الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فلقاؤنا الليلة هو آخر لقاء في هذه السفرة ولعل الله أن ييسر مرة أخرى الالتقاء بكم عن قريب أتريدون أن نتكلم على ما سمعناه من قراءة صلاة المغرب الليلة أم نكمل ما سبق في الليلتين الماضيتين ؟
الطالب : الليلة
الشيخ : على الأصل طيب ما الذي قرأه إمامنا في هذه الليلة ؟ أنتم جيدين تعرفون .
الطالب : قوله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا وسلموا عليه تسليما .
الشيخ : خطأ أخطأت في الآية، اقرأ الآية كما نزلت.
الطالب : قال تعالى : (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا )) وسلموا عليه تسليما. ((صلوا عليه وسلموا تسليما )).
الشيخ : نعم (( صلوا عليه وسلموا عليه تسليما كثيرا )) بارك الله فيك
الطالب : تسليماً فقط
الشيخ : (( صلوا عليه وسلموا تسليماً )) طيب قال الله عز وجل : (( إن الله وملائكته يصلون على النبي )) هذا خبر يراد به بيان رتبة النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند الله وأن الله وملائكته يصلون عليه صلوات الله وسلامه عليه حتى يكون في هذا حث على أن يصلي عليه المؤمنون به وبرسوله و لهذا قال : (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )) (( إن الله وملائكته )) الله إله واحد لا شريك له في ألوهيته ولا ربوبيته ولا أسماءه وصفاته.

الشيخ : وملائكته جمع ملك والملائكة بين الله سبحانه وتعالى وظائفهم على وجه الإجمال في قوله : (( جاعل الملائكة رسلاً )) يرسلهم الله تبارك وتعالى إلى حيث شاء فمَن هؤلاء الملائكة ؟ الملائكة عالم غيبي من العوالم التي خلقها الله عز وجل خُلقوا من نور خلقهم الله من نور وجعلهم صُمدا أي لا أجواف لهم فلا يحتاجون إلى أكل ولا شرب وإنما يلهمون التسبيح يسبحون الليل والنهار لا يفترون فعلينا أن نؤمن بهذا العالم ممن خلقهم الله عز وجل بالملائكة ونؤمن بأن الله تعالى جعلهم رسلاً كما في سورة فاطر (( جاعل الملائكة رسلاً )) هؤلاء الملائكة منهم من نعلمهم بأعيانهم يعني بأسمائهم ومنهم من لا نعرفهم ومنهم من نعرف وظائفهم التي كلفهم الله بها ومنهم من لا نعلم .

الشيخ : فممن علمناهم بأعيانهم أي بأسمائهم ملائكة معروفون بأسمائهم تفضل .
الطالب : جبريل عليه السلام
الشيخ : أحسنت جبريل عليه السلام، جبريل وكله الله عز وجل بالوحي ووصفه بأنه رسول كريم وأنه ذو قوة وأنه أمين فقال جل وعلا : (( إنه لقول رسول كريم )) إنه يعني القرآن (( لقول رسول كريم ذي قوة )) أي صاحب قوة (( عند ذي العرش )) وهو الله عز وجل (( مكين )) يعني له مكانة ومنزلة عالية عند الله تبارك وتعالى ووصفه بأنه ذو هيئة حسنة فقال : (( ذو مرة فاستوى )) قال العلماء : " المرة الهيئة الحسنة " أي أنه عليه السلام ذو هيئة حسنة ورآه النبي صلوات الله وسلامه عليه رآه مرتين على الصورة التي خلقه الله عليها واستمع يا أخي له ست مئة جناح الله أكبر قد سد الأفق رآه مرة في الأرض وهو في غار حراء ورآه مرة في السماء عند سدرة المنتهى على هذه الصورة له ست مئة جناح قد سد الأفق أي ملأ الأفق هذا عظيم عِظم المخلوق يدل على ايه ؟ على عظم الخالق جل وعلا هذا جبريل موكل بالوحي يوصله إلى الرسل الذين يرسلهم الله عز وجل وقد يأتي جبريل على صورة إنسان مثل ؟
الطالب : حديث عمر بن الخطاب
الشيخ : حديث عمر بن الخطاب
الطالب : الذي بين فيه الإسلام والإيمان والإحسان
الشيخ : تمام استرح حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ) إذن عليه ثياب ( شديد سواد الشعر ) إذن له شعر ( لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ) فهو ليس بغريب مسافر ومع ذلك لا نعرفه فجلس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جِلسة المتأدب ( أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ) لم يقل يا رسول الله ليَظهر مظهر الأعراب والأعراب ينادون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم باسمه فسأله عن أربعة أشياء : سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أربعة أشياء عُدها لنا تفضل.
الطالب : الإسلام والإيمان والإحسان والساعة
الشيخ : تمام عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام والإيمان والإحسان أما الساعة فقال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) يعني لا أعلمها كما أنك أنت لا تعلمها علمها عند من ؟
الطالب : عند الله
الشيخ : عند الله قال الله تبارك وتعالى : (( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً )) وفي الآية الأخرى : (( قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو )) فلما أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلمها قال : ( أخبرني عن أماراتها ) يعني عن علاماتها فأخبره ثم انطلق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتدرون من السائل ؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم ) لأنه لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه الصحابة الله ورسوله أعلم قال : ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) إذن يمكن للملَك أن يتكيف بكيفية الإنسان كما في هذا الحديث .

الشيخ : من الملائكة أيضاً من علمنا أسمائهم غير جبريل نعم.
الطالب : ميكائيل واسرافيل
الشيخ : ميكائيل وإسرافيل استرح ميكائيل ملك موكل بالقطر والنبات المطر والنبات كل شيء عند الله بمقدار كل شيء منظم كل شيء على وفق الحكمة موكل بالقطر والنبات الثالث : إسرافيل موكل بنفخ الصور وكله الله بنفخ الصور الصور ينفخ فيه عند انتهاء الخلائق ينفخ فيه أول مرة فيفزع العالم لأنه صوت لا يمكن إدراكه صوت عظيم يفزع ثم يصعقون يموتون ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون سبحان من هو على كل شيء قدير إذن هؤلاء الثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل كل واحد موكل بما فيه الحياة جبريل موكل بإيش ؟ بما فيه حياة القلوب الوحي ميكائيل بما فيه حياة الأرض القطر والنبات إسرافيل بما فيه حياة الأبدان يوم القيامة ولهذا كان النبي صلوات الله وسلامه عليه يذكر هؤلاء في استفتاح صلاة الليل يقول إذا قام يتهجد يستفتح : ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) .

الشيخ : وممن علمنا اسمه من الملائكة ملك موكل
الطالب : مالك خازن النار
الشيخ : أحسنت الملك الموكل بالنار وهو مالك ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في قوله : وقالوا يعني أهل النار (( يا مالك ليقضِ علينا ربك )) شوف (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك )) أي ليهلكنا لما رأوا من شدة العذاب وكأنهم لخزيهم وذُلهم يخجلون أن يدعوا الله بأنفسهم لأنهم لما دعوا الله (( وقالوا ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون )) ماذا قال لهم الله ؟ قال : (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) فطلبوا من مالك أن يكون شفيعاً لهم عند الله وقالوا : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )) ما في خروج، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا أعني أهل النار لخزنة جهنم (( ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب )) لما أيسوا من الخروج أيسوا من أن يُقضى عليهم فيموتوا (( قالوا ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب )) الله أكبر ما قالوا يخفف عنا العذاب أو يقطع عنا العذاب بل قالوا يخفف عنا يوماً واحداً وتخفيف ماذا قالت لهم الملائكة ؟ (( قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا )) قال الله تعالى : (( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )) اللهم أجرنا من النار اللهم أجرنا من النار اللهم أجرنا من النار اللهم إنا في الدنيا في زمن الإمهال والإمكان فوفقنا لعمل ننجو به من النار، نار جهنم أشد حراً لما قيل للمنافقين اخرجوا للجهاد في غزوة تبوك قال بعضهم لبعض لا تنفروا في الحر فقال الله تعالى لنبيه : (( قل نار جهنم أشد حراً ))
إذن علمنا من أسماء الملائكة اسم مالك وهو الموكل بالنار أيضاً علمنا من أسماء الملائكة أسماء أخرى .

الشيخ : إيش ؟
الطالب : رضوان
الشيخ : نعم الملك رضوان خازن طيب ورد في الآثار اسم رضوان لخازن الجنان اللهم اجعلنا من ساكنيها فإن صحّ آمنا به وإن لم يصح فإننا لا نُكلف أن نؤمن بما لم يثبت عندنا في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

الشيخ : ومن ذلك منكر ونكير للملكين الذين يسألان الإنسان عند دفنه عن ربه ودينه ونبيه الإنسان سخِّرت له الملائكة ، إذا مات الإنسان ودفن وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم منصرفين يَسمع قرع النعال وهو في القبر لو رجعنا إلى الأمر المحسوس لقلنا لا يمكن أليس كذلك ؟ ولكن هذا أمر أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنقول سمعنا وآمنا وصدقنا يسمع قرع النعال يأتيه ملكان فيجلسانه في القبر فيسألانه ثلاثة أسئلة من ربك ما دينك من نبيك ؟ اللهم ثبتنا عند السؤال اللهم ثبتنا عند السؤال اللهم ثبتنا عند السؤال، أما المؤمن فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي ربه الله ودينه الإسلام ونبينه محمد أما المنافق والعياذ بالله اللهم أعذنا من النفاق المنافق الذي يُظهر أنه مسلم وهو غير مسلم يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين لا حول ولا قوة إلا بالله هذا المنافق يُسأل هذه الأسئلة الثلاثة فيقول : ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته يحال بينه وبين الجواب الصحيح وانتبه لقوله: ها ها كأنه يتذكر شيئاً فيحال بينه وبين ذكره ومعلوم أن من يذكر شيئاً ثم يحال بينه وبين ذكره يكون أشد حسرة من الذي لم يذكر أصلاً أتوافقوني على هذا ؟ نعم يكون أشد حسرة كأنه غنم شيئاً ففاته سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته إذاً هو يقول بلسانه ما لم يصل إلى قلبه نسأل الله العافية .

الشيخ : هذان من الملائكة، أما الوظائف فإننا نعلم أن لله ملائكة موكلين بعمل الإنسان يكتبونه قال الله عز وجل : (( كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون )) وقال جل وعلا : (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسُه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يَلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) اللهم احفظنا أي قول يقوله لديه ((رقيب)) أي مراقِب ((عتيد)) حاضر لا يفارقه هذان ملكان موكلان بحفظ عمل العبد (( ما يلفظ من قول )) من يحصي أقواله التي ينطق بها بلسانه ؟ مَن ؟ قولوا يا جماعة
الطالب : الله
الشيخ : الله لا شك على كل شيء شهيد أنا أقول من يحصي أي من منكم يحصي أقواله ؟
الطالب : لا أحد
الشيخ : لا أحد إذن أقوال عظيمة ويدلك على هذا أنك لو جلست تحاضر محاضرة ثم نُقلت من التسجيل إلى الأوراق لوجدت المحاضرة التي استوعبت ساعةً من الزمن تأتي أوراقاً تأتي أوراق كثيرة فأنت لا تلفظ من قول إلا كُتب " ذكروا أن الإمام أحمد رحمه الله مرض فدخل عليه بعض أصحابه وهو يئن من المرض فقال يا أبا عبد الله إن طاوساً وهو أحد التابعين العلماء الفقهاء يقول : إن أنين المريض يُكتب" الله أكبر أنين المريض يُكتب لأن الأنين قول " فأمسك أبو عبد الله الإمام أحمد " أمسك عن الأنين خوفاً من أن يُكتب عليه وهذا غاية الورع إذن هناك ملائكة نعرف أعمالهم أنهم موكلون بكتابة أعمال العبد القولية والثاني الفعلية .

الشيخ : بقينا هل يكتبون الأعمال القلبية؟ الجواب : في ذلك تفصيل أما ما ركن إليه العبد وأثبته في قلبه فإنه يكتبونه وأما ما حدث به نفسه ولم يركن إليه فإنه لا يُكتب انتبه لو أضمر الإنسان والعياذ بالله في قلبه عقيدةً فاسدة واعتقدها تُكتب أو لا تكتب ؟
الطالب : تكتب
الشيخ : تكتب؟ تكتب لأنه أثبتها وإثباتها عمل قلبي ولو طرأ على قلبه عقيدة فاسدة لكنه رفضها حدث بها نفسه ولكن رفضها أتكتب ؟ لا تكتب انتبه يا أخي إن الشيطان يأتيك فيوسوس لك بأشياء لا يمكن أن تنطق بها ولو وُضع الصمصام على رقبتك ما هو الصمصام ؟
الطالب : السيف
الشيخ : السيف يلقي الشيطان في قلبك أشياء لا يمكن أن تنطق بها من شدتها لكن إياك أن تركن إليها إياك أن تُؤثر عليك لا تهتم بها فإن نبينا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إن ذلك صريح الإيمان ) يعني هذا الشك أو الأشياء التي تقع في القلب دون أن يركن إليها الإنسان هذه تدل على أن الإيمان خالص صريح ولهذا أراد الشيطان أن يكدره فانتبه لهذا

الشيخ : فماذا تصنع يعني ماذا تداوي القلب إذا وقع في مثل هذه الورطة ؟ الحمد لله إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أعلمنا ماذا نصنع ؟ قال : ( فليستعذ بالله ولينته ) جُرعتان من الدواء الأولى الاستعاذة بالله يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم والثانية ؟ الانتهاء يعني الإعراض عن هذا ألا يفكر فيه وألا يقلق منه لأنه من الشيطان احذر أن تَزل فتحت رجلك هوةٌ احذر إذا وقع في قلبك هذا الأمر ارفضه قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأعرض عنه وسيزول عنك لأن الذي أخبرنا بذلك هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذن ما حدث الإنسان به نفسه فإنه إذا لم يركن إليه يضره أو لا يضره ؟ الأخ قم إذا حدثت نفسك في قلبك بشيء هل يضرك ؟ لا يضرك إي لا يضرك بكل حال ولا إيه ؟
الطالب : أثبته يضر..
الشيخ : إذا أثبته يضر وإن تركته؟
الطالب : لا يضر
الشيخ : لا يضر بارك الله فيك جيد.

الشيخ : واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) وهنا أسأل رجل قام يحدث نفسه في طلاق امرأته وهو مع نفسه في علاج حدث نفسه في طلاق امرأته فهل تطلق أو لا قل يا أخ .
الطالب : لا تطلق.
الشيخ : يحدث نفسه بطلاق امرأته ها
الطالب : لم يتكلم
الشيخ : لم يتكلم ولم يعمل يعني ما كتب بيده الطلاق ولا نطق به أفهمت طيب أسألك أيضاً سؤالاً آخر لما رأى من نفسه القلق من هذا الوسواس أنه طلق زوجته فقال : إذن أستريح هي طالق تطلق أو لا تطلق ؟
الطالب : إذا قال ذلك تطلق
الشيخ : لا هو بس قال يبي يستريح من هذا القلق والوسواس إي نعم قال بفتك من هذا وبستريح هي طالق تطلق ولا لا ؟
الطالب : تطلق
الشيخ : طيب استرح هذا جواب من عنده جواب آخر ؟ لا أنت معك زوجة يا رجل صغير طيب من ؟ تفضل تطلق توافق صاحبك استرح نعم لا تطلق لماذا ؟ لا نطق بلسانه هو لما شاف نفسه في قلق عظيم وضيق الصدر قال إذن أستريح هي طالق تطلق أو لا ؟ لا تطلق والدليل ؟ تطلق رجعت استرح هي لا تطلق لا تطلق إيش الدليل ؟ قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا طلاق في إغلاق ) هذا الرجل الآن كأنه مكره على الطلاق انتبه يا أخي للحال النفسية رجل قلق تعبان من هذه الوساوس فقال هي طالق لو سألناه هل طلقت باختيار ؟ لقال : أجيبوا يا إخوان
الطالب : لا
الشيخ : لقال لا طلقت من الضيق الذي حدث في قلبي كأنني مكره على هذا قلنا الحمد لله أبشر أبشر بالخير الدين دين يُسر ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( لا طلاق في إغلاق ) ولهذا قال العلماء : " إن طلاق الموسوس لا يقع " هذا ضابط من كلام العلماء مستنده إيه ؟ قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا طلاق في إغلاق ) في إغلاق يعني مغلق على الإنسان ضايق

الشيخ : نظير هذا رجل كثير الشكوك إذا توضأ لا يبقى زمنا قليلا إلا شك هل أحدث أو لا - استمع يا ولد - فقال : بلا هذا الشك ما لازم من هذا الشك بسم الله وذهب يبول أو يتغوط أو أحدث بريح تخلصاً من هذا الوسواس هل هذه الطريقة صحيحة ؟ ولا غير صحيحة؟ غير صحيحة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصف لك الدواء من هذا الداء قال : ( لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحا ) نقول يا أخي هذا الوسواس ما يضرك حتى لو كان عندك تسع وتسعين في المئة وواحد في المئة أنك باق على طهارة فأنت على طهارتك أنت على طهارتك، يا إخواني دين الإسلام يريد من أهله ألا يكونوا في قلق ولا في تعب بل يكونون مطمئنين إذن متى شككت وأنت على وضوء هل أحدثت أم لا فماذا تصنع؟ هل تذهب وتحدث علشان تتيقن أنك أحدثت؟ لا اترك هذا الشك وابن على إي؟ ابن على الأصل على اليقين أنك لم تحدث وهذه المسألة الأخيرة أيضاً يعاني منها كثير من الناس، كثير من الناس ربما يتوضأ عشر مرات لصلاة واحدة لأنه كل ما توضأ شك هل أحدث أو لا فنقول الحمد لله إذا شككت هل أحدثت أو لا فأنت إيش ؟ طاهر ولا غير طاهر ؟ طاهر اترك الشك، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ).

الشيخ : نعود إلى أصل المسألة نتكلم على إيه اصل كلامنا على إيه ؟ إيش ؟ على الملائكة عليهم الصلاة والسلام هناك ملائكة يجوبون الأرض يطوفون بها فإذا وجدوا حلقة ذكر قعدوا عندها حضروها لمحبة الله عز وجل لذكره وكّل ملائكة يبحثون في الأرض يجوبونها إذا وجدوا حلقة ذكر حضروه.

الشيخ : هناك ملائكة مسخرون للإنسان يحفظونه من أمر الله كما قال عز وجل : (( له معقبات من بين يديه يحفظونه من أمر الله )) ملائكة في الليل وملائكة في النهار وانظر إلى لطف اللطيف الخبير عز وجل يجتمع الملائكة في صلاة الفجر وصلاة العصر ملائكة النهار ينزلون في صلاة الفجر وملائكة الليل يودعون في صلاة العصر ملائكة الليل ينزلون وملائكة النهار يودعون عنابة تامة ببني آدم الحمد لله على نعمه عناية تامة (( له معقبات من بين يديه يحفظونه من أمر الله )) (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله * إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ننتقل حتى لا يطول بنا الطريق

الشيخ : (( إن الله وملائكته يصلون على النبي )) من النبي ؟ محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن القرآن نزل عليه فهو المخاطب به (( إن الله وملائكته يصلون على النبي )) ليس كل نبي على النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا من رفع ذكره أن الله وملائكته يصلون عليه بالثناء والحمد لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه عليه الصلاة والسلام تحمل أعظم رسالة لو سئِلنا ما أعظم الرسالات ؟ لقلنا رسالة محمد لأنها شُرعت لكل زمان ومكان وأمة منذ بعث إلى قيام الساعة الرسالات الأخرى لا تصلح إلا للأقوام الذين أرسل إليهم الرسول ولا تصلح لكل زمان ومكان إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل قل
الطالب : أعظم رسالة
الشيخ : أعظم رسالة لذلك استحق الثناء من الله عز وجل وملائكته

الشيخ : ولما أخبر سبحانه وتعالى أن الله وملائكته يصلون على النبي قال : (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )) فأمرنا سبحانه وتعالى أن نصلي عليه ونُسلم تسليما اللهم صل وسلم عليه، ولاسيما في ليلة الجمعة ويومها فإنه يتأكد الإكثار من الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم، صلوا عليه وسلموا تسليماً فبعد أن رفع ذكره وأخبر أنه سبحانه وتعالى وملائكته يصلون عليه أمر المؤمنين أن يصلوا عليه (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )).

الشيخ : فإن قال قائل : كيف نُسلم وكيف نصلي ؟ كيف نسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف نصلي؟
قلنا الحمد له القرآن أمر والرسول بين القرآن أمر بالصلاة والسلام والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن فقال في تعليمه إيانا السلام : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) هذه أفضل صيغة في السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودع عنك الصيغ الكثيرة التي فيها الكلمات المنمقة الذي أكثرها غلو برسول الله صلى الله عليه وسلم لو سألنا من أعلم الناس بصيغة السلام على الرسول ؟ لو سألنا هذا ماذا تقولون ؟ الرسول عليه الصلاة والسلام وهل يُمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم صيغة أحسن مما علم أمته ثم يكتمها لا والله، لأنه السلام لو كان هناكم صيغة أفضل من هذا لعلمها الأمة لتنال فضلها وليكثر السلام عليه لكن قال : ( قولوا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) أما ما نراه في بعض الكتب من الصيغ الطويلة السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا شفيع الخلق وما أشبه ذلك لماذا ؟ أنحن أعلم بما يحبه الله ورسوله أم الله ورسوله أعلم ؟ الله ورسوله أعلم إذا كان كذلك فاعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لتمام نُصحه لن يدخر عنك صيغة ويعطيك ما هو مفضول ومرجوح أبداً هذا لا يمكن، فعليك أخي المسلم عليك بالتزام الدين ودع عند البدع دع عنك ما لم يعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته والله ما أقول هذا إلا لأني الآن أُخبركم تحدثاً بنعمة الله عز وجل أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي ولا يمكن أن أَحجب عنه صيغة سلام أو صلاة تكون أفضل مما قال أبداً وهذا في ظني ما تعتقدونه أنتم أليس كذلك ؟ طيب إذا كان هذا يا أخي لماذا أُحمّل نفسي صيغ سلام لم ترد لا في القرآن ولا في السنة وفيها أشياء قد يكون قصورها ظاهراً مثلاً بعض الناس يقول: ثلاثة من الرسل إبراهيم خليل الله صح أين الدليل ؟ تفضل.
الطالب : (( واتخذ الله إبراهيم خليلاً ))
الشيخ : أحسنت محمد حبيب الله ، موسى كليم الله ، إذا قالوا محمد حبيب الله.