الشيخ : وتفوت المصالح بذلك طلب العلم والنوافل إنسان له عادة يصلي بين المغرب والعشاء ما شاء الله من الصلوات النوافل فأتيح له أن يحضر مجلس علم ينتفع به وينفع غيره بعد ذلك فهل يبقى لصلاة النوافل أو يحضر مجلس العلم أيهما أفضل ؟ نعم مجلس العلم أفضل من النوافل لأن النوافل منفعتها خاصة وطلب العلم عام له ولغيره إذا وفقه الله لنشر العلم الذي علمه فمثل هذه القاعدة ينبغي للإنسان مراعاتها أما الواجبات فهي في مكانها لا يمكن أن تغير عن الوجه الذي فرضها الله عليه لكن النوافل أحيانا تتفاضل وعند التساوي يرجع في كل شيء إلى أصله طيب.

الشيخ : من الأمور التي ينبغي للإنسان أن يحافظ عليها من النوافل الرواتب التابعة للفرائض الرواتب التابعة للفرائض ونحن نجعل الأخ الأخ ماهي الرواتب التابعة للفرائض ؟ لا الشاب .
الطالب : ... .
الشيخ : كم هذه ثنتا عشرة لا ثنتا عشرة أنت قلت ركعتان قبل الفجر وركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان قبل العصر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء كم هذه ؟
الطالب : أربعة عشرة .
الشيخ : كم هذه ثنتا عشر طيب .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب الجواب من الثاني يقول ركعتان قبل الفجر وأربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وأسقط ركعتين قبل العصر فالصواب مع من مع الأول أو الثاني ? الصواب مع الثاني الصواب مع الثاني أما ركعتان قبل العصر فتدخل في عموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( بين كل أذانين صلاة ) لكن لا تعد راتبة الرواتب أوكد من النوافل المطلقة ولهذا جاء في الحديث : ( صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب ) ثم قال في الثالثة : ( لمن شاء ) كراهية أن يتخذها الناس سنة أي سنة راتبة فالنوافل تختلف بعضها راتب وبعضها غير راتب إذا نحافظ على ثنتي عشرة ركعة ركعتان قبل الفجر وأربع ركعات قبل الظهر بسلامين وركعتين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء تمتاز الركعتان قبل الفجر تمتاز الركعتان.

الشيخ : تمتاز الركعتان قبل الفجر بأمور أولا : أنه يسن تخفيفهما يسن تخفيفهما يعني لا تطيل الركوع ولا تطيل السجود ولا تطيل القيام بعد الركوع ولا القعود بعد بين السجدتين خفف لكن مع الطمأنينة ليس المراد التخفيف بلا طمأنينة ولكن التخفيف مع الطمأنينة هذا واحد ثانيا : أن يقرأ فيهما بشيء معين الرواتب غير راتبة الفجر اقرأ ما شئت لكن راتبة الفجر اقرأ فيهما شيئا معينا فما هذا الشيء المعين إما سورتا الإخلاص وهما (( قل يا أيها الكافرون )) في الأولى مع الفاتحة و(( قل هو الله أحد )) في الثانية مع الفاتحة أو بدلا من ذلك اقرأ قول الله تعالى : (( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )) في أي سورة هذه ؟
الطالب : في سورة البقرة .
الشيخ : في سورة البقرة وفي الركعة الثانية (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )) ثالثا : أن الركعتين أن راتبة الفجر تسن المحافظة عليهما حضرا وسفرا تسن المحافظة عليهما حضرا وسفرا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يحافظ عليهما حضرا وسفرا رابعا ما ورد فيهما من الفضل حيث قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) استمع ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) الأخ أنت من أصحاب سيبويه تعرف النحو ؟ ما تعرف من يعرف النحو ؟ لا أنت قريب من يعرف النحو ؟ النحو يعني الإعراب تفضل يا أخي ما تقول في هذا النطق ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها والمبتدأ يرفع يضم المبتدأ لا بد يكون مضموما وهنا قلنا ركعتا ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها نعم .
الطالب : مبتدأ .
الشيخ : مبتدأ والمبتدأ يكون إيش ؟
الطالب : مرفوعا
الشيخ : مرفوعا وأنا أقول بقول أفصح الخلق : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) ركعتا يا شيخ لا تجلس إيش استرح اصبر يا أخي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إيه نعم أصلها ركعتان للفجر ركعتان انتبه أصلها ركعتان للفجر خير من الدنيا وما فيها فحذفت اللام للإضافة ثم حذفت النون أيضا لأن النون والتنوين عند الإضافة تحذفان يقول الشاعر :
" كأني تنوين وأنت إضافة *** فأين تراني لا تحل مكاني " تباعد عظيم إذا يا جماعة نقول ركعتا مبتدأ مرفوع بإيه ؟ مرفوع بماذا ؟ بالألف لأنه مثنى أين النون ؟ حذفت لإيش للإضافة وركعتان مضاف والفجر مضاف إليه ولا مانع أن نأتي بالبحوث الفقهية في مثل هذه الطعمة من النحو لأنها تبين بعض الناس الذين هم من أتباع سيبويه أو لا طيب ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) إيش الدنيا ؟ الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة وما فيها من كل شيء ليست خيرا من دنياك التي أنت فيها أو من دنيا زمانك خير من الدنيا من أولها إلى آخرها وهما ركعتان خفيفتان كم كم تتصورون أن تستغرق من الوقت ؟ كم ؟ ربع ساعة نعم ثلاث دقائق أو أربع دقائق خير من الدنيا وما فيها فضل الله واسع فضل الأعمال الصالحة شيء فوق ما يتصوره الإنسان إذا تمتاز راتبة الفجر بكم ؟ بأربعة أمور الأول الأخ يلا .
الطالب : التخفيف .
الشيخ : الأول التخفيف لكن بشرط أن يأتي بالطمأنينة الثاني تعيين ما يقرأ فيهما الثالث .
الطالب : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ).
الشيخ : وما فيها أن فيهما فضلا لا يكون لأي راتبة وهما أنهما خير من الدنيا وما فيها هذه ثلاثة الرابع نعم قم .
الطالب : ... .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : راتبة من الرواتب .
الشيخ : لا استرح أحسنت المحافظة عليهما حضرا وسفرا .

الشيخ : إذا انتبهوا يا إخواني حافظوا على هذه الرواتب حتى لو فاتت اقضوها لو أن رجلا لم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس فإنه إذا تطهر يصلي الراتبة أولا ثم الفريضة ثانيا ولو أن الإنسان دخل المسجد والناس يصلون صلاة الظهر ولم يصل الراتبة التي قبل الظهر فإنه إذا فرغ من صلاة الظهر صلى الراتبة التي بعدها ثم صلى ثم قضى الراتبة التي قبلها أربع ركعات فيسن قضاء هذه الرواتب إذا فاتت.

الشيخ : ومن المهم أيضا من النوافل الوتر الوتر الذي يختم به صلاة الليل سواء كان في أول الليل أو آخره وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الوتر واجب وأن الذي لا يوتر يأثم حتى قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : " من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة " يعني من تركه بالكلية ماهو تركه يوم أو أسبوعا أو ما أشبه ذلك طيب الوتر تختم به صلاة الليل سواء في أول الليل أو في آخره وبناء على ذلك لو أن الإنسان جمع صلاة العشاء إلى المغرب لسبب يبيح الجمع فهل يوتر أو ينتظر حتى يدخل وقت العشاء ؟ الجواب يوتر يوتر حيث كان لا يريد الصلاة بعد ذلك وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى أن الإنسان الذي يطمع أن يقوم من آخر الليل فليجعل الوتر في آخر الليل ومن يخشى ألا يقوم من آخر الليل فليجعل الوتر في أول الليل فلا ينام إلا موترا وبهذا أوصى أبا هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث ) وذكر منها : ( أن يوتر قبل أن ينام ) لماذا ؟ لأن أبا هريرة كان رضي الله عنه يتحفظ الأحاديث في أول الليل ويخاف ألا يقوم من آخر الليل فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث منها أو يوتر قبل أن ينام والثانية : ( صيام ثلاثة أيام من كل شهر ) والثالثة : ( ركعتا الضحى ) أي ركعتان من الضحى أوصاه بهما كل يوم فلا ينبغي للإنسان أن يدع الوتر وهنا نسأل هل الوتر له عدد معين الجواب نعم أقله ركعة وأكثره كم عشر ركعات .
الطالب : الوتر إحدى عشر .
الشيخ : إحدى عشرة ركعة أكثره إحدى عشرة ركعة فإذا أوتر بواحدة فلا بأس إذا أوتر بثلاث فهو أكمل إذا أوتر بخمس فهو أكمل بسبع أكمل بتسع أكمل بإحدى عشرة أكمل لأن ذلك فيه كثرة عمل وبلوغ الكمال ولنقتصر على هذا القدر مما نريد الكلام فيه.

الشيخ : ونحث إخواننا عموما على فعل الخيرات وترك المنكرات والقيام ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الخلق بقدر الإمكان فإن الله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه فاحرص يا أخي على نفع إخوانك ما استطعت ومن المهم الذي يجب علينا جميعا أن نتجنبه ما يقع بين الناس من الخلاف بين طلبة العلم من الدعاة أو العلماء أو غيرهم من الخلاف والنزاع والتعصب لأحد دون أحد فإن هذا يوجب تفرق الأمة وتنازع الأمة وإذا تنازعت الأمة وتفرقت فإن الله يقول : (( ولا تنازعوا )) إيش ؟ (( فتفشلوا وتذهب ريحكم )) علينا أن نقبل الحق من أي مصدر كان انتبه وعلينا أن نرد الباطل من أي مصدر كان الباطل نرده والحق نقبله استمع إلى قول الله عز وجل : (( وإذا فعلوا )) أي المشركون (( فاحشة أو ظلموا أنفسهم )) (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها )) فتعللوا قم تعللوا بماذا بماذا تعللوا إذا فعلوا الفاحشة ؟
الطالب : ... .
الشيخ : بأمرين استرح وانتبه تعللوا بأمرين (( قالوا وجدنا عليها آبائنا )) والأمر الثاني (( والله أمرنا بها )) قولهم هذا فيه حق وباطل .
الطالب : باطل .
الشيخ : لا قولهم هذا فيه حق وباطل قولهم : (( وجدنا عليها آبائنا )) حق ولا باطل هاه .
الطالب : حق .
الشيخ : حق (( والله أمرنا بها )) باطل أبطل الله الباطل وسكت عن الحق إقرارا به أو إقرارا له فقال : (( قل إن الله لا يأمر بالفحشاء )) (( قل إن الله لا يأمر بالفحشاء )) إذا رد الباطل وسكت عن الحق لأنه حق وجاء حبر من الأحبار أي من علماء اليهود إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : إنا نجد في التوراة أن الله يجعل السماء على إصبع والأرضين على إصبع وذكر الحديث فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم تصديقا لقول الحبر وأيد ذلك بقوله تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )) فقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحق ممن ؟ من يهودي يهودي قبل الحق الذي جاء به بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر الحق الذي جاء من الشيطان الشيطان أكبر عدو فإنه جعل أبا هريرة أي النبي صلى الله عليه وسلم جعل أبا هريرة حفيظا على صدقة الفطر وفي ليلة من الليالي جاء الشيطان فأخذ من الطعام فأمسك به أبو هريرة ليرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه قال : إنه ذو عيال وذو حاجة فرقّ له أبو هريرة وتركه ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال : يا رسول الله إنه ادعى أنه ذو حاجة وذو عيال وتركته قال كذبك : كذبك وسيعود. يقول أبو هريرة فعلمت أنه سيعود لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إنه سيعود فانتظرت في الليلة الثانية فجاء وفعل كالليلة الأولى ثم جاء أبو هريرة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فأخبره بالخبر فقال : كذبك وسيعود ) الليلة الإيش الثالثة أو الرابعة ما أسمع الثالثة أو الرابعة ؟ كذا نعم الثالثة فعاد في الليلة الثالثة فأمسك .