الشيخ : اللهم صلي وسلم على رسول الله
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فإننا استمعنا إلى قراءة إمامنا في فجر هذا اليوم ومما سمعنا قول الله تبارك وتعالى يخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )) الخطاب في قوله : إنك للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا إشكال في هذا وقوله : (( ميت )) أي ستموت لأنه يخاطبه في حال حياته (( وإنهم )) أي هؤلاء المكذبون لك (( ميتون )) أي سيموتون (( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )) ومن المعلوم أن الغالب في هذه الخصومة هو النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تبارك وتعالى في سورة النساء : (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) فالخاصم والغالب يوم القيامة في الاختصام عند الله عز وجل هم أهل الإيمان وأهل الصلاح أما أهل الكفر وأهل الفساد فإنهم لا شك مخصومون مغلوبون.

الشيخ : وفي هذه الآية الكريمة دليل واضح على أن محمدا رسول الله بشر يعتريه ما يعتري البشر حتى إنه عليه الصلاة والسلام قال عن نفسه : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ) فجميع خصائص البشر كلها لاحقة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكنه يمتاز عن البشر بأمر لا يشركه فيه غيره إلا إخوانه من الأنبياء والمرسلين ألا وهو الرسالة كما قال الله تعالى : (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ))وقال الله تعالى : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك )) بل أنا بشر كغيره من البشر ولكنه عليه الصلاة والسلام عبد مأمور يتبع ما أنزل إليه من ربه كما قال تعالى : (( إن اتبع إلا ما يوحى إلي )) هذه حقيقة النبي صلى الله عليه وسلم أنه بشر لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا وإنما هو موحى إليه ويمتاز بهذا الوحي ونعمة هذه الميزة .

الشيخ : وفي قوله : (( إنك ميت وإنهم ميتون )) دليل على ما ( أعلنه أبو بكر رضي الله عنه حينما جاء إلى المدينة وكان رضي الله عنه قد خرج إلى نخل له في السنح لأن النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة موته كان أحسن وأنشط مما عما كان من قبل فاطمأن رضي الله عنه على صحة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم خرج الى مكانه في السنح ولما جاءه الخبر دخل إلى المدينة وكان الناس قد اجتمعوا في المسجد لأن الأمر الذي دهمهم أمر عظيم ) قال أنس بن مالك : ( قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأضاء منها كل شيء ولما مات أظلم منها كل شيء ) لأنها فقدت النور الذ جاء به فقدت النور محمدا صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الوحي انقطع بموته ( فجاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجده مسجى مغطى ميتا فكشف الغطاء عن وجهه وقبله وقال : بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة الأولى فقد متها ثم خرج إلى الناس وهم في المسجد وبينهم عمر بن الخطاب يخطب الناس وينكر موت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : إنه لم يمت وإنما صعق وليبعثنه الله يوم وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم من خلاف ) هكذا ظن رضي الله عنه ولكن أبا بكر آمن بموته بقلب موقن ( ثم دخل المسجد وإذا عمر يقول هذا الكلام فقال له على رسلك أيها الرجل ثم صعد المنبر وخطب الناس بخطبته الشهيرة العظيمة حيث قال : أما بعد فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ) رضي الله عنه ( وأما من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) سبحانه وبحمده هذه كلمات عظيمة جدا ( من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ) ولن يغني عنه شيئا ( أما من كان يعبد الله رب محمد فإنه تعالى حي لا يموت ثم قرأ : (( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون )) قال عمر رضي الله عنه : فما إن سمعتها حتى عقرت فما تقلني رجلاي وجلس ) علم أن الأمر حق وأنه عليه الصلاة والسلام مات.

الشيخ : وبهذا نعرف ضلال من قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم حي لأن هذا مكذب تكذيب للقرآن ولأنه قدح تام في الصحابة رضي الله عنهم وكيف يدفنون نبيهم وهو حي لكنه عليه الصلاة والسلام وإخوانه من المرسلين أحياء في قبورهم حياة برزخية أعلى من حياة الشهداء الذين قال الله فيهم : (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل )) ايش؟ (( بل أحياء عند ربهم يرزقون )) وهذه الحياة برزخية تخالف الحياة الدنيا الحياة الدنيا تحتاج إلى طعام وشراب وهواء وغير ذلك مما هو من مقومات الحياة أما الحياة البرزخية فعلمها عند الله لا نعلم عن كيفيتها لكننا نؤمن بها حسب ما أخبرنا الله تعالى عنها فهو عليه الصلاة والسلام ميت لا شك قد فارقت روحه جسده ولكنه حي في قبره حياة برزخية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أبقى الله أجسامهم في الأرض حرم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء أما غير الأنبياء من الأولياء والصالحين فقد تأكلهم الأرض وقد لا تأكلهم لكن الذين يتحقق يتحقق أن الأرض لا تأكلهم هم من ؟ الأنبياء لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ).

الشيخ : وفي هذا المقام العظيم الذي قامه أبو بكر رضي الله عنه دليل على أن أبا بكر أقوى الصحابة قلبا وأربطهم جأشا حيث إنه رضي الله عنه في المصائب العظيمة في المواقف العظيمة الكبيرة يكون هو أثبت الصحابة ونحن نضرب لذلك أمثالا تعلمون ما وقع في صلح الحديبية من الشروط القاسية على المسلمين الهينة على الكافرين صلح الحديبية سببه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتجه من المدينة بنحو الف وأربعمئة رجل معهم الهدي من إبل وبقر وغيرهما يريد العمرة لا يريد قتالا ولكنه لما وصل إلى حدود الحرم في الحديبية والحديبية مكان بعضه من الحل وبعضه من الحرم لما وصل إلى ذلك بركت ناقته وأبت أن تتجه إلى مكة فقال الصحابة : خلأت القصواء ) خلأت بمعنى حرنت وبركت والقصواء اسم لناقته عليه الصلاة والسلام ( فقال عليه الصلاة والسلام : والله ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ) عليه الصلاة والسلام حتى البهائم يدافع عنها النبي عليه الصلاة والسلام ( ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق ) ليس من عادتها أن تحرن وتبرك ( ولكن حبسها حابس الفيل ) من هو ؟ من حابس الفيل يا إخوان
الطالب : الله
الشيخ : الله عز وجل حبسها حابس الفيل الفيل الذي قدم به أبرهة من أجل أن يهدم الكعبة المشرفة زادها الله تعالى شرفا وحماها من كل شر لكن الفيل أبى أبى ان يتجه إلى مكة فكانوا إذا وجهوه إلى اليمن هرول وأسرع وإذا وجهوه إلى مكة برك أبى أن يدخل إلى مكة أو أن يتجه إلى مكة كذلك ناقة النبي عليه الصلاة والسلام فعلم النبي صلى الله عليه وسلم ببروكها أن الأمر وراءه شيء ثم قال : ( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجبتهم عليها ) اللهم صل وسلم عليه لا يريد أن ينتقم لنفسه ولو شاء أن يدخل مكة بألف وأربعمئة رجل لدخل لكنه عليه الصلاة والسلام عنده من خشية الله ما يمنعه من ذلك ( حصلت المفاوضة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش استمع جاء رسول قريش ليكتب الكتاب فقال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ) القائل من يا أخ ؟ إي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح قال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب : ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال مندوب قريش لا لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم لا نعرف الرحمن ) وقد قال الله تعالى : (( وهم يكفرون بالرحمن )) أبوا ( اكتب باسمك اللهم فقال : اكتب باسمك اللهم ) هذه واحدة تنازل من الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه أقسم أن لا يسألوه خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجابهم ثم قال : ( هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال لا تكتب رسول الله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ولا صددناك ) إيش يكتب ؟ ( قال اكتب محمد بن عبد الله ) رجل من قريش أما أن نصفه أن نقر بوصفه بالرسالة فهذا حجة علينا لا يمكن هذا يقوله من ؟ مندوب قريش ( يقول لا تكتب محمد رسول الله هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله )
وأقف عند هذه النقطة لأنبه على ما يفعله بعض الكتاب الآن إذا أراد أن يقول قال رسول الله قال : قال محمد بن عبد الله ولا شك أن محمد بن عبد الله لكن أيهما أفضل أن ننسبه إلى أبيه كغيره من الناس أو ننسبه إلى عبادة الله ورسالته ؟ أجيبوا يا جماعة الثاني بلا شك ولهذا نقول بدل قال محمد بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد عبد الله ورسوله هذه المسائل يا إخواني يجب على طلبة العلم أن ينتبهوا لها لأنها قد يدسها بعض الناس من غير شعور من غير شعور بمعناها أو مغزاها لكن نقول قال رسول الله قال محمد رسول الله قال محمد عبد الله ورسوله المهم أبوا أن يكتب ما قاضى عليه محمد رسول الله ( اكتب محمد بن عبد الله قال : اكتب )
ثم ذكر الشروط ( أن يوضع الحرب بينهم عشر سنين وألا يدخلوا مكة هذا العام يعني الرسول وأصحابه ) كانوا محرمين معهم الهدي يقول لبيك عمرة وصدوا عن البيت ولا أدري ما شعوركم حينما يصدكم صاد عن البيت بعد الإحرام إيش شعوركم ؟ نعم شعور عظيم جدا يعني ثقيل على النفس
( ومع ذلك وافق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الشرط أن يرجع إلى المدينة وأن يأتي من العام القادم وأيضا يدخل مكة بغير سيوف المصلتة بالسيوف في قرابها وألا يبقى في مكة إلا ثلاثة أيام فقط ووافق على هذا ) مع أن فيه تنازلا عظيما لكن لأجل تعظيم حرمات الله
( من الشروط : من جاء من قريش مسلما وجب على المسلمين رده ومن ذهب من المسلمين إلى قريش لم يجب رده ) الشرط هذا صعب ولا سهل ؟ صعب جدا يعني حتى ما فيه مساواة ما فيه مساواة كان المفروض أن من جاء من المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد كما أن من جاء من المسلمين إلى قريش لا يرد أو يرد الجميع لكن قريشا باستكبارها وعليائها أبت إلا أن من جاء من المسلمين إلى قريش لا يرد ومن جاء من قريش إلى المسلمين فإنه يرد ووافق على هذا هذه الشروط قاسية ( راجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى قال : لم نعطي الدنية في ديننا ؟ حتى قال له الرسول عليه الصلاة والسلام : إني رسول الله ولست عاصيه وهو ناصري فلما أيس عمر من أن يتراجع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذهب إلى أبي بكر يستنجده فكان جواب أبي بكر رضي الله عنه كجواب ... كجواب النبي صلى الله عليه وسلم تماما حرفا بحرف ) وهذا يدل على أن أبا بكر أقوى من عمر وغيره من الصحابة في المقام الضنك وأنه في المقام الضنك يوفق للصواب تماما أكثر مما يوفق له عمر رضي الله عنه هذه واحدة ثبت فيها أبو بكر رضي الله عنه ثبوت الجبال.

الشيخ : المسألة الثانية في موت الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة كلهم فزعوا حتى سمعوا الآية من ابي بكر وكأنها لم تنزل من قبل وثبت أبو بكر مع أني اعتقد أنه أشد الصحابة مصيبة برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه صاحبه ولأنه أي أبا بكر كان خليل الرسول عليه الصلاة والسلام أي أن أبا بكر اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم خليلا أما الرسول فلم يتخذه خليلا لأنه قال : ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ).

الشيخ : المسألة الثالثة في تنفيذ جيش أسامة بن زيد من المعلوم أن أباه زيد بن حارثة قتل في غزوة مؤتة ( فجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشا بقيادة أسامة بن زيد وهو صغير رضي الله عنه وتوفي الرسول عليه الصلاة والسلام والجيش في ظهر المدينة ليتجه إلى الروم فلما مات النبي عليه الصلاة والسلام واضطرب الناس وارتد من ارتد من العرب عزم أبو بكر على تنفيذ هذا الجيش فجاءه أناس ومنهم عمر يشيرون عليه أن لا ينفذ الجيش وأن يبقي الجيش في المدينة لئلا يدهمها أحد فقال رضي الله عنه : والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفذ الجيش في هذه الحال الشديدة فكان فتحا ونصرا ) أتدرون ماذا حصل ؟ ( قال العرب المرتدون إن هؤلاء لديهم قدرة وقوة إنهم يريدون أن يغزوا الروم فلحقهم من الرعب والخوف ما أوجب أن يكبح جماحهم في الردة فكان ذلك نصرا وفتحا )

الشيخ : الموطن الرابع ( ارتد كثير من العرب بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام وقالوا إننا نؤمن به ونستجيب له ما دام حيا وأما بعد موته فلا ) فماذا حصل ؟ ( أمر أبو بكر رضي الله عنه بقتالهم وراجعه من راجعه من الصحابة ولكن أبى وقال : والله لو منعوني عناقا أو قال : عقالا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على ذلك، وعزم على قتالهم وفعلا نفذ ذلك قال عمر : فعلمت فرأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق ) على كل حال نحن أتينا بهذا أمثلة على قوة أبي بكر رضي الله عنه وقوة جأشه وأنه أصبر الصحابة عند الشدائد وأشدهم عزما أما موت الرسول عليه الصلاة والسلام فكما علمتم أنه عليه الصلاة والسلام مات كما يموت البشر كما أنه يحتاج ما يحتاج إليه البشر من الطعام والشراب واللباس وغيرها وأن جميع الخصائص البشرية إيش ؟ ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم يمرض ويجوع ويعطش ويبرد ويحترز من العدو ويلبس الدروع في القتال إلى غير ذلك من الخصائص البشرية لكنه فضل عليه الصلاة والسلام بماذا ؟ فضل بالرسالة لأنه أهل لها وقد قال الله تعالى : (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والآن إلى الأسئلة نقرأ منها ما يتيسر ونسأل الله أن يوفقنا للجواب الصواب.

السائل : بسم الله والحمد لله سائل يقول : فضيلة الشيخ هل تجوز صلاة الجنازة وأنا منفرد في الصف ؟
الشيخ : نعم صلاة الجماعة، صلاة الجنازة كغيرها من الصلوات إذا كان المصلون جماعة فلا بد فيها من المصافة أي لا بد أن يصلي الإنسان في الصف فإن صلى وحده فإن صلاته باطلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمنفرد خلف الصف )
والعجب أنه يوجد في المسجدين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي يوجد أناس إذا قدمت الجنازة انطلقوا من أمكنتهم من الصف يتدافعون حتى يكونوا قريبا من الإمام ثم إنهم لا يصفون الصف المطلوب تجد بعضهم يكون صفا وحده وهذا لا تصح صلاته صلاته باطلة فالصفوف في جماعة الصلاة على الجنازة كالصفوف في جماعة الصلوات الخمس ثم لماذا نتقدم ونتزاحم لندنو من الإمام لا أصل لهذا كل واحد يقف في مكانه في الصف وإذا قدمت الجنازة فالذين يحملونها هم الذين يكونون حول الإمام من أجل أن يسهل حملهم إياها بعد الصلاة عليها أما هذا التدافع فلا أصل له يعني تدافع وزحام شديد بدون أن يكون صفوف نسأل الله للجميع الهداية.نعم
السائل : جزاكم الله خيرا

السائل : وهذا سائل آخر يقول : هل يلزم في اتباع الجنازة المشي بالقرب منها والمشاركة في الدفن لكي أحصل على الأجر وذلك لأنني أصل متأخرا وهي تدفن أحيانا ولا أشارك في الدفن ولا في الحمل ؟
الشيخ : نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين أصغرهما مثل أحد ) فالأجر عظيم في اتباع الجنازة لكن من شهدها حتى يصلى عليها فله قيراط ومن تابعها حتى تدفن فله قيراطان فإن قلت : لو شهد الصلاة دون أن يتبعها من بيتها هل يحصل على قيراط ؟ فالجواب أن الظاهر أنه يحصل لأن المهم هو الصلاة على الميت فإذا حصلت فإنه يرجى أن يحصل الإنسان على القيراط ثم إذا تابع ومشى معها حتى تدفن فله قيراطان سواء شارك في الدفن أم جلس ينتظر حتى تدفن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشترط أن يشارك في الدفن أما القرب منها فإذا لم يكن هناك زحام وأذية فهو أحسن ليكون الإنسان مستعدا للمشاركة في الحمل وأما إذا كان هناك زحام وأذية فليسلك الإنسان ما هو أسهل له ولغيره نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا

السائل : سائل يقول.
الشيخ : ما فيه سائلة أخذت اثنين نعم.
السائل : هذه امرأة تسأل وتقول إنها تقص شعر الناصية على الجبين فقط وهي تعقد الزينة لزوجها وهي تقصد الزينة لزوجها وما تقصد التشبه بالرجال ولا بالكافرات أفيدونا مأجورين .
الشيخ : ذكر أهل العلم رحمهم الله أن قص المرأة شعرها مكروه مطلقا وذكر آخرون أنه محرم تأثم به المرأة مطلقا وفصل قوم فقالوا إن قصته حتى صار كرأس الرجل أو صار كرؤوس الكافرات فإنه حرام أما الأول : فلأن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن المتشبهات من النساء بالرجال ) وأما الثاني فلقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ولا فرق بين أن تقصد المرأة التشبه أو لا إذا حصلت المشابهة ثبت الحكم سواء بقصد أو بغير قصد وقال هؤلاء وإذا قصته على وجه لا يشبه قص نساء الكفار ولا قص الرجال فإنه لا بأس به وهذا أقرب إلى الصواب نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا

السائل : سائل يقول : ما معنى قول الله تعالى : (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) هل بسبب الإرادة وإن لم يفعل الذنب ؟
الشيخ : نعم هذه الآية نزلت في المسجد الحرام قال الله تعالى : (( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والبادي ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) ومن أول من يدخل في ذلك أولئك المشركون الذين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والله عز وجل يقول : (( الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والبادي )) العاكف يعني المقيم والبادي القادم إليه فالناس فيه سواء فمن أراد فيه بإلحاد ومنع الناس منه ظالما فإن الله تعالى يذيقه من عذاب أليم ولهذا كانت السيئات تضاعف في مكة بالكيفية لا بالكمية يعني لا يمكن أن تكون الحسنة، السيئة بأكثر من سيئة بل هي سيئة واحدة إلا أنها أشد عقابا ونعم وأشد إيلاما والدليل على هذا قول الله تبارك وتعالى : (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون )) أين نزلت هذه الآية ؟
الطالب : في مكة
الشيخ : في مكة لأنها في سورة الأنعام وسورة الأنعام نزلت في مكة وعلى هذا فالسيئات في مكة لا تتضاعف بالعدد لكن بالكيفية أي بأن يكون العذاب أشد من العذاب في سيئة في غير هذا المكان نعم.

السائل : جزاكم الله خيرا سائل يقول : ما معنى حديث : ( الكبرياء ردائي الكبرياء إزاري والعظمة ردائي ) ؟
الشيخ : معناه أن الكبرياء والعظمة من خصائص الله عز وجل فلا يجوز لأحد أن ينازع الله فيهما ولهذا قال : ( فمن نازعني واحدا منهما عذبته ) فالله عز وجل وحده هو المختص بذلك لا يشاركه فيه أحد ولهذا كان المتكبرون من أصحاب النار والعياذ بالله المتكبرون من أصحاب النار حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من أدنى مثقال حبة خردل من كبر ولكن ليس من الكبرياء أن يلبس الإنسان ثوبا حسنا أو نعلا حسنا ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر وتوعد عليه قالوا : ( يا رسول الله كلنا يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله جميل يجب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ) نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا

السائل : سائل يقول : في مسجدنا وبعد الصلوات يقوم أحد المتسولين وبصوت مرتفع يشرح للناس حاله وحاجته وأحيانا يقوم اثنان أو ثلاثة فهل لنا أن نمنع مثل هؤلاء وإذا فعلنا ذلك هل يعتبر ذلك نهرا لهم ؟
الشيخ : أولا يقال لهؤلاء المتسولين يحرم عليكم أن تتسولوا وتسألوا الناس شيئا إلا عند الضرورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر ) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن المسألة لا تزال بالرجل حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم والعياذ بالله فسؤال الناس بلا ضرورة من كبائر الذنوب وإذا علمنا أن هذا السائل يسأل متكثرا فإننا نمنعه من السؤال ونطرده من المسجد لأنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب حيث إن الرسول عليه الصلاة والسلام توعد من يسأل الناس أموالهم تكثرا
فإن علمنا أنه محتاج ولكنه قام أما الناس يشوش عليهم ويمنعهم من استحضار معاني الذكر الذي يقولونه بعد الصلاة فلنا أن نمنعه نمنعه من رفع الصوت ونقول له : اخرج إلى خارج المسجد وتكلم بما شئت أما في المسجد فإنما بنيت المساجد للصلاة وقراءة القرآن والذكر وغير ذلك وليست مبنية للاستجداء والسؤال ثم إني أظن أن في المسألة أمرا لولاة الأمور بمنع هؤلاء المتسولين نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا

السائل : سائلة تقول : ما حكم منع الزوجة زوجها من الفراش من أجل عدم الإنفاق ؟
الشيخ : نعم يعني إذا امتنع الزوج من الإنفاق على زوجته فهل لها أن تمنعه من الفراش بمعنى أن لا تجيبه إذا دعاها إلى الفراش ؟ الجواب نعم لها ذلك لان، لقوله تعالى : (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) ولأن هذا عدوان على حقها وقد قال الله تعالى : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )) ولا ينافي هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح ) لأن المراد بذلك الزوج الذي قام بحق بحقها وأما من لم يقم بحقها فلها أن تعامله بالمثل نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا .

السائل : بعض النساء نوع من النفقة يتذرعون بها .
الشيخ : لا هذا يقول ربما تتذرع المرأة بأي شيء من النفقة إذا منعها والمراد النفقة الواجبة أما النفقة الكمالية فلا يحل لها أن تمنعه من حقه إذا منعها من النفقة الكمالية نعم.

السائل : سائل يقول : هل يجوز تقسيم البدع إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة استدلالا بالأثر : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ؟
الشيخ : نعم أسألكم إذا كان أعلم الخلق وأفصح الخلق وأنصح الخلق يقول : ( كل بدعة ضلالة ) ومعلوم أن هذا أعني كل بدعة ضلالة لفظ عام لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه استثنى شيئا منه فهل يجوز أن يقسم البدعة إلى قسمين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أجيبوا يا جماعة ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا لأن الذي خاطبنا بذلك هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بشريعة الله وهو أفصح الخلق وهو أنصح الخلق عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يطلق مثل هذا العموم ثم نقول إن البدعة تنقسم إلى أقسام ولهذا نقول من قسم البدعة إلى أقسام من العلماء فهو إما ألا يكون ما ذكره بدعة وحينئذ تسميته إياه بدعة غلط وإما أن يكون بدعة غير حسنة لأنه لا يمكن أن نقول ان بدعة حقيقية تكون حسنة بعد قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( كل بدعة ضلالة ) أبدا فالبدع كلها ضلالة وأما قوله عليه الصلاة والسلام : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فلا يمكن أن نقول إن البدعة تدخل في هذا لأن الرسول قيد السنة بماذا ؟ تكلموا يا جماعة بأنها حسنة وهل يمكن أن تكون البدعة حسنة وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( كل بدعة ضلالة ) لايمكن أبدا إذن يكون معنى قوله : ( من سن سنة حسنة ) يحمل على معنيين إما أن المعنى من أحياها بعد موتها وإما أن يكون المعنى من سبق إليها عملا انتبه إما أن يكون المعنى من أحياها بعد موتها لأن إحيائها بعد موتها وترك الناس لها سنة ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يصلي بالناس قيام رمضان جماعة قال : ( نعم البدعة هذه والتي يقومون عنها والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ) يعني آخر الليل فوصفها بأنها بدعة لا لأنه ابتدعها بل لأنه أحياها بعد أن تركت وانما قلت ذلك لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أنه قام بالناس في رمضان ثلاث ليال ثم تأخر وقال : إني خشيت أن تفرض عليكم ) وهذه الخشية بعد موته عليه الصلاة والسلام منتفية لأنه لا يمكن أن تثبت الأحكام بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام إلا بوحي والوحي انقطع هذه واحدة أو يكون المعنى من سن سنة حسنة أي بادر بها حتى تبعه الناس وهذا يدل عليه سبب الحديث وهو ( أن الرسول عليه الصلاة والسلام حث على الصدقة فجاء رجل بصرة في يده قد أعيتها وضعها في حجر النبي عليه الصلاة والسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) انتبه يا أخي لأن هذا الحديث يستدل به أهل البدع ولكنه لا دلالة لهم فيه لأن الرسول قيدها بقوله : ( من سن في الإسلام ) ايش؟ ( سنة حسنة ) والبدعة سنة سيئة لقوله عليه الصلاة والسلام : ( كل بدعة ضلالة ) إذن يحمل على أي شيء يا أخ ؟
السائل : يحمل الحديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أي أن من أحيا سنة بعد أن تركها الناس أو من سارع في امتثال أمر الله ...
الشيخ : تمام بارك الله فيك انتبهوا لهذا الحديث معناه الذي لا يتجاوزه من سن في الإسلام سنة حسنة أي أحياها بعد أن هجرت وتركت ومنه قول عمر : ( نعمت البدعة هذه ) أو أن المعنى : من سبق إلى فعلها فتبعه الناس كما يدل إليه سبب الحديث نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا

السائل : سائل يقول : أو يسأل عن معنى حدث في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( المدينة حرام من عير إلى ثور من أحدث فيها حدثا ) ما المقصود بالحدث هل هو المعصية ؟
الشيخ : لا أظن أن ذلك هو المعصية لأننا لو قلنا إنها المعصية لكان كل معصية في المدينة كبيرة من الكبائر لأنه يقول : ( فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) ولكن المراد بالحدث الحدث في الدين كالبدعة وشبهها ولهذا يجب الحذر من البدع في المدينة أكثر مما يجب الحذر منها في غير المدينة لأن الحدث في المدينة أمره عظيم إذ أن المدينة محط الوحي ومهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فلو أحدث الإنسان فيها حدثا لصار هذا من أعظم المضادة لله عز وجل والمحادة له فيكون المراد بالحدث هنا الحدث الحدث في الدين.