الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد فإنه يقال ويل للعلماء من العوام ، ويل للعلماء من العوام اضبط العبارة ، ويل للعلماء من العوام لأن العوام يفهمون عن العلماء أشياء غير ما ذكروها وقد مر علينا قبل أيام في الرجل الذي قال إن الإنسان إذا جامع زوجته في نهار رمضان فهو مثاب على ذلك ولكنه بعد أن قلنا هذا لا يمكن أن يقال جزاه الله خيرا ذهب إلى من نسب العلم إليه واستفسر منه وتبين أن هذا القائل أخطأ في فهم ما قاله العالم وهذا أمر كثير ومن ذلك أننا تكلمنا عن تكرار العمرة وقلنا إنه ليس من هدي السلف أن الرجل إذا أتى بعمرة أن يخرج في سفره هذا إلى التنعيم أو إلى الجعرّانة أو إلى غيرهما من الحل ويأتي بعمرة ثانية قلنا هذا ليس من هدي السلف ولا نزال نقوله وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتح مكة عام الفتح وبقي فيها تسعة عشر يوما ولم يخرج إلى التنعيم ليأتي بعمرة ولكن لما كانت غزوة الطائف ورجع ونزل في الجعرّانة دخل إلى مكة ليلا من الجعرّانة وأدى العمرة لأنه قدم إلى مكة من خارج ولم يحفظ عن السلف أنهم خرجوا من مكة ليأتوا بعمرة إلا في قضية واحدة فقط قضية عين نقول بمثلها إذا وقع وذلك أن عائشة رضي الله عنها قدمت مع بقية زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأحرمت بالعمرة تريد بذلك التمتع ولما بلغت سرف حاضت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها : ( ما يبكيكِ لعلكِ نفستي ؟ قالت نعم قال : إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ) كتبه الله على بنات آدم ثم أمرها صلى الله عليه وسلم أن تدخل الحج على العمرة وصارت قارنة ولم تفعل إلا أفعال الحج لأن القارن لا يفعل إلا أفعال الحج فلما انتهى الناس من الحج طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأتي بعمرة حتى تفعل أفعال الحج والعمرة كما هو شأن المتمتع وألحت على النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر وقال له اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة فخرج بها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم لأنه أقرب الحل إلى مكة واعتمر من التنعيم وكان أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر معها ولم يعتمر ولو كانت العمرة المكية مشروعة لكان النبي صلى الله عليه سلم يرشد عبد الرحمن بن أبي بكر الذي خرج فعلا إلى التنعيم أو لكان عبد الرحمن بن أبي بكر لو كان هذا معروفا عندهم لكان عبد الرحمن بن أبي بكر وقد خرج إلى التنعيم يحرم أيضا بعمرة لينال أجرها فلما لم يرشده النبي صلى الله عليه وسلم إليها ولم يفعلها هو دل على أنها غير مشروعة ولا معروفة بين الصحابة رضي الله عنهم وهذا هو ما نقوله ولهذا كل من سألنا إذا كان قد أتى بعمرة الآن وأراد أن يخرج إلى التنعيم أو إلى غيره من الحل ليأتي بعمرة لأبيه أو أمه فإننا نقول له يا أخي هذا ليس من المشروع وقد مر علينا أيضا في جلسات سابقة أن الله عز وجل يقول : (( هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) والعمل قسم العمل يكون بالاتباع فكل ما كان الإنسان في عمله أتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه كان عمله أحسن فحسن العمل يكون بتمام الإخلاص وتمام المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

الشيخ : أرأيتم ماذا فهم بعض الناس فهم بعض الناس أننا نقول إنه لا ينبغي للإنسان أن يكرر العمر كما هو مذهب الإمام مالك رحمه الله أن العمرة لا تكون في السنة أكثر من مرة كما يذكر لي عنهم ولست أقول هكذا أقول إن الإنسان إذا رجع إلى بلده وأتى بعمرة فلا حرج في ذلك لو يأتي كل شهر بعمرة ما في مانع وقد ذكرت لكم أيضا سابقا أن الإمام أحمد رحمه الله يقول : " يأتي بالعمرة إذا حمم رأسه " وش معنى حمم ؟ اسود حتى كان كالحممة يعني كالفحمة لماذا لأن من مناسك العمرة أن يحلق أو يقصر فلابد أن يكون هناك شعر يحلق أو يقصر.

الشيخ : وهناك شيء آخر تكلمنا على مسألة الاعتكاف وقلت إن الاعتكاف المشروع المسنون الذي يطلب منا أن نعتكف كما اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان وأن اعتكاف يوم أو يومين أو ثلاثة هذا من الأمور الجائزة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعمر وقد سأله أي سأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم عن نذرٍ نذره أن يعتكف في الجاهلية في المسجد الحرام يوما أو ليلة أو يوما وليلة فقال له : ( أوف بنذرك ) وقلنا أيضا إنه ليس من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإنسان إذا دخل المسجد ينوي الاعتكاف لأن نية الاعتكاف عبادة ولو كانت هذه مشروعة لكان الرسول عليه الصلاة والسلام يبينها لأمته ويقول إذا جئتم إلى الجمعة في الساعة الأولى فانوا الاعتكاف إذا جئتم إلى الصلاة سابقين فانوا الاعتكاف وهذا لم يرد ولهذا الذي يترجح عندي أنه لا يسن لمن دخل المسجد أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه لأن هذا لو كان أمرا مشرعوا لكان الله تعالى قد بينه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم إما قولا أو فعلا أو إقرارا وأنا أرجوا أيها الإخوة ألا تفهموا عن أهل العلم ما لا يريدونه لأنكم إذا فعلتم ذلك أسأتم إلى العالم نفسه الذي نسبتم إليه العلم وأسأتم إلى الناس الذي يقتدون به فيتبعونكم على ما قلتم والأمر ليس كذلك فتثبتا في النقل وتثبتا في الفهم حتى يكون طلبكم للعلم طلبا صحيحا نافعا.

الشيخ : بعد هذه المقدمة الوجيزة أحب أن أرجع إلى بحثنا في الدرس الماضي كان بحثنا في الدرس الماضي عن التوبة معناها وحكمها وشروطها فنسأل أولا ما معنى التوبة ؟
السائل : الرجوع إلى الله تعالى من معصية إلى طاعة.
الشيخ : الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته هذه هي التوبة.

الشيخ : طيب حكمها ؟
السائل : واجبة.
الشيخ : واجبة تجب التوبة من كل ذنب ما هو الدليل وغيره نريد شيئا فيه النص على التوبة.
السائل : (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )).
الشيخ : (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) هذا من القرآن دليل من السنة فيه دليل من السنة على وجوب التوبة ؟
السائل : ... .
الشيخ : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله مئة مرة ) توبوا فعل أمر فالكتاب والسنة دلا على وجوب التوبة طيب.

الشيخ : هل تجب المبادرة إلى التوبة أو هي على التراخي ؟
السائل : ... .
الشيخ : الدليل.
السائل : (( وتوبوا إلى الله )).
الشيخ : نعم توبوا إلى الله لأنك إذا بقيت على المعصية ما نفذت الأمر الواجب أن تبادر بالتوبة طيب أحسنت.

الشيخ : شروط التوبة الشرط الأول.
السائل : أن تكون خالصة لله.
الشيخ : الشرط الأول أن تكون خالصة لله عز وجل طيب اجلس ما هو الدليل على وجوب الإخلاص في التوبة تسمعونه ؟
السائل : فادعوا الله مخلصين له الدين.
الشيخ : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) والتوبة عبادة طيب استرح هل فيه حديث يدل على وجوب الإخلاص ؟
السائل : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ).
الشيخ : قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله روسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) فيه حديث آخر ؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ثلاث ... ).
الشيخ : هذا ليس مرفوعا صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه مع غيري تركته وشركه ) هذا الأول ما تقولون في رجل فعل ذنبا وخاف من عقوبة السلطان فأقلع عن الذنب لا خوفا من الرحمن ولكن من عقوبة السلطان هل تقبل توبته أو لا تقبل ؟
السائل : لا تقبل.
الشيخ : لماذا ؟
السائل : لأنها ليست خالصة لله.
الشيخ : لا تقبل توبته لأنها ليست خالصة لله طيب ما تقولون في رجل سمع بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) وكان على جانب كبير من المعصية ولما أراد أن يخطب امرأة أقلع عن هذه المعصية لا تقبل توبته ليست خالصة لله ما نظيرها من الحديث الذي ذكرناه قبل قليل ؟
السائل : من كانت هجرته.
الشيخ : ما نظيره ما هو المثال الذي ينطبق عليها في الحديث الذي أشرنا إليه ؟
السائل : من كانت هجرته.
الشيخ : نعم ( من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) طيب استرح.

الشيخ : الشرط الثاني.
السائل : الندم.
الشيخ : الندم على إيش ؟
السائل : على الذنب الذي.
الشيخ : الندم ، وش ضد الندم ما بين الفرح والندم شيء ؟
السائل : هو الإقلاع عن الذنب.
الشيخ : ما أخذت.
السائل : الإقلاع.
الشيخ : لا ما هو الإقلاع الندم غير الإقلاع وش معنى الندم ؟
السائل : الندم يعني يندم على الأشياء اللي فعلها.
الشيخ : أن يحزن على ما فعل ويتمنى أنه لم يكن طيب خلافا لمن كان يتوب ولم يهمه الأمر ما همه الأمر فعل أو ما فعل فهذا توبته ناقصة.

الشيخ : طيب الشرط الثالث.
السائل : الإقلاع عن الذنب.
الشيخ : الإقلاع عن الذنب طيب فإن تاب عن الذنب وقال أستغفر الله عن أخذ خبزة أخي بغير حق وهو يأكلها بفمه.
السائل : ما تقبل يا شيخ.
الشيخ : ما تقبل لماذا ؟
السائل : ... .
الشيخ : وهو الإقلاع طيب استرح ما تقولون في رجل غصب مال إنسان وتاب من هذا الغصب ولكن المال لا زال باقيا في يده.
السائل : لا تقبل توبته حتى يرد المال إلى صاحبه
الشيخ : لا تقبل توبته حتى يرد المال إلى صاحبه تمام طيب إذا لم يعرف صاحبه.
السائل : يتصدق به.
الشيخ : إذا لم يعرف صاحب المال فإنه يتصدق به عن صاحبه تقربا به إلى الله أو تخلصا منه ؟
السائل : تخلصا منه.
الشيخ : تخلصا منه ما رأيك لو تصدق به تقربا إلى الله.
السائل : لا يقبل لأن الله لا يقبل إلا طيبا.
الشيخ : ولا يبرأ، لا يقبل ولا يبرأ من المال فاهمين هذا يا جماعة تصدق بالمال الذي كان قد غصبه تخلصا منه وتبرأ منه هل يبرأ أو لا ، وهو لا يعرف صاحبه ما يعرف صاحبه يبرأ ، تصدق به يريد أجر الصدقة تقربا إلى الله بهذا المال يبرأ لا يبرأ لأنه إنما تصدق به لنفسه بخلاف المسألة الأولى ، المسألة الأولى اللي تصدق به تخلصا منه نواه لمن لصاحبه لكن هذا نواه لنفسه يتقرب إلى الله بهذه الصدقة نقول إنه لا يبرأ ولكن هل يثاب على هذه الصدقة ؟ من يعرف الجواب لا نقبل الإشارة باليسار لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يعجبه التيامن في شأنه كله طيب الآن.
السائل : لا تقبل لأن الله طيب لا يحب إلا طيبا.
الشيخ : أحسنت لا تقبل لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.

الشيخ : وأنا أتلو عليكم الحديث الآن قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ) وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) وقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )). ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من أسباب إجابة الدعاء أربعة : إطالة السفر كونه أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يبتهل إلى الله تعالى بالربوبية التي بها الخلق والتدبير يا رب يا رب فقد فعل من أسباب إجابة الدعاء هذه الأربعة ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنى يستجاب لذلك ) أنى هذه اسم ، اسم استفهام يراد بها الاستبعاد لماذا لا يستجاب له يبعد أن يستجاب له ؟ قال مطعمه حرام مشربه حرام ملبسه حرام غذي بالحرام فيبعد أن الله يستجيب له مع وجود أسباب الإجابة.

الشيخ : طيب نرجع الآن إلى شروط التوبة.
السائل : عدم العودة.
الشيخ : الشرط الرابع ألا يعود إلى الذنب كما قال أخونا صحح التعبير ألا يعود إلى الذنب أو.
السائل : ألا يعود إلى الذنب.
الشيخ : لو أن رجلا تاب إلى الله عز وجل تاب إلى الله توبة وقلنا من شروطها ألا تعود ثم عاد هل تنتقض توبته الأولى أو لا أسألك ؟
السائل : تنتقض.
الشيخ : تنتقض إذا لقد فهمت ما أجبت له ولكن السؤال الآن هل إجابته صواب ؟
السائل : أن يعزم ألا يعود مرة أخرى.
الشيخ : إجابة الأخ صواب ولا لا ؟
السائل : خطأ.
الشيخ : خطأ خطأ.
السائل : غير صواب.
الشيخ : غير صواب طيب وش الصواب ؟
السائل : أن يعزم ألا يعود إلى الذنب مرة ثانية.
الشيخ : العزم على ألا يعود طيب المثال اللي ذكرت الآن لو أنه تاب إلى الله عز وجل من الذنب ثم عاد إليه هل تنتقض توبته الأولى أو لا ؟
السائل : لا تنتقض.
الشيخ : لا تنتقض لأنه حين التوبة كان عازما على ألا يعود ونحن لا نشترط ألا يعود وإنما نشترط أن يعزم على ألا يعود بارك الله فيك.

الشيخ : باقي شرط واحد.
السائل : ... .
الشيخ : هذا يدخل في الإقلاع عن الذنب أن تكون التوبة في وقت القبول طيب أحسنت إذا لم تكن في وقت القبول فإنها لا تنفع.

الشيخ : وذكرنا أن وقت القبول أو فوات وقت القبول عام وخاص.
السائل : عام طلوع الشمس من مغربها.
الشيخ : ليش تشير للشرق ؟
السائل : هذا عام.
الشيخ : طلوع الشمس أشر.
السائل : من مغربها.
الشيخ : طلوع الشمس من مغربها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال : ( إذا أقبل الليل من ها هنا أشار إلى المشرق وأدبر النهار من ها هنا أشار للمغرب ) أنت تقول طلوع الشمس من مغربها وتشير للمشرق ما يصلح هذا طيب ما هو الدليل على فوات التوبة بطلوع الشمس من مغربها.
السائل : ... .
الشيخ : (( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )) وش وجه الدلالة من هذه الآية ؟ لأن ما فيها شمس ولا شيء لأن المراد بقوله : (( يوم يأتي بعض آيات ربك )).
السائل : طلوع الشمس من مغربها.
الشيخ : من الذي قال المراد بها هذا من قاله من فسرها بذلك النوع الثاني خاص ما هو نعم ؟
السائل : إذا بلغت الروح الحلقوم.
الشيخ : إذا حضر الأجل.
السائل : إذا بلغت الروح الحلقوم ... .
الشيخ : وفي القرآن.
السائل : (( إذا بلغت الحلقوم )).
الشيخ : لا ما هو هذا استرح.
السائل : قول الله تعالى : (( ليست التوبة للذين يعملون السيئات)).
الشيخ : (( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) توافقون على هذا طيب استرح.

الشيخ : سؤال هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره يعني رجل تاب من حلق اللحية وهو مصر على شرب الدخان كلاهما محرم حلق اللحية وشرب الدخان فتاب من حلق اللحية وأطلق لحيته ولكنه بقي مصرا على شرب الدخان فهل تقبل توبته من حلق اللحية الأخ ؟
السائل : نعم تقبل.
السائل : أبغى أسأل سؤال عندي الأولاد واقفين برا هل علي طواف وداع ؟
الشيخ : إذا سمح الأخوان لا بأس.
السائل : نعم.
الشيخ : طيب إيه نعم لا بد تودع.
السائل : أنا جيت أمس وأبغى أمشي الآن.
الشيخ : إذا بغيت تمشي الآن فودع الآن.
السائل : طيب إذا حدث حدث أثناء الطواف يعيد الطواف مرة ثانية.
الشيخ : لعله لا يحدث إن شاء الله احرص ألا يحصل.
السائل : طيب إذا حدث فرضا.
الشيخ : إذا حدث استفتِ.
السائل : نعم تقبل توبته من حلق اللحية ولو كان يشرب الدخان.
الشيخ : تقبل توبته من حلق اللحية وإن كان يشرب الدخان طيب هذا رأي فيه رأي آخر طيب.
السائل : إذا كان.
الشيخ : يعني فيه رأي آخر ، فيه رأي آخر.
السائل : إذا كان من جنس العمل.
الشيخ : إذا تاب من ذنب وهو مصر على جنسه فإن توبته لا تقبل وإن كان مصرا على غير جنسه فتقبل طيب هذا وجه آخر في رأي قول ثالث أنت ما أشرت يا أخ.
السائل : ... .
الشيخ : لا لا القول الثالث أجب.
السائل : ... .
الشيخ : القول الثالث أنها لا تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره مطلقا لأن حقيقة التوبة الرجوع إلى الله والرجل المصر على معصية ما رجع إلى الله وسبق لنا أن قلنا إن القول الراجح صحة التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره إلا أن هذا التائب لا يستحق الوصف المطلق بمعنى أنه لا يستحق أن يوصف بأنه من التائبين على سبيل الإطلاق ولا يلحقه المدح الذي يمدح به التائبون ولكن يقال هذا توبته مقيدة وإلى هنا تنتهي المناقشة في التوبة ونسأل الله أن يتوب علينا جميعا.

الشيخ : أما موضوع درس اليوم فإنه التوسل وما أدراك ما التوسل ، التوسل الذي جعل بعض الناس الشرك الأكبر من أقسامه وهو لا يدري والتوسل في اللغة مأخوذ من الوسيلة، والوسيلة والوصيلة والتوسل والتوصل معناهما متقارب لأن السين والصاد دائما يتعاوران يعني أن أحدهما يستعير المكان من الآخر ولهذا يقرأ قوله تعالى :(( اهدنا الصراط المستقيم )) بالصاد ويقرأ : (( اهدنا السراط )) السين وكلاهما قراءة سبعية فيجوز أن تقرأ (( اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم )) أو تقول (( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم )) فالتوسل والتوصل معناهما متقارب جدا والوسيلة هي السبب الموصل إلى المقصود ، السبب الموصل إلى المقصود هو الوسيلة.

الشيخ : ويكون عبادة يراد به التوصل إلى رضوان الله والجنة.

الشيخ : ولهذا نقول جميع العبادات وسيلة إلى أي شيء إلى النجاة من النار ودخول الجنة قال الله تعالى : (( أولئك الذي يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب )) فإذا صمت رمضان فإنه يقال هذا وسيلة لأي شيء ؟ لمغفرة الذنوب قمت رمضان وسيلة أيضا لمغفرة الذنوب قمت ليلة القدر وسيلة لمغفرة الذنوب وكل هذا لا بد أن يكون إيمانا واحتسابا إذا الأعمال الصالحة كلها وسيلة ما غرضك من أعمالك الصالحة ؟ غرضي قوله تعالى : (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ من النار فيقول : ( أعوذ بالله من النار ويل لأهل النار ).

الشيخ : أما النوع الثاني من الوسيلة فهي ما يتخذ وسيلة لإجابة الدعاء ما يتخذ وسيلة لإجابة الدعاء وهو أقسام.

الشيخ : القسم الأول التوسل إلى الله تعالى بأسمائه سواء كان هذا الاسم سواء كان بالأسماء عامة أو كان باسم معين انتبه للقسم الأول التوسل إلى الله تعالى بماذا ؟ بأسمائه سواء كان بأسمائه على سبيل العموم أو باسم معين منها مثال الأول وش الأول ؟ التوسل بالأسماء على سبيل العموم ما ثبت في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه في دعاء الهم والغم ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدل فيّ قضاءك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استاثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ) أين الشاهد من الحديث ؟ قوله بكل اسم هو لك ونقول نحن اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ما دليل هذا القسم ؟ دليله قوله تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) أما الثاني وهو التوسل باسم خاص فمثل أن تقول : يا غفور اغفر لي يا رحيم ارحمني اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني هذا توسل بإيش ؟ باسم لكن خاص وفي هذا النوع يجب أن يكون الاسم مناسبا للدعاء فإذا أردت أن تسأل الله الرزق تقول يا رزاق ، المغفرة يا غفور ، العفو يا عفو وهكذا لكن لو قلت : اللهم يا شديد العقاب اعفو عني مناسب ولا غير مناسب كيف تتوسل باسم يدل على العقوبة إلى عفو الله عز وجل إنما تدعو الله تعالى بالأسماء المناسبة لما تدعو به خذ هذا القسم.

الشيخ : القسم الثاني التوسل إلى الله بصفاته سواء كان ذلك على سبيل العموم أو بصفة خاصة.

الشيخ : ومن الصفات الأفعال فإن الأفعال صفات مثال ذلك أن تقول اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا هذا توسل صحيح توسل بصفاته ولذلك والتوسل بالصفات يكون كذلك عاما ويكون خاصا مثال العام ما ذكرته آنفا ومثال الخاص : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) هنا توسل بماذا بصفة من صفات الله عز وجل صفة واحدة نعم ومن التوسل بالأفعال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أين التوسل أين التوسل ؟ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم صلاة الله على إبراهيم وآل إبراهيم فعل ، فعل أو قول فأنت تسأل الله الذي منّ بصلاته على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أن يمنّ بصلاته على محمد وعلى آل محمد فأسأل الله الذي منّ بصلاته على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أن يمنّ بصلاته على محمد وعلى آل محمد.

الشيخ : فالكاف في قولك كما صليت ليست للتشبيه ولكنها للتعليل والكاف تأتي للتعليل كما قال ابن مالك في الألفية من حفظ الألفية : " شبه بكاف وبها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيد ورد " أنشد البيت مرة ثانية " شبه بكاف وبها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيد ورد " ومرة ثالثة لأطلب منكم إنشاده " شبه بكاف وبها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيد ورد " يالله يا ولد.
السائل : شبه بكاف وبها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيد ورد.
الشيخ : الشاهد من البيت قوله : " وبها التعليل قد يعنى " ، يعني قد يراد بها التعليل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم يعني لأنك صليت على إبراهيم فمنتك على عبدك وخليلك إبراهيم وآله نتوسل بها إليك أن تصلي على خليلك محمد وآله واضح.

الشيخ : هل هناك مثال في القرآن على أن الكاف للتعليل من يأتي بمثال (( إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا )) قد يقول قائل إن الكاف هنا للتشبيه وإن كان لا يلزم مشابهة الرسالة الرسالة (( واذكروه كما هداكم )) يصلح للتعليل واذكروا لأنه هداكم طيب على كل حال المسألة معروفة أن الكاف للتعليل.

الشيخ : وإذا قلنا إن الكاف للتعليل في قوله كما صليت سلمنا من شبهة مشهورة عند العلماء من يعرف هذه الشبهة يعني أوردوا على هذا إيرادا أوردوا على هذا إيرادا من يعرف الإيراد ؟
السائل : أن إبراهيم عليه السلام يكون أرسله الله عز وجل لأمة محمد .
الشيخ : بناء على إيش ؟
السائل : على ... .
الشيخ : الظاهر إننا نحتاج للي ورى يالله يا أخي ما هو الإيراد الذي أورد على أن الكاف للتشبيه.
السائل : ... .
الشيخ : بناء على أي شيء هذا اللي قاله الأخ يقولون إذا قلنا الكاف للتشبيه حصل إشكال لأن معنى ذلك أننا نطلب أن الله يصلي على محمد صلى الله عليه وسلم وآله صلاة دون صلاته على إبراهيم وآله بناء على أن المشبه أقل من المشبه به فأنا إذا قلت فلان كالبحر في كرمه أيهم أقوى ؟