فتاوى الحرم النبوي-18a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم النبوي
تفسير قوله تعالى:" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " وبيان فضيلة العلم النافع والعمل الصالح
الشيخ : ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإننا في هذه الليلة ليلة الخميس الثالث عشر من شهر شعبان عام 1413 نلتقي بإخوان لنا في المسجد النبوي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على الكرسي الذي كان يلقي منه فضيلة أخينا الشيخ أبي بكر الجزائري والذي أذن لنا أن ننوب عنه في هذه الليلة وفي الليلة القادمة إن شاء الله ليلة الجمعة، فنسأل الله أن يجزيه عنّا خيرا، وأن يجعل هذا اللقاء لقاء مباركا.
أيها الإخوة، لقد بعث الله محمّدا صلى الله عليه وآله وسلم بالهدى ودين الحق (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ )) فالهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح، ولم يرسله الله تعالى بهذين الأمرين عبثا ولعبا، ولكن أرسله بهذين الأمرين (( ليظهره على الدين كلّه )) يظهره أي: يجعل دينه ظاهرا عاليا على الدين كله أي على جميع الأديان (( ولو كره المشركون )).
وهذان الأمران أعني العلم النافع والعمل الصالح إذا كانت الأمة الإسلامية في عهدها النوري العهد الأول عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي قد كتب لها الظهور والعزّة على جميع الخلق الذين يدينون بغير دين الإسلام فإن ذلك سوف يثبت لآخر هذه الأمة إن هي التزمت بما التزم به سلفها العلم النافع والعمل الصالح.
فما هو العلم النافع، وما هو العمل الصالح؟
العلم النافع هو العلم الموروث عن محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم في عقائد الدين وفي شرائع الدّين، لأن الدين عقائد وشرائع، عقائد محلها القلب وتصدّقها الجوارح، وشرائع محلّها الجوارح قول باللسان وعمل بالأركان.
أما بعد، فإننا في هذه الليلة ليلة الخميس الثالث عشر من شهر شعبان عام 1413 نلتقي بإخوان لنا في المسجد النبوي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على الكرسي الذي كان يلقي منه فضيلة أخينا الشيخ أبي بكر الجزائري والذي أذن لنا أن ننوب عنه في هذه الليلة وفي الليلة القادمة إن شاء الله ليلة الجمعة، فنسأل الله أن يجزيه عنّا خيرا، وأن يجعل هذا اللقاء لقاء مباركا.
أيها الإخوة، لقد بعث الله محمّدا صلى الله عليه وآله وسلم بالهدى ودين الحق (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ )) فالهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح، ولم يرسله الله تعالى بهذين الأمرين عبثا ولعبا، ولكن أرسله بهذين الأمرين (( ليظهره على الدين كلّه )) يظهره أي: يجعل دينه ظاهرا عاليا على الدين كله أي على جميع الأديان (( ولو كره المشركون )).
وهذان الأمران أعني العلم النافع والعمل الصالح إذا كانت الأمة الإسلامية في عهدها النوري العهد الأول عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي قد كتب لها الظهور والعزّة على جميع الخلق الذين يدينون بغير دين الإسلام فإن ذلك سوف يثبت لآخر هذه الأمة إن هي التزمت بما التزم به سلفها العلم النافع والعمل الصالح.
فما هو العلم النافع، وما هو العمل الصالح؟
العلم النافع هو العلم الموروث عن محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم في عقائد الدين وفي شرائع الدّين، لأن الدين عقائد وشرائع، عقائد محلها القلب وتصدّقها الجوارح، وشرائع محلّها الجوارح قول باللسان وعمل بالأركان.
1 - تفسير قوله تعالى:" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " وبيان فضيلة العلم النافع والعمل الصالح أستمع حفظ
مصادر العلم النافع هما الكتاب والسنة
الشيخ : هذا العلم بشريعة الله عزّ وجلّ يتلقى من شيئين فقط هما كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لقول الله تعالى (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما )) ولقول الله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )).
ولو أن الأمّة الإسلامية رجعت إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتركت الأهواء والآراء ونبذت الخلاف وراء ظهرها لحصل لها من العزّ والتمكين في الأرض والظهور على جميع الخلق ما لم تكن عليه اليوم.
إنّنا في هذا المكان ومن هذا المكان ندعو إخواننا المسلمين إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم رجوعا حقيقيا مبنيا على العقيدة يصدّق الفعل فيه القول، لأن مجرّد الأقوال لا تغني من الحق شيئا، فهاهم المنافقون إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا فهم يذكرون الله ولكن بقلّة، وهاهم يجيؤون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقولون نشهد إنك رسول الله، قال الله تعالى (( والله يعلم إنّك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) فهل أغناهم هذا القول شيئا؟ وهل أغناهم هذا الذكر شيئا؟ لا، لأن الله قال: (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) فلابد للقول من عمل وإلا صار كذبا، وإذا كان المرجع في عقيدتنا وفي أعمالنا كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولو أن الأمّة الإسلامية رجعت إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتركت الأهواء والآراء ونبذت الخلاف وراء ظهرها لحصل لها من العزّ والتمكين في الأرض والظهور على جميع الخلق ما لم تكن عليه اليوم.
إنّنا في هذا المكان ومن هذا المكان ندعو إخواننا المسلمين إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم رجوعا حقيقيا مبنيا على العقيدة يصدّق الفعل فيه القول، لأن مجرّد الأقوال لا تغني من الحق شيئا، فهاهم المنافقون إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا فهم يذكرون الله ولكن بقلّة، وهاهم يجيؤون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقولون نشهد إنك رسول الله، قال الله تعالى (( والله يعلم إنّك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) فهل أغناهم هذا القول شيئا؟ وهل أغناهم هذا الذكر شيئا؟ لا، لأن الله قال: (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) فلابد للقول من عمل وإلا صار كذبا، وإذا كان المرجع في عقيدتنا وفي أعمالنا كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
التحذير من التفرق والاختلاف بين الأمة الإسلامية
الشيخ : فإن الواجب أن لا نتفرّق وأن لا نتنازع وأن نكون أمّة واحدة لقول الله تعالى: (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه ))، ولقول الله تبارك وتعالى: (( ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم ))، بل قد أمر الله نبيّه محمّدا صلى الله عليه وآله وسلم أن يتبرّأ من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا فقال: (( إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبّئهم بما كانوا يفعلون ))، وقال: (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )).
فأخبر الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يدعو إلى الله على بصيرة هو ومن اتّبعه، وأن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا فليس منهم في شيء، وأمرهم إلى الله، ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون.
وإذا كان الأمر كذلك فنحن نشاهد الأمة الإسلامية اليوم نشاهدها متفرّقة متشتة، متنازعة مختلفة الأقوال، مختلفة الأفعال إلا من عصمه الله عزّ وجلّ، إلا أهل السّنّة الذين التزموا بسنّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ظاهرا وباطنا، ورأوا أنه لا طريق يوصل إلى الله إلا ما بعث به محمّدا صلّى الله عليه وآله وسلّم فالتزموه واتّبعوا سبيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.
فأخبر الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يدعو إلى الله على بصيرة هو ومن اتّبعه، وأن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا فليس منهم في شيء، وأمرهم إلى الله، ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون.
وإذا كان الأمر كذلك فنحن نشاهد الأمة الإسلامية اليوم نشاهدها متفرّقة متشتة، متنازعة مختلفة الأقوال، مختلفة الأفعال إلا من عصمه الله عزّ وجلّ، إلا أهل السّنّة الذين التزموا بسنّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ظاهرا وباطنا، ورأوا أنه لا طريق يوصل إلى الله إلا ما بعث به محمّدا صلّى الله عليه وآله وسلّم فالتزموه واتّبعوا سبيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.
معنى قوله تعالى:" ودين الحق " والكلام على العمل الصالح: الإخلاص وذم الرياء
الشيخ : وأما قوله (( ودين الحق )) فإن الدّين الحق هو العمل الصالح هو العمل الصالح المبني على أمرين، الأول: الإخلاص لله، والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الإخلاص لله بأن لا يعبد الإنسان أحدا مع الله، ولو كان أقرب قريب إلى الله، ولو كان في أعلى مراتب الخلق، فإنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده لا شريك له، قال الله تعالى: (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) فلا إله إلا الله، أي: لا معبود حقّ إلا الله، وليس المعنى أنه لا يعبد أحد دون الله، لأن الواقع أن هناك من عبد من دون الله: (( أفرأيتم اللاّت والعزّى* ومناة الثالثة الأخرى* ألكم الذكر وله الأنثى* تلك إذن قسمة ضيزى* إن هي إلا أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان )) ومن الناس من يعبد البشر، ومنهم من يعبد البقر، ومنهم من يعبد الشجر، ومنهم من يعبد الحجر، فهناك آلهة تعبد من دون الله، ولكن هذه الآلهة باطلة (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )).
وكذلك من الإخلاص أن لا نشرك مع الله أحدا في العبادة، بمعنى: أن لا نعبد الله لله ولغير الله، ولهذا كان الرياء في العبادة مبطلا للعبادة، الرياء في العبادة مبطلا لها، وما هو الرياء؟ الرياء: أن تعبد الله ليراك الناس فيمدحوك من أجل عبادتك، فهذا رياء، قام رجل يصلي فجعل يحسّن صلاته في ركوعه وسجوده وقراءته من أجل أن يراه الناس فيحمدوه على تعبّده لله، فهذا مراء لا يقبل الله عمله (( فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا ))، وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ). هذا المرائي الذي قام يصلي ويحسّن صلاته من أجل أن يراه الناس فيحمدوه على حسن عبادته، هل أشرك مع الله غيره أم لا؟ أجيبوا؟
الطالب : أشرك.
الشيخ : أشرك مع الله غيره، إذن لا تقبل صلاته ( من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
رجل آخر حجّ أو اعتمر ليقول الناس ما أكثر حجّه! ما أكثر اعتماره! هل يثاب على هذا الحج أو على هذا الاعتمار؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، لماذا؟ لأنه مبني على رياء، والله عزّ وجلّ لا يقبل عملا أشرك فيه الإنسان معه غيره.
رجل ثالث ينفق كثيرا على الفقراء، في بناء المساجد، في إصلاح الطرق، في بناء المدارس، في طبع الكتب، في شرائها وتوزيعها على طلبة العلم، من أجل أن يقال إن فلانا ينفق، فهل يقبل هذا العمل؟ لا، لماذا؟ لأنه أشرك مع الله فيه غيره، ومن عمل عملا أشرك فيه مع الله غيره تركه الله وشركه.
وعلى هذا فقس كل عمل يشرك به الإنسان أحدا مع الله فإنه باطل، وكل مشرك مع الله فعمله باطل حتى وإن كان لله.
كيف يكون مشركا بالله ونقول وعمله لله؟ نعم لو أن الرجل كان يسجد للقبر سجودا خالصا للقبر ويسجد لله سجودا خالصا لله فهل يقبل منه سجوده لله؟ أجيبوا؟
الطالب : لا يقبل.
الشيخ : لا يقبل، لماذا؟ لأنه مشرك شركا مخرجا عن الملة، فإن من سجد لغير الله فهو مشرك، السجود عبادة والعبادة لا تصرف لغير الله، فمن صرفها لغير الله فهو مشرك.
رجل وقف على صاحب القبر وقال: يا فلان! يا سيدي! يا ولي الله! وما أشبه ذلك، أغثني فإني مقهور، أغنني فإني فقير، اشفني فإني مريض، ثم يدخل المساجد ويصلي مع الناس لله، فما حكم صلاته؟
الطالب : باطلة.
الشيخ : باطلة أو صحيحة؟
الطالب : باطلة.
الشيخ : باطلة، لماذا؟ لأنه مشرك دعا غير الله عزّ وجلّ، دعا ميّتا هامدا جثّة لا يستطيع أن يدفع عن نفسه شيئا من الضرر فضلا عن غيره.
وكذلك من الإخلاص أن لا نشرك مع الله أحدا في العبادة، بمعنى: أن لا نعبد الله لله ولغير الله، ولهذا كان الرياء في العبادة مبطلا للعبادة، الرياء في العبادة مبطلا لها، وما هو الرياء؟ الرياء: أن تعبد الله ليراك الناس فيمدحوك من أجل عبادتك، فهذا رياء، قام رجل يصلي فجعل يحسّن صلاته في ركوعه وسجوده وقراءته من أجل أن يراه الناس فيحمدوه على تعبّده لله، فهذا مراء لا يقبل الله عمله (( فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا ))، وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ). هذا المرائي الذي قام يصلي ويحسّن صلاته من أجل أن يراه الناس فيحمدوه على حسن عبادته، هل أشرك مع الله غيره أم لا؟ أجيبوا؟
الطالب : أشرك.
الشيخ : أشرك مع الله غيره، إذن لا تقبل صلاته ( من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
رجل آخر حجّ أو اعتمر ليقول الناس ما أكثر حجّه! ما أكثر اعتماره! هل يثاب على هذا الحج أو على هذا الاعتمار؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، لماذا؟ لأنه مبني على رياء، والله عزّ وجلّ لا يقبل عملا أشرك فيه الإنسان معه غيره.
رجل ثالث ينفق كثيرا على الفقراء، في بناء المساجد، في إصلاح الطرق، في بناء المدارس، في طبع الكتب، في شرائها وتوزيعها على طلبة العلم، من أجل أن يقال إن فلانا ينفق، فهل يقبل هذا العمل؟ لا، لماذا؟ لأنه أشرك مع الله فيه غيره، ومن عمل عملا أشرك فيه مع الله غيره تركه الله وشركه.
وعلى هذا فقس كل عمل يشرك به الإنسان أحدا مع الله فإنه باطل، وكل مشرك مع الله فعمله باطل حتى وإن كان لله.
كيف يكون مشركا بالله ونقول وعمله لله؟ نعم لو أن الرجل كان يسجد للقبر سجودا خالصا للقبر ويسجد لله سجودا خالصا لله فهل يقبل منه سجوده لله؟ أجيبوا؟
الطالب : لا يقبل.
الشيخ : لا يقبل، لماذا؟ لأنه مشرك شركا مخرجا عن الملة، فإن من سجد لغير الله فهو مشرك، السجود عبادة والعبادة لا تصرف لغير الله، فمن صرفها لغير الله فهو مشرك.
رجل وقف على صاحب القبر وقال: يا فلان! يا سيدي! يا ولي الله! وما أشبه ذلك، أغثني فإني مقهور، أغنني فإني فقير، اشفني فإني مريض، ثم يدخل المساجد ويصلي مع الناس لله، فما حكم صلاته؟
الطالب : باطلة.
الشيخ : باطلة أو صحيحة؟
الطالب : باطلة.
الشيخ : باطلة، لماذا؟ لأنه مشرك دعا غير الله عزّ وجلّ، دعا ميّتا هامدا جثّة لا يستطيع أن يدفع عن نفسه شيئا من الضرر فضلا عن غيره.
الجواب عن استدلال عباد القبور بقوله تعالى:" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ".
الشيخ : لكن قد يقول قائل: يستثنى من هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الله قال: (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرّسول لوجدوا الله توابا رحيما ))، (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله )) لأنفسهم (( واستغفر لهم الرّسول لوجدوا الله توابا رحيما )) وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لهم إذا جاءوه، فما هو الجواب عن هذه الشبهة التي اشتبهت على كثير من الناس؟
الجواب: أن الآية لا تدل على شيء مستقبل، تدل على شيء مضى وحصل في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه قال (( ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم ))، ولم يقل: ولو أنهم إذا ظلموا، وهناك فرق بين إذ ظلموا وبين إذا ظلموا، فرق في اللغة العربية التي نزل بها القرآن، إذ لما مضى، وإذا للمستقبل، فالآية لا تدل على هذا.
ثم إنه قال (( واستغفر لهم الرسول )) والرسول لا يمكن أن يستغفر لأحد بعد موته، لأنه لا يمكن أن يستغفر لنفسه فضلا عن أن يستغفر لغيره.
الدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) والرسول عليه الصلاة والسلام إنسان، مات أو لم يمت؟ مات، إذن انقطع عمله، والاستغفار عمل أو غير عمل؟ قول القائل اللهم اغفر لي هذا عمل أو غير عمل؟ عمل لكن عمل باللسان، العمل يكون باللسان ويكون بالجوارح، الفعل يكون بالجوارح، والقول باللسان، ولهذا قبيل الفعل القول، وأما العمل فهو صالح للقول وللفعل.
إذن قد انقطع عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بموته، فكيف يستغفر لك؟ هو لا يستغفر لنفسه فضلا عن أن يستغفر لك، ولكن انتبه لآخر الحديث ( انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) فالنبي عليه الصلاة والسلام وإن انقطع عمله الخاص بنفسه، فكل الأمة تعمل بعلمه عليه الصلاة والسلام يعني تعمل بما علّمه إياها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فما أدركت الأمة علما إلا عن طريق من؟ عن طريق الرسول عليه الصلاة والسلام، إذن فكل أعمالنا المبنية على علم الشريعة ينتفع بها الرسول أو لا ينتفع؟
الطالب : ينتفع.
الشيخ : ينتفع، ويثاب عليها، يثاب عليها كما نثاب نحن، لأن جميع العلوم الشرعية متلقاة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تبارك وتعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليبدروا آياته وليتذكّر أولو الألباب ))، وقال (( ونزّلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكّرون )).
وبهذا نعرف قصور الذين إذا فعلوا طاعة أهدوها للرسول عليه الصلاة والسلام، في أناس إذا فعلوا طاعة أهدوها للرسول قالوا هذه صدقة لروح رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى ركعتين قال هذه لروح رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
نقول: هذا قصور في الفهم، الصدقة التي تتصدّق بها أنت يكون للرسول عليه الصلاة والسلام مثل أجرك وإن لم تقل ذلك، ولهذا كان الفقهاء العلماء بالله وبشريعته أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكونوا يفعلون ذلك أبدا، ما منهم أحد تصدّق وقال هذه لروح الرسول، ولا منهم أحد صلّى وقال هذه لروح الرسول، كل القرون المفضلة لم تعمل هذا، الصحابة والتابعون وتابعوهم لم يكن أحد منهم يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثواب شيء من الأعمال لماذا؟ لأنهم فقهاء، علماء يعلمون أنهم ما عملوا طاعة إلا ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل أجرها، لأنه هو الذي دلّ الناس على ذلك، أي على ذلك العمل الصالح فكان له مثل أجره، حتى أنت لو أنّك رأيت شخصا مقصّرا في عمل فأرشدته إلى الصواب فلك أجر عمله المبني على تعليمك إياه إلى أن يموت، لك أجر عمله، الدال على الخير كفاعل الخير، الدال على الخير كفاعل الخير.
إذن الإخلاص لله عزّ وجلّ في العبادة شرط أساسي لقبولها والشرك بالله سواء كان في هذه العبادة أو في غيرها مبطل للعبادة وغيرها، ولهذا قلت لكم إنّ الذي يدعو قبرا أو وليا أو صالحا أو نبيا أو غيرهم من المخلوقين لا يقبل منه عمل وإن أخلص في ذلك العمل، لأن المشرك لا يقبل عمله (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )).
الجواب: أن الآية لا تدل على شيء مستقبل، تدل على شيء مضى وحصل في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه قال (( ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم ))، ولم يقل: ولو أنهم إذا ظلموا، وهناك فرق بين إذ ظلموا وبين إذا ظلموا، فرق في اللغة العربية التي نزل بها القرآن، إذ لما مضى، وإذا للمستقبل، فالآية لا تدل على هذا.
ثم إنه قال (( واستغفر لهم الرسول )) والرسول لا يمكن أن يستغفر لأحد بعد موته، لأنه لا يمكن أن يستغفر لنفسه فضلا عن أن يستغفر لغيره.
الدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) والرسول عليه الصلاة والسلام إنسان، مات أو لم يمت؟ مات، إذن انقطع عمله، والاستغفار عمل أو غير عمل؟ قول القائل اللهم اغفر لي هذا عمل أو غير عمل؟ عمل لكن عمل باللسان، العمل يكون باللسان ويكون بالجوارح، الفعل يكون بالجوارح، والقول باللسان، ولهذا قبيل الفعل القول، وأما العمل فهو صالح للقول وللفعل.
إذن قد انقطع عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بموته، فكيف يستغفر لك؟ هو لا يستغفر لنفسه فضلا عن أن يستغفر لك، ولكن انتبه لآخر الحديث ( انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) فالنبي عليه الصلاة والسلام وإن انقطع عمله الخاص بنفسه، فكل الأمة تعمل بعلمه عليه الصلاة والسلام يعني تعمل بما علّمه إياها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فما أدركت الأمة علما إلا عن طريق من؟ عن طريق الرسول عليه الصلاة والسلام، إذن فكل أعمالنا المبنية على علم الشريعة ينتفع بها الرسول أو لا ينتفع؟
الطالب : ينتفع.
الشيخ : ينتفع، ويثاب عليها، يثاب عليها كما نثاب نحن، لأن جميع العلوم الشرعية متلقاة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تبارك وتعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليبدروا آياته وليتذكّر أولو الألباب ))، وقال (( ونزّلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكّرون )).
وبهذا نعرف قصور الذين إذا فعلوا طاعة أهدوها للرسول عليه الصلاة والسلام، في أناس إذا فعلوا طاعة أهدوها للرسول قالوا هذه صدقة لروح رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى ركعتين قال هذه لروح رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
نقول: هذا قصور في الفهم، الصدقة التي تتصدّق بها أنت يكون للرسول عليه الصلاة والسلام مثل أجرك وإن لم تقل ذلك، ولهذا كان الفقهاء العلماء بالله وبشريعته أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكونوا يفعلون ذلك أبدا، ما منهم أحد تصدّق وقال هذه لروح الرسول، ولا منهم أحد صلّى وقال هذه لروح الرسول، كل القرون المفضلة لم تعمل هذا، الصحابة والتابعون وتابعوهم لم يكن أحد منهم يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثواب شيء من الأعمال لماذا؟ لأنهم فقهاء، علماء يعلمون أنهم ما عملوا طاعة إلا ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل أجرها، لأنه هو الذي دلّ الناس على ذلك، أي على ذلك العمل الصالح فكان له مثل أجره، حتى أنت لو أنّك رأيت شخصا مقصّرا في عمل فأرشدته إلى الصواب فلك أجر عمله المبني على تعليمك إياه إلى أن يموت، لك أجر عمله، الدال على الخير كفاعل الخير، الدال على الخير كفاعل الخير.
إذن الإخلاص لله عزّ وجلّ في العبادة شرط أساسي لقبولها والشرك بالله سواء كان في هذه العبادة أو في غيرها مبطل للعبادة وغيرها، ولهذا قلت لكم إنّ الذي يدعو قبرا أو وليا أو صالحا أو نبيا أو غيرهم من المخلوقين لا يقبل منه عمل وإن أخلص في ذلك العمل، لأن المشرك لا يقبل عمله (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )).
5 - الجواب عن استدلال عباد القبور بقوله تعالى:" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ". أستمع حفظ
هل الشرك الأصغر يبطل جميع الأعمال الصالحة كالشرك الأكبر
الشيخ : طيب، إذا كان الإشراك لا يخرج من الملة ولكنّه يبطل العمل المقارن له كالرياء في الصّدقة مثلا، فهل يبطل بقية الأعمال الخالصة؟ يعني رجل تصدّق بصدقة رياء لكنّه صلّى مخلصا لله، فهل صلاته تقبل؟ نعم تقبل، وصدقته لا تقبل. فيجب أن تعرفوا الفرق بين الشرك الأكبر الذي لا يقبل معه عمل، وبين الشرك الأصغر الذي يبطل به ذلك العمل المقارن له فقط.
الكلام على المتابعة وذم البدع
الشيخ : الأمر الثاني مما يشترط لصحّة العبادة أيش؟
الطالب : المتابعة
الشيخ : المتابعة، المتابعة لمن؟
الطالب : للرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، (( قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله )) وفي الصحيح بل في الصّحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) وفي لفظ: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) وإن كان خالصا ما دامت المتابعة غير متوفّرة فيه فهو باطل مردود على صاحبه وإن كان خالصا.
فلو أن رجلا تعبّد لله بغير ما شرع مخلصا لله لا يريد إلا وجه الله فهل يقبل منه أو لا؟ لا، لماذا؟ لفوات شرط المتابعة.
واعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كانت العبادة موافقة للشرع في الأمور التالية: في سببها وجنسها وقدرها وكيفيّتها وزمانها ومكانها
الطالب : المتابعة
الشيخ : المتابعة، المتابعة لمن؟
الطالب : للرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، (( قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله )) وفي الصحيح بل في الصّحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) وفي لفظ: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) وإن كان خالصا ما دامت المتابعة غير متوفّرة فيه فهو باطل مردود على صاحبه وإن كان خالصا.
فلو أن رجلا تعبّد لله بغير ما شرع مخلصا لله لا يريد إلا وجه الله فهل يقبل منه أو لا؟ لا، لماذا؟ لفوات شرط المتابعة.
واعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كانت العبادة موافقة للشرع في الأمور التالية: في سببها وجنسها وقدرها وكيفيّتها وزمانها ومكانها
بيان أن العبادة لا تقبل إلا إذا وافقت الشريعة في أمور ستة: أولا: في السبب ومثاله.
الشيخ : واعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كانت العبادة موافقة للشرع في الأمور التالية: في سببها وجنسها وقدرها وكيفيّتها وزمانها ومكانها، لا تتحقق المتابعة في العبادة إلا إذا وافقت الشرع في الأمور الستّة التالية: سببها، والثاني جنسها، قدرها، كيفيتها، زمانها، مكانها، لابد من أن تتحقّق الموافقة في هذه الأمور الستّة، اذكرها لنا الأخ؟ اذكرها وأنت قائم؟
الطالب : ... في جنسها.
الشيخ : نعم.
الطالب : في قدرها، في كيفيتها، في مكانها، في زمانها، في سببها.
الشيخ : نعم، في سببها، تمام.
فإن لم يكن سببها ثابتا شرعا فإنها لا تقبل، إذا لم يكن السبب ثابتا شرعا فإنها لا تقبل، فلو قرأ القارئ: (( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) فسجد سجدة التلاوة قلنا هذه لا تقبل، هذه السجدة لا تقبل بل أنت آثم بها، لماذا؟ لأن ذلك ليس بسبب، هذه الآية ليست آية سجدة، ولو قرأ (( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )) هاه، وسجد صح؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، صحيح، هذه آية سجدة، هذه آية سجدة شرعية، فالأول الذي سجد عند قوله: (( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) نقول أيش؟ سجدته غير مقبولة، لماذا؟ لأن أيش؟ لأن هذا ليس سببا للسجود.
ولو قرأ (( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )) فسجد قلنا هذه سجدة شرعية صحيحة مقبولة، لأنها جاءت بها السّنّة.
طيب، سمعت الأخ الذي إلى جنبي يقول: الأولى خاصة بمريم، والثانية عامة، ولكن هذا ليس هو السبب، السبب التلقي، الدليل على هذا أن الله قال في داود: (( وظن داود أنّما فتنّاه فاستغفر ربّه وخرّ راكعا وأناب )) لو سجدنا عند هذه الآية، أيش يكون السجود؟ صحيح أو غير صحيح؟ صحيح، لماذا لأنّ هذا سبب متلقى من الشرع مع أنه خاص بمن؟
الطالب : بداود.
الشيخ : بداود، فالحاصل أن الشرع مبني على التلقي، ما جاءت به السنة فهو الشرع وما لم تأت به السّنّة فليس بشرع.
الطالب : ... في جنسها.
الشيخ : نعم.
الطالب : في قدرها، في كيفيتها، في مكانها، في زمانها، في سببها.
الشيخ : نعم، في سببها، تمام.
فإن لم يكن سببها ثابتا شرعا فإنها لا تقبل، إذا لم يكن السبب ثابتا شرعا فإنها لا تقبل، فلو قرأ القارئ: (( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) فسجد سجدة التلاوة قلنا هذه لا تقبل، هذه السجدة لا تقبل بل أنت آثم بها، لماذا؟ لأن ذلك ليس بسبب، هذه الآية ليست آية سجدة، ولو قرأ (( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )) هاه، وسجد صح؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، صحيح، هذه آية سجدة، هذه آية سجدة شرعية، فالأول الذي سجد عند قوله: (( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) نقول أيش؟ سجدته غير مقبولة، لماذا؟ لأن أيش؟ لأن هذا ليس سببا للسجود.
ولو قرأ (( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )) فسجد قلنا هذه سجدة شرعية صحيحة مقبولة، لأنها جاءت بها السّنّة.
طيب، سمعت الأخ الذي إلى جنبي يقول: الأولى خاصة بمريم، والثانية عامة، ولكن هذا ليس هو السبب، السبب التلقي، الدليل على هذا أن الله قال في داود: (( وظن داود أنّما فتنّاه فاستغفر ربّه وخرّ راكعا وأناب )) لو سجدنا عند هذه الآية، أيش يكون السجود؟ صحيح أو غير صحيح؟ صحيح، لماذا لأنّ هذا سبب متلقى من الشرع مع أنه خاص بمن؟
الطالب : بداود.
الشيخ : بداود، فالحاصل أن الشرع مبني على التلقي، ما جاءت به السنة فهو الشرع وما لم تأت به السّنّة فليس بشرع.
ثانيا: في الجنس ومثاله
الشيخ : الثاني الجنس لابد أن تكون العبادة موافة للشرع في جنسها، فإن لم تكن موافقة للشرع في جنسها لم تقبل.
مثاله: رجل ضحّى بفرس، الأخ؟ أنت؟ رجل ضحى بفرس هل تقبل أضحيته؟
الطالب : ...
الشيخ : ما تدري، من يدري؟ تفضّل؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، أجب وأنت قائم!
الطالب : ...
الشيخ : لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : عنده حافر.
الشيخ : لأنه ذو حافر؟ ما يكفي هذا، استرح، نعم؟
الطالب : لأنه مخالف للشرع في جنسها.
الشيخ : استرح، لأنه مخالف للشرع في جنسها.
الأضحية تكون من بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والغنم، والخليل ليست من بهيمة الأنعام فلا تقبل حتى ولو كان الفرس أغلى من الشاة فإنها لا تقبل.
طيب رجل عقّ عن ابنه ببعير، فهل تقبل العقيقة أو لا تقبل؟ تفضّل.
الطالب : تقبل.
الشيخ : تقبل؟ طيب استرح، فيه من يخالف؟ اليد اليسرى لا تقبل، نعم قم؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت، عندنا الآن قولان قول يقول إنها تقبل يعني العقيقة بالبعير تقبل، وقول آخر يقول لا تقبل، الذي قال لا تقبل استدل، قال: لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه )، وبيّن أن عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة، والبعير أيش؟ ليست بشاة، وقال الآخر: إنها تقبل، ولم يذكر تعليلا ولا دليلا، فهل عند الأخ الذي قال تقبل دليل أو تعليل؟ أجب؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، الذين قالوا تقبل، قالوا: لأن هذا الحيوان من جنس ما يتقرب به إلى الله، من جنس ما يتقرّب به إلى الله، فقال الثالث رأي ثالث لم يذكر نذكره، قال الثالث: تجزئ البعير عن سبع عقائق كما تجزئ عن سبع ضحايا، فإذا كان عندك ثلاثة أولاد وبنت، ونحرت عنهم بعيرا أجزأ، لأن البعير عن؟ سبعة، ستة لثلاثة الأولاد، وواحدة للجارية، فماذا نقول في هذا؟ هل يجزئ أو لا يجزئ، تفضّل.
الطالب : ...
الشيخ : لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : أي طيب، استرح، نعم لا تجزئ، قالوا: لأن العقيقة بمنزلة الفدية عن الشخص، فلابد أن تكون نفس بنفس، لكن لو ذبح بعيرا صارت نفسا واحدة عن كم؟ عن سبعة أنفس، كأن أعق عن كل واحد بشاة يعني بسبع بدنة، أو عن ثلاثة أنفس، عن أربعة أنفس ثلاثة أولاد وبنت، إذا جعل عن الولد ثنتين، فصارت الآن نقول: لو أن الرجل ضحّى بفرس لم يقبل كأضحية، لو عقّ به لم يقبل، لو عق ببعير فالصحيح أنه يقبل لكنه لا يقوم إلا مقام شاة واحدة فقط، والشاة أفضل منه في العقيقة، في باب العقيقة الشاة الواحدة أفضل من البعير، لأنه هو الذي جاءت به السّنّة.
مثاله: رجل ضحّى بفرس، الأخ؟ أنت؟ رجل ضحى بفرس هل تقبل أضحيته؟
الطالب : ...
الشيخ : ما تدري، من يدري؟ تفضّل؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، أجب وأنت قائم!
الطالب : ...
الشيخ : لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : عنده حافر.
الشيخ : لأنه ذو حافر؟ ما يكفي هذا، استرح، نعم؟
الطالب : لأنه مخالف للشرع في جنسها.
الشيخ : استرح، لأنه مخالف للشرع في جنسها.
الأضحية تكون من بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والغنم، والخليل ليست من بهيمة الأنعام فلا تقبل حتى ولو كان الفرس أغلى من الشاة فإنها لا تقبل.
طيب رجل عقّ عن ابنه ببعير، فهل تقبل العقيقة أو لا تقبل؟ تفضّل.
الطالب : تقبل.
الشيخ : تقبل؟ طيب استرح، فيه من يخالف؟ اليد اليسرى لا تقبل، نعم قم؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت، عندنا الآن قولان قول يقول إنها تقبل يعني العقيقة بالبعير تقبل، وقول آخر يقول لا تقبل، الذي قال لا تقبل استدل، قال: لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه )، وبيّن أن عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة، والبعير أيش؟ ليست بشاة، وقال الآخر: إنها تقبل، ولم يذكر تعليلا ولا دليلا، فهل عند الأخ الذي قال تقبل دليل أو تعليل؟ أجب؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، الذين قالوا تقبل، قالوا: لأن هذا الحيوان من جنس ما يتقرب به إلى الله، من جنس ما يتقرّب به إلى الله، فقال الثالث رأي ثالث لم يذكر نذكره، قال الثالث: تجزئ البعير عن سبع عقائق كما تجزئ عن سبع ضحايا، فإذا كان عندك ثلاثة أولاد وبنت، ونحرت عنهم بعيرا أجزأ، لأن البعير عن؟ سبعة، ستة لثلاثة الأولاد، وواحدة للجارية، فماذا نقول في هذا؟ هل يجزئ أو لا يجزئ، تفضّل.
الطالب : ...
الشيخ : لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : أي طيب، استرح، نعم لا تجزئ، قالوا: لأن العقيقة بمنزلة الفدية عن الشخص، فلابد أن تكون نفس بنفس، لكن لو ذبح بعيرا صارت نفسا واحدة عن كم؟ عن سبعة أنفس، كأن أعق عن كل واحد بشاة يعني بسبع بدنة، أو عن ثلاثة أنفس، عن أربعة أنفس ثلاثة أولاد وبنت، إذا جعل عن الولد ثنتين، فصارت الآن نقول: لو أن الرجل ضحّى بفرس لم يقبل كأضحية، لو عقّ به لم يقبل، لو عق ببعير فالصحيح أنه يقبل لكنه لا يقوم إلا مقام شاة واحدة فقط، والشاة أفضل منه في العقيقة، في باب العقيقة الشاة الواحدة أفضل من البعير، لأنه هو الذي جاءت به السّنّة.
ثالثا: في القدر ومثاله.
الشيخ : ثالثا القدر، لابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في القدر، فإن لم تكن موافقة للشرع في قدرها فإنها لا تجزئ ولا تقبل.
فلو أن الرجل صلى الظهر خمسا فصلاته غير مقبولة، لماذا؟ لأنه زاد على القدر المشروع، ولو صلى الظهر ثلاثا لم تقبل أيضا، لأنه نقص عن المشروع.
فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في قدرها فإن زادت أو نقصت لم تقبل، إلا إذا كانت العبادة يمكن أن تتجزّأ فإن الزيادة لا تبطلها كما لو وجبت عليه زكاة قدرها مائة ريال فأدّى مائة وعشرين، فالمائة تقبل على أنها زكاة والعشرين تقبل على أنها صدقة تطوّع.
فلو أن الرجل صلى الظهر خمسا فصلاته غير مقبولة، لماذا؟ لأنه زاد على القدر المشروع، ولو صلى الظهر ثلاثا لم تقبل أيضا، لأنه نقص عن المشروع.
فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في قدرها فإن زادت أو نقصت لم تقبل، إلا إذا كانت العبادة يمكن أن تتجزّأ فإن الزيادة لا تبطلها كما لو وجبت عليه زكاة قدرها مائة ريال فأدّى مائة وعشرين، فالمائة تقبل على أنها زكاة والعشرين تقبل على أنها صدقة تطوّع.
رابعا: في الكيفية ومثاله
الشيخ : الرابع في كيفيّتـها، فلو خالف الشرع في الكيفية لم تقبل مثاله: توضّأ الرجل فغسل رجليه، ثم مسح رأسه ثم غسل يديه إلى المرفقين، ثم غسل وجهه وتمضمض واستنشق، الوضوء تام كل الأعضاء طهّرت لكن الكيفية مخالفة للشرع أو غير مخالفة؟
الطالب : مخالفة.
الشيخ : إذن تقبل أو لا تقبل؟
الطالب : لا تقبل.
الشيخ : لا تقبل، ولو أنّه صلّى فبدأ بالسجود قبل الرّكوع لم تقبل الصّلاة لعدم موافقة الشرع في كيفيّتها.
الطالب : مخالفة.
الشيخ : إذن تقبل أو لا تقبل؟
الطالب : لا تقبل.
الشيخ : لا تقبل، ولو أنّه صلّى فبدأ بالسجود قبل الرّكوع لم تقبل الصّلاة لعدم موافقة الشرع في كيفيّتها.
خامسا: في الزمان ومثاله.
الشيخ : الخامس: الزمان فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في زمانها، فإن جاءت في غير الزمان المقرر لها شرعا فإنها لا تقبل.
لو أنّ الرجل حجّ إلى مكّة في رمضان، حجّ في رمضان فهل يقبل حجّه؟
الطالب : لا يقبل.
الشيخ : لماذا؟ لأنه في غير الزمان، في غير الزمان وإلا هو في المكان بات.
لو أنّ الرجل حجّ إلى مكّة في رمضان، حجّ في رمضان فهل يقبل حجّه؟
الطالب : لا يقبل.
الشيخ : لماذا؟ لأنه في غير الزمان، في غير الزمان وإلا هو في المكان بات.
اضيفت في - 2006-04-10