فتاوى الحرم المكي-1409-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
الكلام حول يوم الجمعة وبيان فضله.
الشيخ : وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإننا في هذه الليلة ليلة الجمعة الموافق ل23 كان من المناسب أن نذكر ما يتعلق بيوم الجمعة.
فيوم الجمعة هو عيد الأسبوع الذي هدى الله سبحانه وتعالى هذه الأمة إليه، وأضل عنه اليهود والنصارى، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، أما هذه الأمة فهداها الله تعالى لهذا اليوم المبارك الذي فيه ابتداء الخلق، وفيه انتهاء الخلق، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله.
فإننا في هذه الليلة ليلة الجمعة الموافق ل23 كان من المناسب أن نذكر ما يتعلق بيوم الجمعة.
فيوم الجمعة هو عيد الأسبوع الذي هدى الله سبحانه وتعالى هذه الأمة إليه، وأضل عنه اليهود والنصارى، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، أما هذه الأمة فهداها الله تعالى لهذا اليوم المبارك الذي فيه ابتداء الخلق، وفيه انتهاء الخلق، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله.
من خصائص يوم الجمعة ألا يخص بعبادة.
الشيخ : ومن خصائص هذا اليوم : أنه لا يُخص يومه بصيام ولا ليلته بقيام، بل ينهى الإنسان أن يصوم يوم الجمعة على وجه التخصيص لهذا اليوم.
أما لو كان على وجه العادة مثل أن يكون عادته أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، فيصادف يوم الجمعة يوم عادته فلا بأس.
وكذلك لو كان عليه قضاء من رمضان ولا يفرغ لصوم القضاء إلا يوم الجمعة فلا بأس أن يصوم يوم الجمعة، لأنه لم يخصصه.
ونهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن تخص ليلة الجمعة بقيام، يعني: ألا يقوم الليل إلا ليلة الجمعة، بل إن كان من عادته أن يقوم في ليلة الجمعة وفي غيرها، وإلا فلا يخص ليلة الجمعة بقيام.
أما لو كان على وجه العادة مثل أن يكون عادته أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، فيصادف يوم الجمعة يوم عادته فلا بأس.
وكذلك لو كان عليه قضاء من رمضان ولا يفرغ لصوم القضاء إلا يوم الجمعة فلا بأس أن يصوم يوم الجمعة، لأنه لم يخصصه.
ونهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن تخص ليلة الجمعة بقيام، يعني: ألا يقوم الليل إلا ليلة الجمعة، بل إن كان من عادته أن يقوم في ليلة الجمعة وفي غيرها، وإلا فلا يخص ليلة الجمعة بقيام.
من خصائص يوم الجمعة وجوب الإغتسال فيه.
الشيخ : ومن خصائص هذا اليوم : أنه يجب على الإنسان أن يغتسل فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ولكن هذا الغسل الواجب ليس شرطاً لصحة صلاة الجمعة، لأنه ليس غسلاً عن حدث حتى يقال إنه شرط لصحة صلاة الجمعة، بل من لم يغتسل يوم الجمعة فقد أخل بواجب، ولكنه لو صلى بدون غسل فصلاته صحيحة، بخلاف ما لو كان عليه جنابة وصلى يوم الجمعة ولم يغتسل أو غير يوم الجمعة ولم يغتسل فصلاته غير صحيحة.
فهنا يفرق بين الواجب والشرط، والرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( غسل الجمعة واجب ).
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دخل عثمان وعمر يخطب رضي الله عنهما كأنه لامه على تأخره عن حضور الصلاة أو عن التقدم إلى الجمعة، فقال : ( ما زدت على أن توضأت ثم أتيت )، فقال : ( والوضوء أيضا )، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل )، فلامه أمام الناس على اقتصاره على الوضوء مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل )، ولكن لم يقل له عمر : إنك لو صليت الجمعة لبطلت صلاتك.
وحينئذ نقول : إن غسل الجمعة واجب ولكنه ليس بشرط لصحة الصلاة، بل لو صلى بدونه فصلاته صحيحة ولكنه تارك للواجب الذي أوجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن هذا الغسل الواجب ليس شرطاً لصحة صلاة الجمعة، لأنه ليس غسلاً عن حدث حتى يقال إنه شرط لصحة صلاة الجمعة، بل من لم يغتسل يوم الجمعة فقد أخل بواجب، ولكنه لو صلى بدون غسل فصلاته صحيحة، بخلاف ما لو كان عليه جنابة وصلى يوم الجمعة ولم يغتسل أو غير يوم الجمعة ولم يغتسل فصلاته غير صحيحة.
فهنا يفرق بين الواجب والشرط، والرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( غسل الجمعة واجب ).
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دخل عثمان وعمر يخطب رضي الله عنهما كأنه لامه على تأخره عن حضور الصلاة أو عن التقدم إلى الجمعة، فقال : ( ما زدت على أن توضأت ثم أتيت )، فقال : ( والوضوء أيضا )، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل )، فلامه أمام الناس على اقتصاره على الوضوء مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل )، ولكن لم يقل له عمر : إنك لو صليت الجمعة لبطلت صلاتك.
وحينئذ نقول : إن غسل الجمعة واجب ولكنه ليس بشرط لصحة الصلاة، بل لو صلى بدونه فصلاته صحيحة ولكنه تارك للواجب الذي أوجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من خصائص يوم الجمعة الصلاة الجهرية مع أنها نهارية.
الشيخ : ومن خصائص يوم الجمعة : أن فيه هذه الصلاة التي تخالف غيرها من الصلوات. فهذه الصلاة تكون جهرية أي أن الإمام يجهر فيها في القراءة مع أنها صلاة نهارية، ولكنا إذا تأملنا وجدنا أن الصلاة النهارية إذا كانت صلاة يجتمع الناس إليها فالمشروع فيها الجهر، ألم تروا إلى صلاة العيد حيث كان الناس يجتمعون إليها صارت السنة فيها أن يجهر الإمام بالقراءة، صلاة الخسوف، حيث كان الناس يجتمعون إليها صارت السنة للإمام أن يجهر فيها بالقراءة، لأن صلاة الكسوف الأفضل فيها أن يجتمع الناس في مسجد واحد، في المساجد الجوامع، وأن يجهر الإمام بالقراءة، وأن يخطبهم إذا فرغ من الصلاة خطبة يعظهم فيها، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
من خصائص يوم الجمعة ساعة الإستجابة.
الشيخ : ومن خصائص هذا اليوم - أعني يوم الجمعة - : أن فيه هذه الساعة التي أشرنا إليها، ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه.
وهذه الساعة اختلف العلماء في تعيينها على أكثر من أربعين قولاً، ولكن أقرب الأقوال فيها قولان :
القول الأول : أنها ما بين أن يخرج الإمام إلى الناس للصلاة إلى أن تقضى الصلاة، فإن هذه أرجى الأوقات موافقة لساعة الإجابة، لما رواه مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه، وهي ساعة كما تعلمون يجتمع المسلمون فيها على فريضة من فرائض الله ويدعون الله، فهي أقرب ما يكون موافقة لساعة الإجابة، ولهذا ينبغي أن يحرص الإنسان في هذه الساعة على الدعاء، ولاسيما في الصلاة، ومحل الدعاء في الصلاة إما في السجود، وإما بعد التشهد، وإما في الجلسة بين السجدتين، فينبغي أن يحرص الإنسان على الدعاء في صلاة الجمعة، وأن يستشعر أن هذا من أرجى أوقات يوم الجمعة إجابة.
أما الساعة الثانية فهي : بعد العصر، والإنسان بعد العصر قد يكون قائماً يصلي، كما لو دخل المسجد قبل غروب الشمس فإنه إذا دخل المسجد لا يجلس حتى يصلي ركعتين حتى ولو كان بعد العصر، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ).
وقد ذكرنا ضابطا في هذه المسألة في أول جلسة جلسناها هنا وقلنا : إن ايش؟ كل صلاة لها سبب فإنها تصلى في وقت النهي، وليس عنها نهي.
وهذه الساعة اختلف العلماء في تعيينها على أكثر من أربعين قولاً، ولكن أقرب الأقوال فيها قولان :
القول الأول : أنها ما بين أن يخرج الإمام إلى الناس للصلاة إلى أن تقضى الصلاة، فإن هذه أرجى الأوقات موافقة لساعة الإجابة، لما رواه مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه، وهي ساعة كما تعلمون يجتمع المسلمون فيها على فريضة من فرائض الله ويدعون الله، فهي أقرب ما يكون موافقة لساعة الإجابة، ولهذا ينبغي أن يحرص الإنسان في هذه الساعة على الدعاء، ولاسيما في الصلاة، ومحل الدعاء في الصلاة إما في السجود، وإما بعد التشهد، وإما في الجلسة بين السجدتين، فينبغي أن يحرص الإنسان على الدعاء في صلاة الجمعة، وأن يستشعر أن هذا من أرجى أوقات يوم الجمعة إجابة.
أما الساعة الثانية فهي : بعد العصر، والإنسان بعد العصر قد يكون قائماً يصلي، كما لو دخل المسجد قبل غروب الشمس فإنه إذا دخل المسجد لا يجلس حتى يصلي ركعتين حتى ولو كان بعد العصر، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ).
وقد ذكرنا ضابطا في هذه المسألة في أول جلسة جلسناها هنا وقلنا : إن ايش؟ كل صلاة لها سبب فإنها تصلى في وقت النهي، وليس عنها نهي.
من خصائص يوم الجمعة التبكير في حضور المسجد.
الشيخ : ومن خصائص هذا اليوم : أنه ينبغي للإنسان أن يبكر في الحضور إلى المسجد، ( فإن من اغتسل يوم الجمعة ثم جاء إلى المسجد في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، وفي الساعة الثانية كأنما قرب بقرة، وفي الثالثة كأنما قرب كبشاً أقرن، وفي الرابعة كأنما قرب دجاجة، وفي الخامسة كأنما قرب بيضة، فإذا حضر الإمام حضرت الملائكة وطويت الصحف ) ولم يكتب لأحد أجر التقدم، لأنه انتهى وقت التقدم بحضور الإمام.
وبهذه المناسبة أود أن أنصح إخواني المسلمين في التقدم إلى الجمعة، فإن كثيرا من الناس بل أكثر الناس تجدهم يقطعون الوقت ويضيعونه يوم الجمعة في أمور لا فائدة منها فيحرمون أنفسهم من هذا الأجر، ولو أنهم تقدموا بعد أن يغتسلوا ثم صلوا ما يسر الله لهم، وجلسوا يقرؤون القرآن، ويذكرون الله عز وجل حتى يحضر الإمام، أو صاروا يصلون حتى يحضر الإمام لكان ذلك خيراً لهم، هذا ما أردت أن أتكلم فيه حول يوم الجمعة.
وبهذه المناسبة أود أن أنصح إخواني المسلمين في التقدم إلى الجمعة، فإن كثيرا من الناس بل أكثر الناس تجدهم يقطعون الوقت ويضيعونه يوم الجمعة في أمور لا فائدة منها فيحرمون أنفسهم من هذا الأجر، ولو أنهم تقدموا بعد أن يغتسلوا ثم صلوا ما يسر الله لهم، وجلسوا يقرؤون القرآن، ويذكرون الله عز وجل حتى يحضر الإمام، أو صاروا يصلون حتى يحضر الإمام لكان ذلك خيراً لهم، هذا ما أردت أن أتكلم فيه حول يوم الجمعة.
تفسير قوله تعالى :" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم" .
الشيخ : أما ما أريد أن أعلق فيه على قراءتنا في هذه الليلة، فكلنا سمعنا القارئ يقول أو يقرأ قول الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ )) إلى آخر الآيات. ففي هذه الآيات الكريمة يخبر الله سبحانه وتعالى عن جزاء الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، أي: أنهم أقروا واعترفوا بأن الله وحده هو ربهم. ونستفيد هذا الحصر من تعريف ركني الجملة، أي جملة؟ (( ربنا الله ))، وأين ركناها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا.
الطالب : ... .
الشيخ : ربنا هذا الركن الأول وهو المبتدأ، والله الركن الثاني وهو الخبر، والركنان هنا معرفتان.
وقد ذكر علماء البلاغة أن من طرق الحصر تعريف الركنين في الجملة بأن يكون طرفاها معرفتين، أي: ربنا الله وحده لا رب لنا غيره، وهذا هو تحقيق التوحيد، ثم استقاموا على شريعة الله، وهذا تحقيق المتابعة.
يقول عز وجل : (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ألا تخافوا وتحزنوا )) (( تتنزل عليهم )) متى؟
هل هو عند الموت أو في كل موطن خوف؟
الجواب : الثاني أم الأول؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الثاني، لأن الثاني أعم، في كل موطن خوف تتنزل عليهم الملائكة لتطمئنهم وتقرر نفوسهم ألا تخافوا ولا تحزنوا.
ألا تخافوا على شيء مستقبل، ولا تحزنوا على شيء ماض.
والإنسان دائما يغتم من الماضي ويهتم بالمستقبل، فإذا انتفى عنه الخوف من المستقبل والحزن على الماضي تمت لهم الراحة والطمأنينة. إذن الخوف يا أخ، الخوف من أي شيء؟ أجب بارك الله فيك؟ لا هذا، نعم. أجب، ما في جواب؟ نعم.
الطالب : الخوف يكون عن المستقبل والحزن يكون عن الماضي.
الشيخ : نعم أحسنت. ألا تخافوا من مستقبل ولاتحزنوا على ماضي.
(( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )).
فلما نفى عنهم ما يخافون ويحزنون أثبت لهم مايسرون به (( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة )).
فالملائكة أولياء للمؤمنين في الدنيا وفي الآخرة. ولهذا تجد المؤمن يسدد دائما في أقواله وأفعاله، لأن الله سبحانه وتعالى يسخر الملائكة لتثبيته كما قال الله تعالى : (( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا )).
(( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم )) أي في الآخرة. (( ولكم فيها ما تدعون )) ما تطلبون. وهذا تمام النعيم، بل إن الله عز وجل يقول في سورة ق : (( لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد )).
ثم قال عز وجل : (( نزلا من غفور رحيم )). والنزل معناها الضيافة التي تقدم للضيف، فهؤلاء يحصل لهم ما يشتهون وما يدعون نزلا من الله عز وجل، بمغفرته لهم ورحمته إياهم وصلوا إلى هذا النزل (( نزلا من غفور رحيم )).
الطالب : ... .
الشيخ : لا.
الطالب : ... .
الشيخ : ربنا هذا الركن الأول وهو المبتدأ، والله الركن الثاني وهو الخبر، والركنان هنا معرفتان.
وقد ذكر علماء البلاغة أن من طرق الحصر تعريف الركنين في الجملة بأن يكون طرفاها معرفتين، أي: ربنا الله وحده لا رب لنا غيره، وهذا هو تحقيق التوحيد، ثم استقاموا على شريعة الله، وهذا تحقيق المتابعة.
يقول عز وجل : (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ألا تخافوا وتحزنوا )) (( تتنزل عليهم )) متى؟
هل هو عند الموت أو في كل موطن خوف؟
الجواب : الثاني أم الأول؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الثاني، لأن الثاني أعم، في كل موطن خوف تتنزل عليهم الملائكة لتطمئنهم وتقرر نفوسهم ألا تخافوا ولا تحزنوا.
ألا تخافوا على شيء مستقبل، ولا تحزنوا على شيء ماض.
والإنسان دائما يغتم من الماضي ويهتم بالمستقبل، فإذا انتفى عنه الخوف من المستقبل والحزن على الماضي تمت لهم الراحة والطمأنينة. إذن الخوف يا أخ، الخوف من أي شيء؟ أجب بارك الله فيك؟ لا هذا، نعم. أجب، ما في جواب؟ نعم.
الطالب : الخوف يكون عن المستقبل والحزن يكون عن الماضي.
الشيخ : نعم أحسنت. ألا تخافوا من مستقبل ولاتحزنوا على ماضي.
(( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )).
فلما نفى عنهم ما يخافون ويحزنون أثبت لهم مايسرون به (( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة )).
فالملائكة أولياء للمؤمنين في الدنيا وفي الآخرة. ولهذا تجد المؤمن يسدد دائما في أقواله وأفعاله، لأن الله سبحانه وتعالى يسخر الملائكة لتثبيته كما قال الله تعالى : (( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا )).
(( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم )) أي في الآخرة. (( ولكم فيها ما تدعون )) ما تطلبون. وهذا تمام النعيم، بل إن الله عز وجل يقول في سورة ق : (( لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد )).
ثم قال عز وجل : (( نزلا من غفور رحيم )). والنزل معناها الضيافة التي تقدم للضيف، فهؤلاء يحصل لهم ما يشتهون وما يدعون نزلا من الله عز وجل، بمغفرته لهم ورحمته إياهم وصلوا إلى هذا النزل (( نزلا من غفور رحيم )).
7 - تفسير قوله تعالى :" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم" . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى :" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ".
الشيخ : (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )).
كلمة (من) هل هي موصولة أو شرطية أو استفهامية أو ماذا؟
الطالب : اسم موصول.
الشيخ : توافقون على هذا؟ يقول إنها موصولة.
الطالب : ...
الشيخ : استفهامية؟ توافقونه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، هي استفهامية، (( من أحسن ))، لكن هذا الاستفهام بمعنى النفي، أي: لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى الله.
فإذا قال قائل : ما هو الفائدة من كون الاستفهام يقع موقع النفي؟
قلنا: إن الاستفهام إذا جاء مرادا به النفي صار مشربا بالتحدي، يعني كأن المتكلم يتحدى المخاطب، يقول : أرني أحدا أحسن من كذا وكذا؟
يعني لا أحد أحسن، وإذا كنت تدعي ذلك فأرنيه، من الأحسن؟ أين الأحسن؟
وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها: كلما جاء الاستفهام بمعنى النفي كان مشربا معنى ايش؟ التحدي.
لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى الله.
وتأمل قوله : (( ممن دعا إلى الله )) أي: إلى دين الله عز وجل، ليس يدعو الناس إلى قوله، وهناك فرق بين شخص يدعو الناس إلى قوله ويريد أن ينتصر لقوله سواء أخطأ أم أصاب، وبين شخص يدعو الناس إلى سبيل الله.
الأول ليس يدعو للهدى وإنما يدعو للهوى، والثاني هو الذي يدعو للهدى.
نعم لو أن الإنسان دعا لقوله على أنه هو الحق لا لأنه قوله فقد لا يلام على ذلك، أما أن ينتصر لنفسه ويريد من الناس أن يأخذوا بقوله لأنه قوله فهذا خطأ عظيم، وهذا الذي يريد من الناس أن يقبلوا قوله لأنه قوله قد نزل نفسه منزلة..
فلا تشعر بأنك تدعو الناس إلى قولك لأنه قولك، ولكن تدعوهم إلى قولك، لأنه قول الله ورسوله أي: لأنه هو الذي دل عليه قول الله ورسوله، فلا أحد أحسن ممن دعا إلى الله.
ومن علامات كون الرجل يدعو إلى قوله لأنه قوله: أنك تجده إذا خالفه الناس في اجتهاده يغضب وربما يعاديهم وربما يتخذ من ذلك المخالفة تسلطا على هذا المخالف بالقدح فيه في المجالس وفي كل مناسبة، وهذا يدل على أن الرجل لا يريد الحق، لأن الإنسان الذي يريد الحق إذا أخذ به فإنه يعذر غيره إذا أخذ به. فأنت مثلا إذا كنت تخالفني في رأي ليس من حقي أن ألومك أو أعتب عليك، كما أنه ليس من حقك أن تلومني أو تعتب علي، لأني لو لمتك لكنت أنت بنفسك توجه إلي هذا، وتقول: أنا ألومك أن تخالفني.
والإنسان الذي يريد الحق هو الذي يفقه الحق بقدر استطاعته ولا يلوم غيره إذا خالفه فيما يسوغ فيه الاجتهاد.
وهذا له أمثلة كثيرة، منها: لو رأيت شخصا إذا قام يصلي لا يضع يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة، فكم من الناس من يكره هذا الرجل ويبغضه ويعاديه ويتكلم فيه في المجالس، مع أن هذا الرجل قد خالفه بدليل كان عنده، وهذا خطا، بل أنت يجب عليك أن تعذره فيما يسوغ فيه الاجتهاد.
كذلك لو رأيت إنسانا إذا نزل إلى السجود يقدم يديه وأنت ترى أن الراجح أن يقدم ركبتيه فليس من حقك أن تلومه على اجتهاده، وأن تجعل من ذلك سلما للكلام فيه بين الناس والقدح فيه، لأنك إذا سلكت هذا الطريق فسوف يسلك هو هذا الطريق معك أيضا. ويحصل التنازع والتفرق والتباغض.
ولو رأيت شخصا إذا قام إلى الثانية أو إلى الرابعة في الرباعية جلس قليلا ثم قام، فصرت تلومه على هذا الجلوس فهذا أيضا ليس من حقك، لأن هذا الرجل جلس عن ايش؟ عن اجتهاد، هذا الذي أداه إليه اجتهاده، فإن لمته على فعل ما أداه إليه اجتهاده، فله الحق أن يلومك في ترك الشيء الذي أداك إليه اجتهادك.
فالمهم أن الداعي إلى الله حقيقة هو الذي لا يدعو الناس إلى قوله لأنه قوله، بل يدعو الناس للحق وإن كان هو الذي قال به، ففرق بين من يدعو الناس إلى الحق ويكون هو الذي قال به، وبين من يدعو الناس إلى قوله على كل حال.
كلمة (من) هل هي موصولة أو شرطية أو استفهامية أو ماذا؟
الطالب : اسم موصول.
الشيخ : توافقون على هذا؟ يقول إنها موصولة.
الطالب : ...
الشيخ : استفهامية؟ توافقونه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، هي استفهامية، (( من أحسن ))، لكن هذا الاستفهام بمعنى النفي، أي: لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى الله.
فإذا قال قائل : ما هو الفائدة من كون الاستفهام يقع موقع النفي؟
قلنا: إن الاستفهام إذا جاء مرادا به النفي صار مشربا بالتحدي، يعني كأن المتكلم يتحدى المخاطب، يقول : أرني أحدا أحسن من كذا وكذا؟
يعني لا أحد أحسن، وإذا كنت تدعي ذلك فأرنيه، من الأحسن؟ أين الأحسن؟
وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها: كلما جاء الاستفهام بمعنى النفي كان مشربا معنى ايش؟ التحدي.
لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى الله.
وتأمل قوله : (( ممن دعا إلى الله )) أي: إلى دين الله عز وجل، ليس يدعو الناس إلى قوله، وهناك فرق بين شخص يدعو الناس إلى قوله ويريد أن ينتصر لقوله سواء أخطأ أم أصاب، وبين شخص يدعو الناس إلى سبيل الله.
الأول ليس يدعو للهدى وإنما يدعو للهوى، والثاني هو الذي يدعو للهدى.
نعم لو أن الإنسان دعا لقوله على أنه هو الحق لا لأنه قوله فقد لا يلام على ذلك، أما أن ينتصر لنفسه ويريد من الناس أن يأخذوا بقوله لأنه قوله فهذا خطأ عظيم، وهذا الذي يريد من الناس أن يقبلوا قوله لأنه قوله قد نزل نفسه منزلة..
فلا تشعر بأنك تدعو الناس إلى قولك لأنه قولك، ولكن تدعوهم إلى قولك، لأنه قول الله ورسوله أي: لأنه هو الذي دل عليه قول الله ورسوله، فلا أحد أحسن ممن دعا إلى الله.
ومن علامات كون الرجل يدعو إلى قوله لأنه قوله: أنك تجده إذا خالفه الناس في اجتهاده يغضب وربما يعاديهم وربما يتخذ من ذلك المخالفة تسلطا على هذا المخالف بالقدح فيه في المجالس وفي كل مناسبة، وهذا يدل على أن الرجل لا يريد الحق، لأن الإنسان الذي يريد الحق إذا أخذ به فإنه يعذر غيره إذا أخذ به. فأنت مثلا إذا كنت تخالفني في رأي ليس من حقي أن ألومك أو أعتب عليك، كما أنه ليس من حقك أن تلومني أو تعتب علي، لأني لو لمتك لكنت أنت بنفسك توجه إلي هذا، وتقول: أنا ألومك أن تخالفني.
والإنسان الذي يريد الحق هو الذي يفقه الحق بقدر استطاعته ولا يلوم غيره إذا خالفه فيما يسوغ فيه الاجتهاد.
وهذا له أمثلة كثيرة، منها: لو رأيت شخصا إذا قام يصلي لا يضع يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة، فكم من الناس من يكره هذا الرجل ويبغضه ويعاديه ويتكلم فيه في المجالس، مع أن هذا الرجل قد خالفه بدليل كان عنده، وهذا خطا، بل أنت يجب عليك أن تعذره فيما يسوغ فيه الاجتهاد.
كذلك لو رأيت إنسانا إذا نزل إلى السجود يقدم يديه وأنت ترى أن الراجح أن يقدم ركبتيه فليس من حقك أن تلومه على اجتهاده، وأن تجعل من ذلك سلما للكلام فيه بين الناس والقدح فيه، لأنك إذا سلكت هذا الطريق فسوف يسلك هو هذا الطريق معك أيضا. ويحصل التنازع والتفرق والتباغض.
ولو رأيت شخصا إذا قام إلى الثانية أو إلى الرابعة في الرباعية جلس قليلا ثم قام، فصرت تلومه على هذا الجلوس فهذا أيضا ليس من حقك، لأن هذا الرجل جلس عن ايش؟ عن اجتهاد، هذا الذي أداه إليه اجتهاده، فإن لمته على فعل ما أداه إليه اجتهاده، فله الحق أن يلومك في ترك الشيء الذي أداك إليه اجتهادك.
فالمهم أن الداعي إلى الله حقيقة هو الذي لا يدعو الناس إلى قوله لأنه قوله، بل يدعو الناس للحق وإن كان هو الذي قال به، ففرق بين من يدعو الناس إلى الحق ويكون هو الذي قال به، وبين من يدعو الناس إلى قوله على كل حال.
8 - تفسير قوله تعالى :" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ". أستمع حفظ
بيان العمل الصالح وذكر ركناه الإخلاص والمتابعة .
الشيخ : قال الله تعالى : (( وعمل صالحا )) ما هو العمل الصالح؟
العمل الصالح ما جمع وصفين : أن يكون خالصا لله، وأن يكون صوابا على شريعة الله، أي: موافقا للشريعة.
ولا تتحقق الموافقة للشريعة إلا إذا كانت العبادة موافقة للشريعة في أمور ستة، ذكرناها في العام الماضي، فمن يحفظها منكم؟ أمور ستة؟ تفضل.
الطالب : أن توافق العبادة الشريعة الإسلامية في سبب العبادة.
الشيخ : في سبب العبادة.
الطالب : وجنسها.
الشيخ : وجنسها.
الطالب : وقدرها.
الشيخ : ... وقدرها.
الطالب : وكيفيتها.
الشيخ : وكيفيتها.
الطالب : وزمانها ومكانها.
الشيخ : ورزمانها ومكانها، تمام، استرح.
العمل الصالح ما جمع وصفين : أن يكون خالصا لله، وأن يكون صوابا على شريعة الله، أي: موافقا للشريعة.
ولا تتحقق الموافقة للشريعة إلا إذا كانت العبادة موافقة للشريعة في أمور ستة، ذكرناها في العام الماضي، فمن يحفظها منكم؟ أمور ستة؟ تفضل.
الطالب : أن توافق العبادة الشريعة الإسلامية في سبب العبادة.
الشيخ : في سبب العبادة.
الطالب : وجنسها.
الشيخ : وجنسها.
الطالب : وقدرها.
الشيخ : ... وقدرها.
الطالب : وكيفيتها.
الشيخ : وكيفيتها.
الطالب : وزمانها ومكانها.
الشيخ : ورزمانها ومكانها، تمام، استرح.
بيان أن العبادة لا تكون موافقة للشريعة إلا إذا وافقت الشريعة في أمور ستة : السبب والجنس والقدر والكيفية والزمان والمكان.
الشيخ : يعني لا تكون العبادة موافقة للشريعة إلا إذا وافقت الشريعة في أمور ستة : في سببها، وجنسها، وقدرها، وكيفيتها، وزمانها، ومكانها.
فلو أن أحدا من الناس تعبد لله عبادة بسبب غير شرعي فعبادته مردودة عليه، مثل: لو تعبد لله عز وجل بالثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة مولده، قلنا: هذا بدعة مردودة على من قام بها، لماذا؟ لأن الشرع لم يجعل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم سببا للثناء عليه والاجتماع على الصلاة عليه، وما أشبه ذلك. طيب، ايش؟ في جنسها.
لو تعبد الإنسان لله بعبادة بجنس غير مشروع، مثل: أن يضحي الإنسان بفرس، رجل ضحى بفرس، معلوم أن الفرس أغلى في الغالب من البقرة، فهل تجزئ أضحية الفرس؟
الطالب : لا.
الشيخ : لماذا؟ لأنه ليس موافقا للشريعة في الجنس، لأن الأضاحي لا تشرع إلا من بهيمة الأنعام.
طيب، القدر، لو أن إنسانا أحدث أذكارا معينة بعدد معين وقال سأسبح ألف مرة وأهلل ألف مرة واتخذ ذلك شرعا، قلنا: هذا بدعة، ينهى الإنسان عنها لأنها لا توافق الشرع في العدد. بقي؟
الطالب : الكيفية.
الشيخ : الكيفية، لو تعبد لله تعالى بعبادة على غير الكيفية المشروعة فإنها لا تقبل لمخالفتها للشرع في الكيفية، مثل: أن يتوضأ فيبدأ أولا بقدميه ثم برأسه ثم بيديه ثم بوجهه ثم، لا يقبل هذا الوضوء، لماذا؟ لأنه مخالف للشريعة في الكيفية، ولو سجد في الصلاة قبل الركوع لم تصح الصلاة، لأنها مخالفة للشرع في الكيفية.
بقي الزمان.
الزمان، لو أن الإنسان ضحى أو ذبح أضحيته يوم عرفة قبل يوم العيد لكانت الأضحية غير مقبولة، لماذا؟ لأنها مخالفة للشريعة في الزمان.
طيب، المكان.
لو أن الإنسان اعتكف في بيته في أيام العشر الأخيرة من رمضان، قلنا: هذا الاعتكاف لا يصح، لماذا؟ لمخالفته للشريعة في المكان، لأن الاعتكاف لايصح إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، في مسجد تقام فيه الجماعة في أي مكان في الأرض، كل المساجد في الأرض يصح فيها الاعتكاف.
فلو أن أحدا من الناس تعبد لله عبادة بسبب غير شرعي فعبادته مردودة عليه، مثل: لو تعبد لله عز وجل بالثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة مولده، قلنا: هذا بدعة مردودة على من قام بها، لماذا؟ لأن الشرع لم يجعل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم سببا للثناء عليه والاجتماع على الصلاة عليه، وما أشبه ذلك. طيب، ايش؟ في جنسها.
لو تعبد الإنسان لله بعبادة بجنس غير مشروع، مثل: أن يضحي الإنسان بفرس، رجل ضحى بفرس، معلوم أن الفرس أغلى في الغالب من البقرة، فهل تجزئ أضحية الفرس؟
الطالب : لا.
الشيخ : لماذا؟ لأنه ليس موافقا للشريعة في الجنس، لأن الأضاحي لا تشرع إلا من بهيمة الأنعام.
طيب، القدر، لو أن إنسانا أحدث أذكارا معينة بعدد معين وقال سأسبح ألف مرة وأهلل ألف مرة واتخذ ذلك شرعا، قلنا: هذا بدعة، ينهى الإنسان عنها لأنها لا توافق الشرع في العدد. بقي؟
الطالب : الكيفية.
الشيخ : الكيفية، لو تعبد لله تعالى بعبادة على غير الكيفية المشروعة فإنها لا تقبل لمخالفتها للشرع في الكيفية، مثل: أن يتوضأ فيبدأ أولا بقدميه ثم برأسه ثم بيديه ثم بوجهه ثم، لا يقبل هذا الوضوء، لماذا؟ لأنه مخالف للشريعة في الكيفية، ولو سجد في الصلاة قبل الركوع لم تصح الصلاة، لأنها مخالفة للشرع في الكيفية.
بقي الزمان.
الزمان، لو أن الإنسان ضحى أو ذبح أضحيته يوم عرفة قبل يوم العيد لكانت الأضحية غير مقبولة، لماذا؟ لأنها مخالفة للشريعة في الزمان.
طيب، المكان.
لو أن الإنسان اعتكف في بيته في أيام العشر الأخيرة من رمضان، قلنا: هذا الاعتكاف لا يصح، لماذا؟ لمخالفته للشريعة في المكان، لأن الاعتكاف لايصح إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، في مسجد تقام فيه الجماعة في أي مكان في الأرض، كل المساجد في الأرض يصح فيها الاعتكاف.
10 - بيان أن العبادة لا تكون موافقة للشريعة إلا إذا وافقت الشريعة في أمور ستة : السبب والجنس والقدر والكيفية والزمان والمكان. أستمع حفظ
معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ".
الشيخ : وأما ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة، فإننا قد تكلمنا على هذا الحديث وبينا علله في أول ليلة جلسنا هنا.
وبينا أنه إن سلم من القوادح فالمراد بالنفي هنا نفي الكمال.
وبينا أنه يتعين أن يكون هذا المراد، لأن الآية الكريمة تدل على أن الاعتكاف عام في جميع المساجد، وأنه يخاطب به جميع الناس، لأن المخاطب بالاعتكاف هم الذين خوطبوا بالصيام، والناس الذين يصومون هم الذين يصومون في المساجد الثلاثة أو في كل مكان؟
الطلاب : في كل مكان.
الشيخ : في كل مكان، قال الله تعالى : (( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ )). من المخاطب بهذه الجمل؟ جميع المسلمين في جميع أقطار الدنيا (( فالآن باشروهن )) ثم قال : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون بالمساجد )). فأباح الله مباشرة النساء ليلا لمن صام، ثم نهى عن مباشرتهن مطلقا لمن اعتكف، فالخطاب في الآية الكريمة لا يمكن أن يجزأ، لا يمكن أن يجعل القرآن عزين، بل القرآن أسلوبه واحد وخطابه واحد، فالخطاب في قوله : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )) هو الخطاب في قوله : (( فالآن باشرونهن )).
وبينا أنه إن سلم من القوادح فالمراد بالنفي هنا نفي الكمال.
وبينا أنه يتعين أن يكون هذا المراد، لأن الآية الكريمة تدل على أن الاعتكاف عام في جميع المساجد، وأنه يخاطب به جميع الناس، لأن المخاطب بالاعتكاف هم الذين خوطبوا بالصيام، والناس الذين يصومون هم الذين يصومون في المساجد الثلاثة أو في كل مكان؟
الطلاب : في كل مكان.
الشيخ : في كل مكان، قال الله تعالى : (( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ )). من المخاطب بهذه الجمل؟ جميع المسلمين في جميع أقطار الدنيا (( فالآن باشروهن )) ثم قال : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون بالمساجد )). فأباح الله مباشرة النساء ليلا لمن صام، ثم نهى عن مباشرتهن مطلقا لمن اعتكف، فالخطاب في الآية الكريمة لا يمكن أن يجزأ، لا يمكن أن يجعل القرآن عزين، بل القرآن أسلوبه واحد وخطابه واحد، فالخطاب في قوله : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )) هو الخطاب في قوله : (( فالآن باشرونهن )).
اضيفت في - 2006-04-10