الشيخ : وإني الآن أسأل أسأل كل واحد منا ما معنى اللهم صل على محمد لازم نعرف المعنى ، اللهم صل على محمد.
السائل : الصلاة صلاة الله سبحانه وتعالى هي ذكره في الملأ الأعلى وثناؤه عليه.
الشيخ : أحسنت صلاة الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم صل على محمد يعني اللهم اثن عليه في الملأ الأعلى واذكره بالجميل وليست صلاة الله عالى على عبده بمعنى رحمته وإن كان بعض العلماء قال الصلاة من الله الرحمة لكن هذا قول مرجوح لأن الله قال : (( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة )) والعطف يقتضي التغاير فلا يفسر الغير بما يغايره كم قسمة أخذنا من أقسام التوسل التوسل بأسماء الله وبصفات الله تعالى.

الشيخ : القسم الثالث التوسل بالإيمان به أن يتوسل الإنسان إلى الله تعالى بالإيمان به وبرسوله فيقول : اللهم بإيمان في بك وبرسولك أسألك كذا وكذا يصح هذا ولا ما يصح ، يصح جائز دليله قوله تعالى : (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار )) إلى أن قال : (( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا )) أي فبسبب إيماننا اغفر لنا فجعلوا الإيمان به وسيلة للمغفرة فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا فالتوسل بالإيمان بالله والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم والتوسل بمحبة الله ومحبة رسوله هذا جائز لماذا يعني فهمنا الدليل لكن ما هو التعليل لأن الإيمان بالله سبب موصل للمغفرة محبة الله ورسوله سبب موصل للمغفرة فصح أن يتوسل إلى الله تعالى به هذه أربعة.

الشيخ : الرابع التوسل إلى الله تعالى بحال الداعي أن يتوسل الداعي إلى الله بحاله ولا يذكر شيئا مثل أن يقول : اللهم إني أنا فقير إليك اللهم إني أنا الأسير بين يديك اللهم إني أنا الكسير وما أشبه ذلك دليله قول موسى عليه الصلاة والسلام حين سقى للمرأتين : (( سقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) ولا ذكر شيئا هذا التوسل ماذا نقول فيه التوسل إلى الله تعالى بماذا ؟ بحال الداعي ودليل هذه الآية ووجهه أن حال الداعي إذا وصفها الإنسان فإنها تقضي الرحمة واللطف والإحسان لاسيما إذا كان بين يدي أرحم الراحمين جل وعلا أرأيت لو أن رجلا مشى معك وقال أنا فقير أبو عائلة لا أستطيع التكسب غريب الدار وش معنى هذا ؟ يسأل ويتوسل إليك بحاله أنت إذا قال لك هذا الكلام تعرف الأمر وتعطيه ولا ما تعطيه ، تعطيه إذا كنت كريما تعطيه وإذا كنت بخيلا ما تعطيه لكن الكلام على إذا كنت كريما هذه أربعة أظن ، التوسل إلى الله تعالى بحال الداعي.

الشيخ : طيب هناك توسلات أخرى غير صحيحة ممنوعة وهي أن يتوسل الإنسان بالنبي صلى الله عليه وسلم بذاته فيقول اللهم إني أسألك بنبيك أن تغيثنا أسألك بنبيك أن تؤمننا في أوطاننا هذا لا يجوز كم هذولي خمسة ؟

الشيخ : السادس التوسل بدعاء من ترجى إجابة دعائه دليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس ذات يوم يوم الجمعة فدخل رجل فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال : ( اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا )ثلاث مرات قال أنس بن مالك : ( والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ) السحاب معروف والقزعة هي القطعة الصغيرة من غيم ( وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ) سلع جبل في المدينة تأتي من نحوه السحاب قال : ( فخرجت من ورائه سحابة مثلا الترس فلما توسطت السماء انتشرت فرعدت وبرقت ونزل المطر فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته ) الله أكبر في هذا آيتان آية من آيات الله وآية من آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم أما من آيات الله فالقدرة العظيمة بهذه السرعة نشأ السحاب ورعد وبرق وأمطر فما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته والمعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يطيل الخطبة وهذا أتى في أثناء الخطبة قد سبق أولها.

الشيخ : أما كونه من آيات النبي صلى الله عليه وسلم فلأن الله أجاب دعاءه بهذه السرعة وآيات النبي صلى الله عليه وسلم في جلب الماء من السماء أو من الأرض معلومة كانوا في غزوة الحديبية نفذ الماء الذي معهم فجاء الناس إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا يا رسول الله نفذ الماء وكان بين يديه ركوة إناء من جلد فوضع يديه في الماء فجعل الماء يفور أمثال العيون حتى استقى الناس ورووا والله على كل شيء قدير وقد تكون الآية هذه الآية تأييد للرسول عليه الصلاة والسلام وقد تكون الآية التي يرسلها الله عز وجل تكذيبا لمن أرسلت إليه يقال إن مسيلمة الكذاب ادعى النبوة فجاء إليه قوم فدعوه بالوصف الكاذب وش الوصف الكاذب ؟ يا رسول الله وهو من أكذب عباد الله قالوا إن بئرا لنا نزحت وليس فيها إلا ماء قليل فأت إليها لعل الله يجعل فيها البركة فجاء إلى البئر وأخذ ماء بفمه ومجّه فيها ينتظر أن يخرج الماء إلى أعلى ولكن الماء الذي فيها غار بالكلية اللي كان موجود ذهب هذه آية من آيات الله لكنها آية لتكذيب هذا الرجل وليست لتأييده وتصديقه نرجع إلى موضوع البحث. القسم السادس التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته بقي المطر ينزل أسبوعا كاملا حتى سال الوادي المعروف بالمدينة باسم قناة سال شهرا كاملا فجاء الرجل أو رجل آخر من الجمعة الثانية والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق الماء فادع الله يمسكها فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال : ( اللهم حوالينا ولا علينا ) وجعل يشير بيده فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت ليس بقدرة الرسول ولكن بقدرة الله عز وجل اللهم حوالينا ولا علينا فجعل السحاب يتفرق يمطر حول المدينة ولا يمطر على لامدينة فخرجوا من الصلاة وهم يمشون في الشمس الأعرابي أو الرجل قال ادع الله يمسكها فهل دعا الله أن يمسكها لا ليس إمساكها من المصلحة لكن دعا بدعاء تحصل به المنفعة وتزول المفسدة قال : ( اللهم حوالينا ولا علينا الله على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ).

الشيخ : وفي هاتين القصتين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرفع يديه وهو يخطب وفي الأول عندما سأل الله الغيث رفع الصحابة أيديهم معه وهم يستمعون للخطبة فيستفاد من هذا أن الخطيب إذا دعا بالغيث أو دعا بالصحو فإنه يرفع يديه وأن الناس يرفعون أيديهم معه إذا دعا بالغيث وفيما عدا ذلك إذا دعا الخطيب في خطبة الجمعة لا يرفع يديه ولا يرفع الناس أيديهم لأن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على بشر بن مروان حين خطب ودعا في الخطبة ورفع يديه فرفع اليدين في الدعاء حال الخطبة ليس من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام إلا إذا دعا باستستقاء أو استصحاء هذه كم قسم كلها جائزة.

الشيخ : ولكن ينبغي أن تلاحظ أنك إذا طلبت من شخص أن يدعو لك وهو ممن ترجى إجابته أن يكون غرضك بذلك مصلحته هو لا مصلحتك أنت إذا سألت إنسان مرجو الإجابة إجابة الدعاء أن تقصد بطلبك منه أن يدعو لك مصحلته هو لا مصلحتك أنت كيف يكون له مصلحة هو نعم لأن الإنسان إذا دعا لأخيه في ظهر الغيب قال له الملك آمين ولك بالمثل فإذا دعا لك أخوك هذا الذي طلبت منه أن يدعو لك في ظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله أما إذا سألته أن يدعو لك وأنت لا تريد إلا مصلحتك أنت فقط فإن هذا يخشى أن يكون من المسألة المذمومة لأن من جملة ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم عليه ألا يسألوا الناس شيئا وهذه المسألة تقع كثيرا من الناس يقول ادع الله لي أنا لا أقول لا تقول ادع الله لي لكن خل على بالك أنك تريد بذلك مصلحته وبالتالي مصلحتك أنت وهذه مسألة ينبغي أن نتنبه لها حتى لا نقع في ذل المسألة.

الشيخ : أما القسم الذي لا يجوز فأن تتوسل إلى الله بما ليس بوسيلة في الواقع مثل أن تتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ذاته أو أن تتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك لا ينفعك أنت فجاه الرسول عليه الصلاة والسلام ومنزلته عند الله من الذي ينتفع بها الرسول نفسه أما أنت مالك فيها منفعة وكذلك ذاته من باب أولى لكن لو قلت أسألك بنبيك تريد أسألك بإيماني بنبيك كان هذا جائزا لكن ظاهر اللفظ أنه من القسم غير الجائز ولهذا نقول صحح العبارة وقل اللهم إني أسألك بإيماني بنبيك أو بمحبتي لنبيك أو باتباعي نبيك وما أشبه ذلك ويجوز على أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الآن ليس بصحيح أن الصحابة قحطوا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فخرج بهم يستسقي بهم فقال : ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنينا فتسقينا ) والصحابة يتوسلون بنبيهم بماذا بدعائه يأتون إليه يقولون يا رسول الله ادع الله لنا يغيثنا ( وإنا نستشفع إليك بعم نبينا فأسقنا )فيقوم العباس بن عبدالمطلب ويسأل الله تعالى بالسقيا فيسقون وهذا دليل على أن معنى التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الوارد عن الصحابة إنما معناه أنهم يتوسلون بماذا ؟ بدعاءه لا بذاته وإلى هنا نصل إلى بيان أقسام التوسل وأن الجائز منه كم ست أقسام وغدا إن شاء الله تحصل المناقشة في ذلك.

الشيخ : هذا الأخ محمد ذكرني بقسم سابع وهو التوسل بالأعمال الصالحة ولكن.
السائل : الغار.
الشيخ : إيش سؤال ؟
السائل : الغار.
الشيخ : أقول التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ذكرناه قبل أن نذكر السادس لكنه جملة معترضة ليس هو من الجائز هو من الممنوع ليس من الجائز
إنما بقي عندنا التوسل بالأعمال الصالحة : وهو غير التوسل بالإيمان التوسل بالأعمال الصالحة لنجعله قسما مستقلا حتى تكون الأقسام كم ؟ سبعة تكون الأقسام سبعة، التوسل بالأعمال الصالحة أن يذكر الإنسان بين يدي دعائه عملا صالحا يكون سببا في حصول المقصود ومثاله قصة الثلاثة الذين حدث عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة من بني إسرائيل أواهم المبيت إلى غار الغار هو الشق في جبل فدخلوا الغار فأراد الله عز وجل بحكمته أن تنطبق عليهم صخرة ابتلاء وامتحانا وعبرة لعباده انطبقت عليهم الصخرة فأرادوا أن يدفعوها فعجزوا فقال بعضهم لبعض إنه لا يخرجكم من ذلك إلا أن تتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالكم فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فقال أحدهم اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغدق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب الشجر يوما فرحت عليهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغدق أحدا قبلهما فبقي الإناء على يدي حتى طرق الفجر ثم استيقظا فسقيتهما هذا معنى الحديث اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فاصرف عنا ما نحن فيه أو فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة قليلا لكنهم لا يستطيعون الخروج فهمتم قصة الرجل هذا ولا لا ، هذا رجل له أبوان شيخا كبيران أبوان يعني أبا وجدا صح ، أبوان يعني أبا وأما لكنه يطلق عليهما أبوين أو أبوان من باب التغليب كما يقال القمران للشمس والقمر ويقال العمران لأبي بكر وعمر طيب كان له أبوان شيخان كبيران وكان عنده غنم يسرح بها فإذا رجع حلب هذه الغنم وسقى أبويه وسقى أولاده ولكنه مرة من المرات أبعد يطلب المرعى فتأخر في الرجوع فوجد أبويه نائمين ولم يرد أن يقدم أولاده عليهما فحلب الحليب لهما ووضعه على يده حتى طلع الفجر ثم شرب ثم سقى الصبية هذا العمل ماذا نسميه، نسميه غاية البر أما الثاني فذكر أن له ابنة عم وكان يحبها حبا شديدا فأرادها على نفسها فأبت ثم إنه في سنة من السنوات ألمت بها الحاجة فجاءت إليه تطلبه دفع حاجتها فأبى إلا أن تمكنه من نفسها انتبه هي للضرورة مكنته من نفسها فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته قالت له يا هذا اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه كلمة عظيمة مؤثرة اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه قال فقمت عنها وهي أحب الناس إليّ يعني ما تركتها رغبة لأني لا أريدها لكنه تركها خوفا من الله عز وجل حين ذكر به وأعطاها حاجتها فجمع هذا الرجل بين كمال العفة والصلة قال : اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة إلا أنهم لا يستطيعون الخروج أما الثالث فذكر أن له أجراء يعني أناسا استأجرهم وأعطى كل واحد أجره إلا واحدا لم يعطه أجره فنماه له وصار فيه إبل وغنم وبقر ورقيق حتى جاء العامل يطلب أجره فقال كل ما ترى من الإبل والغنم والرقيق كله لك فقال له اتق الله لا تستهزئ بي يقول هالأجير ولنفرض أن أجرته عشرة دراهم ثم يقال كل ما تشاهد من الأموال هو لك وش يظن الأجير أنه يستهزئ به فقال اتق الله لا تستهزئ بي قال لا استهزئ بك هذه أجرتك فأخذها الأجير وذهب بها كلها في هذه المعاملة إيش ؟ الوفاء التام لهذا الرجل لأنه من الممكن أنه إذا جاء يطلبه أجره من الممكن إذا جاء يطلبه أجره أن يعطيه أجره وينتهي لكن لأمانته ووفائه أعطاه كل نماء الأجرة قال اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون.

الشيخ : لو قال قائل : اللهم إني أسألك ببر والدي أن توفقني لبر أولادي بي صح صحيح وهذا من باب التوسل بماذا ؟ بالعمل الصالح خذ الأقسام الآن كم صارت سبعة وغدا تجيبوا عليها إن شاء الله سبحانه وتعالى.

الشيخ : طيب أما توسل المشركين بأصنامهم وأوثانهم وتوسل الجاهلين بأوليائهم فهو توسل شركي لا نقول توسلا بدعيا بل هو توسل شركي ولا يصح أن نسميه توسلا بل هو شرك محض لأن هؤلاء المتوسلين يدعون من يزعمون أنهم وسيلة.

الشيخ : يأتي الرجل إلى من يزعمه وليا ويقول يا ولي الله أنقذني ، يا ولي الله أنقذني بهذا اللفظ يا آل البيت أنقذوني يا نبي الله أنقذني هذا لا يصح أن نسميه وسيلة ماذا نسميه ؟ شركا لأن دعاء غير الله شرك في الدين وسفه في العقل شرك في الدين لأنه اتخذه شريكا مع الله وسفه في العقل لأن الله يقول : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون )) ويوم القيامة ينفعونهم (( وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) فوصف الله هذه المدعوات بأنها عاجزة لا يستجيبون أبدا لو دعوهم إلى يوم القيامة وبأنها غافلة لا تدري من يدعوها ولا تحس بشيء من ذلك وبأنه إذا كان يوم القيامة وهو وقت الحاجة الحقيقية إذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فدعاء هؤلاء الأولياء والأصنام وما أشبهها لا يصح أن نقول إنه وسيلة بل هو شرك أكبر مخرج عن الدين (( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون )) فسمى الله هذا الداعي كافرا.

الشيخ : فإن قال قائل إن هؤلاء ربما يدعون هذه الأصنام أو هؤلاء الأولياء ويحصل مطلوبهم انتبه لهذا الإشكال ربما يدعون الأولياء أو الأصنام فيحصل مطلوبهم ثم يأتون فيقولون دعونا الولي الفلاني فأجاب دعونا هذا الصنم فأجاب فما موقفك من ذلك ؟ موقفنا من ذلك أن الله تعالى قد يحدث هذا الشيء عند الدعاء لا بالدعاء امتحانا للداعي انتبه للفرق بين عند وبين الباء عند الدعاء لا بالدعاء يعني قد يمتحن الله هذا الداعي ويقدر حصول ما دعا به عند دعاءه وإن كان ذلك ليس بدعاءه وهذا ممكن ولا غير ممكن، يعني ممكن ممكن يأتي الإنسان ويدعو هذا الولي صاحب القبر بدعاء ثم يحدث له ما دعا به امتحانا من الله عز وجل لا لأن هذا الولي هو الذي أعطاه إياه لأننا نعلم علم اليقين أن هذا الولي لن ينفعه ولن يستجيب له لكن قد يبتلى.

الشيخ : والابتلاء بتسهيل المعصية وارد في الأمم السابقة وفي هذه الأمة ففي الأمم السابقة يبين لنا أخونا هذا إيه نعم الابتلاء بتسهيل المعصية في الأمم السابقة ائتنا بمثال له قال الله تعالى : (( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون )) حرم الله على هؤلاء الطائفة من اليهود حرم الله عليهم أن يصطادوا السمك يوم السبت فبقوا على ذلك مدة من الزمن فابتلاهم الله فصارت الحيتان يوم السبت تأتي شرعا على وجه الماء من كثرتها وغير يوم السبت لا يشاهدونها واليهود أهل مكر وكيد وخيانة وأهل طمع وشح قالوا كيف نبي نرقى السمك كل الأسبوع ما تأتينا ويوم السبت تأتينا ونحن ممنوعون من اصطيادها ماذا نصنع نحرم منها قالوا سووا حيلة صلح شبكة وانصبها يوم الجمعة فإذا جاء السمك يوم السبت دخل في الشبكة وإذا دخل لم يستطع الخروج فإذا كان يوم الأحد فأت إلى الشبكة وخذ السمك الذي فيها هذه حيلة ولا لا ، فيقولون نحن لم نصطد يوم السبت أبدا ما صدنا إطلاقا الشبك وضعناه يوم الجمعة والحيتان جاءت يوم السبت ونحن أخذنا الحيتان يوم الأحد أتدرون ماذا فعل الله بهم ؟ (( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين )) أمرهم الله عز وجل أن يكونوا قردة أمرا كونيا ولا شرعيا ؟ أمر كوني أمرا كونيا أن يكونوا قردة وإنما أراد الله عز وجل أن يكونوا قردة لأن القرد أشبه ما يكون بالإنسان ولهذا قال دارون وهو قرد إن أصل بني آدم قردة لما كان القرد أشبه ما يكون بالإنسان وكان فعلا هؤلاء شبيها بالمباح لأن ظاهره الإباحة وباطنه التحريم قلبهم الله تعالى قردة (( كونوا قردة خاسئين )) ولكن القردة الموجودة الآن غير القردة التي قلبت إليها هذه الطائفة من اليهود فإياك أن تضرب قردا غدا وتقول يا يهودي نعم لأن القردة الذين مسخوا بنو إسرائيل إليهم زالوا وفنوا ، زالوا وفنوا بالكلية فهذه القردة جنس مستقل من الحيوان شف هذا ابتلاء ولا لا ، ابتلاء من الله أن الحيتان تأتي يوم السبت كثيرة وتنقطع في غير يوم السبت هل صبر بنو إسرائيل على ذلك تحيلوا على محارم الله.

الشيخ : في هذه الأمة ابتلى الله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ببلوى إذا أحرم الإنسان بحج أو عمرة حرم عليه الصيد أليس كذلك (( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم )) أراد الله عز وجل أن يبتلي أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام فأرسل الله إليهم صيدا تناله أيديهم ورماحهم الصيد الذي يجري على رجليه صاروا يمسكونه بأيديهم مثل الأرانب والظباء الصيد الطائر الذي لا ينال إلا بالسهام صاروا ينالونه برماحهم (( يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم )) الحكمة (( ليعلم الله من يخافه بالغيب )) فهل الصحابة وهم محرمون صاروا يمسكون هذا الصيد بأيدهم أو ينالونه برماحهم ؟ أبدا ولا واحد من الصحابة أخذ صيدا أو تحيل عليه وبهذا تعرف الفرق بين خلاصة هذه الأمة وبين بني إسرائيل.

الشيخ : على أنه وجد من خلف هذه الأمة من شابهوا اليهود في التحيل على محارم الله فهناك من يتحيلون على الربا وهناك من يتحيلون على النكاح وهناك من يتحيلون على ظلم إخوانهم بأنواع الحيل وكل من توصل من هذه الأمة إلى الشيء المحرم بالحيلة فهو مشابه لمن ؟ لأخبث عباد الله اليهود فيه ناس الآن يقولون إذا أعطيت الإنسان عشرة آلاف ريال نقدا بأحد عشر ألف ريال إلى أجل حرام ولا مو حرام ، حرام قال إذا نحلل هذا الحرام بماذا ؟ تعال أبيع عليك أكياس من الهيل أظن تعرفون الهيل الذي يوضع في القهوة أبيع عليك أكياس من الهيل نذهب إلى صاحب الدكان وأبيع عليك أكياس من الهيل بأحد عشر ألفا وهي لا تساوي الآن إلا عشرة إلى الدور يعني إلى سنة ثم يشتريها هذا المدين ويبيعها على من على صاحب الدكان بكم يبيعها ؟
السائل : اثنى عشر ألف.
الشيخ : لا لا أقل لأن صاحب الدكان ما يرضى إنه يشتريها منك بمثل ما باعها بها يقول نزل لي فيكوى هذا الفقير من جنبين من جهة صاحب الدكان ومن جهة الدائن صاحب الدكان يقول هذه تسوى عشرة آلاف ريال إذا بعتها أنا لكن أنا ما أخذ إلا تسعة آلاف وخمسمئة وهذا محتري الدراهم فيقول لا بأس ثم يأخذ المدين الدراهم ويخرج بها فبالله عليكم هل هذا بيع هو بيع حقيقي، لأن الذي اشتراه هو الدائن ما يقلبه ولا ينظر ما فيه وأظن صاحب الدكان لو أتى بأكياس من القش ولفها وقال هذا الذي فيها هيل أو أتى بأكياس من الرمل وقال اللي فيها سكر وباعها على الدائن وأعطى الدائن على المدين أعتقد أن المسألة تمشي لماذا ؟ لأن الدائن ما يقلبها ولا ينظر فيها والمدين كذلك لا يقلبها ولا ينظر فيها فترجع إلى من إلى من ترجع إلى صاحب الدكان البائع الأول فهل يقال إن هذا بيع صحيح أبدا لكن هذا العمل جامع بين مفسدتين مفسدة الربا ومفسدة الخداع لله عز وجل وللمؤمنين (( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون )) هذه الحيلة والعياذ بالله يسميها بعض العلماء الحيلة الربوية الثلاثية وفيها مفاسد عظيمة ليس هذا موضع ذكرها لكنها كثيرة جدا.

الشيخ : وأما بيع السيارات ممن كانت عنده لشخص يريد السيارة نفسها بثمن مؤجل لكنه أكثر من الثمن الحاضر فهذا لا بأس به وهو جائز بالإجماع كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية مثال ذلك أنا أحتاج إلى سيارة فجئت إلى شخص صاحب معرض يبيع السيارات على عشرين ألف فقلت له أنا ليس عندي دراهم الآن بع عليّ سيارة بخمسة وعشرين ألف كل شهر أعطيك خمسمئة ريال وقال صاحب المعرض لا بأس فهذا يجوز ولا لا هذا جائز حتى لو خيره صاحب المعرض وقال هذه السيارة إما بعشرين نقدا وإما بخمسة وعشرين مؤجلة فقال أخذها بخمسة وعشرين مؤجلة فإن هذا ليس به بأس وليس هذا بيع دراهم بدراهم لأن الذي اشترى السيارة لم تثبت عليه الدراهم مرتين بيع الدراهم بالدراهم أن أبيعها بعشرين ألف ثم يأتي إلي ويقول أنا ما عندي عشرين ألف أجل العشرين إلى سنة بخمسة وعشرين هذا حرام أما أن يشتري السيارة من الأصل بخمسة وعشرين فالعقد هنا وقع على إيش دراهم بدارهم ولا على سلعة ، سلعة بدراهم صار على سلعة بدراهم ونحن نقول لو أن المشتري اشترى منك السيارة التي تساوي عشرين بخمسة وعشرين يجوز ولا ما يجوز نقدا جاء واحد إليك وقال هالسيارة تبيعها أنت بعشرين وأنا بشتريها منك بخمسة وعشرين نقدا خذ يجوز ولا لا ؟ جائز مافي إشكال إذا كان يجوز هذا لماذا لا يجوز إذا قال البائع أنا باصبر عليك بالخمسة والعشرين أنا أريد أن أنظرك بالخمسة والعشرين زاده خيرا وأحسن إليه وإلى هنا ينتهي درسنا هذا اليوم ونأخذ من الأسئلة ما شاء الله.