الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فأسأل الله تعالى أن يصلي ويسلم ويبارك عليه وعلى آله وأسأله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياكم من أتباعه ظاهرا وباطنا وأن يحشرنا في زمرته وأن يسقينا من حوضه وأن يدخلنا في شفاعته وأن يجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
أما بعد أيها الإخوة فإن موضوع درسنا لهذه الجلسة سيكون هو التوبة إلى الله عز وجل فإن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين.

الشيخ : ولكن قبل الدخول في هذا الموضوع أحب أن أبحث معكم أو أناقشكم عما سبق الكلام عليه من أهل الزكاة وما هي الآية الكريمة التي تنص على أهل الزكاة ؟
السائل : الآية (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )).
الشيخ : ما الذي يفيده قوله تعالى : (( إنما الصدقات )).
السائل : الحصر.

الشيخ : الحصر وما معنى الحصر ؟
قد أكون ما تكلمت عنه بالأمس الحصر هو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه، الحصر إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه فإذا قلت إنما القائم فلان فمعنى ذلك أن فلانا قائما ولم يقم غيره واضح لكن لو قلت فلان قائم لكان يمكن أن غيره أيضا قد قام ولهذا كان قوله تعالى : (( إنما الله إله واحد )) بمنزلة قوله لا إله إلا الله.

الشيخ : أولا نناقش الفقراء والمساكين ما الفرق بينهم ؟
السائل : الفقير هو الإنسان الذي لا يجد كفايته والمسكين الذي تكون لديه ما يكفيه يعني شيء قليل ... .
الشيخ : يعني الفقير هو الذي لا يجد شيئا أو يجد دون النصف لا يجد شيئا مطلقا أو يجد دون نصف الكفاية.

الشيخ : كيف نعرف أنه يجد دون نصف الكفاية لأن هذا أمر خاضع للزيادة والنقص ؟
السائل : مثل ذلك رجل عنده مرتب تقريبا ثمانمئة ريال وهو يحتاج وعياله إلى ألف ومئتين ريال فيعطى ألف ومئتين ريال.
الشيخ : طيب استرح رجل عنده مرتب مقداره ثمانمئة ريال ويحتاج هو وعياله لكل شهر ألفي ريال إذا اللي عنده الآن أقل من النصف.
السائل : أقل من النصف.
الشيخ : اللي عنده أقل من النص هذا نسميه فقيرا.

الشيخ : المسكين تعريفه من هو ؟
السائل : ... .
الشيخ : الذي يملك النصف دون الكل يملك النصف فأكثر لكن لا يملك الكل طيب تستطيع تمثل لي فيه.
السائل : واحد عنده معاش ... .
الشيخ : يتطلب إيش نفقته ؟
السائل : ... .
الشيخ : كم يحتاج ؟
السائل : ... .
الشيخ : مرتبه ألف وثمانمئة ريال ويحتاج إلى.
السائل : يحتاج إلى ألف ومئتين ريال.
الشيخ : مئتين ريال معناه مرتبه أكثر من نفقته.
السائل : مرتبه ... .
الشيخ : مرتبه ألف وثمانمئة ريال وحاجته ألفين ريال طيب استرح هذا رجل مرتبه ألف وثمانمئة ريال ويحتاج للنفقة لنفسه وعياله ألفي ريال يجد الآن أكثر من النص ولا أقل يجد أكثر ولكن لا يجد الكل فنعطيه من الزكاة مئتين ريال كل شهر مئتين ريال.

الشيخ : أيهما أشد حاجة الفقير أو المسكين ؟
السائل : الفقير أشد حاجة من المسكين لأنه لا يجد ما يكفيه أقل من النصف.
الشيخ : نعم ولأن الله تعالى بدأ به في الآية طيب أحسنت.

الشيخ : لكننا نجد في بعض الأحيان في القرآن ذكر المساكين أو ذكر الفقراء في السنة مثلا ولا يذكر المساكين يعني يذكر الفقراء ولا يذكر المساكين وتذكر المساكين دون الفقراء فكيف نعمل ؟
السائل : إنه كل فقير مسكين وليس كل مسكين فقير يعني المسكين إذا وردت المسكين الآية التي ترد فيها اسم المسكين نعطي الفقير معناه لكن الآية التي ترد فيها اسم الفقير ما نعطي المسكين معاه.
الشيخ : الجواب يقول إذا وردت الآية بذكر الفقير فالمسكين لا يستحق فقوله تعالى : (( للفقراء المهاجرين )) يعني الفقراء يستحقون والمساكين لا يستحقون وهذا جواب جيد باعتبار ما ذكرنا الآن من التفريق بين الفقير والمسكين ولكنني أقول إذا ذكر المسكين وحده شمل الفقير وإذا ذكر الفقير وحده شمل المسكين وهذا من الكلمات التي يقال عنها إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت شفت كيف يعني يمكن تلغز بها شيئان إذا اجتمعا افترقا وإذا اجتمعا افترقا.

الشيخ : يوجد بعض الكلمات باللغة العربية إذا اجتمعت صار لكل واحدة معنى وإذا افترقت صارت كل لفظة بمعنى اللفظة الأخرى معروف يا جماعة طيب إذا إذا ذكر الفقير يشمل المسكين وإذا ذكر المسكين يشمل الفقير طيب.

الشيخ : من هم العاملون عليها ؟
السائل : هم الذين يجمعون الزكاة من الناس.
الشيخ : من هم ؟
السائل : الذين يجمعون الزكاة من الناس.
الشيخ : يعني جمعية البر الخيرية.
السائل : لا لا أهل الزكاة الذين يجمعون الزكاة من الناس.
الشيخ : جمعية البر الخيرية تجمع الزكاة من الناس.
السائل : الذين عينتهم الحكومة.
الشيخ : صح هم الطائفة الذين تعينهم الدولة لقبض الزكاة من أهلها وصرفها لمستحقها فلهم نوع ولاية ولهذا قال الله عز وجل : (( العاملين عليها )) وليس العاملين فيها فالعمالة هنا ضمنت معنى الولاية.

الشيخ : طيب المؤلفة قلوبهم اللي أجاب أولا لا يجب ثانيا.
السائل : ... .
الشيخ : رجل ضعيف الإيمان فنعطيه لنقوي إيمانه ورجل كافر يميل للإسلام ولكنه لم يسلم فنعطيه لنجره إلى الإسلام طيب أحسنت.

الشيخ : هل يشترط في المؤلفة قلوبهم أن يكونوا سادة يعني ذوي شرف في قومهم وقيادة أو لا يشترط ؟
السائل : لا يشترط.
الشيخ : لا يشترط طيب استرح توافقونه ؟
السائل : لا يشترط.
الشيخ : قيل وقيل فيها قولان.
السائل : قيل أنه ... .
الشيخ : يعني قيل وقيل فيها قولان.
السائل : ... .
الشيخ : لكنها قولان تقولها عن علم ولا قولان في ابن جني.
السائل : قيل أنها ... .
الشيخ : طيب اصبر بارك الله فيك بعض الناس إذا أشكل عليه حكم المسألة قال فيها قولان يعني قولان ابن جني هذا رجل عالم في النحو جيد وله أب دونه في العلم فكان هذا الابن يقول لأبيه : " كلما سئلت عن مسألة فقل فيها قولان نعم فجاءه رجل فقال له أفي الله شك قال في ذلك قولان " في الله شك قولان أعوذ بالله والتفصيل عند الابن يقول التفصيل عند ابني فقال ابنه نعم فيها قولان في إعرابها لا في حقيقتها أما الله عز وجل فليس فيه شك لكن في إعرابها قولان هل شك مبتدأ والظرف والمقدم خبر أو شك فاعل بالظرف فتخلص أقول الأخ فهمنا الآن أنه يقول فيها قولان لكنه عن علم قول يقول إنه يشترط في المؤلف أن يكون سيدا لأجل أن ننتفع به إذا أسلم وقوي إيمانه من يتبعه ؟
السائل : قومه.
الشيخ : طيب قول آخر يقول لا يشترط لأننا إذا كنا نعطي الفقير لحياة بدنه فإعطاؤه لحياة قلبه إيش ؟
السائل : أولى.

الشيخ : في الرقاب ذكرنا أنه يدخل فيها أي الرقاب أربعة أشياء يدخل في الرقاب أربعة أشياء .
السائل : ... .
الشيخ : الرابع من ؟ من يبلغ عنه.
السائل : الأسير.
الشيخ : الأسير والمكاتب المختطف هذه ثلاثة والمملوك طيب زين ، المملوك يشترى من الزكاة فيعتق والمكاتب الذي اشترى نفسه من سيده يدفع إليه ليوفي القيمة التي عليه والأسير المسلم عند الكفار يقول ما نعطيكم إياه إلا بفدية فنفديه من الزكاة والمختطف عند قوم ظلمة اختطفوه يقول لا نعطيكم إياه إلا بفدية فنعطيهم من الزكاة.

الشيخ : الغارمون نعم.
السائل : الغارم من عليه دين ... .
الشيخ : الغارم من عليه دين طيب كم أقسام الغارمين ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب غارم لإصلاح ذات البين وغارم لنفسه الغارم لنفسه هو الذي تدين لشراء حاجة لنفسه هذا يعطى ما يوفي دينه.

الشيخ : وهل نعطي الغارم ليوفي الدين أو نسدد الدين عنه من يعرف ؟
السائل : فيه تفصيل.
الشيخ : فيه تفصيل ما هو ؟
السائل : إذا كان الشخص موثوق أنه سيوفي الدين يعطى أما إذا ... يوفى عنه.
الشيخ : المدين ما نعطيه يسدد الدين في هذا تفصيل إذا كان المدين ثقة وحريصا على وفاء دينه فإن الأفضل أن نعطيه بنفسه ليوفي الدين أما إذا كان المدين لو أعطيناه ليوفي الدين لم يوفه ولعب بالمال فإننا لا نعطيه ولكن نذهب إلى الذي يطلبه ونسدد الدين عنه.

الشيخ : طيب الغارم لإصلاح ذات البين ما صورته ؟
السائل : ... .
الشيخ : عنده مال إذا لم يستطع ولا حتى لو استطاع.
السائل : حتى لو استطاع.
الشيخ : حتى لو استطاع أحسنت الغارم لإصلاح ذات البين معناه أن يكون بين قبيلتين شيء من العداوة والبغضاء والفتن فيقوم رجل مصلح ويصلح بين الطائفتين على مال يدفعه لهم ويأتي إلينا يخبرنا نعطيه من الزكاة يعني نعطيه هذا الغرم الذي تحمله من الزكاة ولو كان غنيا لأن هذا غرم لنفسه ولا لغيره ؟ لغيره أما الغارم لنفسه فإننا لا نوفي دينه إلا إذا كان فقيرا لا يجد ما يوفي به.

الشيخ : في سبيل الله.
السائل : لإصلاح ذات البين هل هذا على مستوى مجموعة أو ... .
الشيخ : أنت أجب سؤالي وبعدين نشوف سؤالك.
السائل : في سبيل الله المجاهدين.
الشيخ : المجاهدون في سبيل الله ومن المجاهد في سبيل الله ؟
السائل : ... .
الشيخ : من هو المجاهد في سبيل الله ؟
السائل : المجاهد من يرفع راية الإسلام.
الشيخ : قد لا يرفع راية الإسلام قد يهزم استرح.
السائل : الذي يقاتل لإعلاء كلمة الله ؟
الشيخ : الذي يقاتل لإعلاء كلمة الله أحسنت كيف نعطي في سبيل الله هل نعطي المجاهد نفسه أو نشتري له أسلحة أم ماذا ؟
السائل : نشتري للمجاهدين أسلحة.
الشيخ : هذا واحد أو نعطي المجاهدين أنفسهم طيب استرح.

الشيخ : ابن السبيل.
السائل : هو المسافر الذي انقطعت به الأسباب.
الشيخ : صح المسافر الذي انقطعت به الأسباب أحسنت بارك الله فيك فيعطى ما يوصله إلى بلده ولو كان غنيا في بلده لأنه الآن أصبح محتاجا.

الشيخ : طيب من هم الأصناف من هؤلاء الثمانية الذين يعطون الزكاة على سبيل التمليك لأنهم قسمين قسم يعطى على سبيل التمليك وقسم يعطى على سبيل الجهة.
السائل : الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم لأن اللام جاءت للفقراء أما الرقاب والغارمون وفي سبيل الله وابن السبيل فلا يملكون أما الرقاب والغارمين لا يملكون.
الشيخ : وكذلك في سبيل الله وابن السبيل جهة طيب اصبر.

الشيخ : رجل أعطى شخصا عشرة آلاف ريال ليوفي دينه فتبين أن دينه ثمانية آلاف ريال ماذا يصنع بالألفين ؟
السائل : يعيد الألفين.
الشيخ : يعيد الألفين توافقون على ذلك رجل أعطي عشرة آلاف ليوفي الدين فتبين أن دينه ثمانية يجب عليه أن يوفي الدين ويرد الألفين لأنه إنما أعطي لقضاء الدين لا للتمليك.

الشيخ : فقير أعطيناه عشرة آلاف ريال لنفقته لمدة سنة وفي أثناء السنة أغناه الله تعالى من جهة أخرى وبقية العشرة عنده هل يردها أم لا من ؟
السائل : لا يرده.
الشيخ : لا يرده لماذا ؟
السائل : تملك.
الشيخ : لأنه تملك لقوله للفقراء طيب.

الشيخ : هل يعطى الرجل الذي لديه مال يكفيه للكسوة والطعام والشراب والسكن ولكنه محتاج إلى الزواج هل يعطى من الزكاة ؟
السائل : يعطى ... .
الشيخ : توافقون على ذلك طيب أحسنت إذا يعطى فإذا لم تكفه الواحدة أعطيناه للثانية إذا لم تكفه الثانية أعطينا للثالثة إذا لم تكفه الثالثة أعطينا للرابعة إذا لم تكفه الرابعة ما نعطيه خلاص أظن أن المناقشة تمت بالنسبة لأهل الزكاة.

الشيخ : طيب هل يعطى رجل ليس بيده مال لكنه قادر على أن يعمل ويكتسب هل يعطى من الزكاة ؟
السائل : لا يعطى.
الشيخ : لا يعطى من الزكاة ما بيده مال.
السائل : يقدر يعمل.
الشيخ : يقدر يعمل إذا هذا غني بعمله غني بعمله ما دليلك على أنه لا يعطى ؟
السائل : لأنه قادر على العمل.
الشيخ : هذا تعليل نريد الدليل ، الدليل يعني نص من الكتاب والسنة والتعليل معنى يقتضي الحكم.
السائل : ما أدري.
الشيخ : ما تدري نعم.
السائل : رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : رجلان جاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : هو يقول رجل واحد.
الشيخ : أنا أقلك رجلان ولا رجل واحد.
السائل : هذه جماعة.
الشيخ : طيب عطني ما عندك يمكن ما ذكرناه.
السائل : ... الصدقة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ولم يعطه.
الشيخ : هذا ما ذكرناه ما هو الدليل الذي ذكرناه لأن اللي عندك يحتاج إلى نظر.
السائل : ... .
الشيخ : هذه رواية بالمعنى استرح اجلس جاء رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه الصدقة فنظر فيهما النبي عليه الصلاة والسلام فوجدهما جلدين يعني قويين فقال : ( إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب ).

الشيخ : طيب رجل قوي يستطيع أن يكتسب وليس بيده مال لكنه يحب أن يتفرغ لطلب العلم الشرعي هل نعطيه أم لا ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعطيه.
السائل : ... .
الشيخ : يعني نعطيه لفقره ؟
السائل : لا زيادة ... .
الشيخ : نعم أحسنت نعطيه أقول نعطيه لماذا ؟ لأنه مجاهد في سبيل الله لأن طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله عز وجل إذ أن الإسلام لم يقم إلا بالعلم والسيف لكن السيف لمن عاند وخاصم الإسلام لأن الإسلام لا يكره الشخص على أن يسلم بل يكرهه على أن يسلم أو يعطي الجزية عن يد وهو صاغر تسمحون للأخ نجيبه.
السائل : أحسن الله عليك يا شيخ أنا جاي من الرياض وأخذت عمرة لنفسي وبعدين ودي أخذ عمرة للوالد والوالدة هل أنا أحل إحرامي الحين ؟
الشيخ : إن شاء الله تأخذ للوالد والوالدة في سفر آخر تأخذ في سفر جديد للوالد وفي سفر جديد للوالدة أما الآن فيكفيك أن تطوف عن كل واحد منهما أسبوعا تطوف سبعة أشواط للوالد وسبعة أشواط للوالدة وإن شاء الله تعالى تسافر المرة الثانية لمكة والمرة الثالثة تجعل العمرة للأم أولا ثم للأب أما الآن فيكفيك عمرتك وطواف لهم.
السائل : طالب العلم.
الشيخ : طيب طالب العلم يعطى لأنه مجاهد في سبيل الله طيب.

الشيخ : ثم ندخل في الموضوع الأصلي لهذه الجلسة فنقول إن التوبة التوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته، التوبة هي الرجوع إلى الله من معصيته إلى طاعته سواء كان ذلك رجوعا عن محرم أو كان ذلك قياما بواجب لأن الذنوب إما ترك واجبات وإما فعل محرمات كل الذنوب تدور على هذين الأمرين إما ترك واجبات وإما فعل محرمات فالتوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته.

الشيخ : وهي واجبة لقول الله تعالى : (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنين لعلكم تفلحون )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرة ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يتوب إلى الله في اليوم مئة مرة ونحن لو أحصينا توبتنا إلى الله في اليوم كم تأتي ؟ يمكن خمس مرات يمكن عشر يمكن ما يصير شيء بالمرة فيجب على الإنسان أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى بدلالة الكتاب ودلالة السنة ما أكثر الذنوب على القلوب ولكننا غافلون عن ذلك ما نرجع إلى أنفسنا ننظر ماذا عملنا اليوم من الطاعات ماذا عملنا من السيئات إذا عملنا طاعات فإننا نحمد الله كما قال الله تعالى في الحديث القدسي : ( فمن وجد خيرا فليحمد الله ) إذا عملنا سيئات فعلينا أن نقلع من هذه السيئات حتى لا نلوم أنفسنا بعد ذلك.

الشيخ : ولكن التوبة ليست القول باللسان ليس أن يقول الإنسان اللهم إني أتوب إليك بل التوبة لا تكون توبة نصوحا مقبولة حتى يتم فيها خمسة شروط حتى يتم فيها خمسة شروط.

الشيخ : الشرط الأول أن تكون خالصة لله عز وجل لم يحمل عليها رياء ولا سمعة ولا مصانعة لمخلوق ولا طلب لمال وإنما يحمل عليها الإخلاص لله عز وجل ما يريد إنسان بتوبته إلا وجه ربه والدار الآخرة لا يريد شيئا من الدنيا إطلاقا فإن لم تكن خالصة فإنها غير مقبولة الدليل قوله تعالى : (( فادع الله مخلصين له الدين )) وقال تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم : (( فاعبد الله مخلصا له الدين )) وقال تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) ودائما يمر علينا في القرآن والسنة من فعل كذا يبتغي به وجه الله (( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة )) ( ومن قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله فإن الله يحرمه على النار ) لا بد من الإخلاص قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ).

الشيخ : أما الشرط الثاني فهو الندم على ما وقع من الذنب بحيث يتأسف الإنسان ويتحسر على ما وقع منه ولا يكون الأمر لما وقع منه لأن عدم مبالاته بما وقع منه يدل على أنه لم يتأثر بمعصية الله فلا بد أن يكون هناك ندم على ما وقع منه حتى يتبين أنه تاب إلى الله توبة نصوحا ولهذا تأثر قلبه بما صنع.

الشيخ : الثالث : أن يقلع عن الذنب أن يقلع عن الذنب فإن تاب إلى الله من ذنب وهو باق عليه فإنه مستهزئ بالله عز وجل لو كان رجل يتعامل بالربا يتعامل بالربا ويقول أستغفر الله وأتوب إليه تعال يا ولد اكتب على هذا المئة بمئة وعشرة وش يكون هذا تائب ولا غير تائب ؟ هذا غير تائب كيف يكون تائبا وهو مصر على المعصية رجل يقول أنا تائب من الغيبة ثم يقول إلى شخص إلى جانبه وش تقول بفلان أليس بخيلا أليس فاسقا أليس فيه كذا وكذا ثم يقول أتوب إلى الله لا والله الرجل هذا ما يصلي مع الجماعة يكون تائبا ولا لا ؟
السائل : لا مو تائب.
الشيخ : ليش ؟ لأنه لم يقلع عن الذنب رجل غصب شخصا مالا ، يعني غصب من شخص مالا وقال : أستغفر الله وأتوب إليه عن غصبي لهذا المال ولكن المال لا يزال في يده هل تقبل توبه لا تقبل لأنه لم يقلع عن الذنب لم يقلع عن الذنب فلا بد من الإقلاع عن الذنب وإلا كان التائب مستهزئا بالله عز وجل والله لو كان أمامك سلطان من السلاطين وكان قد نهاك عن شيء قال لا تحمل هذا الشيء الفلاني ثم جئت إليه تحمله بيدك وتقول يا سيدي اغفر لي أنا ما عملت وأنا تائب والشيء في يدك مصر عليه ماذا يتصور هذا السلطان أنك تسخر به وتستهزأ به كيف تبارزه بما نهاك عنه ثم تدعي أنك تائب إلى الله وما أكثر الذين يحضرون إلى هذا المكان في رمضان ويتضرعون إلى الله بالتوبة وهم مصرون على المعاصي في بلادهم وهذه التوبة لا تنفعهم لا تنفعهم فلا بد أن يكون التائب مقلعا عن الذنب فإذا كان الذنب لله فإقلاعه عنه أن يدعه وإذا كان الذنب لآدمي فإقلاعه عنه أن يرده إلى صاحبه إن كان مالا وأن يستحله منه إن كان غير مال فإذا كنت قد سرقت من شخص مالا أو جحدته أو ما أشبه ذلك وتبت إلى الله فالنزوع عن هذا الذنب أن إيش أن ترد المال إلى صاحبه وإلا ما صحت توبتك.

الشيخ : لكن إذا كان الذنب حقا غير مالي كالعرض مثلا رجل كنت تغتابه بين الناس فما هو التوبة منه ؟
أن تستحله بمعنى أن تذهب إليه وتعتذر إليه مما قلت فيه وانتهكته من الحق طيب إذا قلت أخشى إن ذهبت إليه استحله أن تأخذه العزة بالإثم فيقول لا ما أحلله قلنا لا بد أن تذهب ، لا بد أن تذهب إليه وتستحله إذا قال لك هذه المرة فارجع إليه مرة ثانية فإن قال أنا لا أحللك إلا إذا أعطيتني كذا وكذا من المال تعطيه ولا لا ؟ نعم تعطيه لأن الحق حقه وإذا قال لا أحللك إلا بهذا المال فأعطه وإلا فإنه يوم القيامة يأخذ من حسناتك هل الغيبة من هذا النوع يعني لو اغتبت شخصا فإن التوبة لا تصح من الغيبة حتى تستحله ؟ نعم حتى تستحله إلا أن بعض أهل العلم قال إذا كان الذي اغتبته لم يعلم بالغيبة فإن التوبة من الغيبة أن تستغفر له وأن تثني عليه بالصفات المحبوبة في المجالس التي كنت تغتابه فيها انتبه أقول إن بعض العلماء يقول : إن الغيبة إذا كان الذي اغتبته لم يعلم بها فإن التخلص منها يكون باستغفارك له هذا واحد الشيء الآخر أن تمدحه في المكان الذي كنت تغتابه فيه لكن لا تمدحه بصفات ليست فيه بل بالصفات التي هي فيه.

الشيخ : طيب وهل يشترط لصحة التوبة أن يكون تائبا من جميع الذنوب أو يكفي إذا تاب من ذنب فإن الله يتوب عليه من هذا الذنب وإن كان مصرا على ذنب آخر انتبه يعني مثلا رجل يحلق لحيته وحلق اللحية معصية وآخر يشرب الدخان وهو نفسه أيضا يشرب الدخان وشرب الدخان حرام معصية تاب من شرب الدخان ولكنه أصر على حلق اللحية هل تصح توبته من شرب الدخان مع إصراره على حلق اللحية ؟
يقول بعض العلماء : نعم إن توبته تصح لأن كل ذنب له حكم نفسه وهو إذا تاب من شرب الدخان صار غير شارب للدخان فلا يلحقه إثمه وقال بعض العلماء : إن توبته لا تصح من ذنب مع الإصرار على غيره لأن التائب حقيقة هو راجع إلى الله وهذا الذي أصر على معصية كيف نقول إنه تائب انتبه لكن هذا القول شديد شديد في الواقع لو قلنا إن الإنسان لا تصح توبته من ذنب مع الإصرار على غيره لكنت تكاد لا تجد أحدا من الناس تصح توبته من الذي يتوب من جميع الذنوب.

الشيخ : وقال بعض العلماء : إن التوبة من ذنب تصح مع الإصرار على غيره إلا أن يكون ذلك الذنب الذي أصر عليه من جنس الذنب الذي تاب منه فإنه لا تصح توبته مثال ذلك رجل تاب من السرقة لكن بدأ يأخذ أموال الناس قهرا كان بالأول يذهب إلى البيوت يكسر الأقفال والأبواب ويأخذ المال ثم نشط الرجل وصار يأخذ المال بالغصب بالقهر وتاب من السرقة تقبل توبته لأن هذا من جنس الذنب الأول أو رجل آخر تاب من الزنا لكنه فعل شيئا من جنسه فهل تصح توبته من الزنا يعني تاب مثلا لا نقول تاب من الزنا بامرأة وصار يزني بامرأة أخرى والعياذ بالله لكن تاب من جنس الزنا إلى جنس آخر يتعلق بالوطء فهل تصح توبته ؟ لا تاب من مغازلة النساء ولحاق النساء لكنه مصر على النظر المحرم إلى النساء تصح توبته ؟ لا تصح يعني بعض العلماء فصل قال إذا كان الذنب الذي تاب منه من جنس الذنب الذي أصر عليه فإن توبته من الذنب الذي تاب منه لا تقبل لأن الجنس واحد والمسألة في الحقيقة لها غور بعيد.

الشيخ : والصحيح أن التوبة المطلقة التي يصح أن يوصف التائب منها بالتائب لا يستحقها التائب إذا تاب من ذنب مع إصراره على غيره. أما التوبة المقيدة التي لا يستحق التائب أن يوصف بالتواب على سبيل الإطلاق فإنها تصح مع الإصرار على الذنب الآخر نعم كم شرطا ذكرنا ؟
ثلاثة طيب الشرط الرابع : أن يعزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل أو أقول ألا يعود إلى المعصية في المستقبل هل بين العبارتين فرق أقول الشرط الرابع أن يعزم على ألا يعود إذا.