فتاوى الحرم المكي-1409-10a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
الكلام حول نهاية شهر رمضان وليلة القدر .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد : أيها المسلمون فإننا في هذه الليلة نختم موسما عظيما من الله به على عباده ليغفر ذنوبهم ويرفع درجاتهم، هذا الموسم هو شهر رمضان المبارك الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، فالموفق من وفق فيه للخير وقبل منه العمل، والخاسر من خذل فلم يوفق فيه للخير، أو خذل ولم يقبل منه العمل .
ولكن أبشروا معشر المسلمين أنكم مهما عملتم من عمل صالح تريدون به وجه الله فإن الله سبحانه وتعالى يتقبل منكم ..
فإن الله عزّ وجل يقول : (( إنما يتقبل الله من المتّقين )) فمن كان صائما لهذا الشهر إيمانا بالله واحتسابا لثواب الله، أو قائما هذا الشهر إيمانا بالله واحتسابا لثوابه ، فإنه يغفر له ما تقدّم من ذنبه .
وكذلك من قام ليلة القدر إيمانا بالله واحتسابا لثوابه فإنه يغفر له ما تقدّم من ذنبه سواء علم بها أم لم يعلم ، فليس من شرط نيل ثواب هذه الليلة وأجرها وما فيها من الخير ، ليس من شرطه أن يكون الإنسان عالما بها، وهي -أي ليلة القدر- لا تخرج عن العشر الأواخر من رمضان ، بل إنها تتأكد في السبع الأواخر منها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين أروا ليلة القدر : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) .
وينبغي للإنسان في ختام العمل أن يكون خائفا راجيا، خائفا أن يكون قد قصّر في عمله فلا يقبل منه أو يعطى أجرا قليلا . راجيا فضل الله سبحانه وتعالى وثوابه، لأن رحمته سبقت غضبه، وعفوه أوسع من عقابه.
أما بعد : أيها المسلمون فإننا في هذه الليلة نختم موسما عظيما من الله به على عباده ليغفر ذنوبهم ويرفع درجاتهم، هذا الموسم هو شهر رمضان المبارك الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، فالموفق من وفق فيه للخير وقبل منه العمل، والخاسر من خذل فلم يوفق فيه للخير، أو خذل ولم يقبل منه العمل .
ولكن أبشروا معشر المسلمين أنكم مهما عملتم من عمل صالح تريدون به وجه الله فإن الله سبحانه وتعالى يتقبل منكم ..
فإن الله عزّ وجل يقول : (( إنما يتقبل الله من المتّقين )) فمن كان صائما لهذا الشهر إيمانا بالله واحتسابا لثواب الله، أو قائما هذا الشهر إيمانا بالله واحتسابا لثوابه ، فإنه يغفر له ما تقدّم من ذنبه .
وكذلك من قام ليلة القدر إيمانا بالله واحتسابا لثوابه فإنه يغفر له ما تقدّم من ذنبه سواء علم بها أم لم يعلم ، فليس من شرط نيل ثواب هذه الليلة وأجرها وما فيها من الخير ، ليس من شرطه أن يكون الإنسان عالما بها، وهي -أي ليلة القدر- لا تخرج عن العشر الأواخر من رمضان ، بل إنها تتأكد في السبع الأواخر منها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين أروا ليلة القدر : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) .
وينبغي للإنسان في ختام العمل أن يكون خائفا راجيا، خائفا أن يكون قد قصّر في عمله فلا يقبل منه أو يعطى أجرا قليلا . راجيا فضل الله سبحانه وتعالى وثوابه، لأن رحمته سبقت غضبه، وعفوه أوسع من عقابه.
لا ينبغي اتخاذ الأعياد سببا للبطر والفرح في غير الحدود الشرعية مع ذكر نظائره.
الشيخ : ولا ينبغي أن نتّخذ من أعياد مثل هذه المواسم كعيد الفطر وعيد الأضحى، لا ينبغي أن نتّخذ منها سببا للأشر والبطر والفرح في غير الحدود الشّرعية، أما في الحدود في الشرعية فإن السنّة قد دلت على أن أيام العيد فيها فرح وفيها سرور .
وأجاز بعض أهل العلم الدفوف فيها لكن بشرط أن لا يتعد ذلك إلى أمور محرّمة كاختلاط الرجال بالنساء أو خروج النساء في الأعياد متبرجات بالزينة أو ما أشيه ذلك من الأعمال المحرمة أو يتضمّن ذلك تضييعا للواجبات كتضييع الصلوات مثلا .
فإن من سماحة هذه الشريعة ويسرها وإعطائها النفوس حظّها من الفرح أو من الحزن ما يجعل هذه الشريعة مقبولة، ألم تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز للمصاب الذي مات له ميت أجاز أن يحد عليه ثلاثة أيام، لأن النفوس قد تحزن ويلحقها الألم ، فأباح لها أن تعطى حظّها من هذا الحزن فتحد ، مثل أن لا يفتح الإنسان دكانه أو أن لا يخرج في رحلة أو ما أشبه ذلك من الإحداد ، لكن أكثر من ثلاثة أيام لا يجوز إلا على الزوج أربعة أشهر وعشرة أيام .
كذلك في مناسبات الفرح أباح الشارع لعباده ما يكون فيه شيء من الانشراح ... ولهذا ندب إلى الغناء والدف في ليلة العرس لما في ذلك من إظهار الفرح والسرور .
لكن كما قلت قريبا بشرط أن لا يتضمّن ذلك محظورا ، مثل أن يؤتى بغناء هابط سافل مثير للغرائز موجب للغرام ، فإن هذا لا يجوز ، لكن لو كان غناء يتضمّن الترحيب بالحاضرين وما أشبه ذلك من الكلمات التي لا تشتمل على محرّم وكان فيه دف لا طبل ولا مزمار ولا عود ، فإن ذلك مما أباحه الشرع .
وكذلك يكون الحكم في أيام الأعياد ، ولهذا لما انتهر أبو بكر رضي الله عنه جارتين كانتا تغنيان في أيام التشريق قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعهما فإنها أيام عيد ) وهذا يدل على أنه يجوز إظهار مثل ذلك في أيام الأعياد.
وأجاز بعض أهل العلم الدفوف فيها لكن بشرط أن لا يتعد ذلك إلى أمور محرّمة كاختلاط الرجال بالنساء أو خروج النساء في الأعياد متبرجات بالزينة أو ما أشيه ذلك من الأعمال المحرمة أو يتضمّن ذلك تضييعا للواجبات كتضييع الصلوات مثلا .
فإن من سماحة هذه الشريعة ويسرها وإعطائها النفوس حظّها من الفرح أو من الحزن ما يجعل هذه الشريعة مقبولة، ألم تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز للمصاب الذي مات له ميت أجاز أن يحد عليه ثلاثة أيام، لأن النفوس قد تحزن ويلحقها الألم ، فأباح لها أن تعطى حظّها من هذا الحزن فتحد ، مثل أن لا يفتح الإنسان دكانه أو أن لا يخرج في رحلة أو ما أشبه ذلك من الإحداد ، لكن أكثر من ثلاثة أيام لا يجوز إلا على الزوج أربعة أشهر وعشرة أيام .
كذلك في مناسبات الفرح أباح الشارع لعباده ما يكون فيه شيء من الانشراح ... ولهذا ندب إلى الغناء والدف في ليلة العرس لما في ذلك من إظهار الفرح والسرور .
لكن كما قلت قريبا بشرط أن لا يتضمّن ذلك محظورا ، مثل أن يؤتى بغناء هابط سافل مثير للغرائز موجب للغرام ، فإن هذا لا يجوز ، لكن لو كان غناء يتضمّن الترحيب بالحاضرين وما أشبه ذلك من الكلمات التي لا تشتمل على محرّم وكان فيه دف لا طبل ولا مزمار ولا عود ، فإن ذلك مما أباحه الشرع .
وكذلك يكون الحكم في أيام الأعياد ، ولهذا لما انتهر أبو بكر رضي الله عنه جارتين كانتا تغنيان في أيام التشريق قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعهما فإنها أيام عيد ) وهذا يدل على أنه يجوز إظهار مثل ذلك في أيام الأعياد.
المناقشة حول الرجعة وشروطها .
الشيخ : في الدرس الماضي تكلمنا على عدّة أشياء منها ؟.
الطالب : الرجعة.
الشيخ : الرجعة، فمتى تكون الرجعة ؟ أو ما شروط الرجعة ؟
الطالب : أن يكون ..
الشيخ : نحن ذكرنا خمسة شروط.
الطالب : أن يكون قبل الدخول، غير عوض ...
الشيخ : من يعرف ؟
الطالب : خمسة شروط، أن يكون بعد الدخول ..
الشيخ : وش يكون بعد الدخول ؟
الطالب : الطلاق الطلاق، الطلاق الذي حصل يكون بعد الدخول.
الشيخ : أن يطلقها بعد الدخول.
الطالب : في نكاح صحيح.
الشيخ : في نكاح صحيح.
الطالب : مع ما تبقى من العدد.
الشيخ : عبّر ! نعم.
الطالب : التي لها رجعة هي المطلقة بعد الدخول ..
الشيخ : المطلقة بعد الدخول.
الطالب : في نكاح صحيح.
الشيخ : في نكاح صحيح.
الطالب : على غير عوض.
الشيخ : على غير عوض.
الطالب : فيما يملك من العدد.
الشيخ : دون ما يملك من العدد، كم هذه ؟
الطالب : خمسة.
الشيخ : خمسة شروط، فإن اختل شرط واحد فإن النكاح ليس برجعي ، ولم يمكن الرجوع لامرأته إلا بعقد جديد إلا إذا استكمل العدد فيضاف أن يكون بعد نكاح زوج آخر.
الطالب : الرجعة.
الشيخ : الرجعة، فمتى تكون الرجعة ؟ أو ما شروط الرجعة ؟
الطالب : أن يكون ..
الشيخ : نحن ذكرنا خمسة شروط.
الطالب : أن يكون قبل الدخول، غير عوض ...
الشيخ : من يعرف ؟
الطالب : خمسة شروط، أن يكون بعد الدخول ..
الشيخ : وش يكون بعد الدخول ؟
الطالب : الطلاق الطلاق، الطلاق الذي حصل يكون بعد الدخول.
الشيخ : أن يطلقها بعد الدخول.
الطالب : في نكاح صحيح.
الشيخ : في نكاح صحيح.
الطالب : مع ما تبقى من العدد.
الشيخ : عبّر ! نعم.
الطالب : التي لها رجعة هي المطلقة بعد الدخول ..
الشيخ : المطلقة بعد الدخول.
الطالب : في نكاح صحيح.
الشيخ : في نكاح صحيح.
الطالب : على غير عوض.
الشيخ : على غير عوض.
الطالب : فيما يملك من العدد.
الشيخ : دون ما يملك من العدد، كم هذه ؟
الطالب : خمسة.
الشيخ : خمسة شروط، فإن اختل شرط واحد فإن النكاح ليس برجعي ، ولم يمكن الرجوع لامرأته إلا بعقد جديد إلا إذا استكمل العدد فيضاف أن يكون بعد نكاح زوج آخر.
الكلام حول تفسير أوائل سورة البقرة.
الشيخ : استمعنا فيما استمعنا إليه من قراءة أئمتنا إلى أول سورة البقرة ، ومن تأمل أول هذه السورة تبين له أن الله تعالى قسم الناس فيها إلى ثلاثة أقسام :
مؤمن ظاهرا وباطنا، وكافر ظاهرا وباطنا، ومنافق مؤمن ظاهرا وكافر باطنا .
ففي قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون )) في هذه الآيات ذكر المؤمنين ظاهرا وباطنا .
وفي قوله : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبه وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم )) هاتان الآيتان في من كان كافرا ظاهرا وباطنا .
(( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) إلى آخر عدد من الآيات ، هذا في المنافقين الذين آمنوا ظاهرا وكفروا باطنا.
مؤمن ظاهرا وباطنا، وكافر ظاهرا وباطنا، ومنافق مؤمن ظاهرا وكافر باطنا .
ففي قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون )) في هذه الآيات ذكر المؤمنين ظاهرا وباطنا .
وفي قوله : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبه وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم )) هاتان الآيتان في من كان كافرا ظاهرا وباطنا .
(( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) إلى آخر عدد من الآيات ، هذا في المنافقين الذين آمنوا ظاهرا وكفروا باطنا.
معنى قوله تعالى :" هدى للمتقين ".
الشيخ : في الآيات الأولى التي هي في ذكر المؤمنين ظاهرا وباطنا ، ذكر الله عزّ وجلّ أن هذا القرآن هدى للمتقين ، وسبق لنا معنى التقوى .
ولكنه في آيات أخرى ذكر أنه هدى للناس فقال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس )) فكيف نوفق بين الآيتين، أن يقول هنا : (( هدى للمتقين )) وفي آية أخرى : (( هدى للناس )) عموما ، المتقين وغيرهم ؟ .
نوفق بينهما أن معنى كونه : (( هدى للناس )) أي دليلا للناس يدلهم على الخير ويبينه ، وكذلك يدلهم على مواقع الشر ويبينها ، لكن يرغب في الخير ويحذر من الشر، كل الناس يحصل لهم ذلك بالقرآن .
وأما كونه (( هدى للمتقين )) فالمراد بالهداية هنا هداية التوفيق ، يعني أن المتقين يوفقون فيهتدون به فينتفعون به ، واستمع إلى قوله تعالى : (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا )) كمل .
الطالب : ...
الشيخ : (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون )) آية واحدة صارت لقوم هدى وشفاء ، وصارت لأقوام عمًى وضلالا والعياذ بالله، المؤمنون زادتهم إيمانا وهم يستبشرون، والمنافقون الذين في قلوبهم مرض زادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون، فالمتّقون هم الذين ينتفعون بالقرآن ، وكلما ازداد الإنسان تقًى ازداد انتفاعا بالقرآن في حفظه وفهمه والعمل به.
ولكنه في آيات أخرى ذكر أنه هدى للناس فقال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس )) فكيف نوفق بين الآيتين، أن يقول هنا : (( هدى للمتقين )) وفي آية أخرى : (( هدى للناس )) عموما ، المتقين وغيرهم ؟ .
نوفق بينهما أن معنى كونه : (( هدى للناس )) أي دليلا للناس يدلهم على الخير ويبينه ، وكذلك يدلهم على مواقع الشر ويبينها ، لكن يرغب في الخير ويحذر من الشر، كل الناس يحصل لهم ذلك بالقرآن .
وأما كونه (( هدى للمتقين )) فالمراد بالهداية هنا هداية التوفيق ، يعني أن المتقين يوفقون فيهتدون به فينتفعون به ، واستمع إلى قوله تعالى : (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا )) كمل .
الطالب : ...
الشيخ : (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون )) آية واحدة صارت لقوم هدى وشفاء ، وصارت لأقوام عمًى وضلالا والعياذ بالله، المؤمنون زادتهم إيمانا وهم يستبشرون، والمنافقون الذين في قلوبهم مرض زادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون، فالمتّقون هم الذين ينتفعون بالقرآن ، وكلما ازداد الإنسان تقًى ازداد انتفاعا بالقرآن في حفظه وفهمه والعمل به.
معنى قوله تعالى :" الذين يؤمنون بالغيب ".
الشيخ : وقوله : (( الذين يؤمنون بالغيب )) ما المراد بالغيب ؟ .
أي بما غاب عن الأبصار مما أخبر الله به ، كاليوم الآخر والجزاء والجنة والنار ، وأما المشاهد فكل إنسان يؤمن به، كل إنسان يؤمن بالأرض وبالشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر ، لكن الذي فيه المدح هو الإيمان بالغيب الذي يعتمد فيه المؤمن على تصديق خبر الله ورسوله . أما الشيء المشاهد فلا أحد ينكره، لا ينكره إلا شخص مكابر مثل السفسطائية الذين ينكرون الأشياء المحسوسة ، فيه جماعة أشبه ما يكونون بالمجانين ينكرون حتى الشيء المحسوس ! ينكر حتى نفسه !! يقول : والله أنا ما أدري هل أنا فلان أو غيره .
ويذكر أن رجلين منهم أرادا النوم فقال أحدهما للآخر : أخشى أن نغلط إذا استيقظنا من النوم ، أن نغلط لا أدري هل أنا نفسي أو أنت ، فقال أحدهما : لنربط حبلين في كل واحد منا ، تربط أنت حبلا أحمرا ، وأنا أربط حبلا أخضرا ، من أجل إذا قمنا لا نغلط ، لا نحسب أنك أنت أنا وأنا أنت ! هل يمكن أن يقال أن هؤلاء عقلاء ؟! .
أبدا، ينكرون كل شيء محسوس حتى المحسوسات ، تقول هذه الشمس ، قال لا لعلها القمر ! . يا رجل نحن في النهار كيف تكون القمر ؟ قال : سبحان الله ربما تكون القمر، هذه السيارة ، يقول ما أدري ربما تكون هذه طيارة ! أو ربما تكون مسجل أو ربما تكون راديو، ومع ذلك يقولون عن أنفسهم إنهم عقلاء. أقول إن الأشياء المحسوسة لا ينكرها إلا شخص مكابر مثل السفسطائية ، أما الأشياء الغيبية فهي التي يمدح على الإيمان بها أو يذم.
أي بما غاب عن الأبصار مما أخبر الله به ، كاليوم الآخر والجزاء والجنة والنار ، وأما المشاهد فكل إنسان يؤمن به، كل إنسان يؤمن بالأرض وبالشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر ، لكن الذي فيه المدح هو الإيمان بالغيب الذي يعتمد فيه المؤمن على تصديق خبر الله ورسوله . أما الشيء المشاهد فلا أحد ينكره، لا ينكره إلا شخص مكابر مثل السفسطائية الذين ينكرون الأشياء المحسوسة ، فيه جماعة أشبه ما يكونون بالمجانين ينكرون حتى الشيء المحسوس ! ينكر حتى نفسه !! يقول : والله أنا ما أدري هل أنا فلان أو غيره .
ويذكر أن رجلين منهم أرادا النوم فقال أحدهما للآخر : أخشى أن نغلط إذا استيقظنا من النوم ، أن نغلط لا أدري هل أنا نفسي أو أنت ، فقال أحدهما : لنربط حبلين في كل واحد منا ، تربط أنت حبلا أحمرا ، وأنا أربط حبلا أخضرا ، من أجل إذا قمنا لا نغلط ، لا نحسب أنك أنت أنا وأنا أنت ! هل يمكن أن يقال أن هؤلاء عقلاء ؟! .
أبدا، ينكرون كل شيء محسوس حتى المحسوسات ، تقول هذه الشمس ، قال لا لعلها القمر ! . يا رجل نحن في النهار كيف تكون القمر ؟ قال : سبحان الله ربما تكون القمر، هذه السيارة ، يقول ما أدري ربما تكون هذه طيارة ! أو ربما تكون مسجل أو ربما تكون راديو، ومع ذلك يقولون عن أنفسهم إنهم عقلاء. أقول إن الأشياء المحسوسة لا ينكرها إلا شخص مكابر مثل السفسطائية ، أما الأشياء الغيبية فهي التي يمدح على الإيمان بها أو يذم.
معنى قوله تعالى :" إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم أم لهم تنذرهم لا يؤمنون " .
الشيخ : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم أم لهم تنذرهم لا يؤمنون )) يعني يستوي عليهم الإنذار وعدمه ، لن يؤمنوا سواء أنذرت أم لم تنذر، وهذه الآية مشكلة مع الواقع ، فإن من الكفار من أنذره الله تعالى فآمن، وإن من الكفار من أنذره النبي صلى الله عليه وسلم وآمن ، ومنهم من أنذره فلم يؤمن ، فبين لنا مثالا ممن أنذره الرسول فآمن ؟.
الطالب : عمر بن الخطاب .
الشيخ : نعم، عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان كافرا منكرا للدعوة الإسلامية ، فمن الله عليه بالهداية فأسلم ، ومنهم من أنذره ولم يؤمن مثل عمه أبي لهب، عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي لهب أنذره النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يؤمن، إذن كيف نوفّق بين قوله تعالى : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم أم لهم تنذرهم لا يؤمنون )) وبين من أنذره النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا ؟ .
نوفق بينهما فنقول المراد بالآية : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم )) المراد الذين حقت عليهم كلمة العذاب ، يعني وجبت عليهم كلمة العذاب وأنهم لا يؤمنون ، ودليل هذا قوله تعالى : (( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم )) انتبهوا الآن كم أوردنا من إشكال، كم أوردنا ؟.
الطالب : اثنين.
الشيخ : إشكالين، الأول هدى للمتقين وهدى للناس .
والثاني : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )) مع وجود أناس أنذروا فآمنوا ، وعرفنا الجمع بينهما .
طيب ، ويجب عليك أيها المؤمن أن تعلما علم اليقين أن كلام الله سبحانه وتعالى وما صح عن رسوله لا يمكن أبدا أن يتناقض لقول الله تعالى : (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) فإذا مر بك شيء ظاهره التعارض والتناقض فأعد النظر مرّة بعد أخرى حتى يتبين لك الجمع ، فإن لم يتبين فما الواجب ؟ .
فالواجب أن تقف وتقول كما يقول الراسخون في العلم : (( آمنا به كل من عند ربنا )) . والله عزّ وجل جعل في القرآن أشياء متشابهة من أجل الابتلاء والامتحان، لأن المؤمنين يقولون كل من عند ربنا ولا يمكن أن يتناقض .
وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون هذا المتشابه ويأخذون منه قدحا في القرآن الكريم كما قال تعالى : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب من آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )).
والراسخون في العلم ؟ . وهو قسيم الذين في قلوبهم زيغ (( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )).
الطالب : عمر بن الخطاب .
الشيخ : نعم، عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان كافرا منكرا للدعوة الإسلامية ، فمن الله عليه بالهداية فأسلم ، ومنهم من أنذره ولم يؤمن مثل عمه أبي لهب، عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي لهب أنذره النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يؤمن، إذن كيف نوفّق بين قوله تعالى : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم أم لهم تنذرهم لا يؤمنون )) وبين من أنذره النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا ؟ .
نوفق بينهما فنقول المراد بالآية : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم )) المراد الذين حقت عليهم كلمة العذاب ، يعني وجبت عليهم كلمة العذاب وأنهم لا يؤمنون ، ودليل هذا قوله تعالى : (( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم )) انتبهوا الآن كم أوردنا من إشكال، كم أوردنا ؟.
الطالب : اثنين.
الشيخ : إشكالين، الأول هدى للمتقين وهدى للناس .
والثاني : (( إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )) مع وجود أناس أنذروا فآمنوا ، وعرفنا الجمع بينهما .
طيب ، ويجب عليك أيها المؤمن أن تعلما علم اليقين أن كلام الله سبحانه وتعالى وما صح عن رسوله لا يمكن أبدا أن يتناقض لقول الله تعالى : (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) فإذا مر بك شيء ظاهره التعارض والتناقض فأعد النظر مرّة بعد أخرى حتى يتبين لك الجمع ، فإن لم يتبين فما الواجب ؟ .
فالواجب أن تقف وتقول كما يقول الراسخون في العلم : (( آمنا به كل من عند ربنا )) . والله عزّ وجل جعل في القرآن أشياء متشابهة من أجل الابتلاء والامتحان، لأن المؤمنين يقولون كل من عند ربنا ولا يمكن أن يتناقض .
وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون هذا المتشابه ويأخذون منه قدحا في القرآن الكريم كما قال تعالى : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب من آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )).
والراسخون في العلم ؟ . وهو قسيم الذين في قلوبهم زيغ (( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )).
معنى قوله تعالى :" ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين " .
الشيخ : ثم قال : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله )) (( من )) هنا معناها ؟.
الطالب : بعض.
الشيخ : بعض، أي للتبعيض ، يعني بعض الناس وهم المنافقون (( من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر )) أي بألسنتهم، (( وما هم بمؤمنين )) أي بقلوبهم، فهم يقولون بألسنتهم أنهم مؤمنون ، ولكنهم غير مؤمنين بقلوبهم ، وهؤلاء هم المنافقون الخلّص .
هناك أناس قالوا : (( آمنا )) ، قال الله لرسوله : (( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) هؤلاء أحسن حالا من المنافقين لأن الله قال فيهم : (( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) (( ولما )) هذه تفيد الانتفاء مع قرب الوقوع، يعين هو لم يدخل ولكنه قريبا يدخل .
أقول هؤلاء يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر بألسنتهم ، ولكنهم ليسوا بمؤمنين في ذلك بقلوبهم.
الطالب : بعض.
الشيخ : بعض، أي للتبعيض ، يعني بعض الناس وهم المنافقون (( من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر )) أي بألسنتهم، (( وما هم بمؤمنين )) أي بقلوبهم، فهم يقولون بألسنتهم أنهم مؤمنون ، ولكنهم غير مؤمنين بقلوبهم ، وهؤلاء هم المنافقون الخلّص .
هناك أناس قالوا : (( آمنا )) ، قال الله لرسوله : (( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) هؤلاء أحسن حالا من المنافقين لأن الله قال فيهم : (( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) (( ولما )) هذه تفيد الانتفاء مع قرب الوقوع، يعين هو لم يدخل ولكنه قريبا يدخل .
أقول هؤلاء يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر بألسنتهم ، ولكنهم ليسوا بمؤمنين في ذلك بقلوبهم.
من خصال المنافقين : كثرة الحلف.
الشيخ : والعجب أن هؤلاء المنافقين يقولون هذا القول ويحلفون عليه ويشهدون به ، ولكنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون، استمع إلى قوله تعالى : (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله )) شهادة مؤكدة بـ : إن واللام (( نشهد إنك لرسول الله )) فقال الله تعالى : (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) لكاذبون في قولهم إنهم يشهدون أن محمّدا رسول الله، وهنا نسأل ما فائدة إدخال قوله : (( والله يعلم إنك لرسوله )) قبل إبطال قولهم في قوله : (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) ؟ . أنتم فاهمين السؤال ؟ .
الطالب : نعم.
الشيخ : أقول ما الفائدة من إدخال قوله : (( والله يعلم إنك لرسوله )) بين قولهم : (( نشهد إنك لرسول الله )) وتكذيب الله لهم في قوله : (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) ؟.
الطالب : ... (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) بعد شهادتهم ، قد يفهم أن الله سبحانه وتعالى يبقي شهادتهم بأن الرسول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : طيب تمام.
الطالب : ولكن أعقبها بعد ما بين أن الله يعلم أن الرسول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : أحسنت تمام، لو كان سياق الآية : (( قالوا نشهد إنك لرسول الله )) (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) لتوهم الواهم أن الله يشهد بشهادة المنافقين بأن محمّدا رسول الله، يعني يشهد أنهم كاذبون في أن محمّدا رسول الله ، وهذا لا يمكن أن يقع ، ولهذا بدأ الله بإثبات رسالته قبل أن يأتي بإبطال قولهم لئلا يحصل هذا المحذور .
ولماذا يحلفون ويشهدون بأنه رسول الله ؟ . قال : (( اتخذوا أيمانهم جنّة )) فهذا سلاحهم أمام الناس الأيمان، ولهذا إذا رأيت الإنسان يكثر الأيمان في إثبات ما يقول فاتهمه ، ليس بالنفاق ولكن اتهمه بالكذب ، إذا صار كل ما تكلم قام وحلف معناه أنه غير واثق من نفسه ، ولا يرى أن الناس يثقون به إلا بالأيمان ، فاتهمه .
ولا ينبغي للإنسان أن يحلف إلا على أمر هام جدا أو إذا طلب منه أن يحلف ، أما أن يكون في كل إخباراته يحلف فهذا خطأ.
الطالب : نعم.
الشيخ : أقول ما الفائدة من إدخال قوله : (( والله يعلم إنك لرسوله )) بين قولهم : (( نشهد إنك لرسول الله )) وتكذيب الله لهم في قوله : (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) ؟.
الطالب : ... (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) بعد شهادتهم ، قد يفهم أن الله سبحانه وتعالى يبقي شهادتهم بأن الرسول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : طيب تمام.
الطالب : ولكن أعقبها بعد ما بين أن الله يعلم أن الرسول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : أحسنت تمام، لو كان سياق الآية : (( قالوا نشهد إنك لرسول الله )) (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) لتوهم الواهم أن الله يشهد بشهادة المنافقين بأن محمّدا رسول الله، يعني يشهد أنهم كاذبون في أن محمّدا رسول الله ، وهذا لا يمكن أن يقع ، ولهذا بدأ الله بإثبات رسالته قبل أن يأتي بإبطال قولهم لئلا يحصل هذا المحذور .
ولماذا يحلفون ويشهدون بأنه رسول الله ؟ . قال : (( اتخذوا أيمانهم جنّة )) فهذا سلاحهم أمام الناس الأيمان، ولهذا إذا رأيت الإنسان يكثر الأيمان في إثبات ما يقول فاتهمه ، ليس بالنفاق ولكن اتهمه بالكذب ، إذا صار كل ما تكلم قام وحلف معناه أنه غير واثق من نفسه ، ولا يرى أن الناس يثقون به إلا بالأيمان ، فاتهمه .
ولا ينبغي للإنسان أن يحلف إلا على أمر هام جدا أو إذا طلب منه أن يحلف ، أما أن يكون في كل إخباراته يحلف فهذا خطأ.
صفات المنافقين حسب ذكرهم في أوائل سورة البقرة.
الشيخ : هؤلاء المنافقون ذكر الله فيهم أوصافا متعددة ، ولنجمعها أنا وإياكم :
أولا : ادعوا الإيمان وهم كاذبون .
ثانيا : يخادعون الله والذين آمنوا ، والخداع والمكر والكيد معناهم متقارب ، أي يأتون بالأشياء خدعة لينخدع بهم من ينخدع ، ولكنهم إذا خدعوا الله والرسول والمؤمنين فإنما يخدعون أنفسهم . أما الله والمؤمنون فلن ينخدعوا ولن ينطلي عليهم باطل هؤلاء وكفرهم .
ثالثا : مرض القلوب : (( في قلوبهم مرض )) وما مرض القلب ؟. هل هو الألم الذي يحس به الإنسان أحيانا في قلبه ؟ .
لا، هذا مرض جسدي يكون في المؤمنين ويكون في غير المؤمنين ، لكن مرض القلب هو المرض الديني ، ويكون في شيئين : في شبهات ، وإرادات ، وإن شئت قل شهوات، شبهات وإرادات .
أما الشبهات فهي الشكوك التي منشأها الجهل ، يكون للإنسان شكوك في أمر يجب اليقين فيه ، فيتردد هل هناك بعث أو لا ؟، هل هناك جنة أو نار أو لا ؟، هل هناك رب أو لا ؟، هل هناك كذا هل هناك كذا من الأمور الغيب ؟ . نقول هذا مرض أيش ؟.
الطالب : شبهات.
الشيخ : شبهات، مرض إرادات أن يكون الإنسان عالما بالحق لكنه لا يريده، يعلم مثلا أن شرب الخمر حرام ولكنه يشرب الخمر، يعلم أن السرقة حرام ولكنه يسرق، يعلم أن الزنا حرام ولكنه يزني، يعلم أن قتل النفس حرام ولكنه يقتل، هذا مرض أيش ؟ .
مرض إرادة ، أي أنه لا يريد الخير وإنما يريد الشر ، ويسميه بعض العلماء مرض شهوة ، والشهوة هنا بمعنى الإرادة .
طيب هؤلاء المنافقون في قلوبهم مرض وهو مرض عظيم وهو مرض الشك والعياذ بالله ومرض سوء القصد ، فإنهم لا يريدون الخير للمسلمين أبدا ، وإنما يريدون الشر بقدر ما يستطيعون .
من صفاتهم الإفساد في الأرض، يفسدون في الأرض بماذا ؟ . بالمعاصي والخداع ، والكيد للمؤمنين ، وموالاة الكافرين ، لكن إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ماذا يقولون ؟ .
يقولون إنما مصلحون ، فيواطئون أعداء الله ويمالئونهم على أولياء الله ثم إذا جاؤوا إلى أولياء الله : (( إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا )) ولهذا قال هنا : (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) وأوصافهم كثيرة متعدّدة .
وأنا أحب الليلة أن أقتصر على شيء قليل من الكلام ، لأننا لدينا أسئلة كثيرة جدا ، وأخشى أن يكون أصحاب هؤلاء الأسئلة يحبون أن يجاب عليها ، فأفضل إذا رأيتم ذلك أن نجعل أكثر جلوسنا هذا للأسئلة .
كما أود أن أنبه أن الإتفاقية التي وقعت بيني وبينكم الصباح على أن يكون الدرس هنا ، جاء فيه احتجاج على هذا، قدّم إلي شكوى بل شكويان ، كلتاهما تقول : لا يمكن هذا ، وأقول لعل اختلاف اثنين من حظّ الثالث، ونلغي الجلسة نهائية لأنها يوم الجمعة ، وتعرفون يوم الجمعة الدرس في الأسفل صعب ، الناس نائمون ودّهم يرتاحون والدرس هنا وجد فيه معارض ، فالجمع بينهما أن يترك الدرس، نبدأ بالأسئلة الآن.
الطالب : السبب في منع الدرس ؟.
الشيخ : تعرفون الجمعة أنه ما فيه درس في الأصل ، لكن في الصباح نظرا لأنه آخر يوم قلنا لعلنا نجلس نأخذ فائدة إن شاء الله ، وأن يكون الجلوس هنا في السطح ، لكن وجدت أوراقا مقدّمة لي ، وجدت ورقتين تقول هذا ما يمكن أن يكون في الصباح ...
أولا : ادعوا الإيمان وهم كاذبون .
ثانيا : يخادعون الله والذين آمنوا ، والخداع والمكر والكيد معناهم متقارب ، أي يأتون بالأشياء خدعة لينخدع بهم من ينخدع ، ولكنهم إذا خدعوا الله والرسول والمؤمنين فإنما يخدعون أنفسهم . أما الله والمؤمنون فلن ينخدعوا ولن ينطلي عليهم باطل هؤلاء وكفرهم .
ثالثا : مرض القلوب : (( في قلوبهم مرض )) وما مرض القلب ؟. هل هو الألم الذي يحس به الإنسان أحيانا في قلبه ؟ .
لا، هذا مرض جسدي يكون في المؤمنين ويكون في غير المؤمنين ، لكن مرض القلب هو المرض الديني ، ويكون في شيئين : في شبهات ، وإرادات ، وإن شئت قل شهوات، شبهات وإرادات .
أما الشبهات فهي الشكوك التي منشأها الجهل ، يكون للإنسان شكوك في أمر يجب اليقين فيه ، فيتردد هل هناك بعث أو لا ؟، هل هناك جنة أو نار أو لا ؟، هل هناك رب أو لا ؟، هل هناك كذا هل هناك كذا من الأمور الغيب ؟ . نقول هذا مرض أيش ؟.
الطالب : شبهات.
الشيخ : شبهات، مرض إرادات أن يكون الإنسان عالما بالحق لكنه لا يريده، يعلم مثلا أن شرب الخمر حرام ولكنه يشرب الخمر، يعلم أن السرقة حرام ولكنه يسرق، يعلم أن الزنا حرام ولكنه يزني، يعلم أن قتل النفس حرام ولكنه يقتل، هذا مرض أيش ؟ .
مرض إرادة ، أي أنه لا يريد الخير وإنما يريد الشر ، ويسميه بعض العلماء مرض شهوة ، والشهوة هنا بمعنى الإرادة .
طيب هؤلاء المنافقون في قلوبهم مرض وهو مرض عظيم وهو مرض الشك والعياذ بالله ومرض سوء القصد ، فإنهم لا يريدون الخير للمسلمين أبدا ، وإنما يريدون الشر بقدر ما يستطيعون .
من صفاتهم الإفساد في الأرض، يفسدون في الأرض بماذا ؟ . بالمعاصي والخداع ، والكيد للمؤمنين ، وموالاة الكافرين ، لكن إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ماذا يقولون ؟ .
يقولون إنما مصلحون ، فيواطئون أعداء الله ويمالئونهم على أولياء الله ثم إذا جاؤوا إلى أولياء الله : (( إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا )) ولهذا قال هنا : (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) وأوصافهم كثيرة متعدّدة .
وأنا أحب الليلة أن أقتصر على شيء قليل من الكلام ، لأننا لدينا أسئلة كثيرة جدا ، وأخشى أن يكون أصحاب هؤلاء الأسئلة يحبون أن يجاب عليها ، فأفضل إذا رأيتم ذلك أن نجعل أكثر جلوسنا هذا للأسئلة .
كما أود أن أنبه أن الإتفاقية التي وقعت بيني وبينكم الصباح على أن يكون الدرس هنا ، جاء فيه احتجاج على هذا، قدّم إلي شكوى بل شكويان ، كلتاهما تقول : لا يمكن هذا ، وأقول لعل اختلاف اثنين من حظّ الثالث، ونلغي الجلسة نهائية لأنها يوم الجمعة ، وتعرفون يوم الجمعة الدرس في الأسفل صعب ، الناس نائمون ودّهم يرتاحون والدرس هنا وجد فيه معارض ، فالجمع بينهما أن يترك الدرس، نبدأ بالأسئلة الآن.
الطالب : السبب في منع الدرس ؟.
الشيخ : تعرفون الجمعة أنه ما فيه درس في الأصل ، لكن في الصباح نظرا لأنه آخر يوم قلنا لعلنا نجلس نأخذ فائدة إن شاء الله ، وأن يكون الجلوس هنا في السطح ، لكن وجدت أوراقا مقدّمة لي ، وجدت ورقتين تقول هذا ما يمكن أن يكون في الصباح ...
يقول السائل : هل هناك أفضلية لصيام الست من شوال وهل تكون هذه الست متفرقة أم مرتبة .؟
السائل : السؤال الأول يقول : السلام عليكم ورجمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ هل هناك أفضلية في صيام الست من شوال ، وهل تكون هذه الست متفرّقة أم مرتبة ؟.
الشيخ : أم ؟
السائل : مترتبة، أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : نعم، صيام الست من شوال فيها أفضلية ثبتت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ) يعني كصيام سنة كاملة .
ولكن يجب أن ننتبه إلى أن صيام هذه الست لا يحصل به هذا الثواب إلا إذا انتهى رمضان كله ، وعلى هذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان وصامها قبل القضاء فإنه لا يحصل على هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل قضاء رمضان أم لم نقل، لأننا إذا قلنا بأن صوم التطوع قبل قضاء رمضان لا يصح فالأمر ظاهر، أليس كذلك ؟.
الطالب : بلى.
الشيخ : إذا قلنا، بعض العلماء يقول إذا صام الإنسان الذي عليه قضاء من رمضان تطوعا سواء الست أو يوم عرفة أو عاشوراء أو يوم الاثنين أو الخميس فإنه لا يصح هذا التطوع، لكن بعض العلماء يقول يصح صوم التطوع قبل القضاء، لأن القضاء موسع فللإنسان تأخير القضاء إلى أن يبقى من شعبان مقدار ما عليه من القضاء، لكن الست لا يمكن أن يحصل ثوابها لمن صامها قبل قضاء رمضان، لماذا ؟ .
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ) والذي عليه قضاء من رمضان هل يقال أنه صام رمضان ؟ . وإنما يقال صام بعض رمضان .
وهذه المسألة تشكل على كثير من الناس يظنون أنها مبنية على صحة التطوع قبل القضاء أو عدم صحته، وليس الأمر كذلك، لأن النص فيها صريح وهي أن تكون الست بعد رمضان .
وأما قول السائل : هل يجب أن تكون متوالية أو يجوز أن تكون متفرقة ؟.
فنقول : نعم يجوز أن تكون متفرقة ومتتابعة ، لكن التتابع أفضل لما فيه من المبادرة إلى الخير ، ولأن الإنسان ربما يؤخر على أنه سيصوم ثم لا يزال به التهاون شيئا فشيئا حتى يخرج شوال وهو لم يصمها ، فالمبادرة بها أفضل ، وكونها متتابعة أفضل من كونها متفرقة.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ هل هناك أفضلية في صيام الست من شوال ، وهل تكون هذه الست متفرّقة أم مرتبة ؟.
الشيخ : أم ؟
السائل : مترتبة، أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : نعم، صيام الست من شوال فيها أفضلية ثبتت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ) يعني كصيام سنة كاملة .
ولكن يجب أن ننتبه إلى أن صيام هذه الست لا يحصل به هذا الثواب إلا إذا انتهى رمضان كله ، وعلى هذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان وصامها قبل القضاء فإنه لا يحصل على هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل قضاء رمضان أم لم نقل، لأننا إذا قلنا بأن صوم التطوع قبل قضاء رمضان لا يصح فالأمر ظاهر، أليس كذلك ؟.
الطالب : بلى.
الشيخ : إذا قلنا، بعض العلماء يقول إذا صام الإنسان الذي عليه قضاء من رمضان تطوعا سواء الست أو يوم عرفة أو عاشوراء أو يوم الاثنين أو الخميس فإنه لا يصح هذا التطوع، لكن بعض العلماء يقول يصح صوم التطوع قبل القضاء، لأن القضاء موسع فللإنسان تأخير القضاء إلى أن يبقى من شعبان مقدار ما عليه من القضاء، لكن الست لا يمكن أن يحصل ثوابها لمن صامها قبل قضاء رمضان، لماذا ؟ .
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ) والذي عليه قضاء من رمضان هل يقال أنه صام رمضان ؟ . وإنما يقال صام بعض رمضان .
وهذه المسألة تشكل على كثير من الناس يظنون أنها مبنية على صحة التطوع قبل القضاء أو عدم صحته، وليس الأمر كذلك، لأن النص فيها صريح وهي أن تكون الست بعد رمضان .
وأما قول السائل : هل يجب أن تكون متوالية أو يجوز أن تكون متفرقة ؟.
فنقول : نعم يجوز أن تكون متفرقة ومتتابعة ، لكن التتابع أفضل لما فيه من المبادرة إلى الخير ، ولأن الإنسان ربما يؤخر على أنه سيصوم ثم لا يزال به التهاون شيئا فشيئا حتى يخرج شوال وهو لم يصمها ، فالمبادرة بها أفضل ، وكونها متتابعة أفضل من كونها متفرقة.
يقول السائل : ما حكم أخذ المرأة لحبوب منع الحمل وزوجها غير راض .؟
السائل : وهذا سائل آخر يقول : ما حكم أخذ المرأة لحبوب منع الحمل وزوجها غير راض ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
الشيخ : يحرم على المرأة أن تستعمل حبوب منع الحمل وزوجها غير راض، لأن الولد حق للزوج وللزوجة .
ولهذا قال العلماء : يحرم على الرجل أن يعزل عن زوجته بدون رضاها ، ومعنى يعزل أنه إذا جامعها وقارب الإنزال نزع عن الجماع وأنزل من الخارج لئلا تحمل، قال أهل العلم : يحرم هذا الفعل إلا برضى الزوجة، لأن لها حق في الولد، فكذلك هي إذا أرادت أن تمنع الحمل لا يحل لها ذلك إلا برضى الزوج .
ولكن قولوا : لو رضي الزوجان بتناول حبوب منع الحمل ، فهل هذا جائز ؟ .
الجواب : هو جائز لأنه شبيه بالعزل الذي كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه ، قال جابر رضي الله عنه : ( كنا نعزل والقرآن ينزل ) يعني : ولو كان شيئا ينهى عنه لنهى عنه القرآن ، ولكن مع هذا نقول : إنه لا ينبغي فعله ، أي لا ينبغي استعمال حبوب منع الحمل ولو رضي الزوجان، لأن ذلك مضاد لما يريده النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة، ماذا يريد من هذه الأمة ؟ .
الطالب : التكاثر.
الشيخ : الإكثار من الولد، فإذا استعمل الناس ما يمنع الحمل صار في هذا مضادة لما يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم .
وأنا أقول لكم : إن أصل وجود هذه الحبوب كان من اليهود وغيرهم من أعداء المسلمين، لأنهم لا يريدون أن يكثر نسل المسلمين، يريدون أن يكون نسل المسلمين محصورا محدودا حتى تبقى الأمة الإسلامية مفتقرة لغيرها، وحتى لا تكثر مواردها ، وحتى لا تكثر جهات أعمالها، لأنه كلما قل العدد قل الإنتاج، وكلما كثر العدد كثر الإنتاج، هذا في الزراعة وهذا في الصناعة وهذا في البناء وهذا في الخشب وتفرق الناس في الأعمال وأنتجوا .
ولهذا لو تأملتم الدول الآن، تجدون أن الدول إذا كثرت صارت مهيبة وإن لم تكن قوية من حيث الصناعة، وذلك لأن العدد مرهب للعدو، فالذي أدعو إخواني المسلمين إليه أن يحرصوا على كثرة الإنجاب .
نعم إذا دعت الحاجة إلى ذلك مثل أن تكون المرأة ضعيفة الجسم لا تتحمّل أو مريضة أو كانت لا تلد إلا بعملية، فهذه حاجة وللحاجات أحكام .
الشيخ : يحرم على المرأة أن تستعمل حبوب منع الحمل وزوجها غير راض، لأن الولد حق للزوج وللزوجة .
ولهذا قال العلماء : يحرم على الرجل أن يعزل عن زوجته بدون رضاها ، ومعنى يعزل أنه إذا جامعها وقارب الإنزال نزع عن الجماع وأنزل من الخارج لئلا تحمل، قال أهل العلم : يحرم هذا الفعل إلا برضى الزوجة، لأن لها حق في الولد، فكذلك هي إذا أرادت أن تمنع الحمل لا يحل لها ذلك إلا برضى الزوج .
ولكن قولوا : لو رضي الزوجان بتناول حبوب منع الحمل ، فهل هذا جائز ؟ .
الجواب : هو جائز لأنه شبيه بالعزل الذي كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه ، قال جابر رضي الله عنه : ( كنا نعزل والقرآن ينزل ) يعني : ولو كان شيئا ينهى عنه لنهى عنه القرآن ، ولكن مع هذا نقول : إنه لا ينبغي فعله ، أي لا ينبغي استعمال حبوب منع الحمل ولو رضي الزوجان، لأن ذلك مضاد لما يريده النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة، ماذا يريد من هذه الأمة ؟ .
الطالب : التكاثر.
الشيخ : الإكثار من الولد، فإذا استعمل الناس ما يمنع الحمل صار في هذا مضادة لما يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم .
وأنا أقول لكم : إن أصل وجود هذه الحبوب كان من اليهود وغيرهم من أعداء المسلمين، لأنهم لا يريدون أن يكثر نسل المسلمين، يريدون أن يكون نسل المسلمين محصورا محدودا حتى تبقى الأمة الإسلامية مفتقرة لغيرها، وحتى لا تكثر مواردها ، وحتى لا تكثر جهات أعمالها، لأنه كلما قل العدد قل الإنتاج، وكلما كثر العدد كثر الإنتاج، هذا في الزراعة وهذا في الصناعة وهذا في البناء وهذا في الخشب وتفرق الناس في الأعمال وأنتجوا .
ولهذا لو تأملتم الدول الآن، تجدون أن الدول إذا كثرت صارت مهيبة وإن لم تكن قوية من حيث الصناعة، وذلك لأن العدد مرهب للعدو، فالذي أدعو إخواني المسلمين إليه أن يحرصوا على كثرة الإنجاب .
نعم إذا دعت الحاجة إلى ذلك مثل أن تكون المرأة ضعيفة الجسم لا تتحمّل أو مريضة أو كانت لا تلد إلا بعملية، فهذه حاجة وللحاجات أحكام .
يقول السائل : كثير من الزوجات تكلف زوجها ما لا يطيق وتوقعه في ديون وإذا سئلت لماذا تفعل ذلك قالت : إن هذ من حقي فهل هذا صحيح .؟
السائل : وهذا سائل يقول : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يقول : كثير من الزوجات تكلف زوجها ما لا يطيق وتوقعه في ديون ، وإذا سئلت لماذا تقول : إن هذا من حقي فهل هذا صحيح ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : هذا غير صحيح، أن تثقل المرأة زوجها بأن يكون كأغنى الناس، ولا يلزمه ذلك شرعا، وهذا من سوء العشرة من الزوجة قال الله عز وجل : (( وعاشروهن بالمعروف )) وقال تعالى : (( ولينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها )) .
فلا يحل للمرأة أن تطلب من زوجها أكثر مما يستطيع من النفقة ، ولا يحل لها أن تطلب من زوجها أكثر مما جرى به العرف وإن كان يطيقه لقوله : (( وعاشروهن بالمعروف )) ولقوله تعالى : (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) .
كما أنه لا يحل للزوج أيضا أن يمنع الواجب عليه من النفقة، لأن بعض الأزواج والعياذ بالله يبتلى بالبخل، فتجده لا يقوم بالواجب الذي يجب عليه من الإنفاق على زوجته وأهله .
لو فرض أن هذا الزوج البخيل تقدر المرأة على أخذ شيء من المال بغير إذنه ، فهل يجوز لها أن تأخذ ؟ .
الجواب : نعم ، يجوز، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتى هندا بنت عتبة حين شكت أن زوجها شحيح لا يعطيها من النفقة ما يكفيها وأولادها قال : ( خذي من ماله ما يكفيك ويكفي بنيك بالمعروف ).
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يقول : كثير من الزوجات تكلف زوجها ما لا يطيق وتوقعه في ديون ، وإذا سئلت لماذا تقول : إن هذا من حقي فهل هذا صحيح ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : هذا غير صحيح، أن تثقل المرأة زوجها بأن يكون كأغنى الناس، ولا يلزمه ذلك شرعا، وهذا من سوء العشرة من الزوجة قال الله عز وجل : (( وعاشروهن بالمعروف )) وقال تعالى : (( ولينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها )) .
فلا يحل للمرأة أن تطلب من زوجها أكثر مما يستطيع من النفقة ، ولا يحل لها أن تطلب من زوجها أكثر مما جرى به العرف وإن كان يطيقه لقوله : (( وعاشروهن بالمعروف )) ولقوله تعالى : (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) .
كما أنه لا يحل للزوج أيضا أن يمنع الواجب عليه من النفقة، لأن بعض الأزواج والعياذ بالله يبتلى بالبخل، فتجده لا يقوم بالواجب الذي يجب عليه من الإنفاق على زوجته وأهله .
لو فرض أن هذا الزوج البخيل تقدر المرأة على أخذ شيء من المال بغير إذنه ، فهل يجوز لها أن تأخذ ؟ .
الجواب : نعم ، يجوز، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتى هندا بنت عتبة حين شكت أن زوجها شحيح لا يعطيها من النفقة ما يكفيها وأولادها قال : ( خذي من ماله ما يكفيك ويكفي بنيك بالمعروف ).
اضيفت في - 2006-04-10