الطالب : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فهذا الدرس من المسجد النبوي الشريف لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وذلك ليوم الأحد الموافق العشرون من شهر ذي الحجة لعام 1417 من الهجرة والدرس بعد صلاة المغرب.
الشيخ : الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد ورسوله وأمينه وخليله وخيرته من خلقه بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وترك أمته على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك وخلفه في أمته خلفاؤه الراشدون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين ونقلت سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نقلت إلى هذه الأمة نقلا موثوقا موثوقا به وفي بعضها ما هو مقطوع به لأن هذا من حفظ الله تبارك وتعالى لدينه وقد قال جل وعلا : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فصلوات الله وسلامه على نبيه محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فإنه يسرني أيها الإخوة أن ألتقي بكم هذه الليلة في المسجد النبوي مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي هو أفضل المساجد بعد بيت الله الحرام الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة ) إننا نلتقي بكم في هذه الليلة ليلة الحادي والعشرين من شهر ذي الحجة عام سبعة عشر واربعمائة والف لنذكر أنفسنا وإياكم بما أنعم الله به على عباده من أداء المناسك بأمن وطمأنينة ولله الحمد وجو معتدل لا حر ولا برد ولا شك أن هذا من نعمة الله إننا نشكر الله تبارك وتعالى أن هيأ لنا هذه السنة هذا الجو المناسب وهذا الأداء الهادئ المتكامل ولله الحمد فنشكر الله تبارك وتعالى على نعمه ونسأله المزيد من فضله ورحمته
أيها الزوار أيها الحجاج إن نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده إذا شكرها العبد ازدادت كما قال الله تبارك وتعالى : (( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )).

الشيخ : إن شكر النعمة هو العمل الصالح شكر النعمة هو العمل الصالح وليس الشكر هو الشكر باللسان فقط بل باللسان والجنان يعني القلب والجوارح ويدل على أن الشكر هو العمل الصالح قول الله تبارك وتعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) كلوا واعملوا صالحا وقال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )) قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا : ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) فما الذي أمر الله به المؤمنين ؟ أجيبوا ما الذي أمر الله به المؤمنين ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا (( كلوا من طيبات ما رزقناكم )) ايش؟ (( واشكروا لله )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) أمر المؤمنين بالشكر وأمر المرسلين بماذا ؟ (( يا أيها الرسل )) يا إخوان أعطونا الآيات اللي معنا (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) بهذا نعرف أن الشكر لله هو العمل الصالح أما قول الإنسان أشكر الله على نعمه فهذا قول طيب لكنه لا يعني الشكر الذي أمر الله به إذن لا بد أن نعمل صالحا لا بد أن نعمل صالحا فما هو العمل الصالح ؟

الشيخ : ما هو العمل الصالح ما هو العمل الصالح ؟ العمل الصالح ما اجتمع فيه شرطان
أحدهما الإخلاص لله الإخلاص لله والثاني : المتابعة لمن ؟ لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا العمل الصالح فعمل فيه شرك ليس بصالح وعمل فيه بدعة ليس بصالح إذ أن العمل الصالح هو ما اجتمع فيه شرطان أحدهما الأخ.
الطالب : ... .
الشيخ : أحدهما الإخلاص والثاني .
الطالب : ... .
الشيخ : لمن ؟ للرسول صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك عمل فيه شرك ليس بعمل صالح وهو مردود على من عمل به لقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ) ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) انتبه يا أخ يقول الله عز وجل : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ) يعني إذا أن احد من الناس عمل لي عملا وجعل فيه شريكا فأنا غني عنه لا أقبله (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم وإن تشكروا يرضه لكم )) فالله عز وجل غني عن الشرك فالمشرك مردود عليه عمله
أما الثاني المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رد بمعنى مردود وفي لفظ ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) مردود وهنا أسأل رجل مخلص لله يقصد بعمله وجه الله لكنه على غير شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام فهل يكون عمله مقبولا ؟ لا ما الذي فقد فيه ما الذي فقد فيه ؟ المتابعة فلو أن رجلا كان مجتهدا حريصا على الخير يعبد الله ليلا ونهارا لكن على غير الشريعة الإسلامية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن عمله إيش ؟ مردود هباء لا ينفعه بل لا يزيده من الله إلا بعدا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )
طيب رجل آخر كان متابعا للرسول تماما بمعنى أنه يصلي كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام يحج كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه مراء في عمله يعمل من أجل أن يراه الناس أعاذنا الله وإياكم من الرياء يريد من الناس أن يقولوا فلان ما شاء الله يتعبد لله بالشريعة تماما فهل عمله مقبول ؟ يا إخوانا رجل يصلي كما صلى الرسول عليه الصلاة والسلام يحج كما حج سواء بسواء لكنه مرائي يرائي الناس يريد أن يمدحه الناس على عمله فهل عمله مقبول ؟ أعطونا جوابا حيا مردود والا مقبول ؟
الطالب : مردود
الشيخ : مردود باتفاقكم مردود لماذا ؟ لأنه غير مخلص وقد قال الله تعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ) في الحديث القدسي ( من عمل عملا أشرك فيه مع غيري معي غيري تركته وشركه ) هذا متابع للرسول في ظاهر عمله لكنه غير مخلص فلا يقبل منه.

الشيخ : ما رأيكم في من يعمل العبادة لغير الله يعني لا يجعل شريكا مع الله بل يعبد غير الله خاصة أيكون عمله مقبولا ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما في نشاط في الجواب رجل يصلي لآخر يقف أمامه يضع يديه على صدره يركع له يسجد له دون أن يصلي لله يصلي لهذا الشخص أو لصاحب هذا القبر أو ما أشبه ذلك أيقبل عمله أو لا يقبل ؟ لا يقبل لأنه إذا كان الإنسان إذا عمل لله ولغير الله لا يقبل فمن عمل لغير الله فقط فهو أبعد من القبول وهذا مشرك مشرك بالله شركا أكبر إذا مات (( حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين )) من أنصار طيب رجل آخر يعبد الله يصلي في المسجد يصلي لله لكنه إذا أصابه الضر ذهب إلى صاحب القبر يدعوه يا ولي الله أنقذني من الضر وإذا فاته الخير ذهب إلى صاحب القبر يدعوه يا ولي اجلب لي الخير يا ولي الله زوجتي ما تحمل اجعلها تحمل يا ولي الله أنا في ضائقة مالية ارزقني ما تقولون في هذا ؟ شرك أكبر حتى العبادات التي يقوم بها من صلاة وغيرها لا تقبل منه حتى ولو حج ولو صام فإنه لا يقبل منه لماذا ؟ لماذا يا إخوان ؟ لأنه مشرك ولا يقبل الله من مشرك عبادة حتى لو فرض أنه يأتي إلى الصلاة قبل الإقامة قبل الأذان ويصلي صلاة من احسن ما يكون ويتصدق كثيرا ويصوم كثيرا ويحج كثيرا لكنه إذا أصابته الضراء ذهب إلى أصحاب القبور يدعوهم فهل يقبل عمله أو لا يقبل لا يقبل لأن هذا الذي يدعو أصحاب القبور توكل في دفع المنافع في دفع المضار وجلب المنافع على من ؟ الذي يدعو أصحاب القبور توكل على غير الله والتوكل قرين العبادة كلنا نقرأ في الفاتحة (( إياك نعبد )) ايش؟ (( وإياك نستعين )) (( إياك نعبد وإياك نستعين )) كلنا يمتثل قول الله تعالى : (( فاعبده )) ويش؟ (( وتوكل عليه )) عليه وحده هو الذي يجلب الخير وهو الذي يمنع الضر أما أصحاب هؤلاء هذه القبور فإنهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا حتى الذي يعذب منهم في قبره لا يستطيع أن يدفع العذاب عن نفسه أصحاب القبور يحتاجون للدعاء لهم إذا كانوا مستحقين للدعاء لهم وإن كانوا غير مستحقين فلا يدعى لهم فكيف يدعى هؤلاء كيف يليق بعاقل فضلا عن مؤمن إذا أصابه الضر يأتي إلى القبر يا ولي الله يا سيدي يا مولاي أعطني كذا ادفع عني كذا الله أكبر قال الله تعالى : (( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير )) شوف الآية تدعونه والا يدعون نعم بالياء والا بالتاء
الطالب : (( تدعونه ))
الشيخ : (( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير )) ما القطمير اتعرف القطمير يا أخ ؟ أي نعم ما هو القطمير ؟
الطالب : القطمير ... .
الشيخ : بارك الله فيك هي القشرة التي تحيط بنواة التمر هذه قطمير ويضرب بها المثل في الحقارة (( ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم )) ثلاثة أشياء إن تدعوهم ايش؟ لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا فرضا ما استجابوا لكم ومع ذلك لا يسلم هؤلاء الداعون من التنديد بهم من هؤلاء المدعوين ولهذا قال : (( ويوم القيامة )) إيش ؟ (( يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )) من الخبير ؟ الله عز وجل يعني لا ينبئك أحد مثل نبأ الخبير وهو الله عز وجل استمعوا قال الله تعالى : (( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )) ماذا قال عيسى ؟ (( قال سبحانك ما يكون لي أن اقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما نفسي ولا أعلم ما في نفسك )) .

الشيخ : وإذا كان كذلك فالواجب على علماء المسلمين الذين يوجد في عوامهم من يذهب إلى القبور يدعو أصحابها الواجب على علماء المسلمين أن يبينوا لهم أن هذا شرك وأن هذا الشرك لا تقبل معه عبادة لا صلاة ولا صدقة ولا صيام ولا حج حتى يخلص الإنسان لله وحده لو أن رجلا أتى للمسجد النبوي وقد أصابته فاقة اتعرف الفاقة ما هي ؟ ما الفاقة ؟ الفقر وجاء الى قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجعل يدعو النبي صلى الله عليه وسلم أن يفرج عنه هذه الفاقة ماذا يكون أجيبوا يا جماعة يكون مشركا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرضى ذلك لا يرضى أن أحدا يأتي إلى قبره يقول يا رسول الله أنقذني من هذه الفاقة بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ( لما جاءه رجل وقال له : ما شاء الله وشئت ) ( ما شاء الله وشئت ) قرن مشيئة الرسول بمشيئة الله بحرف يقتضي التسوية ( ما شاء الله وشئت ) ماذا قال له الرسول ؟ نعم قال : ( أجعلتني لله ندا؟ ) وهذا الاستفهام استفهام إنكار ( أجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده ) ( ما شاء الله وحده ) إذن أيها الإخوة بمن نعلق الرجاء ؟ بالله على من نتوكل ؟
الطالب : على الله
الشيخ : من نعلق به رجاءنا في دفع ما يضرنا ؟ الله قال الله تبارك وتعالى : (( قل من بيده ملكوت السماوات والأرض )) وقال تعالى : (( تبارك الذي بيده الملك )) والآيات في هذا كثيرة أن الأمر أمر الله فيا أخي يا اخي المسلم يا أخي المؤمن يا أخي العاقل كيف تدعو رجلا بالأمس كان مثلك يأكل كما تأكل ويشرب كما تشرب ويجوع كما تجوع ويمرض كما يمرض وهو إذا مرض يذهب إلى الطبيب يقول عالجني أليس كذلك ؟ كيف تأتي الآن بعد أن كان جثة تأتي وتدعوه أهذا من العقل يا إخوان ؟ أهذا من العقل ؟ أهذا من العقل ؟ لا فضلا عن أن يكون من الإيمان.

الشيخ : ولذلك يجب علينا الإخلاص لله تعالى عبادة وتوكلا واستعانة قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما وهو يوصيه قال : ( يا غلام إذا سألت فاسأل الله ) أتجدون وصية أخلص من وصية الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ أجيبوا لا لا والله أتجدون وصية من قريب لقريبه أخلص من وصية الرسول عليه الصلاة والسلام لابن عمه عبد الله بن عباس ؟ لا قال له : ( يا غلام إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة ) الأمة كل الأمة ( أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) وهذا يدل على أن الإنسان يتوكل على الله عز وجل لا يتوكل على غيره ويؤمن إيمانا لا شك فيه أن الأمر بيد من ؟ بيد الله .

الشيخ : أذكر لكم قصة حرص الكفار المشركون من قريش على قتل النبي عليه الصلاة والسلام حرصوا عليه أشد الحرص لأنه دعا إلى التوحيد دعا إلى عبادة الله وحده دعا إلى التوكل إلى الله دعا إلى الاستعانة بالله سخر من هؤلاء القوم الذين يعبدون اللات والعزى ومناة وهبل وغيرها من الأصنام فسفه أحلامهم ومن المعلوم أنهم أهل جاهلية فجعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية ايش؟ حمية الجاهلية وأرادوا أن يقضوا على الرسول عليه الصلاة والسلام فتشاوروا ماذا نفعل ماذا نفعل به ؟ اجتمع الرأي على أن يعطوا، على أن ينتخبوا عشرة شبان من قبائل متفرقة من العرب ويعطوا كل واحد سيفا بتارا ويضرب محمدا صلى الله عليه وسلم ضربة رجل واحد وحينئذ يتفرق دمه في القبائل ولا يستطيع بنو هاشم أن يطالبوا القبائل هذا مكر مكر عظيم وفي ذلك يقول الله : (( وإذ يمكر بك الذين كفروا )) اقرأ (( ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) أتدرون ماذا حصل ؟ حصل أن هؤلاء الشبان اجتمعوا وأرادوا قتل محمدا رسول صلى الله عليه وسلم ولكن الله عصمه ولكن الله عصمه منهم يقول المؤرخون ( إنهم اجتمعوا على بابه يريدون ان يقتلوه فخرج من عندهم وهو يذر على رؤوسهم التراب ويقرأ قول الله تعالى : (( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون )) ) ولكنه صلى الله عليه وسلم مع توكله على الله واعتماده على الله وتعلقه بالله عز وجل لم يدع الأسباب النافعة لم يدع الأسباب النافعة خرج إلى المدينة مهاجرا ومعه صاحبه أبو بكر رضي الله عنه واختبأ في غار يقال له غار ثور معروف بمكة اختبأ في الغار ثلاث ليال حتى انقطع عنه الطلب أتدرون ماذا جعلت ماذا جعلت قريش من المكافأة على إحضار الرسول عليه الصلاة والسلام أتدرون ماذا ؟
الطالب : مئة بعير.
الشيخ : جعلت المكافأة .
الطالب : مئة بعير لمن يحضر الرسول صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : ومئة أخرى لمن يحضر أبا بكر مئتان ( وكان المشركون يحومون حول الغار ويقفون على الغار حتى قال أبو بكر : يا رسول الله والله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ) الله أكبر ( لو نظر الى قدمه لأبصرنا ) لأنه ما فيه شيء يمنع رجلان في غار وأناس من قريش شباب أقوياء في النظر والسمع لو ( نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ) ماذا قال له الرسول ؟ قال له : ( لا تحزن إن الله معنا ) اللهم كن معنا قال : ( لا تحزن إن الله معنا ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما ) الله أكبر وأسألكم الآن أنتم ما ظنكم بهذا ما ظنكم باثنين الله ثالثهما هل يستطيع أحد أن ينالهما بسوء ؟ لا والله أبدا كن مع الله يكون الله معك (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) ثم انقطع الطلب وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر حتى تمت الهجرة والحمد لله وليس هذا موضع البسط بسط ذلك لأننا نريد أهم من هذا الشيء.

الشيخ : أن الإنسان متى اعتمد على الله إيش ؟ كفاه الله واقرأ قول الله تعالى : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) اللهم اجعلنا من المتوكلين عليك (( من يتوكل على الله فهو حسبه )) حتى جاء في الحديث ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) تغدو يعني تطير في أول الصباح خماصا يعني جائعة ما في بطونها شيء لكنها معتمدة على ربها عز وجل وكل شيء يسبح بحمد الله (( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير )) ايش؟ (( صافات )) المهم تغدو الطيور في أول النهار متوكلة على الله خالية البطون ثم تروح أي ترجع في آخر النهار إيش ؟ بطانا ممتلئة البطون هل هي تكتسب تبيع وتشتري أسألكم يا جماعة الطيور تبيع وتشتري والا لا ؟ لا ولكنها معتمدة على الله يرزقها الله عز وجل (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين )) سبحان الله إذن يا أخي لا تعتمد على غير الله اعتمد على ربك يكفك. توكل عليه فهو حسبك.

الشيخ : فإن قال قائل : هؤلاء الذين ابتلوا بدعاء القبور قد يدعون صاحب القبر ويحصل له المقصود أنتم معي هذه شبهة يوردها عباد القبور ومن يعينهم على عبادة القبور يقول إنه دعا الولي الفلاني وأجاب الله دعاءه أستغفر الله دعا الولي الفلاني وأجاب الولي دعاءه كان لا يولد له فذهب إلى السيد الفلاني إلى قبره ودعا فولد له هذا يقع أو لا يقع ؟ ربما يقع ربما يقع ولكنه إذا وقع فهل نصدق هذا الأمر الذي وقع أو نصدق رب العالمين ؟ أجيبوا يا جماعة إيش الصوت هذا قليل هل نصدق ما وقع أو نصدق قول رب العالمين ؟
الطالب : قول رب العالمين
الشيخ : قول رب العالمين (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله )) شوف اسمع الآية (( من أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى )) متى ؟ (( إلى يوم القيامة )) لو بقي يدعوه إلى يوم القيامة ما استجاب له (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم )) هذا كلام الله رب العالمين (( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )) طيب كيف نتعامل مع هذا الواقع ؟ نقول إن الله سبحانه وتعالى يبتلي يبتلي العبد بتسهيل طرق المعصية عليه لينظر أيصدق بخبر الله أم يصدق بما وقع انتبه يا أخ والواجب تصديق خبر الله تصديق خبر الله وما وقع فهو فتنة ما وقع فهو فتنة وأذكر لكم مثالين مثالا في بني إسرائيل ومثالا في هذه الأمة.

الشيخ : مثالين أحدهما في بني إسرائيل والثاني في هذه الأمة بنو إسرائيل حرم الله عليهم صيد البحر يوم السبت حرمه عليهم يعني قال لهم لا تصيدوا الحيتان يوم السبت وتعلمون بنو إسرائيل ليس لهم هم إلا بطونهم إلا من آمن منهم وما هم كثير أراد الله عز وجل أن يبتليهم فصارت الحيتان تأتي يوم السبت شرعا يعني شارعة على الماء بكثرة والا بقلة ؟ بكثرة (( إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا )) بكثرة في غير يوم السبت ما في حوت ما يجي ولا حوتة حوتة واحدة ابتلاء من الله فانظر كيف يسر الله لهم أسباب المعصية في اليوم الذي حرم عليهم فيه الصيد وغير هذا اليوم إيش ؟ ما فيه حوت قالوا هذا ما يمكن ويش نعمل ؟ هل نطيع الله عز وجل ولا نصيد الحوت يوم السبت ونبقى جياعا الأحد ما فيه حوت والاثنين ما في حوت والثلاثاء ما في حوت والأربعاء ما في حوت والخميس والجمعة ماذا نعمل ؟ قال فيه طريقة فيه طريقة إيش الطريقة ؟ حيلة ضع شباكا يوم الجمعة ويأتي الحيتان يوم السبت يقع في الشباك ولا يستطيع التخلص منه وفي يوم الأحد إيش ؟ خذ الصيد خذ الصيد وتقول لربك يا رب ما صدت يوم السبت وإنما وضعت الشباك يوم الجمعة وأخذت الصيد يوم الأحد ابتلاء الله عز وجل فماذا كان فماذا كان جزاؤهم ؟ قال الله تعالى : (( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين )) فجعلهم معتدين في السبت مع أنهم في يوم السبت ما وضعوا الشباك ولا صادوا الحوت إنما وضعوا الشباك متى يا أخ؟ قم متى وضعوا الشباك ها
الطالب : ...
الشيخ : يوم الجمعة ومتى أخذوا الحوت ؟
الطالب : ...
الشيخ : الأحد بارك الله فيك وسمى الله ذلك اعتداء في السبت مع أن ظاهر الحال أن يوم السبت ما في شيء لكنه حيلة والحيلة على محارم الله لا تقلب الحرام حلالا بل تزيد الحرام خبثا إلى خبثه والحيلة على إسقاط ما أوجب الله لا تبيح تركه طيب ماذا قال الله فيهم ؟ (( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت )) فايش؟ (( فقلنا لهم )) قولا قدريا (( كونوا قردة خاسئين )) فكانوا أو لا ؟ كانوا قردة ذليلة مع أن القردة أحيانا تكون فاتنة تهاجم لكن هؤلاء أمرهم الله تعالى بقوله القدري أن يكونوا قردة خاسئين أذلاء فصاروا قردة خاسئين ولماذا عاقبهم الله أن يكونوا قردة لا أن يكونوا حميرا لماذا ؟ قالوا لأن القرد أقرب ما يكون شبها بالإنسان وفعلهم هذه الحيلة أقرب ما تكون للمباح فكان الجزاء إيش ؟ من جنس العمل وهذه قاعدة جزائية من الله عز وجل أن الجزاء يكون من جنس العمل واقرأ قول الله : (( فكلا أخذنا بذنبه )) طيب هذا مثال في من ؟ في بني إسرائيل ابتلوا بتسهيل صيد الحوت في اليوم الذي حرم عليهم فيه صيده.

الشيخ : في هذه الأمة حرم الله علينا أن نصيد الصيد ونحن حرم أي محرمون فقال جل وعلا : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم )) أراد الله أن يبتلي هذه الأمة التي هي أشرف الأمم وأولاها بالله عز وجل أراد الله أن يبتليهم كانوا محرمين كانوا محرمين فأرسل الله عليهم الصيد أرسل الله عليهم الصيد تناله أيديكم ورماحكم (( يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم )) تناله أيديكم فيما يزحف ورماحكم بما يطير والعادة ان الصيد الطائر بماذا ينال ؟ بالسهام بالرمي والزاحف ينال بالرماح يرسل الإنسان رمحا ويصيبه لكن هذا أراد الله عز وجل أن يبتليهم فأرسل عليهم صيدا الطائر يناله الرمح والزاحف تناله اليد يمسك الواحد الأرنب يمسك الغزال يمسك الضب يمسك اليربوع بيده الطائر اللي في الجو هبط نزل حتى يناله الواحد برمحه يضربه يسقط هل في هذا تسهيل للمعصية نعم ؟ أجيبوا أجيبوا.
الطالب : نعم.
الشيخ : لكن ماذا كان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟ أن واحدا منهم لم يأخذ صيدا واحدا ما أخذوا صيودا لا الذي تناله أيديهم ولا الذي تناله رماحهم وبهذا يعرف فضيلة هذه الأمة على غيرها من الأمم أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من أمة محمد وأن يحشرنا جميعا في زمرته ويسقينا من حوضه ويدخلنا في شفاعته إنه على كل شيء قدير
الطالب : آمين .

الشيخ : أقول يا إخواني هؤلاء الذين يدعون القبور ثم يحصل لهم ما أرادوا هل الذي أعطاهم أرادوا هل هو صاحب القبر ؟ أجيبوا يا إخوان لا والله ثم والله ثم والله ما أعطاهم صاحب القبر ذلك وإنما الذي أعطاهم هو الله ابتلاء وامتحانا هل يصدقون بقول الله (( ولو سمعوا ما استجابوا لكم )) أو يصدقون بما وقع امتحانا ؟ هذا ابتلاء من الله ولهذا أقول لكم بارك الله فيكم إذا سهل الله عليك أمر المعصية فاعلم أنه امتحان انتبه انتبه إذا سهل الله عليك امر المعصية فاعلم أنه امتحان لو أراد أحد والعياذ بالله أن يزني بامرأة وسهل ذلك عليه جدا وصار يمكنه أن يفعل بها الفاحشة في أقرب وسيلة ثم امتنع فهذا هو المتقي لله ولو كان الإنسان إذا صعب عليه الوصول للفاحشة امتنع لأنه صعب لكن إذا خلا له الجو فعل الفاحشة هل هذا متق لله ؟ لا.

الشيخ : وانظر كمال العفة في يوسف عليه الصلاة والسلام امرأة العزيز سيدته امرأة العزيز سيدته و (( قد شغفها حبا )) أي وصل حبه إلى شغاف القلب قلب المرأة لأن يوسف عليه الصلاة والسلام أعطاه الله شطر الحسن فكان جميلا وهو فتى عند سيدها عند زوجها اليد عليه في يوم من الأيام غلقت الأبواب غلقت الأبواب وخلت به الآن عندها أحد ؟ أجيبوا
الطالب : ...
الشيخ : ما في أحد هل أمنت أن يدخل عليها أحد أو لم تأمن ؟ يا إخوان كيف اختلفتم على هذه المسألة واضحة هل أمنت أن يدخل عليها أحد أو لا ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا أمنت يا إخوان أمنت لأنها غلقت الأبواب ولا أحد يقرب باب حجرتها هي امرأة العزيز غلقت الأبواب .