فتاوى الحرم المكي-1409-05b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تابع للرد على استدلال من احتج بالقدر على المعاصي بحديث محاجة آدم لموسى عليهما الصلاة والسلام .
الشيخ : أي غلبه بالحجة، فهذا استدلال بالقدر، خصم فيه آدم موسى.
وكذلك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب وفاطمة رضي الله عنهما وهما لم يقوما في صلاة الليل، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم لامهما فقال علي : يا رسول الله، إن أنفسنا بيد الله -يعني وكنا نائمين- فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضرب على فخذه ويقول : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ).
فهنا لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم احتجاج علي بن أبي طالب بكونه قد نام ونفسه بيد الله عز وجل فلو شاء لأقامها.
طيب، هذا الحديثان قد يحتج بهما من يحتج بالقدر.
ولكن أهل العلم أجابوا على ذلك، فقالوا : أما قصة آدم وموسى فإن موسى عليه الصلاة والسلام لم يلم آدم على ما وقع منه من المعصية، وهي أكله من الشجرة، وإنما احتج أو ذكر المصيبة وهي الإخراج من الجنة، ودليل ذلك: أن موسى عليه الصلاة والسلام أعلم وأفقه وآدب من أن يلوم أباه على ذنب قد تاب منه، وقال الله فيه : (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ))، فلا يمكن لموسى أن يعتب على أبيه بذنب قد تاب منه واجتباه الله تعالى وهداه بعد هذا الذنب، وإنما كان عتب موسى على آدم من جهة ايش؟ الإخراج من الجنة، والإخراج من الجنة مصيبة أو لا؟ مصيبة. والمصيبة يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر عليها، لأن المصيية ليست من فعلك، بل هي من تقدير الله عز وجل.
ونظير ذلك رجل سافر من البلد، فأصيب بحادث فجئت تلومه، تلومه تقول : أخطأت ليش تسافر؟ هل يتوجه هذا اللوم أو لا؟ لا يتوجه هذا اللوم، لأنه هو لم يسافر من أجل الحادث أبدا، وسيقول لك إذا لمته: هذا بقضاء الله وقدره، وإذا قال هذا بقضاء الله وقدره يلام أو يقبل عذره أو لا؟ يقبل، لأن الرجل لم يخرج أو لم يسافر من أجل أن يحصل له الحادث.
هكذا آدم لم يأكل الشجرة من أجل أن يخرج من الجنة، أبدا، ولكن الشيطان وسوس له وقاسمه وغره وقال : (( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ))، فنسي عليه الصلاة والسلام ما عهد الله به إليه في قوله : (( ولا تقربا هذه الشجرة )). فحصلت المصيبة وأخرج من الجنة.
فالمهم أن احتجاج آدم عليه الصلاة والسلام ليس من باب الاحتجاج بالقدر على المعصية، ولكنه من باب الاحتجاج بالقدر على المصيبة، وهذا أمر جائز، ولا بأس به.
وكذلك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب وفاطمة رضي الله عنهما وهما لم يقوما في صلاة الليل، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم لامهما فقال علي : يا رسول الله، إن أنفسنا بيد الله -يعني وكنا نائمين- فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضرب على فخذه ويقول : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ).
فهنا لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم احتجاج علي بن أبي طالب بكونه قد نام ونفسه بيد الله عز وجل فلو شاء لأقامها.
طيب، هذا الحديثان قد يحتج بهما من يحتج بالقدر.
ولكن أهل العلم أجابوا على ذلك، فقالوا : أما قصة آدم وموسى فإن موسى عليه الصلاة والسلام لم يلم آدم على ما وقع منه من المعصية، وهي أكله من الشجرة، وإنما احتج أو ذكر المصيبة وهي الإخراج من الجنة، ودليل ذلك: أن موسى عليه الصلاة والسلام أعلم وأفقه وآدب من أن يلوم أباه على ذنب قد تاب منه، وقال الله فيه : (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ))، فلا يمكن لموسى أن يعتب على أبيه بذنب قد تاب منه واجتباه الله تعالى وهداه بعد هذا الذنب، وإنما كان عتب موسى على آدم من جهة ايش؟ الإخراج من الجنة، والإخراج من الجنة مصيبة أو لا؟ مصيبة. والمصيبة يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر عليها، لأن المصيية ليست من فعلك، بل هي من تقدير الله عز وجل.
ونظير ذلك رجل سافر من البلد، فأصيب بحادث فجئت تلومه، تلومه تقول : أخطأت ليش تسافر؟ هل يتوجه هذا اللوم أو لا؟ لا يتوجه هذا اللوم، لأنه هو لم يسافر من أجل الحادث أبدا، وسيقول لك إذا لمته: هذا بقضاء الله وقدره، وإذا قال هذا بقضاء الله وقدره يلام أو يقبل عذره أو لا؟ يقبل، لأن الرجل لم يخرج أو لم يسافر من أجل أن يحصل له الحادث.
هكذا آدم لم يأكل الشجرة من أجل أن يخرج من الجنة، أبدا، ولكن الشيطان وسوس له وقاسمه وغره وقال : (( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ))، فنسي عليه الصلاة والسلام ما عهد الله به إليه في قوله : (( ولا تقربا هذه الشجرة )). فحصلت المصيبة وأخرج من الجنة.
فالمهم أن احتجاج آدم عليه الصلاة والسلام ليس من باب الاحتجاج بالقدر على المعصية، ولكنه من باب الاحتجاج بالقدر على المصيبة، وهذا أمر جائز، ولا بأس به.
1 - تابع للرد على استدلال من احتج بالقدر على المعاصي بحديث محاجة آدم لموسى عليهما الصلاة والسلام . أستمع حفظ
الرد على استدلال من احتج بالقدر على المعاصي بحديث مجيء النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب وفاطمة وهما لم يقوما لصلاة الليل فلامهما فقال علي يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله ...".
الشيخ : بقينا في قصة علي بن أبي طالب وفاطمة رضي الله عنهما.
هذه أجاب عنها ابن القيم رحمه الله بأنهما لم يحتجا على الاستمرار في المعصية، إنما احتجا على أمر قد فرغ وانتهى، وفرق بين شخص يحتج بالقدر على أمر قد مضى وهو نادم عليه وسيعزم على ألا يعود إليه، وشخص آخر يحتج بالقدر ليبرر استمراره في المعصية، فالأول يقبل والثاني لا يقبل.
يعني لو أن شخصا لمناه على فعل المعصية، قال: والله هذه بقضاء الله وقدره، والحقيقة أن الشيطان أغواه وانتهك هذه المعصية، ولن يعود، هل يقبل هذا الكلام منه أو ما يقبل؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، يقبل.
ولكن الذي لا يقبل ذاك الذي يقول هذا بالقضاء والقدر وسيستمر عليه.
وهذا الي ذكره ابن القيم أيضا وجه جيد، وهو أن الإنسان إذا أصاب معصية وندم واحتج بالقدر بعد ندمه وتوبته فلا بأس بذلك ولا حرج عليه. أما رجل يحتج بالقدر ليستمر على ما هو عليه من الخطأ ويبرر خطأه فهذا لا يقبل أبدا.
طيب، فإن قال قائل : ما الجمع بين إبطال الله سبحانه وتعالى احتجاج المشركين على شركهم بمشيئته، وإثباته سبحانه وتعالى أن شركهم وقع بمشيئته؟ إبطال حجتهم (( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا )) إلى قوله : (( كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا ))، ولكنه في سورة الأنعام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا ))، فأثبت أن شركهم واقع بمشيئته.
فالجواب أن يقال ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أنا أريد الجمع بين الآيتين.
الطالب : شيخ، الآية الأولى هم برروا استمرارهم في الشرك لو شاء الله ما أشركوا، والآية الثانية الله سبحانه وتعالى يسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخبر أنه لو شاء ما أشركوا.
الشيخ : ولأطاعوا الرسول.
الطالب : ولأطاعوا الرسول.
الشيخ : أحسنت. استرح.
نقول: وجه لومهم أنهم هم يحتجون بالشرك لدفع اللوم عنهم ودفع العقاب عنهم، حتى يقولوا إن تعذيب الله لهم ظلم، كيف يقدر لهم الشيء ويعاقبهم عليه؟!
أما الآية الكريمة (( ولو شاء الله ما أشركوا ))، فالمراد بذلك تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن شركهم واقع بمشيئته، والله سبحانه وتعالى له الحكمة في وقوع الشرك من بني آدم، ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة على الحق، لكن ليبلوا بعض الناس ببعض.
وإلى هنا ننتهي من الكلام على قوله : ( وعمله ).
هذه أجاب عنها ابن القيم رحمه الله بأنهما لم يحتجا على الاستمرار في المعصية، إنما احتجا على أمر قد فرغ وانتهى، وفرق بين شخص يحتج بالقدر على أمر قد مضى وهو نادم عليه وسيعزم على ألا يعود إليه، وشخص آخر يحتج بالقدر ليبرر استمراره في المعصية، فالأول يقبل والثاني لا يقبل.
يعني لو أن شخصا لمناه على فعل المعصية، قال: والله هذه بقضاء الله وقدره، والحقيقة أن الشيطان أغواه وانتهك هذه المعصية، ولن يعود، هل يقبل هذا الكلام منه أو ما يقبل؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، يقبل.
ولكن الذي لا يقبل ذاك الذي يقول هذا بالقضاء والقدر وسيستمر عليه.
وهذا الي ذكره ابن القيم أيضا وجه جيد، وهو أن الإنسان إذا أصاب معصية وندم واحتج بالقدر بعد ندمه وتوبته فلا بأس بذلك ولا حرج عليه. أما رجل يحتج بالقدر ليستمر على ما هو عليه من الخطأ ويبرر خطأه فهذا لا يقبل أبدا.
طيب، فإن قال قائل : ما الجمع بين إبطال الله سبحانه وتعالى احتجاج المشركين على شركهم بمشيئته، وإثباته سبحانه وتعالى أن شركهم وقع بمشيئته؟ إبطال حجتهم (( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا )) إلى قوله : (( كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا ))، ولكنه في سورة الأنعام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا ))، فأثبت أن شركهم واقع بمشيئته.
فالجواب أن يقال ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أنا أريد الجمع بين الآيتين.
الطالب : شيخ، الآية الأولى هم برروا استمرارهم في الشرك لو شاء الله ما أشركوا، والآية الثانية الله سبحانه وتعالى يسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخبر أنه لو شاء ما أشركوا.
الشيخ : ولأطاعوا الرسول.
الطالب : ولأطاعوا الرسول.
الشيخ : أحسنت. استرح.
نقول: وجه لومهم أنهم هم يحتجون بالشرك لدفع اللوم عنهم ودفع العقاب عنهم، حتى يقولوا إن تعذيب الله لهم ظلم، كيف يقدر لهم الشيء ويعاقبهم عليه؟!
أما الآية الكريمة (( ولو شاء الله ما أشركوا ))، فالمراد بذلك تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن شركهم واقع بمشيئته، والله سبحانه وتعالى له الحكمة في وقوع الشرك من بني آدم، ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة على الحق، لكن ليبلوا بعض الناس ببعض.
وإلى هنا ننتهي من الكلام على قوله : ( وعمله ).
2 - الرد على استدلال من احتج بالقدر على المعاصي بحديث مجيء النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب وفاطمة وهما لم يقوما لصلاة الليل فلامهما فقال علي يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله ...". أستمع حفظ
معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" وشقي أم سعيد " .
الشيخ : ثم قال : ( وشقي أم سعيد ) شقي أم سعيد.
الشقاء: هو الخيبة وعدم إدراك الآمال.
والسعادة: هي النجاة والفلاح وحصول الآمال.
وهل الشقاوة و السعادة في الآخرة أو في الدنيا والآخرة؟ في الدنيا والآخرة.
الشقي في الدنيا شقي في الآخرة، والسعيد في الدنيا سعيد في الآخرة.
ولكن ليس سعادة الدنيا بكثرة المال والأولاد والأهل والقصور وغير ذلك، سعادة الدنيا بالعمل الصالح، ودليل ذلك قوله تعالى : (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ))، فلا حياة طيبة إلا لمن عمل صالحا وهو مؤمن، سواء كان ذكرا أو أنثى.
وحياة المترفين ليست طيبة، لأن المترف لديه من التنغيص والتنكيد ما يتكدر معه العيش، المترف لو يفوته حبة من الترف لانقبض وانزعج وأصيب بالضغط والبلاء.
والمؤمن لو يفوته هذا الشيء فهو مطمئن راض بقضاء الله وقدره، ولا يهمه هذا الشيء ما دام من عند الله عز وجل.
ولهذا تجد المؤمن دائرا بين أمرين : إما شكر على نعمة، وإما صبر على ضراء، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )). وقال بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ". وصدق، الملوك وأبناء الملوك لا شك أنهم في ترف، لكن المؤمن ليس في ترف، إنما هو في نعيم قلب.
فالإنسان تكتب سعادته وشقاوته وهو في بطن أمه، ولكنه لا يعذر بترك السعي للسعادة، بل هو مأمور بأن يسعى لما فيه سعادته وفلاحه في الدنيا والآخرة.
الشقاء: هو الخيبة وعدم إدراك الآمال.
والسعادة: هي النجاة والفلاح وحصول الآمال.
وهل الشقاوة و السعادة في الآخرة أو في الدنيا والآخرة؟ في الدنيا والآخرة.
الشقي في الدنيا شقي في الآخرة، والسعيد في الدنيا سعيد في الآخرة.
ولكن ليس سعادة الدنيا بكثرة المال والأولاد والأهل والقصور وغير ذلك، سعادة الدنيا بالعمل الصالح، ودليل ذلك قوله تعالى : (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ))، فلا حياة طيبة إلا لمن عمل صالحا وهو مؤمن، سواء كان ذكرا أو أنثى.
وحياة المترفين ليست طيبة، لأن المترف لديه من التنغيص والتنكيد ما يتكدر معه العيش، المترف لو يفوته حبة من الترف لانقبض وانزعج وأصيب بالضغط والبلاء.
والمؤمن لو يفوته هذا الشيء فهو مطمئن راض بقضاء الله وقدره، ولا يهمه هذا الشيء ما دام من عند الله عز وجل.
ولهذا تجد المؤمن دائرا بين أمرين : إما شكر على نعمة، وإما صبر على ضراء، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )). وقال بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ". وصدق، الملوك وأبناء الملوك لا شك أنهم في ترف، لكن المؤمن ليس في ترف، إنما هو في نعيم قلب.
فالإنسان تكتب سعادته وشقاوته وهو في بطن أمه، ولكنه لا يعذر بترك السعي للسعادة، بل هو مأمور بأن يسعى لما فيه سعادته وفلاحه في الدنيا والآخرة.
معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ..." .
الشيخ : ثم قال في الحديث: ( والذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه االكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ).
هاتان الجملتان فيهما خوف شديد، خوف، وفيهما أيضا رجاء عظيم.
ما هو الخوف ؟ الخوف من أن يكون الإنسان يعمل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار والعياذ بالله ( حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) يعني لم يبق من أجله إلا شيء يسير فيموت، ثم يسبق علي الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، والعياذ بالله.
والعكس بالعكس، يعمل الإنسان بعمل أهل النار حتى يقرب أجله، فلم يكن بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة.
وهذا شيء مشاهد في هذا وفي هذا، وكله وقع أيضا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.
كان مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل في الغزو في الجهاد، وكان رجلا شجاعا مقداما، لا يدع فاذة ولا شاردة إلا قضى عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هذا من أهل النار )، وهو مجاهد في سبيل الله، ( هذا من أهل النار ) فعظم ذلك على الصحابة، لماذا عظم عليهم ؟ كيف يقول إنه من أهل النار وهو عمله عمل أهل الجنة، جهاد في سبيل، ومع ذلك قال : ( هو من أهل النار )، فقال رجل: ( والله لألزمنه )، يعني أتابعه حتى أشوف وش النهاية، فتابعه الرجل، فبينما هو يقاتل أصابه سهم، هذا الرجل الشجاع المقدام أصابه سهم، فحزن وغضب، ورأى أنه لا خير له في البقاء بعد ذلك، فأخذ بسيفه والعياذ بالله ووضعه على صدره واتكأ عليه حتى خرج السيف من ظهره، فقتل نفسه، ومعلوم أن قاتل نفسه في النار، ولهذا لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم على قاتل نفسه، الذي ينتحر يكون في النار والعياذ بالله، يعذب في النار بما انتحر به خالدا فيها مخلدا.
فهذا الرجل انتحر والعياذ بالله، فلما أصبح الرجل الذي كان يراقبه، ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: ( ماذا ؟)، قال: إن الرجل الذي قلت إنه من أهل النار حصل له كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار )، الحمد لله، هذا خفف الامر.
فقوله هنا في الحديث : ( ليعمل بعمل أهل الجنة ) يعني : فيما يبدو للناس.
وقوله : ( حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) يعني حتى يقرب أجله، لأن الإنسان إذا مات فإنه من حين يموت إذا كان من أهل الجنة يكون في نعيم الجنة.
هاتان الجملتان فيهما خوف شديد، خوف، وفيهما أيضا رجاء عظيم.
ما هو الخوف ؟ الخوف من أن يكون الإنسان يعمل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار والعياذ بالله ( حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) يعني لم يبق من أجله إلا شيء يسير فيموت، ثم يسبق علي الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، والعياذ بالله.
والعكس بالعكس، يعمل الإنسان بعمل أهل النار حتى يقرب أجله، فلم يكن بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة.
وهذا شيء مشاهد في هذا وفي هذا، وكله وقع أيضا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.
كان مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل في الغزو في الجهاد، وكان رجلا شجاعا مقداما، لا يدع فاذة ولا شاردة إلا قضى عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هذا من أهل النار )، وهو مجاهد في سبيل الله، ( هذا من أهل النار ) فعظم ذلك على الصحابة، لماذا عظم عليهم ؟ كيف يقول إنه من أهل النار وهو عمله عمل أهل الجنة، جهاد في سبيل، ومع ذلك قال : ( هو من أهل النار )، فقال رجل: ( والله لألزمنه )، يعني أتابعه حتى أشوف وش النهاية، فتابعه الرجل، فبينما هو يقاتل أصابه سهم، هذا الرجل الشجاع المقدام أصابه سهم، فحزن وغضب، ورأى أنه لا خير له في البقاء بعد ذلك، فأخذ بسيفه والعياذ بالله ووضعه على صدره واتكأ عليه حتى خرج السيف من ظهره، فقتل نفسه، ومعلوم أن قاتل نفسه في النار، ولهذا لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم على قاتل نفسه، الذي ينتحر يكون في النار والعياذ بالله، يعذب في النار بما انتحر به خالدا فيها مخلدا.
فهذا الرجل انتحر والعياذ بالله، فلما أصبح الرجل الذي كان يراقبه، ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: ( ماذا ؟)، قال: إن الرجل الذي قلت إنه من أهل النار حصل له كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار )، الحمد لله، هذا خفف الامر.
فقوله هنا في الحديث : ( ليعمل بعمل أهل الجنة ) يعني : فيما يبدو للناس.
وقوله : ( حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) يعني حتى يقرب أجله، لأن الإنسان إذا مات فإنه من حين يموت إذا كان من أهل الجنة يكون في نعيم الجنة.
4 - معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ..." . أستمع حفظ
ذكر الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى سوء الخاتمة والإهتمام بإصلاح السرائر.
الشيخ : فقوله : ( حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) كناية عن قرب أجله، لكن يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وأما فيما خفي على الناس ففي قلبه سريرة خبيثة، أودت به وأهلكته، ولهذا أنا أحث دائما أن يحرر الإنسان قلبه، وأن يراقب قلبه، أعمال الجوارح بمنزلة الماء تسقى به الشجرة، لكن الأصل هو القلب، فراقب القلب. كثير من الناس يريد أن لا يخطئ في العمل الظاهر، ألا يخطئ في مثقال ذرة، لكن قلبه تجده والعياذ بالله مملوء حقدا على المسلمين، وعلى علماء المسلمين، وعلى أهل الخير من المسلمين. هذا يخشى أن يختم له بسوء الخاتمة والعياذ بالله، لأن القلب إذا كان فيه سريرة خبيثة فإنها قد تهوي بصاحبه في مكان سحيق.
الكلام على الحسد وتعريفه وبيان خطره.
الشيخ : مثلا الحسد، وما هو الحسد، أتعرفونه؟
الطالب : الحسد هو تمني زوال نعمة الآخرين.
الشيخ : طيب. استرح.
قال : الحسد تمني زوال نعمة الآخرين.
ولكن هذا التعريف ليس بصحيح.
الحسد: كراهة نعمة الله على الآخرين، وإن لم يتمن زوالها.
فإذا كره الإنسان أن ينعم الله على شخص بنعمة فهذا هو الحسد، حتى وإن لم يتمن زوالها.
صحيح أن ما قاله الأخ من أن الحسد تمني زوال نعمة الغير مشهور بين العلماء، ولكن المعنى الدقيق للحسد أنه كراهة نعمة الله على الآخرين، سواء تمنى زوالها أم لم يتمن.
هذا الحسد أيها الإخوة موجود في كثير من الناس، وهو من خصال من؟ من خصال اليهود، ومن خصال إبليس أيضا.
(( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم )).
فإذا وجدت في قلبك حسدا للمسلمين جماعات أو أفرادا، فاعلم أن في قلبك خصلة من خصال اليهود، والعياذ بالله، فطهر قلبك من هذا الحسد، واعلم أن هذا الحسد من فضل الله، فهل تعترض على فضل الله؟ هل تكره تقدير الله؟ (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )). نعم، إذن نقول إنه قد يكون في قلب الإنسان الذي يعمل ظاهرا بعمل أهل الجنة، في قلبه شيء من الأخلاق الخبيثة والسرائر الدفينة تودي به إلى الهلاك.
الطالب : الحسد هو تمني زوال نعمة الآخرين.
الشيخ : طيب. استرح.
قال : الحسد تمني زوال نعمة الآخرين.
ولكن هذا التعريف ليس بصحيح.
الحسد: كراهة نعمة الله على الآخرين، وإن لم يتمن زوالها.
فإذا كره الإنسان أن ينعم الله على شخص بنعمة فهذا هو الحسد، حتى وإن لم يتمن زوالها.
صحيح أن ما قاله الأخ من أن الحسد تمني زوال نعمة الغير مشهور بين العلماء، ولكن المعنى الدقيق للحسد أنه كراهة نعمة الله على الآخرين، سواء تمنى زوالها أم لم يتمن.
هذا الحسد أيها الإخوة موجود في كثير من الناس، وهو من خصال من؟ من خصال اليهود، ومن خصال إبليس أيضا.
(( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم )).
فإذا وجدت في قلبك حسدا للمسلمين جماعات أو أفرادا، فاعلم أن في قلبك خصلة من خصال اليهود، والعياذ بالله، فطهر قلبك من هذا الحسد، واعلم أن هذا الحسد من فضل الله، فهل تعترض على فضل الله؟ هل تكره تقدير الله؟ (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )). نعم، إذن نقول إنه قد يكون في قلب الإنسان الذي يعمل ظاهرا بعمل أهل الجنة، في قلبه شيء من الأخلاق الخبيثة والسرائر الدفينة تودي به إلى الهلاك.
الكلام على الحقد وبغض الإسلام والمسلمين ومحبة الكفار .
الشيخ : طيب البغضاء، بغض المؤمنين، أو بغض دين الإسلام، وإن كان الإنسان يعمل به. هذا لا شك أنه خطير جدا، بل إن بغض دين الإسلام كفر، ولو عمل به الإنسان، لقوله تعالى : (( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم )) ولا إحباط للعمل إلا إذا كان هناك كفر. المهم أيها الإخوة لاحظوا قلوبكم، أزيلوا عنها الحسد والبغضاء والكراهية والحقد والغل، واجعلوها صافية في الإخلاص لله بعبادته، وصافية للمؤمنين في معاملتهم.
طيب، محبة الكفار، أين محلها؟ القلب، فمحبة الكفار هذه قد تكون سببا لسوء الخاتمة، لأنها سريرة خبيثة، فالواجب على المسلم محبة المؤمنين وكراهة الكفار، وموالاة المؤمنين ومعاداة الكفار. هذا الواجب على المؤمن، فإذا كان الأمر بالعكس فإن ذلك أمر خطير يخشى على الإنسان من أن يختم له بسوء الخاتمة.
طيب، محبة الكفار، أين محلها؟ القلب، فمحبة الكفار هذه قد تكون سببا لسوء الخاتمة، لأنها سريرة خبيثة، فالواجب على المسلم محبة المؤمنين وكراهة الكفار، وموالاة المؤمنين ومعاداة الكفار. هذا الواجب على المؤمن، فإذا كان الأمر بالعكس فإن ذلك أمر خطير يخشى على الإنسان من أن يختم له بسوء الخاتمة.
بيان أن المعاملة بالربا من أسباب سوء الخاتمة.
الشيخ : المعاملة بالربا من أسباب سوء الخاتمة. وقد ذكر ابن القيم في كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي: أن رجلاً من الناس كان يعامل بالربا، فلما حضرته الوفاة جعلوا يقولون له يا فلان قل: لا إله إلا الله، كلما قالوا قل : لا إله إلا الله، قال : عشرة، أحد عشر، لأنه ما في قلبه إلا إرادة الدنيا، فختم له والعياذ بالله بسوء الخاتمة، لأن الربا من أعظم الذنوب، حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " إنه ورد فيه من العقوبة والوعيد ما لم يكن على أي ذنب آخر دون الكفر "، ولو لم يكن منه إلا قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِه ))، والمحارب لله ورسوله يجب أن يكون حرباً للمؤمنين أيضاً، لأن المؤمن يوالي من والاه الله ورسوله، ويعادي من عاداه الله ورسوله، ويسالم من سالمه الله ورسوله، ويحارب من حاربه الله ورسوله، (( إِن لَّمْ تَفْعَلُواْ - يعني إن لم تتركوا الربا - فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِه وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )).
أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة، وأن يتوفانا على الإيمان، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.
وإلى الأسئلة قبل انتهاء الوقت.
فوائد التقوى، بارك الله فيكم، طلبنا منكم أن تكتبوا لنا فوائد التقوى، وجعلنا أمدا مقداره ثلاث ليالي، وأظن الليلة هي الرابعة؟
الطالب : الثالثة.
الشيخ : الثالثة؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : من عنده شيء يتفضل يأتي به، أعطني إياه، أي نعم الورقة، وكيف نعرف هذا؟ في ورقة وستحرر الأوراق ويقرأ أوفاها وأكملها، كاتب اسمك عليها؟ اكتب اسمك عشان تعاد إليك الورقة، يلا اكتب اسمك، اصبر.
ولدي اقتراح بالنسبة لقراءة الأسئلة وقراءة الحديث أن يكون بالتناوب، لأن بعض الإخوة احتج علينا، وقال : اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، وقال : لا بد أن تكون بالتناوب، فما رأيكم في هذا؟
الطلاب : طيب.
الشيخ : طيب، زين، إذن بالتناوب، لا تقرأ أنت اليوم، قرأت ثلاث أو أربع ليال، يعني ما في إلا ورقة واحدة بارك الله فيكم من، هات.
الطالب : غير محررة.
الشيخ : حررها جزاك الله خير، من معه ورقة فوائد التقوى؟ والله خاب الأمل فيكم، طيب بكرة تجيبوناها إن شاء الله؟ خلاص.
أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة، وأن يتوفانا على الإيمان، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.
وإلى الأسئلة قبل انتهاء الوقت.
فوائد التقوى، بارك الله فيكم، طلبنا منكم أن تكتبوا لنا فوائد التقوى، وجعلنا أمدا مقداره ثلاث ليالي، وأظن الليلة هي الرابعة؟
الطالب : الثالثة.
الشيخ : الثالثة؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : من عنده شيء يتفضل يأتي به، أعطني إياه، أي نعم الورقة، وكيف نعرف هذا؟ في ورقة وستحرر الأوراق ويقرأ أوفاها وأكملها، كاتب اسمك عليها؟ اكتب اسمك عشان تعاد إليك الورقة، يلا اكتب اسمك، اصبر.
ولدي اقتراح بالنسبة لقراءة الأسئلة وقراءة الحديث أن يكون بالتناوب، لأن بعض الإخوة احتج علينا، وقال : اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، وقال : لا بد أن تكون بالتناوب، فما رأيكم في هذا؟
الطلاب : طيب.
الشيخ : طيب، زين، إذن بالتناوب، لا تقرأ أنت اليوم، قرأت ثلاث أو أربع ليال، يعني ما في إلا ورقة واحدة بارك الله فيكم من، هات.
الطالب : غير محررة.
الشيخ : حررها جزاك الله خير، من معه ورقة فوائد التقوى؟ والله خاب الأمل فيكم، طيب بكرة تجيبوناها إن شاء الله؟ خلاص.
مادة إضافية : شرح كتاب البيوع من بلوغ المرام.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. قال رحمه الله تعالى : كتاب البيوع.
قال المؤلف : " كتاب "، لأن هذا مستقل عما سبق وهو من جنس آخر، لأن الأول كله في العبادات وهي معاملة الخالق عز وجل، وهذا في البيوع وهي معاملة الخلق.
وبدأ العلماء بالبيوع بعد العبادات، لأنها أكثر متعلقًا بالنسبة للبشر، وإلا فإن النكاح مثلًا له علاقة بالمعاملة وعلاقة بالعبادة، لكن البيوع أكثر متعلقًا بالنسبة للبشر، لأن الإنسان يحتاج إليها في أكله وشربه ولباسه ومسكنه ومركوبه ومنكحه وغير ذلك، فهي أعم تعلقًا، ولهذا أعقبها أهل العلم، جعلوها عقب العبادات.
وقال المؤلف : " كتاب البيوع " جمعها باعتبار أنواعها، وإلا فإنها جمع بيع، والبيع مصدر، والمصدر لا يجمع إلا إذا قصد به النوع، فإذا قصد به النوع جاز جمعه باعتبار أنواعه.
والأصل في البيوع الحلّ لقول الله تعالى : (( وأحلَّ الله البيع ))، فكل صورة من صور البيع يدَّعى أنها حرام فعلى المدعي البينة، يعني:
الدليل، لأن الأصل هو الحل.
وشرع الله البيع وأحلَّه لعباده لدعاء الضرورة إليه أحيانًا، والحاجة إليه أحيانًا، والتَّنعم إليه أحيانًا، فأحيانًا تدعو الضرورة إليه، كما لو كان مع إنسان دراهم وهو عطشان، ومع إنسان آخر ماء، فهنا الضرورة تدعو إلى عقد البيع، لأن هذا العطشان لا يتوصل إلى الماء إلا بطريق البيع إذا لم يبذله صاحبه له، وليس كل أحد يتمكن من البذل، فأحيانًا تكون الضرورة للمشتري، وأحيانًا تكون الضرورة للبائع، مثل: أن يكون شخص معه طعام ولكنه عطشان، يحتاج إلى أن يبيع الطعام ليشتري الماء، فهنا الضرورة من البائع.
وأما الحاجة التي تدعو إليه، فما يحتاج الإنسان إليه في أمور دينه ودنياه مما ليس بضرورة، كحاجته إلى ثوب آخر مع ثوبه الأول في أيام الشتاء، ونحو ذلك.
وأما التَّنعم فكما لو كان عند الإنسان كل ما يضطر إليه وكل ما يحتاج إليه، لكن يحب أن يتنعم وينبسط بما أحله الله له، وليس له طريق إلا البيع، فهنا نقول لم تدع الضرورة ولا الحاجة، لكنه من باب التنعم بنعم الله عز وجل على وجه مباح.
لهذا كان من الحكمة إباحة البيع للعباد لتندفع بها ضروراتهم، وتقوم بها حاجاتهم، ويتم بها تنعمهم. واضح؟ يعني ليس كل إنسان يضطر إلى طعام أو إلى شراب يجد من يبذله له، ولا كل إنسان يحتاج إلى مكملات بيت مثلا يجد من ايش؟ من يبذلها له، ولا كل إنسان يريد أن يتنعم بما أعطاه الله تعالى من الخير يجد من يبذل له ما يتنعم به، لهذا كان من الحكمة أن الله عز وجل أحله لعباده.
قال المؤلف : " كتاب "، لأن هذا مستقل عما سبق وهو من جنس آخر، لأن الأول كله في العبادات وهي معاملة الخالق عز وجل، وهذا في البيوع وهي معاملة الخلق.
وبدأ العلماء بالبيوع بعد العبادات، لأنها أكثر متعلقًا بالنسبة للبشر، وإلا فإن النكاح مثلًا له علاقة بالمعاملة وعلاقة بالعبادة، لكن البيوع أكثر متعلقًا بالنسبة للبشر، لأن الإنسان يحتاج إليها في أكله وشربه ولباسه ومسكنه ومركوبه ومنكحه وغير ذلك، فهي أعم تعلقًا، ولهذا أعقبها أهل العلم، جعلوها عقب العبادات.
وقال المؤلف : " كتاب البيوع " جمعها باعتبار أنواعها، وإلا فإنها جمع بيع، والبيع مصدر، والمصدر لا يجمع إلا إذا قصد به النوع، فإذا قصد به النوع جاز جمعه باعتبار أنواعه.
والأصل في البيوع الحلّ لقول الله تعالى : (( وأحلَّ الله البيع ))، فكل صورة من صور البيع يدَّعى أنها حرام فعلى المدعي البينة، يعني:
الدليل، لأن الأصل هو الحل.
وشرع الله البيع وأحلَّه لعباده لدعاء الضرورة إليه أحيانًا، والحاجة إليه أحيانًا، والتَّنعم إليه أحيانًا، فأحيانًا تدعو الضرورة إليه، كما لو كان مع إنسان دراهم وهو عطشان، ومع إنسان آخر ماء، فهنا الضرورة تدعو إلى عقد البيع، لأن هذا العطشان لا يتوصل إلى الماء إلا بطريق البيع إذا لم يبذله صاحبه له، وليس كل أحد يتمكن من البذل، فأحيانًا تكون الضرورة للمشتري، وأحيانًا تكون الضرورة للبائع، مثل: أن يكون شخص معه طعام ولكنه عطشان، يحتاج إلى أن يبيع الطعام ليشتري الماء، فهنا الضرورة من البائع.
وأما الحاجة التي تدعو إليه، فما يحتاج الإنسان إليه في أمور دينه ودنياه مما ليس بضرورة، كحاجته إلى ثوب آخر مع ثوبه الأول في أيام الشتاء، ونحو ذلك.
وأما التَّنعم فكما لو كان عند الإنسان كل ما يضطر إليه وكل ما يحتاج إليه، لكن يحب أن يتنعم وينبسط بما أحله الله له، وليس له طريق إلا البيع، فهنا نقول لم تدع الضرورة ولا الحاجة، لكنه من باب التنعم بنعم الله عز وجل على وجه مباح.
لهذا كان من الحكمة إباحة البيع للعباد لتندفع بها ضروراتهم، وتقوم بها حاجاتهم، ويتم بها تنعمهم. واضح؟ يعني ليس كل إنسان يضطر إلى طعام أو إلى شراب يجد من يبذله له، ولا كل إنسان يحتاج إلى مكملات بيت مثلا يجد من ايش؟ من يبذلها له، ولا كل إنسان يريد أن يتنعم بما أعطاه الله تعالى من الخير يجد من يبذل له ما يتنعم به، لهذا كان من الحكمة أن الله عز وجل أحله لعباده.
معنى قول المصنف : باب شروطه وما نهي عنه
الشيخ : ثم قال المؤلف : " باب شروطه " .
وكان المتوقع أن يقول: شروطها، لأن بيوع جمع، نعم، والجمع يحتاج أن يكون الضمير الراجع إليه ضمير جمع، لكن كأن المؤلف رحمه الله لما رأى أن البيوع هنا جمع من أجل الأنواع والجنس واحد، أعاد الضمير هنا على هذا الجمع باعتبار الجنس لا باعتبار الأنواع.
وقد سبق لنا أن الشروط جمع شرط، وهو في اللغة: العلامة، ومنه قوله تعالى: (( فهل ينظرون إلَّا السَّاعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها )). أي: علاماتها.
وفي الشرع: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود.
وأما قوله : " وما نهي عنه " أي: ما نهي عنه من البيوع.
والمنهي عنه من البيوع أقل بكثير مما أبيح، لأن المنهي عنه معدود، والمباح محدود، وهذا معدود، والمعدود أقل من المحدود، لأنه محصور بعدده.
وقوله : " ما نهي عنه " يشمل ما نهى الله عنه، أو نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان المتوقع أن يقول: شروطها، لأن بيوع جمع، نعم، والجمع يحتاج أن يكون الضمير الراجع إليه ضمير جمع، لكن كأن المؤلف رحمه الله لما رأى أن البيوع هنا جمع من أجل الأنواع والجنس واحد، أعاد الضمير هنا على هذا الجمع باعتبار الجنس لا باعتبار الأنواع.
وقد سبق لنا أن الشروط جمع شرط، وهو في اللغة: العلامة، ومنه قوله تعالى: (( فهل ينظرون إلَّا السَّاعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها )). أي: علاماتها.
وفي الشرع: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود.
وأما قوله : " وما نهي عنه " أي: ما نهي عنه من البيوع.
والمنهي عنه من البيوع أقل بكثير مما أبيح، لأن المنهي عنه معدود، والمباح محدود، وهذا معدود، والمعدود أقل من المحدود، لأنه محصور بعدده.
وقوله : " ما نهي عنه " يشمل ما نهى الله عنه، أو نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
شرح حديث رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكسب أطيب قال :"عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور ".
الشيخ : قال : عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه : ( أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الكسب أطيب؟ قال : عمل الرَّجل بيده، وكلُّ بيع مبرور ) رواه البزَّار، وصحَّحه الحاكم.
"سئل" من السائل؟ السائل لا يهم، أكان رجلًا، أم امرأة، لكن السائل صحابي، وقد مر علينا أنه لا شك أن من تمام العلم أن نعلم المبهمات، ولكن ليس من ضروريات العلم، إذ أن المقصود هو الحادثة أو القضية أو الواقعة التي وقعت حتى نعرف الحكم.
وقوله : ( سئل أي الكسب أطيب؟ ) ، الكسب : ما يكتسبه الإنسان ويربح فيه من تجارة أو إجارة أو شركة أو غير ذلك، فهو شامل، والإنسان قد يكسب الشيء بالبيع أو بالإجارة أو بالمشاركة أو بتملك المباحات كالصيد والحشيش ونحو ذلك، واضح؟
فأيُّها أطيب؟ قال : ( عمل الرجل بيده )، هذا أطيب المكاسب، لماذا؟ لأن عمل الرجل بيده يكون في الغالب خاليًا من الشبهات، إذ أنه حصَّله بيده مثل الاحتشاش، إنسان خرج إلى البرَّ واحتش، وأتى بالحشيش، خرج إلى البرّ واحتطب وأتى بالحطب، خرج إلى البرِّ وافتقع، افتقع يعني: أتى بالفقع بالكمأة، وخرج إلى البحر فاصطاد سمكا، ما ندري نقول سمك أو حيتان؟ فصاد سمكا.
هذا عمله بيده أو لا؟ هذا أفضل ما يكون، لأنه عمل ما فيه شبهة إطلاقًا، أخذه مما أخرجه الله عز وجل.
طيب، وهل يدخل في ذلك الصنائع؟ يدخل فيها الصنائع؟ نعم، قد نقول: إنه يدخل فيها الصنائع وإن كان في النفس منها شيء في دخولها في الحديث، لأن الصنائع كالبيع والشراء يكون فيها غش، ويكون فيها نسيان، ويكون فيها غلط، فيكون دخلها حينئذ فيه شيء من الشبهة، لكن ممكن أن ندخلها بالدَّف، على شرط أن يكون هذا الصانع العامل ناصحًا في صنعته تمامًا، وإلا فما أكثر الذين يصنعون، ثم تكون صنعتهم من أردئ الصنائع، ويدخل عندهم في الغش أكثر مما يدخل في البيع والشراء.
نعم، في جماعة بنوا جدارًا لشخص، فقالوا: من يذهب إلى صاحب الجدار يأتي بالأجرة؟ فقال بعضهم لبعض : من يمسك الجدار لا يسقط حتى نأخذ الأجرة؟ نعم، الجدار الآن جيد في بنائه أو لا ؟ ما هو جيد، يعني يقول : يستمسك فقط، يأخذون الأجرة ويمشون.
على كل حال: الصنائع في الحقيقة قد تدخل في الحديث، وقد لا تدخل.
طيب، الحراثة والزراعة تدخل في الحديث؟ من عمل الرجل بيده؟ نعم، لأن الغالب أن الحارث يخلص لنفسه مثل ما يختار الحطب الجيد ليبيعه بأكثر، هذا يخلص الحرث حرث الأرض والزرع الطيب والسقي، فهو عمله بيده، ولهذا قال الفقهاء أو بعضهم : الزارعة أفضل مكتسب، في الزراعة أيضًا مصلحة أخرى وهي: ما ينتفع بهذا الزرع من مخلوقات الله أو لا؟ الحشرات تنتفع، النمل، الذر، الكلاب، الطيور، كل شيء ينتفع مما يمكن أن ينتفع بهذا الزرع، ففيه أيضًا مصلحة.
طيب، الثاني: قال : ( وكل بيع مبرور )، الله أكبر، كل بيع مبرور، ما هو البيع المبرور؟ البيع المبرور بينته السُّنة في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما )، فالبيع المبرور : ما كان مبنيّاً على الصدق والبيان، الصدق في الوصف، والبيان في العيب، يعني مثلًا: ما يقول لك: هذا طيب وهو رديء، نعم، ولا يكون هذا الشيء معيبًا ثم يكتمه، بل يبين ( إن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما ). فهذا هو البيع المبرور، المبني على الصدق والبيان، فهذا هو البيع المبرور.
نزيد شيئا ثالثا : ووافق الشرع، فإن خالف الشرع فهو وإن كان مبنيا على الصدق والبيان فليس بمبرور، لو باع على شخص ما يحرم بيعه وصدقه في وصفه وفي عيبه، ما نقول هذا بيع مبرور.
إذن ما وافق الشرع واشتمل على الصدق والبيان فهو البيع المبرور.
عكس ذلك ما خالف الشرع، كبيع المحرمات كالملاهي وغيرها، أو ما كان مبنيا على الكذب، كأن يقول هذه السلعة من أحسن ما يكون، وهي ما أردئ ما يكون، نعم، أو على كتم العيب بأن تكون معيبة ويخفي عيبها، فهذا ليس بيعًا مبرورًا.
وسمي الأول مبرورًا لاشتماله على البر، والله سبحانه وتعالى يحب البّر، بل قال: (( وتعاونوا على البرّ والتَّقوى )).
"سئل" من السائل؟ السائل لا يهم، أكان رجلًا، أم امرأة، لكن السائل صحابي، وقد مر علينا أنه لا شك أن من تمام العلم أن نعلم المبهمات، ولكن ليس من ضروريات العلم، إذ أن المقصود هو الحادثة أو القضية أو الواقعة التي وقعت حتى نعرف الحكم.
وقوله : ( سئل أي الكسب أطيب؟ ) ، الكسب : ما يكتسبه الإنسان ويربح فيه من تجارة أو إجارة أو شركة أو غير ذلك، فهو شامل، والإنسان قد يكسب الشيء بالبيع أو بالإجارة أو بالمشاركة أو بتملك المباحات كالصيد والحشيش ونحو ذلك، واضح؟
فأيُّها أطيب؟ قال : ( عمل الرجل بيده )، هذا أطيب المكاسب، لماذا؟ لأن عمل الرجل بيده يكون في الغالب خاليًا من الشبهات، إذ أنه حصَّله بيده مثل الاحتشاش، إنسان خرج إلى البرَّ واحتش، وأتى بالحشيش، خرج إلى البرّ واحتطب وأتى بالحطب، خرج إلى البرِّ وافتقع، افتقع يعني: أتى بالفقع بالكمأة، وخرج إلى البحر فاصطاد سمكا، ما ندري نقول سمك أو حيتان؟ فصاد سمكا.
هذا عمله بيده أو لا؟ هذا أفضل ما يكون، لأنه عمل ما فيه شبهة إطلاقًا، أخذه مما أخرجه الله عز وجل.
طيب، وهل يدخل في ذلك الصنائع؟ يدخل فيها الصنائع؟ نعم، قد نقول: إنه يدخل فيها الصنائع وإن كان في النفس منها شيء في دخولها في الحديث، لأن الصنائع كالبيع والشراء يكون فيها غش، ويكون فيها نسيان، ويكون فيها غلط، فيكون دخلها حينئذ فيه شيء من الشبهة، لكن ممكن أن ندخلها بالدَّف، على شرط أن يكون هذا الصانع العامل ناصحًا في صنعته تمامًا، وإلا فما أكثر الذين يصنعون، ثم تكون صنعتهم من أردئ الصنائع، ويدخل عندهم في الغش أكثر مما يدخل في البيع والشراء.
نعم، في جماعة بنوا جدارًا لشخص، فقالوا: من يذهب إلى صاحب الجدار يأتي بالأجرة؟ فقال بعضهم لبعض : من يمسك الجدار لا يسقط حتى نأخذ الأجرة؟ نعم، الجدار الآن جيد في بنائه أو لا ؟ ما هو جيد، يعني يقول : يستمسك فقط، يأخذون الأجرة ويمشون.
على كل حال: الصنائع في الحقيقة قد تدخل في الحديث، وقد لا تدخل.
طيب، الحراثة والزراعة تدخل في الحديث؟ من عمل الرجل بيده؟ نعم، لأن الغالب أن الحارث يخلص لنفسه مثل ما يختار الحطب الجيد ليبيعه بأكثر، هذا يخلص الحرث حرث الأرض والزرع الطيب والسقي، فهو عمله بيده، ولهذا قال الفقهاء أو بعضهم : الزارعة أفضل مكتسب، في الزراعة أيضًا مصلحة أخرى وهي: ما ينتفع بهذا الزرع من مخلوقات الله أو لا؟ الحشرات تنتفع، النمل، الذر، الكلاب، الطيور، كل شيء ينتفع مما يمكن أن ينتفع بهذا الزرع، ففيه أيضًا مصلحة.
طيب، الثاني: قال : ( وكل بيع مبرور )، الله أكبر، كل بيع مبرور، ما هو البيع المبرور؟ البيع المبرور بينته السُّنة في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما )، فالبيع المبرور : ما كان مبنيّاً على الصدق والبيان، الصدق في الوصف، والبيان في العيب، يعني مثلًا: ما يقول لك: هذا طيب وهو رديء، نعم، ولا يكون هذا الشيء معيبًا ثم يكتمه، بل يبين ( إن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما ). فهذا هو البيع المبرور، المبني على الصدق والبيان، فهذا هو البيع المبرور.
نزيد شيئا ثالثا : ووافق الشرع، فإن خالف الشرع فهو وإن كان مبنيا على الصدق والبيان فليس بمبرور، لو باع على شخص ما يحرم بيعه وصدقه في وصفه وفي عيبه، ما نقول هذا بيع مبرور.
إذن ما وافق الشرع واشتمل على الصدق والبيان فهو البيع المبرور.
عكس ذلك ما خالف الشرع، كبيع المحرمات كالملاهي وغيرها، أو ما كان مبنيا على الكذب، كأن يقول هذه السلعة من أحسن ما يكون، وهي ما أردئ ما يكون، نعم، أو على كتم العيب بأن تكون معيبة ويخفي عيبها، فهذا ليس بيعًا مبرورًا.
وسمي الأول مبرورًا لاشتماله على البر، والله سبحانه وتعالى يحب البّر، بل قال: (( وتعاونوا على البرّ والتَّقوى )).
11 - شرح حديث رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكسب أطيب قال :"عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور ". أستمع حفظ
من فوائد الحديث حرص الصحابة على السؤال عن أفضل الأعمال.
الشيخ : في هذا الحديث عدة فوائد:
الفائدة الأولى: حرص الصحابة رضي الله عنهم عن السؤال عن أفضل الأعمال لقوله : ( سئل أي الكسب أطيب؟ )، والصحابة رضي الله عنهم إذا سألوا عن الكمال لا يريدون مجرد العلم بالكمال، لكنهم يطبقون ويعملون، ليسوا كحال أكثر الناس اليوم ، يسأل عن الكمال وعن الأفضل ثم لا يعمل به! لا، هم لا يسألون إلا من أجل أن يعملوا، وهذه صفة المؤمن، وهؤلاء هم المؤمنون الذين إذا علموا الحق عملوا به، أما أن يعلموه ويجعلوه في صدورهم كنسخ من الكتب لا تتجاوز الصدور فهذا ليس من خصال المؤمنين وليس من صفاتهم، صفة المؤمن أنه متحرك عامل لا يتأخر، لما أمر النبي عليه الصلاة والسلام النساء بالصدقة وش سون؟ صارت المرأة تأخذ قرطها من أذنها وخاتمها من أصبعها وتلقيه في ثوب بلال، بدون تأخر، وبدون تردد، وبدون مشاورة أبدا ، فهكذا ينبغي للمسلم، بل يجب على المؤمن أن يكون هكذا، كلما علم شيئًا أفضل عمل به ما استطاع، نسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يستبقون إلى الخيرات. نعم، إذن الصحابة رضي الله عنهم يسألون عن الأفضل، لا من أجل أن يعلموا الأفضل، ولكن من أجل أن يعلموه ايش ؟ ويعملوا به ويطبقوا.
الفائدة الأولى: حرص الصحابة رضي الله عنهم عن السؤال عن أفضل الأعمال لقوله : ( سئل أي الكسب أطيب؟ )، والصحابة رضي الله عنهم إذا سألوا عن الكمال لا يريدون مجرد العلم بالكمال، لكنهم يطبقون ويعملون، ليسوا كحال أكثر الناس اليوم ، يسأل عن الكمال وعن الأفضل ثم لا يعمل به! لا، هم لا يسألون إلا من أجل أن يعملوا، وهذه صفة المؤمن، وهؤلاء هم المؤمنون الذين إذا علموا الحق عملوا به، أما أن يعلموه ويجعلوه في صدورهم كنسخ من الكتب لا تتجاوز الصدور فهذا ليس من خصال المؤمنين وليس من صفاتهم، صفة المؤمن أنه متحرك عامل لا يتأخر، لما أمر النبي عليه الصلاة والسلام النساء بالصدقة وش سون؟ صارت المرأة تأخذ قرطها من أذنها وخاتمها من أصبعها وتلقيه في ثوب بلال، بدون تأخر، وبدون تردد، وبدون مشاورة أبدا ، فهكذا ينبغي للمسلم، بل يجب على المؤمن أن يكون هكذا، كلما علم شيئًا أفضل عمل به ما استطاع، نسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يستبقون إلى الخيرات. نعم، إذن الصحابة رضي الله عنهم يسألون عن الأفضل، لا من أجل أن يعلموا الأفضل، ولكن من أجل أن يعلموه ايش ؟ ويعملوا به ويطبقوا.
من فوائد الحديث أن المكاسب تختلف منها الطيب والخبيث والأطيب.
الشيخ : ومن فوائد الحديث أيضا : أن المكاسب تختلف، فمنها الطيب والخبيث والأطيب، أليس كذلك؟ دليله : ( أي الكسب أطيب؟ )، فأقرهم على التفاضل في المكاسب.
من فوائد الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم.
الشيخ : ومن فوائده أيضًا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم، وهذا مما اختصه الله به، فإنه أعطي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارًا، من أين يؤخذ؟ من هاتين الكلمتين : (عمل الرجل بيده ) كم تشمل من أشياء كثيرة ما لها حصر، ذكرنا شيئا قليلًا منها : احتطاب، احتشاش، اصطياد، حراثة، وأشياء كثيرة.
( كل بيع مبرور )، كذلك هذا يعتبر ضابطًا، يدخل فيه أنواع كثيرة من البيع إذا اشتملت على الأوصاف الثلاثة، وهي : موافقة الشرع، والصدق، والبيان.
فإن انضاف إلى هذا مصالح أخرى زاد فيها الطيب، مثل: لو كانت تجارة الإنسان في سلاح للمجاهدين في سبيل الله، يحصل على فائدة؟ نعم يحصل على أجر، لو كانت في كتب ينتفع بها طلاب العلم؟ ازداد أجرًا وصارت هذه التجارة دنيوية وأخروية، لو كان في أشياء تعين على البر ازداد أيضًا طيبًا، المهم أن وجوه الفضل لا حصر لها كثيرة جدًا.
( كل بيع مبرور )، كذلك هذا يعتبر ضابطًا، يدخل فيه أنواع كثيرة من البيع إذا اشتملت على الأوصاف الثلاثة، وهي : موافقة الشرع، والصدق، والبيان.
فإن انضاف إلى هذا مصالح أخرى زاد فيها الطيب، مثل: لو كانت تجارة الإنسان في سلاح للمجاهدين في سبيل الله، يحصل على فائدة؟ نعم يحصل على أجر، لو كانت في كتب ينتفع بها طلاب العلم؟ ازداد أجرًا وصارت هذه التجارة دنيوية وأخروية، لو كان في أشياء تعين على البر ازداد أيضًا طيبًا، المهم أن وجوه الفضل لا حصر لها كثيرة جدًا.
من فوائد الحديث دخول المرأة في الحديث.
الشيخ : ومن فوائد الحديث، بل فيه إشكال : عمل الرجل بيده، والمرأة؟ داخلة؟ أي نعم، المرأة داخلة في ذلك، لأن الأصل أن ما ثبت في حق الرجل ثبت في حق المرأة، وما ثبت في حق المرأة ثبت في حق الرجل، إلا ما خص بدليل.
من فوائد الحديث أن البيوع منها المبرور وغير المبرور.
الشيخ : ومن فوائد الحديث أيضا : أن البيوع منها : بيع مبرور، ومنها: بيع غير مبرور، لقوله : ( وكل بيع مبرور ).
شرح حديث جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة :"إن الله حرم بيع الخمر...".
الشيخ : وقال : وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكَّة : ( إنَّ الله حرَّم بيع الخمر ) إلى آخره.
هذا الحديث داخل في قول المؤلف : " وما نهي عنه "، فيكون في كلام المؤلف أو في سياق المؤلف للأحاديث وبين الترجمة لف ونشر مشوش أو مرتب؟ لا، غير مرتب، لأنه بدأ بالشروط، وثنى بما نهي عنه، ولكنه بدأ بما نهي عنه، إلا أن يدعي مدَّع أن قوله : ( كل بيع مبرور ) يتضمن الشروط إجمالًا، لأننا قلنا : ما وافق الشرع واشتمل على الصدق والبيان، إن كان كذلك فالترتيب مرتب.
هذا الحديث داخل في قول المؤلف : " وما نهي عنه "، فيكون في كلام المؤلف أو في سياق المؤلف للأحاديث وبين الترجمة لف ونشر مشوش أو مرتب؟ لا، غير مرتب، لأنه بدأ بالشروط، وثنى بما نهي عنه، ولكنه بدأ بما نهي عنه، إلا أن يدعي مدَّع أن قوله : ( كل بيع مبرور ) يتضمن الشروط إجمالًا، لأننا قلنا : ما وافق الشرع واشتمل على الصدق والبيان، إن كان كذلك فالترتيب مرتب.
اضيفت في - 2006-04-10