الشيخ : يا جماعة وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك غفران منصوبة فهل هي مفعول لسمعنا وأطعنا أو لا ؟ تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : أسألك هل هي مفعول لسمعنا وأطعنا أو لا قل نعم والا لا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا إذن ما الذي نصبها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : مفعول مطلق لإيش ؟ اغفر غفرانك ما يستقيم الكلام استرح تفضل.
الطالب : سمعنا وأطعنا رب غفرانك.
الشيخ : طيب هل هي مفعول لسمعنا وأطعنا أو لا ؟ لا إذن أين عاملها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أو نسألك غفرانك بارك الله فيك انتبه ولهذا ينبغي، أنا سألتكم عن هذا ليتبين أنه ينبغي للقارئ أن يقول (( وقالوا سمعنا وأطعنا )) ثم يقف لأنه لو وصل لفهم السامع أننا سمعنا وأطعنا إيش ؟ الغفران وليس كذلك إذن قف (( وقالوا سمعنا واطعنا )) ثم تقول غفرانك أي نسألك يا ربنا غفرانك.

الشيخ : طيب في الآية التي بعدها (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) هل هي ناسخة لقوله : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) وذلك لأن الله تعالى ذكر في آية أخرى : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه )) ايش؟ (( يعلمه الله )) ولم يقل يحاسبكم لكن هنا قال : (( إن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) فهل الآية التي بعدها (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ناسخة لها أو لا ؟ الجواب نعم ناسخة لأن ما في النفوس وهو حديث النفس ليس فيه عقوبة إذ ان حديث النفس لا يمكن للإنسان أن يتخلص منه لذلك كان قوله : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ناسخا لقوله : (( يحاسبكم به الله )) .

الشيخ : طيب الهم بالحسنة الهم بالحسنة هل كل من هم بالحسنة يكتب له حسنة ؟ هل كل من هم بالسيئة يكتب عليه سيئة ؟ نقول هذا فيه تفصيل إذا هم بالحسنة ثم عدل عنها مثل هم أن يصلي صلاة الضحى ثم عدل عنها يكتب له أجر وإن لم يصل سبحان الله وإن لم يصل على أي شيء يكتب له ؟ النية نية الخير خير يكتب له حسنة كاملة طيب إذا نوى الحسنة وتمناها وأرادها ولكن لم يحصل عليها كرجل فقير يشاهد رجلا غنيا يتصدق بالمال وينفقه في سبيل الله فتمنى أن يكون له مثل ذلك المال ليتصدق به وينفقه في سبيل الله إيش يكون ؟ يحصل له ثواب نية هذا المتصدق ( هما في الأجر سواء ) ( هما في الأجر سواء )
ثالثا : هم بالحسنة وعمل لها أعمالها ولكن لم يقدر له تكميلها كرجل هاجر إلى الله ورسوله ثم أدركه الموت في أثناء الطريق ماذا يكون ؟ يكتب له الأجر كاملا لأنه هم وعمل وشرع لكن أدركه الموت وفي هذا يقول الله عز وجل : (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )) طيب وتذكر قصة وقعت والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واقف بعرفة وهي أفيكم من يعرفها ؟ طيب نذكرها ( أن رجلا كان مع الرسول عليه الصلاة والسلام واقفا بعرفة فوقصته ناقته سقط منها فمات فجاءوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يستفتونه وهو واقف بعرفة ماذا يصنعون بالرجل فقال ) استمع ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه ) يعني تجعلوا فيه طيبا ( فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا ) الله أكبر يخرج من قبره يقول لبيك اللهم لبيك لأنه لم يدرك العمل أي لم يدرك إتمامه لكن شرع فيه ( اغسلوه بماء وسدر ) قال العلماء يؤخذ من هذا أن غسل الميت فرض إيش ؟ كفاية وأنه لا بد أن يغسل بالماء وأن استعمال السدر للمحرم لا يضر وأن تغير الماء بالسدر ونحوه لا يخرجه عن الطهورية ويؤخذ منه أيضا أن الميت إذا مات قبل أن يحل إحرامه فإنه يكفن في ثياب الإحرام أفهمتم يعني ما نروح نجيب له خرقة جديدة نكفنه في إزاره وردائه لأنه محرم وانه لا يغطى رأسه وقد ورد أيضا في رواية : ( ولا وجهه ) يعني يكون الرداء على كتفيه والإزار في أسفل بدنه ويدفن ( ولا يحنط ) يعني لا يجعل فيه طيب لأن الاموات ينبغي أن يحنطوا يجعل فيهم طيب أولا ينزه عن الأذى ثم تطيب أبدانهم حتى يلاقوا الله عز وجل على أحسن حال ويؤخذ من هذا الحديث أن الميت إذا مات في أثناء النسك لا يقضى عنه ما بقي يعني إنسان حج الفريضة في أثناء النسك مات لا نقول أكملوا الفريضة عنه الدليل الدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بقضاء النسك عن هذا الميت انتهينا من الكلام على الهم بالحسنة وتبين لنا جميعا أنه كم من قسم ؟ كم يا إخوان ؟ أربعة واحد يقول أربعة واحد يقول ثلاثة فيه من يقول اثنين كم يا جماعة ؟
الطالب : ثلاثة
الشيخ : ثلاثة ثلاثة.

الشيخ : أما الهم بالسيئة إنسان هم أن يفعل فاحشة والعياذ بالله ثم تذكر العذاب والعقوبة فتركها لله ماذا يحصل له ؟ يكتب له حسنة كاملة لأنه تركها لمن ؟ تركها لله نزغه الشيطان فهم بالفاحشة ثم تذكر عظمة الرب وعقوبة الرب تركها لله تكتب له حسنة كاملة لله الحمد نعمة هم بها ولكن لم يدركها لكن لم يعمل عملا تمنى مثل رجل رأى غنيا يعبث بالمال يتخوض فيه ينفقه في المعاصي ينفقه في ما لا خير فيه فتمنى أن يكون له مثل هذا المال ليعمل فيه مثل عمل هذا الرجل إيش العمل هذا ؟ يتمنى لكن ما عنده مال يقول لو أن عندي مال فلان كان لعبت القمار وتعاملت بالربا وغششت الناس ليت عندي مال فلان أسوي مثل ما يسوي ماذا يكون ؟ نقول ( هما في الإثم سواء ) لكن بالنية بالنية سواء
الثالث : رجل هم بالسيئة وعمل لها أعمالها ولكن لم يدركها كرجل هم بشرب الخمر مثلا واشترى الخمر ووضع أواني الخمر أو كؤوس الخمر أمامه ثم جاءت الريح فأطارتها وأراقتها فندم ألا يكون تمكن من شربها ماذا يكون لهذا الرجل ؟ إيش ؟ يكون عليه الوزر كاملا لأنه منع منها بغير اختياره ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) المقتول في النار مسكين فقد الحياة كيف يكون في النار ؟ ( قالوا يا رسول الله هذا القاتل ) كان في النار لأنه يقاتل (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا )) اش؟ (( فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) ( هذا القاتل ) يعني الأمر معلوم ( فما بال المقتول ؟ قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لأنه كان حريصا على قتل صاحبه ) لكن عجز أعرفتم يا إخوان فصار أيضا تارك السيئة الذي هم بالسيئة ولم يفعلها له الأقسام الثلاثة
لكنه يزيد قسما رابعا إذا هم بالسيئة وتركها لا لله ولا عجزا عنها ولا شرع فيها لكن طابت نفسه يعني عزفت نفسه عنها أنفة أو لغير ذلك من الأسباب فهذا لا إثم عليه وإيش ؟ ولا أجر عليه ولا اجر له لا إثم عليه ولا أجر له وهذا يقع كثيرا يهم الإنسان بالمعصية ثم تطيب نفسه تعزف نفسه عنها نقول هذا ليس عليه إثم لأنه لم يفعل ولم يتمن وليس له أجر لأنه لم يخلص في تركها لله عز وجل طيب .

الشيخ : في الآية التي بعدها في نفس الآية (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) ما الفرق بين النسيان وبين الخطأ ؟ يلا يا إخوان الفرق أن النسيان هو أن يكون عند الإنسان علم ثم ينسى والخطأ ألا يكون عند الإنسان علم أصلا أفهمتم ؟ الخطأ يخطئ الإنسان ما عنده علم فعل شيئا يظنه حلالا وهو حرام النسيان يدري أن هذا الشيء حرام لكن نسي ففعله فكان النسيان مسبوقا بإيش ؟ بالعلم لكن طرأ ذهول القلب عنه وأما الخطأ فلم يسبق بعلم جاهل وكلاهما في حكم الله سواء لأن الله تعالى قال : ( قد فعلت قد فعلت ) يعني لا أؤاخذكم بنسيان ولا بجهل طيب من يأتي لنا بمثال قررت السنة هذا الحكم العظيم أن الإنسان لا يؤاخذ بجهله كأننا ما قرانا هذا يا جماعة ولا شرحناه طيب أولا نأتي بالنسيان رجل نسي التشهد الأول في الصلاة أتبطل صلاته ؟ لا لكن يجبره بسجود السهو رجل صائم فنسي وأكل وشرب يبطل صومه ؟ لا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من نسي وهو صائم فأكل اوشرب فليتم صومه ) في قوله : ( فليتم صومه ) دليل على أن الصوم لا ينقص حتى لو أكل وشبع أو شرب وروي فالصوم تام لأنه قال : ( فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه أطعمه الله وسقاه ) لأنه بغير إرادة منه رزق ساقه الله إليه طيب الجهل عدم المؤاخذة بالجهل نريد مثالا تنطبق عليه الآية من السنة من السنة تفضل .
الطالب : ... .
الشيخ : لا استرح .
الطالب : رجل تكلم ناسيا في صلاته.
الشيخ : لا نتكلم عن الجهل الآن نبغى من السنة يا أخي من السنة.
الطالب : ... معاوية بن الحكم ..
الشيخ : السلمي .
الطالب : ... لما عطس ... فشمته قائلا يرحمك الله.
الشيخ : بارك الله فيك هذا هو معاوية بن الحكم السلمي غير معاوية بن أبي سفيان ( كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم فقال العاطس الحمد لله فسمعه معاوية ) وكان الواجب على الإنسان إذا سمع أخاه يحمد الله بعد العطاس أن يشمته يقول : يرحمك الله ( فقال له معاوية : يرحمك الله ) على الأصل ( فرماه الناس بأبصارهم ) يعني جعلوا ينظرون إليه بأبصارهم إنكارا على قوله ( فقال : واثكل أمياه ) ( واثكل أمياه ) يعني أنه يندب فقد أمه إياه وهذه كلمة تقال عند التوجع او ما أشبه ذلك ( فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه الصحابة فسكت لما انتهى من الصلاة دعاه النبي صلوات الله وسلامه عليه قال معاوية : فبأمي هو وأمي ما رأيت معلما أحسن تعليما منه ) صلوات الله وسلامه عليه ( والله ما كهرني ولا نهرني ) لا عبس بوجهه ولا أغلظ له بقوله وإنما قال : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) أو كما قال ولم يأمره بالإعادة مع أنه تكلم لماذا لم يأمره ؟ لأنه كان جاهلا.

الشيخ : إذن نأخذ من هذا قاعدة : " كل من فعل محرما جاهلا أو ناسيا فإنه لا إثم عليه ولا كفارة عليه ولا تفسد عبادته بذلك أيا كان ذلك المحرم " أفهمت يا ولد ؟ مفهوم والا لا طيب رجل جامع زوجته في نهار رمضان يظن أن الشمس قد غربت فإذا بالشمس محتجبة بالسحاب تطلع من وراء السحاب ماذا عليه ؟ ماذا عليه يا إخوان ؟
الطالب : لا شيء.
الشيخ : نقرر قاعدة من كلام رب العالمين ثم تتوقفون في الجواب
الطالب : لا شئ عليه
الشيخ : لا شيء عليه ؟ لا شيء عليه لماذا ؟ لأنه جاهل يظن أن الشمس قد غربت وتبين أنها لم تغرب وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ( أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس ) هذه نفس القضية ولم يؤمروا بالقضاء ولو كان القضاء واجبا لأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم به لأنه يكون من الشرع والرسول عليه الصلاة والسلام امر أن يبلغ الشرع ولو أمرهم به لإيش ؟ لنقل إلينا لأن الحاجة تدعو لذلك فلما لم يكن شيء من هذا علم أن صومهم ذلك اليوم كان يا أخ كان إيه ؟ قم إيش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما فهمت السؤال ما فهمت السؤال ؟ إي نعم فهمت الحديث والا ما فهمت الحديث ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ويش الحديث ؟
الطالب : ... .
الشيخ : قله بلسانك ما يهم وبالمعنى .
الطالب : ... ولو كان عليهم القضاء لنقل إلينا.
الشيخ : ( أفطروا قبل أن تغرب الشمس ) ثم .
الطالب : ... .
الشيخ : بارك الله فيك صح إذن يا إخواني هذه القاعدة تفيدكم كل محرم يفعله الإنسان جاهلا أو ناسيا إيش ؟ فلا شيء عليه لا إثم ولا قضاء في عبادة ولا كفارة مهما كان هذا المحرم ولسنا نقول لأن فلانا قال في الكتاب الفلاني كذا وكذا بل نقول لأن إيش ؟ لأن الله قال : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله عز وجل : ( قد فعلت ) ولقوله تعالى : (( ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم )) طيب.

الشيخ : إذا قال قائل : أليس الله قال عن آدم : (( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما )) وواخذه الله على هذا واخذه الله على هذا بأن أخرجه من الجنة وهو يقول فنسي فما الجواب ؟ تفضل .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم
الطالب : ... .
الشيخ : طيب هذا جواب جواب آخر يقول الجواب : أن سقوط الإثم بالنسيان في شريعة الإسلام أما ما قبل فإن النسيان لا يسقط الإثم هذا جواب جواب آخر .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ... هذا احتجاج بالقدر مو بالشرع .
الطالب : ... ان النسيان في هذه الآية بمعنى الترك.
الشيخ : قم يا أخي.
الطالب : ... ان النسيان في هذه الآية بمعنى الترك.
الشيخ : أن النسيان في هذه الآية بمعنى الترك فنسي أي ترك اصبر يا أخي طيب هل لديك مثال أو شاهد على أن النسيان بمعنى الترك ؟
الطالب : قوله عز وجل : ... (( وكذلك اليوم تنسى )).
الشيخ : تنسى من الناسي ؟ (( نسوا الله فنسيهم )) أي تركهم احسنت ولا يمكن أن يكون النسيان في هذه الآية بمعنى الغفلة لأن الله تعالى لأن الله تعالى قال عن موسى لما سأله فرعون ما بال القرون الأولى قال : (( علمها عند ربي في )) ايش؟ (( في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )) ولعل هذا الوجه أقرب من الوجه الأول أن آدم عليه الصلاة والسلام ترك عن عمد وليس عن نسيان ولهذا يعني صار فيه توبيخا شديدا (( فعصى آدم ربه فغوى )) ولكن (( ثم اجتباه ربه )) فايش؟ (( فتاب عليه وهدى )) لعلنا نقتصر على هذا بالنسبة لآخر سورة البقرة وأهم شيء فيه من الناحية الفقهية الحكمية هو أن الإنسان يعذر بالجهل ولا يلحقه إثم ولا قضاء في عبادة ولا كفارة لأن الله سبحانه وتعالى قال في قوله : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) قال : ( قد فعلت ) والحمد لله رب العالمين.

الشيخ : أما آخر سورة التوبة فقد قال الله تعالى : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) الأخ يا أخي نعم أنا بسألك سؤال سهل (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) من الرسول ؟
الطالب : ...
الشيخ : من المقصود بالرسول هنا من المقصود بالرسول ؟
الطالب : المقصود المقصود نبي.
الشيخ : ... من هو ؟ من هو شعيب ؟ هود صالح ؟
الطالب : محمد.
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك صار عندك علم يا أخي وأنت تقول ما عندي علم خلك جزوم بارك الله فيك طيب (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) المراد بالرسول من ؟ محمد صلوات الله وسلامه عليه (( من أنفسكم )) أي منكم ليس أجنبيا عنكم تعرفونه تعرفون أمانته تعرفون صدقه تعرفون نصحه حتى كان محمد رسول الله.

الشيخ : كان قبل أن يوحى إليه يسمى عند قريش إيش ؟ الأمين والصادق وبعد أن جاء الوحي إيش صار عندهم ؟ صار الكذاب الساحر الكاهن المجنون الشاعر والعياذ بالله الهوى يعمي ويصم كيف تصفونه بالأول بالأوصاف الحميدة ثم لما جاءكم بالحق شرقتم به ووصفتموه بالأوصاف الذميمة (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) ومن المعلوم أن الرسول من النفس سوف ينصح لمن كان منهم لأنه بمنزلة النفس منه ولهذا قال : (( عزيز عليه ما عنتم )) عزيز بمعنى شاق (( ما عنتم )) اي شق عليكم فكل ما يشق على الأمة فإنه شاق على الرسول آتيكم بمثالين المثال الأول : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء ) طيب هنا أو عند كل صلاة هنا منعه من أمرهم وإلزامهم بالسواك إيش ؟ خوف المشقة طيب وقال عليه الصلاة والسلام وقد تأخر ذات ليلة في صلاة العشاء حتى مضى عامة الليل قال : ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) إذن كان عليه الصلاة والسلام يراعي أحوال الأمة وقال الله تعالى : (( واعلموا أن فيكم رسول الله )) ايش؟ (( لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم )) أي لشق عليكم لأن الصحابة يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام أمورا لعلو همتهم وحبهم للخير ولكن الرسول لا يطيعهم لأنه يعلم أنه لو أطاعهم إيش ؟ لشق عليهم ذلك وانظر إلى قضية إلى قضية عبد الله بن عمرو بن العاص ماذا قال عبد الله بن عمرو بن العاص ماذا قال ؟ قال : ( لأصومن النهار ما عشت ) كل الدهر ( ولأقومن الليل ما عشت ) كل الدهر فدعاه النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( أنت قلت هذا ؟ قال نعم يا رسول الله قال : انك لا تطيق ذلك لا تطيق ذلك صم وأفطر وقم ونم ) وأرشده إلى أفضل الصيام وأفضل القيام قال له : ( أفضل الصيام صيام داود يصوم يوما ويفطر يوما وأفضل القيام قيام داود ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ) ما مكنه الرسول عليه الصلاة والسلام من أن يصوم النهار ويقوم الليل وكذلك ( ثلاثة نفر جاؤوا يسألون أمهات المؤمنين كيف الرسول يعمل ) في السر يعني في الأمر الذي لا يعرفه الناس اخبر ( أخبرت النساء هؤلاء النفر أنه كان يفعل كذا ويفعل كذا ويفعل كذا قالوا : والله هذا عمل قليل هذا عمل قليل لكن الرسول يقولونه : قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وماتأخر أما نحن فلا يكفينا هذا قال أحدهم : أنا أصوم ولا أفطر وقال الثاني أنا أقوم وإيش ؟ ولا أنام وقال الثالث : أنا لا أتزوج النساء فبلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فخطب وقال : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا أما أنا صلوات الله وسلامه عليه أما أنا فأصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) كل هذا من أجل ألا يشق على الأمة وقال ابن عباس رضي الله عنهما : ( جمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر ) ( جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر. قالوا : يا عبد الله ما أراد إلى ذلك ؟ ليش فعل هذا ؟ قال : أراد ألا يحرج أمته ) ويش معنى يحرجها أي يوقعها في حرج يعني أن الجمع إذا كان على الإنسان مشقة في تركه فليجمع وأما إذا لم يكن مشقة فلا يجمع ولهذا جاز الجمع للمرض ولو كنت في البلد وجاز الجمع للمطر ولو كنت في البلد وجاء الجمع للريح الشديدة الباردة ولو كنت في الحضر كل ذلك من أجل إيش ؟ أجيبوا ألا يشق على الأمة إذن قوله عز وجل : (( عزيز عليه ما عنتم )) أي انه يشق عليه ما يشق عليكم له أمثلة كثيرة.

الشيخ : (( حريص عليكم )) عليه الصلاة والسلام وهو أحرص الناس على الناس أي على المؤمنين به حريص علينا يدلنا على الخير يأمرنا به يحثنا عليه يبين فضله يبين الشر ويحذرنا منه ويبين سوء عاقبته كل هذا من أجل أن نستقيم أن تستقيم عباداتنا أن تستقيم أخلاقنا أن تستقيم معاملاتنا أن يستقيم منهجنا وسلوكنا من حرص النبي عليه الصلاة والسلام.

الشيخ : ثم قال : (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) صلوات الله وسلامه عليه يعني أنه يحمي المؤمنين ولاسيما الضعفاء منهم كاليتامى والفقراء وما أشبه ذلك والرأفة رحمة في رقة وعلى هذا فالرأفة أخص من الرحمة بالمؤمنين رؤوف رحيم أقول الرأفة رحمة في إيش ؟ في رقة فهي أخص من الرحمة فكل رأفة رحمة وليس كل رحمة رأفة ومثال ذلك يعني لو أردتم أن تعرفوا الفرق إنسان أراد أن يداوي شخصا فداواه لكن بشدة يبط الجرح بشدة ويأتي بالدواء الحار يضعه في الجرح هذا رحمة لا شك لأنه داواه طبيب آخر يأتي برفق وبلين ويقول للمريض هذا سهل وليس فيه إلا كبطة شوكة ثم يحاول أن يأتي بالأدوية الباردة كلاهما راحم لكن الثاني إيش ؟ رأفة بالمريض والأول رحمة بلا رأفة .

الشيخ : (( بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا )) إن تولوا أنا أسأل أهل النحو هل تولوا هنا فعل ماضي أو فعل مضارع ؟