الشيخ : السلام عليكم. ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فإن جلستنا هذه تعتبر امتدادا للجلسة التي كانت في أول الليل. وسيكون فيها الإجابة على الأسئلة في وقت قصير إن شاء الله تعالى لا يتجاوز نصف ساعة. فنبدأ بالأسئلة.
السائل : بعد شوي. من تزوج بنية الطلاق.
الشيخ : عطه ال
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. يا شيخ أشهد الله على حبك فيه إن شاء الله. وقد صمت معظم أيام شهر رمضان بدون تبييت النية. فما الفعل الآن؟ وجزاكم الله خيرا.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
أقول أحبه الله الذي أحبنا فيه. وجعلنا وإياكم من أحبابه. هو يسأل يقول إنه صام رمضان دون أن يبيت النية. فنقول لا يصح أن يصوم رمضان أداء ولا قضاء حتى ينوي قبل الفجر ، لأنه لو لم ينو قبل الفجر لكان صام بعض يوم وليس يوما كاملا. وعلى هذا فليزمه أن يعيد.
لكن لاشك أن الإنسان إذا قدم السحور وأكل فإنه ناوي. ولا يحتاج إلى أن يقول اللهم إني نويت أن أصوم لأن الكلام في النية والنطق بها بدعة. فلم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه إذا أرادوا أن يقوموا بعبادة لم يكونوا يقولون نوينا أن نصوم نوينا أن نصلي نوينا أن نتوضأ. فمن تكلم في النية فإنه يعتبر مخالفا لسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ثم إنه لا داعي لذلك لأن النية محلها القلب. وهل يخفى على الله ما في قلب الإنسان؟ لا ، لقول الله تعالى : (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد )). فالنطق بالنية ليس من السنة بل هو بدعة. نعم.
السائل : يقول فضيلة الشيخ هل يجوز تكفير المعين بمجرد القرينة؟
الشيخ : إيش؟
السائل : تكفيير المعين.
الشيخ : هذه من أسئلة البارح؟
السائل : لا أسئلة البارح راحت.
الشيخ : أي نعم.

السائل : يقول هل يجوز تكفيير المعين بمجرد القرينة أم لا يجوز؟ نرجو توضيح هذه المسألة فإنه قد زلت فيها أقدام وجزاكم الله خيرا.
الشيخ : أولا يجب أن نعلم أن التكفير وعدم التكفير ليس إلينا وإنما هو إلى الله ورسوله. فهو حكم شرعي لا يمكن أن يحكم الإنسان فيه بعقله. وإنما يرجع فيه إلى الكتاب والسنة.
فأولا : لابد أن نعلم أن هذا القول أو الفعل من المكفرات. وبأي طريق نعلم؟ لا نعلم هذا إلا بالكتاب والسنة. وإذا شككنا هل دل الكتاب والسنة على أن هذا كفر فإن الواجب الإمساك وأن لا نكفر. لابد أن نتيقن أن الكتاب والسنة دلا على أن هذا كفر وإلا فلا يجوز أن نحكم به.
ثانيا : وإذا ثبت أنه كفر فلابد أن ننظر هل هذا كفر بالنسبة لهذا الشخص المعين أو لا؟ قد لا يكون كفرا بالنسبة للشخص المعين إما لكونه جاهلا وإما لكونه متأولا وإما لشدة فرح وإما لشدة غضب وإما لغير ذلك مما يرتفع به حكم القول أو الفعل وقد يكون لإكراه. ولهذا لم يكفر الذي قال اللهم أنت عبدي وأنا ربك وذلك في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم حين فرح بناقته كان عليها طعامه وشرابه فضاعت عنه وطلبها فلم يجدها ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت فإذا بناقته على رأسه فأخذ بخطامها وقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أخطأ من شدة الفرح ). فلم يكفر بهذه الكلمة. مع أن هذه الكلمة كفر لكنه لم يكفر لأنه لشدة فرحه قال اللهم أنت عبدي وأنا ربك. وكذلك من أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فإنه لا يكفر.
فالمهم لابد من شيئين : الشيء الأول : أن يثبت أن هذا القول أو الفعل كفر. الشيء الثاني : أن نعلم انطباقه على الشخص المعين بأن يكون عالما غير معذور بجهل أو نسيان أو إكراه أو ما أشبه ذلك.

السائل : يقول فضيلة الشيخ إذا كان هناك شخص ذبح أضحيته ونسي التسمية. وكان هناك شخص آخر وقال إني كبرت عنك فهل تصح أضحيته أم لا؟
الشيخ : لا تصح أضحيته وأكلها حرام لقول الله تبارك وتعالى : (( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق )). ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ). فاشترط النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لحل الأكل شرطين. الأول : إنهار الدم. والثاني : ذكر اسم الله. فمن ذبح ذبيحة ولم يسم الله عليها نسيانا أو عمدا فأكلها حرام لما ذكرنا من الآية والحديث. وأما كون الذي عنده كبر عنه فهذا لا يجزئ. أولا : لأنه لم يسم هذا اللي عنده. والثاني : أن التسمية لابد أن تكون ممن باشر الذبح. ولا يصح أن تكون ممن لم يباشره. أرأيت لو أن شخصا عند آخر وأراد الآخر أن يصلي فكبر ذاك عنه تكبيرة الإحرام. هل يكون هذا الثاني داخلا في الصلاة لأن الأول كبر عنه؟ لا . فعلى كل حال التسمية على الذبيحة لابد أن تكون ممن يباشر الذبح ومن لم يسم فذبيحته حرام. نعم .
السائل : إن كان ناسي؟
الشيخ : سواء كان ناسيا أو جاهلا لأن الناسي الذي هو الذابح يعذر حيث إنه نسي ولم يسم الله. لكن الآكل الذي نهي أن يأكل عما لم يذكر اسم الله عليه ليس بمعذور. نعم.

السائل : يقول فضيلة الشيخ هل عمل مصمم الأزياء حرام مع العلم أنه لا يجيد غيره أو أنه يمتنع عن رسم التقاسيم ويشتغل في تنفيذها؟ وجزاكم الله خيرا.
الشيخ : كل من اشتغل بمحرم فإنه حرام عليه ، لأنه من باب التعاون على الإثم والعدوان. فمن خاط للنساء أزياء محرمة فإنه آثم ويشترك مع من لبس هذه الأزياء في الإثم. بل ربما يكون إثمه أكبر لأنه لولاه ما لبست هذه الأزياء. وعلى هذا فيجب على الخياطين إذا طلب منهم رجل أن يفصل له ثوبا ينزل عن الكعبين يجب على الخياط أن يمتنع ولا يحل له أن يفصل لشخص ثوبا ينزل عن الكعبين ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ). وكذلك لو أن خياطا طلب منه أن يخيط لامرأة ثوبا يحرم عليها لباسه لضيقه أو قصره أو خفته فإنه لا يحل له أن يفصل ذلك ويخيطه لأن ذلك من باب التعاون على الإثم والعدوان. وقد قال الله تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )).
السائل : يقول فضيلة الشيخ ما حكم الزواج بنية الطلاق وإذا جاز ذلك فما الفرق بينه وبين نكاح المتعة؟
الشيخ : أين السائل؟ السائل موجود؟
السائل : أكيد موجود.
الشيخ : ما هو موجود.
السائل : يقول رجل نوى الحج متمتعا من الميقات وكان قد وصل يوم التروية متأخرا ويجهل منه ظن أنه ليس أمامه وقت لكي يأتي بعمرة ويتمتع.
الشيخ : موجود السائل الأول؟ السائل الأول موجود؟ أنت؟ هاه.
الطالب : صاحب السؤال الأول موجود هذا هو صاحب السؤال الأول.
الشيخ : الزواج بنية الطلاق أنت؟ لماذا لم تقل أنا موجود؟
الطالب : قلت موجود

الشيخ : النكاح بنية الطلاق محرم لأنه غش وخداع للزوجة ولأهلها. فإن الزوجة وأهلها لو علموا أن هذا الرجل إنما تزوج بنية الطلاق ما زوجوه. فإن أخفى عليهم فهو غاشٌ لهم. وإن بيّن لهم صار نكاح متعة لأنه دخل على هذا الشرط أن يطلقها. وعلى هذا فالنكاح بنية الطلاق محرم سواء شُرط لفظا أو نواه الإنسان بقلبه. ثم إنه كان السفهاء بناء على القول بأن ذلك جائز كانوا يذهبون إلى البلاد الأخرى ليتزوجوا. وهذا حقيقة الأمر أنهم ذهبوا ليزنوا والعياذ بالله. يوجد أناس من السفهاء الذين كانوا مترفين يذهبون إلى البلاد في الإجازات. يذهب ليتزوج بنية الطلاق. وهذه المسألة لا يمكن لأحد من العلماء أن يقول إنها جائزة. إنما أجاز الزواج بنية الطلاق من أجازه من العلماء فيما إذا كان الإنسان غريبا قد سافر لغرض التجارة أو لطلب علم ولكنه لحاجته إلى أن يعف نفسه تزوج بنية أنه إذا رجع إلى بلده طلقها. هذه هي المسألة التي فيها الخلاف. أما أن يذهب لقصد النكاح بنية الطلاق فهذا زنا ولا إشكال فيه. ولا أحد من العلماء يقول بجوازه. لهذا يجب على الإنسان أن يتقي الله. ولقد بلغنا أن منهم من يذهب إلى البلاد الأخرى ويتزوج بنية الطلاق لمدة أسبوع ثم إذا سافر إلى بلد آخر ذهب ليتزوج بنية الطلاق لمدة أسبوع. فتجده في الإجازة التي هي خمسة أسابيع يتزوج خمسة نساء. ولا شك أن هذا تلاعب بدين الله وأنه حيلة على محارم الله عز وجل.
السائل : فضيلة الشيخ ما حكم من طاف من داخل الحجر في العمرة وهو جاهل.
الشيخ : السؤال اللي قبل هذا.
السائل : ها؟
الشيخ : السؤال اللي قبل هذا.
السائل : قبل هذا يقول.

السائل : يقول فضيلة الشيخ رجل نوى الحج متمتعا من الميقات. وكان قد وصل يوم التروية متأخرا ويجهل منه ظن أنه ليس أمامه وقت لكي يأتي بعمرة ويتمتع فحول نيته من التمتع إلى الإفراد. فهل عليه شيء؟ وجزاكم الله خيرا.
الشيخ : نعم هذا رجل أحرم بعمرة على أنه متمتع. ثم لما وصل إلى مكة صار متأخرا. فحول نيته إلى إفراد يعني أنه أحرم بالحج نواها للحج. والواقع أن هذا لا يصح يعني لا يصح أن يحول النية من عمرة إلى إفراد. لكن يصح أن يحول النية من عمرة إلى قران بشرط أن يكون ذلك قبل الشروع في الطواف. فنقول لهذا الرجل الذي حول نية العمرة إلى حج نقول إنك قارن. وعلى هذا فيجب عليه الهدي يذبحه في مكة كما يجب على المتمتع. فإذا كان الآن موجودا هنا وجب عليه أن يوكل من يشتري له هديا في مكة ويذبحه ويأكل منه ويتصدق ويهدي.

السائل : يقول فضيلة الشيخ ما حكم من طاف من داخل الحجر في العمرة وهو جاهل.
الشيخ : من طاف من داخل الحجر فإنه لا يصح طوافه ، لأن الله سبحانه وتعالى قال : (( وليطوفوا بالبيت العتيق )). والباء هنا تفيد الاستيعاب. ومن دخل في الحجر فإنه لم يستوعب المطاف. وعلى هذا يكون طوافه غير صحيح. وعلى هذا السائل أن يبين لي ماذا حصل له بعد ذلك. موجود السائل؟
السائل : إيه.
الشيخ : أين السائل؟ يرفع يده ما الذي حصل لك ؟
السائل : شخص آخر.
الشيخ : شخص ولا أنت؟ هاه.
السائل : قريب لي.
الشيخ : إيه وماذا حصل له؟ طواف عمرة ولا طواف حج؟
السائل : طواف حج.
الشيخ : وهو حاج متمتع ولا؟
السائل : ...
الشيخ : إيه. هذا لم يصح طوافه. وإذا كان الآن موجودا ولم يؤد العمرة على وجه صحيح فعليه الآن أن يخلع ثيابه ويلبس ثياب الإحرام ولا يقرب أهله ولا شيئا من محظورات الإحرام وليذهب إلى مكة ويطوف ويسعى ويقصر. بلغه الآن.
السائل : معاه ابنه.
الشيخ : نعم .
السائل : معاه ابنه.
الشيخ : إيش؟
السائل : معاه ابنه.
الشيخ : وابنه معه بلغه الآن. جزاك الله خيرا. هاه.
السائل : ...
الشيخ : اذهب إليه أو في الهاتف.
السائل : ...
الشيخ : لا ما يحرم. هو الآن محرم بارك الله فيك هو الآن محرم لأنه ما أدى العمرة العمرة طواف وسعي وحلق أو تقصير. هذا الرجل ما طاف وإذا لم يصح طوافه لم يصح سعيه. المهم بلغه الآن قبل طلوع الشمس إذا أمكن. قل له إنك الآن محرم ولا تقرب زوجتك ولا شيئا من محظورات الإحرام. وعليك أن تخلع الثياب وتلبس ثياب الإحرام وتمشي إلى مكة. نعم.
السائل : الطواف.
الشيخ : كيف؟
السائل : يبدأ الطواف؟
الشيخ : يبدأ بالطواف ثم بالسعي ثم بالحلق أو التقصير. لابد أنت المسؤولية عليك وأحملك إياها. لابد أن تبلغه فورا. نعم.

السائل : يقول فضيلة الشيخ سمعنا فتوى تفيد بأن لم يجد مكانا في منى.
الشيخ : بأن.
السائل : تفيد بأن لم يجد مكانا في منى جاز له المبيت أيام التشريق في خارج منى. وبناء عليه فقد نمنا ليالي التشريق في مكة المكرمة. فما الحكم؟ وماذا علينا ؟
الشيخ : نعم هذا صحيح. إذا لم يجد الإنسان مكانا في منى بأن بحث في كل منى. ليس في الذي على الطرقات لأن بعض الناس يمشي في الطريق. وإذا لم يجد حوله مكانا. لكن إذا بحث بحثا دقيقا ولم يجد مكانا حينئذ يسقط عنه المبيت. لكن هل يجب أن يبقى أن ينزل في آخر خيمة يعني عند آخر خيمة حتى يكون مع الحجيج أو لما سقط جاز له أن يبيت في أي مكان ؟ هذا فيه احتمال هذا وهذا. والاحتياط أن يضرب خيمته عند آخر خيمة من الحجاج حتى يكون مظهر الحجيج واحدا كالرجل إذا جاء والمسجد مملوء. فهل نقول سقطت عنك الجماعة اذهب وصل في بيتك أو نقول صل حول المسجد حيث تتصل الصفوف؟
الجواب : هو الثاني .كذلك الذي وجد منى مملوءة الاحتياط له أن ينزل عند آخر خيمة. وإن لم يفعل فأرجو أن لا يكون عليه بأس. نعم.

السائل : يقول فضيلة الشيخ حججت مفردا وفي اليوم الثالث عشر قمت بطواف سبع أشواط اللي هو الإفاضة والوداع. فهل هذا يجزئ بنية مع العلم أني لست من أهل الأعذار؟
الشيخ : نعم. هذا لم يطف طواف القدوم لا بأس. ما في مانع. ثم أخر طواف الإفاضة إلى السفر فطافه عند الخروج وسعى ثم سافر هذا أيضا ليس فيه بأس.

السائل : يقول فضيلة الشيخ الكثير من الإخوة يتحرج أو يقع في نفسه شيء من الصلاة في توسعة المسجد النبوي بحجة أن الصفوف غير متصلة ببعضها. وقد لا يدرك بعض الصلاة بهذه الحجة.
الشيخ : أما الصلاة في الزيادة فهي كالصلاة في المسجد الأول ، لأن ما زيد من المسجد فله حكم المسجد. هذا ما أجمع عليه الصحابة لأن الصحابة رضي الله عنهم زادوا في المسجد النبوي في خلافة عثمان وصلوا في هذه الزيادة. ولم يقولوا نصلي في المسجد الأول وزيادة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه معروفة الآن تكون الروضة خلفها. ومع ذلك كان الصحابة يصلون في هذه الزيادة ويعتبرون أن الصف الأول هو الصف الذي في هذه الزيادة. وهذا شيء مجمع عليه لا نعلم له مخالفا. وعلى هذا فلو زيد في هذا المسجد حتى وصل إلى ذي الحليفة أو وصل إلى أبعد ما يكون فهو مسجد نبوي. لكن الذي يُنكر على بعض الناس هو أنه في غير المواسم تجد الناس أوزاعا في هذه الزيادة. هنا خمسة أنفار ستة أنفار وهناك عشرة وهناك خمسة عشر. هذا هو الخطأ لأن المشروع في الصفوف أن يكمل الأول فالأول. نعم.

السائل : يقول فضيلة الشيخ نذرت أمي أن تصوم يوم الإثنين والخميس طول حياتها وأصابها من الأمراض الكثيرة حيث تحتاج إلى أخذ أدوية ولا تستطيع الصيام فهل عليها كفارة؟ وهل يصح أن أكفر عنها ؟
الشيخ : أولا : يجب أن نعلم أن النذر مكروه. وأنه يكره للإنسان أن يقول لله علي نذر أن أصوم أو أن أصلي سواء كان نذرا مطلقا أو معلقا يعني سواء قال ابتداء لله عليّ نذر أن أصلي أو أصوم أو قال إن عافاني الله فلله علي نذر أن أصوم. كل هذا مكروه منهي عنه. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر وقال : ( إنه لا يأت بخير) و ( إنه لا يرد قضاء ). ولذلك ما أكثر ما يندم الناذر إذا نذر. تجده يشق عليه أن يفعل ما نذره. ثم يذهب إلى العلماء عند عتبة كل عالم ليتخلص من هذا النذر. فأولا : أنهاكم عن النذر. بل أقول أبلغكم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر فلا تنذروا لأنه لا يأت بخير ولا يرد القضاء. فمن أراد الله أن يشفى شفي بدون نذر. ومن أراد الله أن لا يشفى لم يشفى ولو نذر الإنسان. أما الجواب عن هذا السؤال فنقول : يلزم هذه المرأة أن تصوم كل اثنين وخميس لأن ذلك طاعة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ). وإذا عجزت عن الصوم فإنه يلزمها أن تفدي عن كل يوم إطعام مسكين.

السائل : يقول فضيلة الشيخ ما حكم رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق قبل الزوال وتعجل وبقي بعدها عدة أيام في مكة ؟
الشيخ : إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رمى بعد الزوال في الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر. وقال : ( خذوا عني مناسككم ). فمن رمى قبل الزوال فقد عصى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه قال : ( خذوا عني مناسككم ). ولم يرم إلا بعد الزوال. فإذا رميت قبل ذلك فأنت كمن صلى الظهر قبل الزوال ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقَّت الرمي بالزوال حتى قال ابن عمر : ( كنا نتحين ) يعني نتحرى ( فإذا زالت الشمس رمينا ). وهل يعقل أن الرسول عليه الصلاة والسلام يتأخر في الرمي إلى ما بعد الزوال مع أنه أشق على الناس وأشد حرا ويكون الرمي قبل الزوال جائزا؟! لو كان الرمي قبل الزوال جائزا في شريعة الله لفعله النبي عليه الصلاة والسلام ، لأنه أرفق بالأمة. إني أسألكم أيما أرفق أن يقوم الإنسان بالرمي بعد زوال الشمس أي بعد اشتداد الحر أو أن يرمي عند طلوع الشمس؟ أيهما أرفق؟
الطالب : عند طلوع الشمس.
الشيخ : عند طلوع الشمس. ( والنبي عليه الصلاة والسلام ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ). وهذا يدل على أن الرمي قبل الزوال إثم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرخص فيه لا بقوله ولا بفعله. وما علمنا أحدا من الصحابة أنه رمى قبل الزوال. وحتى لو رمى قبل الزوال ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال وقال : ( خذوا عني مناسككم ). وأما تتبع آراء العلماء وتتبع الرخص فهذا لا يغني من الحق شيئا. يعني إذا قال الإنسان هذا قول عطاء هذا قول فلان هذا قول فلان.
نقول : طيب ، هل نحن متعبدون بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام أو بما قال فلان وفلان ؟ بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. إذن لا ترمي إلا بعد الزوال. أطع الله ورسوله. إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خذوا عني مناسككم ). فكما أننا لا نرمي بالدراهم. لو جاء إنسان قال أنا برمي بالدراهم بدل الحصى سبعة ريالات أرميها في هذا. وسبعة ريالات في هذا. وسبعة ريالات في هذا. هل يجوز؟ مع أن الدرهم خير من الحصاة. لكن لا يجوز. الشرع دين محدث بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وليس لاتباع الأهواء. ولو كان الرمي قبل الزوال فيه رخصة لرخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم للضعفاء والنساء كما رخص لهم أن يرموا يوم العيد قبل الفجر. نعم.

السائل : يقول فضيلة الشيخ الحالف بغير الله دون قصد ونسي أن يكفر عن هذا. فهل عليه شيء؟
الشيخ : نعم الحالف بغير الله لا تنعقد يمينه لأنها يمين فاسدة. والفاسد لا يترتب عليه شيء إلا الإثم. لكن إذا كان الإنسان ناسيا فلا شيء عليه لقوله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )). وهو يقول نسي أن يكفر فهل لا أدري ماذا يريد بالتكفير؟ أيريد تكفير اليمين الصحيحة؟ فليس عليه تكفير يمين. أم يريد التكفير الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن من قال : ( واللات فليقل لا إله إلا الله ) حتى يحقق توحيده لأن الحلف باللات شرك. فإذا قال لا إله إلا الله فهذا محض التوحيد. نعم.
السائل : يقول فضيلة الشيخ هل حلق اللحية يجوز علما بأن الشخص الحالق للحيته يستدل في ذلك التشبه باليهود لأنهم لأنهم اليهود اليوم يعفون لحاهم فما تقول في ذلك؟
الشيخ : إيش؟

السائل : يقول إيش حلق اللحية هل يجوز حلق اللحية حتى لا يتشبه باليهود لأن اليهود لديهم لحى؟
الشيخ : نعم. هذا يسأل يقول هل يجوز حلق اللحية لئلا يتشبه باليهود لأن اليهود اليوم لهم لحى؟
فنقول لهذا السائل : أولا : إنه كذب اليهود ليس لهم لحى. هذا هم يشاهدون في المجلات والصحف وفي التلفزيون ليس لهم لحى. وإذا قدر أن واحدا منهم أو اثنان أو عشرة أو مئة لهم لحى فهم على الفطرة في هذا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الفطرة عشر - أو قال : - عشر من الفطرة ) وذكر منها إعفاء اللحية. فإعفاء اللحية فطرة فطر الناس عليها. وهي أيضا من هدي الرسل. فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان له لحية عظمية كثة حتى إنه يرى وهو يقرأ في الصلاة يرى حركة لحييه باضطراب لحيته عليه الصلاة والسلام. وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( خالفوا المجوس خالفوا المشركين وفروا اللحى وحفوا الشوارب ). فأنت أيها المسلم أتريد أن تكون موافقا للمجوس مخالفا للرسول؟ أم تريد أن تكون موافقا للرسول مخالفا للمجوس؟ كل مسلم يقول أنا أريد أن أكون موافقا للرسول مخالفا للمجوس. وإذا كان كذلك فإنه يحرم عليك أن تحلق لحيتك لعصيانك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن يعص الرسول فقد عصى الله كما أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله. نعم.

السائل : يقول فضيلة الشيخ في درس البارحة شرحت لنا : (( ولقد همت به وهم بها )) وأن الرسل معصومون. فما معنى هم بها؟
الشيخ : نعم. هم بها في قلبه. لكنه لم يفعل شيئا والإنسان إذا هم بالمعصية ثم تركها لله فإنه يثاب على ذلك لأنه تركها لله عز وجل. نعم.

السائل : يقول فضيلة الشيخ كيف نتخلص من وسوسة الشيطان خلال الصلاة؟
الشيخ : بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. إذا كان الإنسان في صلاة يوسوس ويهوجس وربما إذا كان تاجرا يبيع ويشتري في قلبه وهو يصلي أو كان طالب علم يفكر في المسألة التي أشكلت عليه وهو يصلي. فنقول : دواء هذا أن يتفل عن يساره ثلاثا ، ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
السائل : يقول فضيلة الشيخ رجل أحرم من الميقات.

الشيخ : هذا آخر سؤال.
السائل : يقول رجل أحرم من الميقات ولكنه لم يتجرد من المخيط إلا عند دخوله مكة لسبب ما. فما الحكم؟
الشيخ : الحكم أنه آثم. ويجب على من تلبس بالإحرام أن يخلع القميص وما حرمه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وعلى هذا الرجل أن يتوب إلى الله من معصيته ، وأن يفدي بصيام ستة أيام : ثلاثة عن تغطية الرأس وثلاثة عن لبس القميص ونحوه. وإن كان قد لبس الخفين فثلاثة أيام أخرى. وله أن يذبح شاة في مكة يوزعها على الفقراء. وله أن يطعم ستة مساكين في مكة لكل مسكين نصف صاع. لكن الذي يكون هنا فالأيسر له أن يفدي بماذا؟ بالصوم. هكذا قال العلماء رحمهم الله فيمن لبس المخيط أو غطى رأسه.
وإلى هنا ينتهي هذ الجلسة القصيرة أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل فيها الخير والبركة وأن يرزقنا وإياكم عملا صالحا ورزقا طيبا واسعا إنه على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت. أستغفرك وأتوب إليك.