تابع لمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ".
وبهذا نعلم أن هذا الحديث إن صح وسلم من القوادح فإنه يحمل على أن المراد بالنفي هنا نفي الكمال ولا بد، ولا يجوز سوى هذا في هذا الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذن العبادة لا تكون أو لا تتحقق فيها المتابعة إلا إذا وافقت الشرع في؟ الاخ؟ نعم أنت؟ تفضل، أجب عن السؤال جزاك الله خيرا. لا تعلم، والله مشكلة.
طيب الأخ، الي جنبك على يسارك.
الطالب : ... .
الشيخ : إلا إذا وافقت الشرع في
الطالب : سببها.
الشيخ : في سببها.
الطالب : وجنسها.
الشيخ : وجنسها.
الطالب : وقدرها.
الشيخ : وقدرها.
الطالب : وكيفيتها.
الشيخ : وكيفيتها.
الطالب : وزمانها.
الشيخ : وزمانها.
الطالب : ومكانها.
الشيخ : ومكانها.
هل يجوز للرجل إذا تجشأ أن يحمد الله أو إذا عطس أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : الحمد بعد الأكل.
الشيخ : وش يقول؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا إذا تجشأ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني رجل كلما تجشأ حمد الله؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نقول هذا غير مشروع، ليش؟
الطالب : لأنه خالف السبب.
الشيخ : لأنه لم يرد في الشرع أو في السنة أن الجشاء سبب للحمد.
طيب، وما رأيك برجل إذا عطس حمد الله، صحيح هذا العمل؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : لأن الشرع قد جاء به، فالعطاس سبب للحمد.
لكن ما رأيك لو عطس وهو يصلي، هل يحمد الله أو لا؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا تعلم، بارك الله فيك، جزاك الله خير، إذن أنت عالم لأنه من علم المرء أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم.
طيب، الأخ ؟
الطالب : يحمد الله، ولكن لا ... في الصلاة.
الشيخ : يحمد الله وهو يصلي؟
الطالب : ... .
الشيخ : ينشغل بالحمد عن الصلاة.
الطالب : ورد فيها دليل.
الشيخ : هات الدليل.
الطالب : رجل من الصحابة كان يصلي ثم حمد الله بعد أن عطس، ثم شمته رجل آخر، فبعد الصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم أتى به وقال : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ).
الشيخ : أحسنت، بارك الله فيك.
الأخ قال إن الإنسان إذا عطس في صلاته يحمد الله، سواء كان قائما أو راكعا أو ساجدا أو قاعدا.
قيل له: الدليل؟ فأتى بالدليل.
الدليل: حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه ( أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فعطس رجل من القوم فقال : الحمد لله، فقال له معاوية : يرحمك الله، فرماه الناس بأبصارهم_ يعني جعل من بين يديه ينكرون عليه_ فقال : واثكل أميه _تكلم مرة ثانية_ فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه. فسكت. فلما فرغ من الصلاة دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، قال معاوية : فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما أحسن تعليما منه - اللهم صل وسلم عليه - والله ما كهرني ولا نهرني، وإنما قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن )، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
انتبه.
وجه الدلالة من الحديث أن الرجل الذي عطس حمد الله ولم ينكر عليه.
قاعدة : أن كل ما فعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو حجة بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم أو إقرار الله له.
ولهذا استدل الصحابة على جواز العزل بإقرار الله إياهم عليه، العزل هو أن الرجل إذا جامع زوجته أنزل خارج المكان، لئلا تحمل، فكان الصحابة يفعلون ذلك ولم ينكر الله عز وجل عليهم، والله سبحانه وتعالى إذا لم يرض شيئا أنكره وإن لم يعلم به الناس، ألم تروا الى قوله تعالى : (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا )).
فأنكر عليهم ما يبيتونه مما لا يرضاه من القول مع أن الناس لا يعلمون بذلك، فدل هذا على أن كل شيء لم ينكره الله عز وجل مما وقع في وقت نزول القرآن في حياة الرسول الله عليه الصلاة والسلام فإنه يعتبر ايش؟ يعتبر حجة.
وهذا ينفعك يا طالب العلم عند المناظرة، لو استدللت على أحد بأن هذا الشيء وقع في عهد الرسول فقال لك : هات الدليل على أن الرسول علم به وأقره، ماذا تقول؟ نقول: إن لم يقره الرسول فقد أقره الله عز وجل، ولو كان مما لا يرضاه الله لأنكره سبحانه وتعالى.
طيب، إذن نحن نتكلم على قوله تعالى : (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )).
فلا أحد أحسن قولا من هذا الذي دعا إلى الله وعمل صالحا وأعلن إسلامه على الملأ، قال: إنني من المسلمين.
والرب عز وجل إذا ذكر مثل هذه الأشياء فإنه يريد منا أن نأخذ بها، ليست قصصا تقال فقط، بل هذا مما يريد الله أن نأخذ به حتى نتصف بهذا الوصف الذي ذكر الله عز وجل.
وقد اقترحنا فيما سبق أن نقرأ شيئا من الأربعين النووية في هذه الجلسة، وفي جلسة الصباح من عمدة الأحكام.
وللتنبيه أود أن أذكركم أن من عادتنا أن يوم الجمعة لا يكون فيه درس في الصباح.
إذا في أسئلة عندك؟
الطالب : نعم في أسئلة.
الشيخ : أنت تخفي في جيبك بعض الأسئلة. نعم.
الطالب : يفرز.
الشيخ : بل الذي يفرز ما يدخل الجيب.
3 - قاعدة : أن كل ما فعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو حجة بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم أو إقرار الله له. أستمع حفظ
سائل يقول : هل غسل الجمعة واجب على المعتكف وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة من أتى في الساعة الأولى والساعة الثانية إلخ.؟
الشيخ : غسل الجمعة واجب على كل محتلم، أي: على كل بالغ سواء كان معتكفا أو غير معتكف.
ويظن بعض الناس أن قوله : ( على كل محتلم ) أي أنه واجب المحتلم، فما رأيكم بهذا الفهم؟ هذا فهم ليس بصحيح، لأن المحتلم يجب عليه الغسل بالاحتلام لا بيوم الجمعة، سواء احتلم في يوم الجمعة أو في غير يوم الجمعة، لكن المراد بالمحتلم الذي بلغ، لأن غير البالغ لا يجب عليه شيء من العبادات إلا ما يتعلق بالمال كالزكاة فإنه يجب عليه، لأن الزكاة تجب على غير البالغ كما تجب على البالغ.
وأما طلب السائل تعيين الساعة، فنقول: إن الساعات التي مرت بنا خمس، اقسم الزمن من طلوع الشمس إلى مجيء الإمام اقسمه على خمسة، وهو يختلف في أيام الصيف عن أيام الشتاء، أيها أطول؟ أيام الصيف، فقد تكون الساعة موافقة للساعة الزمنية الاصطلاحية وقد تكون أقل، وقد تكون أكثر.
4 - سائل يقول : هل غسل الجمعة واجب على المعتكف وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة من أتى في الساعة الأولى والساعة الثانية إلخ.؟ أستمع حفظ
سائل يقول : هل يجوز لطالب العلم أن يرجح بعض الأراء الفقهية على بعض ثم يلزم بها نفسه ولا يلزم بها غيره وهل له أن يأخذ بالرأي المرجوح في بعض الأحوال وهل يعلم بالراجح.؟
الشيخ : إذا كان طالب العلم لم يتبين له الحكم بيانًا تامًا لكنه في شك منه، فله أن يلزم نفسه به احتياطًا، ولا يلزم غيره بذلك، لأنه ليس عنده دليل بيّن يكون حجة له أمام الله - عز وجل - أن يحرم على عباد الله أو يوجب عليهم ما لم يثبت شرعًا، وهذا كثير، كثير من الأشياء يكون الإنسان المجتهد فيها مترددا في الحكم فيحب أن يطبقه على نفسه ويتحمل ما يكون فيه من المشقة، ولكنه يخشى من إلزام عباد الله به. وحينئذ نقول : لا مانع من أن يسلك الإنسان هذا المسلك، لكن يجب عليه أن يعيد النظر مرة بعد أخرى حتى يتبين الأمر، ويلزم الناس بمقتضى الدليل، ولا يكون مقصرًا في طلب الدليل، فيكون مقصرًا في بيان الشرع.
شو السؤال اقرأ.
السائل : وهل يجوز أن يأخذ المرجوح عن الراجح؟
الشيخ : نعم ... عن الراجح، بل يجب عليه أن يعمل بالراجح إذا تبين له أنه راجح. نعم
5 - سائل يقول : هل يجوز لطالب العلم أن يرجح بعض الأراء الفقهية على بعض ثم يلزم بها نفسه ولا يلزم بها غيره وهل له أن يأخذ بالرأي المرجوح في بعض الأحوال وهل يعلم بالراجح.؟ أستمع حفظ
سائل يقول : ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة " الحديث وكيف تكون سنة وهي لم ترد عنه صلى الله عليه وسلم وما هو المقصود بالسنة في هذا الحديث .؟
وكيف تكون سنة وهي لم ترد عنه صلى الله عليه وسلم ؟ وما هو المقصود بالسنة التي في الحديث ؟
الشيخ : نعم : قوله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ).
هذا من الأحاديث التي لا يتحدد معناها تماما إلا بمعرفة السبب، وقد ذكرنا في درس الصباح أن معرفة السبب تعين على فهم المعنى وتحديده.
المراد بالسنة ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أي: من سبق الناس إلى العمل بها، لأنه يكون سنها تنفيذا لا تشريعا، لأن هذا هو سبب الحديث، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك حين حث الناس على الصدقة على القوم الذين قدموا المدينة وهم في غاية ما يكون من الحاجة، من مضر، فجاء رجل من الأنصار بصرة إما من ذهب أو من فضة فألقاها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ).
فقالوا : المراد بالسن هنا ايش؟ التنفيذ لا التشريع، يعني من سبق إلى العمل بالسنة فتبعه الناس فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وهكذا لو فرض أن السنة كانت ميتة لا يعلم الناس بها أو كانوا يتهاونون بها فسبق رجل فأعلنها وبينها وعمل بها صارا داخلا في هذا الحديث، وصار هذا السن معناه البيان والإحياء بعد الإماتة.
ونحن في هذا العصر والحمد لله نرى سننا كثيرة كانت مهجورة لا تعرف، فصار الناس يحييونها ولله الحمد ويسنونها بيانا وإحياء، فكل من أحيا هذه السنة وتبعه الناس عليها كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
هذا وجه الحديث.
وجه آخر أن نقول: المراد بالسن هنا سن الأسباب والوسائل، سن الأسباب التي تكون بها السنن، والوسائل التي تكون بها السنن، مثل: لو الإنسان سن مشروعا خيريا لطباعة الكتب، هل هذا موجود في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أن هناك مشروعا خيريا لطباعة الكتب؟
لا، لكن لو أن أحدا تقدم وأسس هذا المشروع قلنا هذه سنة حسنة، فيحمل الحديث على السنن التي تكون وسائل لسنن ثابتة شرعا.
فتبين الآن أن الحديث له وجهان، الوجه الأول؟
الطالب : سنها تنفيذا لا تشريعا.
الشيخ : أحسنت، أن سنها تنفيذا لا تشريعا،
أي أنه أول من سبق إلى تنفيذها والعمل بها، ويؤيد هذا الاحتمال؟ سبب الحديث.
طيب، الوجه الثاني؟
الطالب : أن تؤدي إلى سنة أصلية.
الشيخ : نعم، أن تكون وسيلة إلى سنة مشروعة، نعم، أصلا، مثل؟
الطالب : طباعة الكتب عمل خيري.
الشيخ : طيب، مثل أن يسبق إلى عمل خيري لطباعة الكتب، تمام، استرح.
إنشاء المدارس أيضا من هذا النوع، يعني في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ليس هناك مدرسة مبنية على مثل ما تكون عليه المدارس الآن،
فإذا أسس الإنسان مدرسة على هذا النحو من أجل أن يطلب الناس فيها العلم صار سن سنة حسنة.
6 - سائل يقول : ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة " الحديث وكيف تكون سنة وهي لم ترد عنه صلى الله عليه وسلم وما هو المقصود بالسنة في هذا الحديث .؟ أستمع حفظ
سائل يقول : امرأة أصيب ولدها بمرض يسميه الأطباء بالحصبة الأنمانية وهي حامل في الشهر الثالث فأوصى الأطباء زوجها بأن عليها أن تسقطه وإلا نزل مشوها فهل يجوز لها ذلك .؟
الشيخ : نقول أولا : إن كان هذا الجنين قد نفخ فيه الروح فإنه لا يجوز بأي حال من الأحوال إجهاض هذا الجنين، حتى لو أدى إلى موت الأم ومرض الجنين، لماذا؟ لأن هذ الجنين حي محترم، نفس محرمة، فإن الجنين إذا تم له أربعة أشهر أرسل الله إليه ملكا ينفخ فيه الروح ويؤمر الملك بأربع بكلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد.
أما إذا كان قبل أن تنفخ فيه الروح وصار ما ذكره الأطباء أمرا معلوما لا يخفى، فإن هذا لا بأس بتنزيله، لأنه لم يصل إلى حد يكون فيها نفسا.
فإذا تيقنا أن هذا الجنين سوف يكون كما ذكر الأطباء ينزل مشوها، يكون عبئا على نفسه وعلى أهله، فلا بأس بإنزاله، لأنه ليس نفسا محرمة، لكنه بلا شك محترم، إنما إذا علمنا أو غلب على ظننا غلبة قوية بأنه سينزل مشوها وينفخ فيه الروح فلا بأس من تنزيله وإجهاضه.
7 - سائل يقول : امرأة أصيب ولدها بمرض يسميه الأطباء بالحصبة الأنمانية وهي حامل في الشهر الثالث فأوصى الأطباء زوجها بأن عليها أن تسقطه وإلا نزل مشوها فهل يجوز لها ذلك .؟ أستمع حفظ
سائل يقول : هل تصفيد الشياطين في رمضان عن بني آدم هو تصفيد جسدي والوسوسة معا وهل تصفد الشياطين جميعها أم بعضها .؟
الشيخ : سبق الجواب عليه.
8 - سائل يقول : هل تصفيد الشياطين في رمضان عن بني آدم هو تصفيد جسدي والوسوسة معا وهل تصفد الشياطين جميعها أم بعضها .؟ أستمع حفظ
سائل يقول : هل حديث المرأة والكلب الأسود في قطع الصلاة مخصوص أم لا أرجوا التفصيل وهل يكون في الحرم.؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ، هل حديث المرأة والكلب الأسود في قطع الصلاة منسوخ أم لا؟ أرجو التفصيل، وهل يكون هنا أيضا في الحرم؟
الشيخ : حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه الذي رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقطع صلاة الرجل المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود ).
المرأة لا بد أن تكون بالغة، الحمار الحديث فيه مطلق، الكلب قيد بأنه أسود.
وسأل أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال الأسود من الأحمر والأبيض؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الكلب الأسود شيطان ).
هذه الثلاثة تقطع الصلاة إذا مرت بين يدي المصلي إن لم يكن له سترة، أو بينه وبين سترته إن كان له سترة.
ومعنى قطع الصلاة : أنها تبطل الصلاة ويجب عليه استئنافها.
والحديث ليس بمنسوخ بل هو محكم وثابت، والقطع ليس قطع كمال، بل هو قطع يحصل به البطلان.
وعلى هذا فإذا مرت امرأة بين الرجل وسترته قطعت صلاته، ولكنه مأمور بأن يمنعها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإن معه شيطان ).
ولا يحل لأحد أن يمر بين يدي المصلي، لا في المسجد الحرام، ولا في المسجد النبوي، ولا في غيرهما من المساجد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه ) أربعين كم؟ أربعين ايش؟ في راوية البزار : ( أربعين خريفا ) أي أربعين سنة.
لو يقف أربعين سنة لكان ذلك خيرا من أن يمر بين يدي المصلي، وكثير من الناس لا يقف ولا أربعين دقيقة، تجده يحاول أن يمر بين يدي المصلي ولا ينتظر، وهذا خطأ، لأن عليه إثما عظيما إذا مر بين يدي المصلي سواء كان له سترة أم لم يكن له سترة، وسواء بالمسجد الحرام أم في غيره.
وليس هناك دليل تطمئن إليه النفس في ثبوته ودلالته على الفرق بين المسجد الحرام وغيره. ولهذا ترجم البخاري رحمه الله في هذه المسألة بقوله : " باب السترة في مكة وغيرها ".
فمكة كغيرها من البلدان والمسجد الحرام كغيره من المساجد، لا يجوز لأحد أن يمر بين يدي المصلي.
ولكن ما المراد بما بين يديه؟ نقول : إن كان له سترة فحده سترته، وإذا لم يكن له سترة فقيل : إن ما بين يدي المصلي ثلاثة أذرع من قدميه، وقيل : إن ما بين يدي المصلي ما بين موضع سجوده وقدميه، يعني موضع الجبهة والقدمين. وهذا أقرب من الأول، وذلك لأن ما وراء موضع السجود ليس للمصلي فيه حق حتى يمنع غيره من اجتيازه، لا يملك المصلي من الأرض أحقية إلا بمقدار ما يحتاج إليه منها، وهو لا يحتاج أكثر من موضع سجوده، فيكون ما بين يديه هو ما بين قدميه إلى مكان... ، فإذا مر أحد من ورائه فليس بآثم.
وهنا في المسجد الحرام في بعض المواضع منه نجد أن هناك بسطا تفرش بمقدار السجود غالبا، فإذا مر الإنسان من وراء هذه الفرش، فإنه لا إثم عليه، لأن الفراش حد المصلي، وكذلك إذا كان الإنسان يصلي على سجادة فإن ما وراء السجادة من أمام المصلي لا يحرم تجاوزه، لأنه خارج عن مصلى المصلي، أو عن موضع سجود المصلي.
بقي أن يقال : إذا كان الإنسان خلف الإمام؟ فالجواب : إذا كان الإنسان خلف الإمام فإن سترة الإمام سترة لمن خلفه، ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بمنى إلى غير جدار وهو- أي ابن عباس - راكب على حمار أتان - يعني أنثى - فمر بين يدي بعض الصف، فلم ينكر ذلك عليه أحد )، وذلك لأن سترة الإمام سترة للمأموم.