فتاوى الحرم المكي-1409-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
الكلام حول تيسير الله للناس الوصول إلى بيته الحرام.
الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وخلفه في أمته خلفاؤه الراشدون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، فقاموا بأعباء الخلافة خير قيام، ونصحوا لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين عامة، فكانوا بذلك خلفاء راشدين هداة مهديين، فصلوات الله وسلامه على محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : فإن المسلمين - أيها الإخوة - في هذا العصر مع وجود هذا الأمن في هذه البلاد، ومع وجود تيسر المواصلات أيضا سهل الله عليهم ولله الحمد الوصول إلى هذا البيت، فكنا نرى هذه الأعداد الكثيرة بعد أن كان لا يؤم البيت في رمضان إلا نفر قليل، وكل هذا بتيسير الله عز وجل وفضله ورحمته.
ولكن يجب أيها الإخوة أن يكون مجيؤنا إلى هذا البيت خالصا لله وحده، ليس من أجل أن يقتدي بعضنا ببعض، وأن لا يكون المجيء إلى هذا البيت كمجيء الإنسان إلى النزهة وفي رحلة ترفيهية، بل ينبغي لنا أن نأتي إلى هذا البيت مخلصين لله متبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نحدث من الأعمال إلا ما جاءت به شريعة الله عز وجل التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وخلفه في أمته خلفاؤه الراشدون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، فقاموا بأعباء الخلافة خير قيام، ونصحوا لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين عامة، فكانوا بذلك خلفاء راشدين هداة مهديين، فصلوات الله وسلامه على محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : فإن المسلمين - أيها الإخوة - في هذا العصر مع وجود هذا الأمن في هذه البلاد، ومع وجود تيسر المواصلات أيضا سهل الله عليهم ولله الحمد الوصول إلى هذا البيت، فكنا نرى هذه الأعداد الكثيرة بعد أن كان لا يؤم البيت في رمضان إلا نفر قليل، وكل هذا بتيسير الله عز وجل وفضله ورحمته.
ولكن يجب أيها الإخوة أن يكون مجيؤنا إلى هذا البيت خالصا لله وحده، ليس من أجل أن يقتدي بعضنا ببعض، وأن لا يكون المجيء إلى هذا البيت كمجيء الإنسان إلى النزهة وفي رحلة ترفيهية، بل ينبغي لنا أن نأتي إلى هذا البيت مخلصين لله متبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نحدث من الأعمال إلا ما جاءت به شريعة الله عز وجل التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون.
بيان أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين : الإخلاص والمتابعة.
الشيخ : وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بشرطين، هما : الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ))، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات )، وقوله : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).
وإذا كان هذا أمرا لا بد منه فلتكن عبادتنا في هذا الشهر موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتكن عبادتنا في هذا الشهر خالصة لله عز وجل.
ما هما الشرطان؟ لو تقف ؟
الطالب : أولا أن يكون خالصا لوجهه سبحانه وتعالى.
الشيخ : أن يكون العمل خالصا لله عز وجل. والثاني؟
الطالب : الثاني : أن يكون متابعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : طيب. يعني موافقا؟
الطالب : موافقا للسنة.
الشيخ : بارك الله فيك، طيب استرح.
ذكرنا دليلا من القرآن ودليلين من السنة على هذين الشرطين، فما الدليل من القرآن؟
الطالب : الدليل قول الله عز وجل : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين لله الدين حنفاء )).
الشيخ : استرح.
من السنة الدليل الأول؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )، طيب.
الدليل الثاني؟ من؟ نعم.
الطالب : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، طيب استرح.
ففي الأول ( إنما الأعمال بالنيات ) دليل على الإخلاص، وفي الثاني دليل على المتابعة ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).
وإذا كان هذا أمرا لا بد منه فلتكن عبادتنا في هذا الشهر موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتكن عبادتنا في هذا الشهر خالصة لله عز وجل.
ما هما الشرطان؟ لو تقف ؟
الطالب : أولا أن يكون خالصا لوجهه سبحانه وتعالى.
الشيخ : أن يكون العمل خالصا لله عز وجل. والثاني؟
الطالب : الثاني : أن يكون متابعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : طيب. يعني موافقا؟
الطالب : موافقا للسنة.
الشيخ : بارك الله فيك، طيب استرح.
ذكرنا دليلا من القرآن ودليلين من السنة على هذين الشرطين، فما الدليل من القرآن؟
الطالب : الدليل قول الله عز وجل : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين لله الدين حنفاء )).
الشيخ : استرح.
من السنة الدليل الأول؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )، طيب.
الدليل الثاني؟ من؟ نعم.
الطالب : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، طيب استرح.
ففي الأول ( إنما الأعمال بالنيات ) دليل على الإخلاص، وفي الثاني دليل على المتابعة ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).
حكم تكرار العمرة في سفر واحد وبيان السنة في ذلك.
الشيخ : على ضوء هذا بارك الله فيكم، لننظر في عمل يُعمل من الذين جاؤوا إلى العمرة، وهو أنهم يكررون العمرة عدة مرات في سفر واحد، يعتمر الإنسان لنفسه، ثم لأبيه، ثم لأمه، وقد يزيد على ذلك فيعتمر لجده وجدته، وقد يزيد على ذلك فيعتمر لأخيه وأخته، وتكون أيام العشر أو أيام الشهر كلها أياما للعمرة.
فماذا تقولون بناء على هذين الشرطين اللذين ذكرناهما؟ هل هذا العمل موافق للسنة أو مخالف للسنة؟ تفضل قائما.
الطالب : ... .
الشيخ : مخالف للسنة، هذا العمل مخالف للسنة. وإذا كان مخالفا للسنة فالجدير بالمؤمن أن يلتزم العمل الذي جاءت به السنة.
فإذا قال قائل : إن قولك إنه مخالف للسنة دعوى، والدعوى تحتاج إلى دليل وإلى بينة تؤيدها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( البينة -على من؟- على المدعي ). البينة على المدعي.
فأقول : الدليل على مخالفتها للسنة أن السنة إما إيجاد وإما ترك ، فإذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله كان فعله لهذا السبب سنة أو بدعة ؟ ما أدري مفهوم أو لا؟ إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يفعله كان فعله لهذا السبب سنة أو بدعة؟ بدعة، لأنه لما وجد المقتضي وهو السبب وانتفى المانع ولم يفعل دل على أن السنة هي الترك، وإذا كانت السنة الترك كان ضدها وهو الفعل بدعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الأفعال إلى سنة وبدعة، قال : ( عليكم بسنتي وإياكم ومحدثات الأمور ).
إننا نعلم أو الكثير منا يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة في أي سنة؟ في السنة
الثامنة، وفي أي شهر؟ في رمضان، فتح مكة، وذكر المؤرخون أن دخوله في هذا الفتح كان في يوم الجمعة الموافق للعشرين من الشهر.
وقرر ما قرر من التّوحيد ، وضرب الأمن أطنابه في مكة، واستقر النبي صلى الله عليه وسلم فيها تسعة عشرة يوما، عشرة أيام من رمضان وتسعة من شوال، وكان بإمكانه وبكل يسر وسهولة أن يخرج إلى التنعيم أو غيره من الحل ليأتي بعمرة. أليس كذلك؟ ولكنه لم يفعل، مع أنه جاء في آخر الشهر الذي هو أفضل الشهر ولم يأت بعمرة.
وهذا دليل على أن خروج الإنسان من مكة ليأتي بعمرة كما يفعله كثير من الناس اليوم ليس من السنة، ودعونا من أهل مكة فلعل أن يكون فيه كلام آخر.
لكني أقول لهؤلاء القادمين الذين يقدمون من بلادهم ويأخذون عدة عمر في هذا السفر، نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع تهيئ العمرة له، ومع أنه أحرص الناس على الخير، ومع أن فعل الرسول عليه الصلاة والسلام للعبادة ليس كفعلنا، لأن فعله للعبادة يتضمن شيئين : التقرب إلى الله بفعلها، والثاني التشريع، فهو مطالب بالعبادة من جهتين، من جهة التعبد لله بها، ومن جهة التشريع للأمة، أما نحن فمطالبون أن نتعبد لله بها.
وقد يكون العالم منا مطالب بأمرين :
بالتعبد لله بها، وببيانها للناس وأنها من الشريعة.
أقول : إذا كان هذا المقتضي القوي موجودا في عهد الرسول ولم يفعل، دل على أن السنة ترك العمرة من مكة لمن قدم إليها.
وإذا كانت هذه السنة فأيما أولى بالمؤمن : أن يفعل السنة، أو أن يفعل ما يميل إليه ويهواه؟
أن يفعل السنة، لأن من فعل السنة مخالفا لهواه فقد عبد الله بالهدى لا بالهوى، ومن قدم ما يريده على السنة فقد عبد الله بالهوى لا بالهدى، والإنسان مأمور أن يعبد الله تعالى بالهدى لا بالهوى.
فماذا تقولون بناء على هذين الشرطين اللذين ذكرناهما؟ هل هذا العمل موافق للسنة أو مخالف للسنة؟ تفضل قائما.
الطالب : ... .
الشيخ : مخالف للسنة، هذا العمل مخالف للسنة. وإذا كان مخالفا للسنة فالجدير بالمؤمن أن يلتزم العمل الذي جاءت به السنة.
فإذا قال قائل : إن قولك إنه مخالف للسنة دعوى، والدعوى تحتاج إلى دليل وإلى بينة تؤيدها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( البينة -على من؟- على المدعي ). البينة على المدعي.
فأقول : الدليل على مخالفتها للسنة أن السنة إما إيجاد وإما ترك ، فإذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله كان فعله لهذا السبب سنة أو بدعة ؟ ما أدري مفهوم أو لا؟ إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يفعله كان فعله لهذا السبب سنة أو بدعة؟ بدعة، لأنه لما وجد المقتضي وهو السبب وانتفى المانع ولم يفعل دل على أن السنة هي الترك، وإذا كانت السنة الترك كان ضدها وهو الفعل بدعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الأفعال إلى سنة وبدعة، قال : ( عليكم بسنتي وإياكم ومحدثات الأمور ).
إننا نعلم أو الكثير منا يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة في أي سنة؟ في السنة
الثامنة، وفي أي شهر؟ في رمضان، فتح مكة، وذكر المؤرخون أن دخوله في هذا الفتح كان في يوم الجمعة الموافق للعشرين من الشهر.
وقرر ما قرر من التّوحيد ، وضرب الأمن أطنابه في مكة، واستقر النبي صلى الله عليه وسلم فيها تسعة عشرة يوما، عشرة أيام من رمضان وتسعة من شوال، وكان بإمكانه وبكل يسر وسهولة أن يخرج إلى التنعيم أو غيره من الحل ليأتي بعمرة. أليس كذلك؟ ولكنه لم يفعل، مع أنه جاء في آخر الشهر الذي هو أفضل الشهر ولم يأت بعمرة.
وهذا دليل على أن خروج الإنسان من مكة ليأتي بعمرة كما يفعله كثير من الناس اليوم ليس من السنة، ودعونا من أهل مكة فلعل أن يكون فيه كلام آخر.
لكني أقول لهؤلاء القادمين الذين يقدمون من بلادهم ويأخذون عدة عمر في هذا السفر، نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع تهيئ العمرة له، ومع أنه أحرص الناس على الخير، ومع أن فعل الرسول عليه الصلاة والسلام للعبادة ليس كفعلنا، لأن فعله للعبادة يتضمن شيئين : التقرب إلى الله بفعلها، والثاني التشريع، فهو مطالب بالعبادة من جهتين، من جهة التعبد لله بها، ومن جهة التشريع للأمة، أما نحن فمطالبون أن نتعبد لله بها.
وقد يكون العالم منا مطالب بأمرين :
بالتعبد لله بها، وببيانها للناس وأنها من الشريعة.
أقول : إذا كان هذا المقتضي القوي موجودا في عهد الرسول ولم يفعل، دل على أن السنة ترك العمرة من مكة لمن قدم إليها.
وإذا كانت هذه السنة فأيما أولى بالمؤمن : أن يفعل السنة، أو أن يفعل ما يميل إليه ويهواه؟
أن يفعل السنة، لأن من فعل السنة مخالفا لهواه فقد عبد الله بالهدى لا بالهوى، ومن قدم ما يريده على السنة فقد عبد الله بالهوى لا بالهدى، والإنسان مأمور أن يعبد الله تعالى بالهدى لا بالهوى.
بيان قاعدة مهمة في الشريعة وهي إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فالسنة تركه.
الشيخ : لو أن إنساناً قال : أنا أريد أن أطيل سنة الفجر، أن أطيل القراءة فيها وأطيل الركوع وأطيل السجود وأطيل الدعاء، وآخر قال : بل أريد أن أخفف سنة الفجر حتى يقول القائل: هل قرأ بأم القرآن؟ فأيهما أعظم ثوابأ؟ الثاني أو الأول؟
الثاني، مع أن الأول زاد في القراءة، وزاد في الركوع، وزاد في السجود، وزاد في التسبيح، وزاد في الدعاء، لكن نقول: موافقة الشرع أفضل من الزيادة وإن كانت مباحة.
ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رجلين في سرية فلم يجدا الماء فتيمما صعيدا طيبا وصليا، ثم وجدا الماء، أما أحدهما فتوضأ وأعاد الصلاة، وأما الآخر فلم يعد الصلاة.
ثم ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال، قال للذي أعاد الصلاة : ( لك الأجر مرتين )، وقال للثاني : ( أصبت السنة )، فأيهما في نظركم أحق أن يكون له الأجر مرتين؟ أو أن يصيب السنة؟ يا جماعة انتبهوا، هذا جاءه الأجر مرتين، وهذا جاءه الأجر مرة، ولكن أصاب السنة؟
نقول: نعم، الذي أصاب السنة أفضل، لأن الثاني إنما صار له الأجر مرتين لكونه عمل عملا اجتهادياً وهو لا يعلم بالسنة، فيؤجر على هذا العمل الاجتهادي، لكن إذا علمت السنة وكررت بعد علمك للسنة، هل يكون لك الأجر مرتين؟
لو أن أحدا علم بأن الإنسان إذا تيمم وصلى ثم وجد الماء فإن السنة أن لا يعيد ثم أعاد؟ هل يحصل على الأجر مرتين؟ لا، والله لا يحصل، لأنه مخالف للسنة، لكن المجتهد الذي يظن أن هذا هو الواجب عليه، فالله جل وعلا كريم جواد يعطيه على حسب نيته.
انتبهوا بارك الله فيكم لهذه القاعدة المهمة في الشريعة، وهي : إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، فالسنة تركه، وليس من السنة فعله، لأن فعله حينئذ يكون بدعة.
وفيه أمر خطير، لأننا نقول هل ترك النبي عليه الصلاة والسلام جاهلاً بأنه سنة؟ إن قلت : نعم، فالأمر خطير، لأن رسول الله أعلم الناس بشريعة الله.
هل تركه وهو يعلم أنه سنة ليكتمه على الناس؟ الجواب: لا، إذن هو غير مشروع، و إذا كان غير مشروع فليس لنا الحق أن نتعبد لله تعالى به.
الثاني، مع أن الأول زاد في القراءة، وزاد في الركوع، وزاد في السجود، وزاد في التسبيح، وزاد في الدعاء، لكن نقول: موافقة الشرع أفضل من الزيادة وإن كانت مباحة.
ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رجلين في سرية فلم يجدا الماء فتيمما صعيدا طيبا وصليا، ثم وجدا الماء، أما أحدهما فتوضأ وأعاد الصلاة، وأما الآخر فلم يعد الصلاة.
ثم ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال، قال للذي أعاد الصلاة : ( لك الأجر مرتين )، وقال للثاني : ( أصبت السنة )، فأيهما في نظركم أحق أن يكون له الأجر مرتين؟ أو أن يصيب السنة؟ يا جماعة انتبهوا، هذا جاءه الأجر مرتين، وهذا جاءه الأجر مرة، ولكن أصاب السنة؟
نقول: نعم، الذي أصاب السنة أفضل، لأن الثاني إنما صار له الأجر مرتين لكونه عمل عملا اجتهادياً وهو لا يعلم بالسنة، فيؤجر على هذا العمل الاجتهادي، لكن إذا علمت السنة وكررت بعد علمك للسنة، هل يكون لك الأجر مرتين؟
لو أن أحدا علم بأن الإنسان إذا تيمم وصلى ثم وجد الماء فإن السنة أن لا يعيد ثم أعاد؟ هل يحصل على الأجر مرتين؟ لا، والله لا يحصل، لأنه مخالف للسنة، لكن المجتهد الذي يظن أن هذا هو الواجب عليه، فالله جل وعلا كريم جواد يعطيه على حسب نيته.
انتبهوا بارك الله فيكم لهذه القاعدة المهمة في الشريعة، وهي : إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، فالسنة تركه، وليس من السنة فعله، لأن فعله حينئذ يكون بدعة.
وفيه أمر خطير، لأننا نقول هل ترك النبي عليه الصلاة والسلام جاهلاً بأنه سنة؟ إن قلت : نعم، فالأمر خطير، لأن رسول الله أعلم الناس بشريعة الله.
هل تركه وهو يعلم أنه سنة ليكتمه على الناس؟ الجواب: لا، إذن هو غير مشروع، و إذا كان غير مشروع فليس لنا الحق أن نتعبد لله تعالى به.
4 - بيان قاعدة مهمة في الشريعة وهي إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فالسنة تركه. أستمع حفظ
خصائص العشر الأواخر من رمضان : أولا : أن فيها ليلة القدر .
الشيخ : في هذه العشر أو لهذه العشر العشر الأواخر خصائص ليست في العشر الأوسط ولا في العشر الأول، وهل يمكن أن نعدها جميعا؟
الطالب : ... .
الشيخ : يمكن؟ نبدأ، الخاصية الأولى.
الطالب : فيه ليلة القدر.
الشيخ : طيب.
الطالب : ... .
الشيخ : هذا في كل واحد من العشر ميزة، لكن نريد ميزة يختص بها العشر الأواخر.
الطالب : فيها ليلة القدر.
الشيخ : نعم، في هذه العشر الأواخر ليلة القدر، ليلة القدر التي قال الله عنها : (( ليلة القدر خير من ألف شهر ))، ووصفها بأنها مباركة فقال في القرآن الكريم : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) وقال في آية أخرى مبينا وصف هذه الليلة : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )).
وليلة القدر نسأل : لماذا سميت ليلة القدر؟
قال العلماء: ليلة القدر أي الشرف، لشرفها وفضلها، ومنه قولهم : فلان ذو قدر عظيم، فهي ذات شرف وفضل.
قالوا: وسميت ليلة القدر من التقدير، لأن الله يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ،كما قال تعالى : (( فيها يفرق كل أمر حكيم )).
وليلة القدر ليست في ليلة معينة دائمة، لأن النصوص اختلفت في تعيينها، فجمع العلماء بين هذه النصوص بأنها تتنقل، تكون في عام ليلة ثلاث وعشرين، وفي عام ليلة خمسة وعشرين، وفي عام ليلة سبع وعشرين، وفي عام ليلة تسع وعشرين، وفي عام آخر ليلة ثمان وعشرين، أو ست وعشرين، أو أربع وعشرين، أو اثنين وعشرين، وما أشبه ذلك، وبهذا تجتمع الأدلة، ولهذا يكون الإنسان كل ليلة، كل ليلة يؤمل أنها ليلة القدر فيجتهد في الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل.
الطالب : ... .
الشيخ : يمكن؟ نبدأ، الخاصية الأولى.
الطالب : فيه ليلة القدر.
الشيخ : طيب.
الطالب : ... .
الشيخ : هذا في كل واحد من العشر ميزة، لكن نريد ميزة يختص بها العشر الأواخر.
الطالب : فيها ليلة القدر.
الشيخ : نعم، في هذه العشر الأواخر ليلة القدر، ليلة القدر التي قال الله عنها : (( ليلة القدر خير من ألف شهر ))، ووصفها بأنها مباركة فقال في القرآن الكريم : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) وقال في آية أخرى مبينا وصف هذه الليلة : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )).
وليلة القدر نسأل : لماذا سميت ليلة القدر؟
قال العلماء: ليلة القدر أي الشرف، لشرفها وفضلها، ومنه قولهم : فلان ذو قدر عظيم، فهي ذات شرف وفضل.
قالوا: وسميت ليلة القدر من التقدير، لأن الله يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ،كما قال تعالى : (( فيها يفرق كل أمر حكيم )).
وليلة القدر ليست في ليلة معينة دائمة، لأن النصوص اختلفت في تعيينها، فجمع العلماء بين هذه النصوص بأنها تتنقل، تكون في عام ليلة ثلاث وعشرين، وفي عام ليلة خمسة وعشرين، وفي عام ليلة سبع وعشرين، وفي عام ليلة تسع وعشرين، وفي عام آخر ليلة ثمان وعشرين، أو ست وعشرين، أو أربع وعشرين، أو اثنين وعشرين، وما أشبه ذلك، وبهذا تجتمع الأدلة، ولهذا يكون الإنسان كل ليلة، كل ليلة يؤمل أنها ليلة القدر فيجتهد في الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل.
ثانيا : من خصائصه : الاعتكاف : تعريفه وبيان الأمور التي لا يجوز للمعتكف فعلها .
الشيخ : من خصائص هذه العشر، ايش؟
الطالب : إعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : الاعتكاف، والاعتكاف مأخوذ من الثبوت واللزوم، ومنه قول إبراهيم لقومه : (( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون )). المديمون ملازمون عليها.
وهو في الشرع : ملازمة المسجد لطاعة الله عز وجل - إنتبه - ملازمة المسجد لطاعة الله سبحانه وتعالى ، فما الطاعات؟ الطاعة كل ما يقرب إلى الله تعالى من قراءة القرآن والذكر والصلاة والعلم الشرعي، وكل ما يقرب إلى الله عز وجل فهو داخل في قولنا إن الإنسان يلزم المسجد لطاعة الله عز وجل، وأما ما يفعله بعض الناس من الاجتماع في الاعتكاف وتناول أطراف الحديث وكأنه مجالس سمر وأنس، فهذا خلاف المقصود من الاعتكاف، بل المقصود من الاعتكاف أن تتفرغ لطاعة الله تعالى والصلة به، ولهذا لا يجوز للإنسان أن يباشر أهله في الاعتكاف : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ))، ولا يجوز أن يخرج من المسجد إلا لشيء لا بد منه كالطعام والشراب إذا لم يتيسر إحضاره في المسجد، وكقضاء الحاجة، وما أشبه ذلك.
الطالب : إعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : الاعتكاف، والاعتكاف مأخوذ من الثبوت واللزوم، ومنه قول إبراهيم لقومه : (( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون )). المديمون ملازمون عليها.
وهو في الشرع : ملازمة المسجد لطاعة الله عز وجل - إنتبه - ملازمة المسجد لطاعة الله سبحانه وتعالى ، فما الطاعات؟ الطاعة كل ما يقرب إلى الله تعالى من قراءة القرآن والذكر والصلاة والعلم الشرعي، وكل ما يقرب إلى الله عز وجل فهو داخل في قولنا إن الإنسان يلزم المسجد لطاعة الله عز وجل، وأما ما يفعله بعض الناس من الاجتماع في الاعتكاف وتناول أطراف الحديث وكأنه مجالس سمر وأنس، فهذا خلاف المقصود من الاعتكاف، بل المقصود من الاعتكاف أن تتفرغ لطاعة الله تعالى والصلة به، ولهذا لا يجوز للإنسان أن يباشر أهله في الاعتكاف : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ))، ولا يجوز أن يخرج من المسجد إلا لشيء لا بد منه كالطعام والشراب إذا لم يتيسر إحضاره في المسجد، وكقضاء الحاجة، وما أشبه ذلك.
مسألة : يشرع الإعتكاف في كل مسجد جماعة ولا يختص بالمساجد الثلاثة.
الشيخ : طيب. هل الاعتكاف يكون في كل مسجد حتى مسجد المرأة في بيتها؟
الجواب : لا، الاعتكاف لا يكون إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، أما المسجد الذي في البيت فإنه مصلى وليس بمسجد، فلو اعتكفت امرأة في مسجد بيتها الذي تحجرته لها فاعتكافها ليس بصحيح، وليس بمشروع. لأن الله يقول (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ))، فخص الله الاعتكاف في ماذا؟
الطلاب : في المساجد
الشيخ : في المساجد، فلا يصح الاعتكاف في غير المساجد.
ولكن هل كل مسجد في الدنيا يصح الاعتكاف فيه؟
الطالب : لا
الشيخ : الجواب : نعم، كل مسجد في الدنيا يصح الاعتكاف فيه، لقوله تعالى : (( وأنتم عاكفون في المساجد ))، وهذا عام، والآية في سياق آيات الصوم التي يخاطب بها الناس في جميع أقطار الدنيا، ولنستمع إلى الآية يقول الله تعالى : (( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ))، من المخاطب بهذا؟ أناس مخصوصين أو كل المؤمنين؟
الطلاب : كل المؤمنين
الشيخ : المخاطب بذلك كل المؤمنين في جميع أقطار الدنيا، ثم قال : (( وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))، من المخاطب في قوله : (( ولا تباشروهن ))
الطلاب : كل المؤمنين
الشيخ : كل المؤمنين كل من وجه له الخطاب بالصوم، فقد وجه إليه الخطاب في قوله : (( فلا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها )). فالآية واحدة والسياق واحد والخطاب واحد، ولا يمكن أن نفرد بعض الخطاب في حكم دون الآخر، لأننا لو فعلنا ذلك لكنا قد جزأنا القرآن، اللهم إلا أن يدل دليل صحيح على التفريق، فحينئذ يجب اتباع الدليل، مثل قوله تعالى : (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ))، فإن الله جمع بين الخيل والبغال والحمير، وبين أنها تشترك في أنها للركوب والزينة مع أن الخيل من حيث الأكل حلال، وأما البغال والحمير فإنها حرام.
فإذا قال قائل : ما تقولون فيما يروى من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة وهي المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى )، ما تقولون في هذا الحديث؟
فالجواب : هذا الحديث لم يروه أحد من أصحاب الكتب المشهورة في السنة، كالبخاري ومسلم وغيرهما، رواه البيهقي وهو من أصحاب السنن المشهورة، ومع ذلك فالحديث غريب، غريب يعني انفرد بروايته واحد، والغرائب حذر منها أئمة الحديث، معنى حذر منها أي أنهم يقولون إن الأحاديث الغرائب ينبغي للإنسان أن يتثبت فيها لأن غالب الغرائب ضعيفة، وهذا الحديث منها، فيكون ضعيفا إلا بدليل يشهد له ويجعله في مرتبة الصحيح أو الحسن.
فإذا قال قائل : إن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) من الأحاديث الغريبة، وأنتم تصححونه، فلماذا تغمزون حديث حذيفة بالغرابة، ولا تغمزون حديث عمر بالغرابة؟ فما الجواب؟
الجواب : أن حديث عمر بن الخطاب أخرجه الأئمة أئمة المسلمين وحفاظ الحديث، وتلقته الأمة بالقبول، وشهدت له نصوص الكتاب والسنة، ومثل هذا يجب أن يكون صحيحا، ما أكثر النصوص القرآنية التي فيها ابتغاء وجه الله، أو ابتغاء رضوان الله أي يبتغون فضلا من الله، يعني ما أكثر الرواتب التي فيها التركيز على ايش؟ على النية. وكذلك الأحاديث كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )، والأمة تلقته بالقبول واحتجت به، وبنت عليه الأصول الإسلامية.
لكن حديث حذيفة هذا على العكس من ذلك، لم تتلقه الأمة بالقبول، ولذلك لم يقل به أئمة المسلمين، فأئمة المسلمين كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد كلهم متفقون على أن الاعتكاف لا يخص بالمساجد الثلاثة، بل هو عام في كل المساجد، وكذلك أيضا لم يتفق على إخراجه أئمة الحديث، مع أنهم حريصون كل الحرص على أن يخرجوا كل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونقول أيضا: إن أول من أعله صحابي جليل، من هو؟ عبد الله بن مسعود، فإن حذيفة جاء إليه وقال له : إن قوما عكفوا بين دارك ودار أبي موسى يعني في الكوفة، وليس في المساجد الثلاثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) ؟ فقال عبدالله ابن مسعود : ( لعلهم حفظوا ونسيت، وأصابوا وأخطات ).
فعلل الحديث، أو فعلل قول حذيفة بأمرين : الأمر الأول : عدم الضبط، لقوله : ( لعلهم حفظوا ونسيت ).
الثاني : الفهم، قال : ( لعلهم أصابوا وأخطات ).
والإنسان لا شك أنه قد يحفظ وينسى، ولا شك أنه قد يخطئ ويزيد في فهم النص فلذلك قال : ( لعلهم حفظوا ونسيت أو أصابوا وأخطأت ).
والحديث قد روي : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أو مسجد جامع )، ولعل ابن مسعود رضي الله عنه أشار إلى هذا في قوله : ( حفظوا ونسيت ).
وإذا قدرنا أن هذا الحديث سالم من القوادح مائة في مائة، فإنه محمول على نفي الكمال لا على نفي الصحة، فمعنى : ( لا اعتكاف ) أي: لا اعتكاف كامل إلا في هذه المساجد، لأن هذه المساجد باتفاق المسلمين وبدلالة النصوص أشرف المساجد، فالاعتكاف فيها يكون أفضل الاعتكاف وأكمل الاعتكاف.
وإنما نبهت على ذلك لأن بعض الشباب وقع عندهم إشكال وتردد في هذا الحديث، وهذا هو تخريج هذا الحديث، وقد فهمتم منه إن شاء الله فهما جيدا.
الجواب : لا، الاعتكاف لا يكون إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، أما المسجد الذي في البيت فإنه مصلى وليس بمسجد، فلو اعتكفت امرأة في مسجد بيتها الذي تحجرته لها فاعتكافها ليس بصحيح، وليس بمشروع. لأن الله يقول (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ))، فخص الله الاعتكاف في ماذا؟
الطلاب : في المساجد
الشيخ : في المساجد، فلا يصح الاعتكاف في غير المساجد.
ولكن هل كل مسجد في الدنيا يصح الاعتكاف فيه؟
الطالب : لا
الشيخ : الجواب : نعم، كل مسجد في الدنيا يصح الاعتكاف فيه، لقوله تعالى : (( وأنتم عاكفون في المساجد ))، وهذا عام، والآية في سياق آيات الصوم التي يخاطب بها الناس في جميع أقطار الدنيا، ولنستمع إلى الآية يقول الله تعالى : (( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ))، من المخاطب بهذا؟ أناس مخصوصين أو كل المؤمنين؟
الطلاب : كل المؤمنين
الشيخ : المخاطب بذلك كل المؤمنين في جميع أقطار الدنيا، ثم قال : (( وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))، من المخاطب في قوله : (( ولا تباشروهن ))
الطلاب : كل المؤمنين
الشيخ : كل المؤمنين كل من وجه له الخطاب بالصوم، فقد وجه إليه الخطاب في قوله : (( فلا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها )). فالآية واحدة والسياق واحد والخطاب واحد، ولا يمكن أن نفرد بعض الخطاب في حكم دون الآخر، لأننا لو فعلنا ذلك لكنا قد جزأنا القرآن، اللهم إلا أن يدل دليل صحيح على التفريق، فحينئذ يجب اتباع الدليل، مثل قوله تعالى : (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ))، فإن الله جمع بين الخيل والبغال والحمير، وبين أنها تشترك في أنها للركوب والزينة مع أن الخيل من حيث الأكل حلال، وأما البغال والحمير فإنها حرام.
فإذا قال قائل : ما تقولون فيما يروى من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة وهي المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى )، ما تقولون في هذا الحديث؟
فالجواب : هذا الحديث لم يروه أحد من أصحاب الكتب المشهورة في السنة، كالبخاري ومسلم وغيرهما، رواه البيهقي وهو من أصحاب السنن المشهورة، ومع ذلك فالحديث غريب، غريب يعني انفرد بروايته واحد، والغرائب حذر منها أئمة الحديث، معنى حذر منها أي أنهم يقولون إن الأحاديث الغرائب ينبغي للإنسان أن يتثبت فيها لأن غالب الغرائب ضعيفة، وهذا الحديث منها، فيكون ضعيفا إلا بدليل يشهد له ويجعله في مرتبة الصحيح أو الحسن.
فإذا قال قائل : إن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) من الأحاديث الغريبة، وأنتم تصححونه، فلماذا تغمزون حديث حذيفة بالغرابة، ولا تغمزون حديث عمر بالغرابة؟ فما الجواب؟
الجواب : أن حديث عمر بن الخطاب أخرجه الأئمة أئمة المسلمين وحفاظ الحديث، وتلقته الأمة بالقبول، وشهدت له نصوص الكتاب والسنة، ومثل هذا يجب أن يكون صحيحا، ما أكثر النصوص القرآنية التي فيها ابتغاء وجه الله، أو ابتغاء رضوان الله أي يبتغون فضلا من الله، يعني ما أكثر الرواتب التي فيها التركيز على ايش؟ على النية. وكذلك الأحاديث كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )، والأمة تلقته بالقبول واحتجت به، وبنت عليه الأصول الإسلامية.
لكن حديث حذيفة هذا على العكس من ذلك، لم تتلقه الأمة بالقبول، ولذلك لم يقل به أئمة المسلمين، فأئمة المسلمين كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد كلهم متفقون على أن الاعتكاف لا يخص بالمساجد الثلاثة، بل هو عام في كل المساجد، وكذلك أيضا لم يتفق على إخراجه أئمة الحديث، مع أنهم حريصون كل الحرص على أن يخرجوا كل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونقول أيضا: إن أول من أعله صحابي جليل، من هو؟ عبد الله بن مسعود، فإن حذيفة جاء إليه وقال له : إن قوما عكفوا بين دارك ودار أبي موسى يعني في الكوفة، وليس في المساجد الثلاثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) ؟ فقال عبدالله ابن مسعود : ( لعلهم حفظوا ونسيت، وأصابوا وأخطات ).
فعلل الحديث، أو فعلل قول حذيفة بأمرين : الأمر الأول : عدم الضبط، لقوله : ( لعلهم حفظوا ونسيت ).
الثاني : الفهم، قال : ( لعلهم أصابوا وأخطات ).
والإنسان لا شك أنه قد يحفظ وينسى، ولا شك أنه قد يخطئ ويزيد في فهم النص فلذلك قال : ( لعلهم حفظوا ونسيت أو أصابوا وأخطأت ).
والحديث قد روي : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أو مسجد جامع )، ولعل ابن مسعود رضي الله عنه أشار إلى هذا في قوله : ( حفظوا ونسيت ).
وإذا قدرنا أن هذا الحديث سالم من القوادح مائة في مائة، فإنه محمول على نفي الكمال لا على نفي الصحة، فمعنى : ( لا اعتكاف ) أي: لا اعتكاف كامل إلا في هذه المساجد، لأن هذه المساجد باتفاق المسلمين وبدلالة النصوص أشرف المساجد، فالاعتكاف فيها يكون أفضل الاعتكاف وأكمل الاعتكاف.
وإنما نبهت على ذلك لأن بعض الشباب وقع عندهم إشكال وتردد في هذا الحديث، وهذا هو تخريج هذا الحديث، وقد فهمتم منه إن شاء الله فهما جيدا.
نصيحة لطلبة العلم في التريث في استعمال الأدلة وإرسال الأحكام.
الشيخ : وإنني تعليقا على هذه المسألة أقول للشباب - وخصوصا المتطلعين إلى العلم والمبتدئين فيه - أقول : إن الواجب على الإنسان أن يتريث في استعمال الأدلة وفي إرسال الأحكام. في استعمال الأدلة بحيث لا يتعجل في استعمال الأدلة فينظر من زاوية واحدة.
وفي إصدار الأحكام أيضا بحيث لا يتعجل فيصدر الحكم مع مخالفته لقول الجمهور، لأن مخالفة قول الجمهور ليس بالأمر الهين، بل إذا رأيت حكما لم يأخذه إلا أفراد من الناس، فتريث لا تتبعه، لأن نقول لماذا أخذوا به وعامة الأمة على خلافه؟! لا بد أن يكون هناك سبب، فتريث. كذلك أيضا بعض الناس يعتمد على ظاهر السند في استعمال الحديث ودلالته فيجب أن يتريث أيضا، فإذا كان الحديث مخالفا للأحاديث التي تعتبر أصولا في الشريعة، فليتريث في الأخذ به وفي استعماله دليلا حتى لا يتعجل ويتسرع فيضل هو بنفسه ويضل غيره ويندم في المستقبل إذا تبين له أنه أخطأ فيعجز عن رد الناس عن العمل بخطئه السابق.
والحمد لله الإنسان لا يكلف إلا وسعه، وإلا ما يقدر عليه. طيب. إذن. خصت هذه العشر في ماذا؟ في ليلة القدر وايش؟ والاعتكاف.
وفي إصدار الأحكام أيضا بحيث لا يتعجل فيصدر الحكم مع مخالفته لقول الجمهور، لأن مخالفة قول الجمهور ليس بالأمر الهين، بل إذا رأيت حكما لم يأخذه إلا أفراد من الناس، فتريث لا تتبعه، لأن نقول لماذا أخذوا به وعامة الأمة على خلافه؟! لا بد أن يكون هناك سبب، فتريث. كذلك أيضا بعض الناس يعتمد على ظاهر السند في استعمال الحديث ودلالته فيجب أن يتريث أيضا، فإذا كان الحديث مخالفا للأحاديث التي تعتبر أصولا في الشريعة، فليتريث في الأخذ به وفي استعماله دليلا حتى لا يتعجل ويتسرع فيضل هو بنفسه ويضل غيره ويندم في المستقبل إذا تبين له أنه أخطأ فيعجز عن رد الناس عن العمل بخطئه السابق.
والحمد لله الإنسان لا يكلف إلا وسعه، وإلا ما يقدر عليه. طيب. إذن. خصت هذه العشر في ماذا؟ في ليلة القدر وايش؟ والاعتكاف.
ثالثا : من خصائصه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحيي فيها الليل كله.
الشيخ : ثالثا : اختصت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يحيي فيها الليل كله، بينما يخلط العشرين الأول بالنوم والصلاة بأن ينام ويصلي لكن في العشر الأواخر يحييها صلى الله عليه وسلم كلها.
ولكن هل يحييها بالتهجد أم بكل عبادة تقرب إلى الله من التهجد وغيره، ولكن غالبها التهجد؟ الجواب : الثاني أو الأول؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني: لأننا نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام يفطر في أول الليل ويصلي الفرائض ويتعشى فيما يظهر، ونعلم أنه يتسحر أيضا، ونعلم أنه يحدث الناس كما جاءت إليه صفية تحدثه وهو معتكف في المسجد. ولكن كل عمل يقرب إلى الله عز وجل فإنه يعتبر من إحياء الليل.
ولكن لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحييها غالبها في قيامه.
وهذا والحمد لله حاصل للأمة الإسلامية إلى يومنا هذا، فإن الناس يقومون في أول الليل بما تيسر، ثم يقومون أيضا في آخر الليل أو أواسط الليل بما تيسر أيضا.
ولكن هل يحييها بالتهجد أم بكل عبادة تقرب إلى الله من التهجد وغيره، ولكن غالبها التهجد؟ الجواب : الثاني أو الأول؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني: لأننا نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام يفطر في أول الليل ويصلي الفرائض ويتعشى فيما يظهر، ونعلم أنه يتسحر أيضا، ونعلم أنه يحدث الناس كما جاءت إليه صفية تحدثه وهو معتكف في المسجد. ولكن كل عمل يقرب إلى الله عز وجل فإنه يعتبر من إحياء الليل.
ولكن لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحييها غالبها في قيامه.
وهذا والحمد لله حاصل للأمة الإسلامية إلى يومنا هذا، فإن الناس يقومون في أول الليل بما تيسر، ثم يقومون أيضا في آخر الليل أو أواسط الليل بما تيسر أيضا.
مسألة : هل قيام الليل محدد بعدد أم لا مع الدليل.؟
الشيخ : وهل القيام محدد بعدد لا يجوز الزيادة فيه ولا النقص منه أو أن الأمر فيه أوسع من ذلك؟
الجواب : الثاني، صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يزيد في رمضان وغيره على إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة. لكنه لم يقل للأمة لا تزيدوا على هذا العدد. وسلف هذه الأمة الذين هم أعلم الأمة بمراد الله ورسوله وأعلم الأمة بحكم الشريعة وأسرار الشريعة كانوا يزيدون على هذا العدد، ولا ينكر بعضهم على بعض.
ولهذا نقول : من قال بأنه لا يجوز النقص عن الإحدى عشرة فقد أخطأ، ومن قال إنه لا يجوز الزيادة على إحدى عشرة فقد أخطأ، لأن الواقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاقتصار على إحدى عشرة أو الثلاث عشرة، الواقع مجرد فعل، ومجرد الفعل حسب القواعد الأصولية الفقهية لا يدل على ايش؟ الوجوب، وإنما يدل على الاستحباب.
وحينئذ نقول : لا شك أن المستحب الاقتصار على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، ولا شك في أن الزيادة على ذلك لا تعد من المنكر، بل إن الأمر جائز وواسع، ولهذا لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : ما ترى في صلاة الليل؟ قال : ( مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى )، والسائل عن كيفية صلاة الليل هل يعلم عددها أو لا يعلم؟ الظاهر أنه لا يعلم، فإذا كان الظاهر من حاله أنه لا يعلم ولم يحدد له الرسول صلى الله عليه وسلم عددا علم أن الأمر في ذلك واسع، ولله الحمد. وهو كذلك، الأمر في ذلك واسع.
فإذا قال قائل : اقتصار الرسول صلى الله عليه وسلم على إحدى عشرة لا شك أنه فعل، ولكن هذا الفعل بُين حكمه في قوله : ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، فأمر أن نصلي كما رأيناه يصلي، ونحن لم نره صلى بالليل إلا كم؟ إلا إحدى عشرة ركعة، فما الجواب عن هذا الحديث؟ مع أنه أمر.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب من يضيف؟ تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم، طيب أحسنت.
الجواب: أن هذا منصب على الكيفية، ولم يقل صلوا قدر ما رأيتموني أصلي، لو قال: قدر ما رأيتموني أصلي قلنا لا تتجاوزوا القدر، لكن قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) فالتشبيه منصب على الكيفية، يعني: صلوا على الكيفية التي رأيتموني أصليها.
ثم هذا الحديث خاطب به مالك بن الحويرث، ومالك بن الحويرث ما شهد ولا رأى إلا صلاة الفرض، لأنه قدم وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقي عشرين ليلة، ولما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قد اشتاقوا إلى أهاليهم أمرهم أن يرجعوا إلى أهليهم ويعلموهم ويؤدبوهم، وقال لهم فيما أوصاهم به : ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، فدل ذلك على أن الأمر هنا أمر بلزوم الكيفية لا بقدر العدد.
طيب، إذن تبين - مافي سؤال - إذن تبين أن العدد في صلاة الليل ليس محصورا في شيء معين على سبيل أتموا ؟ على سبيل الحصر
الطالب : الحصر
الشيخ : على سبيل الوجوب، وإنما هو على سبيل الاستحباب.
فإن قال قائل : ما ترون في رجل يرى أن السنة الاقتصار على هذا العدد لكنه يصلي خلف إمام يزيد على هذا العدد؟ فهل السنة أن يفارق الإمام ليقتصر على إحدى عشرة أو أن يوافق الإمام ليحصل له قيام ليلة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) ؟
الجواب : الثاني أم الأول؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني بلا شك، هذا هو السنة، لأن موافقة المسلمين أمر هام في الشريعة، ولسنا نحن أعظم حرصا من الصحابة رضي الله عنهم على موافقة الشرع، ولسنا أعمق منهم فقها، وقد كانوا يخالفون ما يرونه من أجل الموافقة وعدم الاختلاف.
وأضرب لذلك مثلا أشد من مخالفة الإمام في العدد في صلاة الليل.
الجواب : الثاني، صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يزيد في رمضان وغيره على إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة. لكنه لم يقل للأمة لا تزيدوا على هذا العدد. وسلف هذه الأمة الذين هم أعلم الأمة بمراد الله ورسوله وأعلم الأمة بحكم الشريعة وأسرار الشريعة كانوا يزيدون على هذا العدد، ولا ينكر بعضهم على بعض.
ولهذا نقول : من قال بأنه لا يجوز النقص عن الإحدى عشرة فقد أخطأ، ومن قال إنه لا يجوز الزيادة على إحدى عشرة فقد أخطأ، لأن الواقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاقتصار على إحدى عشرة أو الثلاث عشرة، الواقع مجرد فعل، ومجرد الفعل حسب القواعد الأصولية الفقهية لا يدل على ايش؟ الوجوب، وإنما يدل على الاستحباب.
وحينئذ نقول : لا شك أن المستحب الاقتصار على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، ولا شك في أن الزيادة على ذلك لا تعد من المنكر، بل إن الأمر جائز وواسع، ولهذا لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : ما ترى في صلاة الليل؟ قال : ( مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى )، والسائل عن كيفية صلاة الليل هل يعلم عددها أو لا يعلم؟ الظاهر أنه لا يعلم، فإذا كان الظاهر من حاله أنه لا يعلم ولم يحدد له الرسول صلى الله عليه وسلم عددا علم أن الأمر في ذلك واسع، ولله الحمد. وهو كذلك، الأمر في ذلك واسع.
فإذا قال قائل : اقتصار الرسول صلى الله عليه وسلم على إحدى عشرة لا شك أنه فعل، ولكن هذا الفعل بُين حكمه في قوله : ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، فأمر أن نصلي كما رأيناه يصلي، ونحن لم نره صلى بالليل إلا كم؟ إلا إحدى عشرة ركعة، فما الجواب عن هذا الحديث؟ مع أنه أمر.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب من يضيف؟ تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم، طيب أحسنت.
الجواب: أن هذا منصب على الكيفية، ولم يقل صلوا قدر ما رأيتموني أصلي، لو قال: قدر ما رأيتموني أصلي قلنا لا تتجاوزوا القدر، لكن قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) فالتشبيه منصب على الكيفية، يعني: صلوا على الكيفية التي رأيتموني أصليها.
ثم هذا الحديث خاطب به مالك بن الحويرث، ومالك بن الحويرث ما شهد ولا رأى إلا صلاة الفرض، لأنه قدم وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقي عشرين ليلة، ولما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قد اشتاقوا إلى أهاليهم أمرهم أن يرجعوا إلى أهليهم ويعلموهم ويؤدبوهم، وقال لهم فيما أوصاهم به : ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، فدل ذلك على أن الأمر هنا أمر بلزوم الكيفية لا بقدر العدد.
طيب، إذن تبين - مافي سؤال - إذن تبين أن العدد في صلاة الليل ليس محصورا في شيء معين على سبيل أتموا ؟ على سبيل الحصر
الطالب : الحصر
الشيخ : على سبيل الوجوب، وإنما هو على سبيل الاستحباب.
فإن قال قائل : ما ترون في رجل يرى أن السنة الاقتصار على هذا العدد لكنه يصلي خلف إمام يزيد على هذا العدد؟ فهل السنة أن يفارق الإمام ليقتصر على إحدى عشرة أو أن يوافق الإمام ليحصل له قيام ليلة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) ؟
الجواب : الثاني أم الأول؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني بلا شك، هذا هو السنة، لأن موافقة المسلمين أمر هام في الشريعة، ولسنا نحن أعظم حرصا من الصحابة رضي الله عنهم على موافقة الشرع، ولسنا أعمق منهم فقها، وقد كانوا يخالفون ما يرونه من أجل الموافقة وعدم الاختلاف.
وأضرب لذلك مثلا أشد من مخالفة الإمام في العدد في صلاة الليل.
ذكر قصة عبد الله بن مسعود مع عثمان بن عفان لما أتم الصلاة في منى.
الشيخ : كان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أبي بكر وعمر وعثمان أول خلافته أن الناس في منى يقصرون الصلاة في الحج، معنى تقصير الصلاة: يصلون الظهر والعصر والمغرب على ركعتين.
الطلاب : العشاء.
الشيخ : خطأ؟ يصلون الظهر والعصر والعشاء على ركعتين، ومضى على ذلك في عهد عثمان ثمان سنوات وهو يصلي الرباعية ركعتين، وخلافته كم دامت؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ، اثنتا عشرة سنة.
الطلاب : العشاء.
الشيخ : خطأ؟ يصلون الظهر والعصر والعشاء على ركعتين، ومضى على ذلك في عهد عثمان ثمان سنوات وهو يصلي الرباعية ركعتين، وخلافته كم دامت؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ، اثنتا عشرة سنة.
اضيفت في - 2006-04-10