فتاوى الحرم المكي-1408-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
كلمة للشيخ حول نعمة الإسلام .
الشيخ : وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد أيها الاخوة، فإننا نحمد الله عز وجل أن أنعم على هذه البلاد بنعمتين عظيمتين، قلَّ أن توجد بلاد تنعم بهما.أما النعمة الأولى فهي نعمة الإسلام الذي هدى الله ولله الحمد المسلمين إليه، وأضل عنه خلقا كثيرا، ونعمة الإسلام لايعدلها نعمة، قال الله عز وجل : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )).
فبين الله في هذه الآية الكريمة أن الإسلام الذي ارتضاه لنا أنه من نعمه التي أتمها علينا عز وجل،
فعلينا أن نشكر الله على هذه النعمة العظيمة، وذلك بالقيام بما يجب علينا من حق الإسلام.
أما بعد أيها الاخوة، فإننا نحمد الله عز وجل أن أنعم على هذه البلاد بنعمتين عظيمتين، قلَّ أن توجد بلاد تنعم بهما.أما النعمة الأولى فهي نعمة الإسلام الذي هدى الله ولله الحمد المسلمين إليه، وأضل عنه خلقا كثيرا، ونعمة الإسلام لايعدلها نعمة، قال الله عز وجل : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )).
فبين الله في هذه الآية الكريمة أن الإسلام الذي ارتضاه لنا أنه من نعمه التي أتمها علينا عز وجل،
فعلينا أن نشكر الله على هذه النعمة العظيمة، وذلك بالقيام بما يجب علينا من حق الإسلام.
حقيقة الإسلام.
الشيخ : فإن الإسلام ليس مجرد اسم أو رسم كتابة في هوية، لأن هذا يمكن لكل إنسان أن يدعيه، يمكن لكل إنسان أن يقول إنه مسلم،
يمكن لكل إنسان أن يكتب في هويته بأنه مسلم، ولكن الإسلام حقيقة أن يستسلم الإنسان لله عز وجل ظاهرا وباطنا، فيكون خاضعا لله ذليلا له في ظاهره وفي باطنه، في باطنه أي في قلبه يشعر بأنه عبد لله، ذليل بين يديه، فاعل لأوامره تارك لنواهيه، وهذا لا يحققه إلا من من الله عليه بالتوفيق للهداية.
يمكن لكل إنسان أن يكتب في هويته بأنه مسلم، ولكن الإسلام حقيقة أن يستسلم الإنسان لله عز وجل ظاهرا وباطنا، فيكون خاضعا لله ذليلا له في ظاهره وفي باطنه، في باطنه أي في قلبه يشعر بأنه عبد لله، ذليل بين يديه، فاعل لأوامره تارك لنواهيه، وهذا لا يحققه إلا من من الله عليه بالتوفيق للهداية.
العمل بهذا الإسلام والدعوة إليه ولو آية واحدة.
الشيخ : علينا أن نطبق هذا الإسلام الذي من الله به علينا في أنفسنا وفي أهلنا وفي جيراننا وفي أهل بلادنا وفي جميع البلاد الإسلامية بقدر ما نستطيع، ولايشترط في ذلك أن يبلغ الإنسان من العلم مبلغا كبيرا، قد يدعو للإسلام ولو بآية واحدة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بلغوا عني ولو آية ) ولو آية واحدة، يمكن لكل إنسان أن يقوم بحق الإسلام في الدعوة إليه وتنفيذه في نفسه وأهله وجيرانه وجميع المسلمين بكل سهولة، لكن مع الصدق، يقوم للإسلام في المسجد، لأننا نرى في المسجد من يخل بشيء من أمور الإسلام، فعلينا أن نقوم بحق الإسلام في المساجد، ننصح إخواننا المسلمين، لكن بلطف وحكمة وحلم، ننصحهم لا انتقادا، ولكن توجيها وإرشادا، أما أن ننصحهم على سبيل الانتقاد والانتصار للنفس والانتقام منهم فإن هذا لايجدي شيئا، فالناصح الذي يقوم بحق الإسلام هو الذي ينصح عباد الله لإصلاحهم لا لانتقادهم، وهذا هو الذي ينفع.
يجب على المسلم أن يقوم بحق الإسلام في البيت.
الشيخ : كذلك علينا أن نقوم بحق الإسلام في بيوتنا، فإن البيوت لا تخلو من ضلال وانحراف عن الحق، فعلينا أن نقوم بحق الإسلام في البيت، في الأهل في الأولاد في الإخوة في الأخوات في الأعمام في الأخوال،كل من حولنا من أهلنا القريبين من جهة الأم أو من جهة الأب علينا أن نقوم بحق الإسلام في توجيههم ونصحهم وإرشادهم، قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( وأنذر عشيرتك الأقربين )، فإذا قمنا بما يجب علينا في حق الإسلام في أنفسنا وأهلنا وجيراننا وأهل بلدنا ومن نستطيع أن نقوم بحق الإسلام في حقه من المسلمين فإن الإسلام سوف يثبت وسوف يستقر، وإلا فإن الله عز وجل قد توعدنا بقوله: (( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )).
معنى قوله " وإن تتولو يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ".
الشيخ : (( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )).
يعني أنه عز وجل يقول: إن قمتم بحق الله في دين الله ثبت الإسلام في حقكم، وإلا فإن الله تعالى يستبدل قوما غيرنا، ويقومون بحق الإسلام، ويكون لنا الهلاك والدمار.
(( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين )).
يعني أنه عز وجل يقول: إن قمتم بحق الله في دين الله ثبت الإسلام في حقكم، وإلا فإن الله تعالى يستبدل قوما غيرنا، ويقومون بحق الإسلام، ويكون لنا الهلاك والدمار.
(( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين )).
التحذير من محقرات الذنوب.
الشيخ : وإنني أيها الإخوة أحذر نفسي وإياكم من محقرات الذنوب، فإن بعض الناس إذا نصحته في أمر من الأمور قال: انظر إلى فلان في معصية أكبر من معصيتي، وهذا من الخطأ والضلال، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من محقرات الذنوب فقال : ( إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل ذلك كمثل قوم نزلوا أرضا فأتى رجل بعود ورجل بعود ورجل بعود فجمعوا حطبا كثيرا وأضرموا نارا كثيرا ).
وهذا المثال ينطبق تماما على محقرات الذنوب، لأن هذه الذنوب المحقرة التي ليست بشيء في نظر من فعلها تجتمع على القلب حتى يصدأ ويظلم، قال الله تعالى : (( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون )).
وعلامة ذلك أن الإنسان إذا أتاه الحق وتليت عليه آيات الله لم يستفد ولم ير لها القوة المؤثرة، كما قال الله تعالى : (( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون )).
هذه المحقرات التي نحقرها ترتكم على القلب وتتراكم وتتزايد حتى يظلم ويطبع عليه فلا يصل إليه الحق، فإياكم أيها الإخوة من هذه المحقرات التي قد تذهب بإيمانكم كله، فإن هذا شأنها.
وهذا المثال ينطبق تماما على محقرات الذنوب، لأن هذه الذنوب المحقرة التي ليست بشيء في نظر من فعلها تجتمع على القلب حتى يصدأ ويظلم، قال الله تعالى : (( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون )).
وعلامة ذلك أن الإنسان إذا أتاه الحق وتليت عليه آيات الله لم يستفد ولم ير لها القوة المؤثرة، كما قال الله تعالى : (( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون )).
هذه المحقرات التي نحقرها ترتكم على القلب وتتراكم وتتزايد حتى يظلم ويطبع عليه فلا يصل إليه الحق، فإياكم أيها الإخوة من هذه المحقرات التي قد تذهب بإيمانكم كله، فإن هذا شأنها.
كلمة للشيخ حول نعمة الأمن .
الشيخ : أما النعمة الثانية فهي نعمة الأمن والطمأنينة، نحن ولله الحمد في بلاد يحسدنا علينا حتى غير المسلمين، ولذلك نجد أن الناس يسعون بكل وسيلة إلى الوصول إلى هذه البلاد، لأنها بلاد أمن ورخاء وطمأنينة، حتى أننا سمعنا أن رجلا من الإنجليز خطب في محلات الخطب ، في موضع الخطيب عندهم، وقال: إننا لانريد من الحكومة إلا أمنا كأمن السعودية.
والحق ما شهدت به الأعداء، وهذا يدل ولله الحمد على أن هذه البلاد تنعم بأمن وطمأنينة لانظير له في العالم، لأن هذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام لو كان في ذهنه بلاد أشد أمنا وطمأنينة من بلادنا لجعلها مضرب المثل.
والحق ما شهدت به الأعداء، وهذا يدل ولله الحمد على أن هذه البلاد تنعم بأمن وطمأنينة لانظير له في العالم، لأن هذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام لو كان في ذهنه بلاد أشد أمنا وطمأنينة من بلادنا لجعلها مضرب المثل.
وجوب شكر الله على نعمة الأمن.
الشيخ : ولكن أيها الأخوة هذه النعمة العظيمة نعمة الأمن والطمانينة تحتاج أيضا إلى شكر، وذلك بأن نرى هذه النعم لم تكن من حولنا ولا قوتنا، فلسنا أقوى الناس سلاحا ولسنا أكثر الناس جنودا ولسنا أشد الناس نباهة ويقظة. ولكن هذا بلا شك بتوفيق الله عز وجل، لو أن الله وكلنا إلى أنفسنا وإلى قوتنا المادية ما وجدنا هذا الأمن والطمأنينة، ولكنه بنعمة الله عز وجل، فالواجب علينا أن لا نعزو هذا الأمر إلا إلى نعمة الله عز وجل وحده فإنه هو المنعم به، وهذه النعمة إنما كانت بما عندنا ولله الحمد من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقدر المستطاع.
نعمة الشكر ناتجة عن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقدر المستطاع.
الشيخ : وهذه النعمة إنما كانت بما عندنا ولله الحمد من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقدر المستطاع.
وأنا أيها الإخوة في هذا المكان وفي المسجد الحرام لا أدعي أن بلادنا في القمة من جهة القيام بما يلزم في دين الله عز وجل، لكنني أقول إن بلادنا ولله الحمد خير ما نعلمه من بلاد المسلمين اليوم في تطبيق ما تطبقه من أحكام الله عز وجل، وأسأل الله تعالى لها المزيد من فضله.
وأنا أيها الإخوة في هذا المكان وفي المسجد الحرام لا أدعي أن بلادنا في القمة من جهة القيام بما يلزم في دين الله عز وجل، لكنني أقول إن بلادنا ولله الحمد خير ما نعلمه من بلاد المسلمين اليوم في تطبيق ما تطبقه من أحكام الله عز وجل، وأسأل الله تعالى لها المزيد من فضله.
الواجب على طلبة العلم أن يوجهوا الأمة إلى شكر الله على هاتين النعمتين .
الشيخ : أيها الإخوة، إن على الشباب خاصة الذين منحهم الله اليقظة في هذا الزمان والعلم الكثير الذي لاتكاد تسمع به من قبل، إن عليهم أن يوجهوا الأمة إلى شكر الله عز وجل على هاتين النعمتين، نعمة الإسلام ونعمة الطمأنينة، وأن يقودوها إلى ما فيه الخير، وأن لاييأسوا وأن لايكلوا، فإن من الشباب الآن من هو في صراع في نفسه وفي صراع مع أهله وفي صراع مع أقرانه ونظرائه، ولكن عليه أن يصبر ويصابر وأن يستعمل الحكمة فيما يقوم به من توجيه الخلق إلى دين الخالق عز وجل.
إن على الشباب الذي اتجه الآن هذا الاتجاه الطيب الخير، عليه أن يقوم بما يلزمه من توجيه الأمة الإسلامية للقيادة الحكيمة المبنية على العلم والبصيرة، على العلم بدين الله، والبصيرة في تبصير عباد الله عز وجل حتى تتم الأمور.
وإذا رأينا أيها الإخوة في مثل هذه الأيام رأينا كثرة الناس في المسجد الحرام، لم يأتوا لينالوا شيئا من الدنيا، ولكنهم جاؤوا لينالوا شيئا من ثواب الله عز وجل ومن طاعته فإن هذا يسرنا كثيرا. ولكنا إذا رأينا الجهل كثير في هذا الجمع الجمع، فإن ذلك يحزننا، لماذا؟ لأننا لا ندري أهذا تقصير من طلبة العلم أم تقصير من العامة الذين لا يلتفتون إلى طلب العلم ويريدون أن ينفذوا ماكان عليهم آباؤهم من صواب أو خطأ، ولكني مع ذلك أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعل في شبابنا المثقف العالم الذي وهبه الله ولله الحمد النور والبصيرة أن يجعل منه قيادة حكيمة لهذه الأمة، ولكن بتأن وطمانينة.
إن على الشباب الذي اتجه الآن هذا الاتجاه الطيب الخير، عليه أن يقوم بما يلزمه من توجيه الأمة الإسلامية للقيادة الحكيمة المبنية على العلم والبصيرة، على العلم بدين الله، والبصيرة في تبصير عباد الله عز وجل حتى تتم الأمور.
وإذا رأينا أيها الإخوة في مثل هذه الأيام رأينا كثرة الناس في المسجد الحرام، لم يأتوا لينالوا شيئا من الدنيا، ولكنهم جاؤوا لينالوا شيئا من ثواب الله عز وجل ومن طاعته فإن هذا يسرنا كثيرا. ولكنا إذا رأينا الجهل كثير في هذا الجمع الجمع، فإن ذلك يحزننا، لماذا؟ لأننا لا ندري أهذا تقصير من طلبة العلم أم تقصير من العامة الذين لا يلتفتون إلى طلب العلم ويريدون أن ينفذوا ماكان عليهم آباؤهم من صواب أو خطأ، ولكني مع ذلك أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعل في شبابنا المثقف العالم الذي وهبه الله ولله الحمد النور والبصيرة أن يجعل منه قيادة حكيمة لهذه الأمة، ولكن بتأن وطمانينة.
الحث على إغتنام العشر الأواخر من رمضان والترغيب في الإعتكاف.
الشيخ : أيها الإخوة، إننا نستقبل في هذه الأيام عشر رمضان الأخيرة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف، ويخصها بإحياء الليل كله، وذلك طلبا لليلة القدر، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول، ثم بدا له أن يعتكف العشر الأوسط، ثم قيل له إنها في العشر الأواخر، فاعتكف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر فقط، ولهذا ليس من المشروع أن يعتكف الإنسان من أول هذا الشهر، لأن هذا زيادة، زيادة في طاعة وردت في أيام مخصوصة، وهي أيام العشر الأواخر طلبا لليلة القدر، فإن ليلة القدر بلا شك في العشر الأواخر من رمضان، والإنسان إذا اعتكف قبل العشر الأواخر لسنا نقول إن هذا شيء محرم لأن التحريم يحتاج إلى دليل قاطع، ولكننا نقول: إن هذا خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول ثم الأوسط، وترك ذلك مع أن من عادته أنه إذا عمل عملا أثبته، ولكن لما كان الاعتكاف مبينا على سبب وهو طلب ليلة القدر، وكانت ليلة القدر لا تكون إلا في العشر الأواخر خص النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر بالاعتكاف.
بيان المقصود من الإعتكاف.
الشيخ : وبمناسبة ذكر الاعتكاف، فإنني أقول إن المقصود من الاعتكاف هو القيام، بل هو التفرغ للعبادة، وليس المقصود أن تحبس نفسك في المسجد مع عدم القيام بالعبادة والذكر، فإن كثيرا من الناس يعتكفون في المساجد، لكن تجدهم يذهبون الوقت، أو بالأصح يقتلون الوقت في أشياء ليس لها فائدة، يأتيهم الأصحاب ويتحدثون إليهم أحاديث لا فائدة منها.
بل قد يكون منها مضرة وهذا خلاف المقصود بالاعتكاف.
الاعتكاف لزوم المسجد للتفرغ لطاعة لله عز وجل، نعم لابأس أن تتحدث إلى أحد من أقاربك أو أهلك أو من أصحابك حديثا فيه منفعة بدون أن يكون مضيعة للوقت، لأن ( النبي صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه صفية بن حيي مخطب إحدى زوجاته فتتحدث إليه ساعة ولا يمنعها من ذلك ) لما في الحديث مع الأهل من المصلحة والسهولة واليسر، فإن هذا فيه خير وفيه مصلحة.
بل قد يكون منها مضرة وهذا خلاف المقصود بالاعتكاف.
الاعتكاف لزوم المسجد للتفرغ لطاعة لله عز وجل، نعم لابأس أن تتحدث إلى أحد من أقاربك أو أهلك أو من أصحابك حديثا فيه منفعة بدون أن يكون مضيعة للوقت، لأن ( النبي صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه صفية بن حيي مخطب إحدى زوجاته فتتحدث إليه ساعة ولا يمنعها من ذلك ) لما في الحديث مع الأهل من المصلحة والسهولة واليسر، فإن هذا فيه خير وفيه مصلحة.
إغتنام العشر الأواخر بإحياء الليل كله.
الشيخ : ثم إن في هذه العشر الأواخر كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصه أيضا بإحياء الليل يقوم الليل كله.
ولكن ليس معنى قيام الليل كله أنه يبقى في الصلاة من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، بل إحياء الليل يكون بالصلاة وبالاستعداد لها بالوضوء وغيره كما قال ذلك أهل العلم رحمهم الله.
فكون الإنسان مثلا يصلي العشاء ثم يذهب ويتوضأ ويأتي إلى القيام بنشاط لا يعد هذا خلاف ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله من إحياء الليل.
وإحياء الليل بالقيام كان كما ذكرت عائشة رضي الله عنها حين سئلت: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت : ( كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ).
وهذا يدل على أن الافضل أن نقتصر على إحدى عشرة ركعة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لو كان هناك شيء أفضل لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن الصحابة لما صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين حتى ذهب ثلث الليل، ثم صلى بهم ليلة الخامس والعشرين حتى ذهب شطر الليل، فقالوا يارسول الله : ( لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ ).
ماذا قال لهم؟ قال : ( إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) ولم يرشدهم النبي عليه الصلاة والسلام إلى شيء سوى ذلك، بل طمأنهم بأنك إذا قمت مع الإمام حتى ينصرف كتب الله لك قيام ليلة ولو كنت نائما على فراشك، لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: صلوا في بيوتكم، ولم يقل: زيدوا على ذلك، بل أرشدهم إلى أن يخففوا عن أنفسهم ويربعوا على أنفسهم ولا يتكلفوا، وأرشدهم إلى أن صلاتهم مع الإمام حتى ينصرف تكون كقيام ليلة كاملة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد على إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة
ولكن ليس معنى قيام الليل كله أنه يبقى في الصلاة من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، بل إحياء الليل يكون بالصلاة وبالاستعداد لها بالوضوء وغيره كما قال ذلك أهل العلم رحمهم الله.
فكون الإنسان مثلا يصلي العشاء ثم يذهب ويتوضأ ويأتي إلى القيام بنشاط لا يعد هذا خلاف ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله من إحياء الليل.
وإحياء الليل بالقيام كان كما ذكرت عائشة رضي الله عنها حين سئلت: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت : ( كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ).
وهذا يدل على أن الافضل أن نقتصر على إحدى عشرة ركعة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لو كان هناك شيء أفضل لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن الصحابة لما صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين حتى ذهب ثلث الليل، ثم صلى بهم ليلة الخامس والعشرين حتى ذهب شطر الليل، فقالوا يارسول الله : ( لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ ).
ماذا قال لهم؟ قال : ( إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) ولم يرشدهم النبي عليه الصلاة والسلام إلى شيء سوى ذلك، بل طمأنهم بأنك إذا قمت مع الإمام حتى ينصرف كتب الله لك قيام ليلة ولو كنت نائما على فراشك، لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: صلوا في بيوتكم، ولم يقل: زيدوا على ذلك، بل أرشدهم إلى أن يخففوا عن أنفسهم ويربعوا على أنفسهم ولا يتكلفوا، وأرشدهم إلى أن صلاتهم مع الإمام حتى ينصرف تكون كقيام ليلة كاملة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد على إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة
مسألة هل يلزم من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يزيد في رمضان ولاغيره على إحدى عشرة ركعة أنه لا يجوز الزيادة مع الدليل.
الشيخ : ولكن ها هنا مسألة : هل يلزم من ذلك أنه لا يجوز لنا أن نزيد على إحدى عشرة ركعة ؟
الجواب : لايلزم ، بل نقول إن المسألة من باب الأفضلية، فلا يلزم أن يكون الواجب الاقتصار على إحدى عشرة ركعة.
ما الدليل؟
الدليل على هذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله رجل عن صلاة الليل قال له : ( مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة أوترت له ما قد صلى ).
فإن قلت : هذا الدليل ، فأين الدلالة؟ من يعرفها منكم؟
هذا الدليل، فأين الدلالة على أنه لايلزم أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة؟ تفضل.
الطالب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الليل مثنى مثنى ).
دل ذلك على أنه يجوز أن يزيد على أكثر من إحدى عشرة ركعة.
الشيخ : على أنه يجوز أن يزيد على إحدى عشرة ركعة. ماوجه الدلالة؟
الطالب :مثنى مثنى.
الشيخ : طيب ، مثنى مثنى إلى إحدى عشر.
الطالب : فإذا خشي الصبح ...
الشيخ : ايه.
الطالب : يدل على أكثر .
الشيخ : بس المخالف لايوافقك على هذه.
عندكم دليل واضح وإلا انسحب.
طيب، من؟ من يعرف وجه الدلالة من الحديث على أنه لا يلزم التقيد بإحدى عشرة ركعة.
تفضل. الجواب قائما عشان يسمعك الناس.
طالب ثاني : ... إذا خشي أحدكم الصبح.
الشيخ : لعلي أجيب أنا أو نأخذ واحد ثالث.
طالب ثالث : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثنى مثنى ) لو كانت إحدى عشرة .
الشيخ : نقول وجه الدلالة من الحديث أن هذا الرجل جاهل بصلاة الليل، ولهذا سأله : كيف صلاة الليل؟ أو ما ترى في صلاة الليل؟
فالذي يجهل كيف تكون صلاة الليل سيجهل عددها أيضا. أليس كذلك؟
ولو كان العدد محصورا بإحدى عشرة أو ثلاثة عشرة لقال : صلاة الليل مثنى مثنى ولا تزد على إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة.
وبناء على ذلك، فإن الأمر في هذا واسع.
والسلف أصدق منا لهجة، وأعمق منا علما، وأشد منا إيمانا وأقوى منا إيمانا.
روي عنهم في ذلك أصناف في العدد، منهم من اقتصر على ذلك، ومنهم من يزيد على هذا.
ففهم السلف أقرب إلى الصواب من فهم الخلف بلا شك.
وعليه فإن الزيادة على إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة لا بأس بها.
ولاينكر على من زاد على ذلك إنكار المنكر المحرم.
ولكن يقال : إن الأفضل الاقتصار على إحدى عشرة ركعة، ولو زاد الإنسان على ذلك فلا إثم عليه ولاحرج عليه، لأن الله عز وجل يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))، ولوكان في ما أنزل إليه من ربه أن العدد في صلاة الليل لا يزيد على إحدى عشرة لبلغه لأمته بلاغا بينا.
الجواب : لايلزم ، بل نقول إن المسألة من باب الأفضلية، فلا يلزم أن يكون الواجب الاقتصار على إحدى عشرة ركعة.
ما الدليل؟
الدليل على هذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله رجل عن صلاة الليل قال له : ( مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة أوترت له ما قد صلى ).
فإن قلت : هذا الدليل ، فأين الدلالة؟ من يعرفها منكم؟
هذا الدليل، فأين الدلالة على أنه لايلزم أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة؟ تفضل.
الطالب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الليل مثنى مثنى ).
دل ذلك على أنه يجوز أن يزيد على أكثر من إحدى عشرة ركعة.
الشيخ : على أنه يجوز أن يزيد على إحدى عشرة ركعة. ماوجه الدلالة؟
الطالب :مثنى مثنى.
الشيخ : طيب ، مثنى مثنى إلى إحدى عشر.
الطالب : فإذا خشي الصبح ...
الشيخ : ايه.
الطالب : يدل على أكثر .
الشيخ : بس المخالف لايوافقك على هذه.
عندكم دليل واضح وإلا انسحب.
طيب، من؟ من يعرف وجه الدلالة من الحديث على أنه لا يلزم التقيد بإحدى عشرة ركعة.
تفضل. الجواب قائما عشان يسمعك الناس.
طالب ثاني : ... إذا خشي أحدكم الصبح.
الشيخ : لعلي أجيب أنا أو نأخذ واحد ثالث.
طالب ثالث : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثنى مثنى ) لو كانت إحدى عشرة .
الشيخ : نقول وجه الدلالة من الحديث أن هذا الرجل جاهل بصلاة الليل، ولهذا سأله : كيف صلاة الليل؟ أو ما ترى في صلاة الليل؟
فالذي يجهل كيف تكون صلاة الليل سيجهل عددها أيضا. أليس كذلك؟
ولو كان العدد محصورا بإحدى عشرة أو ثلاثة عشرة لقال : صلاة الليل مثنى مثنى ولا تزد على إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة.
وبناء على ذلك، فإن الأمر في هذا واسع.
والسلف أصدق منا لهجة، وأعمق منا علما، وأشد منا إيمانا وأقوى منا إيمانا.
روي عنهم في ذلك أصناف في العدد، منهم من اقتصر على ذلك، ومنهم من يزيد على هذا.
ففهم السلف أقرب إلى الصواب من فهم الخلف بلا شك.
وعليه فإن الزيادة على إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة لا بأس بها.
ولاينكر على من زاد على ذلك إنكار المنكر المحرم.
ولكن يقال : إن الأفضل الاقتصار على إحدى عشرة ركعة، ولو زاد الإنسان على ذلك فلا إثم عليه ولاحرج عليه، لأن الله عز وجل يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))، ولوكان في ما أنزل إليه من ربه أن العدد في صلاة الليل لا يزيد على إحدى عشرة لبلغه لأمته بلاغا بينا.
14 - مسألة هل يلزم من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يزيد في رمضان ولاغيره على إحدى عشرة ركعة أنه لا يجوز الزيادة مع الدليل. أستمع حفظ
كيف الجواب على قول القائل أنه صلى الله عليه وسلم بين ذلك لأمته لأنه قال: "صلو كما رأيتموني أصلي "وقد رأيناه يصلي إحدى عشرة ركعة لايزيد فنصلي كما صلى ولا نزيد .
الشيخ : فإن قال قائل: النبي صلى الله عليه وسلم بين ذلك لأمته بيانا ظاهرا، لأنه قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) وقد رأيناه يصلي إحدى عشرة ركعة لا يزيد على ذلك، فنصلي كما صلى ولا نزيد، لأنه لو كانت الزيادة خيرا لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بفعلها، لأننا نعلم أنه صلى الله عليه وسلم لا يفعل إلا الخير.
هنا تأتي المشكلة ونحتاج إلى جواب.
فما هو الجواب على ذلك؟
إيش المشكلة؟
المشكلة أنا قررنا قبل قليل أن قوله صلى الله عليه وسلم في جواب السائل عن صلاة الليل مثنى مثنى يدل على أنه لا يلزم التقيد بإحدى عشرة أو ثلاثة عشر.
كذا؟ طيب ، لكن جاءنا إنسان وقال: يلزمكم التقيد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ).
وقد رأيناه يصلي كم؟ إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة.
فيلزم من هذا الأمر أن لا نزيد على إحدى عشرة ركعة، فكيف تقولون بجواز الزيادة مع هذا الحديث؟
أجيبوا عن هذا الحديث، وإلا فانسحبوا من الميدان.
نعم. ممكن.
الطالب : قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) حديث عام.
الشيخ : يقولون لك ( صلاة الليل مثنى مثنى ) حديث عام خص بفعل الرسول، فيقلب عليك الحجة.
استرح، نعم.
الطالب : يمكن أن يقال أن قوله صلى الله عليه وسلم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أن الكاف هنا المقصود بها في الكيف لا في الكم.
فلا يلزم من قوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أن نلتزم بالعدد، وإنما المقصود المتابعة في الكيفية.
الشيخ : صح.
نقول ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) هذا في الكيفية، لأن الكاف للتشبيه، وهو يخاطب الوفود الذين يأتون إليه ويصلون خلفه ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) في الكيفية والصفة.
هنا تأتي المشكلة ونحتاج إلى جواب.
فما هو الجواب على ذلك؟
إيش المشكلة؟
المشكلة أنا قررنا قبل قليل أن قوله صلى الله عليه وسلم في جواب السائل عن صلاة الليل مثنى مثنى يدل على أنه لا يلزم التقيد بإحدى عشرة أو ثلاثة عشر.
كذا؟ طيب ، لكن جاءنا إنسان وقال: يلزمكم التقيد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ).
وقد رأيناه يصلي كم؟ إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة.
فيلزم من هذا الأمر أن لا نزيد على إحدى عشرة ركعة، فكيف تقولون بجواز الزيادة مع هذا الحديث؟
أجيبوا عن هذا الحديث، وإلا فانسحبوا من الميدان.
نعم. ممكن.
الطالب : قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) حديث عام.
الشيخ : يقولون لك ( صلاة الليل مثنى مثنى ) حديث عام خص بفعل الرسول، فيقلب عليك الحجة.
استرح، نعم.
الطالب : يمكن أن يقال أن قوله صلى الله عليه وسلم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أن الكاف هنا المقصود بها في الكيف لا في الكم.
فلا يلزم من قوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أن نلتزم بالعدد، وإنما المقصود المتابعة في الكيفية.
الشيخ : صح.
نقول ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) هذا في الكيفية، لأن الكاف للتشبيه، وهو يخاطب الوفود الذين يأتون إليه ويصلون خلفه ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) في الكيفية والصفة.
15 - كيف الجواب على قول القائل أنه صلى الله عليه وسلم بين ذلك لأمته لأنه قال: "صلو كما رأيتموني أصلي "وقد رأيناه يصلي إحدى عشرة ركعة لايزيد فنصلي كما صلى ولا نزيد . أستمع حفظ
مسألة : هل يهوي إلى السجود على ركبتيه أم على يديه .
الشيخ : ونظير ذلك من بعض الوجوه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا سجد أحدكم فلايبرك كما يبرك البعير) .
فإن بعض العلماء فهم منه أن الإنسان إذا سجد لا يقدم ركبتيه، بل يقدم يديه بناء على آخر الحديث الذي هو منقلب، فإن آخر الحديث وليبدأ بيديه قبل ركبتيه. ولكن من تأمل الحديث حق التأمل، علم أن آخره منقلب على الراوي ولا يمكن أن يوافق أوله، لأن الرسول يقول : ( فلا يبرك كما يبرك البعير )، والكاف هنا للتشبيه في الكيفية.
لو قال نبينا صلى الله عليه وسلم : لا يبرك على ما يبرك عليه البعير، لقلنا لا تبرك على الركب لأن البعير يبرك على الركب، لكن قال ( لا تبرك كما يبرك البعير)، ومعلوم أن من شاهد البعير يبرك وأظنكم شاهدتموه أنتم؟ نعم. شاهدتموه. إذا برك ماذا يقدم؟ يديه بلا شك، يديه أولا، ومن ثم نرى ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد حقق أن الحديث منقلب على الراوي، وأن صوابه : فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع ركبتيه قبل يديه. لكن انقلب. والإنسان بشر قد يهم، لكن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يمكن أن يكون فيه تناقض؟ لا، فإذا أخذنا أول الحديث وآخره وحملنا أول الحديث على أن المعنى لا يسجد على الركبتين، بالعكس ، إذا أخذنا أول الحديث وآخره، فإننا نجد أن آخره يناقض أوله، لأن الأول إنما يدل على النهي عن الكيفية.
المهم أن قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) لا يدل على أنه لا يجوز أن نزيد على إحدى عشرة ركعة.
طيب، لو قال قائل من الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ثواب من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
فإن بعض العلماء فهم منه أن الإنسان إذا سجد لا يقدم ركبتيه، بل يقدم يديه بناء على آخر الحديث الذي هو منقلب، فإن آخر الحديث وليبدأ بيديه قبل ركبتيه. ولكن من تأمل الحديث حق التأمل، علم أن آخره منقلب على الراوي ولا يمكن أن يوافق أوله، لأن الرسول يقول : ( فلا يبرك كما يبرك البعير )، والكاف هنا للتشبيه في الكيفية.
لو قال نبينا صلى الله عليه وسلم : لا يبرك على ما يبرك عليه البعير، لقلنا لا تبرك على الركب لأن البعير يبرك على الركب، لكن قال ( لا تبرك كما يبرك البعير)، ومعلوم أن من شاهد البعير يبرك وأظنكم شاهدتموه أنتم؟ نعم. شاهدتموه. إذا برك ماذا يقدم؟ يديه بلا شك، يديه أولا، ومن ثم نرى ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد حقق أن الحديث منقلب على الراوي، وأن صوابه : فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع ركبتيه قبل يديه. لكن انقلب. والإنسان بشر قد يهم، لكن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يمكن أن يكون فيه تناقض؟ لا، فإذا أخذنا أول الحديث وآخره وحملنا أول الحديث على أن المعنى لا يسجد على الركبتين، بالعكس ، إذا أخذنا أول الحديث وآخره، فإننا نجد أن آخره يناقض أوله، لأن الأول إنما يدل على النهي عن الكيفية.
المهم أن قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) لا يدل على أنه لا يجوز أن نزيد على إحدى عشرة ركعة.
طيب، لو قال قائل من الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ثواب من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
اضيفت في - 2006-04-10