الشيخ محمد بن صالح العثيمين-فتاوى الحرم النبوي-فتاوى الحرم النبوي-الشريط 37b

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فإننا في هذه الليلة ليلة الاثنين السابع والعشرين من شهر جمادى الثانية عام ستة عشر وأربع مائة وألف نلتقي بإخواننا في المسجد النبوي مسجد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى كرسي أخينا الشيخ أبي بكر الجزائري وفقه الله نلتقي وإياكم لنتكلم بما يسر الله به على حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( حدثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو الصادق المصدوق فقال : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر ـ أي الملك ـ بأربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي أم سعيد فوالذي لا إله إلا غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) أسأل الله تعالى أن يختم لي ولكم بخير وأن يتوفانا على الإيمان وأن يحشرنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
هذا الحديث صدره عبد الله ين مسعود رضي الله عنه بقوله : ( حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق ) الصادق فيما يخبر به المصدوق فيما أخبر عنه فهو صادق لا يمكن أن يقع الكذب في خبره أبدا، وهو مصدوق لم يكذب عليه بالرسالة بل راسلته حق من عند الله عز وجل وإنما قدم هذه المقدمة لما سيحدث به لأنه سيتحدث عن أمر غيبي لا يعلمه إلا الله ألا وهو تكوين الجنين في بطن أمه تكوين الجنين في بطن أمه لا يعلم كيفيته إلا الله عز وجل ومن أطلعه الله عليه (( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ )) .

الشيخ : بعد هذا يبعث إليه الملك ملك موكل بالأرحام فينفخ فيه الروح والملك الآن ينفذ إلى الجنين في رحم أمه لأن الملائكة ليسوا كاجسام بني آدم أجساما كثيفة وهم أيضا يتقلبون في الخلقة كما يأمرهم الله عز وجل جبريل رآه الرسول عليه الصلاة والسلام مرة في الأرض وله ستمئة جناح قد سد الأفق كل الأفق مغطى بأجنحة جبريل عليه السلام ورآه كذلك مرة ثانية عند سدرة المنتهى في المعراج ورآه مرة على صورة رجل كثير سواد الشعر شديد بياض الثياب نعم لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد ورآه مرة على صورة دحية الكلبي يتقلبون في الخلقة كما يشاء الله هذا الملك الموكل بالرحم يصل إلى الجنين فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه هذه واحد وأجله اثنين وعمله ثلاثة وشقي أو سعيد هذه واحدة من اثنين أليس كذلك ؟ لأنه إما شقي وإما سعيد لا يمكن يجتمعان يجتمع الاثنان ولهذا قال بأربع كلمات :
يكتب هذا الرزق مكتوب قدره وكيف يحصله الإنسان من طريق حلال من طريق حرام بكلفة بسهولة كثير قليل مكتوب تماما حتى اللقمة التي يرفعها إلى فمه مكتوبة يكتب رزقه كله .
ثانيا : أجله يعني مدة بقائه في الدنيا مدة البقاء في الدنيا قد تكون طويلة وقد تكون قصيرة وقد يموت الابن قبل الأب وقد يموت الابن قبل الجد لأن الآجال كتبت بتقدير من ؟ بتقدير الله عز وجل ما للإنسان فيها مدخل كم من رجلين يصابان بحادث واحد الجرح واحد والموضع موضع الجرح واحد ثم أحدهما يموت والثاني ينجو لأن الأول تمت مدته والثاني لم تتم الأجل مكتوب محدد تماما بالساعة ولا باليوم ؟ باللحظة التي هي أقل من الثانية مكتوب لا يمكن يتجاوز .
وعمله وهذه النقطة المهمة العمل مكتوب صالح سيء خلط صالح وسيء مكتوب كثير قليل مكتوب العمل .
الرابع : شقي أو سعيد نسأل الله أن يجعلني وإياكم من السعداء بمنه وكرمه شقي أو سعيد إن كان عمله صالحا فهو سعيد وإن كان عمله سيئا فهو شقي يكتب هذا كله.

الشيخ : ثم أقسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو ابن مسعود أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع واحد الذراع ما بين المرفق إلى ما بين الأصابع هذا الذراع من هنا إلى هنا ( حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) الله أكبر وهل المراد بالذراع هنا المسافة بين العامل ودخول الجنة أو العامل ودخول النار أو المسافة بين المرء وأجله ؟
الثاني ولا بد لأن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة بصدق فإن الله لن يخذله أبدا لن يخذله ما دامت نيته صادقة وعمله صحيح فلن يخذل لأن الله أكرم من عبده يقول الله عز وجل : ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فمن أقبل على الله بصدق فوالله لن يخذله الله لكن هذا عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس حتى لم يبق على أجله إلا ذراع يعني وصل إلى حافة القبر ثم سبق عليه الكتاب فعمل بأعمال أهل النار كيف سبق عليه الكتاب ؟ لأن في قلبه سريرة خبيثة نعوذ بالله نعوذ بالله نعوذ بالله القلب هو الذي عليه المدار أصلح الله قلب وقلوبكم هو الذي عليه المدار قد يكون في قلبك أدنى من الذرة حقد على الإسلام والمسلمين فتهلك قد يكون في قلبك كراهة لأدنى شريعة من شرائع الإسلام فتهلك ولهذا أقول لكم أيها الطلاب حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع من حيث الأجل ولا من حيث العمل ؟ من حيث الأجل يعني حتى إذا قرب أجله انتكس والعياذ بالله ظاهرا وباطنا أما بالأول فهو منتكس باطنا مستقيم ظاهرا .

الشيخ : وأنا أضرب لكم مثلا على هاتين الحالين وقعا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام :
كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة غازيا ومعهم رجل جيد شجاع لا يدع للعدو شاذة ولا فاذة إلا قضى عليها وكان الصحابة قد أعجبوا به لأنه رجل ما هو هين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه من أهل النار ) أعوذ بالله فعظم ذلك على الصحابة كيف هذا الرجل المقدام الشجاع الذي لا يدع للعدو شاذة ولا فاذة إلا قضى عليها كيف يكون من أهل النار ولكن الصحابة رضي الله عنهم نظرهم دقيق قال رجل : ( والله لألزمن هذا وأنظر ما خاتمته ) لأنهم مصدقون للرسول عليه الصلاة والسلام حقا وإن كان الظاهر خلاف ما يبدو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم مصدقون هو واثق أن هذا الرجل لا بد أن يختم له بسوء لكن لازمه لينظر ماذا يكون ؟ فبينما هذا الرجل يقاتل أصابه سهم، سهم منين ؟ من العدو فجزع كيف أنا رجل شجاع مقدام أقضي على العدو يجيني سهم " فأخذ بذباب سيفه سله ثم وضعه على صدره واتكأ عليه حتى خرج من ظهره " أعوذ بالله إيش اللي حصل ؟ قتل نفسه وكيف ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه ( من قتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم خالجد مخلد فيها أبدا ) هكذا جاء في الحديث خالدا مخلدا فيها أبدا إن كان بحديدة يعذب بالحديدة في نار جهنم إن كان بحساء السم يعذب به في نار جهنم إن كان مترديا من جبل يتردى به في جهنم خالدا مخلدا أبدا ختم له بإيش ؟ بخاتمة سيئة ثم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على إثر ذلك قال ـ نعم ـ ثم جاء الرجل الذي كان لازمه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فقال : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ) قال بم ؟ قال : الرجل الذي قلت بالأمس إنه من أهل النار فعل كيت وكيت فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ) انتبهوا للنقطة هذه ( فيما يبدو للناس ) يعني قلبه والعياذ بالله أسود ( فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) هذا الرجل من أي الصنفين ممن يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أو ممن يعمل بعمل أهل النار ؟ الأول أو الثاني ؟ الأول هذا مثل.

الشيخ : مثال آخر : رجل من بني عبد الأشهل من أهل المدينة معروف بالمنابذة للرسول عليه الصلاة والسلام وبكراهة الإسلام فلما سمع الهيعة للخروج بغزوة أحد ولننظر إلى الأخ متى كانت غزوة أحد ؟
الطالب : ... .
الشيخ : العاشرة، العاشرة من الهجرة عام ستة عشر من الهجرة كذا إنا لله وإنا إليه راجعون، لازم نعرف الرسول وغزوات الرسول لأن والله سيرة الرسول تزرع الإيمان في القلب، زرعا ثابتا الآن ماذا تقول ؟ متى كانت غزوة أحد
الطالب : ... .
الشيخ : يا رجال ؟ استرح تفضل.
الطالب : السنة الثالثة.
الشيخ : في السنة الثالثة من الهجرة في أي شهر ؟
الطالب : ... .
الشيخ : في رمضان تقدم شوي في شوال بارك الله فيك غزوة أحد كانت في شوال في السنة الثالثة من الهجرة .
الأصيرم هذا قلت لكم من بني عبد الأشهل سمع بالهيعة وخرج هو كان ينابذ الإسلام ويكره الإسلام ألقى الله في قلبه الإيمان لأنه تعالى قد علم أن فيه خيرا فخرج الرجل يجاهد في سبيل الله يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا بينما كان بالأول يقاتل لتكون الكلمة كلمة الكفر هي العليا قتل الرجل فلما انتهت الغزوة جعل الناس يفتشون في القتلى كل ينظر قتلاه فعثروا على هذا الرجل وقالوا ما الذي جاء بك يا فلان ألست تكره هذا الأمر ويش هذا الأمر ؟ الإسلام ألست تكره هذا الأمر ؟ أجئت حدبا على قومك أم رغبة في الإسلام ؟ قال : ( بل رغبة في الإسلام ثم طلب منهم أن يقرؤوا السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ففعلوا ) فانظر إلى هذا الرجل ختم له بإيش ؟ بخاتمة حسنى بعد أن لم يكن بينه وبين النار إلا ذراع ولهذا أسأل الله سبحانه وتعالى بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يحسن لي ولكم الخاتمة اللهم توفنا على الإيمان والتوحيد يا رب العالمين ولا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا .

الشيخ : يترتب على هذا : أولا : هل يجوز أن تسقط المرأة حملها في هذه الأطوار ؟
نقول أما قبل أربعة أشهر فيجوز عند الضرورة انتبهوا قبل أربعة أشهر يجوز أن تسقط حملها عند الضرورة مثل أن يقول الأطباء إن بقي في بطنك هلكت إن بقي في بطنك خرج مشوها وهو الآن مشوه فمثل هذا يجوز إسقاطه للضرورة طيب .
بعد أربعة أشهر لا يجوز إسقاطه أبدا لا لضرورة ولا لغيرها حتى لو قرر فطاحلة الأطباء أنه إن بقي في بطنها ماتت ومات نقول لتمت كل سيموت ولا يجوز أن نسقطه بعد أربعة أشهر ليش ؟ لأنه صار نفسا معصوما الآن هو حي سوي وهل يجوز لأحد أن يقتل نفسا ؟ أجيبوا يا جماعة ؟
الطالب : لا.
الشيخ : طيب إذا قال أنا أقتل هذه النفس لإحياء الأم يجوز ؟ ها إيش يقول ؟
الطالب : يجوز للضرورة
الشيخ : يجوز للضرورة طيب أرأيت يا أخي لو كنت في البر وعندك فتى صغير ممتلأ لحما وشحما وجعت جوعا عظيما ستهلك إن لم تذبح هذا الفتى وتأكله تفعل ؟ فهمت كلامي ولا ها أعيد
الطالب : ...
الشيخ : عيد الكلام أنت في سفر ومعك فتى صغير له ست سنوات مملوء شحما ولحما واضطررت إلى الأكل قلت إن لم أذبح هذا الفتى وآكله مت تذبحه وتأكله ؟
الطالب : أنت في جوع
الشيخ : جوع جوع شديد إن لم تفعل هلكت تذبحه وتأكله ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا يا أخي أعوذ بالله تذبحه وتأكله ما في قلبك رحمه والعياذ بالله موتوا سوى نعم هذا لا يجوز ولا أحد من العلماء قال بذلك إطلاقا يعني ما قال أحد من العلماء إنه يجوز للإنسان أن يذبح معصوما لينجو به من الهلاك أبدا ولا يقول هذا أحد أخشى إن تسلطت على هذا الفتى الصغير يجيب الله واحد يسلط عليك يذبحك يصير جوعان وياكلك أنت لا يا أخي اتق الله .
طيب لكن لو فرض أن قوما في مفازة مهلكة وصاروا يتساقطون موتى وهذا الحي بقي حي واحد منهم أو اثنين أو أكثر بقوا أحياء إن لم يأكلوا من هذه الجيف جيف الأموات هلكوا هل يأكلون أو لا ؟ يأكلون ماذا تقولون ؟
الطال : نعم
الشيخ : هذه مختلف فيها فعند الشافعية الإمام الشافعي رحمه الله يقول يجوز لأن حرمة الحي إيش أعظم من حرمة الميت الميت مات راح ومذهب الحنابلة يقول لا يموت ولا يأكل من الميت على كل حال نسأل الله ألا يحوجنا وإياكم لكن مسألة واحد يذبح حي علشان يأكله لا طيب .
الآن هذا الجنين في بطن أمه قال الأطباء إن بقي في بطن أمه هلكت الأم وقد تم له أربعة أشهر نفخت فيه الروح فهل يجوز أن نسقطه ليهلك من أجل بقاء الأم ؟
لا، لا يجوز، أولا : لأن هذا قتل نفس لاستبقاء نفس وهذا حرام .
والثاني : أفرض إنا نزلنا الحمل ومات هل نحن على يقين من الأم ستبقى ربما تموت بعد .
فعلى كل حال أنا قصدي أن الجنين ما دام لم يبلغ أربعة أشهر فإن المرأة إذا اضطرت إلى إسقاطه فلا بأس أما بعد أربعة أشهر فلا.

الشيخ : أما ما يتعلق بالعمل وأن الإنسان مكتوب عمله صالح أو سيء فهذا هو معترك الناس يعني يقول قائل إذا كان عملي مكتوبا فلماذا أعمل ؟ كل شيء مكتوب إذا أسكت لأن الإنسان مكتوب عمله مكتوب شقي أو سعيد فلماذا لا يدع العمل ويقول أعتمد على ما كتب ؟
نقول لا غلط هذا لأن الصحابة أوردوا هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال : ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا يا رسول الله إذا ندع العمل نتكئ على ما كتب قال : لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) نقول اعمل يا أخي وأنت إذا عملت يسرك الله لما خلقت له ثم نسأل هذا الرجل الذي يريد أن يعتمد على ما كتب نقول هل أنت الآن تعلم أنك مكتوب شقيا ؟
الجواب : هل أحد يعلم أنه مكتوب شقيا ؟ لا هل أحد منا يعلم مكتوب سعيدا لكن الحمد الله عاجل بشرى المؤمن أن يوفق للعمل إذا رأيت الله وفقك للعمل الصالح فأبشر فإن الله يقول : (( فأما من أعطى واتقى بالحسنى فسنيسره للحسنى )) إذا علمت أن الله يسر لك الأعمال الصالحة وصار سهلة عليك وتحبها وترغب فيها فهذه بشرى لك إذا اعمل .
أرأيت لو أنك قلت هل أولادي مكتوبين الأولاد اللي يأتي الإنسان أولاد بنات وبنين مكتوبين ولا غير مكتوبين ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ إيش الجواب ؟ هذا سهل ؟ هل أولادك الذين قدر أن يكونوا لك مكتوبون عند الله ولا لا ؟
طيب مكتوبون لو قال إنسان إذا ماني متزوج إذا كان مكتوب عيالي بيجون منين ؟ ينبتون برأسه ولا من سطح البيت ولا إيش ؟ لا بد أن يعمل يتزوج حتى يأتيه أولاد كذلك الذي كتب من أهل الجنة لا بد أن يعمل حتى يكون من أهل الجنة وهذه نقطة مهمة جدا لا يغوينكم الشيطان ويقول مالي حاجة للعمل كل شيء مكتوب أعمل يا أخي أعمل صالحا وأنا واثق وأعدك أنك كلما أخلصت لله متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما عملت طاعة ازداد إيمانك واستنار قلبك ورغبت في الطاعة وصارت الطاعة كأنها غريزة فطرت عليها لكن إذا قابلت أوامر الله بالفتور.

الشيخ : ومثل ما يفعل بعض الناس الآن إذا قيل له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال افعلوا كذا قال الأمر للوجوب ولا للاستحباب شوف الجهل يعني قال الرسول افعل كذا يجي لا ما أسأل هو للوجوب هو يسأل هو للوجوب ولا للاستحباب يا أخي سبحان الله أمرك رسول الله تقول هو للاستحباب ولا للوجوب افعل إن كان للوجوب أبرأت ذمتك وإن كان للاستحباب حصلت الأجر وإن كان للوجوب أبرأت ذمتك وحصلت الأجر وإن كان للاستحباب حصلت الأجر لا أذكر أن واحدا من الصحابة لما قال الرسول افعل قال هل هو للوجوب أو للاستحباب ؟ أبدا ماذا يقول ؟ سمعنا وأطعنا الله أكبر تناقش صحيح أن الإنسان إذا فعل الفعل أو ترك ما أمر به حينئذ يسأل إن كان الأمر للوجوب فأنا أستغفر الله وأتوب إليه وأحدث توبة وإن كان للاستحباب فالأمر أخف ولا أعلم أن أحدا جاوب الرسول قال هل أمرك للوجوب أو لا إلا مسألة واحدة من يعرفها ؟ تفضل
الطالب : بريرة.
الشيخ : نعم حديث بريرة بريرة كانت أمة مملوكة عبدة فعتقت وإذا عتقت الأمة خيرت بين أن تبقى مع زوجها أو تفسخ النكاح وكان لها زوج اسمه مغيث يحبها حبا شديدا لما عتقت خيرها الرسول عليه الصلاة والسلام قال أنت الآن بالخيار إن شئت تبقين مع زوجك ابقي معه إن شئت تفسخين النكاح افسخيه لأنها الآن ملكت نفسها وكان بالأول زوجها سيدها بملكها هو مالكها والآن ملكت نفسها قالت : ( يا رسول الله أختار الفراق ) ما أبيه نعم تقول ما أبيه فكان زوجها يلاحقها في أسواق المدينة يستغيث يقول ارجعي لي وتقول لا فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع شوف الرسول يشفع إلى من ؟ إلى بريرة لأنها محقة فشفع فيها الرسول والرسول عليه الصلاة والسلام أكرم الناس بماله وبدنه وجاهه وكل شيء صلى الله عليه وسلم اللهم ارزقنا اتباعه ظاهرا وباطنا اللهم صل وسلم عليه شفع إليها في زوجها وقال : ( ارجعي له قالت : يا رسول الله إن كنت تأمرني بذلك فسمعا وطاعة، وإن كنت شافعا فلا حاجة لي فيه، قال : بل أنا شافع ) لأن الحق لها قالت لا حاجة لي فيه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا تعجبون من حب مغيث لبريرة وبغض بريرة لمغيث ).