فتاوى الحرم المكي-1409-07a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
المناقشة حول حديث عائشة السابق.
الشيخ : بسم لله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد : فإننا في الدرس الماضي تكلمنا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة عنه : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، وفي لفظ : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
وذكرنا أن رد بمعنى مردود، وأن المصدر في اللغة العربية يأتي بمعنى اسم المفعول، وذكرنا لذلك شواهد.
وذكرنا أن هذا الحديث ذكر أهل العلم أنه ميزان للأعمال الظاهرة، وأن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ) ميزان للأعمال الباطنة، أي لأعمال القلوب، لأن النية عمل القلب.
وذكرنا أن في هذين الحديثين إشارة إلى ركني العبادة، وهما: الإخلاص والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسبق لنا أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا وافقت العبادة الشرع في أمور ستة : السبب، والجنس، والقدر، والكيفية، والزمان، والمكان.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد : فإننا في الدرس الماضي تكلمنا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة عنه : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، وفي لفظ : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
وذكرنا أن رد بمعنى مردود، وأن المصدر في اللغة العربية يأتي بمعنى اسم المفعول، وذكرنا لذلك شواهد.
وذكرنا أن هذا الحديث ذكر أهل العلم أنه ميزان للأعمال الظاهرة، وأن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ) ميزان للأعمال الباطنة، أي لأعمال القلوب، لأن النية عمل القلب.
وذكرنا أن في هذين الحديثين إشارة إلى ركني العبادة، وهما: الإخلاص والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسبق لنا أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا وافقت العبادة الشرع في أمور ستة : السبب، والجنس، والقدر، والكيفية، والزمان، والمكان.
هل يستحب الإعتمار في ليلة السابع والعشرين من رمضان وهل هي ليلة القدر.
الشيخ : وبناء على ذلك نتساءل : هل هذه الليلة ليلة سبع وعشرين مما يستحب أن تؤدى فيها العمرة ويقصد فيها أداء العمرة أو لا؟ الجواب : لا، وعلى هذا، فمن قصد إقامة العمرة ليلة سبع وعشرين من هذا الشهر فقد أتى بشيء لا دليل عليه.
صحيح أن ليلة القدر لها خاصية بالقيام لا بأداء العمرة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )، ولم يقل : من اعتمر ليلة القدر، بينما قال في شهر رمضان : ( عمرة في رمضان تعدل حجة )، ولم يقل : عمرة في ليلة سبع وعشرين تعدل حجة.
لهذا أنصح إخواني المسلمين الذين يريدون وجه الله أن تكون أعمالهم موافقة لشريعة الله، لأن مجرد إخلاص النية وإرادة وجه الله لا يكفي في قبول العمل، كما سمعتم في حديث عائشة ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، ولم أجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا يدل على أنه يستحب أداء العمرة في ليلة سبع وعشرين، بل ليلة سبع وعشرين في أداء العمرة كليلة ست وعشرين، وخمس وعشرين، وإحدى وعشرين، وعشرة، وواحد من الشهر.
( عمرة في رمضان تعدل حجة )، عمرة في سبع وعشرين ليس لها مزية.
وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا.
وكون الإنسان يعبد الله بالعاطفة لا يفيده شيء، لأن عبادة الله بالعاطفة بدون أصل شرعي يرجع إليه المتعبد هو اتباع للهوى، لأن الشرع حدود معينة مضبوطة من كل وجه، حتى لا يختلف الناس فيها فيتفرقوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون.
ثم إن ليلة القدر ليست مخصوصة بليلة سبع وعشرين، لأن النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على أن ليلة القدر تتنقل في الأعوام فتارة تكون ليلة ثلاث وعشرين، وتارة تكون ليلة خمس وعشرين، وتارة ليلة سبع وعشرين، وتارة ليلة تسع وعشرين، وتارة ليلة الثلاثين، وتارة ليلة ثمان وعشرين، وتارة ليلة ست وعشرين، وتارة ليلة أربع وعشرين، بل قد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأوسط ابتغاء لليلة القدر، فخرج على أصحابه في ليلة إحدى وعشرين وأخبرهم أنه كان يعتكف طلباً لليلة القدر، وأنه عليه الصلاة والسلام أري ليلة القدر، أريها في العشر الأواخر، ولكنه أنسيها، حكمة من الله عز وجل، قال عليه الصلاة والسلام : ( وقد رأيتني أسجد في صبيحتها في الماء والطين ).
أري علامة أنه يسجد في صبيحتها يعني في صلاة الصبح، في الماء والطين، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( مطرت السماء تلك الليلة -ليلة إحدى وعشرين- فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الفجر فرأيته وعلى جبهته أثر الماء والطين )، فمتى كانت ذلك العام؟ متى كانت؟ ما في إشكال أيها الإخوة. متى كانت ذلك العام؟ صارت ليلة إحدى وعشرين، لأنه أري علامة لها، وهي أن يسجد في صبيحتها في الماء والطين، فمطرت السماء تلك الليلة، فصلى الصبح، وانصرف من صلاته وعلى جبهته أثر الماء والطين، إذن كانت في ذلك العام ليلة إحدى وعشرين.
وقال : ( التمسوها في خامسة تبقى، في رابعة تبقى ) إلى آخر الحديث، وهذا يدل أنها قد تنتقل وأنها لا تتعين ليلة سبع وعشرين.
قلت هذا، لأن كثيراً من المسلمين يحرصون على القيام في الليل ليلة سبع وعشرين، بينما هم يتساهلون في قيام الليل فيما عدى تلك الليلة، وما يدري هؤلاء لعل ليلة القدر تكون في غير ليلة سبع وعشرين في تلك السنة فيحرمون خيرها بسبب اعتمادهم على أنها تتعين في ليلة سبع وعشرين.
صحيح أن ليلة القدر لها خاصية بالقيام لا بأداء العمرة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )، ولم يقل : من اعتمر ليلة القدر، بينما قال في شهر رمضان : ( عمرة في رمضان تعدل حجة )، ولم يقل : عمرة في ليلة سبع وعشرين تعدل حجة.
لهذا أنصح إخواني المسلمين الذين يريدون وجه الله أن تكون أعمالهم موافقة لشريعة الله، لأن مجرد إخلاص النية وإرادة وجه الله لا يكفي في قبول العمل، كما سمعتم في حديث عائشة ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، ولم أجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا يدل على أنه يستحب أداء العمرة في ليلة سبع وعشرين، بل ليلة سبع وعشرين في أداء العمرة كليلة ست وعشرين، وخمس وعشرين، وإحدى وعشرين، وعشرة، وواحد من الشهر.
( عمرة في رمضان تعدل حجة )، عمرة في سبع وعشرين ليس لها مزية.
وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا.
وكون الإنسان يعبد الله بالعاطفة لا يفيده شيء، لأن عبادة الله بالعاطفة بدون أصل شرعي يرجع إليه المتعبد هو اتباع للهوى، لأن الشرع حدود معينة مضبوطة من كل وجه، حتى لا يختلف الناس فيها فيتفرقوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون.
ثم إن ليلة القدر ليست مخصوصة بليلة سبع وعشرين، لأن النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على أن ليلة القدر تتنقل في الأعوام فتارة تكون ليلة ثلاث وعشرين، وتارة تكون ليلة خمس وعشرين، وتارة ليلة سبع وعشرين، وتارة ليلة تسع وعشرين، وتارة ليلة الثلاثين، وتارة ليلة ثمان وعشرين، وتارة ليلة ست وعشرين، وتارة ليلة أربع وعشرين، بل قد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأوسط ابتغاء لليلة القدر، فخرج على أصحابه في ليلة إحدى وعشرين وأخبرهم أنه كان يعتكف طلباً لليلة القدر، وأنه عليه الصلاة والسلام أري ليلة القدر، أريها في العشر الأواخر، ولكنه أنسيها، حكمة من الله عز وجل، قال عليه الصلاة والسلام : ( وقد رأيتني أسجد في صبيحتها في الماء والطين ).
أري علامة أنه يسجد في صبيحتها يعني في صلاة الصبح، في الماء والطين، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( مطرت السماء تلك الليلة -ليلة إحدى وعشرين- فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الفجر فرأيته وعلى جبهته أثر الماء والطين )، فمتى كانت ذلك العام؟ متى كانت؟ ما في إشكال أيها الإخوة. متى كانت ذلك العام؟ صارت ليلة إحدى وعشرين، لأنه أري علامة لها، وهي أن يسجد في صبيحتها في الماء والطين، فمطرت السماء تلك الليلة، فصلى الصبح، وانصرف من صلاته وعلى جبهته أثر الماء والطين، إذن كانت في ذلك العام ليلة إحدى وعشرين.
وقال : ( التمسوها في خامسة تبقى، في رابعة تبقى ) إلى آخر الحديث، وهذا يدل أنها قد تنتقل وأنها لا تتعين ليلة سبع وعشرين.
قلت هذا، لأن كثيراً من المسلمين يحرصون على القيام في الليل ليلة سبع وعشرين، بينما هم يتساهلون في قيام الليل فيما عدى تلك الليلة، وما يدري هؤلاء لعل ليلة القدر تكون في غير ليلة سبع وعشرين في تلك السنة فيحرمون خيرها بسبب اعتمادهم على أنها تتعين في ليلة سبع وعشرين.
الحرص على الدعاء في كل العشر الأواخر من رمضان.
الشيخ : وينبغي للإنسان في هذه الليالي كلها أن يجتهد في الدعاء بقلب حاضر وأمل قوي بالله عز وجل، وأن يحرص على اجتناب أكل الحرام، لأن أكل الحرام من أسباب رد الدعاء، مهما اجتهد الإنسان في الدعاء إذا كان يأكل الحرام فإنه يبعد أن يستجيب الله له.
شرح حديث :" إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين....... " مع ذكر أسباب إجابة الدعاء.
الشيخ : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، ، فَقَالَ تَعَالَى : (( يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ))، وقَالَ تعالى : (( يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إني بما تعملون عليم ))، ثمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبّ. يا رَبّ. وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لذلك ).
انظروا - أيها الإخوة - ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب إجابة الدعاء عدة أشياء:
أولا : السفر، والسفر مظنة لإجابة الدعوة. والثاني: الشعث والغبر، وكون الإنسان غير مترف ولا مهتم بأمور ملبسه ومظهره، إنما يهتم بإصلاح قلبه، لا بإصلاح ثوبه.
( يمد يديه إلى السماء ) ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة لأنها إظهار العبد الافتقار إلى الله، وأنه يمد إليه يديه كحال المستجدي الفقير الضعيف الذي يرجو رحمة الله وعطاء الله . ( يا رب يا رب ) يدعو الله تعالى بهذا الاسم الذي هو مقتضى إيجاد الأمور، لأن الربوبية هي التي يحصل بها الخلق ويحصل بها الإيجاد، فيقول : ( يا رب يا رب ) يتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم الذي به الإيجاد والخلق.
فتوسل إلى الله تعالى بأمور أربعة، وهي:
الطالب : السفر.
الشيخ : السفر، الثاني؟
الطالب : ... .
الشيخ : يمد يديه إلى السماء، الرابع؟
الطالب : يقول : يا رب يا رب.
الشيخ : يقول : يا رب يا رب.
أحسنت.
انظروا - أيها الإخوة - ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب إجابة الدعاء عدة أشياء:
أولا : السفر، والسفر مظنة لإجابة الدعوة. والثاني: الشعث والغبر، وكون الإنسان غير مترف ولا مهتم بأمور ملبسه ومظهره، إنما يهتم بإصلاح قلبه، لا بإصلاح ثوبه.
( يمد يديه إلى السماء ) ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة لأنها إظهار العبد الافتقار إلى الله، وأنه يمد إليه يديه كحال المستجدي الفقير الضعيف الذي يرجو رحمة الله وعطاء الله . ( يا رب يا رب ) يدعو الله تعالى بهذا الاسم الذي هو مقتضى إيجاد الأمور، لأن الربوبية هي التي يحصل بها الخلق ويحصل بها الإيجاد، فيقول : ( يا رب يا رب ) يتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم الذي به الإيجاد والخلق.
فتوسل إلى الله تعالى بأمور أربعة، وهي:
الطالب : السفر.
الشيخ : السفر، الثاني؟
الطالب : ... .
الشيخ : يمد يديه إلى السماء، الرابع؟
الطالب : يقول : يا رب يا رب.
الشيخ : يقول : يا رب يا رب.
أحسنت.
4 - شرح حديث :" إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين....... " مع ذكر أسباب إجابة الدعاء. أستمع حفظ
معنى قوله :" ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ".
الشيخ : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لذلك ).
(أنى) هذه استفهام بمعنى الاستبعاد، يعني بعيد أن يستجيب الله له.
ولهذا أنا أحذر إخواني من هذا المكان، أحذرهم من أكل الحرام، فما أكل الحرام؟ يظن بعض الناس أن أكل الحرام أن يأكل الإنسان الخنزير، والدم والميتة وما أشبه ذلك، وهذا صحيح، هذه من أكل الحرام، لكن ليس أحد يأكله.
لكن أكل الحرام يشمل أكل الحرام لذاته وأكل الحرام لكسبه، أنتم معي؟ أكل الحرام لذاته وأكل الحرام لكسبه، كيف أكل الحرام لذاته؟ أكل الحرام لذاته وهو أن يحرم بعينه كالميتة والدم ولحم الخنزير والخمر وما أشبه ذلك.
أكل الحرام لكسبه أن يكون الشيء بذاته حلالاً لكن من أجل جهة اكتسابه كان حراماً، مثل المغصوب، إنسان سرق من شخص مالا أو أخذه منه قهرا وأكله، نقول هذا أكل حرام، هذا أكل حراما،كيف أكل حرام وهو طعام يؤكل ويشرب؟ نقول : حرام ليش؟ لكسبه.
إنسان اكتسب المال بالربا يعطي دراهم مائة بمائة وعشرين، إما صراحة وإما بحيلة.
(أنى) هذه استفهام بمعنى الاستبعاد، يعني بعيد أن يستجيب الله له.
ولهذا أنا أحذر إخواني من هذا المكان، أحذرهم من أكل الحرام، فما أكل الحرام؟ يظن بعض الناس أن أكل الحرام أن يأكل الإنسان الخنزير، والدم والميتة وما أشبه ذلك، وهذا صحيح، هذه من أكل الحرام، لكن ليس أحد يأكله.
لكن أكل الحرام يشمل أكل الحرام لذاته وأكل الحرام لكسبه، أنتم معي؟ أكل الحرام لذاته وأكل الحرام لكسبه، كيف أكل الحرام لذاته؟ أكل الحرام لذاته وهو أن يحرم بعينه كالميتة والدم ولحم الخنزير والخمر وما أشبه ذلك.
أكل الحرام لكسبه أن يكون الشيء بذاته حلالاً لكن من أجل جهة اكتسابه كان حراماً، مثل المغصوب، إنسان سرق من شخص مالا أو أخذه منه قهرا وأكله، نقول هذا أكل حرام، هذا أكل حراما،كيف أكل حرام وهو طعام يؤكل ويشرب؟ نقول : حرام ليش؟ لكسبه.
إنسان اكتسب المال بالربا يعطي دراهم مائة بمائة وعشرين، إما صراحة وإما بحيلة.
بيان قبح الحيل في استحلال المحرمات مع الدليل وذكر مفاسده.
الشيخ : والحيلة أقبح من الصراحة، الحيلة أقبح من الصراحة يا عبد الله، كيف ذلك؟
الطالب : ... .
الشيخ : لكن لماذا كانت أقبح من الصراحة؟
الطالب : لأنها جاءت بطريق غير صحيح.
الشيخ : طيب، استرح.
الحيلة أقبح من الصراحة، لأنها تضمنت مفسدتين: مفسدة المحرم الذي احتال عليه، ومفسدة الخداع والخيانة، يخدع من أو يخادع من؟ يخادع الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
يأتي الإنسان لشخص يقول: والله أنا أريد أن تعطيني عشرة آلاف باثنى عشرة ألف.
هذا حرام، نعوذ بالله من يفعل هذا؟ أعطيك عشرة آلاف نقدا وتعطيني اثنا عشر ألف بعد سنة. من يفعل هذا؟ هذا حرام. أقول ماذا نفعل؟ يلا نذهب. نذهب نذهب إلى صاحب الدكان. يأتون إلى صاحب الدكان عندك أكياس رز سكر، رمل، قطن، أدنى شيء، بس هات شيء يوقع العقد عليه وننتهي، اشترى منهم الأكياس هذه، من اشتراها؟ الدائن أم المدين؟
الطالب : الدائن.
الشيخ : الدائن، اشتراها من صاحب الدكان بعشرة آلاف ريال وباعها على الفقير بكم؟ باثني عشر ألف ريال، ثم قال الفقير لصاحب الدكان : اشترها مني، فاشتراها صاحب الدكان بماذا؟ قال : أنا بعتها بعشرة ... أنا بأخذها منك بتسعة آلاف وتسع مائة وخمسين فيضيع على الفقير من جهة صاحب الدكان كم؟ خمسون ريالا. فيكون هذا المسكين بين حجري رحى يأكله الدائن من وجه ويأكله صاحب الدكان من وجه آخر، فيأخذ ... الدراهم.
فبالله عليكم هل هذا عقد صحيح؟ أبدا، هذا تحايل، لأن الدائن لا يريد هذه السلعة أبدا، لو أن صاحب الدكان ملأ هذه الأكياس رملا وقال للناس هذه سكر، يقول للدائن يشتريها وإلا ما يشتريها؟ هو ما يعرف أنها سكر، نعم يشتريها ليش؟ على أنها سكر، لايقلبها ولا يفتشها، ولا شيء.
هذه لا تجوز، هذه أقبح مما لو أعطاه عشرة نقدا باثني عشرة مؤجل.
والله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )).
وكل إنسان نمى ماله بهذه الطريقة فقد نما من كسب محرم فيكون حريا بأن لا يقبل الله دعاءه.
ومن ذلك أن يكسب المال عن طريق الغش والخداع، فتجده يظهر السلعة بمظهر طيب وهي ايش؟ وهي رديئة فيظن المشتري أنها جيدة ولكنها رديئة، فيشتريها بثمن جيد والبائع يفرح، ماشاء الله غنيمة، فهل هذه غنيمة؟ والله ما هي غنيمة، هو غنيمة على حساب حسناته، لأن هذا المظلوم سيأخذ من حسنات هذا الظالم يوم القيامة، يأخذ من حسناته التي هو أحوج إليها في ذلك الوقت، ولا يستطيع أن يفدي نفسه أبدا.
ومن هذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى صاحب تمر فوقف عليه وأدخل يده في التمر، فإذا أسفل التمر قد بلته السماء، مبلول، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال : أصابته السماء يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من غش فليس منا )، وكان الواجب على هذا أن يجعل الرديء فوق حتى يراه الناس ويعرفوه.
ومن ذلك أيضاً أن يكسب الإنسان المال عن طريق الكذب، يقول هذه السلعة بمائة وهي بخمسين، أو بتسعين، لكن يأتيه رجل لا يعرف السعر، غرير بسعر هذه الأشياء، فيشتري لأنه صاحب حاجة وهو لا يعلم السعر، فربما يشتري
ما يساوي مائة بمائتين، وهو لا يدري لكن صاحب الدكان غره، هذه الزيادة التي حصلت له حرام أو حلال؟ حرام، لأنها جاءت عن طريق الكذب.
قد يقول الشيطان لصاحب الدكان إن المشتري اشترى باختياره وبرضاه، والله عز وجل يقول : (( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم )). والمشتري رضي، فليس عليك شيء.
ما جوابنا على هذا الإيحاء الشيطاني؟ أن نقول: لو علم المشتري بأن القيمة حقيقة نصف القيمة التي عينها أيرضى أم لا يرضى؟ لا يرضى، إذن ليست تجارة عن تراضٍ، بل تجارة عن تغرير بهذا الغرير الذي لا يعرف، وكذب ودجل.
ولهذا تقف عند صاحب الدكان حتى في مكة هنا، تقول كم السلعة هذه؟ يقول: هذه بمائة، تروح لواحد عندو دكان جنبو نفس السلعة تقول كم هي؟ يقول بخمسين، فرق، وهو فرق النصف ولا يمكن هذا مما يتراضى به الناس عادة حتى يقول هذا شيء تراضى به الناس فرق الخسمين أمر واضح.
أحيانا تقول له مثلا يقلك هذه السلعة بمائة..
لابد فيه من آداب، منها: أن يتجنب الإنسان أكل الحرام، وإلا كيف يكون هذا البدن المتغذي بما حرم الله عليه أهلا لأن تقبل دعوته؟!
على كل حال أنا أقول ينبغي في هذه الأيام المباركة أن نجتهد في الدعاء، وأن نأمل الإجابة، وأن نتهم أنفسنا بالتقصير والقصور، ولكن نغلب فضل الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته حتى يكون أملنا في الإجابة قويا، والله سبحانه وتعالى عند حسن ظن عبده به، فمن ظن بالله خيرا وسعى بأسباب الخير فإنه يناله، ومن ظن بالله خيرا ولكنه لم يسع في أسباب الخير فهو في الحقيقة متمن على الله الأماني، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ).
أسأل الله أن يجعلني وإياكم في هذا الشهر من المقبولين، وأن يتم علينا وعليكم بالتوفيق لما يحبه ويرضاه.
والآن نعود إلى الدرس.
الطالب : ... .
الشيخ : بالنسبة للإجابة على فوائد التقوى وصلتنا ثلاث وعشرون إجابة، ولم أتمكن من قراءة إلا ثلاث ورقات فقط ... والجائزة مجهزة ... فأرى أن من الأحسن أن نختار رجلين يجمعان هذه الفوائد، فما كان في بعض الإجابات يضم إلى الإجابات الأخرى حتى تكمل الإجابة إن شاء الله تعالى...
مر علينا فيما سمعنا من كلام الله موضوعان، ولا أدري بأيهما أوفق أن نبدأ: موضوع المنافقين، وموضوع الطلاق وأحكام الطلاق.
المنافقون، وإن شئتم أن نجمع بين الأمرين وأبدأ بواحد منهما؟
الطلاب :...
الشيخ : طيب، يقول بعض الإخوان إن الطلاق أولى لكثرة الموجودين اليوم، والناس في الحقيقة كثر الطلاق فيهم، واستهانوا به استهانة بالغة.
الطالب : ... .
الشيخ : لكن لماذا كانت أقبح من الصراحة؟
الطالب : لأنها جاءت بطريق غير صحيح.
الشيخ : طيب، استرح.
الحيلة أقبح من الصراحة، لأنها تضمنت مفسدتين: مفسدة المحرم الذي احتال عليه، ومفسدة الخداع والخيانة، يخدع من أو يخادع من؟ يخادع الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
يأتي الإنسان لشخص يقول: والله أنا أريد أن تعطيني عشرة آلاف باثنى عشرة ألف.
هذا حرام، نعوذ بالله من يفعل هذا؟ أعطيك عشرة آلاف نقدا وتعطيني اثنا عشر ألف بعد سنة. من يفعل هذا؟ هذا حرام. أقول ماذا نفعل؟ يلا نذهب. نذهب نذهب إلى صاحب الدكان. يأتون إلى صاحب الدكان عندك أكياس رز سكر، رمل، قطن، أدنى شيء، بس هات شيء يوقع العقد عليه وننتهي، اشترى منهم الأكياس هذه، من اشتراها؟ الدائن أم المدين؟
الطالب : الدائن.
الشيخ : الدائن، اشتراها من صاحب الدكان بعشرة آلاف ريال وباعها على الفقير بكم؟ باثني عشر ألف ريال، ثم قال الفقير لصاحب الدكان : اشترها مني، فاشتراها صاحب الدكان بماذا؟ قال : أنا بعتها بعشرة ... أنا بأخذها منك بتسعة آلاف وتسع مائة وخمسين فيضيع على الفقير من جهة صاحب الدكان كم؟ خمسون ريالا. فيكون هذا المسكين بين حجري رحى يأكله الدائن من وجه ويأكله صاحب الدكان من وجه آخر، فيأخذ ... الدراهم.
فبالله عليكم هل هذا عقد صحيح؟ أبدا، هذا تحايل، لأن الدائن لا يريد هذه السلعة أبدا، لو أن صاحب الدكان ملأ هذه الأكياس رملا وقال للناس هذه سكر، يقول للدائن يشتريها وإلا ما يشتريها؟ هو ما يعرف أنها سكر، نعم يشتريها ليش؟ على أنها سكر، لايقلبها ولا يفتشها، ولا شيء.
هذه لا تجوز، هذه أقبح مما لو أعطاه عشرة نقدا باثني عشرة مؤجل.
والله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )).
وكل إنسان نمى ماله بهذه الطريقة فقد نما من كسب محرم فيكون حريا بأن لا يقبل الله دعاءه.
ومن ذلك أن يكسب المال عن طريق الغش والخداع، فتجده يظهر السلعة بمظهر طيب وهي ايش؟ وهي رديئة فيظن المشتري أنها جيدة ولكنها رديئة، فيشتريها بثمن جيد والبائع يفرح، ماشاء الله غنيمة، فهل هذه غنيمة؟ والله ما هي غنيمة، هو غنيمة على حساب حسناته، لأن هذا المظلوم سيأخذ من حسنات هذا الظالم يوم القيامة، يأخذ من حسناته التي هو أحوج إليها في ذلك الوقت، ولا يستطيع أن يفدي نفسه أبدا.
ومن هذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى صاحب تمر فوقف عليه وأدخل يده في التمر، فإذا أسفل التمر قد بلته السماء، مبلول، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال : أصابته السماء يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من غش فليس منا )، وكان الواجب على هذا أن يجعل الرديء فوق حتى يراه الناس ويعرفوه.
ومن ذلك أيضاً أن يكسب الإنسان المال عن طريق الكذب، يقول هذه السلعة بمائة وهي بخمسين، أو بتسعين، لكن يأتيه رجل لا يعرف السعر، غرير بسعر هذه الأشياء، فيشتري لأنه صاحب حاجة وهو لا يعلم السعر، فربما يشتري
ما يساوي مائة بمائتين، وهو لا يدري لكن صاحب الدكان غره، هذه الزيادة التي حصلت له حرام أو حلال؟ حرام، لأنها جاءت عن طريق الكذب.
قد يقول الشيطان لصاحب الدكان إن المشتري اشترى باختياره وبرضاه، والله عز وجل يقول : (( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم )). والمشتري رضي، فليس عليك شيء.
ما جوابنا على هذا الإيحاء الشيطاني؟ أن نقول: لو علم المشتري بأن القيمة حقيقة نصف القيمة التي عينها أيرضى أم لا يرضى؟ لا يرضى، إذن ليست تجارة عن تراضٍ، بل تجارة عن تغرير بهذا الغرير الذي لا يعرف، وكذب ودجل.
ولهذا تقف عند صاحب الدكان حتى في مكة هنا، تقول كم السلعة هذه؟ يقول: هذه بمائة، تروح لواحد عندو دكان جنبو نفس السلعة تقول كم هي؟ يقول بخمسين، فرق، وهو فرق النصف ولا يمكن هذا مما يتراضى به الناس عادة حتى يقول هذا شيء تراضى به الناس فرق الخسمين أمر واضح.
أحيانا تقول له مثلا يقلك هذه السلعة بمائة..
لابد فيه من آداب، منها: أن يتجنب الإنسان أكل الحرام، وإلا كيف يكون هذا البدن المتغذي بما حرم الله عليه أهلا لأن تقبل دعوته؟!
على كل حال أنا أقول ينبغي في هذه الأيام المباركة أن نجتهد في الدعاء، وأن نأمل الإجابة، وأن نتهم أنفسنا بالتقصير والقصور، ولكن نغلب فضل الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته حتى يكون أملنا في الإجابة قويا، والله سبحانه وتعالى عند حسن ظن عبده به، فمن ظن بالله خيرا وسعى بأسباب الخير فإنه يناله، ومن ظن بالله خيرا ولكنه لم يسع في أسباب الخير فهو في الحقيقة متمن على الله الأماني، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ).
أسأل الله أن يجعلني وإياكم في هذا الشهر من المقبولين، وأن يتم علينا وعليكم بالتوفيق لما يحبه ويرضاه.
والآن نعود إلى الدرس.
الطالب : ... .
الشيخ : بالنسبة للإجابة على فوائد التقوى وصلتنا ثلاث وعشرون إجابة، ولم أتمكن من قراءة إلا ثلاث ورقات فقط ... والجائزة مجهزة ... فأرى أن من الأحسن أن نختار رجلين يجمعان هذه الفوائد، فما كان في بعض الإجابات يضم إلى الإجابات الأخرى حتى تكمل الإجابة إن شاء الله تعالى...
مر علينا فيما سمعنا من كلام الله موضوعان، ولا أدري بأيهما أوفق أن نبدأ: موضوع المنافقين، وموضوع الطلاق وأحكام الطلاق.
المنافقون، وإن شئتم أن نجمع بين الأمرين وأبدأ بواحد منهما؟
الطلاب :...
الشيخ : طيب، يقول بعض الإخوان إن الطلاق أولى لكثرة الموجودين اليوم، والناس في الحقيقة كثر الطلاق فيهم، واستهانوا به استهانة بالغة.
بيان خطورة النفاق .
الشيخ : والناس أيضا في هذا العهد كثر فيهم المنافقون المخادعون الذين يأتون باسم الاسلام والإسلام منهم بريء.
إذا تأملت أحوالهم وجدتهم لا يعرفون الله طرفة عين في الغيب، لكن في الشهادة إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ومنظرهم وهيأتهم وإن يقولوا تسمع لقولهم، من أحسن كلام وأبلغ كلام، وتقول هؤلاء أخشى الناس وأعلمهم بالله وهم أبعد الناس عن الله وعن العلم به، وخطرهم عظيم، هم أخطر أصناف الكفرة، المنافقون أخطر أصناف الكفرة، لأن الله تعالى قال فيهم : (( هم العدو فاحذرهم ))، وقال في الكافرين : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )).
و (( هم العدو )) هذه الجملة فيها حصر، كأنه قال هم العدو لا غيرهم، لشدة عداوتهم وخطرهم على المجتمع الإسلامي.
ولكن لا مانع أن نؤخر الكلام عليه إن شاء الله تعالى إلى ليلة أخرى.
إذا تأملت أحوالهم وجدتهم لا يعرفون الله طرفة عين في الغيب، لكن في الشهادة إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ومنظرهم وهيأتهم وإن يقولوا تسمع لقولهم، من أحسن كلام وأبلغ كلام، وتقول هؤلاء أخشى الناس وأعلمهم بالله وهم أبعد الناس عن الله وعن العلم به، وخطرهم عظيم، هم أخطر أصناف الكفرة، المنافقون أخطر أصناف الكفرة، لأن الله تعالى قال فيهم : (( هم العدو فاحذرهم ))، وقال في الكافرين : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )).
و (( هم العدو )) هذه الجملة فيها حصر، كأنه قال هم العدو لا غيرهم، لشدة عداوتهم وخطرهم على المجتمع الإسلامي.
ولكن لا مانع أن نؤخر الكلام عليه إن شاء الله تعالى إلى ليلة أخرى.
الكلام حول الطلاق وتفسير قوله تعالى :" ياأيها النبي إذا طلقتم النساء ...." .
الشيخ : فنبدأ بذكر الطلاق.
يقول الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ))، وأرجو يا إخواني الانتباه، ولا سيما طلبة العلم منكم.
في الطلاق وجه الخطاب إلى النبي (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ )) فوجه الخطاب إلى النبي عليه الصلاة والسلام بالنداء ثم إلى الأمة عامة بالفعل.
وين النداء؟ (( يا أيها النبي ))، الفعل؟ (( إذا طلقتم ))، ما قال إذا طلقت، قال : (( إذا طلقتم ))، في النكاح (( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن )) ولم يقل يا أيها النبي إذا نكحتم ثم طلقتموهن، مما يدل على أن مسألة الطلاق مهمة جدا، وأما النكاح يحرص الناس عليه وعلى شروطه وعلى اتباع الحدود فيه، إذ لا يمكن للإنسان أن يدخل على امرأة إلا بعد إجراء الحدود الشرعية، لكن الطلاق لا يهتم الناس به، ولهذا اعتنى الله سبحانه وتعالى به، فنادى نبيه أولا ثم خاطب سائر الأمة ثانيا.
فما هو الطلاق؟ الطلاق: فراق الزوجة بأي شيء؟ بألفاظ غير محددة شرعا، بل هي محددة بالعرف، فما جرى به العرف أنه طلاق من الألفاظ فهو طلاق، لأن الله لم يحدد، فكما أن صيغة البيع تحصل بأي صيغة عرفية، فكذلك الطلاق يحصل بأي صيغة عرفية، وقد ذكرنا ضابطا أنشدنا به بيتا من الشعر، من يحفظ البيت؟ تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، مر علينا قريبا يا جماعة.
الطالب : وكل ما أتى ...
الشيخ : " وكل ما أتى ولم يحدد *** بالشرع كالحرز فبالعرف احدد.
وكل ما أتى ولم يحدد *** بالشرع كالحرز فبالعرف احدد ".
فقد جاء الطلاق غير محدد، ما حدد الله ورسوله الطلاق بلفظ معين، بل قال : (( إذا طلقتم )) أي إذا وقع منكم ما يسمى طلاقا بأي صيغة مما يتعارف الناس عليها، فمثلا عندنا في غالب الناس في هذا البلد يرون أن التخلية صريح في الطلاق، وش معنى التخلية؟ يقول : خليتك، أو اذهبي فأنت مخلاة، يرون أن خليتك كلفظ طلقتك، أو اذهبي فأنت مطلقة، ولهذا نقول : إن الطلاق فراق الزوجة بألفاظ ايش؟ معينة شرعا أو عرفا؟ عرفا، وقد يتفق العرف والشرع. فالطلاق لفظ متفق عليه شرعا وعرفا أنه فراق الزوجة.
ولكن الله عز وجل يقول : (( إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) ... انتبهوا للدرس ...
يقول : (( فطلقوهن لعدتهن )).
يقول الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ))، وأرجو يا إخواني الانتباه، ولا سيما طلبة العلم منكم.
في الطلاق وجه الخطاب إلى النبي (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ )) فوجه الخطاب إلى النبي عليه الصلاة والسلام بالنداء ثم إلى الأمة عامة بالفعل.
وين النداء؟ (( يا أيها النبي ))، الفعل؟ (( إذا طلقتم ))، ما قال إذا طلقت، قال : (( إذا طلقتم ))، في النكاح (( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن )) ولم يقل يا أيها النبي إذا نكحتم ثم طلقتموهن، مما يدل على أن مسألة الطلاق مهمة جدا، وأما النكاح يحرص الناس عليه وعلى شروطه وعلى اتباع الحدود فيه، إذ لا يمكن للإنسان أن يدخل على امرأة إلا بعد إجراء الحدود الشرعية، لكن الطلاق لا يهتم الناس به، ولهذا اعتنى الله سبحانه وتعالى به، فنادى نبيه أولا ثم خاطب سائر الأمة ثانيا.
فما هو الطلاق؟ الطلاق: فراق الزوجة بأي شيء؟ بألفاظ غير محددة شرعا، بل هي محددة بالعرف، فما جرى به العرف أنه طلاق من الألفاظ فهو طلاق، لأن الله لم يحدد، فكما أن صيغة البيع تحصل بأي صيغة عرفية، فكذلك الطلاق يحصل بأي صيغة عرفية، وقد ذكرنا ضابطا أنشدنا به بيتا من الشعر، من يحفظ البيت؟ تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، مر علينا قريبا يا جماعة.
الطالب : وكل ما أتى ...
الشيخ : " وكل ما أتى ولم يحدد *** بالشرع كالحرز فبالعرف احدد.
وكل ما أتى ولم يحدد *** بالشرع كالحرز فبالعرف احدد ".
فقد جاء الطلاق غير محدد، ما حدد الله ورسوله الطلاق بلفظ معين، بل قال : (( إذا طلقتم )) أي إذا وقع منكم ما يسمى طلاقا بأي صيغة مما يتعارف الناس عليها، فمثلا عندنا في غالب الناس في هذا البلد يرون أن التخلية صريح في الطلاق، وش معنى التخلية؟ يقول : خليتك، أو اذهبي فأنت مخلاة، يرون أن خليتك كلفظ طلقتك، أو اذهبي فأنت مطلقة، ولهذا نقول : إن الطلاق فراق الزوجة بألفاظ ايش؟ معينة شرعا أو عرفا؟ عرفا، وقد يتفق العرف والشرع. فالطلاق لفظ متفق عليه شرعا وعرفا أنه فراق الزوجة.
ولكن الله عز وجل يقول : (( إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) ... انتبهوا للدرس ...
يقول : (( فطلقوهن لعدتهن )).
معنى قوله تعالى :" فطلقوهن لعدتهن " وبيان الطلاق في العدة وفي غير العدة مع الأمثلة .
الشيخ : فما هي العدة؟ وما هو الطلاق في العدة؟ أن يطلقها حاملا أو طاهرا من غير جماع.
أعيد مرة ثانية.
أن يطلقها حاملا أو طاهر من غير جماع.
أن يطلقها حاملا ولو بجماع؟ نعم ولو بجماع، يعني يجوز للرجل أن يطلق زوجته حاملا ولو كان قد جامعها عن قرب، ولو لم يغتسل من جنابته منها، خلافا لما يفهمه العامة من أن الحامل لا يقع عليها الطلاق، ويكثر السؤال عن هذه المسألة: هل إذا طلق زوجته وهي حامل هل تطلق؟ كثير من العامة يقول : لا تطلق، وهذا غلط، إذا طلق زوجته وهي حامل طلقت في كل حال، ولا نحتاج أن نسأله جامعتها أو لم تجامعها بل هي طلقت في كل حال.
الحال الثانية ما هي؟ أو طاهرا من غير جماع. إذن لو طلقها وهي حائض فإنه لم يطلقها للعدة، ولو طلقها وهي غير حائض ولكنه قد جامعها في هذا الطهر فإنه لم يطلقها للعدة.
إذا جاء رجل يستفتيك يقول إنه طلق زوجته وهي حائض فهل طلقها للعدة أو لا؟
الطالب : لا، ليس للعدة.
الشيخ : ليس للعدة، وماذا يجب عليه؟
الطالب : كان عليه أن ينتظر حتى تطهر.
الشيخ : لكن ماذا يجب عليه الآن وهو طلق، طلق في حيض؟
يجب عليه أن يرد الطلاق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبره عمر بأن عبد الله بن عمر طلق زوجته وهي حائض تغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( مره فليراجعها ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا )، وفي لفظ : ( فليراجعها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء ).
إذن نقول للذي طلق في الحيض: رد زوجتك وانتظر حتى تطهر، ثم إن شئت فطلق وإن انتظرت إلى أن تحيض مرة أخرى فتطلق بعد الحيضة الثانية، فإنه أحسن وأولى.
ولو جاء رجل وطلق زوجته وقد جامعها ولم تحض بعد جماعها، ما تقول يا أخ؟ أنت؟ ...السؤال عليك؟...
الطالب : جامعها فلا يقع الطلاق.
الشيخ : أنا ما سألت ... هل طلق لعدة أم لا؟ لم يطلق للعدة، لأنه طلقها طاهرا بعد جماع، استرح.
السؤال : رجل طلق زوجته وهي طاهر لكنه قد جامعها في هذا الطهر، فهل طلاقه للعدة أم لا؟
ليس للعدة، تمام. استرح.
إذن طلاق الإنسان زوجته وهي حائض طلاق محرم، لأنه معصية لله عز وجل.
طلاق زوجته وهي طاهرة في طهر جامعها فيه ايش؟ محرم ومعصية لله عز وجل، ولهذا قال الله تعالى : (( فطلقوهن لعدتهن )) أي حاملات أو طاهرات من غير جماع.
أعيد مرة ثانية.
أن يطلقها حاملا أو طاهر من غير جماع.
أن يطلقها حاملا ولو بجماع؟ نعم ولو بجماع، يعني يجوز للرجل أن يطلق زوجته حاملا ولو كان قد جامعها عن قرب، ولو لم يغتسل من جنابته منها، خلافا لما يفهمه العامة من أن الحامل لا يقع عليها الطلاق، ويكثر السؤال عن هذه المسألة: هل إذا طلق زوجته وهي حامل هل تطلق؟ كثير من العامة يقول : لا تطلق، وهذا غلط، إذا طلق زوجته وهي حامل طلقت في كل حال، ولا نحتاج أن نسأله جامعتها أو لم تجامعها بل هي طلقت في كل حال.
الحال الثانية ما هي؟ أو طاهرا من غير جماع. إذن لو طلقها وهي حائض فإنه لم يطلقها للعدة، ولو طلقها وهي غير حائض ولكنه قد جامعها في هذا الطهر فإنه لم يطلقها للعدة.
إذا جاء رجل يستفتيك يقول إنه طلق زوجته وهي حائض فهل طلقها للعدة أو لا؟
الطالب : لا، ليس للعدة.
الشيخ : ليس للعدة، وماذا يجب عليه؟
الطالب : كان عليه أن ينتظر حتى تطهر.
الشيخ : لكن ماذا يجب عليه الآن وهو طلق، طلق في حيض؟
يجب عليه أن يرد الطلاق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبره عمر بأن عبد الله بن عمر طلق زوجته وهي حائض تغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( مره فليراجعها ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا )، وفي لفظ : ( فليراجعها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء ).
إذن نقول للذي طلق في الحيض: رد زوجتك وانتظر حتى تطهر، ثم إن شئت فطلق وإن انتظرت إلى أن تحيض مرة أخرى فتطلق بعد الحيضة الثانية، فإنه أحسن وأولى.
ولو جاء رجل وطلق زوجته وقد جامعها ولم تحض بعد جماعها، ما تقول يا أخ؟ أنت؟ ...السؤال عليك؟...
الطالب : جامعها فلا يقع الطلاق.
الشيخ : أنا ما سألت ... هل طلق لعدة أم لا؟ لم يطلق للعدة، لأنه طلقها طاهرا بعد جماع، استرح.
السؤال : رجل طلق زوجته وهي طاهر لكنه قد جامعها في هذا الطهر، فهل طلاقه للعدة أم لا؟
ليس للعدة، تمام. استرح.
إذن طلاق الإنسان زوجته وهي حائض طلاق محرم، لأنه معصية لله عز وجل.
طلاق زوجته وهي طاهرة في طهر جامعها فيه ايش؟ محرم ومعصية لله عز وجل، ولهذا قال الله تعالى : (( فطلقوهن لعدتهن )) أي حاملات أو طاهرات من غير جماع.
معنى قوله تعالى :" وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم ".
الشيخ : (( وأحصوا العدة )) الله أكبر، اضبطوها لا تختلفوا فيها، ولا تفوت عليكم، لأنه يترتب عليها أمر عظيم، يترتب عليها حل هذه المرأة للأزواج الآخرين وعدم حلها، فلا بد من ضبطها.
أقول لكم : لو أن رجلا طلق زوجته وهي ممن لا تحيض ثم تزوجت في آخر يوم من الشهر الثالث. فنكاحها باطل، ولو تزوجت في أول يوم بعد الشهر الثالث فنكاحها صحيح.
إذن لا بد من ضبط العدة، إذا لم يضبط العدة يمكن أن يزوجها وهي لم تتم العدة فيكون النكاح باطلا، فالمسألة خطيرة، ولهذا قال الله عز وجل : (( أحصوا العدة )).
(( واتقوا الله ربكم )) والأمر بالتقوى بعد الأمر بهذه الأحكام يدل على عظم شأن المسألة.
أقول لكم : لو أن رجلا طلق زوجته وهي ممن لا تحيض ثم تزوجت في آخر يوم من الشهر الثالث. فنكاحها باطل، ولو تزوجت في أول يوم بعد الشهر الثالث فنكاحها صحيح.
إذن لا بد من ضبط العدة، إذا لم يضبط العدة يمكن أن يزوجها وهي لم تتم العدة فيكون النكاح باطلا، فالمسألة خطيرة، ولهذا قال الله عز وجل : (( أحصوا العدة )).
(( واتقوا الله ربكم )) والأمر بالتقوى بعد الأمر بهذه الأحكام يدل على عظم شأن المسألة.
معنى قوله تعالى :" لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن ".
الشيخ : ثم قال : (( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن )) خطابان موجهان أحدهما موجه إلى الرجال (( لا تخرجوهن )) والثاني إلى النساء (( ولا يخرجن )).
فإذا طلقها يجب أن تبقى في بيتها لا تخرج، ولا يخرجها الزوج، إن أخرجها كان حراما عليه، وإن خرجت كان حراما عليها.
هل الواقع عند الناس اليوم امتثال لهذا الأمر للطرفين؟ بالعكس، الآن من يوم طلقها تروح لأهلها، ما ترجع، وهذا حرام عليها، وحرام على الزوج أيضا، حرام على الزوج أن يقول اخرجي لأهلك، وحرام عليه أن يضيق عليها حتى تخرج، بل يجب أن يتسع صدره لبقائها في بيته، ويجب عليها هي أن يتسع صدرها لبقائها في بيت زوجها.
فإن قال قائل : بقاؤها في بيته، لأننا نقول هل تحتجب عنه أو لا تحتجب؟ نقول لا تحتجب، تبقى تكشف وجهها ورأسها وساقيها وذراعيها وعارضيها ورقبتها. طيب.
تتجمل أو تلبس أسوأ الثياب؟ تتجمل. طيب.
تتطيب؟ تتطيب.
إذن لم يقع عليها ضرر، يعني تمشي على حياتها العادية أمام زوجها الذي طلقها، وإن شاءت أن تزداد تحسينا فهو أحسن، لأنه يرغب ويراجع. ولهذا هذه المرأة المطلقة حكمها حكم الزوجات من كل وجه، فهي تتجمل ويخلو بها، ويسافر بها إلا الاستمتاع، فلا يستمتع بها إلا بعد المراجعة كالجماع والتقبيل وشبهه، هذا لا يكون إلا بعد المراجعة، ما سوى ذلك فإنه جائز، هل عليها حرج إذا بقيت في البيت الآن وإلا ما عليها حرج؟ ما عليها حرج، ليس عليها حرج إطلاقا. لكن لو أرادت أن تخرج، وقال الزوج : أريد أن تبقي، تلزم بالبقاء؟ نعم تلزم، لأن هذا من حق الزوج، وهي أيضا عاصية لله عز وجل إذا خرجت والزوج لم يخرجها ويطلب منها البقاء.
هذه المسألة أيها الإخوة عامة الناس لا يفعلها كما قلت لكم، من حين يقع الطلاق تمشي إلى أهلها، والواجب أن يعالجوا هذه المشكلة لأن هذا أمر الله.
فإذا طلقها يجب أن تبقى في بيتها لا تخرج، ولا يخرجها الزوج، إن أخرجها كان حراما عليه، وإن خرجت كان حراما عليها.
هل الواقع عند الناس اليوم امتثال لهذا الأمر للطرفين؟ بالعكس، الآن من يوم طلقها تروح لأهلها، ما ترجع، وهذا حرام عليها، وحرام على الزوج أيضا، حرام على الزوج أن يقول اخرجي لأهلك، وحرام عليه أن يضيق عليها حتى تخرج، بل يجب أن يتسع صدره لبقائها في بيته، ويجب عليها هي أن يتسع صدرها لبقائها في بيت زوجها.
فإن قال قائل : بقاؤها في بيته، لأننا نقول هل تحتجب عنه أو لا تحتجب؟ نقول لا تحتجب، تبقى تكشف وجهها ورأسها وساقيها وذراعيها وعارضيها ورقبتها. طيب.
تتجمل أو تلبس أسوأ الثياب؟ تتجمل. طيب.
تتطيب؟ تتطيب.
إذن لم يقع عليها ضرر، يعني تمشي على حياتها العادية أمام زوجها الذي طلقها، وإن شاءت أن تزداد تحسينا فهو أحسن، لأنه يرغب ويراجع. ولهذا هذه المرأة المطلقة حكمها حكم الزوجات من كل وجه، فهي تتجمل ويخلو بها، ويسافر بها إلا الاستمتاع، فلا يستمتع بها إلا بعد المراجعة كالجماع والتقبيل وشبهه، هذا لا يكون إلا بعد المراجعة، ما سوى ذلك فإنه جائز، هل عليها حرج إذا بقيت في البيت الآن وإلا ما عليها حرج؟ ما عليها حرج، ليس عليها حرج إطلاقا. لكن لو أرادت أن تخرج، وقال الزوج : أريد أن تبقي، تلزم بالبقاء؟ نعم تلزم، لأن هذا من حق الزوج، وهي أيضا عاصية لله عز وجل إذا خرجت والزوج لم يخرجها ويطلب منها البقاء.
هذه المسألة أيها الإخوة عامة الناس لا يفعلها كما قلت لكم، من حين يقع الطلاق تمشي إلى أهلها، والواجب أن يعالجوا هذه المشكلة لأن هذا أمر الله.
معنى قوله تعالى :" إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ".
الشيخ : ولهذا قال : (( ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )) ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
هذه حدود الله تبقى الزوجة في بيت الزوج لا تخرج ولا تخرج هذه حدود الله، ومن يتعد حدود الله فيخرجها أو تتعدى هي حدود الله فتخرج فقد ظلم نفسه، وسيجد العقاب يوم القيامة.
طيب، ما الحكمة من ذلك؟ بينها الله عز وجل (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) يعني ربما يحدث الله في قلب الزوج ميلا إلى الزوجة، ويحدث أيضا في خلق المرأة التي طلقها من أجل سوء خلقها يحدث أمرا، فتألف الزوج وتصلح من حالها، وتبقى العشرة بينهما عشرة سعيدة حميدة، أليس كذلك؟ وكم من امرأة طلقت لسوء فعلها ومعاشرتها للزوج، ثم ندمت وأحسنت العشرة ورجعت إلى ما كان ينبغي أن تكون عليه من الأخلاق، ولهذا قال هنا : (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )).
هذه حدود الله تبقى الزوجة في بيت الزوج لا تخرج ولا تخرج هذه حدود الله، ومن يتعد حدود الله فيخرجها أو تتعدى هي حدود الله فتخرج فقد ظلم نفسه، وسيجد العقاب يوم القيامة.
طيب، ما الحكمة من ذلك؟ بينها الله عز وجل (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) يعني ربما يحدث الله في قلب الزوج ميلا إلى الزوجة، ويحدث أيضا في خلق المرأة التي طلقها من أجل سوء خلقها يحدث أمرا، فتألف الزوج وتصلح من حالها، وتبقى العشرة بينهما عشرة سعيدة حميدة، أليس كذلك؟ وكم من امرأة طلقت لسوء فعلها ومعاشرتها للزوج، ثم ندمت وأحسنت العشرة ورجعت إلى ما كان ينبغي أن تكون عليه من الأخلاق، ولهذا قال هنا : (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )).
12 - معنى قوله تعالى :" إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ". أستمع حفظ
إن طلقت المرأة قبل الدخول والخلوة فلا عدة عليها .
الشيخ : طيب بقينا في العدة.
إن طلقت المرأة قبل الدخول والخلوة فليس عليها عدة، يعني رجل عقد على امرأة ولكنه لم يدخل بها ولم يخل بها، ثم طلقها، فليس عليها عدة. تحل للأزواج بعد الطلاق مباشرة أو لا؟ نعم، تحل للأزواج بعد الطلاق مباشرة، لقول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها )).
إن طلقت المرأة قبل الدخول والخلوة فليس عليها عدة، يعني رجل عقد على امرأة ولكنه لم يدخل بها ولم يخل بها، ثم طلقها، فليس عليها عدة. تحل للأزواج بعد الطلاق مباشرة أو لا؟ نعم، تحل للأزواج بعد الطلاق مباشرة، لقول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها )).
إذا طلقت المرأة بعد الدخول والخلوة فعليها عدة .
الشيخ : إذا طلقت بعد الدخول أو الخلوة فعليها العدة، ما هي العدة؟ انتبه.
إن كانت حاملا فبوضع الحمل.
إن كانت تحيض فبثلاث حيض.
إن كانت لا تحيض على وجه لا يرجى معه عود الحيض فثلاثة أشهر.
إن كانت لا تحيض على وجه يرجى معه عود الحيض فتنتظر حتى يعود الحيض، فتعتد بثلاث حيض.
إن كانت حاملا فبوضع الحمل.
إن كانت تحيض فبثلاث حيض.
إن كانت لا تحيض على وجه لا يرجى معه عود الحيض فثلاثة أشهر.
إن كانت لا تحيض على وجه يرجى معه عود الحيض فتنتظر حتى يعود الحيض، فتعتد بثلاث حيض.
اضيفت في - 2006-04-10