحملوها على النصوص المحكمة، أن يحملوها على النصوص المحكمة لتكون النصوص كلها محكمة، أما من يتّبع المتشابه ويدع المحكم فقد وصفهم الله تعالى بأقبح وصف، ماذا قال؟ (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله )) وأنشدوا قول الشاعر يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام: " والاشتراكيون أنت إمامهم " وكذب الشاعر، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم إمام أهل العدل ودفع الظلم، وليس إمام أهل الظلم، وإنما ضربت هذا مثلا ليتحقق به ما قلنا إن من الناس من يكون من علماء أيش؟
الطالب : الدولة.
الشيخ : الدولة.
ومن الناس من هو من علماء الأمة، عالم أمة، ينظر ما يصلح للمجتمع فيفتي به، وينظر ما ينفر منه المجتمع فيسكت عنه، يسكت عنه قولا أو يسكت عنه عملا، فتجده يدع كثيرا من السنن، لأن الناس ينفرون منها، وهذا أيضا خطأ عظيم، والواجب على الإنسان أن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، وإذا كان بين قوم قد يفسد عليهم أمرهم إذا قال ما يجهلون أو فعل ما يجهلون، فبإمكانه أن يستعمل أسلوب الحكمة، كيف ذلك؟ أسلوب الحكمة أن يقول للناس قبل أن يقوم بالفعل إن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، إن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا حتى يوطّن نفوسهم على هذا، ثم بعد ذلك يأتي التطبيق على قلوب مطمئنة.
حكم تسوية الصفوف في الصلاة
الشيخ : وأنا أضرب مثلا بما يخل به كثير من الناس اليوم في الصلاة، تسوية الصفوف في الصلاة أمر واجب، أمر واجب كما يدلّ عليه أحاديث كثيرة منها أمر النبي صلّى الله عليه وسلم بذلك ( سوّوا صفوفكم ) ومنها ما في حديث النعمان بن بشير أنّ الرسول عليه الصّلاة والسّلام ( كان يسوي الصفوف حتى كأنما يسوي بها القداح، فخرج ذات يوم فتقدّم ليصلّي فرأى رجلا باديا صدره ) ما معنى باديا صدره؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني متقدّما، فقال: ( عباد الله لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) ( لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم ) يعني إذا لم تسووها، وأهل العلم بالعربية من الحاضرين هنا يعلمون أن الجملتين مؤكّدتان، بكم مؤكّد؟ ( لتسونّ ) ( ليخالفنّ ) كم مؤكّد؟ ثلاثة، القسم واللام والنون فمعنى ( لتسونّ ) والله لتسونّ ( أو ليخالفنّ الله ) أي: والله ليخالفنّ، وشيء يتوعّد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام يتوعّد على تركه بهذا الوعيد أن يخالف الله بين الوجوه لا يكون حكمه قاصرا على الاستحباب بل هو للوجوب، المخالفة بين الوجوه، هل هي مخالفة معنوية أو مخالفة حسية؟ في هذا قولان للعلماء، لشراح الحديث، بعضهم يقول: ( ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) بمعنى: أن الرقبة تفتر حتى يكون الوجه هذا وجهه عن يساره والثاني وجهه عن يمينه، هذا عن يمينه وهذا عن يساره، لا يكون وجهه تلقاء وجهه بل إما على اليمين وإما على اليسار.
ومنهم من قال: إن اختلاف الوجوه اختلاف معنوي، أي: ليخالفن الله بين وجهات نظركم، وهذا الأخير أصح، بدليل قوله في الحديث الآخر: ( أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم )، والقلب كما نعلم هو المدبر هو المدبر للجسد، بعض الأئمة الآن، بعض الأئمة إذا أقيمت الصّلاة وتقدّم ليصلّي بالجماعة قد يلتفت وقد لا يلتفت وقد يقول استووا وقد لا يقول، وإذا قال: استووا فكأنما يقولها على أنها بمنزلة العادة أو شريط مسجّل، قد يقول استووا ويجد الصف مائلا تماما ولا يقول تقدّم أو تأخّر، إذن ما الفائدة من هذه الكلمة؟! هل فيها فائدة الآن؟ أبدا، ولهذا نجد بعض الأئمة جزاهم الله خيرا إذا وجدوا الصف لم يكن مستويا وقف واستقبل الصف بوجهه كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل، وقال استووا، تقدّم يا فلان، تأخر يا فلان حتى يبقى الصف مستويا تماما، لكن الصنف الأول من الأئمة لا يفعل مثل هذا الفعل ولا يقل مثل هذا القول، لماذا؟ لأنه أيش؟ يخشى من اعتراض بعض الجهّال عليه، وفي الحققة أنه لا ينبغي له هذا الشيء، أولا: أنه إمام، والإمام متبوع، وثانيا: ينبغي لكل إمام من أئمة المساجد أن ينظر هدي النبي صلى الله عليه وسلم كيف يؤم الناس وكيف يفعل حتى يهتدي بهديه ويتبع لسنته.
مثال آخر، ونحن نضرب الأمثلة لعل الله أن ينفع بها.
الطالب : ...
الشيخ : يعني متقدّما، فقال: ( عباد الله لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) ( لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم ) يعني إذا لم تسووها، وأهل العلم بالعربية من الحاضرين هنا يعلمون أن الجملتين مؤكّدتان، بكم مؤكّد؟ ( لتسونّ ) ( ليخالفنّ ) كم مؤكّد؟ ثلاثة، القسم واللام والنون فمعنى ( لتسونّ ) والله لتسونّ ( أو ليخالفنّ الله ) أي: والله ليخالفنّ، وشيء يتوعّد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام يتوعّد على تركه بهذا الوعيد أن يخالف الله بين الوجوه لا يكون حكمه قاصرا على الاستحباب بل هو للوجوب، المخالفة بين الوجوه، هل هي مخالفة معنوية أو مخالفة حسية؟ في هذا قولان للعلماء، لشراح الحديث، بعضهم يقول: ( ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) بمعنى: أن الرقبة تفتر حتى يكون الوجه هذا وجهه عن يساره والثاني وجهه عن يمينه، هذا عن يمينه وهذا عن يساره، لا يكون وجهه تلقاء وجهه بل إما على اليمين وإما على اليسار.
ومنهم من قال: إن اختلاف الوجوه اختلاف معنوي، أي: ليخالفن الله بين وجهات نظركم، وهذا الأخير أصح، بدليل قوله في الحديث الآخر: ( أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم )، والقلب كما نعلم هو المدبر هو المدبر للجسد، بعض الأئمة الآن، بعض الأئمة إذا أقيمت الصّلاة وتقدّم ليصلّي بالجماعة قد يلتفت وقد لا يلتفت وقد يقول استووا وقد لا يقول، وإذا قال: استووا فكأنما يقولها على أنها بمنزلة العادة أو شريط مسجّل، قد يقول استووا ويجد الصف مائلا تماما ولا يقول تقدّم أو تأخّر، إذن ما الفائدة من هذه الكلمة؟! هل فيها فائدة الآن؟ أبدا، ولهذا نجد بعض الأئمة جزاهم الله خيرا إذا وجدوا الصف لم يكن مستويا وقف واستقبل الصف بوجهه كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل، وقال استووا، تقدّم يا فلان، تأخر يا فلان حتى يبقى الصف مستويا تماما، لكن الصنف الأول من الأئمة لا يفعل مثل هذا الفعل ولا يقل مثل هذا القول، لماذا؟ لأنه أيش؟ يخشى من اعتراض بعض الجهّال عليه، وفي الحققة أنه لا ينبغي له هذا الشيء، أولا: أنه إمام، والإمام متبوع، وثانيا: ينبغي لكل إمام من أئمة المساجد أن ينظر هدي النبي صلى الله عليه وسلم كيف يؤم الناس وكيف يفعل حتى يهتدي بهديه ويتبع لسنته.
مثال آخر، ونحن نضرب الأمثلة لعل الله أن ينفع بها.
مواضع سجود السهو في الصلاة
الشيخ : مثال آخر: أهل العلم يعلمون أن سجود السهو إذا سهى الإنسان في صلاته أحيانا يكون قبل السلام وأحيانا يكون بعد السلام، يكون قبل السلام في موضعين، ويكون بعد السلام في موضعين.
يكون قبل السلام في موضعين: إذا ترك واجبا من واجبات الصلاة سواء كان قوليا أم فعليا، وإذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده شيء فإنه يبني على الأقل ثم يسجد للسهو قبل السلام، إذن في موضعين، الأخ؟ نعم وأنت قائم.
الطالب : ... .
الشيخ : يعني لم يترجح عنده شيء فيبني على الأقل؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك.
يكون قبل السلام في كم موضع؟ في موضعين، الأول: إذا ترك واجبا من واجبات الصلاة، والثاني: إذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده الزيادة أو النقص فيبني على الأقل ويسجد قبل السلام، كل هذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام.
أما الأوّل فقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنّه نسي التشهّد الأوّل وقام، فلمّا قضى الصلاة وانتظر النّاس تسليمه كبّر فسجد سجدتين ثم سلّم، ما الذي تركه؟ واجبا من واجبات الصلاة، وسجد قبل السّلام.
الحكمة من هذا، لأنه سجد عن نقص، سجد عن نقص، فكان الأولى أن يجبر النقص قبل أن يسلم.
طيب رجل نسي أن يقول سبحان ربي العظيم في الركوع يعني أنه ركع ولم يقل سبحان ربي العظيم ثم رفع، متى يسجد؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، قبل السلام، قبل السلام، لأنه ترك واجبا وهو قول سبحان ربي العظيم.
رجل آخر نسي أن يكبر للسّجود، سجد ونسي أن يكبّر متى يسجد؟ قبل السّلام، لأنه ترك واجبا.
طيب، الموضع الثاني مما يكون فيه السجود قبل السلام إذا شك في عدد الركعات ولكنه لم يترجح عنده شيء، مثل: شك هل صلّى ثلاثا أم أربعا ولم يترجّح عنده أنها أربعا أو ثلاثا يجعلها كم؟ يجعلها ثلاثا ويكمّل عليها الرابعة ويسجد قبل أن يسلّم، هكذا ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلم فيمن شك فلا يدري كم صلّى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم.
ويكون سجود السهو بعد السلام في موضعين، الموضع الأوّل: إذا زاد في الصلاة ركوعا أو سجودا أو قياما أو قعودا، إذا زاد في الصلاة فإنه يكون سجود السّهو بعد السّلام، مثال الزيادة يا أخ؟
الطالب : ... .
الشيخ : صلى خمس ركعات ولم يعلم بذلك إلا وهو في التشهّد نعم، طيب تمام، هنا يسجد بعد السلام، يعني في التشهّد الأخير ذكر أنه صلّى خمسا نقول كمّل وسلّم واسجد بعد السلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خمسا وسلم فأخبروه أنه صلى خمسا فسجد سجدتين بعد السلام.
إذن الزيادة تكون بعد السلام.
طيب ركع شخص مرّتين ناسيا متى يسجد؟ بعد السلام، سجد ثلاث مرات؟ بعد السلام.
الموضع الثاني: إذا شك في الصلاة وترجح عنده أحد الطرفين فإنّه يبني على الرّاجح ويسجد بعد السلام، الموضع الثاني متى؟ إذا شك في عدد الركعات وترجح عنده أحد الأمرين فإنه يكمل عليه ويسجد بعد السلام.
مثال ذلك، هو الآن في الرابعة في صلاة الظهر، رجل يصلي الظهر هو الآن في الرابعة وشك هل هذه الرابعة أو الثالثة، لكن ترجح عنده أنها الثالثة، ماذا يفعل؟ يأتي بالرابعة ويسجد بعد السلام.
طيب لو ترجح عنده أنها الرابعة، يأتي بركعة أو لا؟ لا يأتي، يكمّل ويسجد بعد السّلام، هكذا ثبتت به السنة كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر من شكّ في صلاته أن يتحرى الصواب ويبني عليه ثم يسجد سجدتين بعد أن يسلم.
فعرفنا الآن أنّ سجود السهو منه ما يكون قبل السلام ومنه ما يكون بعد السلام.
من الأئمة من لا يسجد إلا قبل السلام دائما، دائما يسجد قبل السلام، فتموت السنة الأخرى، السنة الأخرى التي بعد السلام تموت، ولهذا ينكر العوام السجود بعد السلام ينكرونه، فمن الأئمة من يخاف منهم ويجعل سجوده دائما قبل السلام، نقول: هذا خطأ، هذا نسميه عالم أيش؟
الطالب : أمة.
الشيخ : أمة.
يكون قبل السلام في موضعين: إذا ترك واجبا من واجبات الصلاة سواء كان قوليا أم فعليا، وإذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده شيء فإنه يبني على الأقل ثم يسجد للسهو قبل السلام، إذن في موضعين، الأخ؟ نعم وأنت قائم.
الطالب : ... .
الشيخ : يعني لم يترجح عنده شيء فيبني على الأقل؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك.
يكون قبل السلام في كم موضع؟ في موضعين، الأول: إذا ترك واجبا من واجبات الصلاة، والثاني: إذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده الزيادة أو النقص فيبني على الأقل ويسجد قبل السلام، كل هذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام.
أما الأوّل فقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنّه نسي التشهّد الأوّل وقام، فلمّا قضى الصلاة وانتظر النّاس تسليمه كبّر فسجد سجدتين ثم سلّم، ما الذي تركه؟ واجبا من واجبات الصلاة، وسجد قبل السّلام.
الحكمة من هذا، لأنه سجد عن نقص، سجد عن نقص، فكان الأولى أن يجبر النقص قبل أن يسلم.
طيب رجل نسي أن يقول سبحان ربي العظيم في الركوع يعني أنه ركع ولم يقل سبحان ربي العظيم ثم رفع، متى يسجد؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، قبل السلام، قبل السلام، لأنه ترك واجبا وهو قول سبحان ربي العظيم.
رجل آخر نسي أن يكبر للسّجود، سجد ونسي أن يكبّر متى يسجد؟ قبل السّلام، لأنه ترك واجبا.
طيب، الموضع الثاني مما يكون فيه السجود قبل السلام إذا شك في عدد الركعات ولكنه لم يترجح عنده شيء، مثل: شك هل صلّى ثلاثا أم أربعا ولم يترجّح عنده أنها أربعا أو ثلاثا يجعلها كم؟ يجعلها ثلاثا ويكمّل عليها الرابعة ويسجد قبل أن يسلّم، هكذا ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلم فيمن شك فلا يدري كم صلّى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم.
ويكون سجود السهو بعد السلام في موضعين، الموضع الأوّل: إذا زاد في الصلاة ركوعا أو سجودا أو قياما أو قعودا، إذا زاد في الصلاة فإنه يكون سجود السّهو بعد السّلام، مثال الزيادة يا أخ؟
الطالب : ... .
الشيخ : صلى خمس ركعات ولم يعلم بذلك إلا وهو في التشهّد نعم، طيب تمام، هنا يسجد بعد السلام، يعني في التشهّد الأخير ذكر أنه صلّى خمسا نقول كمّل وسلّم واسجد بعد السلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خمسا وسلم فأخبروه أنه صلى خمسا فسجد سجدتين بعد السلام.
إذن الزيادة تكون بعد السلام.
طيب ركع شخص مرّتين ناسيا متى يسجد؟ بعد السلام، سجد ثلاث مرات؟ بعد السلام.
الموضع الثاني: إذا شك في الصلاة وترجح عنده أحد الطرفين فإنّه يبني على الرّاجح ويسجد بعد السلام، الموضع الثاني متى؟ إذا شك في عدد الركعات وترجح عنده أحد الأمرين فإنه يكمل عليه ويسجد بعد السلام.
مثال ذلك، هو الآن في الرابعة في صلاة الظهر، رجل يصلي الظهر هو الآن في الرابعة وشك هل هذه الرابعة أو الثالثة، لكن ترجح عنده أنها الثالثة، ماذا يفعل؟ يأتي بالرابعة ويسجد بعد السلام.
طيب لو ترجح عنده أنها الرابعة، يأتي بركعة أو لا؟ لا يأتي، يكمّل ويسجد بعد السّلام، هكذا ثبتت به السنة كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر من شكّ في صلاته أن يتحرى الصواب ويبني عليه ثم يسجد سجدتين بعد أن يسلم.
فعرفنا الآن أنّ سجود السهو منه ما يكون قبل السلام ومنه ما يكون بعد السلام.
من الأئمة من لا يسجد إلا قبل السلام دائما، دائما يسجد قبل السلام، فتموت السنة الأخرى، السنة الأخرى التي بعد السلام تموت، ولهذا ينكر العوام السجود بعد السلام ينكرونه، فمن الأئمة من يخاف منهم ويجعل سجوده دائما قبل السلام، نقول: هذا خطأ، هذا نسميه عالم أيش؟
الطالب : أمة.
الشيخ : أمة.
تتمة أقسام العلماء
الشيخ : كذلك في مسائل من مسائل البيوع، مسائل التأمين، مسائل الربا، كثير من العلماء أو بعض العلماء أستغفر الله، بعض العلماء إذا رأى اتجاه الناس إلى شيء ذهب يحلّله، وإن كان قد يعلم أو يغلب على ظنه أن الشرع حرّمه لماذا؟ لأنه عالم أمّة يخاف.
القسم الثالث من العلماء: عالم الملة الذي يريد إحياء ملة الرسول عليه الصلاة والسلام رضي الناس أم كرهوا هذا هو أفضلهم، بل الفضل له على غيره، هذا لا يخاف في الله لومة لائم، يبين الحق، يعمل بالحق رضي الناس أم سخطوا، اعترضوا أم سكتوا، لأنه يريد إحياء ملة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك نقول هذا الرجل هو الذي خشي الله وقدّم خشية الله على خشية الناس.
ذكرنا العبادة أولا من توحيد العبادة التوحيد في الخشية والإنابة.
القسم الثالث من العلماء: عالم الملة الذي يريد إحياء ملة الرسول عليه الصلاة والسلام رضي الناس أم كرهوا هذا هو أفضلهم، بل الفضل له على غيره، هذا لا يخاف في الله لومة لائم، يبين الحق، يعمل بالحق رضي الناس أم سخطوا، اعترضوا أم سكتوا، لأنه يريد إحياء ملة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك نقول هذا الرجل هو الذي خشي الله وقدّم خشية الله على خشية الناس.
ذكرنا العبادة أولا من توحيد العبادة التوحيد في الخشية والإنابة.
التوحيد في محبة الله ومحبة رسوله
الشيخ : التوحيد في المحبة، أي: أن تملأ قلبك بمحبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبة الرسول عليه الصلاة والسلام تابعة لمحبة الله، لولا أنه رسول رب العالمين لم يجب علينا له من الطاعة والمحبة كما وجب حين كان رسول رب العالمين، أليس كذلك؟ بلى، إذن محبة الرسول عليه الصلاة والسلام ووجوب العمل بسنته كلاهما تابع لمحبّة الله، فالأصل كله محبة من؟ محبة الله عزّ وجلّ لابد أن توحّد الله بالمحبة، وأن تجعل محبة ما سواه تابعة لمحبّة الله، ولكن مع الأسف أن كثيرا من الناس اليوم نسأل الله أن يحمينا وإياكم.
الحضور : آمين.
الشيخ : يحب مع الله، يحب مع الله، بل قد يحب دون الله، فتجده يقدّم الدنيا على ما يرضي الله عزّ وجلّ، يقدّم الزوجة على محبة الله، يقدم الولد على محبة الله، يقدّم الصديق على محبة الله، وهذا شرك، قد يصل إلى الشرك الأكبر، وقد يكون دون ذلك، قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )) من هؤلاء لأندادهم.
المحبة في الحقيقة يا إخواني هي التي تحرك الإرادة، المحبة هي التي تحرك الإرادة، الإنسان إذا أحب شيئا هل يتحرك لإرادته والوصول إليه أو لا؟ أجيبوا يا جماعة!
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، بلى، أقول المحبة هي المحرك للإرادة، فإذا كنت تحب الله فلابد أن تحملك هذه المحبة على إرادة مرضاته. وأضرب مثلا بسيطا، إذا كنت تحب صديقا لك: هل أنت تسارع فيما يجب هذا الصديق أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم تسارع، إذا وعدك موعدا لن تخلفه، إذا طلب منك شيئا لم تمنعه، تنظر ماذا يشتهي فتحققه له، فالمحبة هي المحرك للإرادة، والإرادة مع القدرة موجدة للفعل، أفهمتم يا جماعة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، يقول الله عزّ وجلّ (( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا )) انتظروا انتظروا العذاب (( حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )) إذن لابد أن نوحد الله بمحبّته عزّ وجلّ، ولكن مع الأسف أنه يوجد أناس من المسلمين يفردون الرسول بالمحبة ولا يحبون الله كمحبة الرسول! يفردون الرسول بالمحبة التامة، ولا يحبون الله كمحبة الرسول، وهذا خطأ خطأ عظيم، من الذي أرسل الرسول؟
الطالب : الله.
الشيخ : الله، من الذي خلقه؟ الله، من الذي شرع له الشرع؟ الله، كيف تفرد عبدا من عبيد الله بقمّة المحبة دون الله عزّ وجلّ؟ هذا خطأ، وليعلم هذا الفاعل أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرضى هذا أبدا، لا يرضى منا أن نقدّم محبّته على محبّة الله، قال له رجل ذات يوم: ما شاء الله وشئت، فقال: ( أجعلتني لله ندّا، بل ما شاء الله وحده )، وإذا كان لا يجوز للمسلم أن يقدّم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل الخلق على محبة الله فما دون الرسول عليه الصلاة والسلام من باب أولى، فلا يجوز أن نقدّم محبّة آبائنا أو أمّهاتنا أو أنفسنا أو علمائنا أو مشايخنا لا يجوز أن نقدّم محبّتهم على أيش؟ على محبّة الله أبدا، بل ولا نسوي محبة هؤلاء بمحبّة الله، فإن محبّة الله هي الأصل، والمتحابون إذا تحابوا في الله انتفعوا بالمحبة، وإذا تحابوا على غير ذلك فقد تكون المحبة ضررا وقد تكون لا له ولا عليه.
الحضور : آمين.
الشيخ : يحب مع الله، يحب مع الله، بل قد يحب دون الله، فتجده يقدّم الدنيا على ما يرضي الله عزّ وجلّ، يقدّم الزوجة على محبة الله، يقدم الولد على محبة الله، يقدّم الصديق على محبة الله، وهذا شرك، قد يصل إلى الشرك الأكبر، وقد يكون دون ذلك، قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )) من هؤلاء لأندادهم.
المحبة في الحقيقة يا إخواني هي التي تحرك الإرادة، المحبة هي التي تحرك الإرادة، الإنسان إذا أحب شيئا هل يتحرك لإرادته والوصول إليه أو لا؟ أجيبوا يا جماعة!
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، بلى، أقول المحبة هي المحرك للإرادة، فإذا كنت تحب الله فلابد أن تحملك هذه المحبة على إرادة مرضاته. وأضرب مثلا بسيطا، إذا كنت تحب صديقا لك: هل أنت تسارع فيما يجب هذا الصديق أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم تسارع، إذا وعدك موعدا لن تخلفه، إذا طلب منك شيئا لم تمنعه، تنظر ماذا يشتهي فتحققه له، فالمحبة هي المحرك للإرادة، والإرادة مع القدرة موجدة للفعل، أفهمتم يا جماعة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، يقول الله عزّ وجلّ (( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا )) انتظروا انتظروا العذاب (( حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )) إذن لابد أن نوحد الله بمحبّته عزّ وجلّ، ولكن مع الأسف أنه يوجد أناس من المسلمين يفردون الرسول بالمحبة ولا يحبون الله كمحبة الرسول! يفردون الرسول بالمحبة التامة، ولا يحبون الله كمحبة الرسول، وهذا خطأ خطأ عظيم، من الذي أرسل الرسول؟
الطالب : الله.
الشيخ : الله، من الذي خلقه؟ الله، من الذي شرع له الشرع؟ الله، كيف تفرد عبدا من عبيد الله بقمّة المحبة دون الله عزّ وجلّ؟ هذا خطأ، وليعلم هذا الفاعل أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرضى هذا أبدا، لا يرضى منا أن نقدّم محبّته على محبّة الله، قال له رجل ذات يوم: ما شاء الله وشئت، فقال: ( أجعلتني لله ندّا، بل ما شاء الله وحده )، وإذا كان لا يجوز للمسلم أن يقدّم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل الخلق على محبة الله فما دون الرسول عليه الصلاة والسلام من باب أولى، فلا يجوز أن نقدّم محبّة آبائنا أو أمّهاتنا أو أنفسنا أو علمائنا أو مشايخنا لا يجوز أن نقدّم محبّتهم على أيش؟ على محبّة الله أبدا، بل ولا نسوي محبة هؤلاء بمحبّة الله، فإن محبّة الله هي الأصل، والمتحابون إذا تحابوا في الله انتفعوا بالمحبة، وإذا تحابوا على غير ذلك فقد تكون المحبة ضررا وقد تكون لا له ولا عليه.
علامة محبة الله.
الشيخ : فإذا قال قائل: ما هي علامة محبّة الله؟ إذا قال قائل ما هي علامة محبّة الله؟ كلنا نقول نحن نحبّ الله ونسأل الله أن يحقق هذه المحبة في قلوبنا.
الطالب : آمين.
الشيخ : لكن ما هي العلامة؟ استمع العلامة من الله (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني )) هذا الميزان، هذا ميزان المحبة، لأن المحبة كما قلت لكم آنفا تحمل على أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : الإرادة، فإذا أحب الإنسان ربّه، فلابد أن يتعبّد له بشرعه، وشرعه هو ما جاء به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، واتباع الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي يحقق محبّة الله.
وانظر يا أخي الاتّباع محفوف بمحبّتين، اتّباع الرسول عليه الصلاة والسلام محفوف بمحبّتين، محبّة سابقة ومحبة لاحقة، المحبة السابقة من الإنسان، والمحبة اللاحقة من الله، وأيهما أعظم ثمرة؟ الأولى أم الثانية؟ اللاحقة، استمع للآية (( قل إن كنتم تحبون الله )) هذه محبة سابقة أو لاحقة؟ سابقة، (( فاتبعوني يحببكم الله )) يحببكم الله هي اللاحقة، وهي الأصل وهي النافعة، ولهذا لم يقل الرب عزّ وجلّ فاتبعوني تصدقوا في محبّتكم لله قال: (( فاتبعوني يحببكم الله )) لأن هذه الثمرة، ولهذا في الدعاء المأثور ( اللهم إني أسألك حبّك وحبّ من يحبّك وحبّ العمل الذي يقربني إلى حبّك ).
إذن المحبة لابد من توحيد الله بها بحيث لا يكون أحد من الخلق مساويا لله في هذه المحبة، ومحبة الخلق كلهم تابعة لمحبة الله عزّ وجلّ، وهذه أعني المحبة التابعة لمحبة الله هي النافعة، أما المحبة الطبيعية أو المحبة لغرض دنيوي فهذه قد تنفع وقد تضرّ، لكن المحبة النافعة هي محبة الله عزّ وجلّ.
هذه ثلاثة أمور نقتصر هذه الليلة عليها: توحيد الله في العبادة، أيش؟ في الخشية، في المحبة.
الطالب : آمين.
الشيخ : لكن ما هي العلامة؟ استمع العلامة من الله (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني )) هذا الميزان، هذا ميزان المحبة، لأن المحبة كما قلت لكم آنفا تحمل على أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : الإرادة، فإذا أحب الإنسان ربّه، فلابد أن يتعبّد له بشرعه، وشرعه هو ما جاء به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، واتباع الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي يحقق محبّة الله.
وانظر يا أخي الاتّباع محفوف بمحبّتين، اتّباع الرسول عليه الصلاة والسلام محفوف بمحبّتين، محبّة سابقة ومحبة لاحقة، المحبة السابقة من الإنسان، والمحبة اللاحقة من الله، وأيهما أعظم ثمرة؟ الأولى أم الثانية؟ اللاحقة، استمع للآية (( قل إن كنتم تحبون الله )) هذه محبة سابقة أو لاحقة؟ سابقة، (( فاتبعوني يحببكم الله )) يحببكم الله هي اللاحقة، وهي الأصل وهي النافعة، ولهذا لم يقل الرب عزّ وجلّ فاتبعوني تصدقوا في محبّتكم لله قال: (( فاتبعوني يحببكم الله )) لأن هذه الثمرة، ولهذا في الدعاء المأثور ( اللهم إني أسألك حبّك وحبّ من يحبّك وحبّ العمل الذي يقربني إلى حبّك ).
إذن المحبة لابد من توحيد الله بها بحيث لا يكون أحد من الخلق مساويا لله في هذه المحبة، ومحبة الخلق كلهم تابعة لمحبة الله عزّ وجلّ، وهذه أعني المحبة التابعة لمحبة الله هي النافعة، أما المحبة الطبيعية أو المحبة لغرض دنيوي فهذه قد تنفع وقد تضرّ، لكن المحبة النافعة هي محبة الله عزّ وجلّ.
هذه ثلاثة أمور نقتصر هذه الليلة عليها: توحيد الله في العبادة، أيش؟ في الخشية، في المحبة.
التوحيد في الإنابة والدعاء.
الشيخ : فيه أيضا مسألة رابعة نحب أن نقولها الليلة، توحيد الله تعالى في الإنابة، وقد أشرنا إليها أولا، لكن الإنابة منها أو من فروعها الدعاء، من فروعها الدعاء، فنوحّد الله تعالى بالدعاء، يعني لا ندعو غير الله، لأن غير الله سبحانه وتعالى لا يملك لنا شيئا لا سيما إن كان ميّتا، فإن الميت جثّة، إن كان من غير الأنبياء فالأرض قد أكلته على الأصل، إن كان من الأنبياء فالأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، أما غير الأنبياء فالأصل أن الأرض تأكلهم، فلا يمكن أن ينفع أحد من الأموات أحدا من الأحياء أبدا، قال الله عزّ وجلّ: (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) وقال الله سبحانه وتعالى (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم )) فسمى الله دعاءهم شركا (( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبّئئك مثل خبير )) إذن لا يحل لنا أن ندعو الرسول عليه الصلاة والسلام أو أن نقول يا رسول الله أغثني.
اضيفت في - 2006-04-10