جواب الشيخ عن رسالة أتته من جدة يشكوا صاحبها من معاصيه : أيها الجدي أبشر بجواب لا يعطل من فقير ذي افتقار لغني ذي تفضل إن قلبا بالمعاصي مشرب وقد تكبل داؤه داء عظيم طبه يعي ويثقل وشفاء في كتاب من إله قد تنزل ردفه هدي نبي فالتزم إن كنت تعقل مستعينا بعظيم يقبل التوبة ويجمل
" أيها الجدي أبشر *** بجواب لا يعطل
من فقير ذي افتقار *** لغني ذي تفضل
إن قلبا بالمعاصي *** مشرب وقد تكبل
داؤه داء عظيم *** طبه يعيي ويثقل
وشفاءه في كتاب *** من إله قد تنزل
ردفه هدي نبي *** فالتزم إن كنت تعقل
مستعينا بعظيم *** يقبل التوبة ويجمل".
1 - جواب الشيخ عن رسالة أتته من جدة يشكوا صاحبها من معاصيه : أيها الجدي أبشر بجواب لا يعطل من فقير ذي افتقار لغني ذي تفضل إن قلبا بالمعاصي مشرب وقد تكبل داؤه داء عظيم طبه يعي ويثقل وشفاء في كتاب من إله قد تنزل ردفه هدي نبي فالتزم إن كنت تعقل مستعينا بعظيم يقبل التوبة ويجمل أستمع حفظ
سائل يقول : هل يجوز الجلوس في مجلس فيه خادمة بلا خلوة .؟
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سائل يقول هل يجوز الجلوس في مجلس فيه خادمة بلا خلوة ؟.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، أولا : نتكلم على مسألة الخادمة هذه المسألة التي أصبحت الآن في نظري من المشاكل الإجتماعية ، وذلك لخطرها العظيم، فإننا نسمع كثيرا من الأمور التي يندى لها الجبين بسبب استقدام هؤلاء الخدمة ، سواء كانوا ذكورا أم إناثا ، ولقد تبين لنا ضررها العظيم في المجتمع ، وأنها مع كونها مظهر ترف فقط لا أمرا سببه الحاجة ، فيها من الخطورة وأسباب الفتنة ما يقتضي أن تكون الحكمة في منعها ، فنقول :
أولا : لا ينبغي لأي عاقل أن يستقدم خادما لبيته إلا عند الضرورة القصوى، أما مجرد الحاجة أو مجرد الرفاهية فهذا ضرر في الدين ، وسفه في العقل ، وضياع للمال، ضرر في الدين لأنه يخشى منها الفتنة ولا سيما إذا كانت شابة وجميلة ، ولا سيما إذا كان في البيت شباب مراهق ، فإن ذلك من أقوى أسباب الفواحش نسأل الله العافية .
ولا بد أيضا أن تكون هذه الخادمة ملتزمة بالشرع بحيث تتحجب حجابا كاملا عن الرجال الذين في البيت وهم طبعا غير محارم لها ، أما كونها تأتي كاشفة وجهها ويديها وذارعيها ، وقدميها وبعض الساق ، فهذا حرام ولا يجوز وإن كانت خادمة .
ولابد أيضا أن يكون حضورها بمحرم لأنها امرأة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) .
بعض الناس اليوم اتخذوا هؤلاء الخدم موضة كما يقولون، جيرانهم جاؤوا بخادم فلا بد أن نأتي بخادم، أصحابهم أتوا بخادم فلا بد أن نأتي بخادم، وما الذي جر على هؤلاء الناس ؟ .
إن كانت النساء في البيوت بقيت النساء لا تتحرك فيصيبها من الضرر البدني ما يصيبها ، لأنه لا بد أن يتحرك البدن ويتحرك الدم ويتهضّم الغذاء ، وقد تكون هذه المرأة التي في البيت قد لا تصبر على أن تكون حبيسة البيت فتخرج تتجول في الأسواق ، وربما يطرأ عليها أفكار رديئة يحصل بها الشر والضرر .
وإذا كانت المرأة في البيت تعمل في مدرسة أو غير مدرسة ، وتضيع أولادها عند هؤلاء الخدم ، فهذا أيضا ضرر اجتماعي واضح، لأن حنو الأمومة يفقد بين هؤلاء الأطفال وبين أمّهم، وأصل عمل المرأة هو البيت، ليس العمل خارج البيت ، فتخرج المرأة بعملها عن أصل ما خلقت له حتى تعمل خارج بيتها ، وهذا لا شك أنه ضرر اجتماعي .
فنحن نقول إن أصل وجود الخدم يجب أن يكون مقيّدا بقيود لا بد من وجودها ، وأن لا يكون كل من أراد أن يأتي بخادم أتى بخادم، وبعد هذا نرجع إلى السؤال الذي قدّمه السائل حيث يقول، ماذا قال ؟.
السائل : ما حكم الجلوس في مجلس فيه خادمة ؟.
الشيخ : حيث يقول ما حكم الجلوس في المجلس الذي فيه خادم ؟.
السائل : بدون خلوة.
الشيخ : بدون خلوة، فنحن نقول إذا كانت الخادمة متحجّبة تحجّبا كاملا كما لو كانت في السوق وكما لو كانت غير خادم يعني قد غطّت وجهها وما يجب تغطيته من بقية البدن ، فلا بأس أن يجلس في المجلس الذي هي فيه، ولا حرج ما دام ليس هناك خلوة ، وليس هناك كشف لما يجب ستره.
سائل يقول : نرجوا أن تفيدنا عن أحكام العيد وما السنة فيه مع ذكر ما يخالفه وهل تسقط الجمعة إذا وافق العيد يوم الجمعة .؟
الشيخ : العيد جعل الله تعالى فيه أحكاما متعددة منها :
أولا : استحباب التكبير ليلة العيد ، منذ غروب الشمس في آخر يوم من رمضان إلى حضور الإمام للصلاة ، وصفة التكبير أن يقول الإنسان : ( الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد )، أو يكبر ثلاثا فيقول : ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد )، كله جائز ، وينبغي للإنسان أن يرفع صوته الرجل يرفع صوته بهذا الذكر في الأسواق وفي المساجد والبيوت، أما النساء فلا ترفع أصواتهن بذلك .
ثانيا : ينبغي للإنسان قبل أن يخرج إلى العيد أن يأكل تمرات وترا لأن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات وترا )، فيأكل ثلاث تمرات أو خمس تمرات أو سبع تمرات حسب ما يشتهي، المهم أن يقطعها على وتر أن تكون ثلاثا فأكثر ويقطعها على وتر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثا : أن يلبس أحسن ثيابه وهذا بالنسبة للرجال ، أما المرأة فلا تلبس الثياب الجميلة إذا كانت تريد أن تخرج إلى مصلى العيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وليخرجن تفلات ) أي في ثياب عادية ليست ثياب تبرج ، ويحرم عليها أن تخرج بثياب تبرج أو متطيبة.
رابعا : استحب بعض العلماء أيضا أن يغتسل الإنسان لصلاة العيد، لأن ذلك مروي عن بعض السلف ، ولأن صلاة العيد صلاة عيد فاستحب الغسل لها كصلاة الجمعة، فإن الناس يجتمعون فيها كما يجتمعون في صلاة الجمعة ، فاستحب الإغتسال لذلك ، فإذا اغتسل الإنسان كان ذلك جيّدا .
والمعتكف في هذا وغير المعتكف سواء، فالمعتكف أيضا ينبغي أن يلبس أحسن الثياب، لأن الإعتكاف ينتهي بغروب الشمس ليلة العيد ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، ومعلوم أنه متى ثبت دخول شوال فقد انتهى رمضان وانتهت العشر الأخيرة.
خامسا : في يوم العيد صلاة العيد، وقد أجمع المسلمون على أن صلاة العيد مشروعة ، واختلفوا فقال بعض العلماء أنها سنّة ، وقال آخرون أنها فرض كفاية .
وقالت طائفة أخرى إنها فرض عيّن ، وأن من تركها فهو آثم واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر حتى النساء، حتى ذوات الخدور، والعواتق، ومن لا عادة لهن بالخروج أن يحضرن إلى مصلى العيد، إلا أنه أمر الحيض أن يعتزلن المصلى، لأن الحائض لا يجوز أن تمكث في المسجد، يجوز للحائض أن تدخل في المسجد مارة به لكن لا يجوز أن تمكث فيه .
والذي يترجح لي من الأدلة أن صلاة العيد فرض عين، وأنه يجب على كل ذكر أن يحضر صلاة العيد إلا لمن كان له عذر، ولكن هل إذا فاتت تقضى ؟ أو إذا فاتت سقطت ؟.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : " إنها فرض عين وإذا فاتت الإنسان سقطت " لأنها كالجمعة ، والجمعة إذا فاتت الإنسان سقطت، ولولا أن الوقت وقت الظهر لقلنا لمن فاتته الجمعة لا تصل الظهر، لكن لما سقطت عليه الجمعة وجبت عليه صلاة الظهر لأنه وقت ظهر .أما صلاة العيد فليس لها صلاة مفروضة سوى صلاة العيد وقد فاتته .
وذهب بعض العلماء أنها إذا فاتت الإنسان يسن له قضاؤها ، فإذا أتيت لصلاة العيد والإمام يخطب ، وخطبة العيد كما نعلم جميعا بعد الصلاة ، فإنك تصلي العيد على صفة ما صلاها الإمام ، يعني بالتكبيرات الزوائد .
وفي صلاة العيد يقرأ الإمام بسبح في الركعة الأولى ، والغاشية في الركعة الثانية، أو يقرأ سورة ق في الركعة الأولى ، وسورة اقتربت في الركعة الثانية، كلا ذلك صح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سادسا : وإذا اجتمع الجمعة والعيد فإنه تقام صلاة العيد ، وتقام كذلك صلاة الجمعة كما يدل عليه ظاهر حديث النعمان بن بشير الذي رواه مسلم في صحيحه ، فتقام الصلاتان صلاة العيد وصلاة الجمعة، ولكن من حضر مع الإمام صلاة العيد فإن شاء فليحضر لصلاة الجمعة وإن شاء فليصل ظهرا .
ومن أحكام صلاة العيد أنه عند كثير من أهل العلم إذا جاء الإنسان إلى مصلى العيد قبل حضور الإمام فإنه يجلس ولا يصلي ركعتين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما . وذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا جاء فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، قالوا لأن مصلى العيد مسجد، والدليل على أنه مسجد أن النبي صلى الله عليه وسلم منع منه الحيّض، وثبوت حكم المسجد لهذا المكان يدل على أنه مسجد وإلا لم تثبت له أحكام المسجد، وعلى هذا فيكون داخلا في عموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) .
وأما كون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصل قبلهما ولا بعدهما ، فلأنه لا حاجة له به إلى أن يصليهما، لماذا ؟ ، لأنه إذا حضر سوف يبدأ بالصلاة فورا ، فصلاة العيد تسقط بها تحية المسجد كما تسقط تحية المسجد بسائر الفروض ، ولأننا لو أخذنا من هذا الحديث أن مسجد العيد ليس له تحية لقنا إذن مسجد الجمعة ليس له تحية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حضر الجمعة كان يخطب ثم يصلي ركعتين ثم ينصرف ويصلي راتبة الجمعة في بيته ، فلم يصل قبل الجمعة ولا بعدها .
فالذي يترجح عندي أن مسجد العيد تصلى فيه ركعتان تحية المسجد ، ولكن مع ذلك لا ينبغي أن ينكر بعضنا على بعض في هذه المسألة، لأن المسألة خلافية ، ومسائل الخلاف لا ينبغي فيها الإنكار إلا إذا كان النص واضحا فإنه يجب أن يبين النص للمخالف ، وهذه المسألة ليس فيها النص واضحا كل الوضوح ، فمن جاء وجلس فلا يبنغي أن يصاح عليه ويقال قم لا تجلس حتى تصلي ركعتين ، ومن جاء فصلى فلا ينبغي أن يصاح به ويقال اجلس ليس هذا موضع صلاة.
ومن أحكام العيد يوم العيد أنه تخرج فيه زكاة الفطر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تخرج قبل صلاة العيد أو قبل خروج الناس إلى الصلاة ، وقد سبق لنا أنه يجوز أن يخرجها قبل ذلك بيوم أو يومين ، ولكن إذا أخرجها بعد الصلاة فإنها لا تجزؤه عن صدقة الفطر لحديث ابن عباس رضي الله عنهما : ( من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) وعلى هذا فيحرم على الإنسان أن يؤخر زكاة الفطر عن صلاة العيد ، فإن أخّرها عن صلاة العيد بلا عذر فهي زكاة غير مقبولة .
أما إذا كان لعذر ، مثل أن يأتي عليه العيد فهو في البر مسافر ليس عنده ما يخرجه أو ليس عنده من يخرج الطعام إليهم أو يكون معتمدا على أهله أن يخرجوا الزكاة عنه وهم معتمدون عليه أن يخرج الزكاة عن نفسه ثم بعد ذلك علم فإنه يخرجها متى تيسر له ذلك ولو بعد الصلاة ولا إثم عليه في هذه الحال لأنه معذور .
... بعضهم بعضا بدخول شهر رمضان ، فيقع بعض الناس في خطأ عظيم تجده مثلا يأتي إلى بيت قريبه وفيه فتيات متجملات ليس محرما له ، فيكشفن الوجوه ويمددن الأيدي لهذا الرجل يصافحنه ، وهذا حرام لأن الرجل لا يحل له أن يصافح امرأة ليست من محارمه ، وقد ذكر لي بعض الناس أنه في بعض الجهات اعتادوا أن الرجل يصافح ابنت عمه أو ابنت خاله وأنه لو امتنع من ذلك لنفروا منه، وأقول أنه يجب أن يبين لهم أن هذا حرام وأنه لا يجوز أن يصافح الرجل امرأة ليست من محارمه لا مباشرة ولا من وراء الثوب ، وفي هذه الحال لو أنهم زعلوا عليه من أجل أنه لم يصافح امرأة ليست من محارمه فهم الظالمون وليس هو الظالم ، والقطيعة منهم لا منه، ومع ذلك فإنه يجب أن يقول لهم إذا كنتم لا تثقون بي فعندكم العلماء اسألوا العلماء، إذا أحد أفتاكم أنه يجوز للرجل أن يصافح ابنة عمه أو ابنة خاله فالإثم عليه ، أما أن تزعلوا بدون أي سبب ، بس لأن هذا من عاداتكم فإن العادات لا تحلل الحرام ولا توجب ما ليس بواجب ، والذي يحتج بفعل آبائه وأجداده يشبه الذين قالوا : (( إن وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون )) .
كذلك أيضا يعتاد بعض الناس أن يخرجوا يوم العيد إلى المقابر ليهنّأ أصحاب القبور، أصحاب القبور هل صاموا وقاموا ؟.
الطالب : لا.
الشيخ : إذن هم لا يحتاجون إلى تهنئة، وزيارة المقبرة لا تختص بالعيد ولا بيوم الجمعة ولا بأي يوم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة ) .
ولو قال قائل أنه ينبغي لكل من قسا قلبه ونسي الآخرة أن يخرج إلى المقبرة ليتذكر ، لو قال قائل إن الحكم مربوط بذلك لم يكن قوله بعيدا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علل الأمر بالزيارة بأنها تذكر الآخرة، إذن كلما غفلنا عن الآخرة فإننا نذهب إلى المقابر .
لكنني في الحقيقة لم أر عالما قال بذلك إلا أنه لو قيل به لكان له وجه. ولكني لا أستطيع أن أجزم بهذا الشيء، زيارة المقابر لا تختص بالعيد ولا بالجمعة بل قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم زار المقبرة في الليل كما في حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم .
على كل حال هذه العادة أقول أنه لا ينبغي لنا أن نفعلها ، لأن زيارة القبور من العبادات، والعبادة لا تكون موافقة للشرع إلا إذا وافقت الشرع في ستة أمور منها : الزمن، فهل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخصص يوم العيد لزيارة القبور ؟ . لا، إذن لا ينبغي لنا أن نخصص يوم العيد بزيارة القبور.
الطالب : المعانقة ؟.
الشيخ : المعانقة، أشد من المصافحة.
الطالب : الرجال للرجال !
الشيخ : معانقة الرجال بعضهم لبعض لا بأس به ولا حرج فيه، لكن تقبيل النساء إذا كانت المرأة من محارمك فإن تقبيلك لا بأس به، إلا أن بعض العلماء كرهوه إلا في الأم يقبل الرجل جبهتها أو رأسها ، وكذلك البنت يقبلها أبوها . أما المحارم الأخريات فالبعد عن تقبيل الخد والشفتين أحسن وأسلم للإنسان.
الطالب : هل تسقط صلاة الجمعة ؟
الشيخ : طيب، أما بالنسبة لسقوط الجمعة بصلاة العيد فقد بينته .
الطالب : ...
الشيخ : دقيقة الإخوة ذكروني شيئا نسيته وهو أنه يشرع لمن خرج لصلاة العيد أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه السنة لا تسن في غيرها من الصلوات ، يعني من جاء إلى الجمعة لا يسن أن يأتي من طريق ويرجع من آخر ، وكذلك من جاء إلى الصلوات الخمس لا يسن أن يأتي من طريق ويرجع من طريق آخر ، وإن كان بعض العلماء قال في صلاة الجمعة إنه ينبغي أن يأتي من طريق ويرجع من آخر . لكن بناء على القاعدة التي أصّلناها فيما سبق : أن ما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقم به فاتّخاذه عبادة بدعة.
3 - سائل يقول : نرجوا أن تفيدنا عن أحكام العيد وما السنة فيه مع ذكر ما يخالفه وهل تسقط الجمعة إذا وافق العيد يوم الجمعة .؟ أستمع حفظ
سائل يقول : تجاوزت الميقات وأنا ناو العمرة ولم أحرم فهل يجوز لي أن أتصدق بدلا من الذبح علما أنني على عجل وليس لي من أوكله عني وهل يجزئ أن أذبح في غير مكة.؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : تجاوزت الميقات وأنا ناو للعمرة ولم أحرم ، فهل يجوز لي أن أتصدق بدلا من الذبح علما أنني على عجل ، وليس لي من أوكله للذبح عني ، وهل يجزئ أن أذبح في غير مكة وجزاكم الله خيرا ؟.
الشيخ : إذا مر الإنسان بالميقات وهو يريد العمرة سواء عن طريق البر أو عن طريق الجو فإن الواجب أن لا يتجاوزه حتى يحرم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت هذه المواقيت وقال : ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ) وقال ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ) وكلمة : ( يهل ) خبر بمعنى الأمر .
فمن خالف وتجاوز الميقات بلا إحرام فإن الواجب عليه عند أكثر أهل العلم أن يذبح فدية في مكة ويوزعها على الفقراء، هذا إذا كانت حاله ميسورة . أما إذا كان فقيرا فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر وأن لا يعود .
وأما قول السائل هل يجزئ الطعام أو هل تجزئ الدراهم ؟ .
فنقول : لا، لا يجزئ الطعام ولا الدراهم، وأما قوله : هل يجزئ في غير مكة ؟ .
فنقول : لا، لأن هذا واجب يتعلق بالنسك ، والنسك يتعلق بالبيت ، وعلى هذا فلا بد أن يكون الذبح والتفريق في مكة، وإذا كان هذا الرجل مستعجلا ، فإن له أن يوكل من يثق به في ذبح هذه الفدية ، وإذا لم يتيسر له ذلك في سفره هذا فإنه لا بأس أن يوكل ولو بعد رجوعه إلى بلده ويذبح له.
4 - سائل يقول : تجاوزت الميقات وأنا ناو العمرة ولم أحرم فهل يجوز لي أن أتصدق بدلا من الذبح علما أنني على عجل وليس لي من أوكله عني وهل يجزئ أن أذبح في غير مكة.؟ أستمع حفظ
سائلة تقول : يا شيخ إنني متزوجة من رجل إذا دخل المنزل وإذا كان أهلي وأولادي موجودين يضربهم ضربا عنيفا ويضربني أن كذلك ضربا شديدا فأسأل الله ثم أسألك يا شيخ أن تتحدث عن هذه المشكلة فأنا أعيش في حياة غير طبيعية وأرجو منكم أن توجهوا له النصيحة لعدم الضرب والصراخ.؟
الشيخ : أقول إن هذا الرجل إذا صح ما قالته السائلة مخالف لأمر الله تعالى عاصٍ له لأن الله يقول : (( وعاشروهن بالمعروف )) وليس من المعروف أن يدخل الإنسان على زوجته وأهله مغضبا ، وأن يتكلم بزجر وانتهار ، وأن يضرب الأولاد والزوجة، لأن هذا شغل إنسان سفيه العقل ضعيف الدين .
والواجب على هذا إذا كان يريد أن يعيش عيشة سعيدة ، الواجب عليه أن يكون منشرح الصدر عند دخوله إلى بيته ، معاملا لأهله وأولاده بأحسن معاملة ، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) هكذا صح عنه . نعم يا أخ ما الذي صح عن الرسول في هذا ؟.
الطالب : ...
الشيخ : الحديث الذي ذكرته أنا ؟.
الطالب : قال : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ).
الشيخ : نعم استرح ، فهذا هو طريق السعادة في الحياة الزوجية أن يكون الإنسان دائما مسرورا منشرحا حتى يشرح صدور أهله ، ويفرحون بدخوله البيت.
5 - سائلة تقول : يا شيخ إنني متزوجة من رجل إذا دخل المنزل وإذا كان أهلي وأولادي موجودين يضربهم ضربا عنيفا ويضربني أن كذلك ضربا شديدا فأسأل الله ثم أسألك يا شيخ أن تتحدث عن هذه المشكلة فأنا أعيش في حياة غير طبيعية وأرجو منكم أن توجهوا له النصيحة لعدم الضرب والصراخ.؟ أستمع حفظ
سائل يقول : ما صحة حديث :" بين كل أذانين صلاة " وما دليل جواز الجلوس في المسجد دون صلاة التحية لمن خرج بنية العودة لفترة قصيرة.؟
ما صحة حديث : ( بين كل أذانين صلاة ) ؟ . وما دليل جواز الجلوس في المسجد دون صلاة التحية لمن خرج بنية العودة لمدة قصيرة ؟.
الشيخ : نعم، أما الأول فحديث صحيح : ( أن بين كل أذانين صلاة ) ونحن نتتبع وإياكم الصلوات الخمس، صلاة الفجر بين الأذانين يعني بين الأذان والإقامة صلاة، ما هي ؟.
سنة الفجر، صلاة الظهر فيها بين الأذان والإقامة صلاة وهي ؟ .
أربع ركعات بتسليمتين، صلاة العصر ليس لها راتبة لا قبلها ولا بعدها ، لكن يسن أن يصلي بين الأذان والإقامة أربع ركعات أو ما شاء الله .
صلاة المغرب كذلك ليس لها سنة قبلها لكن لها سنّة بعدها ، ولكن مع كونها لا سنة لها قبلها ينبغي للإنسان أن يصلي ، ولكن لا يجعل ذلك راتبا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب ، ثم قال في الثالثة : لمن شاء . كراهية أن يتّخذها الناس سنّة ) أي أن يتّخذوها راتبة يحافظون عليها.
نأتي إلى العشاء، العشاء لها راتبة بعدها وليس لها راتبة قبلها ، ولكن يسنّ أن يصلي بين الأذان والإقامة ركعتين ، لكن لا يجعل ذلك أمرا راتبا، نعم وأما الفقرة الثانية ؟.
الطالب : يقول ما دليل ...
الشيخ : أما ما دليل أن الرجل إذا خرج من المسجد ثم عاد عن قرب فإنه لا يشرع في حقّه تحية المسجد ؟ .
فدليل ذلك أن هذا الرجل الذي خرج ثم رجع عن قرب لم يخرج خروجا منقطعا ، ولهذا لم ينقل أن رسول صلى الله عليه وسلم إذا خرج لبيته وهو معتكف لحاجته ثم عاد لم ينقل عنه أنه كان يصلي ركعتين .
وأيضا فإن هذا الخروج الذي خرج فيه لحاجة ثم عاد بسرعة لا يعد خروجا ، بدليل أنه لا ينقطع به اعتكاف المعتكف، ولو كان هذا الخروج يعتبر مفارقة للمسجد لكان ينقطع به اعتكاف المعتكف .
ولهذا لو أن شخصا خرج من المسجد على أساس أنه لن يرجع إليه إلا في الوقت التالي ، وبعد أن خطى خطوات قال له بعض الناس : أنا عندي حاجة أحب أن أجلس أنا وإياك في المسجد ، فرجع إلى المسجد في خلال نصف دقيقة، هل يصلي ركعتين أم لا ؟ .
نعم ، نقول يصلي ركعتين، لماذا ؟ . لأنه خرج بنية أنه خروج منقطع ، يعني معناه لن يعود إلا بعد الصلاة الأخرى ولن يعود عن قرب، لكن طرأ عليه أن رجع عن قرب ، فنقول لا تجلس حتى تصلي ركعتين .
6 - سائل يقول : ما صحة حديث :" بين كل أذانين صلاة " وما دليل جواز الجلوس في المسجد دون صلاة التحية لمن خرج بنية العودة لفترة قصيرة.؟ أستمع حفظ
سائل يقول : هل للعمرة طواف وداع .؟
الشيخ : نعم العمرة اختلف العلماء في وجوب طواف الوداع لها ، فمنهم من قال أنه ليس لها وداع ، ومنهم من قال بل لها وداع .
والصحيح أن لها وداع ، وأنه يجب على الإنسان أن يوادع . والذين قالوا لا يجب ، قالوا أنه يسن أن يودع ، يعني لم يجعلوا الوداع وتركه سواء ، بل قالوا إن الوداع أفضل .
ولكني أرى أن الوداع واجب ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ينصرف أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت ) ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما والحديث الأول أيضا من حديث ابن عباس قال : ( أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف إلا أنه خفف عن الحائض ) وهذا عام لم يخصص فيه الرسول عليه الصلاة والسلام العمرة ويخرجها من الحكم .
فإن قال قائل : هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، ولم ينقل عنه أنه حين اعتمر عمرة القضية وعمرة الجعرانة ، لم ينقل عنه أنه ودّع البيت حين خروجه ، فما الجواب ؟ .
قلنا الجواب من وجهين :
الوجه الأول : أن عمره كانت سابقة على وجوب هذا الطواف، فوجوب الطواف كان متأخرا عن عمره ، فهو ابتداء تشريع ، يعني قوله ذلك في حجة الوداع هو ابتداء تشريع ، نعم لو ثبت أنه اعتمر بعد أن قال هذا القول في الحج ولم يودع صارت العمرة خارجة عن هذا العموم . أما كون العمرة سابقة عن مشروعية الطواف فإنها لا تدل على التخصيص .
ونقول ثانيا : أما عمرة الجعرانة ، فإن عمرة الجعرانة كما يعلمه من قرأ التاريخ كانت عمرة لم يجلس فيها الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة ، بل دخل ليلا واعتمر وخرج ، ونحن نقول إن الرجل إذا جاء معتمرا بنية أنه إذا جاء وطاف وسعى وقصر ومشى ، فهذا ليس عليه طوا وداع اكتفاء بالطواف الأول الذي هو طواف القدوم .
ومن الأدلة على وجوب طواف الوداع في العمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليعلى بن أمية : ( اصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجّك ) و ( ما ) في قوله : ( ما أنت صانع ) اسم موصول ، واسم الموصول من صيغ ؟ .
الطالب : العموم.
الشيخ : العموم ، وعلى هذا فكل ما يصنع في الحج يصنع في العمرة إلا ما خصّه الدليل والإجماع ، كالوقوف بعرفة والمبيت بالمزدلفة ومنى ورمي الجمار ، فهذا غير داخل في هذا العموم بالنص والإجماع .
ثالثا : أنه حديث عمرو بن حزم المشهور الذي تلقته الأمة بالقبول قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والعمرة حج أصغر ) فسماها النبي صلى الله عليه وسلم حجا ، وإذا كانت حجا وجب أن يثبت لها أحكام الحج إلا ما خصه الدليل والإجماع .
فهذه الوجوه الثلاثة كلها أدلة أثرية .
أما الدليل العقلي فنقول : الطواف للعمرة طواف الوداع أحوط وأبرأ للذمة، لأنك إذا طفت للوداع في العمرة لم يقل أحد من العلماء إنك أخطأت ، لكن إذا خرجت بدون وداع قال لك بعض العلماء إنك أخطأت ، وأن ذمّتك مشغولة بهذا الطواف ، ومعلوم أن ما كان أبرأ وأحوط فهو أولى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) والله الموفق.
سائل يقول : أنا شاب متزوج جامعت في نهار رمضان بدون إنزال فما الحكم في ذلك وهل علي كفارة جماع في نهار رمضان وما الحكم على الزوجة إذا كانت جاهلة .؟
الشيخ : الجماع في نهار رمضان إن كان الإنسان صائما في بلده فعليه الكفارة ، وهي كفارة مغلظة ، عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ، والمرأة مثله إذا كانت راضية بذلك ، فإن كانت مكرهة فليس عليها شيء .
أما إذا جامع والصوم لا يلزمه كما لو جامع في نهار رمضان وهو مسافر ، ولنفرض أنه رجل كان معتمرا هو وزوجته وكانا صائمين ، وفي أثناء النهار احتاج إلى أهله فجامعها وهما صائمان فليس عليهما لا إثم ولا كفارة ولا إمساك بقية اليوم ، وإنما عليهما قضاء ذلك اليوم ، لأن الصوم ليس بلازم لهما .
وكذلك لو فرض أن رجلا أفطر لضرورة كإنقاذ معصوم من هلكة ، فإنه حل له الفطر ، فلو جامع في هذا اليوم الذي أفطر فيه للضرورة فليس عليه شيء ، لأنه لم ينتهك صوما واجبا ، وحينئذ يتبين أن الرجل إذا جامع زوجته وهو مقيم يلزمه الصوم تعلق بجماعه عدّة أحكام :
الأول : الإثم، والثاني : فساد الصوم، والثالث : لزوم الإمساك، والرابع : وجوب القضاء، والخامس : وجوب الكفارة، خمسة أحكام من يعدّها لنا ؟ .
الطالب : الحكم الأول : فساد الصوم.
الشيخ : قبل .
الطالب : الإثم، ثم فساد الصوم.
الشيخ : ثم فساد الصوم.
الطالب : ثم وجوب الإمساك.
الشيخ : ثم وجوب الإمساك.
الطالب : ثم القضاء.
الشيخ : ثم وجوب القضاء ثم الكفارة، كل هذه الأشياء الخمسة تلزمه ، الإثم يجب أن يتوب إلى الله منه، والإمساك ظاهر، والقضاء ظاهر .
والكفارة دليلها حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت يا رسول الله ! قال : ما الذي أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم . فسأله النبي صلى الله عليه وسلم على خصار الكفارة : هل يجد رقبة ؟ قال : لا، هل يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا، قال : هل يستطيع أن يطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا، ثم جلس الرجل فجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خذ هذا فتصدّق به ، قال : يا رسول الله أعلى أفقر منّي ؟ والله يا رسول الله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ) هذا الرجل جاء خائفا يقول إنه هلك ، ولكنه اغتنم الفرصة وقال : أنا أحق الناس بهذا التمر ( ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له : أطعمه أهلك ) فذهب الرجل يحمل تمرا إلى أهله ، وقد برّأه الله عزّ وجل مما صنع، لأنه كان فقيرا .
والفقير إذا لم يجد رقبة ، ولا يستطع الصوم ، ولا يستطيع الإطعام ، فإنه تسقط عنه الكفارة ، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولا واجب مع العجز .
فيه عندي ورقة لو تقرأها يقول أنها وصية ...
السائل : فيه بقية .
الشيخ : ما البقية ؟.
السائل : إذا ما أنزل الرجل ؟.
الشيخ : وقولنا إن الكفارة واجبة على من جامع في نهار رمضان ممن يجب عليه الصوم لا فرق فيه بين أن ينزل أو لا ينزل، إذا حصل الجماع وجبت الكفارة سواء أنزل أم لم ينزل ، وإن حصل إنزال بدون جماع فليس فيه كفارة ، وإنما فيه الإثم ، ولزوم الإمساك، والقضاء ، وليس فيه كفارة .
8 - سائل يقول : أنا شاب متزوج جامعت في نهار رمضان بدون إنزال فما الحكم في ذلك وهل علي كفارة جماع في نهار رمضان وما الحكم على الزوجة إذا كانت جاهلة .؟ أستمع حفظ
قراءة وصية والتعليق عليها.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصي به أنا وترك فراغا للاسم .
الشيخ : أيش ؟
القارئ : وترك فراغا للاسم، هذا ما أوصي به أنا فلان بن فلان ، أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمّدا عبده ورسوله ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور، وأوصي من تركت أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم و ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين ، يقول الله تعالى : (( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )) ، وأوصي أهلي بما أوصى به إبراهيم عليه السلام بنيه يعقوب : (( إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
أولا : أوصيكم بتقوى الله ، والصبر عند موتي وأن تقولوا خيرا ، وتكثروا لي بالاستغفار والدعاء بالرحمة ، والدخول إلى الجنة والنجاة من النار ، وتكثروا من قولكم لا إله إلا الله .
ثانيا : وإنني برّأت ..
الشيخ : أو برِئت ؟.
القارئ : وإنني برِئت من كل أحد يأتي بفعل أو قول يخالف الكتاب والسنّة ، ومن كل أحد يشق جيبا أو يلطم خدّا .
ثالثا : وأوصيكم بدعوة من تيسر حضوره من الصالحين والعلماء عند إشرافي على الموت ليذكروني الشهادة .
الشيخ : اصبر، كل ما سبق صحيح ، لكن الأخيرة أنه عندما يحضره الأجل يحضر العلماء والصالحين ليذكروه التوبة ، هذا لا أصل له ، ولا صحة له، نعم.
القارئ : أكمل ؟.
الشيخ : إي امشي ، أكمل .
القارئ : خامسا أو رابعا .
الشيخ : لو تحط عليها هذه ، علامة خطأ، حط عليها علامة خطأ .
القارئ : رابعا : وأوصيكم بتغميض عيني وتوجيهي إلى القبلة مضطجعا على شقي الأيمن ، ووجهي إلى القبلة، خامسا : وأوصيكم بالمبادرة إلى .
الشيخ : أما تغميض العينين فصحيح ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل على أبي سلمة وقد شق بصره أغمض عينيه .
وأما كونه على جنبه الأيمن مستقبلا القبلة فهذا محل نظر ، لأنه لا بد أن يثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فالأصل عدم مشروعيّته ، وأنا لم أحرر هذه المسألة تماما ، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن ييسر تحريرها ، فإنكم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو في حجر عائشة رضي الله عنها .
نعم ، وأوصيكم.
القارئ : وأوصيكم ...
الشيخ : باقي واجد ؟
الطالب : طويلة.
الشيخ : طيب . إذن ندعها إن شاء الله للدرس القادم ، فيه شيء عندك من الأسئلة ؟.
السائل : ...
الشيخ : والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .